عربي
Saturday 23rd of November 2024
0
نفر 0

المناظرة الثانية/سماحة الشيخ مصطفى الطائي

المناظرة الثانية

 

سماحة الشيخ مصطفى الطائي:

بسم الله الرحمن الرحيم, المناظرة الثانية والتي جرت في غرفة الحق.

السيد رفيق:

بسم الله الرحمن الرحيم, السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، حياكم الله أخواني جميعاً، وحيا الله الشيخ عثمان, وحيا الله سماحة الدكتور السيد عصام العماد وجميع الأخوة الموجودين معنا في الغرفة.

إذن إن شاء الله نبدأ تفضل سيد عصام العماد معك المايك.

السيد طلال:

تفضل سماحة الدكتور.

السيد عصام:

بسم الله الرحمن الرحيم, أتقدم في البداية بالشكر إلى أخي الفاضل الشيخ عثمان ـ حفظه الله ـ الذي وجدت فيه من خلال الجلسة الماضية، أنه يتحلى بالأخلاق الإسلامية الحميدة، وأعجبني عندما بيّن في الجلسة الماضية بأن الاثني عشرية وأهل السنّة أخوة من المسلمين الموحدين, ولكنه يرى أنهم أخطأوا كما كنت أرى رأيه يوم كنت؟ وهابياً, وأحب أن أذكر أن لي عشرات الأصدقاء، من الوهابيين, كنا نجلس جمعياً في حلقات العلم في المساجد نتدارس التفسير، والحديث ولكنني تركت الوهابية واخترت الاثني عشرية، وعمي الشيخ عبد الرحمن العماد ـ حفظه الله ـ هو من قادة الوهابية في اليمن, وهو عمي, وأحمل له كل حب, ولكنني أقتدي بالإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ , فقد كان يحب شيخ الإسلام إسماعيل الهروي, ولكنه كان يقول: «شيخ الإسلام حبيب إلينا والحق أحب إلينا منه». وأنا أقول ـ أيضاً ـ: إن عثمان الخميس أخي وحبيبي وصديقي، ولكن الحق أحب إليّ من عثمان الخميس ومن غيره، وقد أعجبني إنصاف عثمان خميس عندما بيّن في الجلسة الماضية أن الاثني عشرية لا يعبدون التربة، كما يحسب بعض الجهلاء بل يعبدون إلهاً واحداً، ويكفّرون كل من عبد غير الله. كما أعجبني أخي الشيخ عثمان عندما اتفق معي بأنّ البحث يجب أن يكون على آية آية ورواية رواية، حتى لا يتشعَّب البحث، ولا نريد أن يكون البحث عن موضوع كلي أو موضوع عام, كما أنني أعده كما قال إننا سوف نناقش الأسباب التي جعلت بعض متطرّفي أهل السنة يكفّروا الاثني عشرية، والأسباب التي جعلت بعض متطرّ في الاثني عشرية يكفّروا أهل السنة. ونحن لا نريد بهذا الحوار أن نعيش حالة العقل غير التقي الذي لا يفكّر إلاّ بإسقاط الآخر المحاور له, بل نحن نريد أن نعيش بعقلية التقي المؤمن كما اتفقنا في الجلسة الماضية. ـ أيضاً ـ , أنه لا يصح أن يُكفّر أحد من المسلمين لا أهل السنة ولا الوهابية ولا الاثني عشرية. اتفقنا إنه إذا كفّرت أنا أهل السنة أو كفّرت الوهابية فإنني أُخرج من الغرفة، وكذلك إذا كفّر أخي عثمان الخميس أحد من الاثني عشرية، أو رجل من رجال الاثني عشرية فإنه يُطرد من الغرفة, فالكل من المسلمين كما اتفقنا ـ أيضاً ـ في الجلسة الماضية. أنّ الغلاة ـ لعنهم الله ـ كفار ومشركون, كفّّرهم أهل السنة, وكفّّرهم الاثنا عشرية, وكفّرهم الوهابية, وإن كنت أعتقد أن الاثني عشرية أقرب إلى الحق من أهل السنة, في حين أن أخي عثمان الخميس يرى أن أهل السنة أقرب إلى الحق من الاثني عشرية, كما كنت أنا في السابق ـ أيضاً ـ أعتقد بذلك قبل أن أنتقل إلى مذهب الحق, مذهب أهل البيت, مذهب الاثني عشرية.. وهكذا فكلا طرفي الحوار يرى أن الطرف الآخر من المسلمين ولكنه يرى أنه أقرب إلى الحق من أخيه.

ومن هنا فقد كنت أعتقد أن استدلالات السنة هي أقرب إلى الحق من استدلالات الذين خالفونا، لكنني استيقنت أن استدلالات المواليين لأهل البيت أقرب إلى الحق من استدلالات أهل السنة.

وحوارنا اليوم كما اتفقنا على أن يكون البحث حول «آية التطهير»؛ ولأنني رأيت أخي عثمان الخميس يعتمد في كتابه «كشف الجاني محمد التيجاني» اعتماداً كاملاً على ابن تيمية, وينقل أقواله بصورة مكررة, لاسيما على كتابه «منهاج السنة», وهو لابن تيمية, ورأيت إنه ينقل أقواله حول آية التطهير؛ أرى من الضروري أن أنقل ما قاله ابن تيمية في آية التطهير، وبالذات ما قاله الإمام ابن تيمية في كتابه «الفتاوى الكبرى» ج3 , ص154, وقد نشر العالم السني المعاصر الوهابي الشيخ أبو تراب الظاهري رسالة للإمام ابن تيمية استخرجها من فتاويه، وطبع هذا الكتاب تحت عنوان «رسالة في فضل أهل البيت وفي حقوقهم» لابن تيمية, طبع من قبل دار القبلة في جدة, السعودية 1405 هـ.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ في تفسير قوله تعالى:

إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً (1), قال الإمام ابن تيمية في شرح هذه الآية الكريمة: «و لما بيّن سبحانه إنه يريد أن يذهب الرجس عن أهل بيته ويطهرهم تطهيراً، دعا النبي لأقرب أهل بيته وأعظمهم اختصاصاً به, وهم علي وفاطمة ـ رضي الله عنهما ـ وسيدا شباب أهل الجنة، جمع الله لهم بين أن قضا لهم بالتطهير، وبين أن قضا لهم بالكمال بدعاء النبي فكان في ذلك ما دلّنا على إذهاب الرجس عنهم، وتطهيرهم نعمة من الله يسبغها عليهم ورحمة منه وفضلاً».

وقال ابن تيمية ـ أيضاً ـ في نفس هذا المصدر: «فقد ثبت عن النبي من وجوه صحاح أن الله لمّا أنزل عليه [إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما](2) سأل الصحابة كيف يصلون عليه فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «قولوا اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد».

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ أيضاً ـ: «وقد روى الإمام أحمد والترمذي وغيرهما عن أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ أن هذه الآية لما نزلت (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) أدار النبي كسائه على علي وفاطمة والحسن والحسين ـ رضي الله عنهم ـ فقال: «اللهم هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً». والسنة النبوية تفسّر كتاب الله وتبيّن ـ ما زال الكلام لابن تيمية ـ وتدل عليه وتعبر عنه, فلمّا قال: هؤلاء أهل بيتي مع أن سياق القرآن ـ تأمل في كلام ابن تيمية ـ , يدل على أن الخطاب مع أزواجه».

أي سياق هذه الآية جاءت في سياق نساء النبي, وتتحدث عن نساء النبي لكن ابن تيمية يقول مع أن سياق القرآن يدل على أن الخطاب مع أزواجه, علماً أن أزواجه وإن كنّ من أهل بيته في نظر ابن تيمية, ولكن ـ تأمل فيما سيقول فيما بعد ـ «كما دلّ عليه القرآن فهؤلاء أحق, أي هؤلاء الأربعة أحق بأن يكونوا أهل بيته؛ لأن صلة النسب أقوى من صلة الصهر».

