المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الأمين محمد وآله الطيبين الأطهار، وأصحابه المنتجبين. السلام عليكم مشاهدينا الكرام ورحمة الله وبركاته، هذا موعدكم مع حلقة جديدة من الأطروحة المهدوية، عنوان حلقة الليلة: المهدي المنتظر في صحيحي البخاري ومسلم (القسم الثاني) يسرني أن أربح باسمكم بضيفنا الكريم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، مرحباً بكم سماحة السيد.
سماحة السيد كمال الحيدري: أهلاً ومرحباً بكم.
المقدم: يعني عودتمونا سماحة السيد أن تعطوا مقدمة للأبحاث خاصة للأبحاث من هذا القبيل، فهل من مقدمة لبحث هذا الموضوع وهو استعراض النصوص الواردة في المهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف في مدرسة الصحابة.
سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
في الواقع أنه ما تقدم في الحلقات السابقة تقريباً يمكن عده من مقدمات هذه الأبحاث التي إنشاء الله تعالى سوف ندخل فيها ونستعرض من خلالها أهم النصوص والروايات والآثار والكلمات الواردة في المهدي المنتظر، هذه القضية التي لابد أن نقف عندها من خلال النصوص والأحاديث والأخبار والآثار التي وردت في المهدي المنتظر في مدرسة الصحابة، وهذا الذي تعهدنا به مذ بدأنا هذه الحلقات (الأطروحة المهدوية) قلنا نريد أن نعرض لعقيدة المهدي المنتظر أو الإمام المهدي المنتظر كما ورد في جملة من كلمات أعلام المسلمين نريد أن نتعرف على هذه العقيدة وهي عقيدة المهدي المنتظر من خلال تراث مدرسة الصحابة، وهذه هي القضية الأساسية التي أساساً تكون وتأسس هذا البرنامج لأجلها ومن خلال سوف يتضح أنه أساساً أن هناك اتفاق في كثير من مفاصل هذا المبحث وهذه الأطروحة وهي أطروحة المهدي أو العقيدة المهدوية. وأتصور في الواقع أن المسلم عندما تتضح له أبعاد ذلك بشكل طبيعي سوف يتضح له بأن عقيدة المهدي المنتظر ليست هي من إبداعات فكر مدرسة أهل البيت كما يحلو للبعض الذين يسمون أنفسهم أهل العلم (أنه وإن كانوا ليسوا من أهل العلم) سيتضح أن هذه العقيدة عقيدة إسلامية في الصميم، وأن الفضائيات التي تتكلم عن عقائد ا لمسلمين وعن المنظومة العقدية والفكرية للمسلمين اهتمت بأمور أقل بكثير هي أقل بكثير أهمية من العقيدة المهدوية، يعني إذا أردنا أن نقايس بين النصوص والروايات والأخبار والأحاديث والكلمات والآثار الواردة في العقيدة المهدوية وبينما يطرح الآن ما نجده على كثير من فضائيات المسلمين نجد أساساً لا قياس أسفاً لا يمكن أن يقاس، من قبيل زيارة القبور، واقعاً هذه لا تمثل عشر معشار العقيدة المهدوية، لعله في تلك الأمور أيضاً وردت عندنا بعض الروايات رواية أو روايتين أو ثلاثة أو خمس صحيحة أو غير صحيحة حسنة أو غير حسنة لكنه سيتضح إنشاء الله تعالى في مصنف واحد من المصنفات المعاصرة وهو هذا المصنف الذي ذكرناه مراراً وتكراراً للأخوة وهو (الأحاديث الواردة في المهدي في ميزان الجرح والتعديل) هذا الكتاب يقع في مجلدين، أنا لم تصل لي النسخة المطبوعة ولذا اضطررت لسحبه من شبكة الانترنت، هذا الكتاب يقع في جزأين، الكتاب الأول هو الجزء الأول (المهدي المنتظر في ضوء الأحاديث والآثار الصحيحة) تأليف الدكتور عبد العليم عبد العظيم البستوي. والجزء الثاني من هذا الكتاب هو الذي يصطلح عليه هو (الموسوعة في أحاديث المهدي الضعيفة والموضوعة) وسيتضح للمشاهد الكريم أنه في هذا الكتاب يذكر، يعني في مجموع الكتابين، في مجموع هذين الجزأين من الكتاب يخرج لنا 338 نص في هذا المجال، بغض النظر عن أن تكون صحيحة أو تكون بحسب فهم المؤلف والمصنف وهو الدكتور عبد العليم عبد العظيم البستوي أن تكون ضعيفة، وسيتضح أننا نوافق على هذا التقسيم الذي أشير إليه أو لا نوافق، وإن كنا نوافق فإلى أي حد نوافق.
