الدروز هي جمع الدرزي ، والعامة تتكلّم بضم الدال ، والصحيح هو فتحها. والظاهر انّ الكلمة تركية بمعنى الخياط ، وهي من الكلمات الدخيلة على العربية حتى يقال : درز يدرز درزاً ، الثوب ، خاطه ، والدرزي : الخياط.
والدروز فرقة من الباطنية لهم عقائد سرية متفرقون بين جبال لبنان وحوران والجبل الاَعلى من أعمال حلب.
ولم يكتب عن الدروز شيء يصح الاعتماد عليه ولا هم من الطوائف التي تنشر عقائدها حتى يجد الباحث ما يعتمد عليه من الوثائق.
نعم كتب عنهم المستشرقون أشياءً لا يمكن الاعتماد عليها ، وقد سبق منّا في ترجمة الاِمام الحادي عشر الحاكم باللّه انّالاِسماعيلية كانت فرقة واحدة وطرأ عليهم الانشقاق بالقول بإلوهية الحاكم وغيبته وهم اليوم معروفون بالدروز ، وقلنا : إنّ الحاكم استدعى الحمزة بن علي الفارسي الملقّب بالدرزي وأمره أن يذهب إلى بلاد الشام ليتسلم رئاسة الدعوة الاِسماعيليّة فيها ، ويجعل مقرّه « وادي التيم » ، ولقبه الاِمام بالسيد الهادي ، وتمكن الدرزيّ في وقت قليل من نشر الدعوة الاِسماعيليّة في تلك البلاد إلى أن وصلت إليه وفاة الاِمام الحاكم وتصدى ابنه الظاهر لمقام الولاية ، ولكن الدرزيّ لم يعترف بوفاة الاِمام الحاكم بل ادّعى انّه غاب وبقى متمسكاً بإمامته ومنتظراً لعودته ، وبذلك انفصلت الدرزية عن الاِسماعيليّة وكان ذلك الانشقاق عام 411 هـ . (1)
1 ـ لاحظ تاريخ الدعوة الاِسماعيلية : 238.
الدروز في موسوعات دائرة المعارف
إنّ الدروز من الفرق الباطنية التي يصعب الاطلاع على عقائدهم لاَنّهم راعوا جانب الحذر والتكتم عليها ، ومع ذلك فقد نقل أصحاب دوائر المعارف أُموراً عنهم ، ونحن نقتطف مما جاء فيها :
1 ـ الدروز في دائرة المعارف البستانية (1)
بعد أن ذكرت الموسوعة مراكز توطّنهم وعدد نفوسهم وشيئاً من أحوالهم السياسية والآداب الاجتماعية و ما يزاولوه من المهن كالزراعة والتجارة ، والحروب التي نشبت بينهم وبين غيرهم من الطوائف ، قالت عن عقيدتهم ما هذا نصّه :
و إيمان الدروز ، أنّ اللّه واحد ، أحد ، لابداءة له ولا نهاية ، وأنّالنفوس مخلّدة تتقمّص بالاَجساد البشرية (التناسخ)و لابدّ لها من ثواب وعقاب يوم المعاد بحسب أفعالها ، وأنّ الدنيا تكونت بقوله تعالى كوني فكانت ، والاَعمار مقدّرة بقوله : « وَ لَنْ يُوَخِّرَ اللّهُ نَفْساً إِذا جاءَ أَجَلُها » (2) وأنّ اللّه عارف بكل شيء ، وهم يكرمون الاَنبياء المذكورين في الكتب المنزلة ، ويوَمنون بالسيد المسيح ولكنّهم ينفون عنه الاِلوهية والصلب ، وأسماء بعض الاَنبياء عندهم كأسمائهم في تلك الكتب ، ولبعضهم أسماء أُخرى كالقدّيس جرجس ، فإنّه عندهم الخضر ، وأسماء أنبيائهم شعيب وسليمان وسلمان الفارسي ولقمان ويحيى ، وعندهم انّه لابدّمن العرض والحساب يوم الحشر والنشر. وتنقسم هذه الطائفة إلى : عقّال وجهّال. فالعقال هم عمدة الطائفة ، ولهم رئيسان دينيان يسمّيان بشيخي العقّال ، والاَحكام الدينية مفوضة إليهم.
1 ـ وقد طبع الجزء الذي نقلنا الترجمة عنه عام 1883 م ، أي ما يعادل عام 1301 هـ .
2 ـ المنافقون : 11.
وعندهم للوصية نفوذ تام ، فإنّ الاِنسان مختار أن يوصي قبل موته بأملاكه لمن يشاء ، قريباً كان أم غريباً. ولذلك قد منحتهم الدولة العلية منذ القديم قاضي مذهب لدعاوى الوصايا.
