باب - 16: ما جاء في المنع عن التوقيت والتسمية لصاحب الامر عليه السلام
1 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا علي بن الحسن، قال: حدثنا الحسن بن على بن يوسف ; ومحمد بن علي، عن سعدان بن مسلم، عن أبى بصير، عن أبى - عبدالله(عليه السلام) قال: " قلت له: ما لهذا الامر أمد ينتهى إليه ويريح أبداننا(2)؟ قال: بلى ولكنكم أذعتم، فأخره الله ".
2 - أخبرنا عبد الواحد بن عبدالله بن يونس قال: حدثنا محمد بن جعفر القرشي قال: حدثنى محمد بن الحسين بن أبى الخطاب، عن محمد بن سنان، عن محمد بن يحيى الخثعمي، قال: حدثنى الضريس، عن أبى خالد الكابلي، قال: " لما مضى علي بن الحسين(عليهما السلام) دخلت على محمد بن على الباقر(عليهما السلام)، فقلت له: جعلت فداك قد عرفت انقطاعي إلى أبيك وانسى به، ووحشتي من الناس قال: صدقت يا أبا خالد فتريد ماذا؟ قلت: جعلت فداك لقد وصف لي أبوك صاحب هذا الامر بصفة لو رأيته في بعض الطريق لاخذت بيده، قال: فتريد ما ذا يا أبا خالد؟ قلت: أريد أن تسميه لي حتى أعرفه باسمه، فقال: سألتني والله يا أبا خالد عن سؤال مجهد، ولقد سألتني عن أمر [ما كنت محدثا به أحدا، و] لو كنت محدثا به أحدا لحدثتك، ولقد
___________________________________
(2) كذا، وفى غيبة الشيخ " ألهذا الامر أمد ينتهى اليه، نريح اليه أبداننا وننتهى اليه ".
(*)
[289]
سألتني عن أمر لو أن بني فاطمة عرفوه حرصوا على أن يقطعوه بضعة بضعة "(1).
3 - أخبرنا علي بن أحمد، عن عبيد الله بن موسى العباسي(2)، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبى عمير، عن عبدالله بن بكير، عن محمد بن مسلم قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: يا محمد ! من أخبرك عنا توقيتا فلا تهابن أن تكذبه، فإنا لا نوقت لاحد وقتا ".
4 - أخبرنا أبوسليمان أحمد بن هوذة قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي بنهاوند سنة ثلاث وسبعين ومائتين، قال: حدثنا عبدالله بن حماد الانصاري في شهر رمضان سنة تسع وعشرين ومائتين، قال: حدثنا عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله جعفر بن محمد(عليهما السلام) أنه قال: " أبى الله إلا أن يخلف وقت الموقتين ".
5 - حدثنا علي بن أحمد، عن عبيد الله بن موسى العلوي، عن محمد بن أحمد القلانسي، عن محمد بن على، عن أبي جميلة، عن أبى بكر الحضرمي، قال: سمعت أبا عبدالله(عليه السلام) يقول: " إنا لا نوقت هذا الامر ".
6 - أخبرنا علي بن الحسين، قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، قال: حدثنا محمد بن حسان الرازي، قال: حدثنا محمد بن علي الكوفي، قال: حدثنا عبدالله ابن جبلة، عن علي بن أبى حمزة، عن أبى بصير، عن أبي عبدالله(عليه السلام) قال: " قلت له: جعلت فداك متى خروج القائم(عليه السلام)؟ فقال: يا أبا محمد إنا أهل بيت لا نوقت، وقد
___________________________________
(1) في قوله " حرصوا على أن يقطعوه - الخ " قدح عظيم لهم، والخبر يدل على أنه عليه السلام علم من عندالله تعالى أن الناس لا ينتظرون دولة القائم عليه السلام بل أكثرهم يبغضون شخصه فضلا عن دولته وسلطانه حتى أن في بنى فاطمة عليها السلام جماعة لو عرفوه باسمه وصفته وخصوصياته لقتلوه اربا اربا لو وجدوه.