إذن القضية واقعاً عندما توجد هناك عقيدة فيها لا أقل 340 نص وحديث وآثر وكلمات أعلام المسلمين هل تستحق الاهتمام أو لا تستحق، أنا استغرب عندما ألاحظ بعض الفضائيات أجد أنهم أساساً لا يعتقدون بعقيدة المهدي، وإذا ورد اسم عن المهدي المنتظر يحاول البعض إما لجهله أو لعناده يقول نعم وردت هناك أخبار آحاد تكلمت عن المهدي المنتظر وفي الأعم الأغلب أحملهم على الصحة وأحمله على الجهل، يعني عموماً مع اعتذاراي للمشاهد الكريم وللفضائيات في الأعم الأغلب في الواقع أنا لم أجد على الفضائيات التي تخرج وتتكلم في مثل هذه الموضوعات يوجد من هو من أهل العلم، عندما أقول ذلك لا يتبادر إلى الذهن أن الكلام يخص مدرسة الصحابة بل حتى على فضائياتنا أنا أجد أن بعض الناس يخرجون ويتكلمون عن المهدي والمنتظر ولكنه يسطحون هذه ا لفكرة، بل يرمون بضلال الرؤى والنوم وبأن فلان ضاع في الصحراء والإمام المهدي وجده. أخواني الأعزاء العقيدة المهدوية أعظم وأعلى وأعز من هذه القضايا حتى يسطحها الإنسان بهذا الشكل سواء كانوا من أتباع مدرسة أهل البيت وفي الأعم الأغلب هم جهال، فضلاً عن الآخرين الذين هم أساساً لا يعتقدون بالمهدي المنتظر وهي عقيدة من عقائد المسلمين، نعم بإمكانهم أن يخرجوا على الفضائيات ويتكلموا ويقولوا أن المهدي المنتظر عقيدة من عقائد الإسلام، نعم نحن نختلف مع علماء مدرسة أهل البيت هم يعتقدون بحياته ونحن لا نعتقد بحياته، هم يعتقدون بعصمته ونحن لا نعتقد بعصمته، هم يعتقدونه ثاني عشر أئمتهم وخلفاء النبي الأكرم ونحن - يعني في مدرسة الصحابة- لا نعتقد ذلك. يمكنهم هذا، ولكن ليس من حقهم أن يهمشوا هذه الفكرة، وأن يهمشوا هذه العقيدة، هم هذا البحث وهدف هذا البحث وغاية هذا البحث هو أنه نرجع العقيدة المهدوية إلى نصابها الصحيح، نرجعها إلى موضعها الصحيح، لتدرس بشكل دقيق علمي قائم على أسس صحيحة سواء على المستوى العقلي أو على المستوى النقلي، عندما أقول النقلي سواء كان على مستوى النص القرآني أو على مستوى النصوص الواردة أو على مستوى كلمات أعلام المسلمين، ونحاول أن نشذب هذه الفكرة وهذه القعيدة من رؤيا رآها فلان وفلان ألتقى بفلان ومن فلان جلس مع فلان وأن الإمام جلس مع فلان، هذه الكلمات لا أساس لها من الصحة بودي أن المشاهد الكريم سواء كانوا من مدرسة أهل البيت أو سواء كانوا من مدرسة الصحابة، أو سواء كان من اتباع ما يسمون أنفسهم أتباع الشيخ ابن تيمية أو أي اتجاه آخر، لابد أن يعرفوا أن العقيدة المهدوية لا تتلخص في أن المهدي المنتظر موجود في السرداب أو غير موجود في السرداب، اطمئنوا هذا إنما ينم عن جهلكم إذا حصرتم المهدوية والأطروحة المهدوية والعقيدة المهدوية في مثل هذه المفردات والموضوعات المختصرة.
لسنا بصدد أن ندخل في تفصيلات هذه العقيدة، كما هو الحال في مسائل أخرى عقدية، نحن علينا أن نصدق كليات وأصول عقيدة من العقائد، يعني عندما نصل إلى الإمامة عندما نصل إلى المعاد عندما نصل الى التوحيد ينبغي على الإنسان أن يقع على الاصول والأركان الاساسية في تلك المفردة العقدية، أما تفاصيلها فله حديث آخر.
المقدم: ما هي القاعدة والأصل الأول الذي يجب مراعاته في هذه المسألة.