وقد أمر عقّالهم بتجنّب الشك ، والشرك ، والكذب ، والقتل ، والفسق ، والزنا ، والسرقة ، والكبرياء ، والرياء ، والغش ، والغضب ، والحقد ، والنميمة ، والفساد ، والخبث ، والحسد ، وشرب الخمور ، والطمع ، والغيبة ، وجميع الشهوات والمحرمات والشبهات ، ورفض كلّ منكر من المآكل والمشارب ، ومجانبة التدخين ، والهزل والمساخر والهزء والمضحكات ، وجميع الاَفعال المغايرة لاِرادته تعالى ، وترك الحلف باللّه صدقاً أو كذباً ، والسب ، و القذف ، والدعاء بما فيه ضرر الناس.
وعندهم انّه على كلّ موَمن التحلّي بالعفاف ، و الطهارة ، و الفعل الجميل ، والكرم بالعلم ، والمال ، وخوف اللّه وطاعته ، والرصانة ، و صيانة العرض ، و صدق اللسان ، وصونه من الاِفك والاِثم والزور والبهتان مع استمرار ذكر اللّه وتسبيحه وتقديمه ، وتقديم الصلوات والتضرعات والتوسلات لعزته تعالى.
ولا يجوز لعاقل أن يخلو بامرأة ، ولا أن يرد تحيّتها ما لم يكن بينهما ثالث.
وشأنهم التهذيب وكره الزيف والترف. وكل عاقل ارتكب القتل أو الزنا أو السرقة أو غيرها من الآثام يطرد من مجلس العقال الذين يجلسون فيه للقيام بالفروض الدينية ويبقى مطروداً إلى أن تتحقّق ندامته وتوبته.
ومن شأن الدروز إكرام الضيف ، و الشجاعة ، والاقتصاد بالمعيشة.
ويسكنون الآن في جبل لبنان وقضاء « راشيا » وقضاء « حاصيا » وإقليم البلان والغوطة والشام وجبل حوران وجبل الكرامل والجبل الاَعلى ومرعش وحلب والحلة والكوفة ، ومنهم عشيرة بني لام في العراق ، وفي الغرب والهند.
وتناولنا من أحد أُدبائهم جملة أُخرى هذا ملخصها :
يوَمن الدروز بأنّ الدنيا حادثة وبوجود اللّه وان لا خالق سواه. وانّه قديم أزلي ، أبدي ، عادل ، لا غرض لفعله ، غني لا يحتاج ، وحاكم قادر لا يجب عليه شيء ، إن أثاب فبفضله وإن عاقب فبعدله ، غير متبعّض ، ولا له حد ولا نهاية ، ويعتقدون القرآن الشريف اعتقاد السنية إلاّأنّهم يخالفونهم في تفسير بعض آياته الكريمة. ويعتقدون أيضاً أقوال حمزة وتعاليمه ويسمّونها كتب الحكمة؛ وتتضمن علم التوحيد ، وكيفية خلق العالم وأسبابه وعلله ، وذكر الاَنبياء ، وأسمائهم وفضائلهم ، والاَمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وما يجب على الاِنسان وما لا يجب عليه ، وإثبات المعاد والحساب والعقاب واعتقاد التناسخ ، وكون النفوس معدودة محدودة لا تزيد ولا تنقص باقية أزلية لا تفنى ، مستقرة في أمكنتها غارقة في بحر عظمة اللاهوت ، تفنى الاَجساد القائمة بها وتتلاشى وهي باقية إلى الاَبد لا تفنى ولا تتغير.
وهم ينقسمون باعتبار الطريقة المذهبية إلى قسمين :
طائعون ويعرفون بالعقال ، وهم السالكون بمقتضى الطريقة المذهبية ، كالامتناع عن التدخين وسائر المشروبات الروحية والابتعاد عن التأنّق في المأكولات والملبوسات وسائر اللذات الدنيوية والاقتصار على التقشف في المعيشة.
و شراحون ويعرفون بالجهال ، وهم المخالفون للعقال في الامتناع عن التدخين والمشروبات الروحية وعن الترفّه في المعيشة والتنعّم باللذات الدنيوية ، ولذلك لا يسوغ لهم مطالعة القرآن الشريف ، ولا متون الحكمة خلافاً للعقال ، لاَنّ عندهم كتباً مقدسة لا يمسّها إلاّالطاهرون. والطهارة عندهم الامتناع عن سائر المحرمات والممنوعات ، وإنّما يسوغ لهم تلاوة بعض شروح كتب دينية ، ولهذا يقال لهم شراحون.
و يمتاز العقال عن الجهلاء بكونهم يتعمّمون بعمامة بيضاء ويلبسون الملابس البسيطة كالقباء والعباءة ، ونسبة هوَلاء العقال إلى الجهال عدداً أكثر من ثلاثة أرباع.
