عربي
Friday 27th of December 2024
0
نفر 0

المهدي المنتظر (ع) في صحيحي البخاري ومسلم ق(1)

المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين وعلى أصحابه
 المنتجبين.
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أحييكم أطيب تحية، التقيكم في حلقة جديدة من برنامج الأطروحة المهدوية، عنوان حلقة الليلة:
 
المهدي المنتظر في صحيحي البخاري ومسلم (القسم الأول) يسرنا أن نرحب باسمكم بضيفنا الكريم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، أهلاً ومرحباً بكم سماحة السيد.
سماحة السيد كمال الحيدري: أهلاً ومرحباً بكم.

المقدم: سماحة السيد الآن قد يقول بعض الأخوة ربما يقول لماذا تختارون هذا البحث بالذات، يعني هذا البحث عن المهدي المنتظر
 
 في خصوص صحيحي البخاري ومسلم مع أن الأحاديث الواردة في هذا الشأن أوسع بكثير مما في الصحيحين، فلماذا التركيز على الصحيحين.

سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السمع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين،
 
 في المقدمة بودي أن أشير أن المشاهد الكريم حتى يحفظ تسلسل هذه الأبحاث هو أننا ذكرنا في الحلقات السابقة أن هناك شبهة تقول بأن
 
 هذه الأحاديث المتعلقة بعقيدة المهدي المنتظر لما كانت غير واردة في صحيحي البخاري ومسلم إذن لا يمكن الاعتماد عليها ولا يمكن
 الاستناد إليها وليست هي مقبولة عند العلماء.

نحن قلنا في مقام الجواب عن هذه الشبهة لابد من الحديث على مستويين، المستوى الأول أنه واقعاً هل إذا لم يرد ا لحديث في صحيحي
 
 البخاري ومسلم فالحديث لا يمكن الاستناد إليه أو أن الأمر ليس كذلك، وبينّا بإذن الله تعالى في الحلقات السابقة أن الأمر ليس كذلك، حتى
 
 أن البخاري ومسلم صرحا أننا لم نكن بصدد جمع كل الأحاديث الصحيحة، ويتذكر المشاهد الكريم أنه نقل عن البخاري أنه يحفظ 100.000
 
 حديث صحيح إلا أنه لم يرد في صحيح البخاري بعد إسقاط المكررات أكثر من 4000-5000 حديث. إذن هناك الآلاف من الأحاديث
 
الصحيحة التي لم ترد في صحيحي البخاري ومسلم، إذن لا يمكن أن يدعى هذه الدعوى أنه إذا لم يرد الحديث في الصحيحين فلا يمكن
 
 الاستناد إليه، هذا هو المستوى الأول، وقد تقدم في الحلقات السابقة.
المستوى الثاني من البحث هو أنه أساساً من قال لكم أنه لم ترد هذه الأحاديث في صحيحي البخاري ومسلم، ولكنه كما تفضلتم هو أنه لماذا التركيز
 
 على هذين الصحيحين. في الواقع أنا أريد أن أؤكد على هذه الحقيقة في المقدمة أن البعض يريد أن يصور القضية وهو أنه حتى لو وردت هناك
 
 روايات على اصطلاح مدرسة الصحابة وعلى اصطلاح القوم حتى لو وردت هناك روايات صحيحة أو حسنة إلا أنه لم ترقى من حيث الصحة
 
 إلى مستوى حتى ينقلها البخاري ومسلم، إذن عندما لم يذكر البخاري ومسلم هذه الأحاديث والنصوص المتعلقة بالعقيدة المهدوية هذا معناه أنه إذن
 
 ليست لها تلك الدرجة الأعلائية من الصحة وإلا لو كانت كذلك لنقلت في الصحيحين. أريد أن أقف أمام هذه الدعوى وهو أنه اساساً لم ترد أحاديث
 
 وشؤون المهدي المنتظر في الصحيحين أو وردت وإلا من الناحية المنهجية ومن الناحية العلمية سواء وردت هذه الأحاديث أو لم ترد، وهناك المئات
 
من قبيل حديث العشرة المبشرة بالجنة لم ترد في الصحيحين، ولكنها من الأحاديث التي استندوا إليها، بل أننا نجد العشرات والمئات من الروايات
 
التي استند إليها أعلام المسلمين وهي غير متوفرة وغير موجودة في الصحيحين. الروايات العقائدية، كلامنا في الأمور العقائدية، وليست بالضرورة
 أن ترد في البخاري ومسلم، ولكن مع ذلك بعد ذلك سيتضح.

في المقدمة أشير إلى كلمتين من كلمات الأعلام الذين حاولوا أن يثيروا هذه الشبهة.

الأولى: ما ورد في كتابات علم من أعلام المسلمين في كتاب (الإمام الصادق حياته وعصره آراءه وفقهه) الإمام محمد أبو زهرة، دار الفكر العربي،
 
 القاهرة، هناك تحت عنون: آراء الصادق في المسائل العقائدية، في ص186، هذه عبارته – محمد أبو زهرة_ في بحث (الرجعة) يقول: وقد تكلم بعض
 
 السنيين - أهل السنة- في ظهور المهدي في آخر الزمان ومنهم من اعتنق تلك العقيدة واثبتها بعض من كتب في العقائد وقد جاء ذكره في بعض كتب السنة،
 
 كسنن أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه، ولكن لم يجئ ذكر للمهدي في الصحيحين - إذن يعتبرونه أنه إذا كانت هي قضية عقائدية فهي من الدرجة الثانية
 
 لا قيمة لها، ولم ترقى صحة الأحاديث التي تكلمت عن المهدي إلى درجة حتى ينقلها البخاري ومسلم- قال: ولكن لم يجئ ذكر للمهدي في الصحيحين صحيح البخاري
 
 وصحيح مسلم، وقد تكلم علماء السنة في إسناد الأخبار التي روت ذكر المهدي وفندوا إسنادها - إذن الروايات كلها مُفنَدَة وهذه تقريباً هي نظرية ابن خلدون حيث
 
 يضعفها. أما ابن تيمية فيعتقد أنها صحيحة. وكذلك نظرية محمد رشيد رضا، وكذلك نظرية أحمد أمين المصري- ولذلك نقول أنها ليست عقيدة متقررة عند السنيين.
 