كما ذكر الإمام ابن جرير الطبري: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت) «أي السوء والفحشاء يا أهل بيت محمد ويطهركم من الدنس الذي يكون في أهل المعاصي يطهركم الله تطهيراً..». وذكر بسنده عن قتادة في تفسير هذه الآية قال: «فهم [أهل بيت] طهرهم الله من السوء وخصّّهم برحمته», ثم ذكر الإمام الطبري عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله: «نزلت هذه الآية في خمسة (أي في الرسول الأكرم), وفي علي, وحسن, وحسين, وفاطمة ـ ما زال الكلام للإمام الطبري الإمام عند أهل السنة ـ , ثم ذكر الإمام الطبري حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: «خرج النبي ذات يوم غداة وعليه مرط مرحّل من شعر أسود وجاء الحسن فأدخله معه ثم قال: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً), ثم ذكر حديث أنس ـ رضي الله عنه ـ إن النبي كان يمر ببيت فاطمة ستة أشهر, كلّما خرج إلى الصلاة فيقول: «الصلاة أهل البيت (إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً)..». ثم ذكر إمام أهل السنة الطبري حديث أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ قالت: «كان النبي عندي وعلي وفاطمة والحسن والحسين فجعلت لهم حزيرة فأكلوا وناموا وغطّى عليهم الكساء [القطيفة], ثم قال اللهم هؤلاء أهل بيتي أذهب عنهم الرِّجس وطهرهم تطهيراً» وذكر عدة أسانيد كثيرة لا مجال لذكر أكثرها؛ لأنها كثيرة جداً تدل على أن الرسول قد حصر أهل البيت المطهرين في هؤلاء الخمسة, أي ويدخل النبي منهم، النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين فهو ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ في «آية التطهير» استثناء يدخل ضمن أهل البيت, قال المفسرون: إن «آية التطهير» أطلقت حتى على الرسول كلمة أهل البيت. ثم ذكر إمام أهل السنة حديث واثلة بن الأسقع قال: «إني عند رسول الله إذ جاء علي وفاطمة وحسن وحسين فألقى عليهم كساء له, ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي، اللهم اذهب عنهم الرجس» وهكذا وهكذا.. هنالك عشرات الأحاديث الأخرى التي تبيّن أن الرسول قد حصر أهل البيت بالأربعة.

وذكر الحافظ ابن كثير ـ رحمه الله ـ في تفسيره لهذه الآية الحديث الذي رواه الترمذي والبزاز عن ابن حوشب قال: «دخلت مع أبي على عائشة ـ رضي الله عنها ـ فسألته عن علي ـ رضي الله عنه ـ فقال: تسألني عن رجل كان من أحبّ الناس إلى رسول الله، وكان تحته ابنته أحب الناس إليه, لقد رأيت رسول الله دعا علياً وفاطمة وحسن وحسين ـ رضي الله عنهم ـ فألقى عليهم ثوباً وقال: (اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً). ـ قال ـ فدنوت منه وقلت: يا رسول الله وأنا من أهل بيتك؟ فقال: تنحي فإنك على خير».

إذن فهنا نجد أن الرسول يؤكّد تأكيداً ضرورياً على ضرورة حصر أهل البيت المطهرين, أن يحصر أهل البيت في هؤلاء الأربعة, ويدخل النبي من ضمنهم فيصبحوا خمسة.

وسوف نؤكد إن شاء الله عندما نأتي إلى الكلمة ـ التي ستعطى لي في الفرصة الثانية ـ نؤكد لماذا حصر الرسول هؤلاء وبين أنهم فقط هؤلاء (الأربعة)؟! وسأبيّن أنّ ذلك يعود بسبب أنّ هؤلاء هم قرناء القرآن, و «حديث الثقلين» يرتبط بهم, ولما كانوا قرناء القرآن فيجب أن يكونوا محصورين بعدد معين, كما أنّ القرآن محصور بسور معيّنة، حتى لا يأتي أحد ويدعي أنه قرين القرآن, وأنه من أهل البيت المطهرين؛ لأن أهل البيت غير المطهرين ليس لهم عدداً معيناً معلوماً.

الشيخ عثمان:

بسم الله الرحمن الرحيم, و الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين, أحيي الشيخ الدكتور عصام العماد في هذه المحاورة, وأنا أرجوا ابتداءً أن يعرفّنا ما هي الإمامة؟ ما حكم الإيمان بها, ما ضرورة الإيمان بها؟ ثم بعد ذلك ندخل في هذا الموضوع ونبدأ بذكر الأدلة التي تدل على إمامة علي والأدلة التي تدل على إمامة الحسن والحسين.. وهكذا ـ رضي الله عنهم أجمعين ـ.

السيد رفيق (مدير المناظرة مِن طرف الاثني عشرية):

تفضل سماحة الدكتور السيد عصام معك المايك.

السيد عصام:

بسم الله الرحمن الرحيم, أشكر أخي وحبيبي سماحة الشيخ عثمان الخميس, وكما قلت: أؤكد على مسألة مهمة أنه نحن كما اتفقنا جميعاً أننا سنبحث هذه الأُمور مسألة مسألة, سأبحث أنا وأنت في هذه القضايا, ما هو حكم الإمامة, ما هو حكم منكرها؟ إن شاء الله ولكن وكما اتفقنا في الجلسة الماضية أن يكون البحث عن آية آية، ورواية رواية, يعني أنت التزمت بالجلسة الماضية أن يكون البحث عن «حديث الكساء» وعن «آية التطهير», ومن هنا أنا أعدك أنّ عندي من الأدلة الكافية التي تبين لك ما هو الحكم على من أنكر الإمامة, وما هي أدلة الحكم؟ وعندي بحوث كثيرة, وربما أنّ هذا الموضوع يحتاج منّي, وأنا وأنت إلى أكثر من ثلاث مناظرات أو أربع مناظرات في هذه المسألة. ولا يهمّك هذه عندي جاهزة, ولكن الآن ليس أو أنه أقصد أنه نحن لا نستعجل في هذه المسألة؛ لأنه إذا دخلنا في هذا الموضوع سوف نخرج عن الموضوع الذي اتفقنا عليه, وأنت التزمت في الجلسة الماضية أن يكون البحث في «آية التطهير», وأنا على هذا الأساس ذهبت حسب موافقتك وحسب كلامك, وأتيت بالأدلة القوية, وبعد ذلك تأتي الآن وتقول لي: ما هو الحكم على من أنكر الإمامة؟! أنا سأجيبك, ولكن هذا الموضوع يعتبر خروجاً عن موضوع الحوار الذي اتفقنا عليه, ولا يهمك أيّ قضيّة تريد أن تطرحها, أنا معك, ولن أنسحب إلى آخر لحظة في هذه المناظرة, أيّ قضيّة تريد أن تطرحها, مثل: قضيّة مباني الرجال عند الاثني عشرية، أيّ قضية في الأصول عند الاثني عشرية في العقائد سوف أطرحها لك, وسوف تستمر لربما المسائل إلى مناقشات طويلة, ولكن الآن لكل حال مقال، الآن ليس موضوع الحوار ما هو حكم منكر الإمامة حتى لا نتشتت في الحوار, حتى لا يضيع الحوار، إننا نريد أن نصل إلى الحق, وإذا أردنا أن نصل إلى الحق فيجب أن لا نتشتت في الحوار، وتفضلوا معكم المايك.

السيد رفيق:

تفضل شيخ عثمان.

سماحة الشيخ عثمان:

بسم الله الرحمن الرحيم, نبدأ كما قلتم إن شاء الله تعالى بحول الله تبارك وتعالى وبركته جلّ وعلا, ونسأل لله جل وعلا أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى, كما أراد الشيخ الدكتور يريد الحديث عن «آية التطهير» فلا مانع عندي, وأنا لا مانع عندي أن أتكلم في هذا وهو ذكر «آية التطهير».

«آية التطهير» كما يستدل بها الدكتور عصام على أنّهم الأئمة الذين اختارهم الله تبارك وتعالى. هذه الآية على قول جماهير المفسرين أنها في نساء النبي, كما هو ظاهر من سياق الآيات في قوله تبارك وتعالى: (يا نساء النبي من يأتي منكن بفاحشة بينة), وقوله: (يا نساء النبي لستن كأحد من النساء) إلى أن قال: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرّجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً) ثم قال بعدها: (و اذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة) ولذلك ليست من البلاغة في مكان أن ينتقل الحوار هكذا بدون تنبيه, والمعلوم أن كلام الله تبارك وتعالى هو منتهى البلاغة, ولذلك أنا أطلب منه الآن أن يذكر كل ما يجده دليلاً له في «آية التطهير», وماذا يريد منها وماذا يريد أن يصل إليه من خلال هذه الآية, ثم بعد ذلك نناقشه بالتفصيل بحول الله وقوته, جزاكم الله خيراً.