أمّا شعائرهم في ختان الاَولاد والزواج والطلاق والصلاة على الجنازة فهي طبق الشعائر الاِسلامية غير انّه ليس من عوائدهم أن يتزوج أحدهم بغير امرأة واحدة ، لا يسوغ التزوّج بها ثانية بعد الطلاق على الطريقة المعروفة بالرجعة ، ولهم عيدان : عيد رمضان ويسمّونه بالعيد الصغير ، وعيد الاَضحى ويسمّونه بالكبير ، ولهم معابد كثيرة معدّة للصلوات يجتمعون فيها كلّ ليلة جمعة ، ولاَكثر هذه المعابد أوقاف مخصوصة تنفق حاصلاتها على لوازم تلك المعابد. ولهم أيضاً معابد أُخرى معدّة للاَشخاص الذين يفرغون أوقاتهم لعبادة اللّه تعالى. وتسمّى هذه المعابد بـ « الخلوات » وهي كالاَديرة عند المسيحيين عددها 40 في الجبل وخلافه. (1)
2 ـ الدروز في دائرة المعارف المصرية (2)
هذا ما يذكره بطرس البستاني ويصور لهم صورة بيضاء ناصعة ويطهّرهم عن كلّما ينسب إليهم من المنكرات ، وفي الوقت نفسه يصوّر لنا الكاتب محمد فريد وجدي صورة مشوّهة عنهم حينما قال :
ظلت معتقدات الدروز في طي الخفاء حتى استولى إبراهيم باشا بن محمد علي على معابدهم في جبل « حاصبيا » ووجد في كتبهم كنه مذهبهم تفصيلاً منها كلمة الشهادة عندهم : (ليس في السماء إله موجود ولا على الاَرض ربّمعبود إلاّ الحاكم بأمره).
من معتقداتهم أنّ الحاكم بأمر اللّه هو اللّه نفسه وقد ظهر على الاَرض عشر
1 ـ البستاني : دائرة المعارف : 7/675 ـ 677.
2 ـ طبع سنة 1386 هجري ، 1967 ميلادي.
مرات أُولاها في العلى ، ثمّفي البارز إلى أن ظهر عاشر مرة في الحاكم بأمر اللّه ، وأنّ الحاكم لم يمت بل اختفى حتى إذا خرج يأجوج ومأجوج ـ ويسمّونهم القوم الكرام ـ تجلّى الحاكم على الركن اليماني من البيت بمكة ودفع إلى حمزة سيفه المذهب فقتل به إبليس والشيطان ، ثمّيهدمون الكعبة ويفتكون بالنصارى والمسلمين ويملكون الاَرض كلّها إلى الاَبد.
ويعتقدون أنّ إبليس ظهر في جسم آدم ، ثمّ نوح ، ثمّ إبراهيم ، ثمّموسى ، ثمّ عيسى ، ثمّمحمد ، وأنّالشيطان ظهر في جسم ابن آدم ، ثمّ في جسم سام ، ثمّ في إسماعيل ، ثمّ في يوشع ، ثمّ في شمعون الصفا ، ثمّ في علي بن أبي طالب ، ثمّ في قداح صاحب الدعوة القرمطية.
ويعتقدون بأنّعدد الاَرواح محدود ، فالروح التي تخرج من جسد الميت تعود إلى الدنيا في جسد طفل جديد.
وهم يسبون جميع الاَنبياء ، يقولون : إنّ الفحشاء والمنكر هما أبوبكر وعمر ، ويقولون : إنّقوله تعالى : « إِنّما الْخَمْرُ وَ الْمَيْسِرُ وَ الاََنْصابُ وَ الاََزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطان » (1) يراد به الاَئمّة الاَربعة وانّهم من عمل محمد.
و يعتقدون بالاِنجيل والقرآن ، فيختارون منهما ما يستطيعون تأويله ويتركون ماعداه ، ويقولون : إنّالقرآن أُوحي إلى سلمان الفارسي فأخذه محمد ونسبه لنفسه ويسمّونه في كتبهم المسطور المبين.
ويعتقدون أنّ الحاكم بأمر اللّه تجلّى لهم في أوّل سنة (408 هـ) فأسقط عنهم التكاليف من صلاة وصيام وزكاة وحجّوجهاد وولاية وشهادة.
لدى الدروز طبقة تعرف بالمنزهين وهم عباد أهل ورع وزهد ، ومنهم من لا يتزوج ، ومن يصوم الدهر ، ومن لا يذوق اللحم ، ولا يشرب الخمر. (2)
1 ـ المائدة : 90.
2 ـ محمد فريد وجدي : دائرة المعارف : 4/26 ـ 28.
عقائد الدروز
وقد تناولت دائرة المعارف الاِسلامية ـ بعد أن استعرضت شيئاً من أحوالهم ومواطنهم وعاداتهم وحرفهم ـ جانباً من أبرز جوانب عقيدتهم ، وهو اعتقادهم بإلوهية الحاكم ، ما هذا نصّه :
1 ـ اعتقادهم بإلوهية الحاكم
وقد قام مذهب الدروز على فكرة أنّ اللّه قد تجسد في الاِنسان في جميع الاَزمان وهم يتصورون أنّاللّه ذاته أو على الاَقل القوة الخالقة تتكون من مبادىَ متكثرة يصدر الواحد منها عن الآخر ويتجسد مبدأ من هذه المبادىَ في الاِنسان.