إذن التفتوا جيداً لأنها لم ترد في الصحيحين فلا يمكن اعتبارها من العقائد الثابتة لأهل السنة، هذه دعوى هذا الرجل.

وكذلك إذا يتذكر المشاهد الكريم ذكرنا هذا المعنى بشكل واضح وصريح من الشيخ عبد الله محمود رئيس المحاكم الشرعية في قطر قلنا أيضاً هذا الرجل ادعى بأنه
 
 في ص43 هذه الدعوى موجودة، وعبارته: وقد قرروا قائلين إن أساس دعوى المهدي (لا مهدي ينتظر بعد الرسول محمد خير البشر) الشيخ عبد الله محمود رئيس
 
 المحاكم الشرعية في قطر، وقد قرروا قائلين أن أساس دعوى المهدي مبني على أحاديث محقق ضعفها، هذه الأحاديث كلها على التحقيق مفندة، وكونها لا صحة لها.
 
 ولذا قال: ولم يأت حديث منها في البخاري ومسلم مع رواج فكرتها – فكرة المهدي- في زمنهما وما ذلك إلا لعدم صحة أحاديثه - المهدي- عندهما - البخاري ومسلم-
 
مع العلم أنها على فرض صحتها لا تعلق لها بعقيدة الدين - ليست عقيدة دينية- وما هي إلا حكايات عن أحداث تكون في آخر الزمان أو في أوله يقوم بها فلان أو فلان. بدون ذكر المهدي.

إذن هي قضية جانبية قصص ذكرت، وإنما أشير إلى هذا لأني بودي أن المشاهد الكريم أن يلتفت فلينظر إلى بعض الفضائيات يجد أنهم يكررون هذه العبارات،
 
 أنها أخبار آحاد وأنها لم ترد وأنها خرافات وأنه في السرداب والى متى يبقى هناك، هذه الكلمات التي يتأسف الإنسان من صدورها من أناس يدعون
 
لأنفسهم ألقاب علمية، مع أنه أساساً لا يوجد في الكتب العلمية الصحيحة لا أقل في مدرسة الصحابة، أي حديث يوجد عن السرداب، نحن نتكلم عن
 
 عقدية أساسية مهمة متواترة وردت في كلمات علماء المسلمين، ولكن يحاولون أن يأخذوا البعد السفهي والبعد التبعيدي والتهميشي والخرافي حتى
 
 يبعدوها عن أذهان الناس. أنا إنما ذكرت كلمات هؤلاء حتى يتضح أن هؤلاء مجموعة من المقلدة، وبعضهم لا يعلم ما يقول، لا يفهم ما يقول، وإلا
 
 لو كان يفهم ما يقول لكان كلامه أساساً رد على رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأن هذه الأحاديث الصحيحة المتواترة وردت عن رسول الله، هذا
 
 الإنسان الذي بين قوسين يدعي أنه من أهل العلم وهو أولى أن يكون من أهل الجهل،كأنه لم يقرأ قوله تعالى (ما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا)
 
وكأنه لم يقرأ قوله تعالى: (ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى)، وكأنه لم يقرأ قوله: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) ولذا أقول بشكل
 
 واضح وصريح أن هؤلاء لا يلتفتون إلى ما يتكلمون به ويلقلقون به ألسنتهم، وإلا لو التفتوا لكان هذا رد صريح على كتاب وعلى رسول الله (صلى الله عليه وآله).
 
 إذن بودي أنه المشاهد الكريم يلتفت أنا عندما أقف عند هذه الأحاديث، عندما أقف عند صحيحي البخاري ومسلم، واقعاً أن هؤلاء حاولوا من خلال هذا التلبيس
 
 أن يقولوا أنه إذا لم ترد في صحيحي البخاري ومسلم إذن هي قليلة، إذن هي ضعيفة، حتى لو كانت صحيحة لا ترقى إلى مستوى النصوص التي ذكرها البخاري ومسلم.

هذا هو السبب في تأكيدنا وتركيزنا على هذا البحث، وهو الأحاديث أو الشؤون المرتبطة بالمهدي المنتظر في صحيحي البخاري ومسلم.

المقدم: صار واضحاً سماحة السيد، أرجع إلى أصل البحث، عندنا اسم المهدي بمعنى لفظ محمد بن الحسن أو المهدي.

سماحة السيد كمال الحيدري: لا يوجد لفظ محمد بن الحسن في أي كتاب.

المقدم: أو محمد بن عبد الله.

سماحة السيد كمال الحيدري: وكذلك هذا لم يأت، فهم لا يدعون أن الاسم كذا، أن الأنصاف أنهم لا يدعون أن الاسم موجود، ولكنهم هم طبقوا، هم يقولون أنه
 
 وردت شؤون المهدي، والآن أنا أتكلم بشكل واضح للمشاهد الكريم ليس همي الآن
 
في من هو، سيأتي نسبه بعد ذلك، أنا أتكلم عن عقيدة اسمها عقيدة المهدي المنتظر، أما من هو المهدي المنتظر ذاك بحث آخر.