سماحة السيد كمال الحيدري: بودي في مقدمة هذه الأبحاث قبل أن استعرض الروايات الواردة في هذا المجال، أنا قلت أن النصوص كثيرة وكلمات أعلام المسلمين كثيرة والمصنفات والكتب التي ألفت بشكل مستقل وغير مستقل في العقيدة المهدوية كثيرة، فوق حد الإحصاء، وقبل أن ندخل هناك مجموعة من القواعد سوف أسسها ومجموعة من الأصول نحتاج إليها عندما نريد أن نتعامل مع هذه النصوص، وهذه القواعد لا أتكلم عن هذه القواعد كما تعتقدها مدرسة أهل البيت، بل كما تعهدت للمشاهد الكريم أريد أن أطرح هذه القواعد من خلال منظار مدرسة الصحابة، يعني أن الروايات التي بأيدينا كيف نتعامل معها، سواء على مستوى السند أنه ما هي موازين الصحة والضعف، الجرح والتعديل عند مدرسة الصحابة، أو على مستوى المضمون والدلالة، يعني إذا تعارضت هذه الروايات فيما بينها يعني الروايات الواردة في المهدي المنتظر ماذا نفعل وكيف نتعامل معها؟ هذه قضية أساسية ينبغي أن يتضح للمشاهد الكريم من الآن هذا البحث بحث منهجي أساسي وبودي أن المشاهد يدقق فيما أقول لأن هذه تعد هي الاصول الأساسية لكيفية التعامل مع النصوص الواردة في المهدي المنتظر، ولا يتبادر إلى ذهن أحد وأنا أستطيع أن أقول هذا لأهل الاختصاص، ولا يتبادر إلى ذهن أحد أن قواعد التعارض التي يشار إليها في علم الأصول في المسائل الفرعية يعني في المسائل المرتبطة بالفقه، تلك القواعد الفرعية بالضرورة يمكن تطبيقها على المقام، لأن القضية قضية عقدية وليست قضية فقهية، فلكل باب يعني الباب العقدي أو المفردات العقدية والباب الفقهي أو المفردات الفرعية لكل باب منهما قواعده الخاصة في مجال التعارض.
الأصل الأول الذي لابد أن نلتفت إليه وهو من الأصول الأساسية لا فقط في هذه المفردة العقدية وهي مفردة عقيدة المهدي المنتظر بل في أي مفردة عقدية أخرى لابد أن يلتفت إلى هذا الأصل، وهو أنه عندما نأتي إلى بعض هذه الأحاديث قد يكون في طريق ذلك الحديث وفي سند ذلك الحديث قد يكون السند ضعيفاً، ومن هنا هل يصح لنا بمجرد أن ثبت أن هذا الحديث بواسطة هذا الطريق كان ضعيفاً أن نرمي المضمون بالضعف ونقول أن هذا المضمون ساقط لا يمكن الاعتماد عليه، لماذا طرحت هذه القضية؟ لأني وجدت أن بعض هؤلاء الذين يدعون لأنفسهم أنهم من أهل العلم يعرف نفسه بالعلامة أو الدكتور ولكن عندما يأتي إلى الحديث يقول أن الحديث ضعيف، وعندما نراجع نجد نعم أن هذا الحديث بهذا الطريق من السند ضعيف ولكن نجد هذا المضمون بطرق أخرى وبإسناد آخر صحيح، هذا التدليس تقول أن المضمون ضعيف لأن طريق من طرقه ضعيف، سند من اسناده ضعيف، أو بعض الأحيان تجد أن المضمون يتغير شيئاً أو بعض الألفاظ تتبدل، أو يوجد في حديث تفصيل وفي آخر لا يوجد تفصيل بل يوجد إجمال، من الناحية المنهجية وفي قواعد الجرح والتعديل لابد أن نقول أن هذا المضمون له طرق متعددة هذا الطريق ضعيف ولكن هذا الطريق صحيح. نعم، الطريق الضعيف هذه خصائصه ولكن الطريق الصحيح هذه خصائصه إذا كان هناك اختلاف ولو جزئي في المضمون.
ومن الأمثلة على ذلك وهي كثيرة: المثال الأول في (سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وآثرها السيء في الأمة) محمد ناصر الدين الألباني، المجلد 4، الحديث 1501 – 2000، مكتبة المعارف للنشر والتوزيع، الرياض، ص91، الحديث 1588 قال: أبشركم بالمهدي يبعث في أمتي على اختلاف من الناس وزلازل فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض يقسم المال صحاحاً فقال له رجل: ما صحاحاً؟ قال: بالسوية بين الناس، قال: ويملأ قلوب أمة محمد (صلى الله عليه وآله) غنى، ويسعهم عدله حتى يأمر منادياً فينادي فيقول: من له في مالٍ حاجة، فما يقوم من الناس إلا رجل - هذا إشارة إلى الوضع الاقتصادي الذي تعيشه الأمة ويعيشه العالم الإنساني في زمن الإمام وفي دولة المهدي- فيقول أتي السدان – يعني الخازن- فقل له: إن المهدي يأمرك أن تعطيني مالاً، فيقول له: أحثوا حتى إذا جعله في حجره وأحرزه ندم فيقول: كنت أجشع أمة محمد، أوعجز عني ما وسعهم، قال: فيرده، فلا يقبل منه، فيقال له: أننا لا نأخذ شيئاً أعطيناه، فيكون كذلك سبع سنين أو ثماني سنين أو تسع سنين، ثم لا خير في العيش بعده أو قال: لا خير في الحياة بعده.