فالخليفة الحاكم وفقاً لهذه العقيدة يمثل اللّه في وحدانيته وهذا هو السبب في أنّ حمزة قد أطلق على مذهبه اسم مذهب « التوحيد » وهم يعبدون الحاكم ويسمّونه « ربنا » ويفسرون متناقضاته وقسوته تفسيراً رمزياً ، فهو آخر من تجسد فيهم اللّه. وهم ينكرون وفاته ويقولون إنّه إنّما استتر وسيظهر في يوم ما وفقاً للعقيدة المهدوية.
ويلي الحاكم في المرتبة خمسة أئمّة كبار تتجسد فيهم المبادىَ التي صدرت عن اللّه :
فالاَوّل : تجسيد للعقل الكلي ، وهو حمزة بن علي بن أحمد الزوزني الملقب بـ « العقل » ويرمز له بـ « الاَخضر » وهو الاِمام الاَعظم وآدم الحقيقي.
والثاني : تجسيد للنفس الكلية وهو إسماعيل بن محمد بن حامد التميمي الملقب بـ « النفس » ويرمز له بـ « الاَزرق » وهو صهر حمزة ووكيله في الدين.
والثالث : تجسيد للكلمة التي خرجت من النفس عن طريق العقل ، وهو محمد بن وهب القرشي الملقب بـ « الكلمة » ويرمزر له بـ « الاَحمر » وهو سفير
القدرة والشيخ الرضي.
والرابع : السابق وهو سلامة بن عبد الوهاب السَّمُري الملقب بـ « السابق » ويرمز له بـ « الاَصفر » أو « الجناح الاَيمن ».
الخامس : التالي وهو بهاء الدين أبو الحسن علي بن أحمد السموكي الملقب بـ « التالي » أو « الجناح الاَيسر » ويرمز له بـ « البنفسجي » وهو آخر الحدود الخمسة وبه انغلقت الدعوة الدرزية وصارت سرية لا علنية.
و يلي هوَلاء الاَئمّة الكبار آخرون أدنى منهم مرتبة موزعون على ثلاث طبقات وهم : الداعي ، والمأذون ، والمكاسر و يعرف أيضاً بالنقيب. ويعرف الداعي كذلك بالعمل ، والمأذون بالفاتح.
ومعرفة ذات اللّه وصفاته وتجلياته في سلسلة المبادىَ المتجسدة في الاَئمّة وهي عقائد هذا المذهب. وتتلخص آدابه في سبعة أركان تقوم مقام أركان الاِسلام وهي :
1 ـ حب الحقّ (بين الموَمنين دون غيرهم).
2 ـ حفظ الاِخوان (الدروز).
3 ـ التبروَ من العقيدة التي كان يدين بها الدرزي من قبل.
4 ـ الابتعاد عن الشيطان وعن الضالين والاَبالسة.
5 ـ التوحيد للحاكم في كلّعصر ومكان.
6 ـ الرضا عن أفعال « ربنا » الحاكم أياً كانت.
7 ـ الخضوع التام لاِرادته كما تتجلّى في أئمته على ما هو مفهوم.
و هذه القواعد واجبة الطاعة على كلّ درزي رجلاً كان أو امرأة. (1)
وقد قام بعض الباحثين بتأليف رسالة خاصة بعقائدهم أشار فيها إلى جوانب أُخرى منها ـ غير ما نقلناه آنفاً ـ وإليك نصّ المقال بتلخيص وتصرّف :
1 ـ دائرة المعارف الاِسلامية : 9/217 ـ 218.
2 ـ التحريف الواضح للقرآن وانّ الاَنبياء أبالسة جاءوا للظاهر
كانت عقيدة الدروز بادىَ بدء توَمن بالقرآن وانّه من العلي الاَعلى كما توَمن بالنبي محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وبقية الاَنبياء كموسى وعيسى وإبراهيم (عليهم السّلام) و تجلّهم كثيراً ، لكن بعد ذلك صارت هذه العقيدة لا توَمن باللّه إلاّ بالحاكم ولا بالاَنبياء بل تعدهم أصل الظاهر يحرفون الناس عن الباطن والحقيقة ، واستطاع (حمزة بن علي) أن يجمع من متفرقات كثيرة حتى يكتب (المصحف المنفرد بذاته) أو كثيراً من رسائل الحكمة والتي صارت فيما بعد العقيدة الدرزية.
و يتظاهرون في المجتمع الاِسلامي بأنّهم مسلمون وينسبون أنفسهم إلى الاِسلام وقد يحفظون بعض آيات القرآن والتي وردت في « المصحف المنفرد بذاته » ويتظاهرون بإيمانهم بالقرآن والاَنبياء ، وقد يعطون الرسائل الاَربعة الاَُولى لرسائل الحكمة التي وجدت على قبر الحاكم بأمر اللّه الفاطمي وذلك للتمويه والتظاهر بانتسابهم إلى الاِسلام.