المقدم: الآن لفظ المهدي أو اسم المهدي هل ورد في الصحيحين صراحة أو لا؟

سماحة السيد كمال الحيدري: هذه القضية وأنا بودي ولعله جملة ممن أنكروا وجود الأحاديث المرتبطة بالمهدي المنتظر في الصحيحين
 
استندوا إلى هذه القضية، الآن بشكل عام أريد أن أشير إلى بحثين: البحث الأول، هل أن اسم المهدي بما هو المهدي المنتظر، لا بهذا
 
 العنوان، يعني المهدي الذي يشار إليه بالمنتظر ونحن بصدد البحث عنه، هل أنه ورد في صحيحي البخاري ومسلم أم لم يرد؟

الجواب: أما على ما يتعلق بالبخاري أنا بودي في المقدمة أن أشير بأنه اسم المهدي المنتظر لم يرد في صحيح البخاري، لا أقل أقول
 
 هذا الكلام وبعد ذلك سيتضح لماذا أقول أنه لم يرد، لم يرد لا أقل في هذه الطبعات الموجودة لكتاب البخاري ولصحيح البخاري، هذه المتداولة
 
بين الأيدي، أما النسخ القديمة يوجد فيها المهدي أو لا يوجد فيها فتلك النسخ ليست بيدي، وأنا أدعوا المحققين أن يرجعوا إلى النسخ الخطية الموجودة لصحيحي
 
 البخاري ليروا أنه موجود فيها لفظا لمهدي أو غير موجود. لماذا أحتمل هذا الاحتمال لما سيأتي بعد ذلك في صحيح مسلم، وماذا فعلوا بصحيح مسلم. ولكن الشيخ البخاري،
 
 يعني البخاري الذي هو من أعلام الحديث في مدرسة الصحابة، هذا الرجل ذكر المهدي ولكن ذكره في كتبه الأخرى، صحيح لم يرد في صحيح البخاري ولكن ورد في كتابه
 
 (التاريخ الكبير) وأنتم تعلمون أن صحيح ا لبخاري هو يقول - كما قدمت في أول البحث- أنني لا أنقل كل الروايات الصحيحة في صحيحي البخاري،
 
 وإنما هو الجامع المختصر كما أشرنا، تلخيص أو شيء آخر أنا لا أعلم، ولكن هو يقول هو كتاب المختصر.
ما هي الرواية الواردة عن البخاري، الرواية الواردة عن البخاري ينقلها أحد الأكاديمين المعاصرين الذي كتب كتابات علمية مع بعض التحفظات التي
 
 سنشير إليها فيما بعد، في كتاب (المهدي المنتظر في ضوء الأحاديث والآثار الصحيحة وأقوال العلماء وآراء الفرق المختلفة) تأليف الدكتور
 
عبد العليم عبد العظيم البستوي، المكتبة المكية، دار ابن حزم، في هذا الكتاب في ص196، هكذا ينقل بعد أن ينقل الحديث 8 من الأحاديث الصحيحة،
 
 عن أم سلمة رضي الله عنها قالت- وهذا الذي نأسف له أنه عندما تصل النوبة إلى بعض نساء النبي (صلى الله عليه وآله) يعبرون عنها أم المؤمنين، أما عندما تصل
 
 النوبة إلى البعض الآخر من نساء النبي لا يوجد فيها أم المؤمنين، وإلا زوجات النبي جميعهن أمهات المؤمنين، وكذلك مع الأسف الشديد وهذا من الموضوعات وسيتضح
 
 في مطارحات في العقيدة عندما أذكره وهو التعبير عن رأس البيت الأموي وهو معاوية بخال المؤمنين فهو من الموضوعات وإلا فلم يسم أحد عم المؤمنين وعمة المؤمنين
 
 إلا في معاوية وهو خال المؤمنين مع أن تصريح العلماء أنه أساساً هذا النسب لا يمكن نقله أو هذا العنوان لا يمكن نقله إلى الآخرين. يعني عنوان أم المؤمنين إذا كانت
 
 أم المؤمنين لها أخ أو لها أخت أو لها عم هذه العناوين لا تورث لهم، حتى يقال هذه عمة المؤمنين حتى تنتقل الأحكام، ولكن مع الأسف الشديد فإننا نجد هذا وهو من
 
 موضوعات البيت الأموي، مع الأسف أنتم تجدون أن هذا العنوان ممن هواه هوى أموي يعبرون عن معاوية بأنه خال المؤمنين-.
عن أم سلمة قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: المهدي من عترتي من ولدي فاطمة. في هذا الكتاب هناك في ص196 قال بعد هذا الحديث
 
وهو الحديث الثامن، قال: وأخرجه البخاري في التأريخ الكبير، إذن ليس الأمر أن البخاري لم يذكره، نعم في صحيح البخاري لم يرد، ولكن آثار ومصنفات
 
الإمام البخاري ليست منحصرة في صحيح البخاري، وأخرجه البخاري في التأريخ الكبير، قال: قال عبد النصار بن داود حدثنا ؟؟؟ الرقي صمع
 
 زياد بن ؟؟؟ وذكر من فضله ... سمع فلان عن أم سلمة زوج النبي (صلى الله عليه وآله) عن النبي (صلى الله عليه وآله): المهدي حق وهو من ولدي أو
 
من ولدي فاطمة. يقول: التأريخ الكبير، ج2، ص346. أنا أنقله من هذا الكتاب حتى لا يقول قائل أين المصدر، المصدر هو (المهدي المنتظر في ضوء
 
الأحاديث والآثار الصحيحة) إذن صحيح البخاري وإن لم يأت فيه لفظ (المهدي) إلا أنه ورد عن البخاري في (التأريخ الكبير). المهم أنا فقط لست بصدد
 
أن أثبت أنه استعمل نفس المعايير. لم يثبت أنه في التأريخ الكبير استعمل نفس المعايير التي استعملها في الصحيح، وهذا ليس طعناً، ولكن قد يقول قائلهم
 
 أن صحيح البخاري كتب على شروط والتأريخ الكبير كتب على شروط أخرى، فلا يمكن أن تقولوا أن ما ورد في التأريخ الكبير كأنه ورد في الصحيح، ولذا نحن لم نقل هذا الكلام.
 

