المناظرة الثالثة
سماحة الشيخ مصطفى الطائي:
المناظرة الثالثة والتي جرت في غرفة الشيخ عثمان الخميس وهي غرفة وهابية.
السيد رفيق:
على كلٍ إن شاء الله نستطيع أن نبدأ الآن ولكم المايك أخ أبو أحمد لتقديم البداية.
الشيخ أبو أحمد البكري:
وهو كذلك طالما الأخوه دخلوا, الوقت... أكثر من خمسة وعشرين دقيقة مرّّت ولم يبدأ النقاش، المواضيع الأخرى مع من يبتدئ هذا يكون إن شاء الله في وقت لاحق, نحدد له وقت, وتتكلمون والشيخ (يعني عثمان) إن شاء الله, كما بين طيب ما أدري لعلنا نبتدئ نعطي كلمة للدكتور عصام, نسمع منه ان كان الصوت جيداً أم لا؟ ثم بعد ذلك نبتدئ إن شاء الله, تفضل يا دكتور.
السيد طلال:
أخواني الصوت مسموع إن شاء الله, شيخنا كانت فيه نقطة حمراء, تفضلوا سيدنا سماحة الدكتور عصام.
السيد عصام:
بسم الله الرحمن الرحيم, والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين, في البداية لا بدّ أن نحدّد المواضيع أو الخلاصة لما توصلنا إليه في الجلسات الماضية, وكان الحديث في الجلسة الماضية حول آية التطهير؛ ولأن كل مفسري أهل السنة عندما يذكرون (آية التطهير) يذكرون في ذيلها حديث الكساء وحديث الثقلين. فكان من الطبيعي أن يكون الحديث في الجلسات الماضية يتعلق بـ (آية التطهير) وبـ(حديث الثقلين), وتبيّن لنا من الجلسة الماضية بالأدلة أنه لا يوجد حديث (كتاب الله وسنتي)؛ لا في البخاري ولا في مسلم. وهذه من نتائج الجلسة الماضية. وإنما الموجود في صحيح مسلم ـ رحمه الله ـ هو حديث (كتاب الله وأهل بيتي).
وتبيّن لنا كذلك أنّ الكثير من الخطباء في المساجد, كما يقول الوهابي المعاصر محمد على البار في كتابه المطبوع في السعودية طبعة وهابية، في كتابه (الإمام الرضا ورسالته الطبية)، قال: إن الكثير من خطباء المساجد يخونون الله ورسوله عندما يكتمون الحق ويذكرون (كتاب الله وسنّتي) ولا يذكرون كتاب الله وأهل بيتي, كما تبين لنا في الجلسة الماضية أن الأخ عثمان الخميس من الذين لا يكفّرون أو مِن الذين يحاربون ويخطّئون الذين يقولون بتكفير الاثني عشرية. كما تبيّن لنا أيضاً من الجلسة الماضية أنّ حديث الكساء الوارد في صحيح مسلم قد حصر أهل البيت الذين هم قرناء القرآن والذين هم المطهرون؛ حصرهم في أربعة؛ علي وفاطمة والحسن والحسين، كما ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية, وقال شيخ الإسلام: إن حديث الكساء صحيح. وقد ذكرنا المصادر في المناظرات السابقة.
كما تبين لنا أن حديث التمسك بالقرآن وأهل البيت قد صححه كبار أهل السنة, وهو من الأحاديث التي صححها الألباني والذهبي والإمام ابن حجر العسقلاني وعشرات من أئمة أهل السنّة كابن حجر الهيتمي وغيرهم من أهل السنة. والذي ضعفه هو ابن الجوزي في العلل المتناهية, وقد تعجّب الكثير من علماء السنة من تضعيفة وقالوا: إن العمل على تضعيف حديث الثقلين كتاب الله وأهل بيتي والتمسك بهما, وأنهما لن يفترقا من العجائب!! ومن أكبر السقطات التي وقع فيها.
كما تبين لنا في الجلسة الماضية أنّ الشيخ عثمان كذلك يعتبر من الذين يؤيدون الشيخ الإمام الأكبر شلتوت, ولا يرى تكفير المسلمين من الاثني عشرية ومن غيرهم من المسلمين.
كما تبين لنا كذلك أنّ الشيخ عثمان الخميس ينتقد الوهابية التي تعتبر الذين يسجدون على التربة أنّهم يعبدون من دون الله هذه التربة, وقد وضّح الشيخ الخميس أن الاثني عشرية عندما يصلّون على التربة فانّهم يصلّون عليها كما يصلّي السني على السجاده, ومن أنهم يصلّون عليها لا لها. وتبيّن لنا من خلال مراجعة شرح (حديث الثقلين) في صحيح مسلم أنّ النبي أطلق كلمة الثقلين على الكتاب وأهل البيت, كما يقول الإمام النووي, كما ذكرنا ذلك بالمصادر في البحوث السابقة.
أريد أن ألخّص الأشياء التي توصّلنا إليها في المناظرات السابقة حتى تكون المسألة واضحة, بحيث أننا نبدأ من حيث انتهينا فيها في السابق, لا تحتاج إلى إعادة ما دام أننا قد اتفقنا في المحاضرات السابقة على هذه القضايا, فلا داعي لإعادتها من جديد, تفضلوا معكم المايك.
الأخ أبو أحمد من طرف الوهابية:
طيب إذن بارك فيك لعل الشيخ عثمان يبين أيضاً في المسألة, ونبقى في موضوع واحد, حتى نطلع إن شاء الله الجميع بفائدة, يتفضّل الشيخ.
سماحة الشيخ عثمان:
بسم الله الرحمن الرحيم, أولاًً أرحّب بالدكتور فضيلة الشيخ عصام في هذه الغرفة, وأسأل الله تعالى أن يجعل هذه المحاورة وهذا النقاش مطلوباً به الرضا عند الله جلّ وعلا, وأن يوفقنا جميعاً إلى مسلك أهل الحق.
الآن نكرم الدكتور عصام ونقول له: ابدأ على بركة الله تبارك وتعالى واطرح ما عندك وانفعنا وافدنا بارك الله فيك.
الأخ الشيخ أبو أحمد من طرف الوهابية:
طيب جزاكم الله خيراً, إذن أخي محمد علي لعلك الآن تكتب وتسجّل الوقت وما في أحد يرفع يده بارك الله فيكم.
سماحة الدكتور السيد عصام:
بسم الله الرحمن الرحيم, في الحقيقة أنا سأبدأ قلت في جلسة الماضية أن الألباني, في الحقيقة كان هنالك بعض الاشياء التي يجب انك تجدد النظر إليها، قلت: إن الألباني صحح (حديث الثقلين) لغيره بينما هو في الحقيقة صححه لذاته, وهذا ما أثبت لك بالدليل, وكذلك نجد أن الألباني والكثير من العلماء من أهل السنّة يذكرون هذا الحديث من الأحاديث الصحيحة, فأنا لا أدري لماذا التشبّث بالصيغة الموجودة في صحيح مسلم؟ وأنا أقول لك: إذا كنت أنت تتمسك في الصيغة الموجودة في صحيح مسلم وهي موجودة في الحديث رقم (2408) المروي عن زيد بن أرقم, فأنا أقول لك: إنه يكفي أن الرسول قد أطلق على الكتاب وعلى أهل البيت كلمة الثقلين، فما هو برأيكم؟ ما معنى كلمة الثقلين؟ عفواً أجبني عن هذا السؤال: ما معنى الثقلين في صحيح مسلم؟ تفضلو معكم المايك:
سماحة الشيخ أبو أحمد البكري:
إذن يحفظ له الوقت الباقي تفضل يا شيخ.
سماحة الشيخ عثمان:
بسم الله الرحمن الرحيم, بالنسبة للثقلين أليس الكلام عن (آية التطهير) و(حديث الكساء)؟! أنا أرجو نلتزم بالموضوع, وأنا لا مانع عندي أن يحاجج ويتكلم في حديث عن زيد بن أرقم, فلا مانع عندي, ولكن أظن أن الاتفاق كان عن (آية التطهير) و(حديث الكساء), فيلتزم الشيخ الدكتور إن شاء الله تعالى.
الأخ أبو أحمد من طرف الوهابية:
يعني شيخ وكأني أرى أن تنتظر منه أن يلتزم بأن يجاوب على السؤال هذا, ما فهمناه يا شيخ لعلك تكتب لي جزاك الله خيراً تكتب لي وتبين يرد على سؤالك أم انقطع منكم اللاقط?
سماحة الشيخ عثمان:
بسم الله الرحمن الرحيم, أنا أقول: يعني هل الشيخ الدكتور عصام يريد أن يخرج عن (حديث الكساء) و(آية التطهير), يعني يريد لأنه المرة السابقة قال لي: أنت تخرج عن الموضوع وكذا الآن (حديث الثقلين) هل هو يريد حديث الثقلين أو يريد (حديث الكساء) و(آية التطهير)؟ فليحدد لنا ما يريد حتى نبدأ إن شاء الله تعالى.
الشيخ أبو أحمد البكري من طرف الوهابية:
اذن واضح جداً يا دكتور حدّد إن شاء الله حتى الأخوة جميعاً يستفيدوا ويكون الحوار بنّاء, أيضاً تفضل يا دكتور.
سماحة الدكتور السيد عصام:
فقط أنا أريد أن أسألك سؤالاً: ما معنى (حديث الثقلين)؟ ما معنى كلمة الثقلين في صحيح الإمام مسلم? عندما يقول الرسول (تركت فيكم الثقلين) ما معنى الثقلين? ما هو المراد من كلمة الثقلين? تفضل معك المايك.
سماحة الشيخ عثمان:
طيب, لا أدري الشيخ الدكتور عصام لا يريد أن يتحدث في الموضوع، حضّر في حديث الثقلين ولا يتكلم إلا فيه. الثقلان: هما الكتاب وأهل البيت, يكفي لا بأس، تريد نناقش (حديث الثقلين) لا يوجد أي مانع أبداً. نحن نُقِّرُ أنّ الثقلين الذين أمر النبي بهما: كتاب الله أمرنا بالتمسك به، والثقل الثاني وهم آل النبي, ولكن هل القصد تريد الآن الخروج عن موضوع (آية التطهير)؟ إذا كنت تكلمت أنا عن موضوع الإمامة قال إنّ هذا خروج عن الموضوع, وقال نحن لم نتفق على موضوع الإمامة، وإنّما كان الاتفاق على (آية التطهير) و (حديث الكساء). وما شابه ذلك والثقلين, ولم نتفق على موضوع الإمامة, واتهمني بالخروج عن الموضوع وتضييع وقت الناس أو ماشابه ذلك!! ما أذكر هذا تضييع وقت الناس, ولكن قال: إني خرجت عن الموضوع, ثم كذلك الأخ وعد أيضاً تدخل وقال أيضاً نفس الشيء, قال: تركت الموضوع الذي تم الاتفاق عليه ولم نتفق على موضوع الإمامة, وكتب أيضاً ولا أدري من كتب أيضاً, كتب: إنّ هذا خلاف للوعد: لأنه لم يكن الاتفاق على موضوع الإمامة!! فأنا حقيقة يعني شككت في أمري ورجعت إلى الشريط ووجدت أن الاتفاق كان على موضوع الإمامة, وأنا أسمعكم الآن من الشريط كلام فضيلة الشيخ الدكتور عصام وكلام كذلك الأخ رفيق لما تم الاتفاق على موضوع الإمامة في هذا الموضوع, فلنستمع جميعاً إن شاء الله تعالى:
(صوت د. عصام يتحدّث كما بثّه عثمان في شريط عنده): (فأصبح الآن الحوار كما اتفقتكم في الجمعة القادمة يتم حول الإمامة، ما في مانع إذا كان عثمان الخميس موافق ولكن لا بدّ أن نحدد الآن الآية والرواية التي نتحاور فيها).
(صوت الأخ رفيق كما بثّه الشيخ عثمان الخميس): (جزاكم الله ألف خير شيخ عثمان إن شاء الله سنبدأ الجمعة صباحاً بما اقترحه الشيخ عثمان إن شاء الله في موضوع الإمامة).
ثم استمر سماحة الشيخ عثمان يتحدّث بعد أن أغلق السمجّلة, وقال:
إذن، الحمد لله ما اخلفنا وعدنا، ولكن هذا الذي سمعناه منكم هذا الذي فهمته منكم وهو أن يكون الحديث عن موضوع الامامة بالذات وتعريفها، وما هي هذه الإمامة? ثم بعد ذلك نناقش أدلتها التفصيلية في (آية التطهير) أو في (حديث الكساء) وغيرها من الأدلة التي يستدل بها الشيعة في إمامة الإمام علي وابنائه ـ رضي الله عنهم أجمعين ـ.
أريد الآن أقول إذا كان الدكتور عصام انتهى من (آية التطهير) فأنا لم انته بعد حتى نكمل هذه المسألة إن شاء الله تعالى، ثم بعد ذلك نتكلم في (حديث الثقلين) أو أدلة أخرى يحددها.
الشيخ أبو أحمد البكري من طرف الوهابية:
تفضل يا دكتور.
سماحة الدكتور السيد عصام:
بسم الله الرحمن الرحيم, وأنا أسألك فقط: ما معنى كلمة ثقلين؟ أنت قلت: الثقلين هما القرآن واهل البيت. أنا أريد فقط ما معنى كلمة ثقلين كما هي موجودة في كتب أهل السنة, يعني عندما نراجع صحيح مسلم من أول شرح إلى آخر شرح وهي (عشرات) الشروح، ما معنى كلمة (ثقلين)؟ وما معنى (تركت فيكم) وهل كلمة (تركت فيكم) لها دلالة أقوى من كلمة أوصيكم أم لا? وإذا كانت كلمة (تركت فيكم) وكلمة (ثقلين) لا تدل على التمسك بأهل البيت فعلى ماذا تدل إذن?.
أنا لست مثل الشيخ عثمان يعد ثم بعد ذلك يتحدث بموضوع آخر, أتذكرون أنا عندما اتفقت معه نتحدث عن آية التطهير كان يسألني ما رأيك بالخميني؟ وكأنّ الإمام الخميني من أهل الكساء أو أن الآية نزلت فيه! كان يخرج عن الموضوع نهائياً، أنا أقول له: (آية التطهير) هي موضوعنا. يقول: ما رأيك بالخميني! أقول له: (آية التطهير). يقول لي: ما رأيك بالكليني! كان يخرج نهائياً والآن أنا لم اخرج, يعني في الحقيقة عندما نرجع إلى كتب التفسير، أتحدّاه ان يأتي لي بكتاب في التفسير يتحدث عن (آية التطهير), ولا يذكر (حديث الكساء)، ثم يذكر بعده حديث الثقلين, ما عندي مانع. نبدأ بـ(آية التطهير) ليس مشكلة, ولكن أريد أخواني يحكمون، أن الرجل هذا كيف يعمل من الأول, كان يخرج؛ ما رأيك في الخميني! وإذا أجبته وقلت له: هل (آية التطهير) نزلت في الخميني؟ هل الخميني من أصحاب الكساء حتى تسألني عنه؟ هل الخميني له علاقة بالموضوع? وأنا تشيعت ودخلت المذهب الشيعي قبل أن أعرف الكليني، وكان سبب دخولي وانتقالي من الوهابية إلى الاثني عشرية هو كتاب البخاري وصحيح مسلم لا كتاب الكليني! فلذلك انظروا كيف يتعامل حتى تعرفون أنّه في البداية كيف كان يخرج دائماً، وإذا خرج والزمته بالرجوع لا يرضى. ولكن الآن انظروا كيف يعمل! أقصد يكون هنالك نوع من الإنصاف! كم حاولت معه وكم قلت له: يكون الموضوع متمركز حول (آية التطهير), وكان يسألني: ما رأيك بالخميني؟ ما رأيك في الغلاة؟ ما رأيك بالكليني؟ ما رأيك في التحريف للقران؟ ما رأيك... يعني كان يخرج خروجاً نهائياً، وعندما كنت أردّه وأقول له: لا تخرج يا شيخ لا تخرج يا شيخ عن الموضوع! انظروا فقط فأنا أريد من المستمعين أن يحكموا, ونبدأ في (حديث الكساء) ونتحدث فيه, وأريد أن أسأله بعض الأسئلة إذا كان الرسول قد حدد أهل الكساء في (أربعة) أشخاص كما هو وارد في حديث عائشة في صحيح مسلم, أن الرسول أدخل الإمام علي وفاطمة والحسن والحسين وقال (اللهم هؤلاء أهل بيتي) فكيف نحن لا نلتزم بحديث صحيح موجود في صحيح مسلم وموجود في غيره؟! تفضل معك المايك.
الأخ الشيخ أبو أحمد من طرف الوهابية:
طيب لعلنا نترك ما جرى والآن الموضوع يحدد إن شاء الله، الموضوع لا نريد أن نكرر الكلام إذا كان يخرج الشيخ أو أنت تخرج لعله أن يوضع حداً لهذا الكلام إن شاء الله، تفضل يا شيخ عثمان.