لكنّهم يوَوّلون ما جاء في ذلك إلى مبنى مباين ومغاير تماماً فالمسيح الحقّ هو حمزة ، وبسم اللّه الرّحمن الرّحيم هي حدود حمزة ، والجنة التوحيد ، والنار هي الشرك ، والصدق هم أنبياء الحقّ ، والكذب هم الاَبالسة ويقصدون بهم الاَنبياء : آدم ، ثمّ نوح ، ثمّإبراهيم ، ثمّموسى ، ثمّ عيسى ، ثمّ محمّد.
3 ـ إيمانهم بالتناسخ واعتباره مبدأً أساسياً في عقيدتهم
يوَمنون بالتقمّص حيث تنتقل روح الاِنسان بعد موته إلى شخص آخر جديد وهكذا ، ويتمسّكون أمام المسلمين بقوله تعالى : « تُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيّ » (1) ، « أَمَتّنا اثْنَتَيْنِ وَ أَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْن » (2) ويوجد في
1 ـ آل عمران : 27.
2 ـ غافر : 11.
« المصحف المنفرد بذاته » :
« لقد كبرت فرية تخرج من أفواه الذين جحدوا إذ قالوا لن نرجع إلى خلق جديد حتى يوم الحاقة قل اخسأوا في تقلباتكم إن تقولون إلاّكذباً ».
ويعتبرون هذه الحالة وسيلة لوصول كلّ روح إلى درزي ، ويتحقق بذلك المجتمع التوحيدي : إذ يعتقدون بمحدودية عدد الاَرواح ، وشرار الاَرواح تتقمّص أجسام الكلاب.
و من هنا ينطلق الدروز في الاِيمان بأنّ الجسد هو الذي يموت بينما النفس تبقى خالدة والتقمّص في نظر الموحدين هو انتقال النفس بعد الموت مباشرة من جسد إنسان إلى جسد إنسان آخر والجسد هو قميص الروح وهذا القميص هو الذي يتغير عند الوفاة منتقلة إلى جسد إنسان آخر. (1)
يقول الشاعر الدرزي :
نحن الاَُلى هان الممات عليهم
الروح تبقى ، والقميص يُمزّقُ
4 ـ إسقاط التكاليف
أمّا الصلاة فهي ساقطة عنهم ، والمقصود بها هي الصلة للقلوب مع مولاهم الحاكم.
وأمّا الزكاة فتعني : توحيد المولى الحاكم وتزكية القلوب وتطهيرها.
وأمّا الصوم فباطنه الصمت لقوله لمريم : « فَكُلي وَاشْرَبي وَ قَرِّي عَيْناً » (2) والصوم الحقيقي هو صيانة القلوب بتوحيد المولى الحاكم.
1 ـ محمد كرد علي : خطط الشام : 6/265.
2 ـ مريم : 26.
أمّا الحج فهو معرفة المولى الحاكم والبيت هو توحيد المولى ، ويذكرون قول المنصور :
هلم اريك البيت توقن انّه أبيت من الاَحجار ، أعظم حرمة
هو البيت بيت اللّه لا ما توهمنا أم المصطفى الهادي الذي نصب البينا
ويقصدون بالبيت هو توحيد الحاكم.
وأمّا الولاية فيقولون : إنّ الحاكم نسخها بقوله : (لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا للذي خلقهن) أي لا تسجدوا لعلي أو محمد ، بل للحاكم وهو المشية إن كنتم إيّاه تعبدون.
كما أنّهم من القائلين بجواز الزواج من المحارم كالاَُخت وبتعدّد الزوجات وحلية شرب الخمر.
5 ـ تفسير الشهادتين
إنّ شهادة (أن لا إله إلاّ اللّه) كلمتان دليل على السابق والتالي.
و هي أربعة فصول دليل على الاَصلين والاَساسين.
وهي سبع قطع دليل على النطقاء السبعة والاَوصياء السبعة والاَيام السبعة والسماوات السبعة والاَرضين السبعة والجبال السبعة والاَفلاك السبعة.
وهي 12 حرفاً دليل على 12 حجة أساسية.
وأمّا شهادة : (محمّد رسول اللّه) فهي 3 كلمات دليل على 3 حدود : الناطق والتالي فوقه والسابق فوق الكلي ، وهي 6 قطع دليل على 6 نطقاء ، وهي 12 حرفاً دليل على 12 حجة ، وكذلك السماء 12 برجاً و12 جزيرة.
6 ـ تقديسهم للعجل وإظهاره في مراسمهم واحتفالاتهم
يدعى الكثير بأنّهم من عبدة العجل ، والواضح في مراسمهم واحتفالاتهم ظهور صورة العجل ، وفي خلواتهم يذكرون العجل بشيء من التقديس والاِجلال ، كما أنّهم يحرّمون قتله وأكله.
7 ـ تأويل غريب ومنحرف للاَحاديث الاِسلامية
كما أنّهم يذكرون روايات علي بن أبي طالب (عليه السّلام) حول المهدي ويقولون في تأويلها المقصود به المهدي باللّه (أوّل خلفاء الدولة الفاطمية).