العلامة الألباني يقول: ضعيف، أخرجه أحمد ... الخ. فهذا الحديث ضعيف. قد يأتي على فضائية من يدعي أنه من أهل العلم ويسأل عن هذا الحديث فيقول: أن هذا الحديث ضعيف موضوع لا اساس له، ولكنه ينسى أن هذا الحديث ورد في سند آخر وفي كتب أخرى صححت تقريباً بنفس هذه المضامين ولكن مجملة لا تفصيلية، إذا لم ينبه الذي سُئِل عن ذلك فهذا نوع من ....، فأصل الموضوع صحيح، نعم هذا الحديث ضعيف في سنده، نعم ولكنه بنحو آخر موجود، الآن هذا في سلسلة الأحاديث ويقول أنه ضعيف. ولكنه عندما نأتي إلى (المستدرك على الصحيحين) للحاكم النيسابوري، ج4، وفي ذيله تلخيص المستدرك للذهبي، دار الفكر، ص557، عبارته هذه: الرواية: حدثنا سعيد ابن مسعود - الآن هناك بحث هل هو سعيد أو سعد ولا أريد الدخول في التفاصيل- حديثنا سعيد ابن مسعود حدثنا النضر بن شميل حدثنا سليمان بن عبيد حدثنا أبو الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: يخرج في آخر أمتي المهدي يسقيه الله الغيث وتخرج الأرض نباتها ويعطي المال صحاحاً وتكثر الماشية وتعظم الأمة يعيش سبعاً أو ثمانية يعني حججاً. المضمون واضح وهو أن الرفاه الذي تعيشه الأمة في زمن الإمام المهدي. يقول الحاكم النيسابوري: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه - صحيح على شرط الشيخين البخاري ومسلم- قد يقول قائل أننا لا نوافق تصحيحات الحاكم فهو يتساهل أي الحاكم النيسابوري أو الإمام النيسابوري، وقلنا فيما سبق لماذا يتهم الحاكم النيسابوري بالتساهل، يتهم لأنه يذكر فضائل أهل البيت.
الذهبي يقول: يخرج في آخر أمتي المهدي يسقيه الله الغيث وتخرج الأرض نباتها ويعطي المال صحاحاً وتكثر الماشية وتعظم الأمة. صحيح. فالإمام الذهبي يصحح الحديث، وأنتم تعلمون أن الذهبي علم من الأعلام وهو متشدد جداً في هذا المجال، فلا يستطيع أحد أن يشكك في تصحيحات الذهبي، ومن هنا نجد بشكل واضح وصريح العلامة الألباني عندما يأتي في الجزء 2، من (سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها) تأليف محمد ناصر الدين الألباني، المجلد 2، ص328، الحديث 711، يقول: يخرج في آخر أمتي المهدي يسقيه الله الغيث وتخرج الأرض نباتها ويعطي المال صحاحاً وتكثر الماشية وتعظم الأمة يعيش سبعاً أو ثمانية يعني حججاً. أخرجه الحاكم. قلت - الألباني-: وهذا سند صحيح رجاله ثقات.
المقدم: إذن هنا صححوه وهناك ضعفوه للتفصيل الذي فيه.
سماحة السيد كمال الحيدري: ولذا تجدون أنه بالأخير يقول: ثم رايته، نعم يقول: هناك كلام في سليمان بن عبيد وهو السلمي يقول فيه كلام، يقول: ثم رأيته في ثقاته ابن حبان وهو فلان، قال الحاكم: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي. وقد رواه - هذا الحديث- بعض المجهولين عن أبي الصديق مطولاً فهو من حصة الكتاب الآخر يعني (السلسلة الضعيفة). إذن ينبغي للذين يخرجون على الفضائيات إما أن يكونوا على علم وأما لا يقولوا للناس، لا يقال لهم أنه بمجرد أن ينقل الحديث يقال أنه ضعيف، ضعفه ا لألباني، ضعفه فلان، هذا ليس علمياً، هذا ليس هو المنهج الصحيح، بعض كلماته ومفردة من مفرداته كله ضعيف نصفه ضعيف ربعه ضعيف، طبعاً أقول ليس في حديث واحد كله ضعيف أو نصفه، لا، لعله في هذا الحديث هذا المضمون بهذه التفاصيل ولكنه بتفاصيل أخرى صحيح. إذن فالنتيجة هي مع الأسف الشديد والملاحظة الموجودة نجد أن هؤلاء الذي يتكلمون أما في العقيدة المهدوية يعني في الأطروحة المهدوية أو في أي عقيدة أخرى نجد أنهم مباشرة يقول إذن الروايات الصحيحة في المهدي المنتظر لا تتجاوز 10 روايات، مع أن هذه ينظرون إليها ضعيفة مع أنها وردت في محل آخر صحيحة، وهذا المنهج مع الأسف الشديد وإن كنت أخرج عن الموضوع ولكن المشاهد الكريم لابد أن يلتفت، هذا المنهج وهذه الطريقة من التدليس في موارد متعددة نجدها عند الشيخ ابن تيمية، يعني يأتي إلى النص فإذا كان في بعض طرق هذا النص أو المضمون ضعف يقول: وضعفه فلان، من غير أن يشير إلى أن هذا المضمون بطرق أخر صحيحة، وخصوصاً فيما يتعلق بالمناقب والفضائل التي وردت لعلي وأهل بيته (عليهم أفضل الصلاة والسلام)، قد يقول قائل ما الدليل على ذلك، فلا يمكن الاتهام بلا دليل.