ما أدري لا أرى الشيخ موجوداً, يبدو خرج الشيخ يا أخوان, خففوا من الكتابه.. خفف يا محمد علي الله يبارك فيك يا بو علي عمر أرجوك لا تكتب الكتابة المتكرره... الشيخ خرج?
الأخ الكابتن من طرف الوهابية:
السلام عليكم معذرة يمكن الشيخ خرج, وإذا رجع بالإمكان نغلق الغرفة... بارك الله فيك, تفضل يا أخي أبا أحمد.
الشيخ أبو أحمد:
إذن جيد من يضع نقطة على رفيق: لا تضعوا النقطة على رفيق يا أدمنية, أنا رجائي لكم لا تكتبوا الله مستعان, لعله لما يرجع الشيخ نكمل الحوار إن شاء الله... حتى يرجع الشيخ, وإذا رجع الشيخ... تفضل يا وعد:
الأخ وعد من طرف الاثني عشرية:
طيب, بسم الله الرحمن الرحيم, أولاًً يا أخي أبو أحمد أرجو أنك أنت تدير الحوار والمداخلات فقط، أما أن تذكر للشيخ عثمان الخميس أنه خرج عن الموضوع أو أن سماحة الدكتور عصام خرج عن الموضوع ليس من شأنك وشأني ولا توكل الكتابة إلى أحدٍ إطلاقاً.
ما دام الشيخ عثمان الخميس طلب منّي المداخلة فأنا أقول لك يا شيخ أنك بترت يا شيخ في الكاسيت عندما ذكرت في الأول من أننا اتفقنا على الإمامة, رفيق بالنص قال: الإمامة وبالخصوص (آية التطهير), فإذا كان الكاسيت لديك لما قطعت لفظ الإمامة ولم تبث ما بعد قول الإمامة؟! على أي حال أنا يا أبو أحمد أطالب بالكاسيت الذي وضعه وقطع كلام رفيق, بتر الكلام, أطالبه بأن يكمل الكلام, أول ما قال رفيق الإمامة بتره؛ لأنه أكمل, فأرجو منك أن تطالبه بأن نكون موضوعيين في الأطروحة, لعل التسجيل موجود عند كل الأخوة, بارك الله فيكم.
الأخ الشيخ أبو أحمد من طرف الوهابية:
أنا أرى الشيخ عثمان موجود الآن, تفضل كانت أسئلة مطروحة لك يا شيخ, وأرجوا تجاوب عليها تفضل يا شيخ.
الكابتن من طرف الوهابية:
الأخ الشيخ أبو أحمد جزاك الله خيراً بالإمكان لو تعيد الأسئلة؛ لأنه حصل انقطاع في الخط, جزاك الله خيراً.
الشيخ أبو أحمد:
طيب لعل فضيلة الشيخ الدكتور عصام يعيد بسرعة ولا يطول إن شاء الله, وندخل في الموضوع. جزاكم الله خيراً. تفضل يا دكتور عصام.
سماحة الدكتور السيد عصام:
أقرأ لك الحديث في البداية حتى لا نضيع الوقت, أنا أذكر رقم الحديث (2424) في صحيح مسلم: قال الإمام مسلم ـ رحمه الله ـ ولا نذكر السند حتى لا نضيع الوقت, قالت عائشة: «خرج النبي على مرطٍ مرحل فجاء الحسن بن علي فأدخله، ثم جاء الحسين فدخل معه، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء علي فأدخله، ثم قال: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً) فهذا في صحيح مسلم نصّ صريح في أن (آية التطهير) خصصها الرسول بهؤلاء الأربعة, فأنا أريد أن أقول للشيخ عثمان الخميس: كيف يحق لنا أن نخالف حديث صحيح فسر (آية التطهير) بشكل كامل?! ومن هنا نجد أن الكثير من أئمة أهل السنة كالإمام الطحاوي بموجب هذا الحديث قال: إن (آية التطهير), وإن التطهير خاص بهؤلاء الخمسة. وإذا أردت أن تراجع، فارجع إلى كلام الإمام الطحاوي وهو من كبار الحفاظ واستدل بهذه الآية, ألا تعتبر أنه لا يصحّ أن نقول خلاف هذا النصّ النبوي الشريف الذي هو صريح في حصر أهل البيت المطهرين بهؤلاء الخمسة. وهذه (يطهرهم تطهيراً) هل تعتقد أن التطهير يشمل الجميع ويشمل غير هؤلاء, مع أن الرسول حثّ في أحاديث صحيحة أُخرى وأكّد بروايات أُخرى, ظل الرسول أكثر من خمسة أشهر يمر على بيت السيدة فاطمة ويقول: (الصلاة يا أهل البيت) في حديث صحيح من أجل أن يؤكّد ذلك, إذن: فالرسول قد بيّن اختصاص هذه الآية بـ (أهل الكساء) في مقامين:
المقام الأول: على مستوى الحصر وإدخالهم في الكساء وهذا مقام عمل.
والمقام الآخر: الرسول صرّّح في أحاديث صحيحة أنّها نزلت هذه الآية أو وردت في هؤلاء, إذن الرسول حصر أهل البيت المطهرين في هؤلاء الخمسة, أقصد إذا كان الرسول حصر أهل البيت في هؤلاء الخمسة ثم نأتي إلى صحيح مسلم كما بينت أنا في الجلسة الماضية, وهي رواية موجودة في صحيح مسلم أنه سئل زيد بن أرقم: أنساؤه من أهل ابيته? قال: لا, ومرة قال: نعم في رواية أُخرى، ولكن نجد في شرح النووي قال: أنه عندما قال نعم، استدرك وقال: لكن, والاستدراك هذا يفيد لنا أن (نعم) هنا في الأصل (لا), ولذلك قال الإمام النووي: أكثر الذين يروون روايات جاءت أنه قال: نعم. ومما يدل على أن (لا) هنا لا تدل على النفي أن زيد ابن ارقم استدرك.
وهنالك دليل آخر ذكرته لك في السابق وهو: إن الإمام أحمد بن حنبل ذكر, كما ورد في الحديث الصحيح في مسند أحمد, وهو يعتبر تكملة (لحديث الكساء), ما الذي حدث? إن زيد بن أرقم كان يتردد أحياناً, المشكلة الكبرى أنه عندما رجعنا إلى صحيح مسلم وجدنا أنه في نفس السند الذي هو موجود في صحيح مسلم هو نفسه موجود في مسند الإمام أحمد بن حنبل! عندما تراجع مسند أحمد تجد أن الرواية مروية عنه بنفس السند؛ حدثني أبي، حدثني إسماعيل بن إبراهيم عن أبي حيان، التيمي, حدثني يزيد بن حبان التميمي... إلى أن يأتي بالرواية عن زيد بن أرقم, ونفس النص الذي موجود في مسند أحمد هو موجود كذلك في نصّ صحيح مسلم, ولكن ما الذي حدث? المشكلة الكبرى حدثت من قبل الإمام مسلم ـ رحمه الله ـ حدثت منه من دون قصد وعمد, وهو: أنه عندما نأتي إلى ومن أهل بيته يا زيد أليس نساؤه من أهل بيته? قال: «إن نساؤه من أهل بيته», ولكن قال العلماء: أنا سأذكر لك أقوال العلماء: إنه (لكن) هنا التي فيها استدراك تدل على أن هناك في الكلمة سقط؛ لأنه قال: (نعم) ثم قال: (ولكن), مثلاًً عندما يقول لك شخص من الخارج هل جاء محمد فتقول: (نعم), ثم تقول (لكن), أنت استدركت, يعني أنت رديت كلامك, ولذلك (ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده). إذن فزيد بن أرقم يرفض, ولكن الإشكالية الكبرى أن مسلماً حذف الرواية ـ لأسباب علمية تتعلق بترتيب كتابه حسب المواضيع، لم يكملها كما هي في مسند أحمد. فقد روى يزيد بن حبان: حدثنا زيد بن أرقم في مجلس قال: بعث الينا عبيد الله بن زياد, انظر إلى المشكلة الكبرى انظر كيف كان يوجد محاربة (لحديث الثقلين) و (حديث الحوض) أو (حديث الكساء)؛ لأن الموضوع بين الحديثين هنا متشابك. فقال يزيد بن حبان: حدثنا زيد بن أرقم في مجلسه فقال: بعث إلي عبيد الله بن زياد والي بني أمية.. فأتيته فقال: ما أحاديث تحدثها وترويها عن رسول الله لا نجدها في كتاب الله؛ تحدث أنه له حوضاً في الجنّة، تعرّف أحاديث الحوض؟! وأنّه يأخذ ببعض أصحاب النبي إلى ذات الشمات؛ لأنهم أحدثوا من بعده.
وأرجو ملاحظة العلاقة بين حديث الثقلين وحديث الحوض وتدخل عبيد الله بن زياد في محاربة الحديثين ونعود إلى زيد بن أرقم.
قال: قد حدثناه رسول الله ووعدناه، قال: كذبت، ولكنك شيخ قد خرفت, قال: إني قد سمعته أذناي ووعاه قلبي عن رسول الله يقول: من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من جهنم, وما كذبت على رسول الله.
فنحن نجد أنّ هنالك كان يوجد تدخّل من قبل السلطة في هذه الأحاديث؛ حديث الثقلين، وحديث الحوض، وحديث الكساء, والسلطة كانت تريد أن تتدخّل بالذات في قضيّة أهل البيت، لذلك نجد أنّ زيد بن أرقم رضوان الله عليه كما أنه في ذيل هذه الرواية في مسند أحمد كان يواجه بضغوط من قبل بني أمية، والمشكلة الكبرى أنّ الإمام مسلم عندما جاء لم يذكر بقية الرواية حتى نعرف أن السلطة كانت تتدّخل في قضيّة تحديد أهل البيت, وفي قضية الصحابة المرتبطة بحديث الحوض؛ لأن حديث الحوض هو أخطر حديث في قضية الصحابة, ومن هنا نجد كذلك دلائل أُخرى, ولكن أنا ذكرت هذا الدليل وهو تدخّل السلطة في تحديد وتوسيع دائرة أهل البيت, وطبيعي أن تتدخل في هذه المسألة؛ ولأن الرسول قرن أهل البيت بالقرآن الكريم, وحدّد القرآن بسور معينة, قام الرسول بنفس الطريقة، فيها يتعلق بأهل البيت المتمسك بهم وهم أهل الكساء, أمّا أهل البيت غير المتمسك بهم فليس حديثنا عنهم, فحديثنا عن الإمام علي وفاطمة والحسن والحسين ـ رضوان الله عليهم ـ , فنجد أنّه كان هنالك للرسول من أجل أن لا يأتي أحد ويتلاعب في الدين ويدّعي أنّه من المطهرين؛ كان الرسول يؤكّد على هذا التحديد في أكثر من مرة.
أنا اسألك لماذا: كان الرسول في أكثر من مرة عندما يمرّ على بيت السيدة فاطمة الزهراء يقول: (الصلاة أهل البيت) كان من أجل أن يؤكّد لهم في جانب عملي ملموس يراه الصحابة يومياً أن أهل البيت هم هؤلاء, حتى لا يدّعي أحدٌ بأنه من أهل البيت المطهرين, فيحرّف الدين, أليس من المعقول يا أخي؟
أجب عن هذه الأسئلة أن الرسول ما دام قد قرن أهل البيت بالقرآن الكريم, وحصر السور حتى لا يأتي أحدٌ ويدخل في القرآن الكريم ما ليس فيه, وحصر آل البيت المطهّرين حتى لا يأتي أحدٌ ويدخل في أهل البيت المطهّرين ما ليس منهم؛ أليس من المعقول أنّ الرسول في أكثر من مورد وفي أكثر من رواية، روى الإمام ابن كثير في تفسيره أكثر من ستة عشر طريقاً أن الرسول كان يدخل في الكساء, الإمام علي والسيدة فاطمة الزهراء والحسن والحسين, ويقول: (هؤلاء أهل بيتي), وعندما ترجع إلى (آية المباهلة) كذلك كرر الرسول هذه العملية وأدخل هؤلاء الأربعة وقال: (اللهم هؤلاء أهل بيتي). ما هي الحكمة من الرسول أن يؤكّد على هذه المسألة? وإذا كان الرسول يريد أن يوسّع دائرة المطهرين فلماذا عندما جاءت أم سلمة وقالت: (أأنا من أهل البيت)، إذا كانت قضية أهل البيت هنا تشمل النساء, ألست معي يا أخي سماحة السيد عثمان, أن الآية نزلت في بيت أم سلمة، عندما تأتي أم سلمة وتسأل وتقول للرسول هل أنا منهم? هذا يدل دلالة حالية بأن أم سلمة قد عرفت من حالة الأجواء الخاصّة أن الرسول كان يريد أن يعبّر عن أهل البيت في صورة خاصّة, أي إن كلمة أهل البيت هنا هي حقيقة شرعية لا حقيقة لغوية, فمثلاً (حديث الدار) اضرب لك مثلاً (حديث الدار) إذا قيل: (حديث الدار) أين يذهب النظر؟ المراد بالدار، دار معين لشخص معين.
الأخ الشيخ أبو أحمد من طرف الوهابية ـ مقاطعاً ـ:
أنا آسف إني أضع عليك نقطة وأقطع كلامك يا دكتور, أنا ما أعتقد والجميع يشهد ما أعتقد أن هذا سؤال! إنما هذا تفصيل للسؤال, وإذا عمل نفس الشيء الشيخ عثمان أنا أيضاً أضع له نقطة, فأنا أرجو أنك تضع السؤال، أنا الآن أراك أنك تفصل السؤال يا دكتور.
سماحة الدكتور السيد عصام:
السؤال هو أنه أقول: الرسول لماذا أكّد دائما على مسألة حصر أهل البيت المطهرين في الأربعة وتكرر هذا الموقف منه في عدة مواقع, وفي أحاديث صحيحة عند الجميع؟ وإذا كان سؤال آخر, إذا كان الرسول لم يحصر أهل البيت فمعنى ذلك أن الرسول عندما أمر بالتمسك بالقرآن والسنة وأهل البيت هل نتمسّك بأيّ واحد?
الأخ الشيخ أبو أحمد من طرف الوهابية:
طيب جيد جدا لا يا أخ وعد؛ لأنه إذا كان سؤالاً يسأل ويجاوب عليه أيضاً الشيخ عثمان أنا أرى ليس هذا في الوقت. يطرح سؤاله ما عندنا مانع الأمر واضح, يعني أطرح السؤال ويجيب الشيخ عثمان وكذلك الدكتور الشيخ عصام والعكس صحيح, لكن أن يؤخذ بأن يفسّر السؤال بجواب ما أرى هذا يا أخي إن شاء الله, الجميع يسمعون ذلك, تفضل يا دكتور, إن شاء الله تجاب على سؤالك.
الأخ رفيق من طرف الاثني عشرية:
لا عفواً يا أخ أبو أحمد, رجاء الذي عملته هو أمر غير مقبول, الأخ الكابتن, يعني يعلم أنّ هذا الأمر أنا تكلمت معه, إنه لا يسمح في إيقاف أي أحد من المشايخ, سواء سماحة الدكتور السيد عصام أو الشيخ عثمان إذا كان يوجد تعليق يعلق بالكتابة أما أنت توقف الشيخ عثمان أو توقف سماحة الدكتور السيد عصام هذا ليس من حقك, مع احترامي الشديد لك؛ لأنك لست مؤهلاً, لأن تبدي بآراءك تجاه الطرفين. أنني أعلم أن يعترض الشيخ عثمان يكتب اعتراضاً, ويسمح له الطرف الآخر، أما أنت تدخل وتعلق بنفسك فما أعتقد أنّ هذا مقبول, وأرجو من الاخ الكابتن أن نسمع رأيه في هذا المجال, أما تضع نقطة على الشيخ عثمان، وأضع نقطة على سماحة الدكتور السيد عصام هذا أمر غير مقبول، نسمع منكم الأخ الكابتن.
الأخ الشيخ أبو أحمد من طرف الوهابية:
جيد يا رفيق أنا أقول أقصد أنه يطرح السؤال والشيخ من حقه أن يعلق, لكن ما كان سؤالاً! هذا سؤال مكرر عدة مرات! على العموم الجواب للشيخ إن شاء الله، تفضل يا شيخ عثمان.
سماحة الشيخ عثمان:
بسم الله الرحمن الرحيم, أنا لن أبدأ حتى يقول الشيخ الدكتور عصام بأنه انتهى؛ لأنه ضيف عندنا.
سماحة الأخ الشيخ أبو أحمد من طرف الوهابية:
طيب تفضل دكتور شيخ عصام تفضل.
سماحة الدكتور السيد عصام:
أنا لم انته من كلامي، الحقيقة أنا أريد ليس فقط سؤالاً, ولي الحق, لماذا تضعون هذه القوانين الصارمة وهل نحن وضعنا لكم مثل هذه القوانين الصارمة عندما كنا في (غرفة الحق)؟ يعني لماذا توضع مثل هذه القوانين الصارمة؟ وأعتقد أنّ هذا ليس أسلوباً، نحن ضيوفكم, يعني ليست طريقة جيدة, هذه الطريقة، أنا في الحقيقة أفصّل, هذا اختياري, أو أسأل هذه مسألة تتعلق بي, لا تتعلق بكم! أنا أريد أن اقول: ما المقصود من أهل البيت في (آية التطهير)؟ نحن نريد أن نبحث هل أهل البيت في (آية التطهير) حقيقة شرعية؟ أي إنها مثل الصلاة، الصلاة لها معنى لغوي, نريد أن يجاب على بعض هذه الأسئلة.