أما فيما يتعلق بصحيح مسلم، فيما يتعلق بصحيح مسلم، مقدمة لابد أن أقول للمشاهد الكريم، نعم هذه الطبعات الموجودة بأيدينا هذه الطبعات لم يرد فيها أيضاً
 
اسم المهدي المنتظر، يعني لم يرد فيها المهدي الذي هو المهدي المنتظر، ولعله ورد فيها المهدي غير المهدي المنتظر. السؤال أنه واقعاً أن الأمر كذلك أو أن الأمر يختلف؟
الجواب: واقعاً هنا المأساة العجيبة، أنا لا أعلم كيف أعقب عن هذه المأساة، كيف أعبر عن هذه الخيانة العلمية التي وجدت على مر التأريخ والآن نجد من أوضح مصاديقها في
 
 هذا المطلب. صحيح مسلم الذي بأيدينا الآن لا يوجد فيه ولكن انظروا إلى كلمات الأعلام الذين نقلوا عن صحيح مسلم، هل ورد في صحيح مسلم النسخ التي كانت بأيديهم
 
 اسم المهدي أو لم يرد؟ هنا أريد أن أقف قليلاً. في المورد الأول في كتاب (الصواعق المحرقة على أهل الفرض والضلال والزندقة) هذا الكتاب شيعي أو غير شيعي؟ أنا
 
 لا أتصور أن عاقل يستطيع أن يتهم ابن حجر الهيتمي المتوفى سنة 973هـ، أنه شيعي. ماذا يقول؟ على أهل الرفض والضلال والزندقة، فيجعل أهل الضلال وأهل الزندقة في
 
 عرض أهل الرفض. هذا الكتاب (الصواعق المحرقة) تحقيق عبد الرحمن بن عبد الله التركي، وكامل محمد الخراف، ج2، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى، 1417هـ. هناك في
 
(الصواعق المحرقة)، ج2، ص472 انظروا ماذا يقول – بعد أن يذكر دعاء النبي (صلى الله عليه وآله) لعلي وفاطمة بأن يجعل ذريتهما لا مجال لشرك الشيطان فيه،
 
 بعد أن زوجه فاطمة: قال اللهم أني أعيذه بك وذريته من الشيطان الرجيم- يقول: وقد ظهرت بركة دعاءه (صلى الله عليه وسلم) – إنشاء الله تعالى سيتضح في مطارحات في العقيدة أن حذف
 
 (وآله) كانت من نتائج النهج الأموي، وإلا (وإله) ثابتة في كل الروايات الصحيحة ولم يحذفها إلا النهج الأموي، والآن من يقول (وسلم) ويحذف (آله) هو تابع للسنة الأموية، وسأثبت
 
هذا في مطارحات في العقيدة، وسيتضح أنه كل من لم يصلي بعد الصلاة على النبي والسلام على النبي على آله فهو متبع للسنة النبوية أو للسنة الأموية؟ سيتضح أن حذف (وآله)،
 
 لأنه لم يكن هناك معنى أنه من جهة يلعنون الآل، يلعنون رأس الـ (آل) ويسبونه ويقولون من جهة (صلى الله عليه وآله) لا يمكن الجمع بينهما، وأنا لا أعلم أن هذا
 
 الرجل الذي لا إشكال في نفاقه وهو معاوية لأنه لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق، الآن من يريد أن يكون منافقاً ويتخذ معاوية خالاً له فهو حر، ولكنه نحن
 
لا نقبله بأن يكون إلا منافقاً من أوضح المصاديق للنفاق وسيأتي بحثه.
أنا لا أعلم أن هذا الرجل عندما كان يصلي لا أعلم كان يصلي أو لا، ولكن إذا كان في الصلاة أليس في التشهد يجب التشهد على الـ (الآل) هل كان هناك يلعن علياً،
 
 أو كان يصلي على علي، ماذا كان يفعل في صلاته. لم يختلف أحد من العلماء أن علياً من الآل، نعم وقع الاختلاف أن نساء النبي أمهات المؤمنين داخلة ضمن الآل في
 
 أهل البيت أو غير داخلين في ذلك، ولكن لم يقع الخلاف في أن علياً هو من أهل البيت ومن الـ (آل).
يقول: وقد ظهرت بركة دعائه (صلى الله عليه وآله) – طبعاً في المتن لا يوجد (آل) وأنا أضيف حتى لا أكون مبتلى بالسنة الأموية- في نسلهما - نسل علي وفاطمة- فكان
 
 منه من مضى ومن يأتي، ولو لم يكن في الآتين إلا الإمام المهدي لكفى – تبين أن صاحب الصواعق المحرقة يعبر عن المهدي بأنه إمام، هذه أول مرة أقرأ كلام يعبر
 
 فيها عن المهدي المنتظر بأنه إمام، أنا لم أكن أعبر عنه بالإمام، ولكن من الآن فصاعداً سأعبر، لا فقط المهدي المنتظر لا عقيدة المهدي المنتظر بل أقول عقيدة الإمام المهدي المنتظر،
 
 لا يقول لنا قائل أن لفظة الإمام لفظة تابعة لمدرسة أهل البيت للشيعة فقط، الجواب: كلا هذا في الصواعق المحرقة على أهل الرفض والضلال والزندقة- يقول: ولو لم يكن في
 
الآتين إلا الإمام المهدي لكفى، وسيأتي في الفصل الثاني جملة مستكثرة من الأحاديث المبشرة به – بالإمام المهدي- ومن ذلك – من تلك الأحاديث المبشرة به- ما أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه والبيهقي وآخرون المهدي من
 
عترتي من ولد فاطمة. والآن أنا بودي أن كل المشاهدين الأعزاء من مثقفين من علماء من ناس عاديين فليرجعوا إلى صحيح مسلم
 
 ليروا أن هذا النص موجود في صحيح مسلم أو حذف هذا النص؟ هذه هي الأمانة العلمية.

يقول هذا الكلام صاحب (الصواعق المحرقة) يقول: ومن ذلك ما أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي. قد يقول لنا قائل: هذا لعله اشتبه وقال مسلم، لأن مسلم لم يذكر.