في (مجموعة الفتاوى) لابن تيمية، اعتنى بها وخرج أحاديثها عامر الجزار، أنور الباز، المجلد2، مجمل ومفصل الاعتقاد، دار الجيل، الجزء الرابع من هذا الكتاب ص255، يقول: وكذلك قوله: اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه، هذا النص وارد في علي، من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه. ولا يهمنا المكان سواء كان في الغدير أو في أي بقعة أخرى، المهم أن هذا النص المبارك صدر عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أو لم يصدر. انظروا إلى هذا الرجل الذي يسمى بشيخ الإسلام، ويقال بأنه لم يكن من هو أحفظ منه. يقول: وقوله: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، مخالف لأصل الإسلام، يعني إذا قال رسول الله في علي: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، فهذا مخالف لأصل الإسلام. فإن القرآن قد بين أن المؤمنين أخوة مع قتالهم وبغي بعضهم على بعض، أنا لا أعلم كيف يمكن أن يربط بين بغي بعضهم على بعض وبين الأخوة، وهو بحث لا أريد الدخول فيه.
وقوله: من كنت مولاه فعلي مولاه، فمن أهل الحديث من طعن فيه، كالبخاري وغيره - إذن يقول أن جملة من الأعلام ومنهم البخاري طعن في هذا الحديث - نعم ومنهم من حسنه - التفتوا إلى العبارة أنا بودي أن يدقق أهل العلم معي فيما أقول، عندما يأتي يقول: فمن أهل الحديث من طعن فيه، ولكنه في المقابل لا يوجد أحد صححه وإنما البعض حسنه وأنتم تعلمون أن الحديث الحسن أدنى مرتبة من الحديث الصحيح، إذن هو ماذا يقول؟ يقول: على مستوى الطعن فقط طعن فيه أعلام كالبخاري وغير البخاري، أما من حيث التصحيح فلم يصححه أحد، لأنه يقول: ومنهم من حسنه- قال: ومنهم من حسنه فإن كان قاله - إذن هذا تشكيك أخر أن رسول الله قاله أو لم يقله، يقول: لو سلمنا بأنه قاله - فإن كان قاله فلم يرد به ولاية مختص بها بل ولاية مشتركة ... وهي ولاية الإيمان. فلا قيمة لها حتى وإن صدرت لا تشكل منقبة.
أولاً يشكك في صدورها عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيقول: طعن فيها البخاري وغير البخاري. وبعد أن يقول وحسنها. يقول: حتى لو صدرت فهي لا تشكل منقبة مختصة لعلي، بل هي مشتركة. يقول: وهي ولاية الإيمان التي للمؤمنين. (المؤمنون بعضهم أولياء بعض) إذن رسول الله حتى لو قال هذه فهو يتكلم في شيء عام كما يقوله في باقي المؤمنين، هذا كلام الشيخ ابن تيمية في (مجموعة الفتاوى).
الواقع هكذا؟ يعني أن حديث: من كنت مولاه فهذا علي مولاه. واقعاً رواية حسنة وأنه لم يصححها أحد. فقط بودي أن المشاهد الكريم يلتفت، هذا الكتاب (أخطاء ابن تيمية في حق رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وأهل بيته) الذي أشرنا إليه في برنامج (مطارحات في العقيدة) ونصحنا المشاهد الكريم أن يطالعه، إعداد وتأليف السيد الشريف الدكتور محمد السيد صبيح، دار الركن والمقام، ص94 و 95 يقول بعد أن ينقل عبارة ابن تيمية، يقول: فيعتبر نوع من أنواع التدليس، يقول: أما حديث من كنت مولاه فعلي مولاه، فقول ابن تيمية فيه يعتبر نوع من أنواع التدليس، لماذا؟ يقول: فالبخاري لم يطعن في هذا الخبر مطلقاً وإنما طعن في بعض طرق هذا الخبر، ولكنه يوهم الناس أن البخاري يرفضه جملة وتفصيلاً، هذا التدليس الذي يستعمله البعض وأنا لا أتصور أن الشيخ ابن تيمية تخفى عليه مثل هذه النكات، لا استطيع أن أحمله على أنه كان جاهلاً، لا، واتباعه يعتقدون أنه كان أحفظ أهل زمانه، وكل من ترجم له يقول هذه الخصوصية له، فكيف هنا نسي لا أعلم؟ يقول الدكتور محمود السيد صبيح: فالبخاري طعن في رواية إسماعيل بن نشيط العامري وسهم بن حصين الأسدي وعثمان بن عاص أبو حصين الأسدي، راجع التأريخ الكبير، ج1، ص375، ج4، ص193، ج6، ص240، فأين بقية الروايات عن ثلاثين من الصحابة. ويكفي ما قاله في (فتح البخاري في شرح صحيح البخاري) للإمام الحافظ أحمد بن علي ابن حجر العسقلاني، وهو من المؤيدين لفكر ابن تيمية، المتوفى سنة 773هـ، الجزء السابع، الأحاديث 3649- 4274 كتاب فضائل الصحابة مناقب الأنصار، المغازي، منشورات محمد علي بيضون، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، الجزء السابع، ص93 من هذا الكتاب، في ذيل في قوله (أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى) ماذا يقول العلامة ابن حجر العسقلاني في فتح الباري؟ يقول: وأما حديث (من كنت مولاه فعلي مولاه) فقد أخرجه الترمذي والنسائي وهو كثير الطرق جداً، وقد استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد وكثير من أسانيدها صحاح وحسان. وقد روينا عن الإمام أحمد – ابن حجر يقول- قال: ما بلغنا عن أحد من الصحابة ما بلغنا عن علي بن أبي طالب. أنا لا أعلم هؤلاء الذين يقولون أن الشيخ ابن تيمية تلميذ أحمد حنبل، هذه مدرسة أحمد بن حنبل، مدرسة ابن حنبل.