إذن نجيب عن بعض هذه الأسئلة, فالصلاة لها معنى لغوي وهو (الدعاء) ولها معنى شرعي, هل كلمة أهل البيت هي كلمة لها المعنى اللغوي أم لها معنى خاص? هل أن الشارع تدخّل فوضع لهذا الكلمة الهامة معنى خاص? هل الرسول عندما أدخل أهل الكساء الخمسة في أهل البيت ثم نزلت الآية, أو أدخلهم وقال: (اللهم إن هؤلاء أهل بيتي) قد بيّن الرسول هنا في هذه الآية معنى خاص؟ مثلاً عندما نقول: (البيت العتيق), الكعبة نقول (البيت العتيق), هل كلمة البيت هنا مطلقة أم تعني معنى معين? هل تعني بيت الرسول وأهله وعشيرته وعائلته... أم هي كل مَن يمتُّ إلى الرسول بصله قرابة أو نسب، أم أن أهل البيت ينصرف إلى المعنى العرفي المتداول الذي يطلق على عيال المرء وأزواجه بما في ذلك نساء النبي، أم هناك معنى آخر صرفت إليه هذه العبارة؟
أريد أن أقول: هذه أقوال طرحت وذهب إليها كبار المفسرين, ولكننا نرى أنها لا تنطبق على المعنى الواقعي لكلمة أهل البيت في آية التطهير, في الآية الكريمة (آية التطهير) إن كلمة أهل البيت هي عنوان خاص, والدليل أنه عنوان خاص ما قام به الرسول حيث كرر أكثر من مرة عندما نزلت (آية المباهلة)، (إن هؤلاء أهل بيتي), وهذه (هؤلاء أهل بيتي), تفيد الحصر فهو عنوان خاص يشير إلى حادثة وقعت, وبعبارة: إن كلمة (البيت) في (آية التطهير) تشير إلى بيت من بيوت نساء النبي، والألف واللام عهدية, وأهل البيت عندما كانوا مجتمعين في الزمن والمكان المعينين, قضية فيها حادثة خاصة, ليس القضية أن تأتي وتقول لي المعنى اللغوي، بل هي قضية خاصة، حادثة معينة في بيت أم سلمة, وفقاً لتعيين الروايات الصحيحة عند الطرفين, فنزلت الآية, ثم بعد ذلك حدد الرسول في أكثر من موقع في آية المباهلة أن (هؤلاء أهل بيتي), هؤلاء أهل بيتي وأعتقد أنه لا يوجد أسلوب أبلغ من هذه الطريقة, أن يقرنوا بالكتاب والسنة النبوية.
ثانياً: عندما تأتي أم سلمة وتسأل النبي وهي في بيتها، لماذا تسأل النبي (أأدخل)? والمرأة لا يمكن أن تسأل زوجها هل أنا من أهل بيتك؟!! ولكنها سألت؟ لأنها تعرف أن أهل البيت هنا حالة معينة خاصة لا تستطيع أن تدخل, وإلاّ لو كانت تعرف بأنها من أهل البيت في هذه الحالة فلماذا تسأل?! لماذا تسأل وهي في بيتها وفي منزلها? فكان ذلك دليل أن كلمة أهل البيت إشارة إلى الخمسة المجتمعين في بيت أم سلمة, حالة معينة, كما نقول ذلك في (حديث الدار), فكلمة الدار في هذا الحديث إشاره إلى حالة مخصوصة. وفي بداية الأمر يجب أن نحدد أنّ هذه العبارة أنّها تعطي معنًى خاصاً، تعطي معنًى شرعياً معيناً, ولكن المشكلة أن بعض الأخوان عندما يأتي ويبحث عنها لا ينظرون إلى الملابسات والأجواء التي أحيطت بـ (حديث الكساء) وبـ (آية التطهير), ثم يأتون ويقولون: إننا نأتي ونستدل بالسياق!!
وهل السياق يسمح بأن نخالف النص؟! يا أخي السياق هل له حجية يا شيخ إذا كان يخالف نصاً نبوياً معروفاً?!
والعلماء اتفقوا من السنة ومن الاثني عشرية أن السياق لا يصح أن يعتمد عليه إذا كان يخالف نصّاً صحيحاً في صحيح مسلم أو غيره, وتفضلوا معكم المايك.
الأخ الشيخ أبو أحمد من طرف الوهابية:
تفضل يا شيخ.
سماحة الشيخ عثمان:
بسم الله الرحمن الرحيم, أقول ابتداءً أنا أقول للدكتور الشيخ عصام هدئ إن شاء الله تعالى ولا داعي للغضب، إن شاء الله نحن نتحاور في سبيل الوصول إلى الحق إن شاء الله تعالى، فأرجو أن يكون الحوار هادئاً بقدر المستطاع من قِبلي ومن قِبَلك إن شاء الله تعالى, وكذلك من قِبَل الأخوة المشاركين في الكتابة، أو التّدخل في المناظرة, جزى الله الجميع خيراً.
ذكر الشيخ الدكتور عصام يقول: كنت أسأله (يعنيني أنا): ما رأيك بالخميني? وما رأيك في التحريف? ما رأيك بالكليني? ثم يقول لي: لا تهرب يا شيخ، ارجع إلى (آية التطهير) وأنا كنت أخرج!
والله ما أظن أنّ هذا حدث، لكن أنا كان عندي سؤال, الآن هو وجّه لي مجموعه أسئلة, الحمد لله كل الأسئلة التي يوجهها أجيب عليها, لكن هو سألته سؤالاً لم يجب عليه إلى الآن, بل تقريباً أكثر من سؤال، أنا موجودة عندي هذه الاسئلة لم يجب عليها الشيخ الدكتور عصام!
هل إجابة الأسئلة متوقفة عليّ أنا، أو أن كلانا يجيب على الأسئلة التي تتوجه إليه? أنا ما سألته: ما رأيك في الخميني؟ هو الآن اتهمني بأنني أنا كنت أسأله ما رأيك بالخميني؟ أبداً والله إني ما سألته.
فأنا ما زلت أسأل: هل الخميني والخوئي والصدوق والمفيد من الغلاة? أنا لا أريد أن نضيع الوقت، ولكن أقول: هذا السؤال لم يجب عليه!! ولكن القصد أن الشيخ الدكتور عصام العماد لم يجب عن هذا السؤال, وهو يوجّه لي أسئلة كثيرة ولم يجب على شيء مما سألته ولكن أقول: هل يا دكتور عصام.. أنت ضيف عندنا, فسنعاملك بما ندين الله به, وكل إناء بالذي فيه ينضح! وإنائنا لا ينضح إلاّ بخير إن شاء الله, لك ولغيرك، وأنت على الرحب والسعة في هذه الغرفة إن شاء الله تعالى, وقل ما شئت واحبب من شئت, وابغض من شئت, ونحن إن شاء الله لا تجد منا إلاّ كل خير إن شاء الله تعالى.
أما هروبي فأنا الحمد لله أظن أنني ما هربت من شيء وأجبت على جميع الأسئلة التي وجهت لي, حتى من غير الشيخ الدكتور عصام, مثل الأخ وعد وغيره.
يقول خصصها الرسول في هؤلاء (الأربعة), ثم قال فسّر (آية التطهير)؟! لا مانع نفسّر (آية التطهير) ونقف معها قليلاً.
يقول: إنّ الطحاوي قال (آية التطهير) خاصّة بأهل البيت.
أنا قلت له قبل قليل: أرجو كل أحد تنقل عنه كلاماً أن تذكر الجزء والصفحة وفي أي كتاب قال هذا الكلام.
قال كذلك الدكتور عصام: نزلت هذه الآية في هؤلاء بأحاديث صحيحة.
أيضاً أريد من الشيخ الدكتور عصام أن يبيّن للناس ما هي هذه الأحاديث الصحيحة؟ لا يصح حديث أبداً بأن (آية التطهير) نزلت بهؤلاء أبداً، إنما (آية التطهير) في كتاب الله تبارك وتعالى لم تنزل فيهم ـ رضي الله عنهم ـ , وإنما نزل فيهم حديث الرسول لما غطاهم النبي بالكساء وجللهم به ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقال: (اللهم هؤلاء أهل بيتي). هذا لا ننكره نحن، فنحن نحبهم ونجلهم ونقدرهم ونعرف لهم قدرهم ـ رضي الله عنهم ـ لكن الآية نزلت فيهم هذا غير صحيح أبداً!! لم يثبت هذا الأحاديث هذه كلها ضعيفة.
الشيخ الدكتور عصام يقول: الأحاديث الواردة فيها صحيحة عند الجميع.
فهذا كلام غير مقبول.
يحتج بزيد بن الأرقم، ويقول: إنه كان تدخُّل السلطة في هذا الحديث.
أنا أذكر لكم ما هي السلطة التي تدخّلت في هذا الحديث حتى لا يقول: إن زيد بن أرقم قال: تدخّلت السلطة ومنعت, من هي هذه السلطة لنرى التي تدخّلت والتي لم يذكرها الدكتور عصام. هذه السلطة كما هو الحديث في مسند الإمام أحمد في الجزء (الرابع) صفحة 366 و367 بعد أن ذكر زيد بن أرقم ـ رضي الله عنه ـ هذا الحديث عند عبيد الله بن زياد, وكلكم أيّها الشيعة تعرفون من هو عبيد الله بن زياد, عبيد الله بن زياد هو الذي أمر بقتل الحسين ـ رضوان الله عليه ـ، عبيد الله بن زياد من النواصب الذين كانوا يبغضون آل بيت النبي وانظروا ماذا قال عبيد الله بن زياد لما قال زيد بن أرقم هذا الحديث وسأل نساؤه من أهل بيته, قال: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرموا الصدقة, وهذا تكلمنا فيه في المرّة السابقة, ونعيده الآن بالتفصيل إن شاء الله تعالى, ثم بعد ذلك لما انتهى يقول بعث إليّ عبيد الله بن زياد! هذا يزيد بن حيان يقول عن زيد بن أرقم أنه بعد أن انتهى بعث إليه عبيد الله بن زياد! يقول: فأتيته, فقال: ما أحاديث تحدثها وترويها عن رسول الله لا نجدها في كتاب الله تحدّث أن لهم حوضاً في الجنة؟ قال: قد حدثناه رسول الله ووعدناه, فقال له عبيد الله بن زياد الناصبي قال له: كذبت ولكنك شيخ قد خرفت!!
هذا عبيد الله بن زياد الذي لا يعطي قدراً لأصحاب رسول الله ولا يعطي قدراً لآل بيت النبي.
فقال له كذبت, ولكنك شيخ قد خرفت!!
فقال له زيد بن أرقم, الذي يقول الشيخ الدكتور عصام أن السلطة تتدخّل في الأحاديث، قال له زيد بن أرقم ـ رضي الله عنه ـ إني قد سمعته أذناي، ووعاه قلبي من رسول الله يقول: [من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من جهنم] وكذبت على رسول الله.
يقول: وحدثنا زيد في مجلسه في نفس المجلس عند عبيد الله بن زياد, قال: [إن الرجل من أهل النار ليعظم للنار حتى يكون الضرس من أضرسه كأحد].
لِما لم يذكر الدكتور عصام أنّ عبيد الله بن زياد هو الذي تدخّل, وإن تدخّله لم يجد شيئاً؟ لماذا لم يقل هذا? لماذا يتهم الإمام مسلم? ولماذا يتهم الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ؟ والله لو لم نحب آل بيت النبي ما روينا هذه الأحاديث في كتبنا ولسبيناهم كما سب غيرنا غيرهم, ولكننا والله لا نسبهم بل نحبهم ونعطيهم قدرهم الذي لهم ـ رضي الله عنهم ـ.
كذلك قال الدكتور عصام: لماذا كان الرسول يقول: الصلاة يا أهل البيت حتى يشهد الصحابة؟
متى كان يخرج ـ صلى الله عليه وسلم ـ، كان يخرج لصلاة الفجر في الليل, مَن يراه?!! يخرج ويقول: الصلاة أهل البيت!! نحن لا ننكران هؤلاء من أهل البيت, ولا أحد من أهل السنّة ينكر أنّ علياً من أهل البيت أو الحسن أو الحسين أو فاطمة ـ رضوان الله عليهم ـ من أهل البيت من ينكر هذا? ثم قال لي: أجب عن هذه الأسئلة!!
نعم أجيب أنا جميع الأسئلة التي طرحتها سأجيب عنها إن شاء الله تعالى.
يقول: حديث الثقلين في صحيح مسلم, قبل قليل ولم يجب.
أرجو أن يجيب, في مسلم. (تركت فيكم الثقلين كتاب الله وحث على التمسك به والأمر به، ثم قال: أذكركم الله في أهل بيتي). نحن لا ننكر بأن أهل البيت من الثقل الثاني، فأهل بيت النبي ثقل عندنا لهم وزنهم ولهم قيمتهم ومكانتهم, لذا كان أبو بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ يقول: [ارقبوا محمداً في آله] ونحن كذلك نرقب محمداً في آله.
يقول: لما جاءت أم سلمة والآية نزلت في بيتها وقالت: (هل أنا منهم)؟ لأنها تعرف أن أهل البيت حالة خاصة.
غير صحيح هذا الكلام ـ يا دكتور ـ قلنا: أولاً: إن حديث أم سلمة بكل حال ضعيف, لا يصح عن النبي وإن صحّ. فاضعف ما فيه هو قول النبي لها: (لست منهم). أو أن الآية نزلت في بيت أم سلمة أبداً لم تنزل هنا في بيت أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ هذه الآيات وهي (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً)!
وكذلك يقول: حددهم بالأربعة في أحاديث صحيحة عند الجميع.
أرجو ذكرها! أرجو ان يذكر الشيخ الدكتور عصام الأحاديث الصحيحة عند الجميع! أنا لا أعرف إلاّ حديث عائشة الذي في صحيح مسلم وذكرناه قريباً, وأرجو أيضاً هذه أن يتنبّه لها الدكتور الشيخ عصام وهو: كيف تروي عائشة هذه الفضيلة لأهل البيت إن كانت تبغضهم ـ رضي الله عنهم ـ.
كذلك محمد على البار لما قال: إنه من علماء الوهابية.
لم يذكر لنا ترجمته، وهل هو فعلاً من علماء الوهابية.
السياق هل له حجة؟
أنا إن شاء الله تعالى سوف أبيّن ذلك, لكن لأن الوقت قد أزف لذلك إن شاء الله تعالى إذا تكلم الدكتور عصام وسمعت ما عنده بعد ذلك أتكلم بالتفصيل إن شاء الله تعالى عن (حديث الكساء) أو (آية التطهير), ونفصلها تفصيلاً إن شاء الله تعالى, ونذكرها مسألة مسألة, وشكراً لك دكتور عصام.
الأخ الشيخ أبو أحمد البكري مدير الحوار من طرف الوهابية:
جيد جزاك الله خيراً يا شيخ، تفضل شيخ دكتور عصام لك اللاقط الآن.
سماحة الدكتور السيد عصام:
بسم الله الرحمن الرحيم, أنا في الحقيقة سألتك عدة أسئلة, أولاً أنا فتحت حديثي بـ (حديث الكساء) الثابت في صحيح مسلم، وقرأت لك الحديث, حديث عائشة أن النبي أدخل فاطمة وعلي والحسن والحسين, ثم قال: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرّجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً) وتكررت هذه العملية من الرسول في موارد عديدة, فهذه سألتك لماذا الرسول صنع هذا الصنع؟ لماذا الرسول قرأ هذه الآية؟ ولماذا أدخلهم في الكساء؟ وأنت لم تجبني على هذا السؤال!!
وبينت لك كذلك أنه لم تجبني على سؤال: هل كلمة أهل البيت هنا حقيقة شرعية أو لغوية أم إنها متشرّعة? يعني هل نبحث عنها من حيث المدلول اللغوي أو نبحث عنها من حيث المدلول الشرعي؟ أي أن للشارع صياغة معينة بهذه؟ وهل إنها مصطلح عند المسلمين المتشرّعة? أليس الرسول عندما أكد وأدخلهم في الكساء، قد أعطى لهذه الكلمة (أهل البيت) مدلول شرعي؟!
أنا أسألك عن هذا السؤال: أليس الرسول ـ كما في حديث عائشة ـ عندما أدخل هؤلاء الأربعة وكان يقرأ الآية عليهم, وكما قلت في موارد عديدة حتى لو كان في صلاة الفجر والناس لا يسمعون كما تظن أنت، ماذا يريد أن يصنع النبي؟ أليس النبي أراد بقراءة هذه الآية أن يبيّن لنا أنّ كلمة أهل البيت هنا حقيقة شرعية, أي أنه يريد أن يقول: أنا رسول الله المشرّع لي الحق أن أضع كلمة أهل البيت في إطار معيّن, أن أحدّد أهل البيت في إطار معين؟ فلماذا لم تجب عليّ أنت؟ كان المفروض أن تجيبني على هذه المسألة!!