المصدر الآخر هو في (كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال) للعلامة علاء الدين علي المتقي بن حسام الدين الهندي، المتوفى سنة 975هـ، انظروا ماذا يقول في
 
 المجلد 14 من كتابه (كنز العمال) تحت الحديث 38662 في ذيله، قال: المهدي من عترتي من ولدِ فاطمة. يقول: الذي أخرج الحديث (د م) عن أم سلمة، (د م) ماذا
 
 تعني. انظروا ماذا يقول في الجزء الأول من كتابه (كنز العمال) يبين الرموز هناك، في ص5 من الكتاب يقول: وسميته الجامع الصغير من حديث البشير النذير
 
لأنه مقتضب من الكتاب الكبير الذي سمته جمع الجوامع وقصدت فيه جميع الأحاديث النبوية بأسرها وهذه رموزه، (خ) للبخاري و(م) لمسلم، (ق) لهما – للبخاري ومسلم- (د) لأبي داود. وهنا ماذا يقول إذا اتضحت هذه الرموز. بودي أن
 
المشاهد الكريم يلتفت، ماذا يوجد في النص؟ المهدي من عترتي من ولد فاطمة (د م) (د) يعني أبي داود، (م) يعني مسلم. كلاهما أخرج الحديث عن أم سلمة.

سؤال: هذا من أين ينقل، كيف ينقل من صحيح مسلم، يمكن أن نقول أن الصواعق المحرقة اشتبه وكنز العمال أيضاً اشتبه، جيد جداً.

المصدر الثالث وهو من المصادر التي يعتمد عليها، وهو كتاب حجري قديم، هذا الكتاب كتاب (مشارق الأنوار في فوز أهل الاعتبار) تأليف: العالم الشهير والعلامة النحرير الحبر الذي هو للفضائل حاوي الهمام الشيخ حسن العدوي الحمزاوي
 
المالكي، المتوفى سنة 1303هـ، في ص119 من النسخة الحجرية، الفصل الثاني، في المهدي وبيان أنه هل هو من ولد الحسن والحسين، ومن أين يخرج وفي علامات خروجه وأنه يبايع مرتين، وسيأتي بعد ذلك إنشاء الله نسبه هل هو من
 
ولد الحسن أو هو من ولد الحسين أو هو من ولد الحسن والحسين، هل هو من ولد الحسن والحسين والعباس أي منها، سيأتي لأن الخلاف موجود، بحثنا في النسب سيأتي إنشاء الله.

انظروا ما هي عبارته، يقول: وهو من ولد فاطمة باتفاق الجمهور، ففي مسلم وأبي داود والنسائي وابن ماجه والبيهقي وآخرين: المهدي من عترتي من ولد فاطمة. إذن في مسلم كان هذا الحديث موجوداً، أيها الناس أيها العلماء أيها المثقفون أيها
 
المسلمون في جميع أنحاء العالم أنظروا إلى الأمانة العلمية، ولا أعلق شيئاً أخر، أنه اتفقت كلمة جملة من أعلام المسلمين على أنه في صحيح مسلم كان يوجد نص (المهدي من عترتي من ولد فاطمة) ولكنه صحيح مسلم الذي بأيدينا وطبعت
 
منه طبعات كثيرة ولعله عشرات الطبعات طبعت منه ووزعت، هذا النص غير موجود فيه، وكم له من نظير وإنشاء الله بعد ذلك سيأتي ويتذكر المشاهد الكريم نحن في حلقات سابقة عندما جئنا إلى كتاب (الفتوحات المكية) لابن عربي قلنا أن
 
الفتوحات المكية المطبوعة حديثاً وقع فيها تلاعب ونقلنا عن (المواقيت والجواهر) للشعراني أنه نقل عبارة فيها تختلف عن العبارة الموجودة في الفتوحات المكية، ووجدت في هذا الكتاب في (مشارق الأنوار) للشيخ حسن الحمزاوي وجدت أنه
 
ينقل عن الشيخ ابن عربي نفس الكلام يقول: وقال الشيخ القطب سيدي محيي الدين بن عربي في الفتوحات: اعلموا أنه لابد من خروج المهدي وهو من ولد فاطمة رضي الله عنها جده الحسين بن علي ابن بن أبي طالب ووالده الإمام حسن
 
العسكري ابن الإمام علي النقي ابن الإمام محمد ... إلى أخر النسب. ينقل هذا عن ابن عربي. هذا في النسخ القديمة. هذا لم يتلاعب بها. وهذا هدية كافية للمشاهد الكريم.

والملاحظة الأساسية التي بودي أشير إليها وهي أنه ينبغي لمن يريد أن يطالع هذه الكتب كصحيح البخاري ومسلم ان يتابع عدة نسخ وعدة طبعات لأنه في الآونة الأخيرة بدأ التلاعب وخصوصاً في المراكز المرتبطة بالبيت الأموي والنهج
 
الأموي، يعني المطبعة والدار تحاول أن تدافع فتتلاعب بمثل هذه النصوص أن تحذفها أو تؤخر أو تُقدم، فلابد من الرجوع الى النسخ الخطية والطبعات القديمة، والاحتفاظ بهذه النسخ وإلا لا نعلم بعد ذلك بعد 50 سنة ماذا يفعلون بهذه النسخ
 
الموجودة بعنوان المختصرات والتهذيب يحذفون أو يقدمون أو يؤخرون فتضيع علينا الكثير من الحقائق.

المقدم: قلتم أن لفظ (المهدي) لم يرد في الصحيحين ولكن هل هناك تعبيرات يفهم منها أنها تشير إلى المهدي.