السيد رفيق:

طيب تفضل سماحة الدكتور السيد عصام إن شاء الله تسع دقائق ثانية مع الشيخ عثمان, تفضل سيد عصام معك المايك.

سماحة الدكتور السيد عصام:

بسم الله الرحمن الرحيم, موضوعنا الرئيسي هو في الحقيقة نحن نريد أن نبحث عن مسألة، هل هذه الأدلة «حديث الثقلين», وحديث «ما يزال الدين محفوظاً ما وليهم الاثنا عشر» في مسلم, حديث «تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تظلوا بعدي أبداً»، «كتاب الله وأهل بيتي»، «أذكركم الله في أهل بيتي, أذكركم الله في أهل بيتي..», هل يدلّ هذا الحديث على التمسك بأهل البيت أم لا? هذا الحديث درسه الإمام الألباني في العصر الحديث بشكل مفصل, وبيّن أنه قد أخطأ الدكتور علي أحمد السالوس عندما ضعّف بعض طرقه؛ لأن حديث الثقلين الوارد في صحيح مسلم قد أجمعت الأمة على صحة هذا الحديث, و بيّن أن الحديث صحيح بأدلة ومتواتر, وإذا أردت أرجع إلى كتاب الألباني في الدفاع عن «حديث الثقلين» في كتاب «سلسلة صحيح الألباني», وبيّن أن هذا الحديث صحيح بجميع طرقه، يعني سواء باللفظ الذي ورد «حبل ممدود من المساء إلى الأرض», أو باللفظ الذي ورد أنهما «لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض».

ونحن نعرف أنّ نساء الرسول لم يبق أحد منهن الآن, فهل معنى ذلك أنه قد تم الافتراق بين القرآن وبين أهل البيت. فأقصد أنّ المسألة ليست القضية هي تتعلق فقط بالاثني عشرية, الآن أستطيع أن أذكر لك مائة رواية من طرق أهل البيت تدل على أن أهل الكساء هم هؤلاء الأربعة فقط؛ الإمام علي والإمام الحسن والإمام الحسين وفاطمة, ولكن أنا الآن استند إليك إلى نفس أقوال علماء أهل السنّة, يعني أقوال علماء أهل السنّة كثير منها تدل على أنّ أهل البيت المطهرين هم الأربعة, وإذا أردت فراجع إلى كثير من علماء أهل السنّة, يعني مثلاً الطحاوي.

يذكر هذه المسألة بشكل مفصّل ويبين أن أهل البيت بسبب دليل, أنا آتي أناقشك في مسألة الدليل, السنة تشرح الحديث، والرسول يقول: أوتيت القرآن ومثله معه؛ فالسنة النبوية هي التي تشرح القرآن الكريم, فإذا كان الرسول يبيّن لنا في الأدلة الكاملة أن أهل البيت المطهرين لا غير المطهرين من أهل البيت, هم: الإمام علي والحسن والحسين وفاطمة فلماذا نخالف الرسول؟!

القضيّة ليس أننا والعياذ بالله لا نريد أن تكون من أهل البيت المطهرين السيدة أم سلمة ـ رضوان الله عليها ـ , ولعن الله من نقّص في أم سلمة, ولكن القضيّة نقول: إننا يجب أن نلتزم بكلام الرسول. المسألة ليست أنا أريد، أنا أتمنى أن نساء الرسول يكن من آل الرسول المطهرين، وأتمنى كل ذلك, وهن لائقات بهذا المقام, ولكن أقول: إن القضيّة نحن نلتزم بالشرع, نحن نلتزم بالشريعة, نحن نلتزم بالسنّة النبوية.

إذا كان الرسول يقول أهل بيتي هم علي والحسن والحسين وفاطمة أنا أئتي وأقول: لا.؟!

إذا كان الرسول في حديث صحيح كما في صحيح مسلم وردت رواية تقول: إنه سئل زيد بن أرقم, نساء النبي منهم؟ قال: لا. وفي رواية قال: نعم ولكن أهل بيته قال علماء أهل السنّة: عندما قال زيد بن أرقم: نعم, ثم قال: لا يدل على أن هنا خطأ, وإلاّ ما معنى أن يقول: نعم, ثم يستدرك ويقول: ولكن!! فإذا كان الإمام النووي يقول بالنص الواحد، وإذا أردت أنت راجع صحيح مسلم شرح الإمام النووي, وارجع إلى تعليق الشيخ خليل مأمون «دار المعرفة» قال الإمام مسلم عفواً الإمام النووي عندما أتى وشرح فقلنا: «من أهل بيته نساؤه؟ قال: لا». فهاتان الروايتان ظاهرهما التناقض, يعني مرة يسأل زيد بن أرقم يقول: نعم ومرة يقول: لا. فهاتان الروايتان ظاهرهما التناقض, والمعروف في معظم الروايات في غير مسلم نساءه لسن من أهل بيته فإذا كان الإمام النووي يقول: المعروف في غير مسلم أن النساء لسن من أهل بيته, ودليل «حديث الكساء» وهو من الأحاديث التي أجمع المسلمون من السنّة ومن الاثني عشرية ومن الوهابية على أنه حديث صحيح.

نحن يجب أن نلتزم بالسنّة النبوية, إذا كان الرسول حدّد لنا أهل البيت هو يريد أن يحدّد لنا أهل البيت المطهرين لا أهل البيت غير المطهرين؛ لأنه ذكر في حديث الثقلين أنهم سيكون لهم مقام عظيم, أي أنهم سيكونون قرناء القرآن, وإن مَن ترك القرآن وترك أهل البيت سوف يكون ضالاً بعيداً عن الإسلام؛ فمن هنا الرسول أراد من خلال تحديد أهل البيت المطهرين أن يبين المقام الأكبر لهم, حتى لا يأتي أحد ويدعي كذباً وزوراً أنه من أهل البيت.

فالرسول بيّن ذلك بشكل مفصّل, وأقول لك: إنه إذا كان في اللغة العربية ممكن إطلاق كلمة الأهل مجازاً, كما يقول الإمام الزبيدي أنه أهل البيت أحياناً يطلق مجازاً على المرأة, كما في آيات القرآن يطلق أحياناً ولكن أنا أقول: إنه طالما أن الرسول قد بيّن في هذا الحديث في «حديث الكساء» أنّ أهل البيت المطهرين هم الأربعة: الإمام علي والحسن والحسين وفاطمة. فهنا أصبحت المسألة حقيقة شرعية, يعني نحن لن نبحث عن أهل البيت بالمعنى اللغوي, ففي المعنى اللغوي لا يوجد فرق بين دائرة أهل البيت المطهرين وبين دائرة أهل البيت غير المطهرين, كما أن أهل البيت قد يطلق في القرآن على الزوجة, كما حدث في آيات قرآنية, ولكن أنا أقول: هنا جاء الحديث النبوي وميز, ما المراد من أهل البيت الذين يتمسك بهم بعد القرآن, فأصبح هنا لم تعد حقيقة لغوية, بل حقيقة شرعية.

نحن التزاماً بالشرع، يعني القضية هي التزام بالشرع فأنا أريد أقول: قال الكثير من أهل السنّة: إنه يجب أن نلتزم بالشرع النبوي, فما دام الرسول قد حدد أهل البيت, فلا ينبغي لنا أن نأتي ونجتهد ونخالف نصاً صريحاً, ما هو جوابك على حديث الكساء؟ ولماذا نخالف «حديث الكساء» لأجل التعصب المذهبي؟