أنا قلت له: لماذا صنع الرسول هكذا؟ ولماذا كان الرسول في صلاة الفجر كان يمرّ على بيت فاطمة ويقول: (الصلاة) ويقرأ الآية, وأنت أقرّيت؟ لماذا كان الرسول يصنع هكذا؟ ثم لماذا مرة أُخرى أدخلهم في الكساء؟ ودعا لهم قال عثمان: عندما نزلت آية المباهلة، والرسول كذلك جمع هؤلاء (الاربعة) ثم قال في الحديث الصحيح: «اللهم هؤلاء أهل بيتي», لماذا الرسول كان يكرر هذا العمل? أليس الرسول عنده حكمة؟ عندما الرسول يصنع أمراً أكيد عنده حكمة معيّنة, يريد أن يضع لنا إرشاداً كما أن للشارع حقيقة معينة تختلف عن المعنى اللغوي كما في الصلاة, ضربت لك مثالاً. فأنا قلت لك: إنه لماذا صنع الرسول هذا الصنع؟ وما هو هدف الرسول وإصراره على هذه المسألة مرة عندما نزلت آية المباهلة قال عثمان الخميس رسول الله جمع الأربعة وقال: (هؤلاء هم أهل بيتي), وكرر أكثر من مرة عندما كان يذهب إليهم في بيت السيدة فاطمة, كان يقرأ عليهم آية التطهير ولم يحدث أنه قرأ هذه الآية في غير بيت فاطمة وعلي والحسن والحسين. فأنا أريد أن أقول: ما هو غرض الرسول من هذا? أرجوك أجبني لا تخرج إلى مواضيع جانبية وتقول لي: بأنني تكلمت في الصحابي زيد بن أرقم ـ رضي الله عنه ـ , وهذه في الحقيقة للأسف الشديد فيها نوع من المغالطة, يعني لم أذكر أنا زيد بن أرقم, أنا قلت: أن عبيد الله بن زياد دعا زيد بن أرقم, أنا لم أقل شيئاً في الطعن في زيد، المسألة فيها مغالطة، أو أنّك لم تفهمني, يعني... فأنا لم أقل زيد بن أرقم لعب في الحديث, قلت: عبيد الله بن زياد! قلت: السلطة تدخّلت! لم أقل أن زيد بن أرقم تدخّل! لم أقل فيه شيئاً, أقصد أنه لا تحمّل كلامي ما ليس فيه. وأعتقد أن الأخوة يعرفون ماذا قصدت, أنا فقد تساءلت لماذا الإمام مسلم ـ رحمه الله ـ لم يكمل الحديث, رغم أن الإمام مسلم جاء متأخراً عن الإمام أحمد بن حنبل، والسند نفس السند, ونقله مبتوراً؟ لا تخرجنا عن موضوع الحوار, وهو هذا دور السلطة في التلاعب بحديث الثقلين! أجبن لماذا الرسول كان يكرر في صلاة الفجر: (الصلاة أهل البيت) ويذهب فقط إلى بيت معيّن, ما هو الغرض؟
وأنت عندما تقول: إنه في صلاة الصبح الرسول كان يكرر, في صلاة الصبح وكان الصحابة ليسوا موجودين ولم يسمعوا منه ذلك, فهل معنى ذلك ان الصحابة كانوا ينامون عن صلاة الصبح؟! ومعاذ الله أن يتركوا صلاة الصبح ـ رضوان الله عليهم ـ؟!
فأنا أتعجب منك عندما تقول: الصحابة كانوا في صلاة الصبح نائمين! فأنا لا أدري لماذا تقول هذا القول? وعلى كل حال القضية ليست ترتبط جوهرياً بهذا الموضوع, أنت فقط أجبنِ لماذا الرسول أكّد على إدخالهم في كساء معين وتحديدهم في إطار معين, ما هو الغرض من ذلك.
وكذلك أنت عندما تقول: إنه حديث ضعيف! أنت في الحقيقة كما رأيتك تتسرع في التضعيف, فأنت في المحاضرة الماضية قلت: [إن حديث الثقلين الألباني ـ رحمه الله ـ لم يصححه بذاته], وتجاهلت أن الحديث موجود في صحيح مسلم عن عائشة! وقلت: إنه صححه لغيره! ولذلك أنا في الحقيقة لا أعتمد عليك في التصحيح أو التضعيف. يجب أن تذكر من ضعفه ومن صححه من أهل العلم؛ لأنك لست الألباني، ولست أنا مقبل الوداعي ـ رحمه الله ـ يجب أن تذكر المسألة بدقة. والسيوطي قال: قد أخرج الترمذي هذا الحديث وصححه, كيف تقول ضعيف! وأخرجه كذلك ابن جرير والمنذر والحاكم وصححه, لماذا تقول: لم يصححه أحد (حديث أم سلمة)؟! وأخرجه ابن مردويه والبيهقي من طرق عديدة عن أم سلمة أنها قالت: [في بيتي نزلت هذه الآية]، كيف تقول لم يصححه أحد؟! أنت دائماً تقول هذا الحديث ليس صحيحاً، ويجب أن تذكر وتبحث عن المسألة!!
وأنا لا أريد الآن أن أذكر الأدلة، وأنا عندي أكثر من عشرين حديثاً ذكرته وضعفته في كتبك وأشرطتك وهي أحاديث صحيحة, ولكن إن شاء الله عندما نذكر ونناقش آية آية ورواية رواية سأبيّن لك, فأنا لا أريد أنك تأتي وتقول: هذا ضعيف أو صحيح، أنت لست الألباني وأنا لست مقبل الوداعي.
نحن نرجع في هذا إلى أصحاب الفن، أئمتنا, الكبار من الأئمة المتخصصين في هذا الفن. ولا أريد أن أذكر المواضيع الكثيرة في هذا المجال, ويكفي أنّك في الحلقة الماضية قلت لي: أن الألباني لم يصححه! في حين أن الألباني صحح حديث الكساء الوارد عن أم سلمة!! فأنت لست عالماً في هذا الفن, وأنا كذلك لست متخصصاً في هذا الفن.
فيجب أن تذكر لي أنت بالصفحة والرقم، وأجب عن السؤال: لماذا بعد أن صح لنا أنّ حديث أم سلمة صحيح؛ لماذا أم سلمة سألت النبي: هل أنا من أهل البيت? إذا كانت الحادثة في بيتها وتمت في بيتها لماذا تسأل هذا السؤال وتسأل هل هي من أهل البيت؟!
فالروايات موجودة ولماذا الرسول أكّد وقال: «اللهم هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً»؟!
لماذا هذا التكرار، ولماذا هذا الإصرار? ولماذا هذا الإدخال في الكساء? أليس للرسول غرض معين? أليس الرسول له وجهة نظر معينة؟ أليس الرسول كان يخالف طبعاً أن يأتي أناس ويدعون بأنهم من أهل البيت المطهّرين ويتلاعبون في الدين؟ أليس الرسول كانت له حكمة معيّنة من ذلك وإلاّ ما معنى الآن بين المسلمين كلهم إذا سألت أي مسلم الآن انظر كتاب (الخمسة أصحاب الكساء) للإمام السيوطي من هم (الخمسة) من أهل الكساء من هم? ماذا سيجيبك? حتى في روايات كثيرة صحيحة, وإذا ضعّفتها سأذكر الصحيح, سأذكر من صحّح هذه الرواية من أهل العلم. تتسرع أيّها الشيخ في التضعيف، أنت تقول ضيعف وبعد أن أبيّن لك تقول: لا أخطات!! كما حدث في المناظرة السابقة، قلت: إن الألباني لم يصححه! وقلت: إنه صححه لغيره وأن تعرف أنه صححه لذاته أخطأت, وقلت لك: إنه صححه لذاته, قال الألباني: صحيح لذاته, صحيح لذاته, حسن لذاته. فأنت لست عارفاً بهذا الفن حتى تقول حديث أم سلمة ضعيف.
فأنا أريد أن أقول لك: أم سلمة لماذا سألت، لماذا سألت أنه أدخل أولاً أدخل?! فإذا كانت الحادثة في بيتها, وقد صححه الكثير من أهل السنة, وأنا سأذكر لك إذا أردت أحاديث كثيرة ضعفتها وهي صحيحة، ولم تذكر الحق فيها, ولم تقل ضعّفها بعض أهل العلم وصححها بعض أهل العلم!! وهذه ليست أمانة! عندما يأتي الإنسان ويقول: هذا الحديث ضعيف ويذكر من ضعفَّه, ثم لا يذكر من صححه فليس من الأمانة العلمية! يجب أن نكون أمناء في التعامل مع النص.
عندما تقول هذا ضعيف, قل: هذا ضعّفه بعض أهل العلم وصححه بعض أهل العلم, ثم بعد ذلك تقوم بدراسة علمية وتذكر أسباب التضعيف وأسباب التصحيح أما أن نذكر التضعيف من دون دليل, فهذا ليس بحثاً علمياً أميناً! أنا أقول لك: لماذا أم سلمة سألت،وهي في بيتها؟ مع أنه لا يمكن للمرأة أن تسأل زوجها هل أنا من أهل البيت؟ أليس يدل على أن هذه القضيّة كانت في حالة معيّنة, في زمن معيّن, في مكان معيّن, في بيت معيّن من أجل تأدية رسالة نبوية؟!
يريد الرسول أن يؤدي رسالة معينة وهي: أن يقول هؤلاء فقط أهل بيتي، هولاء فقط لا غيرهم، لا يأتي أحد ويقول: إنه من أهل بيته المطهرين! الرسول يريد أن يحسم الموقف, يريد ان يحسم الموقف؛ لأن الرسول سيطلق على هؤلاء (الثقلين), وما دام الرسول قد أطلق عليهم كلمة «ثقل», وأنت تقول بذلك أطلق على القرآن وأهل البيت كلمة ثقلين، فلا بدّ أن يحسم من هم أهل البيت.
قال الإمام النووي في مصادر عديدة وفي شرحه لصحيح مسلم: سمّى رسول الله أهل البيت بالثقلين لأن بهما حفظ الدين.
كما أنّ الثقلين (الجن والأنس) يقوم بهما الكون فإن الدين يقوم بالكتاب وأهل البيت, فإذا كان الرسول يريد أن يطلق عليهما كلمة الثقلين, وأنت معي في ذلك, أي في أنه أطلق كلمة الثقلين على الكتاب وأهل البيت, وإلاّ خرجت عن إجماع المسلمين, فما دام الرسول أطلق عليهم كلمة الثقلين فمن الطبيعي أن الرسول سوف يسعى أن يحدد دائرة المطهرين, حتى لا يكون هناك أناس يأتون ويدعون كذباً وزوراً أنّهم دخلوا في الثقلين, فما معنى ذلك؟ أليست هذه كرامة عظيمة عند الله للثقل الثاني؟!
قال أهل السنة، ارجع إلى كل الشروح، لصحيح مسلم أطلق الرسول، ارجع إلى شروح مسلم منذ القرون الأولى إلى الآن ستجد أنهم قالوا: إنّه أطلق على أهل البيت وعلى القرآن، كلمة الثقلين لأن العمل بهما ثقيل. أطلق على القرآن واهل البيت الثقلين؛ لأن ما عداهما خفيف. أقصد عندما أراد ـ صلى الله عليه وآله ـ أن يحدد أهل البيت في أربعة معيّنين, في أشخاص معينين مطهرين؛ لأن هؤلاء سيطلق عليهم كلمة الثقلين.
هل تقبل أنت أن يكون أي شخص من آل علي يطلق عليه كلمة الثقلين؟ يقال: القرآن الثقل الأكبر وهذا الثقل الأصغر, أتقبل وإلاّ لو كان الأمر كذلك إذن بني عباس من أهل البيت! ولا فرق بينهم وبين المطهرين من أهل بيت الرسول!! أراد أن يحدد ويحسم الأمر.
فأرجو أن لا تخرج عن الموضوع وتجب عن أسئلتي, ولا تحمّلني ما لم أقله, كما صنعت عندما قلت أنني طعنت في زيد بن أرقم ـ رضي الله عنه ـ والمستمعون يشهدون أني لم أطعن بالصحابي الجليل زيد بن أرقم، وإنما قلت ما قلته أنت يا شيخ: إن عبيد الله بن زياد كان يتحكم بالآية (آية التطهير) فلذلك استدعاه وسأله عن أحاديث يحدثها, فأنا قلت هذا الكلام، وأنت قلت نفس الكلام, أنا قلت: إن زيد بن أرقم، كان موقفه موقفاً عظيماً عندما تصدى للسلطة, عندما أرادت أن تتدخّل في المسألة, زيد بن أرقم كان موقفه عظيماً, وكان يصر على أنّ النساء لسن من أهل البيت المطهرين، لا لأن زيد بن أرقم ـ والعياذ بالله ـ يريد أن يتلاعب في الحديث, وأنا لا استنقص من نساء النبي، والعياذ بالله, فنحن نتمنى أنّ نساء النبي كلهن من أهل البيت المطهرين ومن الذين طهرهم الله تطهيراً، ويكنّ من أهل البيت المطهرين لا غير المطهرين, ولكن ما نصنع إذا الرسول يريد أن يحسم الأمر, ويريد أن يحدد دائرة المطهرين. أرجوك أن تجيب على أسئلتي! لا تخرج عن هذا الموضوع. وأريد أن أسألك لماذا تتسرع في التضعيف؟ أنت لست الألباني وأنا لست مقبل الوداعي, وتفضل معك المايك.
الشيخ أبو أحمد البكري من طرف الوهابيين:
تفضل يا شيخ.
سماحة الشيخ عثمان:
بسم الله الرحمن الرحيم,ة أعيد وأكرر بالنسبة للحوار أرجو أن يكون هادئاً إن شاء الله تعالى. يقول: لم تجب على أسئلتي؟
أنا ما عندي شغل إلاّ أجيب على أسئلته وهو لا يجيب على شيء! كل الأسئلة التي سألتها أنا ما سمعت إجابة عنها تقريباً وهو يقول: أنت لم تجب على أسئلتي! والله لا أريد إلاّ سؤالاً واحداً؟ هل الخميني والخوئي من الغلاة كما قلت أنت أو فهمت أنا؟ وإن كنت أخطأت بالفهم ففهمني بارك الله فيك, هل هما من الغلاة? يقول لماذا قرأ الرسول هذه الآية؟ ولماذا أدخلهم? ولماذا كرر العملية في مواطن عديدة? أنا قلت لك: إن هذا لا يصح أن النبي كررها في مواطن عديدة، وإنما الثابت في حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ وفي حديث أنس أنّ النبي مرّ عليهم وفي الفجر, أو كان يمر عليهم في الفجر ويقول: [الصلاة يا أهل البيت, إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا].
نحن لا ننكر أبداً أن هؤلاء من أهل بيت النبي, فهذا أمرٌ مسلّمٌ أنهم من أهل البيت.
ويقول أنت لست الألباني حتى تصحح.
مالك شغل فيني أنا ألباني لست ألباني، أنا جئت لهذه المناظرة أو لهذا الحوار وما جئت إلاّ وأنا أرى في نفسي إن شاء الله تبارك وتعالى أنني أستطيع أن اتكلم في أحاديث النبي.
نعم لست كالألباني ـ رحمه الله تعالى ـ ولا أقيس نفسي به ولا بالشيخ مقبل ولا غيرهما من أهل العلم الفضلاء الكبراء، ولكن مع هذا أقول: الآن ذكرنا الأحاديث المختلف فيها, ألست قلت في البداية نحن لا نناقش إلاّ الأحاديث المتفق عليها, الأحاديث الصحيحة التي ليس عليها غبار؟ أأتي بهذه الأحاديث؟
قلت لك: ابدأً بالقرآن حتى تأتيني بما هو أقوى الأدلة عندكم, ألست قلت: أنا لا آتي إلاّ بالأحاديث المتفق عليها, أأتي بالأحاديث الصحيحة المتفق عليها، أما تأتيني في أحاديث مختلف في صحتها ثم تقول: لماذا ضعفته؟ فلان صححه! هذا شأن آخر.
اتهمتني بارك الله فيك قلت بأنني ليست عندي أمانة في النقل!
ما أملك إلاّ سامحك الله تبارك وتعالى, وأسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلنا من الأمينين في النقل. الذي أريد أن أقول: الآية صريحة في أنها في نساء النبي, و يقال للزوجة أهل، ولذا قال الله عزوجل عن موسى: (فقال لأهله أمكثوا). هذه حقيقة شرعية وحقيقة لغوية, (فقال لأهله أمكثوا), يعني زوجته, وقال لهم: (آتيكم), وقال الله جل وعلا عن امرأة إبراهيم: (أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت), وهي زوجة إبراهيم لما بشرت بإسحاق, قال لها الله تبارك وتعالى, وقالت لها الملائكة: (أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت), ولم تكن إلاّ هي وإبراهيم. والرجل عندنا في لغتنا يقول: كيف الأهل! يعني الزوجة, وهذا كلام مشهور عند العرب تسمى الزوجة أهله, والآية إذن في نساء النبي, والحديث في غيرهن في علي والحسن والحسين وفاطمة, هذا لا ننكره أبداً, ولكن ننكر أن تكون الآية في علي والحسن والحسين وفاطمة فقط، وإنما هي فيهم وفي نساء النبي.