ويدّعون أنّ الحاكم سيرجع في آخر الزمان ليدين العالم ويبدد أعداءه من أمام وجهه ، ويبسط ملكه على العالم ، و تسبق رجعة الحاكم رجعة حمزة ليعدَّ لمجيء الاِله الحاكم ويحطم الاَضداد والاَبالسة المرتدين ويكسر الصلبان ، ويهدم الكعبة التي يعتبرونها « مقطرة الكفرة » يقتل علوج الضلال وقود الزنج في الاَغلال ونسخ الشرائع والطرائق ، وظهور الحقائق وسبي النساء والاَطفال وذبح الرجال بسيف الحاكم على يد عبده القائم الناطق حمزة بن علي ، فينصر مستجيبيه بعساكره الجرارة فيحيي كل البشر تحت رايته.
هذه هي أبرز سمات عقيدة الدروز والتي تعتبر السرية ركناً أساسياً لها خوفاً من المتطفلين كما أنّ كشفها قد يعرضها إلى إساءة فهمها ثمّ الاستهزاء بها وهذا يجر صاحبها إلى الهلكة.
كما أنّلهذه الفرقة طقوساً خاصة بهم.
منها : الميثاق : وهو انّ كلّ من يكتمل ويصل لسن الاَربعين عليه أن يعرض دينه بحضور شاهدين ويقسم ومما يقوله :
« آمنت باللّه ربّي الحاكم ... و بجميع الحدود ... وقد سلمت نفسي وذواتي ظاهراً وباطناً ، علماًو عملاً ، وأنا أُجاهد في سبيل مولانا سراً وعلانية بنفسي ومالي وولدي ، واشهد مولاي هادي المستجيبين المنتقم من المشركين المرتدين حمزة بن علي بن أحمد من به أشرقت الشمس الاَزلية ونطقت فيه وله السحب الفضلية انّني قد تبرأت وخرجت من جميع الاَديان والمذاهب والمقالات والاعتقادات قديمها وحديثها ، وآمنت بما أمر به مولانا الحاكم وأقر بأنّك أنت الحاكم الاِله الحقيقي المعبود والاِمام الموجود جلّذكرك ». (1)
و منها : الخلوة : وهي أماكن اجتماعهم في جلساتهم الدينية في ليالي الجمع ويحضرها كبارهم العقال فقط ويقودها شيخ العقل أو أكبرهم علماً. (2)
ولعلّ ما نقلناه عن الباحثين سلط ضوءاً على جوانب من حياتهم وآدابهم وعقائدهم غير أنّ الكاتب خير الدين الزركلي ذكر في كتابه « الاَعلام » اتصاله ببعض المثقفين من الدروز وأخذ عنهم شيئاً من عقائدهم ولاِكمال الفائدة ننقل ما جاء في موسوعته ، قال :
كنت قد جمعت طائفة من النصوص والمصادر للرجوع إليها عند كتابة هذه الترجمة ، ومنها ما جاء في دائرة المعارف البريطانية 8 : 603 ـ 606 مادة « دروز » ودائرة البستاني « دروز » وعرضتها على صديقي الشهيد « فوَاد سليم » وهو من مثقفي المنسوبين إلى المذهب الدرزي ، فقال : إنّ في الدائرتين البريطانية والبستانية أغلاطاً ، وصحّح ما أخذته عنهما منها. وأضاف من عنده زيادات مما اشتملت عليه الحاشية السابقة.و أطلعت بعد ذلك صديقي أيضاً « فوَاد حمزة » وهو من أُسرة درزية معروفة في لبنان ، وكان يومئذٍ في الرياض ـ بنجد ـ وانقطعت صلته بالعقيدة التي نشأ عليها ، كما ذكر لي مراراً ، وسألته عن رأيه في الترجمة
1 ـ رسائل الحكمة : 1/47 ، الرسالة رقم 5.
2 ـ نقل بتصرف من رسالة فرقة الدروز ، للسيد نبيل الحيدري.
والحاشية ، فكتب لي : « هذا أصحّ ما كتب في الموضوع حتى الآن ، وهو في الحقيقة ما يذهب إليه الجماعة » ثمّقال في رسالة أُخرى : « إنّ بعض الرسائل المقول إنّها لحمزة هي لغيره. وأكثر ما كتب هو من قلم علي بن أحمد السموقي الملقب ببهاء الدين. وكتب الدروز الستة هي من وضع أربعة أشخاص :
الاَوّل : الحاكم نفسه ، وعدد رسائله قليل ، منها « الميثاق » و « السجل » الذي وجد معلقاً على المساجد.
والثاني : حمزة ، والرسائل التي تركها غير كثيرة.
والثالث : إسماعيل بن محمد التميمي الداعي المكنّى بصفوة المستجيبين وبالنفس ، فله بعض الرسائل ومنها شعر اسمه « شعر النفس » وهو كملحمة.
والرابع : بهاء الدين الصابري أي علي بن أحمد السموقي ، وله معظم الرسائل ، وهو الذي نشر الدعوة ووطد أركانها أكثر ممن سبقه.