اقرأوا كتاب (منهاج السنة) انظروا واقعاً كما أنه ما ورد في باب الخلفاء الأول والثاني والثالث حتى عثمان يراه بمراتب أعلى مما ورد في علي، وهذا نص العبارة. أقرأها مرة أخرى للمشاهد الكريم، قال: وقد استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد وكثير من أسانيدها صحاح وحسان وقد روينا عن الإمام أحمد قال: ما بلغنا عن أحد من الصحابة - يعني سواء كان الخليفة الأول أو الثاني أو الثالث، فضلاً عن الأخرين-. ولكن عندما نرجع إلى (منهاج السنة) نجد أنه يرفعه درجة واحدة فقط عن معاوية، يعبر أن علياً أحق من معاوية، يعني كان الحق مع معاوية ولكن علياً كان أحق. ما بلغنا عن أحد من الصحابة ما بلغنا عن علي بن أبي طالب.
إذن ارجع مرة أخرى إلى كتاب (الفتاوى) أقرأ العبارة، يقول: فمن أهل الحديث من طعن فيه - مع أنه طعن في بعض اسناده ولم يطعن فيه- أهذه هي لغة العالم، أهذه اللغة لغة أحد يسمى شيخ الإسلام، بينكم وبين الله أيها المشاهد الكريم لو أنكم وجدتم هذا الكلام في تعبيرات علماء مدرسة أهل البيت ألم تقولوا بأنهم يدلسون على الناس، تقولون بأن الحديث إذا كان بعض أحاديثه صحيحة مباشرة تقولون أنه يدلس فليست كل أسانيده صحيحة، بعضها ضعيفة. لماذا يقول بعض الناس في (من كنت مولاه) لم يطعن أحد في نص (من كنت مولاه فهذا علي مولاه) لم يطعن أحد في سند ذلك أبداً، وإنما طعن في بعض طرق هذا المتن، ثم التعبير الآخر (ومنهم من حسنه) يعني أعلى درجاته أنه حسن، مع أن العلامة ابن حجر العسقلاني يقول: وكثير منها صحاح وحسان.
انظروا في هذا الكتاب - فقط من باب الإشارة- (أخطاء ابن تيمية) في ص92 يقول: وأما قوله (من كنت مولاه فعلي مولاه) أخرجه أحمد وابن حبان والطبراني في الصغير والبزاز والضياف المختارة عن علي بن أبي طالب وأخرجه الترمذي والنسائي والطبراني في الكبير والحاكم عن زيد بن أرقم وأخرجه النسائي وابن أبي شيبة وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني والطبراني في الأوسط عن بريدة والنسائي عن عمر بن حصين وابن أبي شيبة عن حبشي بن جنادة والطبراني في الكبير عن حذيفة بن أسد الغفاري وأبو يعلى والطبراني عن أبي هريرة وابن ماجة والحاكم عن سعد، والحاكم عن ابن عباس، والحاكم عن طلحة بن عبيد الله وابن ماجه عن البراء بن عازب، وابن أبي عاصم في السنة، وعشرات الصحابة وعشرات المصنفات والصحاح والمسانيد أخرجت هذا الحديث ولكنه كيف يتعامل معه - الشيخ ابن تيمية- هذا الأصل الأول الذي لابد أن يلتفت إليه.