يجب أن نبحث عن الحقيقة، وقلت لك: إنني إذا أثبت لي أن الحق هو مع أهل السنّة فسوف أترك المذهب الاثني عشري وأدخل وأعود إلى مذهبي القديم, فأنا في الحقيقة كنت من الوهابية, وكنت من أهل السنة, ولكنني بسبب إنني رأيت أن استدلالات الاثني عشرية هي استدلالات من البخاري، من مسلم، من كتب أهل السنة, فرأيت أن الحق معهم, وأنت تحاول تتهرب وتقول لي: ما هو الحكم في كذا وكذا؟ هذه مواضيع متأخرة, عندما كان علماء أهل السنّة والشيعة يتحاورون في القديم, انظر إلى كتاب «الصواعق المحرقة», لم يكن في الصواعق المحرقة الإمام ابن حجر العسقلاني عفواً الهيتمي يناقشهم في مسألة ما رأيكم في من ينكر الإمامة؟ كان يناقشهم فقط في «حديث الثقلين». أقرأ كتاب «الصواعق المحرقة». قدماء أهل السنّة وقدماء الشيعة كانوا يتحاورون في الاستدلالات, في قضايا «حديث الثقلين», في «حديث الاثني عشر», في حديث كذا, أمّا هذه القضايا فتبحث من بعد, يعني لها سهم سنبحثها, ولها بحث في المستقبل, ولكن يجب أن نكون منصفين. فإذا كنت أنت في كتبك في أشرطتك تكفّر الاثني عشرية فأنا أسألك لماذا أخذت برأي ناصر القفاري, وأخذت برأي إحسان الله ظهير وتركت رأي الإمام شلتوت, ورأي كبار العلماء, أمثال: الإمام محمد الغزالي والإمام حسن البنا؟ فنحن لن نخرج من مخرجين إما أن يكون كلام شلتوت هو الصحيح, وإما أن يكون كلام الشيخ القفاري هو الصحيح, وإما أن يكون كلاهما خطأ, وإما أن يكون كلاهما صحيح, وهذا لا يمكن؛ لأنه يستلزم اجتماع النقيضين, ومن هنا فأنا أقول: طالما أنكم قد اختلفتم في تحديد الموقف من الاثني عشرية فهذا يدل أن الخطأ في أسلوب دراستكم للاثني عشرية, وإلاّ الموضوع واحد وهو الاثنا عشرية, فلماذا اختلفتم فيه؟ أنتم اتفقتم، اتفق أهل السنة والوهابية والاثنا عشرية أن النصيرية من الكفار ولم يختلفوا فلماذا جاء مشايخك واختلفوا في مسألة الاثني عشرية? لماذا ألا يدل هذا الأمر أنّك يجب أن تبحث من جديد? كما أنا كنت مثلك أكفر الاثني عشرية, والله إنني كنت أكفرهم والعنهم ليلاً نهاراً, وكذلك كان العالم الوهابي التويجري السعودي كان يكفّر الاثني عشرية, ثم صرّح وقال: لقد أخطأت. والإمام شلتوت إمام الأزهر قال: كنت أكفر الاثني عشرية ثم تبين لي بعد البحث أنني أخطأت.

و الإمام سليم البشري في كتبه يقول: كنت أكفّّر الاثني عشرية, ثم تبين لي أني أخطأت. وإذا كنت أنت في كتبك تقول أنهم خدعوهما, وأنا أقول: لو كان المخدوع هو شلتوت فقط سنقول خدعوه, لكن المشكلة مئات أهل السنّة قالوا بذلك ولا يمكن أن نقول إنّهم كلهم قد خدعوا, وأنا مستعد أن أحدد حواراً حول هذه المسألة, وأنا متأسف أني لم أواصل البحث في «حديث الكساء»؛ لأنك كنت السبب في الخروج من الموضوع, موضوع الحوار هو هل الأولوية, هو أن نتبع أهل البيت أم لا؟ لا نخرج عن موضوع الحوار, نحن جوهر الخلاف، هل اتباع أهل البيت واجب أم لا? أما مسألة ما هو حكم من ترك أهل البيت فهو حكم متأخر, أولاً أن نثبت أنّ نبين من هم أهل البيت, ونبيّن ما هي أدلة الاثني عشرية في وجوب اتباع أهل البيت, ونبيّن ما هي أدلة أهل السنّة في عدم وجوب اتباع أهل البيت, بعد ذلك نأتي نبحث في مسألة حكم من ترك أهل البيت؛ لأن هذه المرحلة متأخرة, وأنت لو رجعت إلى كتب المناظرات السنية الاثني عشرية القديمة تجد أنّهم كان خلافهم هكذا, كان أهل السنّة يقولون: لا ليس هناك وجوب لاتباع أهل البيت, ويتبعون المذاهب الأربعة. والاثنا عشرية يأتون يقولون النصوص القرآنية وحديث الثقلين تدلُّ على وجوب اتباع أهل البيت, والعالم الوهابي المعاصر محمد علي البار في كتابه «الإمام الرضا أو الرسالة الطبية للإمام الرضا» بيّن هذه الحقيقة, ويذكر بشكل واضح في كتابه «الإمام علي الرضا (الرسالة الطيبة للإمام الرضا)» الطبعة السعودية, وكما تعرف أن العلاّمة محمد علي البار من الوهابين المعاصرين, ويذكر حقيقة ويذكر أدلة, وهو لماذا نحن نتجاهل «حديث الثقلين»؟ ولماذا نبتعد عن حديث الثقلين رغم أنّ الرسول ذكره? لماذا في المنابر دائماً نردد كتاب الله وسنتي? الكثير من السنّة الآن في العالم لا يذكر ولا يعرف أن الرسول أمر بالتمسك بأهل البيت وأمر بالتمسك بالقرآن, ويعرف فقط أنّ الرسول قال: كتاب الله وسنتي!

ويذكر العالم الوهابي محمد علي البار في كتابه ـ المذكور سابقاً ـ طبعة الدار السعودية إن حديث تركت فيكم ما إن تمسكتم به كتاب الله وسنتي هو حديث ضعيف سنداًً وإن كان المتن صحيحاً, لا يعارض. فنحن نؤمن أن الله أمر بالتمسك بالكتاب وأمر بالتمسك بالسنّة, وأمر بالتمسك بأهل البيت لا تعارض بين ذلك فيقول: نحن يجب أن نبين في المنابر, ونبيّن «حديث الثقلين»؛ لان الكثير من الناس ـ هذا كلام الوهابي ـ يكتمون ما أنزل الله, يكتمون «حديث الثقلين» ولا يبيّنوا أن حديث الثقلين صحيح, ومن هنا دافع عنه الإمام الألباني دفاعاً شديداً, وبين أنّ الدكتور علي السالوس أخطأ عندما ضعف «حديث الثقلين». فأنا أقول لك وأسألك سؤالاً: ما هو رأيك في حديث يقول: «تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً؛ كتاب الله وأهل بيتي, لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض»؟ ولماذا يتجاهل الكثير من أهل السنة في منابرهم وفي مساجدهم هذا الحديث مع أنه موجود الحديث بصيغة أُخرى في صحيح مسلم, وموجود في كل كتب أهل السنة؟ والإمام الألباني كتب عنه في أكثر من عشرين صفحة وبيّن جهل الذين ضعفوه مثل الدكتور علي أحمد السالوس, وللأسف أنت في كتابك «كشف الجاني محمد التيجاني» ضعفته وتجاهلت كلام الألباني, بل تجاهلت حديث الثقلين الذي في صحيح مسلم, وتفضلوا معكم المايك.

السيد رفيق (مدير الحوار من طرف الاثني عشرية):

تفضل شيخ عثمان معك المايك العفو الأخ الكابتن ما يعرف الشيخ خرج، الشيخ عثمان هل موجود في الغرفة أم غير موجود؟ إخواني يبد علّق المايك, تفضل شيخ.

الشيخ عثمان:

الشيخ الدكتور عصام يقول: السنة لا يعرفون أن النبي أمر بالتمسك بأهل البيت وإنما يأتون بلفظ (سنتي), ولا يأتون بلفظ (عترتي). أنا أقول الآن للدكتور الشيخ عصام: أليس قال في البداية أن نأخذ الأحاديث المتفق عليها؟ نعم بعض أهل العلم كالشيخ ناصر الألباني ـ رحمه الله ـ وغيره قالوا بصحة هذا الحديث, ولكن ألست قلت سنناقش الأحاديث المتواترة المتفق على صحتها, إن كان يريد حديث الكساء, وإن كان يريد آية التطهير, وإن كان يريد ما يريد, فلا مانع عندي أبداً بعد أن يرد على هذه النقاط التي ذكرتها وهي: هل الخميني والخوئي من الغلاة أو لا? يقول: لماذا خالفني شلتوت والبنا في تكفير الاثني عشرية. أقول: أنا لا أكفّر الاثني عشرية ولا أقول بكفرهم أبداً, ولم أكفّرهم؛ فكيف عرف الدكتور عصام إنني أكفّر الاثني عشرية حتى يقول خالفني شلتوت وخالفني البنا والغزالي وغيرهم من أهل السنّة, أنا ما ذكرت أنّهم كفّار, وهل الذي نقل عنهم من أقوال بالتكفير وما شابه ذلك أو نقل عني التكفير للشيعة ينقله عني من كتاب أو من شريط قلته أنا أنهم كفار؟ فهذا إذا نقله عنّي فأنا أستجيب نعم اكتفي بهذا.