سماحة السيد كمال الحيدري: تشير الى المهدي أو مرتبطة بشأن من شؤون الإمام المهدي، ولا يقول لنا قائل لماذا تقولون الإمام، الإمام عبر عنه ابن حجر الهيتمي في الصواعق الحرقة، اعيد عنوان الكتاب (ابن حجر الهيتمي في الصواعق
 
المحرقة على أهل الرفض) – هو ليس شيعياً لا يقول قائل أن هذا الرجل متهم بالتشيع إلا إذا لأنه نقل هذه الروايات فيكون شيعياً ويكون رافضياً كما تعلمنا من مسلك المنهج الأموي أن الشخص إذا ذكر فضائل أهل البيت فهو شيعي فهو
 
رافضي فهو ظالم-.

في الواقع للجواب عن سؤال الأخ الدكتور سالم وهو أنه هل وردت، أنا في المقدمة لابد أن أشير لأنه إنشاء الله تعالى من هذه الحلقة والحلقات اللاحقة شيء فشيء نقترب في بيان الأحاديث التي وردت في شأن الإمام المهدي المنتظر، إلى
 
الآن نحن عندما أتكلم الإمام المهدي المنتظر لا يقول لنا قائل تتكلمون عن إمام المهدي المنتظر عند الشيعة، لا أبداً، أنا أتكلم عن الإمام المهدي المنتظر الذي اتفقت عليه كلمة علماء المسلمين، والذي وقع الاختلاف فيه هو نسبه وعصمته
 
وحياته، هذه الأمور التي وقع الاختلاف فيها، وإلا لو جعلنا هذه الأمور الثلاثة إلى جانب ولم ندخل فيها، باقي الشؤون متواترة ومتفق عليها وأتحدى من هنا من يستطيع أن يدعي عدم تواترها، أتحدى إن كان يستطيع أن يقول أنها ليست
 
متواترة، أتكلم بشكل عام، أتكلم في الأصول العامة، في الأركان العامة للأطروحة المهدوية، لا أتكلم في التفاصيل حتى يقول لنا قائل أن هذه التفاصيل مورد اختلاف، أنا أتكلم بما هي عقيدة كما في عقيدة التوحيد، فعقيدة التوحيد لا إشكال ولا
 
شبهة أنها من العقائد الضرورية المتواترة المتفق عليها بين علماء المسلمين ولكن هناك مجموعة من الأمور وقع الاختلاف فيها كالتجسيم وأن له وجه وأن له يد والرؤية، ولكن هذا لا يضر بأصل عقيدة التوحيد، فعقيدة التوحيد ثابتة. وكذلك
 
الأمر في النبوة، فلم يقع اختلاف في أنه النبي (صلى الله عليه وآله) جاء وبشر وأنذر وأنزل كتاباً معجزة، نعم وقعت هناك اختلافات كثيرة مثل هل أنه معصوم في الأمور الدنيوية أو غير معصوم وغيرها من المسائل، فقد وقع الاختلاف في
 
عشرات المسائل المرتبطة بالنبوة ولكن هذا كله أمور تفصيلية وليست مرتبطة بالأصل، وكذلك الأمر في المعاد، وكذلك في العقيدة المهدوية، في عقيدة المهدي المنتظر، هذه العقيدة كأصل لم يقع فيها اختلاف بين علماء المسلمين إلا ممن هم
 
إما من الجهلة وإما أشربوا في قلوبهم حب النهج الأموي والبيت الأموي. أقولها بشكل واضح وصريح أشرب في قلوبهم العجل يعني النهج الأموي، هؤلاء يحاولون كل ما يرتبط بمقامات وفضائل مرتبطة بأهل بيت النبوة، عندما أقول أهل
 
بيت النبوة ليس مرادي نساء النبي بل مرادي علي وفاطمة والحسن والحسين والنبي وأولاده إلى الإمام الثاني عشر، إذا وجدتم كلام على هؤلاء فهذا من تأثيرات النهج الأموي والبدع الأموية ولكن مع الأسف الشديد إلى يومنا هذه البدع
 
بعضها قائمة ولكن بعنوان أنها لم تثبت في القرآن بعنوان أنها لم تثبت في السنة.

ومن هنا إنشاء الله تعالى وأعد المشاهد الكريم من بحثنا في هذه الليلة وإلى أقسام كثيرة ومتعددة سوف ندخل في النصوص والأحاديث والروايات والآثار الواردة التي تبين لنا من هو المهدي، ومتى يظهر، وما هي خصائصه الشخصية، وما
 
هي شرائط ظهوره، إلى غير ذلك من الشؤون، وأيضاً أتعهد للمشاهد الكريم هنا أن لا أنقل أي نصاً من كتب أعلام مدرسة أهل البيت، وإنما اعتمد على المصادر الأصلية الواردة في مدرسة الصحابة وأعلام المسلمين من هذه المدرسة.

 
في المقدمة بودي أن المشاهد الكريم يلتفت أن الأحاديث الصحيحة الواردة في شأن عقيدة المهدي المنتظر يمكن تقسيمها بقسمين بشكل عام، هذا قبل أن أجيب عن سؤالكم وهو أنه هل وردت شؤون المهدي وإن لم يرد اسمه في الصحيحين،
 
وردت شؤونه في المهدي أو لا. في المقدمة نقسم هذا التقسيم. القسم الأول: الروايات والأحاديث والنصوص والآثار التي ذكرت المهدي بشكل صريح، يعني ذكر اسمه (سلام الله عليه) باعتقادنا لا باعتقاد الآخرين، ذكر اسمه (المهدي) بشكل
 
صريح، والنصوص في هذا المجال هي العشرات بل هي المئات كما سيتضح بعد ذلك، عندما أقول المئات لا يقول لنا قائل أن كلها صحيحة، لا، بعضها صحيحة على مباني القوم على مدرسة الصحابة بعضها صحيحة وبعضها حسنة
 
وبعضها ضعيفة وبعد ذلك سيأتي هذا التقسيم الثلاثي للنصوص وأبين ما هي الصحيحة وهي الحسنة وما هي الضعيفة، هذا القسم الأول.