فلذا قال: يا أبا خالد سألتنى عن سؤال مجهد يعنى سؤال أوقعنى في المشقة والتعب، والظاهر أن الكابلى سأل عن خصوصيات اخر له عليه السلام غير ما عرفه من طريق آبائه عليهم السلام من وقت ميلاده وزمان ظهوره وخروجه وقيامه.
(2) تقدم الكلام فيه آنفا.
(*)
[290]
قال محمد(صلى الله عليه وآله): " كذب الوقاتون "، يا أبا محمد إن قدام هذا الامر خمس علامات: اوليهن النداء في شهر رمضان، وخروج السفياني، وخروج الخراساني، وقتل النفس الزكية، وخسف بالبيداء "(1).
ثم قال: يا أبا محمد إنه لا بد أن يكون قدام ذلك الطاعونان: الطاعون الابيض والطاعون الاحمر قلت: جعلت فداك وأي شئ هما؟ فقال: [أما] الطاعون الابيض فالموت الجارف(2)، وأما الطاعون الاحمر فالسيف، ولا يخرج القائم حتى ينادى باسمه من جوف السماء في ليلة ثلاث وعشرين [في شهر رمضان] ليلة جمعة، قلت: بم ينادى؟ قال: باسمه واسم أبيه: " ألا إن فلان بن فلان قائم آل محمد فاسمعوا له وأطيعوه " فلا يبقى شئ خلق الله فيه الروح إلا يسمع الصيحة، فتوقظ النائم ويخرج إلى صحن داره، وتخرج العذراء من خدرها، ويخرج القائم مما يسمع، وهي صيحة جبرئيل(عليه السلام) ".
7 - أخبرنا علي بن أحمد، عن عبيد الله بن موسى، عن عبدالرحمن بن القاسم(3) قال: حدثني محمد بن عمر [و] بن يونس الحنفي(4)، قال: حدثني إبراهيم بن هراسة قال: حدثنا علي بن الحزور(5) عن محمد بن بشر، قال: " سمعت محمد بن الحنفية
___________________________________
(1) في بعض النسخ " وذهاب ملك بنى العباس " مكان " خسف بالبيداء ".
(2) الموت الجارف أى العام كما في اللغة، وقرأ العلامة الملجسى(ره) الكلمة " الجاذف " وقال: معناه الموت السريع.
لكن النسخ متفقة على " الجارف " وهى أنسب بالمقام.
(3) كذا في النسخ وفى البحار أيضا ولم أجد - إلى الان - بهذا العنوان في هذه الطبقة أحدا، وعبدالرحمن بن القاسم بن خالد العتقى أبوعبدالله البصرى هو صاحب مالك والاتحاد غير معلوم مع اختلاف الطبقة.
(4) محمد بن عمر بن يونس أو " ابن عمرو بن يونس " لم أجده، وفى بعض النسخ " بن يوسف " مكان " بن يونس ".
(5) على بن الحزور هو الذى يقول بامامة محمد بن الحنفية - رضى الله عنه - وهو من رواة العامة عنونه ابن حجر في التقريب والتهذيب، والكشى في رجاله.وفى بعض النسخ " على بن الجارود " وهو تصحيف.
نعم روى الشيخ(ره) بعض هذا الخبر باسناده عن محمد ابن سنان، عن أبى الجارود، عن محمد بن بشر الهمدانى.
وأبوالجارود اسمه زياد بن المنذر.
[291]
- رضي الله عنه - يقول: إن قبل راياتنا راية لآل جعفر واخرى لآل مرداس، فأما راية آل جعفر فليست بشئ ولا إلى شئ، فغضبت - وكنت أقرب الناس إليه - فقلت: جعلت فداك إن قبل راياتكم رايات؟ قال: إي والله إن لبني مرداس(1) ملكا موطدا لا يعرفون في سلطانهم شيئا من الخير، سلطانهم عسر ليس فيه يسر يدنون فيه البعيد ويقصون فيه القريب حتى إذا أمنوا مكرالله وعقابه(2) صيح بهم صيحة لم يبق لهم راع يجمعهم، ولا داع يسمعهم، ولا جماعة(3) يجتمعون إليها، وقد ضربهم الله
___________________________________
(1) قال العلامة المجلسى(ره) بنو مرداس كناية عن بنى العباس اذ كان في الصحابة رجل يقال له " عباس بن مرداس " انتهى.