هذا كلامنا معكم, و هو أننا نقول: إن دخول هذه الآية أو وجود هذه الكلمات ـ وهي ليست آية وإنما هي جزء من آية ليست آية مستقلة وإنما هي جزء من آية ـ دخول هذا الجزء من الآية في هذا المكان بين نساء النبي بدون فائدة هذا لا يمكن أن يكون!
تتكلم الآية عن نساء النبي, ثم يتكلم عن أهل البيت, ثم يخرج مرة ثانية دون تبيين أنّ هذا الكلام مقصود به غير نساء النبي! وهذا مخالف للبلاغة الذي هو القمة في كتاب الله تبارك وتعالى.
وأنا سأكمل معك إن شاء الله تبارك وتعالى مدلول هذه الآية على ماذا تدل بعد أن تكملنا الآن عن أن المقصود بهذه الآية هنّ زوجات النبي في اعتقادي وعلي والحسن والحسين وفاطمة في (حديث الكساء). والآن إن شاء الله تبارك وتعالى نتكلم إن شئت بعد تعليقك على ما ذكرت, الآن نتكلم إن شاء الله عن باقي متعلقات هذه الآية وحديث الكساء.
وأرجو أن تجيب على الأسئلة التي طرحتها قبل قليل, وإن شئت أن لا تجيب فالأمر إليك أيضاً وشكراً.
الشيخ أبو أحمد البكري من طرف الوهابية:
طيب جزاك الله خيراً تفضل يا دكتور.
سماحة الدكتور السيد عصام:
بسم الله الرحمن الرحيم, أريد أن أبيّن حقيقة حتى كلمة أهل البيت الواردة في الآيات الأخرى في القرآن الكريم (قالوا اتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد), نحن نقول هنا أتساءل أو أسأل سماحة الشيخ: هل كلمة أهل البيت هنا تعني كل بيت، هل تعني كل بيت أم تعني بيت مخصوص ومعين? هل كلمة أهل البيت في هذه الآية التي استدل بها تعني كل بيت أم بيت معين في حالة معيّنة، في حالة مخصوصة بحيث أنه لو جاء أحد وقال أنه من أهل هذا البيت لحق لإبراهيم أن يمنعه? هل يدخل في هذه الكلمة كل آل ابراهيم أم أنه بيت معين في حالة معينة في زمن معين? أقول: ذكرت عبارة أهل البيت في القرآن الكريم لا شك في ذلك، وقد استعملت في ذلك الموضع أيضاً بمعنى المجتمعين في أحد بيوت النبي إبراهيم.
أنا أقول لك: كما حدث هنالك اجتماع لناس معينين في بيت إبراهيم تم ـ أيضاً ـ اجتماع في بيت أم سلمة في رواية صحيحة ثابتة, وأنا مستعد أناقشك في المسائل هذه حتى لو جلسنا عدة جلسات، إنك لم تحقق في الموضوع وأنه أحياناً الإنسان يميل لمذهبه ولعقيدته.
وتتدخل الأهواء المذهبية في التضعيف فأقول: هل أهل البيت أعني بيت إبراهيم يعبر عن موضع معيّن وحالة معينة, مجتمعين في بيت إبراهيم, وإذا كان إبراهيم مع زوجتة ساره في الحجرة وهبطت الملائكة المرسلة إليه في مهمة, وكان واقفاًً, أقول: قد ذكرت عبارة أهل البيت, لا مانع ذكرت كذلك في القرآن الكريم, ذكرت في آيات معيّنة, أقول لك: هل أهل البيت في هذه الآية تعني بيت معين, بيت مشخص أم أي واحد يستطيع أن يدخل؟ هل يستطيع أي واحد أن يدخل في بيت آل إبراهيم في هذه الآية (أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد)؟ هل بالإمكان أن يأتي أي شخص من آل إبراهيم أياً كان ابن عمه من آل إبراهيم ويدخل في آل إبراهيم ويقول: أنا من هذا البيت أم إنها (الآية) خاصة في هؤلاء الذين كانوا في بيت إبراهيم؟
فأنا أقصد: إن المسألة يبدو لم تتضح للأستاذ عثمان وهي: إن الرسول كان يريد أن يحدد أهل البيت. أنت تعرف أنّ كل مصيبة في الإسلام حدثت أنه أتى أناس وادعوا انهم ينتمون لأهل البيت, من دون تمييز بين دائرة المطهرين ودائرة غير المطهرين, فحرفوا الدين وتلاعبوا في الدين. فأنا أقصد أن الرسول كان يريد أن يفرق بين دائرة المطهرين من أهل البيت وغير المطهرين.
نعم, ممكن أقول لك: إنّ هؤلاء من أهل البيت, ولكن من غير المطهرين: لأن المطهرين هم الذين أذهب الله عنهم الرجس، والرسول قرأ هذه الآية كما روت عائشة ـ رضي الله عنها ـ أكثر من مرة, كررت لك في حديث عائشة في صحيح مسلم أدخل هؤلاء الأربعة وقال: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً) لماذا لم يذهب الرسول إلى العباس ويقول: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت)؟ لماذا لم يذهب إلى غير هؤلاء الأربعة مع أنهم من أهل البيت؟ ولماذا لم يذهب ويقرأ هذه الآية على عائشة؟ لماذا لم تأتِ عائشة وتفتخر في هذه الآية (آية التطهير)؟ عائشة ـ رضي الله عنها ـ كانت تبيّن وتوضح أن الرسول لم يدخلها من ضمن أهل الكساء, وأن الرسول لم يأتِ ويقرأ عليها هذه الآية، ويذهب إلى بيتها ويقرأ عليها هذه الآية.
نحن لا ننقِّص من قيمة أم سلمة ـ صلوات الله عليها ورضوان الله عليها ـ هي لائقة أن تكون منهم، لكن نريد أن نقول: إن الرسول كان يريد أن يحدد دئرة أهل البيت المطهّرين, كما أنك عندما تقرأ الآيات المتعلقة بكلمة أهل البيت في القرآن, في بيت إبراهيم, فقد كان إبراهيم مختلياً بزوجته في الحجرة, فهبطت الملائكة المرسلة إلى بيت النبي إبراهيم لأجل مهمة, مما جعلت طريقها على بيت إبراهيم, وهبطت على إبراهيم الذي كان واقفاً في بيته, فتتحدث عن هذه الحالة, وهي حالة معينة, بأسلوب معين, بطريقة معيّنة! فأنا أريد أن أقول: إنه لا يمكن لنا أن نأتي ونتساهل مع عمل رسول الله, ما هو الهدف من الرسول؟ إذا لم تجبنِ لا فائدة من الحوار. ما هو هدف الرسول ان يقرأ آية التطهير؟ أمام أربعة فقط: أمام الإمام علي، الإمام الحسن، الإمام الحسين ما هي الفائدة؟ ولماذا الرسول أطلق كلمة الثقلين على القرآن وعلى الإمام علي كما قال الإمام ابن حجر الهيتمي, قال: إن أفضل من أطلق عليه الرسول كلمة الثقل هو الإمام علي. وهذا لا شك فيه, قال الإمام ابن تيمية: أفضل أهل البيت هو الإمام علي. أقصد هذه الآية تتحدث عن أناس مطهّرين مشخصين, أنت تعرف أنّ مصائب كل المسلمين أتت من أناس جاؤوا وادعوا أنّهم من أهل البيت المطهّرين وتلاعبوا بالدين وحرفوا الدين, فكان الرسول يريد أن يضع إطار معيّن لهذه المسألة, فلا يصح أن تترك المقصود من أهل البيت! مع أنّ الرسول أكّد أنه أناس معينين. ومن هنا فأنا أقول: إنك يجب أن تراجع إلى فصول القصّة، كلمة أهل البيت عندما أطلقت على آل ابراهيم إنها تتحدث عن حادثة معيّنة, وأطلقت على طريقة معينة, وفي زمن معيّن, وفي بيت معيّن, كما حدث في (آية التطهير) من أجل أنه تؤدي رسالة سماوية.
الرسول كان حكيماً، إذا كانت فعلا السيدة عائشة من أهل البيت المطهرين فأنا أتحداك أن تأتي لي برواية عن عائشة قالت: نزلت فيّ (آية التطهير)! أو قالت: إن هذه الآية نزلت فيّ!!
و أنت تعرف بأنّ السيدة عائشة كانت دائماً تفتخر بكثرة في مسألة الروايات وما ورد عنها من الفضائل؛ فلماذا لم تذكر هذه الفضيلة? ولماذا عكرمة كان ينادي في الأسواق ويقول للناس: إنما عندي في مفهومي عن أهل البيت غير ما عندكم? يعني كأنه يخبر الناس إنكم أينما ذهبتم تجدون أن أهل البيت هم علي والحسن والحسين وفاطمة من المطهرين المحصورين كما حصرهم الرسول, إن هذا ليس الذي عندكم، عكرمة هو الذي كان ينادي بهذه المسألة. وإذا أردت أن ندخل في ترجمة عكرمة, ومن هو عكرمة فأنا سأبحث لك بشكل مفصّل؛ من أجل أن أبيّن لك حقيقة الأمر أنه عندما يأتي القرآن أو يأتي الرسول ويقرأ القرآن (آية التطهير) أمام أشخاص معينين فهو يقول ـ بلسان حاله ـ أيّها الناس يجب أن تعرفوا إنّ هؤلاء هم المطهرين.
أنت اقرأ وتأمّل في حديث عائشة في صحيح مسلم, لماذا قرأ الرسول الآية فقط على هؤلاء الأربعة؟ لماذا قرأها على هؤلاء الأربعة? الرسول كان يريد أن لا يتلاعب الناس في كلمة أهل البيت. تعرف أنّ كل ما أصابنا من مرارة هو أنه يأتي شخص ويقول: أنا من أهل البيت المطهّرين!
أنا لا أقول: أهل البيت غير المطهرين. يمكن أن تأتي وتقول: إن هذه من أهل البيت مجازاً, وأنا أسلّم بذلك, ولكن يجب أن تميز بين دائرة المطهّرين وغير المطهّرين.
القضية فيها وضوح، وهي مسألة واضحة جداً, وأرجوك أن لا تكرر السؤال هذا ولا تحرّف الموضوع عن مساره.
انت بدأت تطرح مسألة تحريف القرآن, وهذا خروج منك أنت في محاضراتك وفي مناظراتك يا شيخ ـ مع احترامي لك ـ دائماً تدخل قضية التحريف في كل مسألة؛ لأنك منذ عشرين سنة متخصص في التحريف.
أنا نظرت في أشرطتك في كل مناظراتك رأيتك دائماً فقط لا تتحدث إلاّ عن التحريف, فإن كنت أنت الآن تريد أن تجرّنا إلى مسألة التحريف, فلن أنجرّ معك، لا تتعب نفسك في هذه القضية، والقضية لها بحث آخر في مكان آخر.
المسألة أنا أرى أنّك دائماً تتحدث عن التحريف لانك لست متخصصاًً إلاّ في هذا المجال.
دائماً تتحدث عن التحريف في كتاب الله, مثل قصّة شخص، حدث أنّ شخصاً كان لا يعرف إلاّ التعبير عن حديقة، حديقة معيّنة, فكان إذا قيل له عبّر عن شيء ـ مثلاً ـ عن بيتٍ معيّن يقول: لقد دخلنا بيت وكان يقع في حديقة. وعندما قيل له: عبّر عن هذا الكتاب. قال: كان لي كتاب وهو كتاب جميل وكان في حديقة! ثم بدأ يكتب عن الحديقة!! أنت هكذا ما هو علاقة التحريف؟ وما دخل الإمام الخميني في بحث آية التطهير؟ كم من مرة قلت لك: هل نزلت آية التطهير في بيت الإمام الخميني؟ وكم من مرة قلت لك: أنا تشيّعت بسبب كتب السنة, لا تبحث عن كتب الشيعة, أنا انتقلت إلي مذهب أهل البيت؛ لأن البخاري قال: إنه لا يزال الدين محفوظاً باثني عشر، وإن البخاري ومسلم أكّدا على حديث الاثني عشر، لأن كتب أهل السنة أكّدت لي حديث كتاب الله وأهل بيتي. ابحث عنه، أنا لا أسلّم لك أن هذا الحديث ليس صحيحاً, سأبحث وسأبيّن لك حقيقة الأمر. أنا دخلت إلى هذا المذهب وكنت وهابياً من مشايخ الوهابية، وإذا أردت فانظر كتابي رحلتي من الوهابية إلى الاثنى عشرية، أنا دخلت إلى هذا المذهب بسبب البخاري ومسلم، وشيّعني البخاري ومسلم، البخاري قال لي: إن حديث الاثني عشر موجود، والإمام مسلم قال لي: حديث الاثني عشر موجود. وهكذا الإمام مسلم رأيته يطلق كلمة الثقلين على القرآن وأهل البيت. هذا لا تستطيع أن تنكره، كل المسلمين اتفقوا أن الرسول أطلق كلمة الثقلين على القرآن وأهل البيت؛ لأن العمل بهما ثقل ثقيل جداً, ومن هنا لأنه أطلق عليهما كلمة الثقلين أراد النبي أن يحسم العملية, وبيّن ذلك.
وأنا أريد أن أسألك عن حديث عائشة لأنك سلّمت به, ولأنه موجود في صحيح مسلم، لماذا الرسول قرأ آية التطهير أمام هؤلاء ولم يقرأها أمام عائشة؟ لماذا أجبني عن هذا السؤال? ولماذا أطلق? أنت قلت في المناظرة الماضية: إن الرسول لم يطلق كلمة الثقلين على نساء الرسول، إنه لم يطلق عليهن كلمة الثقلين، يعني هنّ (نساء النبي) لا يدخلن في حديث الثقلين, وهكذا قال كل العلماء: لا يدخلن من الثقلين الذين قال الرسول فيهم: [تركت فيكم ما ان تمسكتم به...].
أولاً نأتي إلى رواية مسلم, كذلك في رواية مسلم أطلق عليهما الثقلين وقال: [يوشك أن أدعى...] أنا سأغادر هذه الحياة, يوشك أن أموت, فماذا يريد النبي أن يقول؟ أراد أن يقول لنا وهو يودع الحياة: تركت فيكم. وأنت تعلم ما معنى تركت فيكم, ما معنى صيغة [تركت]!! لا يوجد صيغة في اللغة العربية أشد من هذه الصيغة في الحثّ على التمسك بالشيء الموصى به, هذه الصيغة تبين أنني سأغادر هذه الحياة, ثم أترك من يقوم مقامي في هذه الحياة، فما معنى أنّ الرسول يطلق على القرآن ويطلق على أهل البيت كلمة الثقلين؟
لقد كانت مشكلة توسيع دائرة أهل البيت المطهّرين وخلطهم مع غير المطهرين هي المصيبة الكبرى التي حرّفت الإسلام، ومن هنا أراد الرسول عندما أطلق كلمة الثقلين على هؤلاء (أهل الكساء) أن يبيّن أنهم هؤلاء الأربعة, حتى لا يأتي رجل ويدّعي أنه من أهل البيت المطهرين.
تكلّم عن المطهرين, تأمل مطهرين لا غير المطهيرين, دائرة (يعني: دائرة المطهرين) محددة ومشخصة, ولا يمكن لك أن تأتي وتقول لي من خلال آيات أُخرى أنه أطلق على نساء الرسول كلمة (أهل البيت). أطلق نعم, لكن مع قرينة, راجع آية (أتعجبين من أمر الله) هنا قرينة الخطاب، يخاطبها, أين هذا الدليل من هذه الآية هنا؟! قرينة الخطاب, (اتعجبين من أمر الله), الآية توجّه الخطاب إلى من؟ إليها, فهنا لا مانع أنّه إذا وجدت قرينة في الخطاب أن كلمة (أهل) تنصرف إلى الزوجة. ومن هنا قال العلماء, قال الزبيدي في تاج العروس: إن كلمة (أهل البيت) في الأصل أو كلمة (أهل) تطلق على أقرباء الرجل, العصبة, لكنها إذا أطلقت على المرأة فتحتاج إلى قرينة.