القسم الثاني منها أنها لم تذكر المهدي صريحاً ولكنها أشارت إلى أمور لا يمكن أن تنطبق إلا على المهدي المنتظر، على سبيل المثال هناك نصوص كثيرة وردت أن الدجال سيظهر في زمن المهدي المنتظر، من يقتله؟ المهدي المنتظر، هو
 
الذي يقضي على الدجال، فإذا وردت روايات في صحيح البخاري وصحيح مسلم تتكلم عن خروج الدجال فبالملازمة القطعية أنه تتكلم عن المهدي، هذا شأن من شؤون المهدي. أو على سبيل المثال تكلمت تلك الروايات عن أن عيسى ينزل
 
على الأرض ويصلي خلف إمام من هذه الأمة، هذا الإمام هو المهدي، لا يمكن لأنه باتفاق كلمة علماء المسلمين لأن عيسى لا يصلى إلا خلف المهدي، فإذا وردت رواية في صحيح البخاري أو صحيح مسلم لا تتكلم عن المهدي ولكن تذكر
 
رواية هذه الرواية ليس له تفسير ولا يمكن أن تنطبق إلا على المهدي المنتظر، وهذا قسم أخر من الروايات.

بعد ذلك سيتضح أخواني الأعزاء بأنه أساساً في الصحيحين بعد أن تكلمنا وقلنا أنه في صحيح البخاري لم يرد اسم المهدي، وفي صحيح مسلم كان وارداً فيه ولكنه حذف في الطبعات الأخيرة فلم يرد في الطبعات الأخيرة. يبق هذا التساؤل
 
وهو أنه هل يوجد هناك إشارات وأمور وأحاديث تتكلم عن شؤون المهدي وإن لم تصرح باسمه؟ الجواب: نعم وألف نعم، هناك روايات متعددة وردت في صحيحي البخاري ومسلم تكلمت عن شؤون المهدي خلافاً لما قاله الإمام محمد أبو
 
زهرة، وخلافاً لما قاله الإمام محمد رشيد رضا، وخلافاً لما قاله ابن خلدون، وخلافاً لما قاله أحمد أمين المصري، وخلافاً لما قاله عبد الله بن محمود ا لقطري، وخلافاً لكل من يتحذلقون ويدعون العلم ويقولون بأنه لم ترد هناك أي إشارة من
 
مهدي المنتظر في صحيحي البخاري ومسلم. لا، ليس الأمر كذلك، وإنما ورد هذا المعنى بشكل واضح وصريح، نعم لم يرد الاسم لكن شؤون أخرى وردت في ذلك.

قبل الدخول في استعراض الروايات والنصوص والأحاديث التي وردت في صحيح البخاري وصحيح مسلم هناك مقدمة منهجية مهمة بودي أن المشاهد الكريم يلتفت لها، هناك بحث بين الأعلام أيهما مقدم على الآخر صحيح البخاري مقدم
 
على صحيح مسلم أو صحيح مسلم مقدم على صحيح البخاري، يعني بعبارة أخرى أن صحيح البخاري أن البخاري أوثق من مسلم وأدق وأتقن من مسلم أو أن مسلم في جمعه لهذه الأحاديث في صحيحه هو أدق وأتقن من البخاري.

يوجد اتجاهان بين أعلام المسلمين، طبعاً نحن نستعرض كلمات من يعتقد أنهما أصح كتابين بعد كتاب الله، هذا ليس مبنانا وليس نظريتنا، ولكن نحن نتكلم على مباني مدرسة الصحابة، يوجد رأيان في المسألة، يمكن الإشارة إلى هذين الرأيين
 
في تعليقة مفصلة وطويلة وردت في ذيل (سير أعلام النبلاء) أشرف على تحقيق الكتاب وخرج أحاديث شعيب الأرنأوط وهو من المحققين الكبار في هذا المجال، وهو المعلق على كتاب (سير أعلام النبلاء) تصنيف الإمام شمس الدين محمد
 
بن أحمد بن عثمان الذهبي، المتوفى سنة 748هـ، المجلد 12، ص566، توجد هناك حاشية مفصلة تقع في صفحة ونصف، يقول: قال ابن كثير في البداية والنهاية - الأرنأوط ينقل، أو محقق هذا الكتاب، التحقيق تحت إشراف شعيب
 
الأرنأوط، ينقل في الحاشية عن البداية والنهاية لابن كثير في ترجمة مسلم صاحب كتاب صحيح مسلم، صاحب الصحيح الذي هو تلو صحيح البخاري عند أكثر العلماء، وذهبت المغاربة وأبو علي النيسابوري من المشارقة إلى تفضيل
 
صحيح مسلم على صحيح البخاري. هذا يوجد قول يقول هكذا، إذن ذهب المغاربة وأكثر العلماء على تفضيل صحيح البخاري على صحيح مسلم، وذهب أبو علي النيسابوري وبعض العلماء على تقديم مسلم على النسائي. الآن واقعاً ليس
 
بحثي في أنه مسلم مقدم على البخاري، صحيح البخاري مقدم على صحيح مسلم أو بالعكس، وإنما أريد أن أشير بالمقايسة بين هذين الصحيحين، بين هذين الكتابين إلى نكتتين اتفقت كلمة علماء المسلمين والمحققين في هذا المجال من علماء
 
الرجال والمحققين وأهل الجرح والتعديل على أن مسلم امتاز بهما عن البخاري، لم يفضلوا مسلم على البخاري، ولكن قالوا يوجد في مسلم وفي صحيح مسلم توجد خصوصيتان غير متوفرتين في البخاري، وهذه نقطة أساسية بودي أن يلتفت
 
إليها المشاهد ا لكريم بشكل واضح وصريح. والخصوصية الأولى هي أن مسلم عندما ينقل النصوص في موضوع معين لا يفرق هذه النصوص على أبواب متعددة في الكتاب وإنما في باب واحد ينقل كل النصوص الواردة في ذلك
 