وقال في رسالة ثالثة : « لا شكّ في أنّ الحسن بن هاني كان من كبار الباطنيين ، ولكنّه باطني في مبتدأ نشوء الدعوة قبل أن تدرك مبلغها الذي عرفت به في عصر الحاكم الفاطمي.و من الواضح أنّ الحاكميين كانوا آخر من انشق عن الاِسماعيلية ولذلك تجد في كتابات الفريقين مصطلحات واحدة ، كالناطق ، والاَساس ، وداعي الدعاة ، والنقباء ، والمكاسرين ، والعقل ، والنفس الخ البانثيون الباطني ».
وقال في رسالة رابعة : « لقد كثر الكتاب في موضوع الاِسماعيليّة والفرق الباطنية كما كثر فيه الخلط من جانب الذين كتبوا.
والموضوع من الوجهة التاريخية جدير بالعناية لاَنّ هذه الفرق الباطنية هي التي أعملت معولها في بنيان الاِسلام تحت ستار من الغيرة الدينية.وقد قرأت عن ذلك الكثير ولكن معظم الكتاب لم يتمكّنوا من بلوغ الهدف. إذ أنّ معرفة حقائق
الدعوات الباطنية لا تتيسر إلاّ لمن كان مطلعاً على التاريخ الاِسلامي بوقائعه الظاهرة وكان في نفس الوقت من جماعة الداخلين في العملية.وقد تكون كتابات بطرس البستاني وكتابات دائرة المعارف البريطانية مهمة ولكن كما ذكرت لك يصعب على من كتب أن يتفقه كنه الدعوة مادام لا يعرف حقيقتها السرية وتفسيراتها الداخلية. (1)
1 ـ الاَعلام : 2/279.
أعلام الدروز
حمزة بن علي
(375 ـ 433 هـ)
حمزة بن علي بن أحمد الفارسي الحاكمي الدرزي ، من كبار الباطنية ، ومن موَسسي المذهب الدرزي ، فارسي الاَصل ، من مقاطعة زوزن ، كان قزازاً أو لبادا ، وتأدّب بالعربية وانتقل إلى القاهرة واتصل برجال الدعوة السرية من شيعة الحاكم بأمر اللّه الفاطمي ، فأصبح من أركانها واستمر يعمل لها في الخفاء ويواصل رفع كتبه إلى الحاكم ، حتى سنة 408 هـ فأظهر الدعوة وجاهر بتأليه الحاكم ، وقال : إنّه رسوله ، وجعله الحاكم داعي الدعاة و لما هلك الحاكم وحل ابنه (الظاهر لاِعزاز دين اللّه) محلّه سنة 411 هـ فترت الدعوة ثمّ طوردت بعد براءة الظاهر منها سنة 414 هـ ، فاضطر حمزة إلى الرحيل ولحق به بعض أتباعه إلى بلاد الشام ، واستقر أكثرهم في المقاطعة التي سمّيت بعد ذلك « جبل الدروز » في سورية وسمّوا بالدروز. وحمزة عندهم أوّل الحدود الخمسة المعصومين ، ويكنّون عنه بالعقل. وله رسائل في مذهبهم والدعوة إلى الحاكم والردّعلى مخالفيهم منها :
1 ـ « الواقعة » في الرد على الفاسق النصيري.
2 ـ « الرضا والتسليم » وفيها ذكر الدرزي محمد بن إسماعيل وعصيانه.
3 ـ « التنزيه » لاِظهار تنزيه الاِله عن كلّوصف وإدراك ، وفيها ذكر وزراء الدين ومضاديهم (أبالستهم) الخمسة.
4 ـ « رسالة النساء ».
5 ـ « الصبحة الكائنة ».
6 ـ « نسخة سجل المجتبى ».
7 ـ « تقليد الرضى سفير القدرة ».
8 ـ « تقليد المقتنى ».
9 ـ « مكاتبة أهل الكدية البيضاء ».
10 ـ « شرط الاِمام صاحب الكشف ».
11 ـ « التحذير والتنبيه ».
12 ـ « البلاغ والنهاية ».
13 ـ « سبب الاَسباب والكنز لمن أيقن واستجاب ».
وقد انقطع حمزة عن الكتابة بعد رحيله إلى الشام وانقطاع الصلة بينه وبين شيعة الحاكم في مصر. (1) توفي عام 334 هـ . (2)
جمال الدين عبد اللّه التنوخي
(820 ـ 884 هـ)
هو أكبر شخصية علمية بين الدروز ، ولد في عبيه سنة 820 هـ ، وتوفي فيها في جمادى الآخرة سنة 884 هـ ، تتلمذ على يد الشيخ أبي علي مرعى زهر الدين ، وانتقل إلى دمشق طمعاً في مزيد من العلم اثنتي عشرة سنة وبعدها عاد إلى عبيه ، يمضي وقته في التدريس والعبادة حتى أقبل عليه التلاميذ من مختلف نواحي البلاد الدرزية ، واشتهر أمره وصارت له مكانة عالية بين أكابر البلاد ومشايخها وأصبح المرجع الدرزي الوحيد لاَهل عصره.