ومن هنا أريد أن أقول: هل ترضى أنت أنّ الرسول يطلق كلمة (الثقلين) على آل علي وآل عباس, هؤلاء كلهم أهل البيت من دون تمييز بين المطهرين منهم وغير المطهرين؟ هل هذه الحروب التي دمّرت الإسلام بين آل العباس؟ هؤلاء كلهم أهل البيت الحروب المدمرة بين آل العباس وبين آل علي هل كلهم أهل البيت؟ هل الرسول أطلق على هؤلاء جميعاً أهل البيت المطهرين؟ هل الحروب المدمرة حتى بين الحسنيين والحسينيين واختلافاتهم كل هؤلاء أهل البيت، من دون تمييز بين المطهّرين وبين غير المطهّرين منهم؟ هل الرسول يقول: تركت كل هؤلاء؟ هل الرسول يقول: تركت كل هؤلاء؟
فأنا أريد أن أقول: الرسول حدد أهل البيت المطهّرين؛ لأن الرسول سيطلق عليهم كلمة الثقلين، وهي كلمة عظيمة، افتح كتاب (النهاية في غريب الحديث) ستجد ما معنى الثقلين، أي لأن ما عذاهما خفيف، أي ما عدا القرآن وأهل البيت خفيف، كل ما عداهما خفيف.
نحن نقول: هؤلاء أهل البيت الذين أنزل الله فيهم (آية التطهير) وأدخلهم الرسول في الكساء, هؤلاء المطهرون, هؤلاء الذين أطلق عليهم الرسول الثقل لا غيرهم, لا توسعوا دائرة الطهر حتى يدخل من شاء فيأتي شخص ويدعي أنه من أهل البيت المطهّرين, ثم يلعب في الدين كما شاء, وهذه مصيبة كبرى. لو التزمنا بكلام الرسول, إن الرسول حدد هنا أهل البيت (المطهرين) في دائرة معينة؛ لكان هناك أمرٌ واضح, ولما حدث تلاعب في الدين, وتفضلوا معك المايك.
سماحة الشيخ عثمان:
طيب, أقول: أولاً: أهل البيت هل تعني كل بيت؟ وأكثر عليّ الحقيقة الدكتور عصام بالأسئلة, وأنا أجيب على هذه الأسئلة, ولكن هو لا يجيب على أسئلتي لماذا؟ لا أدري. يعني إذا كان هو فقط يريد أن يسأل يبقى مع الشباب الذين يسألون, وإذا كان يريد أن يحاور ويناقش وكذا يجيب على أسئلتي أيضاً! يعني ما يصلح أبداًً أنّه يسأل وأنا أجيب, وأنا أسأل وهو يطنّش! ولا يجيب, هذا الكلام غير صحيح أبداً, وليس هذا أسلوب حوار حقيقة, يعني: أنا في بداية الحوار لما بدأت مع الدكتور عصام لما قال كلمة, لا أقول إنها أثّرت بي ولكن أقول: آنستني, وهو أنه نقل كلام ابن القيم عن الهروي وقال: (إنك حبيب إلينا والحق أحب إلينا منك), ثم قال الدكتور عصام: (وأنت يا عثمان الخميس حبيب إلينا والحق أحب إلينا منك), طيب يا دكتور عصام إذا كان الحق أحب إليك منّي لماذا لا تجيب على الأسئلة التي أطرحها عليك إذا كنت فعلاً تبحث عن الحق؟ وأسأل الله تبارك وتعالى أن تكون كذلك، وأسأل الله أن أكون أنا كذلك، وأسأل الله أن يكون كذلك جميع الحاضرين, لماذا لا تجيب على الأسئلة خاصّة السؤال الذي قلت أنت بلسانك لن أجيب عليه! لماذا؟ نحن ما سألناك عن الخميني ما رأيك فيه؟ ليس هذا أسلوب مناظرة وإنما أسلوب المناظرة أن أسأل وتجيب وتسأل وأجيب, وتشرح وأشرح, وتقول وأقول, هذا هو أسلوب المناظرة, وهذا أسلوب الحوار الهادف الذي نريد من خلاله ـ فعلاً ـ أن نصل إلى الحقيقة كما تقول! هو يريد فقط التحريف، ما يعرف غير التحريف, صار له عشرين سنة يتكلّم في التحريف, إيش عليك منّي أنت? أنا صار لي عشرين سنة في التحريف وإلاّ خمسة عشر سنة في التحريف هذا أيش دخل هذا في الموضوع؟! يعني القضيّة وما فيها ـ بارك الله فيك ـ إنه يجب علينا أن نتكلم في هذه المسائل بطريقة السؤال والجواب من الجميع؛ أسألك وتجيب وتسأل وأجيب وإن شاء الله تبارك وتعالى يكون هذا فيما سيأتي إن شاء الله جلّ وعلا.
تقول: هو قرأها في بيت إبراهيم على حالة معينة هل يدخل فيهم واحد آخر؟ ثم كذلك تقول: ابن تيمية قال: أفضل أهل البيت علي, وهل سني يقول غير هذا الكلام؟ كلّنا نقول أن علياً رضي الله عنه هو سيد آل البيت علي, وهو أفضل آل البيت, لا أحد ينكر هذا, أبداً, بعد رسول الله أفضل رجل من آل بيت النبي بل أفضل إنسان بعد النبي في آل بيته هو علي ـ رضي الله عنه ـ , لا ننكر هذا أبداً.
تقول ابن تيمية قال بذلك.
كلنا نقرُّ بهذا، كل السنّة الذين هنا يقولون هذا الكلام حسب علمي, ولا أحد ينكر هذا؛ إن علياً ـ رضي الله عنه ـ سيد أهل البيت ـ رضي الله عنهم جيمعاً ـ، والله جيد.
تقول: اسمع اشرطتك كثيراً.
يعني سمعت كل أشرطتي, هذا شيء جيد, جزاك الله خيراً, نريد تعليقاً على هذه الأشرطة بارك الله فيك، يعني هذه الأشرطة أنا ذكرت فيها أشياء كثيرة عن الشيعة سواء في تحريف القرآن أو في المتعة أو في أهل البيت أو في... نريد تعليقاً على هذه الأشرطة! فان كانت حقاً اثني عليها بما تعرف, أو إن كانت باطلاً انكر عنها ما تعرف, وهكذا بارك الله فيك حتى نصل في النهاية إلى الحقيقة, سواء عن طريق هذه المناظرة أو المناقشة أو الحوار أو حتى عن طريق الأشرطة أو كتيبات, بالتالي إن شاء الله نصل إلى الحقيقة التي نريدها جيمعاً, ثم كذلك ما هو الرجس، (إنما الله يريد ليذهب عنكم الرجس) ما هو الرجس? يقول أهل العلم: الرجس هو القذر، وقيل: هو الذنب والإثم والفسق والشيطان والشرك وغيرها مما يشابهها. طيب اذهب الله عنهم الشرك، هل نشك نحن في هذا؟ إن الله أذهب عن علي وفاطمة والحسن والحسين الشرك, نعم أذهب الله عنهم الشرك, صار ماذا? كان ماذا بعد ذلك? إذا أذهب الله عنهم الشرك، أذهب عنهم الشيطان كان ماذا? أذهب عنهم الفسق كان ماذا? الإثم، الذنب، القذر كان ماذا بعد ذلك? هل يلزم أنهم صاروا معصومين بعد ذلك? لا يلزم هذا أبداً, بل نحن نقول: أنهم بهذا الدعاء من النبي يعني نالوا عند الله تبارك وتعالى أنه اذهب الشيطان وأذهب عنهم الشرك، وأذهب عنهم الفسق، وأذهب عنهم الإثم، وأذهب عنهم الذنب، واذهب عنهم القذر، فالشاهد من هذا كله إننا نقول: هب أن الله تبارك وتعالى أرادهم في هذه الآية، ماذا تريد منهم؟ هب أنّ الحديث كذلك ماذا بعد ذلك? المهم دكتور شيخ عصام نحن نريد بعد هذا التطويل في قضيّة حديث أهل البيت، لماذا ذكر النبي ذلك? لماذا عاد? لماذا كرر، لماذا كذا? قلت لك: لم يكرّر, وإنما كان يمر عليهم الفجر يذكّرهم, قوموا لصلاة الفجر, وآسف على الإطالة, والله أعلى وأعلم, وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
أبو أحمد البكري من طرف الوهابية:
دكتور عصام إن شاء الله يجيب إن شاء الله، نسأل السؤال أنا أمامي الآن سؤال وأرجو أن يجيب عليه الشيخ الدكتور عصام, السؤال المطروح أمامي, لحظة أقرأ الرسالة ثوانٍ, هناك سؤال يقول: هل الإمام علي حلّل المتعة وعمل بها هو وأهل بيته؟ هذا السؤال دكتور عصام.
السؤال الثاني نفسه يقول: دكتور عصام سمعناك تترضى وتترحم على العلماء مِن أهل السنة, أمثال أحمد بن حنبل, وابن تيمية, فهل هذا الترضي والترحّم تعتقد به فعلاً أم لا أو مجرد مجاملة؟ وإذا كان تعتقد به هل تفعل هذا الفعل أمام الشيعة وعلمائهم خاصّة أم لا? وإذا كان رأيك ذلك هل أنكرت على من يلعن أحمد بن حنبل وابن تيمية؟ هذا هو السؤال.
السيد رفيق من طرف الاثني عشرية:
العفو مولانا جزاك الله خيراً؛ بالنسبة لسماحة الدكتور السيد عصام أول شيء الجواب على السؤال بعدين إن شاء الله, نعود إلى الرد على الشيخ عثمان, تفضل سماحة دكتور سيد عصام معك المايك للجواب على السيد أبو أحمد.
سماحة السيد الدكتور عصام:
بسم الله الرحمن الرحيم, بالنسبة للسائل أنا أقول للسائل الذي سأل: هذه المتعة التي في رأسك هي حرام، المتعة لها مفهوم وهابي ولها مفهوم إسلامي؛ المفهوم الإسلامي للمتعة هي نفس المتعة التي كانت في زمن الرسول، لها قوانين وحدود، لها عدّة, لها قوانين, لكن للأسف إخواننا من الوهابية صوّروا المتعة بشكل شنيع, مع أنّهم أجمعوا أن الرسول أباحها, فنحن نقول: هذه المتعة التي أباحها الرسول هي عندنا، يوجد عدّة ويوجد زواج وعقد, ويوجد فيها قوانين, نفس القوانين التي كانت في زمن الرسول, وإذا خلّف أولاداً يكونون من نصيب الزوج, وهي زواج كالزواج الدئم, إلاّ أن الزواج الدائم ينتهي بالطلاق, وزواج المتعة ينتهي بانتهاء المدة. وإذا أردت فابحث عن مسألة زواج المسيار، فحسب زواج المسيار، وهذا الزواج ثابت عند أهل السنة, وفي فقه السنة يذكر الإمام سيد سابق أنّ جمهور فقهاء أهل السنة أجمعوا على جواز الزواج بنية الطلاق, أي أنه يجوز بأنني أتزوج مرأة في فترة مؤقتة ثم أطلقها بعد أسبوع, في نيتي, تمّ تحديد الفترة في نيتي؛ فنحن نقول: زواج المتعة أحسن من هذا العمل زواج المسيار. زواج المتعة أنت تذهب إليها وتقول لها يكون الزواج على كتاب الله وسنة رسول الله ويكون كل شيء ثابتاً, وقوانين وعقد شرعي والتزامات وزوجة تماماً, أما هذا زواج المسيار فهو في الحقيقة كما يقول الإمام محمد رشيد رضا كما نقل عنه في كتاب فقه السنة هذا زواج المسيار خيانة, قال إمام أهل السنة محمد رشيد رضا: هذا (يعني: زواج المسيار) خيانة. قال: بل إن زواج المتعة عند الاثني عشري أفضل من الزواج بنيّة الطلاق، لأن الزواج بنيّة الطلاق يدمّر الأسرة من جهة, يدمّر الأسرة؛ لأنه فترة أسبوع ثم يطلقها في رأسه (يعني: تحديد فترة الزواج) في نيّته, ثم بعد ذلك فيه (زواج المسيار) خيانة؛ لأنه يعدها بالزواج الدائم وهو ينوي الزواج المؤقت! افتح وابحث عن كتب أهل السنة ستجد الزواج بنيّة الطلاق، ويجب أن تعرف أن المتعة التي في رأسك يعني بدون القوانين وبدون التزامات هذه حرام، لكن أقول بحلية المتعة النبوية, المتعة التي أباحها الرسول.
أما بالنسبة للسؤال الثاني: الذي سأله أبو أحمد لماذا تترحم على ابن تيمية وتترحم على أحمد بن حنبل؟
أنا أقول ذلك حقيقة: أنا لست من الفرقة الوهابية التي تكفّر غيرها, أنا من الاثني عشرية الذين اوصى بهم الرسول في حديث مسلم (لا يزال الدين محفوظاً ما وليهم اثنا عشر)، وأنا إمامي جعفر الصادق وإمامي الباقر علّماني أن أطلق كلمة مسلم على جميع المسلمين, وإنما أسمّي الذي يكون منتمي للاثني عشريه أطلق عليه كلمة مؤمن، وغيرهم (غير الاثني عشرية) فهم من المسلمين, نحن نعيش أخلاق أهل البيت, هؤلاء الذين تركهم أهل السنّة وتمسك بهم الاثنا عشرية.
الشيخ أبو أحمد البكري من طرف الوهابية:
طيب تفضل يا شيخ وسيم جداً.
سماحة الشيخ وسيم جداً من طرف الاثني عشرية:
بسم الله الرحمن الرحيم, إذا تسمعوا صوتي أعطوني إشارة.
الحمد لله الذي جعل الميل للفضيلة غريزة في كل إنسان، وجعل حتى مجرمي الحروب يدّعون الفضيلة، ولا أريد أن أطيل في هذه النقطة. الأخ شيخ عثمان أراد أن يصرّ على طرح مسألة كررها مراراً من الجلسة السابقة، وفي هذه الجلسة أيضاً، وأنا أريد أن أدخل معه في هذه النقطة بالذات.
نحن نعذر سماحة الدكتور عصام لأنه ركّز على أن يكون للحوار مركزية، وأن يكون البحث في نقطة محددة وهي: تحديد من هم أهل البيت؟ وأن لا يتشتت البحث, لذلك أعذر سماحة الدكتور عصام في أنه لم ينجرف مع هذه التساؤلات الأجنبية عن الموضوع فعلاً.
الأخ الشيخ عثمان الخميس طرح مكرراً مسألة تكفير علماء الشيعة أو بعضاً منهم للذين ينكرون أو يجحدون الإمامة, وأنا أريد أن أجيبه عن هذه المسألة فقط, أريد أن أبيّن هل يريد الشيخ عثمان جواباً عن سؤاله المتكرر أو لا؟ إذا كان يريد جواباً عن سؤاله المتكرر فليعطيني إشارة بالرقم واحد, وإذا كنت لا تريد الجواب أعطي إشارة منفية؟
لا تريد, إذن لا تريد الحقيقة، الحمد لله أنك لا تريد, ولكن لكي يعلم الجالسون والسامعون أنك أنت قلت لا تكفر ولا...
الأخ الشيخ أبو أحمد من طرف الوهابية (مقاطعاً):
نحن اتفقنا يا وسيم أنّ هناك سؤالاً، فقط أسئلة، أسئلة فقط ومن حق الشيخ أن يقبل أو لا, تفضل يا شيخ, إذا كان لكم تعليق تفضل.
تكملة كلام سماحة الشيخ وسيم القطيفي:
أنا طبعاً باعتبار أنه (الشيخ عثمان) قال لا يريد الإجابة فأنا لن أبحث معه, ولكن أريد أن أنتقل إلى سؤالٍ هو قال لا يريد الإجابة, وأنا أردت فقط أن أبيّن أنه لو كان طالب حق لقال أريد الإجابة! لكي لا يحكم على جماعة كثيرة بأنهم يكفّرون المسلمين هكذا جهاراً نهاراً ثم لا يريد معرفة الحقيقة!! هذا أمر خطير ولا بدّ من تحديده في هذه المناظرة, لكي يحيى من حي عن بينة ويهلك من هلك عن بيّنة. المهم حيث إنه لا يريد الإجابة أنا لا أريد أن أتبرع له بالإجابة, أنا أريد أن أسأل, هو يقول: لا يخطّا من يكفّر الشيعة. أنا لم أتعدّى على أي شخصية موجودة في الغرفة, أي شخصية كانت، والكلام مسجّل, ومن أراد أن يحاسبني فليحاسبني.
هو يقول: إنه لا يخطأ من يكفّر الشيعة!
اذن لماذا تخطّئ أيّها الشيخ من يكفّر من يجحد إمامة علي بن أبي طالب، كيف تخطئه? من كان يكفّر الشيعة فله عذره؛ لأنه اجتهد وأخطأ، ومن كفّر من يجحد وأنا أدقّق على الكلمة؛ لأن الكلمات محسوبة, من يجحد, السؤال أحيانا بل في كثير من الأحيان يكون للتعريض, وأنا أتحدث مع شخص جاء إلى هنا بعنوان شيخ، ولا أتحدث مع شخص جاء إلى هنا بعنوان أبو علي عمر.
إذن, كيف لن يكونوا معذورين واولئك معذورون؟ هذا هو السؤال كيف تخطّئ من يكفّر غير الشيعة ولا تخطىء من يكفّر الشيعة؟
سماحة الشيخ عثمان:
بسم الله الرحمن الرحيم, حياك الله يا شيخ وسيم في هذه الغرفة ومشكور على هذه الأسئلة, أسأل الله تبارك وتعالى أن يعينني على إجابتها!!