السيد رفيق من طرف الاثني عشرية:

الجواب عندك سماحة الدكتور عصام تفضل معك المايك.

الدكتور عصام:

بسم الله الرحمن الرحيم, أما مسألة, ربما أنه الحمد لله أنّك تراجعت, وإننا نحمد الله أنك انضميت إلى مدرسة شلتوت, وإلاّ أنا رأيت أنك كنت في أحد أشرطتك, في شريط «ماذا تعرف عن الاثني عشرية?», والشريط عندي وأنا سأسمعك صوتك إذا أردت في الشريط, وسآتي به في الجلسة القادمة تسمع صوتك, يمكن نسيت أنّك كفرت, ولكن الحمد لله أنا قلت لك في بداية الكلام أنا أريد أن أحاول إن شاء الله أن تنتقل من مدرسة ابن باز إلى مدرسة شلتوت؛ لأن الاعتراف بالحق فضيلة. انظر وكمثال ابن باز كفّر الزيدية في فتوى, وعندي الفتوى, ثم بعد ذلك بعد سنة تراجع بعد أن عرف الحق, فالرجوع إلى الحق فضيلة. والحمد لله إننا اجتمعنا في هذه الجلسة وإنك انضميت إلى مدرسة شلتوت ومدرسة الإمام حسن البنا, وهذه نعمة كبيرة, هنيئاً لك بهذه النعمة الكبرى, أنت لو رجعت إلى مسند أحمد بن حنبل (الطبعة الأولى, سنة 1412, مؤسسة التاريخ العربي) دار إحياء التراث العربي في المجلد الخامس عند ذكره لحديث زيد بن أرقم في الحديث رقم (18708) لو رجعت ستعرف ما الذي أحدث الخلاف بيننا وبينكم, الحديث تبحث عنه في مسند أحمد, ومسند أحمد كما تعرف أقدم من صحيح مسلم, فالشيباني, الإمام أحمد بن حنبل توفي في سنة 241 تقريباً والإمام مسلم توفي في سنة 300 تقريباً, كان زيد بن أرقم يتحدث عن نساء الرسول إنّهن لسن من أهل البيت, وكان يتحدث عن «حديث الثقلين» الذي يقول لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض, وأنهم أهل البيت, وكان يتحدث عن حديث الحوض؛ يأخذ ببعض أصحاب النبي إلى ذات الشمال, فيذكر الإمام أحمد بن حنبل ـ رضي الله عنه ـ , حقيقة خطيرة جداً «حدثنا عبد الله, حدثني أبي, حدثنا إسماعيل بن إبراهيم, عن أبي حيان التيمي، حدثنا يزيد بن حبان تجد هذا السند نفسه في مسلم نفس «حديث الثقلين» في مسلم, هو نفسه الحديث في مسند أحمد بن حنبل, ولكن للأسف مسلم ـ رحمه الله ـ حذف الحقيقة المرّة ـ من دون قصد ـ!! لم يذكر الحقيقة كاملة, ولو ذكر الحقيقة لعرفنا لماذا تناقض مسلم, أعني تناقض الروايات لا تناقض مسلم, لماذا تناقض مرة يقول إنه, يعني إن زيد بن أرقم قال: نعم, ومرة أخرى يقول: لا! مرة يقول زيد بن أرقم: نساؤه من أهل بيته, ومرة يقول: لا. ولعرفنا العلاقة بين حديث الثقلين وبين حديث الحوض, وكانت الدولة الأموية تحارب كلا الحديثين, وستعرف أنّ السلطة الأموية تدخلت في المسألة من خلال مسند أحمد, سوف نعرف حقيقة الخلاف في حديث صحيح موجود, وهو بنفس السند الذي ذكره مسلم, وكأنه نفس صيغة مسلم, إلاّ أن مسلم ذكر أنّه عندما سئل زيد بن أرقم ذكر أنه سئل زيد بن أرقم: نساؤه من أهل بيته, ثم بتر الحديث لأسباب فنية وعلمية, لم يذكره بصورة كاملة قال يزيد بن حيان, ـ تأمل في الرواية حتى تعرف ـ: «حدثنا زيد بن أرقم في مجلسه ذلك قال: بعث إليّ عبيد الله بن زياد (هذا والي الدولة الأموية) فأتيته فقال: ما أحاديث تحدثها وترويها», لماذا تحدث الناس عن حديث الثقلين ولماذا تحدث الناس عن حديث الحوض؟ لماذا تحدث الناس أن الرسول أمر بالتمسك بأهل البيت بعد القرآن, وترويها عن رسول الله؟ لا نجدها في كتاب الله, تحدث أن له حوض في الجنّة، أي تحدث أنه قال: «لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض» لأنه هنا لك علاقة قوية بين أحاديث الحوض وبين حديث الثقلين, كما سيتضح لنا من خلال هذا الحوار, تحدث أنه الرسول قال: «سيأتي بأُناس من أصحابي عند الحوض, فيأخذ بهم ذات الشمال؛ لأنهم أحدثوا من بعده», فقال زيد بن أرقم: «حدثنا رسول الله ووعدناه» قال الوالي الأموي: «كذبت يا زيد بن أرقم, ولكنك شيخ قد خرفت» قال: إنه قد سمعته أذناي ووعاه قلبي من رسول الله يقول: من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده في جهنم وما كذبت على رسول الله, وحدثنا زيد في مجلسه».

وتبين الروايات أنه عندما رفع الحضر عن زيد بن أرقم بدأ يبين الحقيقة. أما ما قلت: إنه الإمام الألباني ماذا قال الألباني؟

قال الألباني في هذا الحديث الذي ذكره في المجلد الرابع, الطبعة: مكتبة المعارف للنشر والتوزيع, مطبوع في السعودية, الرياض, طبعة وهابية, قال: «1761 ـ يا أيّها الناس الحديث عند الألباني ـ إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا؛ كتاب الله وعترتي أهل بيتي». ثم الشيء الملفت للنظر أن الألباني قال: «بعد أن خرجّت الحديث, وبعد أن صححت الحديث كتب عليّ أن أهاجر من دمشق إلى عمان, ثم أسافر منها إلى الإمارات العربية في أوائل سنة 1402هـ فلقيت في قطر بعض الأساتذة والدكاترة الطيبين (يقصد علي أحمد السالوس الذي ضعّف حديث الثقلين كما ضعفه عثمان خميس). فأهدى إليّ أحدهم ـ وما زال الحديث للألباني ـ قال: أهدى أحدهم إليّ رسالة مطبوعة في تضعيف «حديث الثقلين» فلمّا قرأتها تبين لي أنه حديث عهد في هذه الصناعة, وذلك من ناحيتين ذكرتها له أنّه اقتصر في تخريجه على بعض المصادر المطبوعة المتداولة, ولذلك قصّر تقصيراً فاحشاً في تحقيق الكلام عليه؛ وفاته من الطرق والأسانيد التي هي بذاتها صحيحة وحسنة, فضلاً عن الشواهد والمتابعات التي هي بذاتها».

انظر أنه أنت أخطأت عندما تقول أن فقط صححه لشواهده, وحسّنه فقط لشواهده! قال: هي بذاتها, كثير من الطرق التي هي بذاتها صحيحة وحسنة. بالله عليك تقول: إن الألباني ضعّف الحديث فقد صححه لشواهده؟!!

و هو يقول بذاته لا بشواهده, وحسنة بذاتها لا بشواهدها؟ فأنت الآن ارجع إلى الكتاب ولعلك أخطأت, ثم يقول الإمام الألباني ـ رحمة الله على الألباني ورضي الله عنه ـ قال: التي هي بذاتها صحيحة وحسنة, فضلاً عن الشواهد والمتابعات, كما يبدو لكل ناظر يقابل تخريجها.

وثانياً: إنه لم يلتفت, يعني الإمام الألباني بذلك أحمد السالوس الذي ضعف الحديث, وإذا كان هذا الحديث في الحقيقة ضعيف فأيّ حديث صحيح؟!. هذا تعليق منّي.