الموضوع، لا فقط منهج، يعني إذا تكلم عن المهدي كل الروايات الواردة عن المهدي يجمعها في مكان واحد، أما بخلافه البخاري هذه الروايات إذا وردت عشرة روايات عن المهدي في شؤون مختلفة لا يجمعها في مكان واحد وإنما يوزعها،
 
والنتيجة تكون من الناحية السندية عندما تأتي إلى كل باب تجد رواية واحدة فلا يحصل لك الاطمئنان والتواتر والاستفاضة، أما بخلافه من مسلم الروايات مجموعة في مكان واحد فيمكن أن يحصل لك وثوق بصدور هذا الحديث، لأنه إذا
 
كانت لها طرق متعددة ينقلها بطرقها المتعددة. الخصوصية الثانية التي لابد أن أشير لها وهي خصوصية مهمة، إن مسلم إذا كان هناك حديث وفيه مضامين متعددة ينقلها في مكان واحد أما البخاري فيقطع الحديث، يجزأه على أبواب متعددة،
 
فكثير من مضامين الحديث تضيع على القارئ، ولذا هناك خصوصيتان في صحيح مسلم الأولى خصوصية سندية تقوي السند والثانية خصوصية مضمونية تقوي المضمون والدلالة، وهاتان الخصوصيتان يمتاز بهما صحيح مسلم على
 
صحيح بخاري، ويفضل بهما صحيح مسلم على صحيح البخاري، انظروا ماذا يقول ابن كثير في (البداية والنهاية) في الحاشية، ينقله عن البداية والنهاية: فإن أرادوا تقديمه - مسلم- عليه – البخاري- في كونه ليس فيه شيء وأنه يسوق
 
الأحاديث بتمامها في موضع واحد ولا يقطعها كتقطيع البخاري لها في الأبواب، إذن هذه القضية أساسية لابد أن يلتفت إليها أنه يذكر الروايات في موضع واحد ولا يقطعها مقاطع، يعني من حيث السند في موضع ومن حيث المضمون في
 
موضع. وينقل عن ابن حجر في (تهذيب التهذيب) يقول: حصل لمسلم في كتابه حظ عظيم مفرط لن يحصل لأحد مثله بحيث أن بعض الناس كان يفضله على صحيح محمد بن إسماعيل وذلك لما اختص به - مسلم- من جمع الطرق – يعني
 
يجمع الطرق جميعاً في موضع واحد- وجودة السياق والمحافظة على أداء الألفاظ كما هي من غير تقطيع ولا رواية بمعنى. هذه من خصوصيات مسلم التي يمتاز بها عن البخاري.

المقدم: معنا الأخت أم عبد العزيز من الكويت.

 
الأخت أم عبد العزيز: السلام عليكم.

 
المقدم/ السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

 
الأخت أم عبد العزيز: هل يوجد في تفاسير القرآن الخاصة بأهل السنة والجماعة ما يدل على وجود الإمام المهدي أو على الإمام المهدي. السؤال الثاني أنه لابد في كل وقت من إمام قائم معصوم، ونحن في وقتنا هذا الإمام المهدي كيف استفيد
 
بالإمام المهدي إذا كان هو غائب وغير موجود، كيف استفيد من الإمام المهدي وهو غائب لا استطيع، ما الفائدة من وجود إمام مهدي غائب.

 
المقدم: معنا الأخ شريف من الأردن، تفضلوا.

 
الأخ شريف: السلام عليكم.

المقدم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ شريف: تحية لسماحة السيد كمال الحيدري وللدكتور، سيدي بودي لو تكتب كتاب في هذا الموضوع (إلزموهم بما ألزموا به أنفسهم) حتى نكون نحن الباحثين على اطلاع وبسهولة نتوفر على هذا الموضوع القيّم والبحث العلمي.

سماحة السيد كمال الحيدري: اقتراح وجيه أدعوا الله قريبا أن أحقق هذا.

المقدم: السؤال هل ورد في تفاسير أهل السنة كالرازي والطبري هل توجد إشارات فيها للإمام المهدي.

سماحة السيد كمال الحيدري: نعم، وقد وردت وستأتي الأبحاث إنشاء الله، ولكن أنا لا أنقل عن الرازي وغيره باعتبار أننا نريد أن نذكر أهم الصحاح والمسانيد والسنن التي استندوا إليها لأنه لو ذهبنا إلى هذا التفسير أو ذاك فقد يقول قائل منهم
 
أننا لا نقبل كل ما ورد في الرازي لا نقبل بكل ما ورد في الزمخشري، ولكن لا يستطيع أحد أن يقول لا نقبل كل ما ورد في البخاري ومسلم.

المقدم: يعني الاستفادة منهم كالشمس غطاها السحاب. نستطيع أن نستفيد.

 سماحة السيد كمال الحيدري: سواء استفدنا هذا أو لم نستفد هذا لا يؤثر على عقيدة المهدوية، نعم هذه مرتبطة بالفوائد المترتبة على الإيمان بالعقيدة المهدوية، أما أنه إذا لم يثبت هذا الحديث فلا يؤثر كثيراً على العقيدة المهدوية، إذا ثبت عندنا
 
على نحو اليقين والقطع والتواتر أن المهدي سيخرج في آخر الزمان يجب الاعتقاد به، سواء عرفنا كيفية الاستفادة منه أو لم نعرف ذلك. هذه عقيدة لابد من الإيمان بها.

المقدم: (يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفس إيمانها لم تكن أمنت من قبل) نشكر سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، ونشكركم أيضاً أيها الأخوة والأخوات إلى اللقاء والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

الشفاعة عند الشيعة الإمامية
استدراك خائب
الاسلام دين الفطرة
الأثر التربوي للبداء
ما فائدة البحث عن إمامة عليّ في هذه الأزمان؟
حركة الإمام المهدي «عجل اللّه فرجه» والحتمية ...
الخروج من القبر
القوانين المحدودة والحاجات غير المتناهية
عدلُ اللهِ الشّاملْ
قلب المؤمن عرش الله

 
user comment