بالنسبة للشيخ وسيم يقول: أريد أن أجيبك.
والله أنا أشكرك لاهتمامك بهذا الموضوع, لكن السؤال لم يكن موجّهاً لك، السؤال كان موجها للدكتور الشيخ عصام، وإذا أردت أن تجيبني فكن مكان الشيخ الدكتور عصام ويكون الحوار بيني وبينك وتجيبني على ما أطرحه عليك من أسئلة.
أنا لا أريد أن تتبرع عن الشيخ الدكتور عصام، أنا كنت أريد الدكتور عصام هو الذي يجيب، السؤال موجّه له والكلام خرج منه هو. أنا ما طلبت منك هذا السؤال حتى تجيبني عليه, وأنا لا أريد إجابة هذا السؤال, ليس القضيّة أني أريد أن أتعلّم شيئاً وأنت تقول يريد الحق أو ما يريد الحق, يعني أنا أستطيع أن أجيب على هذا السؤال، السؤال ليس صعباً, لا أريد الجواب منك بارك الله فيك, لا أريد الجواب منك؛ لأنك ما وقع منك شيء, لم تقل عنهم غلاة، لو كنت أناظرك أنت أو أحاورك وأنت قلت: الذي يكفّرهم الغلاة، وأنّ الغلاة هم الذين يكفّرون؛ لوجَّهتُ السؤال لك, لكن أنت لم تقل هذا, فالسؤال لك ما له أي معنًى.
فأقول لك: هل هؤلاء غلاة? تقول: لا ليس غلاة, وهؤلاء يكفّرون من يجحد الإمامة، انتهى الأمر.
فالقصد بارك الله فيك أنني ليس تهرباًً ولا بعداً عن طلب الحق، أنا أعرف أن رأي الشيعة أنه من لا يؤمن بالإمامة كافر.
وهذا الذي ذكرته للدكتور الشيخ عصام فليس القصد يعني هرباً من الإجابة أو هرباً من السؤال بارك الله فيك.
أما تقول: لا يخطّئ من يكفّر الشيعة.
أنا ما قلت: لا أخطّئ من يكفّر الشيعة بهذه الطريقة, أنا قلت الدكتور عندما نسب لي هذا القول قال أنت تكفّر من لا يكفّر الشيعة, ثم غيّر كلمة يكفِّر وقال: أنت قلت تخطّئ من يكفّر الشيعة. قلت له: أنا ما قلت أخطّئ من يكفّر الشيعة ولا قلت: أكفّر, ما قلت شيئاً من هذا, أنا قلت له: أنا لا أكفّر الشيعة الاثني عشرية.
أنا ما قلت هذا الكلام, وإنما أنت قلت هذا الكلام عنّي, لم أقله أنا أبداً. ما قلت أنا: إن الذي يكفّر الشيعة مخطئ أو ان الذي لا يكفّرهم مخطئ, أبداً, لا مدحت ولا ذميت, أبداً, لم أقل ذلك, ليس لي شغل فيهم، بحيث إني أتكلم عنهم مخطئين أو غير مخطئين, هذا أمر آخر, لكن أنا عقيدتي أني لا أكفّر الشيعة الاثني عشرية هذا ما أعتقده أنا؛ و لذلك لما الدكتور عصام قال: إنك تخطّئ من يكفّر! قلت له: لا أبداً لا أخطّئهم ولا أخطّئ كذلك من يكفّرهم, يعني من الصوبين، الذين يكفّرون لا أخطئهم والذين لا يكفّرون لا أخطئهم أيضاً, لهم رأيهم، لكن أنا رأيي أنهم ليسوا بكفار, هذا الذي أعتقده وهذا الذي أدين الله تبارك وتعالى به.
الشيخ أبو أحمد البكري من طرف الوهابية:
تفضل يا شيخ أبو منتصر البلوشي:
سماحة الشيخ أبو منتصر البلوشي من طرف الوهابية:
أنا لي تعليق وليس سؤالاً لأني أنا رأيت المناظرة مع الأسف من طرف العلم يتكلم, ومن طرف لا أقول الجهل يتكلم, ولكن هناك تهرب واضح من الأسئلة, وهناك لف ودوران حول الموضوع أو موضوعات جانبية. وهذا لا ينبغي للمناظر. أنا لم أكن أريد أدخل هذه الغرفة, لأننا ننقل هذه المناظرات السخيفة مع احترامي للجميع في غرفتنا.
ولكن وجد الصراخ للدكتور الشيخ عصام، صراخاتك أتعبت آذاننا, ولذا أنا جئت هنا لا أقول يا أخي خفف من صراخك لو تكرمت, وأرجو أن يؤخذ هذا بعين الاعتبار مرة أُخرى؛ لأن أوقاتنا ليست زائدة حتى نستمع الصراخات, إنما نريد أن نستمع علماً فقط, هذا واضح، إن لم يكن لديك علم فاترك المناظرة لغيرك, من أجبرك على هذا! واليوم أنا سمعت ما لم يكن أن أتوقعه منك.
أنا تابعت مناظراتك في غرفة الرافضة من قبل, ولكن اليوم كانت على مستوى رديء جداً ومع احترامي لك لم تكن محاضراً جيداً.
على كل حال سؤالي الآن، ليس سؤالاً، بل هو تعليق ما أوردته من القياس الفاسد عند المذهب الشيعي أنت تقيس وتخالف أهل البيت وتأخذ من غير الأطهار, وهذا قياس فاسد, ولا يجوز القياس في المذهب الشيعي, سيما في العقائد لا يجوز القياس فكيف بمفهوم المخالفة في أصول الفقه, فضلاً عن العقائد والدين. وأنت تتبع منهج المذاهب الأخرى وتخلطه في مذهبك, وهذا تناقض صريح يفهمه أهل أصول الفقه.
ولذا نرجو مرة أُخرى، أنا أريد أن أختصر تماماً, أن لا تصرفوا وقتنا بهذا الشكل، إن لم يكن لديك علم اترك غيرك يتكلم، نريد نستمع إلى آراء الشيعة, ولكن بعلم ليس بالصراخ: اوه.. اوه.. اوه؛ أو باللف والدوران شكر.
سماحة الشيخ أبو أحمد البكري من طرف الوهابية:
طيب تفضل يا دكتور.
سماحة الدكتور السيد عصام:
بسم الله الرحمن الرحيم, أقول جزاك الله خيراً على هذه الأخلاق العالية التي أتيت بها, وأنا لا أدري هل الاستدلال والحجج التي أتيت بها صراخاً؟! وإذا كان هذا هو الصراخ فما هو العلم؟! جئت وقلت: أنا جاهل! وقلت: إنني لم أأتي بدليل! وقلت: إنني لم أأتي بمستند! وإذا كنت لا تستطيع فأتى بغيرك!! أن أقول: أحسن الله إليك وجزاك الله خيراًً على هذه الأخلاق العالية في غرفتكم.
وما كان أسلوبنا معكم هكذا عندما كنتم في غرفة الاثني عشرية, ولكن هذا طبيعي؛ لأننا نحن نمتلك أخلاق أهل البيت وأنتم لكم أخلاقكم, فهذا طبيعي منكم بهذه الطريقة تتكلم, وأنا وجهت أسئلة كثيرة لسماحة الشيخ ولم يجب عنها, وكان يخرج في أسئلته عن الموضوع ويسأل أسئلة خارج موضوع الحوار؛ كيف تريدني أن أجيب أسئلته رغم أنه لم يجب على أسئلتي.
وأنا أريد كذلك أن يكون السؤال في إطار كتب أهل السنة؛ لأنني أنا اهتديت إلى مذهب أهل البيت من كتب أهل السنة, البخاري ومسلم والأمهات الست هي التي قادتني إلى مذهب أهل البيت. وأنا سأبيّن ذلك عندما نبحث (حديث الثقلين) بالتفصيل.
اريد فقط أن أبيّن لأخي السائل فضيلة الشيخ أبي المنتصر البلوشي أن العصمة ـ فقط تعقيب على مسألة العصمة ـ التي ذكرها بالمفهوم الوهابي هي غير العصمة بالمفهوم الاثني عشري.
العصمة بالمفهوم الوهابي ـ أحياناً وكثيراً ـ تلازم النبوة, فإذا قلت عندما كنت أنا وهابياً كنت أتصور هذا التصور, إذا قلت: فلان معصوم, يتخيل في ذهنية العقلية الوهابية أن معنى ذلك أنك تريد أن تقول: إنه نبي! كنت أفكر هكذا كنت أتنفر من كلمة عصمة؛ لأنها كانت تلازم عندي النبوة.
أريد أن أبيّن أن العصمة في المفهوم الاثني عشري غير العصمة في المفهوم الوهابي, لأنها لا تلازم النبوة أبداً بل أن الإمامية أجمعوا ـ وكلماتهم كثيرة في هذا الموضوع ـ أن من قال أن هنالك نبوة أو نبي أو رسالة بعد محمد فهو كافر خارج عن الإسلام لا يمت إلى الإسلام بشيء.
فأنا أريد أن أقول: إنه لا علاقة بين النبوة والعصمة, فإذا قيل: إن هؤلاء من المعصومين فليس المراد بذلك العصمة الوهابية، المراد بها العصمة الاثني عشرية تماماً, كعصمة مريم فكانت معصومة ولكنها غير نبية.
يعني حتى تكون المسألة واضحة, لأنه هذه القضيّة تترك خللاً، وأنا لأني كنت وهابياً كنت أعاني من هذه المشكلة في العقل الوهابي, فهو يفكر أنه يوجد مشكلة إنه يوجد نبوة عند الاثني عشرية، وبالتالي يترتب عليها (النبوة) قضايا خطيرة جداً.
وأريد أن أنبه كذلك إلى قضية ما طرحه فضيلة الشيخ (أبو منتصر) البلوشي حول القياس, وأبيّن أنه هنالك خلط كبير بين القياس في المنطق والقياس عند الحنفية أو عند الشافعية أو عند المالكية.
هنالك فرق بين القياسين.
فالقياس العقلي المنطقي الموجود في المنطق هذا لا يمكن أن ينكره أي رجل عاقل, وهو موجود عند الاثني عشرية, إنما القياس المرفوض عند الاثني عشرية أن أأتي بحكم هذا الفرد إلى هذا الفرد من دون نص. هذا هو القياس.
القياس الذي حاربه أئمة أهل البيت هو القياس الذي سطر من قبل إبليس كما يقول الإمام الشهرستاني في الملل والنحل: إن أول من قاس هو إبليس, أنه عندما جاء الملائكة وسجدوا لآدم فما كان من إبليس أن بدأ واستخدم القياس, وبدأ يغضب لماذا يسجد له وهو خلق من طين، وهو مخلوق أرقى منه!
هذا هو القياس الذي يؤدي إلى مخالفة الشارع الذي يؤدي إلى مخالفة الشريعة الدينية، هذا هو الذي حاربه أهل البيت. وأنت تعرف أنه كان قدماء أهل السنة يلعنون القياس، لماذا? ليس القياس المتأخر، ليس القياس بالمعني المتأخر المعروف عند الفقه السني بل القياس الذي حاربه أئمة أهل البيت هو القياس الذي يؤدي إلى مخالفة الحديث الصحيح أو يؤدي إلى مخالفة آية قرآنية, القياس الذي يؤدي بي أن أترك القضية القرآنية أو أترك قضية نبوية من أجل هوى نفسي, أو من أجل أنا أريد أن أحكّم العقل الفردي, لا العقل الكلي في مسألة معينة.
الأخ الشيخ أبو أحمد من طرف الوهابية:
أكمل يا دكتور سقط منك اللاقط.
الأخ رفيق من طرف الشيعة:
العفو أبو أحمد أنت تقول للسيد الدكتور عصام أكمل وأنت تقرأ هذه الإهانات أنا لا أعرف! أنا أتمنى أن أسمع الشيخ عثمان يجيب على هذا الكلام الذي يجري.
يعني ما صدرت من طرفنا أي إساءة ولا تعرض أحد منا بكلمة لكم، يعني يا ريت أبو أحمد أنت تارك لهم المجال ووضعت علينا نقاط حمراء, يعني هؤلاء يكتبون ومحمد علي يمزح, يعني هل هو الخوف من البلوشي أو غيره ما نعرف نحن هذا الأسلوب؟!!
تفضل شيخ عثمان.
سماحة الشيخ عثمان:
بسم الله الرحمن الرحيم, أنا حقيقة يعني حزين جداً لما حدث وخاصة إن هذه الغرفة بأسمي أنا ولا أسمح لأي أحد أن يطرد أي أحد ولا أسمح لأي أحد أن يكتب أي شيء لأي أحد.
وإن كان لا بدّ فاعلاً فليذهب إلى بيته وإلى مكانه وغرفته وليكتب ما شاء وليفعل ما شاء, أنا غير راضي أبداً عن كل ما كتب, فرجاء بارك الله فيكم نحن نريد حواراً علمياً، وإن شئتم ألغينا الأسئلة ونستمر في نقاشنا فقط, ولا تكون هناك أسئلة بحيث إذا فتح المجال لهذه الأسئلة أن يكتب من شاء ما شاء.
مهما وقع كما قلت قبل قليل وأقول الآن: غرفة الحق ضيوف عندنا الآن, سواء الشيخ الدكتور عصام أو الأخ رفيق أو الأخ وعد أو غيرهم من الذين زارونا في هذه الغرفة هم ضيوف عندنا, ولهم حق علينا, ومن حقهم علينا أن نكف عنهم أذانا وأن نتحمل أذاهم إن خرج منهم أذى.
فالشاهد من هذا أنا أقول: آسف من الجميع، يعني كل ما وقع أنا أتأسف منه وأنا لا أقبله, وأرفض أي أحد أن يكتب أي شيء رجاء لا أحد يكتب أي شيء إلاّ من أراد أن يتكلم, يريد سؤالاً يقول: أريد أن أسأل فقط، أما التعليقات لا داعي لها أبداً رجاء.
يعني أن اطلب من الجميع من السنة ومن الشيعة أن لا يكتب أحدٌ شيئاً لا تعليق ولا غيره, وإنما إذا أراد أن يسأل يقول: أريد أن أسأل فقط, وأظن أن الأسئلة حددت فلان وفلان وفلان وانتهى الأمر.
كذلك الكلام الذي خرج من السائل أبي منتصر البلوشي, أظن للدكتور الشيخ عصام هذا لا أقبل به أبداً وكان كلامه شديداً، أنا تضايقت منه و الدكتور عصام ضيف عندنا, ونحن إن شاء الله نحسن الضيافة بقدر ما نستطيع, وأقول يعني: سامحونا. وأعيد وأكرر آسف على ما حدث, وإن شاء الله تعالى ما يتكرر وجزاكم الله خيراً.
أبو أحمد البكري من طرف الوهابية:
طيب أين هو البغدادي هل هو موجود؟
يا شيخ عمار البغدادي, ارفع عنك النقطة إن شاء الله الآن.
سماحة الشيخ عمار البغدادي من طرف الاثني عشرية:
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين المعصومين.
سماحة الشيخ عثمان الخميس بارك الله فيكم باعتبار أنّ الموضوع كان يدور حول مسألة تصب في دائرة الإمامة كمفهوم عام, وأنتم بنفس الوقت حسبما فهمت من الأخوة أنه ما عندكم أي إشكال إذا طرحت بعض الأسئلة خارج الموضوع, أسئلتي تقريباً هي في داخل الموضوع وفي صلب الموضوع, وتصب في دائرة الإمامة, واقعاً سماحة الشيخ نحن الشيعة والسنة من أهمّ القضايا التي فرقت بين الشيعة والسنة هي قضية الإمامة الشيعة اتبعوا علياً وأولاد علي وأهل السنة اتبعوا أبا بكر وتبعوا عمر باعتبارهم يعتقدون أنهم خلفاء النبي من بعده.
المسألة المهمة في هذه القضية شيخنا الفاضل نحن حينما نأتي إلى التاريخ وحينما نأتي إلى صحاحكم نجد أن هناك مشكلة, وإن هناك تناقضاً بين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وبين الخلافة التي قامت بعد الرسول, نجد أن أمير المؤمنين علي ما كان يعتقد بشرعية الخلافة ولذلك تأخر عن بيعة الخلافة لمدة ستة أشهر، وكان يعتقد بأبي بكر وعمر أنّهما كانا غادرين آثمين خائنين كاذبين.
هذه هي عقيدة علي بن أبي طالب في أبي بكر وعمر كما صورها لنا صحيح مسلم إذا رجعنا إلى صحيح مسلم نجد أنّ هناك رواية صحيحة السند, تأتي هذه الرواية لتصور لنا عقيدة علي بن أبي طالب في أبي بكر وعمر، واللطيف أنّ هذه العقيدة صورها نفس الخليفة الثاني عمر بن الخطاب حينما وجه الكلام إلى العباس وإلى علي وقال لهما: إنكما رأيتما أبا بكر لما قام ولما قال: إن النبي لا يورث رأيتماه كاذباً غادرا آثماً خائنا.