قال الألباني بالنص: «إنه لم يلتفت إلى أقوال المصححين من العلماء لهذا الحديث (يعني لحديث الثقلين) ولم يلتفت إلى القاعدة التي ذكروها: (إن الحديث يتقوى بكثرة الطرق) فوقع في هذا الخطأ.

إذن فهو صحيح بذاته وحسن بذاته وصحيح كذلك بكثرة الطرق, وكان قد نمي إليّ قبل الالتقاء به واطلاعي على رسالة أنّ أحد الدكاترة في الكويت, لا أدري هل هو الشيخ عثمان الخميس يضعف هذا الحديث, وتأكدت من ذلك حين جائني خطاب من أحد الإخوة هناك في الكويت يستدرك عليّ إيرادي الحديث في كتابي (صحيح الجامع الصغير).

و بين أنه (أعني الألباني) صححه في كتابه «صحيح الجامع الصغير» وأنّ الدكتور الكويتي قد ضعّفه, وأن هذا استغرب مني كيف أصححه, والدكتور ـ هذا كلام الألباني ـ. كيف (أنا الألباني) أصحّح الحديث والدكتور الكويتي قد ضعّفه, ويرجو الأخ المشار إليه أن أعيد النظر في تصحيح الحديث, وقد فعلت ذلك احتياطاً لله، الألباني يقول: احتياطاً لله, فلعله يجد فيه ما يدل على خطأ الدكتور وخطأه في استرواحه واعتماده عليه, وعدم تنبهه للفرق بين ناشئ في علم الحديث ومتمكن فيه, وهي غفلة أصابت كثير من الناس الذين يتبعون كل من كتب في هذا المجال, وتفضلوا معكم المايك.

سماحة الشيخ عثمان:

إلى الآن أسالك هل الخميني والخوئي والمامقاني والمجلسي والمفيد والصدوق, هل هؤلاء من الغلاة؟ أنا أرجو أن لا تكون هناك حيدة في النقاش, وأن يكون هناك وضوح تام, أنا سألت هل هؤلاء من الغلاة, ولم يجيبني أريد أن أجاب على هذه الأسئلة, فهل هؤلاء غلاة أم لا؟ فإذا لم يكونوا غلاة فقولهم مرفوض أو مقبول, هل يقبلون الشيعة كلام الشيخ الدكتور عصام العماد أو يقبلون كلام الخوئي والخميني والمفيد والصدوق؟ من الذي قوله مقبول؟ ومن هو المغالي في هذين الطرفين? لحد الآن الدكتور عصام لم يجبني على هذه المسألة, كذلك هذا التوسع في نقل الروايات قال الألباني وبحث الألباني وفي كذا وصفحة كذا وصفحة كذا؟

ماذا تريد في النهاية، ماذا تريد أن تصل إليه في النهاية? تريد أن تصل أن الحديث صحيح؟ لا يوجد مانع تمام الحديث صحيح توكل على الله، على ماذا يدل هذا الحديث هذا الذي تريد? ألست قلت في البداية إنك تريد الأحاديث المتفق عليها الأحاديث المشتهرة? فأسلّّم لك بأن الحديث صحيح, ولكن ماذا تريد من ورائه انتهي من الموضوع, اصعد إلى الموضوع الذي وراءه, لا نريد أن نؤخر الناس في هذه المسألة, هل يلزم التمسك بهم بأن نوليهم الإمامة؟ هل هذا هو الأمر بالتمسك بالعترة، أنهم يجب أن يكونوا هم الأئمة? ولكن أن تخوض هذا الخوض, وكذا وقال الألباني في قصة حياته, وقد انتقل من مكان ومكان, أنا قلت لك منذ البداية: أن الألباني ـ رحمه الله تعالى ـ صحح الحديث, ولكن أنت قلت لي: إنك تريد الأحاديث المتفق عليها, الأحاديث الصحيحة, الأحاديث المتواترة, أول حديث تأتي به فيه كلام، إئتنا بأقوى ما عندك من الأدلة، ألست قلت لك أنك تأتي بآية الولاية؟ ألست قلت: لا تريد الكلام عن آية الولاية, وقلت أنك تأتي بآية التطهير? أليس قلت أنك تأتي بـ «حديث الكساء»؟ ابقى على هذا الصحيح ثم بعد ذلك نناقش في المختلف فيه, لا مانع عندي أبداً.

ائتي بأقوى ما عندك, اركب أعلى ما في خيلك, كن قوياً, هل البداية تكون هكذا؟ ادخل في الأصول, تعمق في هذه المسألة, أتريد كلام الغلاة. أنا ذكرت لك كلام المعتدلين، كلام الخوئي والخميني والصدوق والمفيد تريد كلام الغلاة.

و الآن حتى لا نضيع الوقت على الناس وحتى لا نخوض في أُمور لا داعي لها, أنا أقول: الآن لك ابدأ خذ حديث العترة إن شئت أو خذ «حديث الكساء», إن شئت, أو خذ «حديث الغدير», إن شئت خذ أي حديث شئت وابدأ بالحوار.

الأخ رفيق:

السلام عليكم, سماحة الدكتور السيد عصام يقول بأنه الموضوع عن الإمامة, وما تطرق إليه الشيخ عثمان يبدو أنه خارج الموضوع, ويمكن أن يخصص بحث في هذا المجال. لا بأس الآن نفسح المجال لنأخذ سؤالين بسؤالين, أنا إن شاء الله أبدأ السؤال, عندي الآن أوجه سؤالين إلى الشيخ عثمان الخميس سأسمعه المقطع, وأريد الرد على هذا المقطع, ماذا يقصد, وهو يعرف من هم أهل البيت, ماذا يقصد بأنّ هذا الحديث ليس له داعي؟ أنا أريد إن شاء الله من الشيخ يعقّب على ما ذكره لماذا يذكر أنه في صحيح مسلم ثم يقول إنه.. وأتمنى إن شاء الله يعطينا الجواب, الآن اسمع يا شيخ عثمان صوتك سوف افتح المسجّلة. (الشيخ عثمان يتحدث في الكاسيت): «هذا حديث زيد بن أرقم ـ رضي الله عنه ـ لما سئل هل أزواجه من أهل البيت قال: لا، إن المرأة تبقى عند الرجل عصراً من اليوم ثم يطلقها وترجع إلى بيتها، أنهن لسن من أهل بيته. هذا الحديث ورد عن زيد بن أرقم في صحيح مسلم, لكن ما قرأته أنا للاختصار أو ليس له داعي هذا الحديث, ولكن لما سأل عنه لا بأس أن أبيّن. زيد بن أرقم في هذا الحديث لما ذكر آل بيت النبي سئل: أنساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته، يعني المذكورين في هذا الحديث لما قال النبي: [أذكركم الله في أهل بيتي] لم يقصد النساء، وإنما قصد مَن؟ الأقارب وقال: [إنما أهل بيته هم الذين حرموا الصدقة] يعني حرمت عليهم الزكاة آل علي وآل عباس وآل جعفر وآل عقيل, قالوا: أكل هؤلاء حرموا الصدقة, قال نعم. ولذلك لما في طريق آخر الحديث قالوا: أنساؤه من أهل بيته، قال: المرأة تكون عند الرجل عصراً من اليوم ثم يطلقها لكنها ليست من أهل بيته الذي أوصى بهم النبي».

السيد رفيق:

طيب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, إن شاء الله أن ما ذكره الشيخ عثمان الخميس واضح على فهمه من هم أهل البيت, وذكرت الحديث في صحيح مسلم الذي يقول إن نساءه من أهل بيته, قال: لا فارجوا التعقيب على قولك: إنه لا داعي لهذا الحديث, ما المقصود، هل الأحاديث التي ترد في صحيح مسلم، هناك أحاديث لا داعي لها, وهناك أحاديث لها داعي. أوليس هذا اعتراف من الشيخ عثمان الخميس بأن نساء رسول الله لسن من أهل البيت؟!

تفضل شيخ عثمان, معك المايك, لا يوجد صوت يا شيخ عثمان.. من عندك, تفضل معك المايك.

سماحة الشيخ عثمان:

العفو لو يعيد الشريط.

السيد رفيق:

إن شاء الله سأعيد بثّ الشريط.

[تمت إعادة الشريط, وكان الحديث واضحاً, وكرر السائل نفس السؤال بعد انتهاء كلام الشيخ عثمان في تسجيل الكاسيت].