وأقول: هو عباس بن مرداس بن أبى عامر بن حارثة يكنى أبا الهيثم، أسلم قبل فتح مكة بيسير، وشهد فتح مكة وهو من المؤلفة قلوبهم، ذكره ابن سعد في الطبقات في طبقة الخندفيين.
واشتهر أمره من يوم أعطى رسول الله صلى الله عليه وآله عيينة بن حصن والا قرع بن حابس في حنين أكثر مما أعطاه من الغنائم فقال خطابا للنبى صلى الله عليه وآله:
أتجعل نهبى ونهب الع * بيد بن عيينة والاقرع
فماكان حصن ولا حابس * يفوقان مرداس في مجمع
وما كنت دون امرئ منهما * ومن تضع اليوم لا يرفع
إلى آخر الاشعار، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " اذهبوا فاقطعوا عنى لسانه " فأعطوه من غنائم حنين حتى يرضى، وكان شاعرا محسنا وشجاعا مشهورا.
وكان ممن حرم الخمرفى الجاهلية فانه قيل له: ألا تأخذ من الشراب فانه يزيد في قوتك وجرأتك، قال: لا أصبح سيد قومى وأمسى سفيهها، ولا والله لا يدخل جوفي شئ يحول بينى وبين عقلى أبدا.
(2) زاد في بعض النسخ " واطمأنوا أن ملكهم لا يزول " وكأن الزيادة توضيح لبعض الكتاب كتبها فوق السطر أوفى الهامش بيانا لقوله " أمنو مكر الله وعقابه " فخلطت حين الاستنساخ بالمتن.
(3) في نسخة " ليس لهم مناد يسمعهم ولا جماعة ".
(*)
[292]
مثلا في كتابه(1) " حتى إذا أخذت الارض زخرفها وازينت [وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا] - الآية "(2).
ثم حلف محمد بن الحنفية بالله إن هذه الآيه نزلت فيهم، فقلت: جعلت فداك لقد حدثتني عن هؤلاء بأمر عظيم، فمتى يهلكون؟ فقال: ويحك يا محمد إن الله خالف علمه وقت الموقتين، إن موسى(عليه السلام) وعد قومه ثلاثين يوما وكان في علم الله عزوجل زيادة عشرة أيام لم يخبر بها موسى، فكفر قومه، واتخذوا العجل من بعده لما جاز عنهم الوقت ; وإن يونس وعد قومه العذاب وكان في علم الله أن يعفو عنهم، وكان من أمره ما قد علمت، ولكن إذا رأيت الحاجة قد ظهرت، وقال الرجل: بت الليلة بغير عشاء، وحتى يلقاك الرجل بوجه، ثم يلقاك بوجه آخر - قلت هذه الحاجة قد عرفتها فما الاخرى وأي شئ هي؟ قال: يلقاك بوجه طلق، فإذا جئت تستقرضه قرضا لقيك بغير ذلك الوجه - فعند ذلك تقع الصيحة من قريب ".
8 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال: حدثنا محمد بن المفضل بن إبراهيم بن قيس بن رمانة الاشعري ; وسعدان بن إسحاق بن سعيد ; وأحمد بن الحسين ابن عبدالملك ; ومحمد بن أحمد بن الحسن القطواني، قالوا جميعا: حدثنا الحسن بن محبوب الزراد، عن إسحاق بن عمار الصيرفي، قال: سمعت أبا عبدالله(عليه السلام) يقول: " قد كان لهذا الامر وقت(3)، وكان في سنة أربعين ومائة(4)، فحدثتم به وأذعتموه فأخره الله عزوجل ".