هذا هو الأصل الأول الذي لابد أن يلتفت إليه عندما نتعامل مع النصوص الواردة في عقيدة المهدي المنتظر، لا ينبغي أن نتعامل بهذه الطريقة التدليسية التي تعامل ابن تيمية بها مع حديث (من كنت مولاه فهذا علي مولاه) ينبغي أن نجمع، إذا أردنا أن نتكلم بمنهج علمي، مرة نريد أن نغش الناس ونريد أن ندلس عليهم ونريد أن نخفي عليهم الحقائق فذاك بحث آخر بيني وبين الله هو المسؤول أمام الله لماذا يخفون حقائق دينهم ومفرداتهم العقدية على مئات الملايين من المسلمين في جميع أنحاء العالم، لأي شيء لا أعلم مع أنها عقيدة صدرت عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذن لا ينبغي أن نتعامل مع النصوص الواردة عن المهدي المنتظر وعن عقيدة المهدي المنتظر بهذه الطريقة، وإنما ينبغي أن كل نص من هذه النصوص أن نقرأه على انفراد، قد يكون مضمون من المضامين بحسب بعض طرقه ضعيفاً، سلمنا، ولكن هذا ليس معناه أن ذلك المضمون باطل ولا يمكن الاستناد إليه، بل لعله صحيح في طرق أخرى، وإن كان مع اختلاف في العبارة، مع اختلاف في المضمون، مع اختلاف في الإجمال والتفصيل ورد في طرق أخرى صحيحة السند.
إذن المشاهد الكريم لابد أن يسأل عندما يسأل أهل العلم من أي اتجاه ومدرسة كان، لابد أن يقول له هل ورد هذا من طريق أخر لا يكتفي بالجواب من العالم أو من أهل العالم أن يقول: بلي هذا ضعفه فلان، فقد يكون فلان ضعف هذا الطريق ولكن هناك طرق أخرى صححها فلان وفلان. هذا هو الأصل الأول الذي على أساسه سوف نتعامل مع النصوص والآثار والروايات والأحاديث الواردة في عقيدة المهدي المنتظر.
المقدم: إذن ما هي القاعدة الثانية أو الأصل الثانية في هذا المجال.
سماحة السيد كمال الحيدري: بنحو الإجمال وإنشاء الله تفصيله سنقف عليه مفصلاً بإذن الله تعالى في الحلقة القادمة.
هذا الاصل الثاني يقوم على هذا الأساس وهو أننا عندما نراجع الروايات الواردة في مفردة عقدية سواء كانت هذه المفردة العقدية (عقيدة المهدي المنتظر) أو أي مفردة عقدية أخرى ينبغي أن نلحظ ونلتفت أنه قد تأتي في بعض النصوص مضامين، هذه المضامين قد تكون غائمة غير واضحة، ولكي تتضح نحتاج الى نصوص أخرى لكي تفسرها، يعني لا يمكن أن نقول بأنه هذا النص لا يدل على هذه المفردة العقدية ولا يثبت لنا هذه المفردة العقدية، نعم قد يكون لو نظرنا إلى هذه المفردة بنفسها لا تكون كافية لبيان المقصود من ذلك النص، ولكن عندما ننظر إلى نصوص أخرى واردة تكون مفسرة لها وشارحة لها، بعبارة أخرى لابد أن نستند إلى أصل وهو أن النصوص يفسر بعضها بعضا، عندما أقول أن النصوص يفسر بعضها بعضا مع وجود قرائن عرفية عقلائية عقلية يمكن الاستناد إليها لا أن الإنسان، هذا ليس لكل أحد وإنما لأهل الاختصاص ولأهل العلم، بل ليس فقط لأهل العلم وإنما هو للعلماء الكبار للمجتهدين لا لكل من يخرج على فضائية ويدعي أنه من أهل العلم أو يدعي أنه مجتهد، هذه لكبار العلماء لأساطين العلماء، للأئمة هذا الكلام حتى يستطيع أن يقول أن هذه الرواية تفسر تلك الرواية.
انظروا إلى هذا النص الوارد في (صحيح مسلم) تصنيف الإمام الحافظ مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري، المتوفى 261هـ، اعتنى به أبو صهيب الكرمي، في كتاب الإيمان، باب نزول عيسى بن مريم حاكماً بشريعة نبينا، الباب 71 من كتاب الإيمان، الحديث 247، الرواية طويلة، قال: أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: سمعت النبي (صلى الله عليه وآله) يقول: لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة، قال: فينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم - من هو أميرهم، لا يوجد في النص أن هذا الأمير هو المهدي، لو أراد أن يقول قائل هذا الكلام نقول من قال أن المراد من أميرهم هو المهدي المنتظر، من أين تقولون هذا الكلام- تعال صلِ لنا، فيقول: لا، إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة الله هذه ا لأمة.