السيد رفيق:

الصوت والمعنى واضح إن شاء الله, واضح يا شيخ عثمان المايك معكم, نسمع منكم ما هو المقصود بقولكم: ليس هناك داعٍ لهذا الحديث, كي أعلم هل هناك أحاديث في صحيح مسلم ليس لها داعٍ أم أنّ هذا كان مجرّد رأي للشيخ عثمان الخميس؟ هذا من جهة ومن جهة أخرى الشيخ عثمان الخميس يؤكد في هذا الشريط أن نساءه لسن من أهل بيته.. نسمع منكم الجواب إن شاء الله تفضلوا.

سماحة الشيخ عثمان:

عفواً بالنسبة لهذا الحديث حديث زيد بن أرقم لما سئل: من أهل بيته الذين أمر النبي برعايتهم, لما قال: أذكركم الله بأهل بيتي، أذكركم الله بأهل بيتي، أذكركم الله بأهل بيتي. كررها عليه ثلاث مرات, هذا الحديث لما سئل زيد بن أرقم: هل نساؤه من أهل بيته? كانت له إجابتان: مرة نقل عنه أنّه قال: نساؤه من أهل بيته, ولكن أهل بيته الذين حرموا الصدقة، فيريد النساء من عموم أهل بيته, ولكن أهل بيته الذين حرموا الصدقة، فيريد النساء من عموم أهل البيت, لكن ليس المقصودين هنا في هذا الحديث, وإنّما المقصود بهذا الحديث من حرم الصدقة؛ وهم آل علي وآل عباس وآل عقيل وآل جعفر. وفي الحديث الآخر لما قيل له: أنساؤه من أهل بيته? ذكر أن المرأة ليست من أهل البيت؛ لأن الرجل قد يطلقها, تكون معه ساعة من العصر ثم يطلقها بعد ذلك.

فالقصد: أن زيد بن أرقم بيّن ـ رضي الله عنه ـ أن النساء لسن مذكورات في هذا الحديث وغير مقصودات أبداً. أمّا المقصود من هذا الحديث هو أهل بيته الذين يرجعون إلى نسب واحد مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم, ثم إن هذا رأي زيد بن أرقم ـ رضي الله عنه ـ لما سئل عن معنى أهل البيت أو المقصود بأهل البيت! لكن أنا أريد قول رفيق, أو الذي أبدأ السؤال بالقول: لا داعي له ماذا يريد ما المقصود؟ ما هو الإشكال في هذا الكلمة؟

السيد رفيق:

نعم, الإشكال هو أنه إذا صح الحديث في الكتب المعتبرة لدى أخواننا من المذاهب الأخرى أو من السنّة الذين يقولون بأنّ ما ورد في صحيح البخاري ومسلم هي أحاديث صحيحة, وثبتت لهم إذن أصبحت حجة, وأنت تقول: لا داعي لهذا الحديث؟! فهل نعتبر بأنه لو صح الحديث في صحيح مسلم أو البخاري إذا قال أحد المشايخ: لا داعي له لا نأخذ به أو هل نسلّم بأنه ما ورد في صحيح البخاري وإن صحّ ليس بالضرورة بأن يكون معتبر لديكم, أليست صحاح كما تقولون? تفضل سماحة الشيخ عثمان.

سماحة الشيخ عثمان:

نعم واضح الآن مرادك، نعم أنا أقول: هذا الحديث في صحيح مسلم لا شك.

نعم أنا أولاً أريد أن أسأل الأخ رفيق مسؤول الغرفة هل هو مناقش أو منظّم للنقاش؟ لماذا يقول: إن الأدلة كلها تدل على أنّ نساء النبي لسن من أهل البيت, وكل الأحاديث تدل على ذلك, والقرآن كذا؛ فما أدري شيخ رفيق هل أنت تناقش أو تنظّم النقاش؟

أنا أرى أنّك تدخلت وأصبحت تناقش, أرجو أن تكون منظّماً لا مناقشاً! وإن كنت تريد النقاش معي فلا مانع عندي تأخذ مكان الشيخ الدكتور عصام ويكون النقاش بيني وبينك, لا مانع عندي. أنا لا أعرف الدكتور عصام, وقد قبلت معه النقاش ولا مانع أن يكون النقاش معك, وإن شئت بعده, لا مانع عندي أبداً، لكن هل أنت منظّم أو مناقش؟

الأخ رفيق:

لا العفو شيخ عثمان بالنسبة لي أنا قدمت نفسي طبعاً كسائل, يعني أنا مسؤول عن الحوار ولا يحق لي التدخل أبداً, ولكن قدمت نفسي سلفاً أني سأبدأ بالسؤال أنا, فاعتبرت حالي أحد الذين يسألون, وبمجرد أن ينتهي سؤالي لا يحق لي أي تعقيب أبداً, فلا أعرف هل تقبل سؤالي، هل يحق لي السؤال برأيك أم لا يحق لي السؤال كالغير؟ أريد أن أسمع جوابك يا شيخ عثمان, معك المايك.

سماحة الشيخ عثمان:

عفواً أخي الأستاذ رفيق يحق لك السؤال ولا مانع عندي أبداً توكل على الله.

الأخ رفيق:

جزاكم الله ألف خير شيخ عثمان, إذن أنا إن شاء الله انتهى سؤالي ولا يحق لي أي تعقيب بعد الآن. تفضل الأخ أبو أحمد معك المايك.

الأخ الشيخ أبو أحمد البكري من طرف الوهابية:

طيب جزاك الله خيراً شيخ عثمان, طيب أنا أوجّه سؤالي كذلك إلى الشيخ الدكتور عصام قبل المناظرة, أنا أحلت لك سؤال أو سؤالين, وكالعادة, ولكن لم أر أي جواب؟! طالما أنك كنت تكرر مراراً وتكراراً لما كنت في اليمن.. كنت وهابياً الآن ذكرتها في المحاضرة كذا مرة, أنا قلت لك: أيضاً أنا من أهل اليمن، قلت لك: يا شيخ عصام إذا كان أحد من أهالي السنة يُسأل على أي معتقد أنت سمعت في حياتك رجل يقول إنني وهابي! أنا أرجو أن تكون الإجابة وافية الآن إمام الجميع، تفضل.

السيد رفيق الموسوي:

تفضل سماحة الدكتور السيد عصام معك المايك إن شاء الله نسمع الجواب على سؤال أبي أحمد.

سماحة الدكتور السيد عصام:

بسم الله الرحمن الرحيم, أنا سبق وأن أجبت وقلت لك: إن السنة غير الوهابية, أنت تعرف مثلاً أن الإمام محمد أبو زهرة ذكر في كتابه «تاريخ المذاهب الإسلامية» ذكر الشافعية والحنبلية والمالكية وخصص الوهابية في قسم خاصّ, وهو الإمام فقيه العصر عند أهل السنة وكذلك الإمام العلاّمة عبد الكريم الخطيب ذكر الوهابية في قسم خاصّ, فالوهابية غير أهل السنة. وأنت تعرف كذلك أن الوهابية عندهم أشياء تخالف بعض اعتقادات أهل السنة, حتى الإمام محمد علي الشوكاني صرّح في كتابه «البدر الطالع» إنه أنا أخالفهم في استباحة دماء المسلمين, راجع ذلك, وصرّح الإمام زيني دحلان مفتي ديار مكة المكرمة قال: وأنا لا أوافقهم في استباحة دماء المسلمين, وأنهم يتهموا المسلمين بالشرك ثم يطبقون آيات الشرك عليهم.

والإمام محمد الغزالي في كتابه «هموم الداعية», ولذلك منع هذا الكتاب عند الوهابيين كما في كتاب «كتب حذر منها العلماء» يعني علماء الوهابية. قال الشيخ محمد الغزالي: وإني ها آناذا اقتربت من الموت ولكني أخشى على الصحوة الإسلامية من الوهابية.

والإمام الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي في كتابه «السلفية مرحلة زمنية» كذلك يقول: اجتمعنا في مؤتمر دولي لقادة الفكر الإسلامي للسنة في العالم, وبدأنا نبحث ما هي المشكلات التي يمر بها المسلمون, فقد اتفقنا على أن أكبر مشكلة نعاني منها هو وجود الحركة الوهابية التي خلقت فتنة بين المسلمين, من أجل مسألة جزئية.