9 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد بهذا الاسناد، عن الحسن بن محبوب، عن
___________________________________
(1) في بعض النسخ " وقد ضرب الله مثلهم في كتابه ".
(2) يونس: 24.
(3) " لهذا الامر " أى للفرج وهو يوم رجوع الحق إلى أهله.
وقوله " وقت " أى وقت معين معلوم عندنا.
(4) وهو زمان امامته عليه السلام فان أباه(ع) توفى سنة 114، وتوفى هو(ع) سنة 148، وسيأتى بيان الخبر عن العلامة المجلسى(ره).
(*)
[293]
إسحاق بن عمار قال: قال لى أبوعبدالله(عليه السلام): " يا أبا إسحاق إن هذا الامر قد اخر مرتين "(1).
10 - حدثنا محمد بن يعقوب الكليني قال: حدثنا علي بن محمد ; ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد ; ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد جميعا، عن الحسن بن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي، قال: سمعت أبا جعفر الباقر(عليه السلام) يقول: " يا ثابت إن الله تعالى قد كان وقت هذا الامر في سنة السبعين(2) فلما قتل الحسين(عليه السلام) اشتد غضب الله(3) فأخره إلى أربعين ومائة، فحدثنا كم بذلك فأذعتم وكشفتم قناع الستر فلم يجعل الله لهذا الامر بعد ذلك وقتا عندنا، ويمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب.
قال أبوحمزة: فحدثت بذلك أبا عبدالله الصادق عليه السلام، فقال: قد كان ذلك "(4).
___________________________________
(1) يأتى بيان المرتين في الحدث الاتى.
(2) كذا، وفى رواية التى رواها الشيخ في الغيبة عن أبى حمزة عن أبى جعفر(ع) " ان الله تعالى كان وقت هذا الامر إلى السبعين " ولا يخفى اختلاف المفهومين، فان المبدء في أحدهما غير معلوم، وعندي أن كلمة " سنة " في هذا الحديث والذى تقدم تحت رقم 8 من زيادات النساخ كما أنها ليست في الكافى مع أنه يروى الخبر عن الكينى(ره).
(3) كذا، وزاد هنا في الكافى " تعالى على أهل الارض ".
(4) قال العلامة المجلس(ره): " قيل: السبعون اشارة إلى خروج الحسين(ع) والمائة والاربعون إلى خروج الرضا عليه السلام - ثم قال - أقول: هذا لا يستقيم على التواريخ المشهورة، اذ كانت شهادة الحسين عليه السلام في أول سنة احدى وستين، وخروج الرضا عليه السلام في سنة مائتين من الهجرة.
والذى يخطر بالبال أنه يمكن أن يكون ابتداء التاريخ من البعثة، وكان ابتداء ارادة الحسين عليه السلام للخروج ومبادية قبل فوت معاوية بسنتين فان أهل الكوفة - خذلهم الله - كانوا يراسلونه في تلك الايام، وكان عليه السلام على الناس في المواسم، ويكون الثانى اشاره إلى خروج زيد بن على فانه كان في سنة اثنتين وعشرين ومائة من الهجرة فاذا انضم ما بين البعثة والهجرة اليها يقرب مما في الخبر، أو إلى انقراض دولة بنى اميه أو ضعفهم واستيلاء أبى مسلم على خراسان، وقد كتب إلى الصادق عليه السلام كتبا< يدعوه إلى الخروج، ولم يقبل عليه السلام لمصالح، وقد كان خروج أبى مسلم في سنة ثمان وعشرين ومائة، فيوافق ما ذكر في الخبر من البعثة.
وعلى تقدير كون التاريخ من الهجرة يمكن أن يكون السبعون لاستيلاء المختار فانه كان قتله سنة سبع وستين، والثانى لظهور أمر الصادق عليه السلام في هذا الزمان وانتشار شيعته في الافاق، مع أنه لا يحتاج تصحيح البداء إلى هذه التكلفات " اه.