1 ـ الزركلي : الاَعلام : 2/278 ـ 279 ، نقل بتصرف.
2 ـ وقد ادّعى الكاتب الدرزي صالح زهر الدين في كتابه « تاريخ الدروز » : 38 ، انّحمزة اختفى بعد غيبة الحاكم بوقت قصير في نهاية عام 411 هـ .
و يعده الدروز اليوم قطباً من أقطاب المذهب الدرزي ، وانّ شروحه على بعض رسائل الدروز أو رسائل الحكمة الدرزية كما يطلق عليها تنال عناية وافرة لدى شيوخ العقل الدروز.
و له مصنفات كثيرة ، منها :
1 ـ « اللغة العرباء » وهو معجم في اللغة العربية على غرار « الصحاح » للجوهري.
2 ـ « سياسة الاَخيار في شرح كمالات النبي المختار ».
3 ـ « شروحات الاَمير السيد » وهي مجموعة شروح على بعض الرسائل التوحيدية.
4 ـ رسالة من بين رسائل الدروز المائة واحدى عشرة (1) قام بطبعها الكاتب الدرزي عجاج يوسف نويهض ، ضمن كتابه الموسوم باسم « التنوخي الاَمير عبد اللّه والشيخ محمد أبو هلال ».
والفصول التي طبعت هي في الموضوعات التالية :
1 ـ في تحريم الخمر وكلّ مسكر.
2 ـ في طلب الاستفادة والمرشد الاَمين.
3 ـ في النهي عن الغضب ومحقه بالاعتصام بحبل اللّه.
4 ـ في آداب جوارح البدن : اللسان ، العين ، الاَُذن ، اليد ، الرجل ، البطن.
5 ـ في اختلاف ألوان الاَطعمة.
6 ـ في الحركة والرياضة قبل الطعام.
7 ـ في آداب الزواج.
8 ـ في ادخار المال وإنفاقه.
1 ـ عبد الرحمان البدوي ، مذاهب الاِسلاميين : 644 ـ 649 ، نقل بتصرف؛ وله ترجمة في تاريخ الدروز للدكتور صالح زهر الدين : 268.
9 ـ في النهي عن الاحتكار.
10 ـ في الغنى نحو اللّه ونفسه والمحتاجين.
11 ـ في معاملات البيع والشراء والقرض والوديعة.
12 ـ في واجبات الدائن والمدين.
13 ـ في الوصية.
14 ـ في تربية الولد.
15 ـ شذرات من أقوال التنوخي واختياره. (1)
يوسف الكفرقوقي
هو الشيخ يوسف سعيد برّو ، من كفرقوق في راشيا ، وعرف بهذا الاسم (الكفرقوقي) نسبه لقريته. كان شاعراً دينياً ومن كبار علماء الدروز ، له كتاب ضخم اسمه « دور النحو في التوبة إلى الملك الغفور » توفي في قرية « ينطا » بعد عودته من دمشق ، ودفن فيها. (2)
محمد أبو هلال
المعروف بـ « الشيخ الفاضل »
(1005 ـ 1050 هـ)
ولد في قرية صغيرة من جبل الشيخ تدعى « الشعيرة » ، انكب على القراءة والمطالعة ، وبدأ نجمه يلمع ويتألق حتى توصل لمرتبة شيخ عقل الدروز كافة ،
1 ـ عجاج نويهض : التنوخي الاَمير عبد اللّه والشيخ محمد أبو هلال : الطبعة الثانية ، بيروت ـ 1963 م.
2 ـ صالح زهر الدين : تاريخ الدروز : 269؛ توفيق سلمان : أضواء على تاريخ مذهب التوحيد : 162 ـ 163 ، بيروت ـ 1963 م.
ونال ثقتهم حتى أصبحوا يطلقون عليه اسم « الشيخ الفاضل » ، وبرع في شعره براعة فائقة ، وجميع الدروز يردّدون شعره في اجتماعاتهم الدينية وطقوسهم ، لاَنّها تمجيد للخالق والمآثر الدينية الحميدة ، هذا وقد كتب عنه وعن آدابه أحد تلاميذه ويدعى أبو علي عبد الملك ، ضمن كتاب اسمه « آداب الشيخ الفاضل » وفيه وصف لسيرة شيخه الفاضل في مرحلة تديّنه ، وهي المرحلة التي كتب فيها الشعر حيث كان يبلغ من العمر الاَربعين أو خمسة وأربعين عاماً. توفي في بلدة عين عطا ، ودفن فيها عام 1050 هـ . (1)
1 ـ عارف أبو شقرا : ثلاثة علماء من شيوخ بني معروف : 82؛ عبد الرحمان بدوي : مذاهب الاِسلاميين : 653 ـ 657؛ الدكتور صالح زهر الدين : تاريخ الدروز : 269 ـ 270
source : http://aqedaty.net