والعلاّمة سليمان العودة الذي كان وهابياً ثم كتب «صفة الغرباء» بين أن طوبى للغرباء لا تعني الفرقة الوهابية (العبارة الواردة في حديث النبوي صحيح), ورديتم عليه.

فأنا أريد أن أقول لك: إنّ الوهابية غير أهل السنّة, وإذا كان العلاّمة آل عبد اللطيف في كتابه الدعوة الوهابية والمناوئون يذكر موقف أهل نجد السنّة من الوهابية, ثم يذكر موقف علماء أهل السنة في الرد على عقيدة محمد بن عبد الوهاب ويقول في المقدمة: إن أكثر مسألة نعاني منها أنهم يسألوننا يقولون لماذا تطبقون آيات المشركين في المسلمين ثم تستبيحون دماء المسلمين؟ قال وهاتان أصعب مسألتين.

وفي الحقيقة أنا دائماً عندما كنت وهابياً, و الآن الحمد لله هداني الله إلى الاثني عشرية وانتقلت إلى مذهب الحق؛ أنا دائما أسأل: إذا كان قال ابن تيمية أنّ بدعة الخوارج أنهم طبّقوا آيات المشركين في المسلمين ثم استباحوا دماءهم فإذا كانت هذه بدعة الخوارج فأنا أريد أن أسأل ما الفرق؟ ويكون هذا السؤال موجه إلى أخي الشيخ عثمان الخميس, أو لأي واحد من الوهابيين؛ ما الفرق بين بدعة الخوارج وبدعة الوهابية? أنا عندي مئات الأقوال من كتب الوهابية بلغة الأرقام والصفحة انه (محمد عبد الوهاب) يرسل رسائل إلى أهل مكة ويقول: من محمد عبد الوهاب إلى المشركين!! ويقول أنهم سوف يحتارون ويقولون لكم في مسألتين في كتابه «كشف الشبهات» أو عفواً في رسائله يقول: سوف يتحيرون ويقولوا: لماذا قلنا بأنهم من المشركين؟ ولماذا استبحنا دماءهم فنجيب عنهم كذا وكذا! فهي أكبر مشكلة عند الوهابية, ولذلك تجد انه حتى إمام السلفية صديق حسن خان في الهند لم يوافق الوهابية في هاتين المسألتين, والإمام الصنعاني كذلك لم يوافق الوهابية, فكانت البداية حينما قال قصيدته المشهورة:

 

سلام على نجد

ومن حل في نجد

 

يقصد محمد بن عبد الوهاب.

ولما بلغه أن محمد بن عبد الوهاب يتهم المسلمين من الاثني عشرية ومن السنة بالشرك الأكبر, وبالكفر قال قصيدته المشهورة:

رجعت عن القول الذي قلت في نجد...

والقصيدتان مشهورتان.

فالكثير من أهل السنّة الآن يقولون وإن كنا نوافق الوهابية في بعض الأمور ولكننا نخالفهم في مسألة استباحة دماء المسلمين, فإنهم عندما يتهمون المسلمين بالشرك الأكبر من الاثني عشرية ومن الصوفية المعتدلين غير المغالين, ومن أهل السنّة المعتدلين, فإن ذلك سيؤدي إلى استباحة دماءهم, فمن قال: إنني مشرك بالشرك الأكبر فسوف يترتب على هذه العملية إلى أنه سيكون كذلك خارجاً عن الإسلام. وتفضلوا معكم المايك.

السيد رفيق:

تفضل معك المايك لتعيد سؤالك يا أبا أحمد تفضل.

الأخ الشيخ أبو أحمد البكري:

سبحان الله! سبحان الله! يا دكتور أنا رجائي للمرة الثانية أو الثالثة هذه, والجميع يشهد بما فيهم رفيق أنا الآن أعيد وأكرر السؤال لمرة أو مرتين أو ثلاثة أمام الجميع, أنا لا أريد محاضرة؛ أنا سألتك سؤالاً أرجو أنك تختصر وتقتصر على الإجابة في ذكرك, دائماً تذكر لما كنت وهابياً، ولما كنت وهابياً.. أنا أسألك وأنا من أهل اليمن, جيد هل هناك من يسألك في اليمن حينما يقول لك: على أي مذهب أو على أي معتقد؟ كنت تقول: إنك أنت وهابي؟

أنا أرجو أن يكون السؤال الآن واضحاً, أرجو منك أن تجيبني، هل كنت حينما تسأل في اليمن وأي شخص يسألك على أي مذهب أنت كنت تقول: انك أنت وهابي؟ أرجو الإجابة.

سماحة الدكتور السيد عصام:

سأجيبك، أنا عندما كنت وهابياً لم أكن أعرف أنني وهابي! ستقول لي كيف? أقول لك: لأن الوهابية تزعم أنهم أهل السنة!! هم يقولون: نحن أهل السنة! والأشعرية يقولون: نحن أهل السنة, وأنتم الآن الوهابية عندكم كتب كثيرة في الرد على الأشعرية والماتريدية تقول: إنهم أهل السنة. فكل واحد من هذه الفرق الثلاث في العالم السنّي الوهابية تقول: نحن أهل السنة, والسلفية يقولون: نحن أهل السنة, والأشعرية تقول: نحن أهل السنة, والماتريدية تقول: نحن أهل السنّة!! الأشعرية يمثلهم جمهور أهل السنة في العالم كما قال العلاّمة حسن أيوب في كتابه «تبسيط العقيدة الإسلامية», إنهم يمثلون جمهور أهل السنّة.

والماتريدية موجودة في جامعه ديوبند, جامعة الأزهر في الهند, والوهابية موجودة في بعض مناطق الجزيرة وغيرها, فأقصد أنه لم أكن أعتقد عندما كنت وهابياً إذا سألني شخص كنت أقول: أنا من أهل السنة(3), لماذا? لأنه أنا كنت أزعم أني من أهل السنة, يعني كل واحد من أتباع هذه الفرق المختلفة يعتقد أنه من أهل السنة؛ و لذلك قال شيخ الأزهر محمود عبد الحليم, قال: يتنازع كلمة أهل السنة وكلمة السلفية الوهابية والأشعرية!! هنالك تنازع بينهم, كل واحد يقول نحن أهل السنة!

وفي كتب الوهابية ردود على الأشعرية بشكل كثير, ملأت المكتبات, مثل: الألباني يكتب تحذير الأمة من الشيخ أبي غدة, والشيخ أبو غده هو أحد علماء الحنفية, وهو أشعري. وتجد كتب الصابوني محمد علي تمنع في المملكة لماذا? لأنه أشعري!!

أنا أقصد كنت أزعم أنني من أهل السنة, فلذلك أنا لم أكن عندما كنت وهابياً كما قلت, صحيح لم أكن أقل أنني وهابي كنت أظن أنني من أهل السنة, وأنني أمثّل أهل السنة. أما السؤال الثاني فأنا أريد أن أقول: إن هذه الأسئلة التي لا تتعلق بالموضوع سوف نبحث عنها إن شاء الله بشكل مفصّل في الجلسات القادمة, لا نريد أن ندخل في هذه المسائل الفرعية, وتفضلوا معكم المايك.

السيد رفيق:

إذن أجيب عن السؤال.

لا يا أخ أبو أحمد لا تضحك! العملية ليست عملية ضحك رجاءً رجاءً! فنحن نحترم الشيخ عثمان الخميس؛ فيجب أن تحترم سماحة الدكتور السيد عصام العماد, ولا أسمح لأي إنسان أن يسخر أو يضحك أو ينتقد.

بإمكانه أن تقدم له المايك ويسأل ويتحدث, لا توجد مشكلة, لكن أنني أسخر من أي أحد من الطرفين هذا لا أقبل به رجاءً, وبهذا نصل إلى نهاية المناظر

____________

1- سورة الأحزاب: 33.

2- سورة الأحزاب: 56.

3- مقصوده وهابي.

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

هل المعاد إعادة للمعدوم؟
الإمامة والخلافة بإختصار
كتاب الغيبة
عُبادة بن الصامت
موقف القرآن من مسألة : (الحتمية) و (استقلال ...
مرجعية المسلمين بعد النبي صلی الله عليه وآله وسلم
مقدمة عامة في نبوة النبي محمد
الوضع النفسي لدي المراهق
هل أن الإمامة أصل قرآني (2)
طبیعة التدخّل الإلهی

 
user comment