أقول: هذا البيان مبنى على معلومية مبدء التاريخ في الخبر وليس بمعلوم - على ما عرفت من زيادة لفظه " سنة " من النساخ حيث لا تكون في أصله الكافى، ويحتمل أن يكون المبدء يوم غيبته عليه السلام كما احتمله بعض الاكابر، والمعنى أن الله سبحانه وتعالى قرره أولا بشرط أن لا يقتل الحسين عليه السلام بعد السبعين من الغيبة المهدوية عليه السلام فبعد أن قتل(ع) أخره إلى المائة والاربعين بشرط عدم الاذاعة لسرهم، فقال عليه السلام بعد أن أذعتم السر وكشفتم قناع الستر، وسترعنا علمه، أو لم يأذن لنا في الاخبار به.
(*)
[294]
11 - وأخبرنا محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن سلمة بن الخطاب، عن علي بن حسان، عن عبدالرحمن بن كثير، قال: " كنت عند أبى عبدالله(عليه السلام) إذ دخل عليه مهزم، فقال له: جعلت فداك أخبرني عن هذاالامر الذي ننتظرة متى هو؟ فقال: يا مهزم كذب الوقاتون، وهلك المستعجلون، ونجا المسلمون ".
12 - وأخبرنا محمد بن يعقوب، عن عدة من شيوخه، عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن علي بن أبي حمزة، عن أبى بصير، عن أبى عبدالله(عليه السلام) قال: سألته عن القائم(عليه السلام)، فقال: " كذب الوقاتون، إنا أهل بيت لانوقت، ثم قال: أبى الله إلا أن يخلف وقت الموقتين ".
13 - أخبرنا محمد بن يعقوب، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن ابن على الخزاز، عن عبدالكريم [بن عمرو] الخثعمي، عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر(عليه السلام) قال: قلت له: لهذا الامر وقت؟ فقال " كذب الوقاتون، كذب الوقاتون، إن موسى(عليه السلام) لما خرج وافدا إلى ربه واعدهم ثلاثين يوما، فلما زاده الله على الثلاثين عشرا، قال قومه: قد أخلفنا موسى، فصنعوا ما صنعوا، فإذا حدثنا كم بحديث فجاء على ما حدثنا كم به، فقولوا: صدق الله، وإذا حدثنا كم
[295]
بحديث فجاء على خلاف ما حدثنا كم به، فقولوا: صدق الله؟ تؤجروا مرتين "(1).
14 - وأخبرنا محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى ; وأحمد بن إدريس، عن محمد ابن أحمد؟ عن السياري(2)، عن الحسن بن على بن يقطين، عن أخيه الحسين، عن أبيه علي بن يقطين قال: قال لي أبوالحسن موسى بن جعفر(عليهما السلام): " يا علي: الشيعة تربى بالاماني منذ مائتي سنة(3) ".
قال:(4) وقال يقطين لابنه علي بن يقطين: ما بالنا قيل لنا فكان، وقيل لكم فلم يكن - يعني أمر بني العباس -(5)؟ فقال له علي: إن الذي قيل لكم ولنا كان من مخرج واحد، غير أن أمركم حضر [وقته] فاعطيتم محضه فكان كما قيل لكم وإن أمرنا لم يحضر فعللنا بالاماني(6)، فلو قيل لنا: إن هذا الامر لا يكون إلا
___________________________________
(1) انما يجئ على خلاف ما حدثوا به لاطلاعهم عليه في كتاب المحو والاثبات قبل اثبات المحو ومحو الاثبات، وانما يؤجرون مرتين لايمانهم بصدقهم أولا وثباته عليه بعد ظهور خلاف ما أخبروا به ثانيا.
(الوافى).
(2) هو أحمد بن محمد بن سيار أبوعبدالله الكاتب، كان من كتاب آل طاهر في زمن أبى محمد عليه السلام ويعرف بالسيارى وكان ضعيفا فاسد المذهب، مجفو الرواية كثير المراسيل كما في فهرست الشيخ، ورجال النجاشى.