إذن, علي بن أبي طالب هذه عقيدته بالخليفة الأول والثاني, إضافة إلى قضية فاطمة الزهراء ـ سلام الله عليها ـ وهي التي يغضب الله لغضبها هي في صحاحكم ماتت ولم تبايع أبا بكر, بل ماتت وهي واجدة عليه.
هذه المسألة، هو هذا كله سؤال, ولكن يحمل بين طياته إشكالات عديدة, هذه قضية.
القضية الثانية: هناك مشكلة إذن بين علي بن أبي طالب وبين الخلافة التي قامت بعد رسول الله فمن نتبع?! نحن اتبعنا علي بن أبي طالب باعتبار (حديث الثقلين), واتبعنا علي بن أبي طالب باعتبار أن النبي قال في حقه: وهو ولي كل مؤمن من بعدي, وهذا الحديث الذي صححه الألباني كما تعرف يا سماحة الشيخ, هذه قضية.
القضية الأُخرى المهمة: هناك الأحاديث الكثيرة التي نصت على أن الأئمة بعد رسول الله اثنا عشر إماماً وفي رواية أُخرى اثنا عشر خليفة, وأنتم لحد هذه الساعة ما زلتم في حيرة شديدة تبحثون عن المصداق الذي يمثل هؤلاء الاثني عشر, فما وجدتم أي مصداق لهؤلاء علماً أنّ هناك رواية صحيحة عندكم أيضاً تخالف أن يكون الخلفاء اثني عشر، الرواية التي تقول: إن الخلافة ثلاثون عاماً وبعدها الملك, وتعرف: إنه في فترة الثلاثين سنة ما كان إلاّ (أربعة) خلفاء.
إذن، هناك تناقض وهناك انقسام بين أبي بكر وعمر وبين علي بن أبي طالب والزهراء كما صورتها صحاحكم, اتبعنا علي بن أبي طالب بدليل حديث الثقلين, واتبعناه بدليل (وهو ولي كل مؤمن من بعدي), اتعبنا هؤلاء. إضافة إلى كل ذلك هناك اشكال أيضاً يطرح عليكم: ما هو المصداق للخلفاء الاثني عشر? لا يمكن أن تجدوا مصداقاً للخلفاء الاثني عشر باعتبار أنكم تعتقدون أنّ الخلافة عمرها ثلاثون سنة, وفي هذه الثلاثين سنة لم يتولى الخلافة إلاّ (أربعة) خلفاء, فهل يمكن أن تبرر لي أو أن ترفع هذا التناقض الموجود بين هاتين الروايتين الصحيحتين؟ بارك الله فيكم وجزاكم الله خيراً.
سماحة الشيخ عثمان:
بسم الله الرحمن الرحيم, حياك الله يا شيخ بغدادي في هذه الغرفة, فنرجو أن تشارك دائماً بمثل هذه الفوائد حتى يستفيد الناس فعلاً من خلال هذه المسائل.
نعم، قلت: إن هناك مشكلة وتناقض بين علي ـ رضي الله عنه ـ والخلفاء, وأنا لا أوافقك على هذا طبعاً؛ لأننا نعتقد أن هناك كان انسجاماً بين علي وبين الخلفاء, ولم يكن هناك خلاف بالصورة التي تصوره كتب الشيعة عندما تتكلم عن الخلافة.
وأما قضية اثني عشر إماماً فتقول: أنتم في حيرة شديدة في تحديدهم!
فما يدريك فما كلمتني في هذا من قبل حتى أكون أنا في حيرة, أو أنك تقصد علماء أهل السنة بشكل عام وعمومهم, فأنا أدخل في عمومهم ولا أدخل في علمائهم.
تقول هذا الحديث يخالف الخلافة ثلاثين سنة! هو ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما تكلم عن الخلافة ولا تكلم عن هذا وإنما تكلم النبي أن الدين يكون عزيزاً خلال حكم اثني عشر خليفة أو أميراً أو ما شابه ذلك من الألفاظ التي جاءت في حديث النبي.
وهذا إن شاء الله تعالى له دور في النقاش, لا أحب استبق الأحداث, له دور في النقاش إن شاء الله تعالى, سأتكلم عنه مع الدكتور عصام أو مع غيره عن موضوع الخلفاء الاثني عشر أو الأئمة الاثني عشر كما يذكره الدكتور عصام أو غيره, نتكلم عنه إن شاء الله بالتفصيل, ولنا جواب واضح له إن شاء الله تعالى, وإن شئت لا بأس نجيب عليه في وقت آخر جزاك الله خيراً.
لكن القصد أن الخلافة (ثلاثون) سنة هذا خبر آخر, يعني الخلافة الراشدة إلى خلافة الحسن ـ رضي الله عنه ـ. وأما الخلفاء بعدي لا يزال الأمر منيعاً ولا يزال الإسلام عزيزاً هذا موضوع وهذا موضوع, ليس بينهما تعارض أصلاً, وجزاك الله خيراً على هذا السؤال الطيب.
الأخ الشيخ أبو أحمد من طرف الوهابية:
الشيخ الدمشقية لك السؤال, الآن تفضل يا شيخ.
سماحة الشيخ الدمشقية من طرف الوهابية:
بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
سؤال: هل القرآن الذي تقرأه يا دكتور عصام يريد التطهير لأهل البيت فقط أم لعامة المسلمين? قلت: إنه لأهل البيت فقط بالدليل مِنْ الآية, فماذا تفعل بقوله تعالى: (ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد أن يطهركم) فهل هذه كذلك لأهل البيت؟
إننا نرى القرآن يعمم إرادة التطهير للمسلمين مع الشكر الجزيل.
سماحة الشيخ أبو أحمد البكري من طرف الوهابية:
طيب جزاك الله خيراً تفضل يا دكتور لك الإجابة.
سماحة الدكتور السيد عصام:
بسم الله الرحمن الرحيم, أنا أريد أن أبيّن بشكل واضح حتى يكون واضح للجميع وهو: إنه اتفق علماء أهل السنة وعلماء الاثني عشرية بأن هذه الآية [يعني: آية التطهير] فضيلة لأهل البيت، هذا لاخلاف فيه. كل من ذكر هذه الآية قال هذه من فضائل أهل البيت.
فنحن نجد أن أئمة أهل السنة وكذلك علماء الاثني عشريه يذكرون هذه من ظمن فضائل أهل البيت, فإذا كانت هنا الإرادة (مجرد إرادة تشريعية) فيكف هذه الآية تدل على فضيلة لأهل البيت؟!
فأنا أقصد أنه الإرادة هنا ما دام أنّها خاصة بأشخاص معينين فهذه تعطي مدلول.
ولو قلنا: إنها ليست إرادة تكوينية وهي إرادة تشريعية, ففي الحقيقة لن يكن هنالك أي مدلول, فضيلة لأهل البيت هنا. ولا داعي أن تطرح هذه الآية في أبواب فضائل أهل البيت كما صنع أئمة أهل السنة في الصحاح, يجعلونها من فضائل أهل البيت.
وأنا أريد أن أقرب المعنى للشيخ الدمشقية وأقول: إن جعل هذه الآية من ضمن فضائل أهل البيت يدل دلالة كاملة على أنّ الإرادة الموجودة في بعض الآيات الأُخرى إرادة لها معنًى آخر, وتفضلوا معكم المايك.
أبو أحمد البكري من طرف الوهابية:
تفضل يا وعد.
الأخ وعد من طرف الاثني عشرية:
بسم الله الرحمن الرحيم, السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سيدي الكريم الشيخ عثمان الخميس أدامكم الله: في إحدى النقاط التي ذكرتها, وكنت ترد على سماحة الدكتور السيد عصام تطرقت إلى مسألة السباب وقلت: نحن نحترم الصحابة, وإننا نحبهم ونعظِّم قدرهم؛ هكذا باللفظ قلت ولا نسبهم.
و سؤالي الآن كالآتي: إذا فتحت صحيح مسلم سؤالي محدد ـ طيب أبو أحمد ـ إذا فتحت صحيح مسلم باب فضائل الصحابة، باب فضائل الإمام علي يوجد حديث أنت قلت في جلسة سابقة أنا أريد أن اسأل عن اسم شخص لدي كتاب صحيح مسلم وصحيح البخاري ونحن نعتمد عليهم في هذا.
أنا أريد أن أسال على اسم شخص، الحديث رقم (2409) حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبد العزيز, ويعني ابن أبي حافظ عن أبي حازم عن سهل بن سعد، قال: [استعمل رجل على المدينة رجل من آل مروان... سهل بن سعد فأمره أن يشتم علياً، فقال...] إلى آخر الحديث سؤالي محدد وأريد الجواب من هو هذا الشخص؟! اسم هذا الشخص!
أنتم تدعون إن كتبنا صحيحة وفيها إسناد ولله الحمد, وتتهمون الشيعة مثلما تفضلت بأنه لا إسناد لديهم المجلسي يقول في مرآة العقول يقول: صح هذا، وذا ضعيف، هذا صح، هذا ضعيف وكنت تشكل على هذه المسألة.
أنا أريد أسم هذا الشخص وما هو حكمه, وأنت تعلم أنه يأمر بشتم علي، سؤالي إن شاء الله محدد: سماحة الشيخ من هو الرجل هل هو تابعي أم صحابي؟ وما هو حكمه لديكم؛ لأنه يأمر بشتم علي بن أبي طالب? تفضلوا المايك معكم.
سماحة الشيخ عثمان:
بسم الله الرحمن الرحيم, حياك الله يا شيخ وعد، بالنسبة لهذا الصحابي أنا الآن لا يحضرني الآن ياريت تبين لنا ولو كتابة يعني.
المهم بالنسبة للسب نحن عندنا أن الأمر الذي وقع بين الصحابة وقع أكثر من ذلك, وقع القتل، وقع بينهم القتال في صفين وفي الجمل ووقع القتال بين الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ، فهذا أعظم من الشتم وقد ذكر غير واحد سواء من الشيعة أو من السنة أن أهل الشام كانوا يسبون علياً, وأن أهل العراق كانوا يسبون معاوية.
فكان يقع هذا السب من الجميع، وعندما تكلمت وقلت: نحن لا نسب, لا أعني إن كل سني في هذه الدنيا لا يسب.
ثم كذلك لا شكّ أن السب فسوق كما أخبر به النبي, فكيف إذا كان السب لإمام من أئمة المسلمين كعلي أو لغيره من الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ!! فالشاهد من هذا أن هذا الحديث بلا شك صحيح في صحيح مسلم كما ذكرت, ولكن أريد بالنسبة للحكم, أنا قلت: أن هذا لا يجوز السب. وبالنسبة للشخص الذي سب أنا أقول: هذا الشخص مخطئ في هذا, ولكن ليس بكافر؛ لأنه أمر بسب علي أو سب علياً ـ رضي الله عنه ـ لأنه كما قلت وقع السب من الجميع.
وإن شاء الله تعالى ننظر فيه الآن في صحيح مسلم إن شاء الله تعالى ونرى من هو ونجيب عليك إن شاء الله في وقته, جزاك الله خيراً.
سماحة الشيخ أبو أحمد البكري من طرف الوهابية:
أبو عبدالله رقم (1) (من طرف الوهابية) لك اللاقط, وأرجو من الجميع الاختصار إن شاء الله.
سماحة الشيخ أبو عبد الله (1):
بسم الله الرحمن الرحيم, والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله, أحبتي بارك الله فيكم, السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, حقيقة حتى لا أطيل إن شاء الله في هذا الأمر عندي سؤال يعني:
نقول على فرضية أن الآية، هذه الآية نزل في أصحاب الكساء لا في نساء النبي فإن التطهير الذي جاءت فيه الآية واقع لغيرهم أيضاً بنص القرآن كما قال الله سبحانه وتعالى عن المؤمنين (ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم), وغيرها من الآيات التي ذكرت في القرآن!!
ولو كان في معنى إرادة التطهير معنى العصمة لوجب القول بعصمة جميع المؤمنين, لنص الآية الكريمة على إرادة الله تطهيرهم، وهذا ما لا يقوله لا السنة ولا الشيعة، فكيف تطبق نظرية التطهير على أناس دون آخرين، أليس في المسألة أي في فهم هذه المسألة نوع من المزاجية، وليس المنهجية العلمية؟!
وأرجو فقط توضيح ما هو فهم الاثني عشرية في قضية العصمة ليس فهم الوهابية كما تقول أنت? هذا سؤالي وبارك الله فيك.
أبو أحمد البكري من طرف الوهابية:
تفضل يا دكتور لك السؤال.
سماحة الدكتور السيد عصام بسم الله الرحمن الرحيم, يجب أن نلتفت إلى مسألة أنه في القرآن ترد ألفاظ كثيرة متشابهة، ولكن لها معانٍ مختلفة لأن سياق الآية يختلف, بسبب اختلاف السياق الذي وردت فيه الكلمات, فنحن نجد هنا الآية هذه أولاً: إنها جاءت بعد أداءاة الحصر، فنجد (إنما يريد الله) يعني هنا في الآية التي ذكرتها، أو في الآيات الأخرى لم تأت أداة الحصر, فأنا أريد أن أقول لك: لماذا جاءت أداة هنا. يعني إذا كانت الإرادة هنا شاملة تشريعية فلماذا الله سبحانه وتعالى أتى بلفظة (إنما)؟ و (إنما) كما تعلم إذا رجعت إلى لسان العرب لابن منظور يقول إنها تفيد الحصر، فلماذا خصص الله هؤلاء المعينين وجعل الإرادة التطهيرية خاصّة بهم؟ فما دام إن الله يريد التطهر من المؤمنين بإرادة نفس الإرادة التي أرادها من أهل البيت, فلماذا أتى بصيغة الحصر؟
ونحن يجب أن نتعامل بدقة مع القرآن الكريم، لماذا أتت أداة (إنما) هنا وما هو الغاية من وجودها؟ ومن هنا بسبب وجود (إنما) تسالم كل المسلمين إن هذه الآية من فضائل أهل البيت, فالآية صريحة. أنا أسألك: لماذا جاءت (إنما)؟ ولما جاءنا (اذهب عنهم الرجس) هنا يوجد اذهب عنهم الرجس.
الإذهاب موجود، لماذا هذا؟ هل في الآيات الأخرى ذكرت مسألة إذهاب الرجس عنهم؟ وهل أتت أداة الحصر؟ فلا يوجد حصر فيها؟ ومن هنا فالإرادة التشريعية هي مطلوبة من الجميع, وهي تتعلق بمسألة تكليفية بأفعال المكلفين, أما الإرادة غير التشريعية التي تكون بتعبير أخواننا أهل السنة الإرادة الإخبارية أو القدرية أو التكوينية، فإنها في الحقيقة تختلف عن ذلك تتعلق بأفعال الله لا بأفعال العباد, وتفضلوا معكم المايك.
الأخ الشيخ أبو أحمد من طرف الوهابية:
إذن الأمر واضح وجزاكم الله خيراً, بهذا نكون قد انتهينا, تفضل يا شيخ عثمان لك الكلمة الأخيرة ونختم المناظرة.
سماحة الشيخ عثمان:
بسم الله الرحمن الرحيم, أخيراً أقول حياكم الله وبياكم وحللتم أهلاً ونزلتم سهلاً, وأسأل الله تبارك وتعالى أن تكون لنا لقاءات أخرى نحددها الآن إن شاء الله تعالى, الأربعاء القادم حسب ما أظن، ونكمل (آية التطهير), إذا كان الدكتور رأى إنها اشبعت بحثا فلا مانع, وأنا عندي أشياء بسيطة جداً أكملها في (آية التطهير), ثم بعد ذلك ننتقل إلى دليل آخر إن شاء أو يريد (حديث الثقلين) يريد (حديث الاثني عشر), وإن كنت أفضل أن يبدأ بالآيات القرآنية بدلاً أن يقول حديث صحيح وحديث ضعيف، ورواية ورواية! يبدأ بالآيات القرآنية التي تدل على هذه الخلافة والإمامة, ثم بعد ذلك ينتقل إلى الأحاديث, وإن شاء بدأ بالأحاديث على العموم بشكل عام, الأمر سهل إن شاء الله تعالى, وأنا في البداية قلت: إنني أقبل أي حديث صحيح, ولكن حول مسألة الإمامة كما قال دكتور شيخ عصام أريد كما قلت له: اركب أعلى ما عندك من خيل, يعني آتنا بأقوى أدلتك، ثم بعد ذلك نتنزل إلى ما بعدها وهكذا دواليك.
الأخ وعد يقول: أنت ما أجبت عن سؤالي! أنا اكتفيت بالجواب بأنّ هذا الفعل (السب) باطل، وسب علي عندنا مِنْ كبائر الذنوب لا شك في هذا أبداً وجزاكم الله خيراً.
الأخ الشيخ أبو أحمد من طرف الوهابية:
إذن الأمر واضح وجزاكم الله خيراً, وبهذا نكون قد انتهينا, والآن الحوار مفتوح لمن يريد مناقشة أو مداورة ونفتح المجال للجميع ونكون إن شاء الله قد انتهينا من المناظرة.