من هنا أنتم تجدون أنه عندما نأتي إلى جملة من الأقلام المعاصرة نجدهم يقولون أن الروايات الواردة صريحة في المهدي المنتظر لا تتجاوز 10 روايات، وقد يجعلوها في الروايات المصرحة بالمهدي المنتظر. ونحن نتكلم في عقيدة المهدي، فلهذا يقولون أنها أما أخبار آحاد وأما مشهور، وليست متواترة، نعم يحتمل أن يكون هو المهدي، هذا الأصل أبينه هنا. ماذا يقول العلامة الألباني في (سلسلة الأحاديث الصحيحة) المجلد 5، يعني من 2001-2500، ص276 من الكتاب، الحديث 2236 قال: ينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم المهدي - إذن هذا النص يكون مفسراً لنص مسلم- تعال صلِ لنا، فيقول: لا، أن بعضهم أمير بعض تكرمة الله لهذه الأمة.
وما يهمني هذا، قال، هو يقول، يقول: سمعته في صحيح مسلم لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون ... هنا يأتي بصحيح مسلم، ثم يقول: فالأمير في هذه الرواية هو المهدي في حديث الترجمة، وهو مفسر لها. هذا أصل لابد أن يلتفت إليه أهل العلم والمشاهد الكريم أنه بعض النصوص قد تكون غائمة وقد تكون غير واضحة، تكون فيها احتمالات متعددة ولكن نستعين بنصوص أخرى صحيحة السند لبيانها وشرحها وتفسيرها وتوضيحها، فلا ينبغي أن نقول أن الروايات الواردة في المهدي المنتظر هي بعدد أصابع اليد، لا، فهي فوق هذا بكثير، هذا إنما قلته بسبب أن جملة من الأقلام المعاصرة حاولت أن تبعد هذه الروايات عن المهدي المنتظر.
المقدم: معنا الأخ حيدر من السعودية.
الأخ حيدر: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المقدم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ حيدر: بالنسبة هل يستوي الأحياء والأموات؟ لا يستوي الأحياء والأموات، بالنسبة للمهدي المنتظر هذا حديثي، وهذا هو المهدي، هو علي بن أبي طالب نفسه، وهو الحسين، وعندنا: نحن أبناء عبد المطلب سادة أهل الجنة أنا وعلي وجعفر والحمزة والحسن والحسين والمهدي المنتظر، وبالنسبة للمهدي المنتظر أنه موجود وسيخرج قريباً، والسنة يستندون بالشعر وهذا الشعر باطل.
سماحة السيد كمال الحيدري: إنشاء الله تعالى سنتكلم في نسب المهدي أولاً وفي أنه حي ثانياً.
المقدم: معنا الأخ أبو صادق من العراق.
الأخ أبو صادق: السلام عليكم.
المقدم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو صادق: من كتاب (أحاديث في الفتن والحوادث) للشيخ محمد بن عبد الوهاب، ج11، ص234، في باب ما جرى في المهدي، قال: كتاب (قول المعبود شرح سنن أبي داود) عنده هو كتاب المهدي: وأعلم أن المشهور بين الكافة من أهل الإسلام على مر العصور أنه لابد من في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت يعيد الدين ويظهر العدل ويتبعه المسلمون ويستولي على الموارد الإسلامية ويسمى بالمهدي ويكون خروج الدجال وما بعده من أشراط الساعة الثابتة في الصحيح، وأن عيسى عليه الصلاة والسلام ينزل من بعده فيقتل الدجال، أو ينزل معه فيساعده على قتله ويأتم بالمهدي في صلاته.
المقدم: معنا الأخ أياد من العراق، تفضلوا.
الأخ أياد: السلام عليكم.
المقدم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أياد: بودي أن تبينوا لنا خريطة الإمام المهدي، كيفية الظهور لأن أعدائنا بدأوا يعيبون علينا هذا الكلام من الوهابيين والنواصب والسلفيين. وأنا في طريقي لزيارة جدكم الحسين، وإنشاء الله أدعو لكم عند جدكم الحسين.
سماحة السيد كمال الحيدري: تقبل أعمالكم ويسلمكم لأنكم أحييتم هذه الشعائر المباركة التي في أحيائها إحياء الدين أخواني وأبنائي في العراق وفي كل العالم الشيعي.
هذا الأصل بودي أن يلتفت إليه وإنشاء الله تعالى في الحلقة القادمة سأبين لماذا أن التعابير اختلفت لماذا بعض الأحيان عبر عنه بالأمير وبعض الأحيان عبر عنه بالخليفة وبعض الأحيان عبر عنه (من عترتي) وبعض الأحيان عبر عنه (من أهل البيت) ألم يكن من الأولى أن يعبر عنه فيها جميعاً بـ (المهدي) فلماذا تعددت التعابير؟ فيها نكتة علمية وأساسية إنشاء الله تعالى على أساس هذا الأصل وهو أن الأحاديث يفسر بعضها بعضا ستتضح النكتة في الحلقة القادمة.
المقدم: شكراً لكم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، أيضاً نشكر الأخوة والأخوات، ولقاءاتنا معكم متجددة إنشاء الله تعالى، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.