(3) " تربى بالامانى " على بناء المفعول من باب التفعيل من التربية، أى تصلح أحوالهم وتثبت قلوبهم على الحق بالامانى بأن يقال لهم: الفرج ما أقربه وما أعجله، فان كل ما هو آت فهو قريب، كما قال تعالى: " اقتربت الساعة ".
والامانى جمع الامنية وهو رجاء المحبوب أو الوعد به.
(المرآة) وقوله " منذ مائتى سنة " أى منذ القرنين فلا اشكال بان يكون زمانه عليه السلام كان أنقص من المائتين بكثير لان قواعد أهل الحساب اتمام الكسور اذا كانت ازيد من النصف واسقاطها اذا كانت أقل منه.
(4) يعنى قال السيارى، أوالحسين بن على بن يقطين.
(5) قوله " يعنى " من كلام المؤلف وليس في الكافى.
(6) كان يقطين من شيعة بنى العباس، وابنه على كان من شيعة أهل البيت عليهم السلام، وحاصل كلام يقطين ان أئمتكم قالوا في خلافة بنى العباس وأخبروا عن كونها قبل كونها< فكانت كما قالوا، وقالوا لكم في الفرج وقربه وظهور الحق فلم يقع كما قالوا.
وحاصل جواب ابنه أن كليهما من مخرج واحد الا أن ما قالوا فيكم حضر وقته وما قالوا لنا لم يحضر وقته فاخبروكم بمحضه أى من غير ابهام واجمال، وأخبرونا مجملا بدون تعيين الوقت.
" فعللنا " على بناء المجهول من قولهم " علل الصبى بطعام أوغيره " اذا شغله به.
وهذا الجواب متين أخذه على عن موسى بن جعفر عليهما السلام كما رواه الصدوق في العلل باسناده عن على بن يقطين قال: قلت لابى الحسن موسى عليه السلام: " ما بال ما روى فيكم من الملاحم ليس كما روى؟ وما روى في أعاديكم قد صح؟ فقال عليه السلام: ان الذى خرج في أعدائنا كان من الحق فكان كما قيل، وأنتم عللتم بالامانى فخرجاليكم كما خرج ".
[296]
إلى مائتى سنة أو ثلاثمائة سنة لقست القلوب ولرجع عامة الناس عن [الايمان إلى] الاسلام(1)، ولكن قالوا: ما أسرعه وما أقربه، تألفا لقلوب الناس وتقريبا للفرج ".
15 - أخبرنا محمد بن يعقوب قال: حدثني الحسين بن محمد، عن جعفر بن محمد، عن القاسم بن إسماعيل الانباري، عن الحسن بن علي، عن إبراهيم بن مهزم، عن أبيه، عن أبي عبدالله(عليه السلام) قال: " ذكر نا عنده ملوك آل فلان(2)، فقال: إنما هلك الناس من استعجالهم لهذا الامر(3)، إن الله لا يعجل لعجلة العباد، إن لهذا الامر(4) غاية ينتهي إليها، فلو قد بلغوها لم يستقدموا ساعة ولم يستأخروا ".
___________________________________
(1) كذا في الكافى، وفى بعض النسخ " لو قيل لنا ان هذا الامر لا يكون الا إلى مائتى سنة وثلاثمائة سنة ليئست القلوب وقست ورجعت عامة الناس عن الايمان إلى الاسلام ".
(2) اى آل عباس ودولتهم وقدرتهم، وهل يمكن ازالته، أو كنا نرجوا أن يكون انقراض دولة بنى امية متصلا بدولتكم ولم يكن كذلك، وهذا أوفق بالجواب.
(3) يعنى الذين يريدون ازالة دولة الباطل قبل انقضاء مدتها أمثال زيد وبنى الحسن عليه السلام وأضرابهم.
(4) أى دولة الحق وظهور الفرج، أو زوال الملك عن الجبابرة وغلبة الحق عليهم.
(*)