حديث الثقلين (1)
هذا الحديث متواتر بين الفريقين:"إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي" وبهذا الشأن، يمكن مراجعة رسالة الشيخ قوام شنوئي التي صدرت ملحقا لمجلة "رسالة الإسلام"، كما يمكن العودة إلى مجلد مجلدات في الطبعة الجديدة سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ووصاياه من موسوعة (بحار الأنوار).
لقد اعتاد خطباء المنبر الحسيني الانعطاف من هذا الحديث لذكر المصيبة، وكيف أهملت العترة التي وصى بها النبي، ولم يجف بعدُ الماءُ الذي غُسّل به، ممّا أفضى إلى خلق تصوّر مفاده أن لا دور للعترة، ولا أثر لها. وليس الأمر كذلك.
صحيح أن الواقع الإسلامي لم يستفد من العترة كما كان ينبغي، إلا أن وجودها كان مؤثرا بنحو استثنائي في الحفاظ على ميراث الإسلام.
بديهي أن الخلافة والحكومة، والسياسة الإسلامية عامة، انحرفت عن مسارها الأصيل، حيث لم تستطع عترة النبي أن تؤدي دورها في هذا المضمار. بيدَ أنها نهضت لحفظ الجوانب المعنوية في الإسلام، والمواريث المعنوية للرسول الأكرم، وابقت عليها حية، حتى آل الأمر إلى أن تضمحل الخلافة الإسلامية تدريجيا وتتلاشى، في حين بقيت المواريث المعنوية للإسلام محفوظة.
الإسلام دين جامع يستوعب جميع شؤون الحياة البشرية الظاهرية والمعنوية، وأخيرا، فهو ليس من قبيل مدرسة كتلك التي تنتسب إلى مُعَلّم أخلاقي معين، أو فيلسوف ما، يقتصر على عدّة كتب وبضعة تلاميذ يدفع بهم إلى الساحة الاجتماعية.
لقد أوجد الإسلام عمليا نظاما جديدا وطريقة في التفكير مبتكرة، وأرسى هياكل وأُطراً من نوع آخر. ففي عين كونه اتجاها أخلاقيا ونهجا في التربية والتهذيب فهو أيضا نظام اجتماعي وسياسي.
لقد حافظ الإسلام في نهجه وطريقته على المعنى من خلال المادة، والباطن من خلال الظاهر، والآخرة من خلال الدنيا، وأخيرا حافظ على اللباب من خلال القشور، وعلى البذرة من خلال ما يحيط بها.
لقد أفضى انحراف الخلافة عن مسارها الأصيل وتنكّب الحكومة عن النهج المحدد لها، إلى أن يتحول نظام الخلافة إلى قشور لا لُباب فيها.
لقد بقيت في حياة المسلمين عناوين من قبيل "أمير المؤمنين"و"خليفة رسول الله" و"الجهاد في سبيل الله" وبقي الحكم عنوانا ينتسب إلى الله وإلى النبي، ولكن الحياة الإسلامية افتقدت المعنى، بحيث لم يبق أثر للتقوى والصدق والعدالة والإحسان والمحبة والمساواة، والدفاع عن العلوم والمعارف، خصوصا في العهد الأموي الذي شنّ حربا شعواء على العلوم والمعارف الإسلامية، وجهد في الترويج بدلها للشعر والعادات والتقاليد الجاهلية، وبثّ روح التفاخر بالآباء والأنساب.
عند هذه اللحظة بالذات انفصلت السياسة عمليا عن الدين. فمن كان يحمل المواريث المعنوية للإسلام ويحافظ عليها ابتعد عن السياسة في نهجها القائم آنئذ ولم يستطع أن يتدخل بمجريات الأمور.
أما من كان يقبض على مقاليد الزعامة وأزمّة السياسة الإسلامية، فقد كان غريبا عن الروح المعنوية للإسلام، بعيدا عنها، ليس له سوى تنفيذ بعض الممارسات الظاهرية الشكلية من قبيل الجمعة والجماعة واستحواذ الألقاب.
وفي آخر المطاف تم الانقلاب حتى على هذه المظاهر الشكلية، حيث تحوّل الحكم رسميا إلى ما كان عليه قبل الإسلام من كونه سلطنة وملكا عضوضا فانفصل العلماء وانقطعت الديانة عن السياسة بنحو تامّ.
من هذا المنطلق، نستطيع أن ندرك أن أكبر ضربة وُجّهت إلى الإسلام، بدأت من اليوم الذي فصلت فيه السياسة عن الديانة.
ففي عهد أبي بكر وعمر ، وإن كانت السياسة ما تزال توأما للدين، إلا أن عصرهما هو الذي شهد غرس البذور الأولى للفصل بين هذين الاثنين.
لقد بلغ الأمر مبلغا في ذلك العهد أن عمر كان يخطأ باستمرار وعليّ عليه السلام يصحّح له، وكانت الأخطاء من الكثرة بحيث أضحى عليّ عليه السلام الجهة التي يُرجَع إليها في المشورة دائما.
كان هذا هو الخطر الكبير الذي تهدّد العالم الإسلامي. ولذا يجب أن يكون أكبر ما يطمح إليه الذين يريدون علوّ الإسلام وارتقاء كعبه، أن تعود السياسة توأما للديانة (للدين).
إن العلاقة بين الاثنين هي كنسبة الروح إلى البدن، فهذه هي الروح والبدن، واللّب والقشر اللّذان يجب أن يرتبطا ببعضهما، وفلسفة وجود القشور هو أن تحافظ على اللّب، والقشر يستمدّ الطاقة لوجوده من اللّب، كي يحافظ عليه ويقيه.
وما عناية الإسلام بالسياسة والحكومة والجهاد والنظم السياسية، إلا لحفظ المواريث المعنوية ووقايتها، أي حفظ التوحيد والمعارف الروحية والأخلاقية، والعدالة الاجتماعية والمساواة، والعواطف الإنسانية. فلو انفصل هذا القشر (الجلد) عن اللب، سيكون اللّبّ عرضه للإصابة بالأذى، ولن تكون عندئذ ثمة أهمية تذكر للقشور وسيكون مآلها إلى الإحراق والإهمال.
لقد نهضت بالأئمة الأطهار همّتهم التي استهدفت أن تحفظ للإسلام مواريثه المعنوية، لذلك تراهم ميَّزوا بين مؤسسة الخلافة والإسلام. وقد كان أول من قام بهذا الفصل والتمييز هو الإمام الحسين، فقد أثبتت معطيات نهضته أن الإسلام هو تعبير عن قيم التقوى والتوحيد والتضحية والفداء في طريق الله، لا تلك الأمور التي قام عليها جهاز الخلافة الأموية.
والآن لنا أن نعرف ما هي المواريث المعنوية وكيف حفظها الأئمة الأطهار يقول تعالى: ﴿يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ﴾1 ويقول ﴿لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ﴾2 كما يقول: ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا﴾3 لقد نهض الأئمة أولا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقد كانت النهضة الحسينية هي أشد تجليات الاضطلاع بهذه الفريضة.
ونهض الأئمة ثانيا بنشر العلم، وكان مثال ذلك مدرسة الإمام الصادق. فقد أمدَّ الحياة الإسلامية بتلاميذ من قبيل هشام وزرارة وجابر بن حيان. كما كان من مظاهر بث الأئمة للعلوم والمعارف ما احتواه "نهج البلاغة" و"الصحيفة السجادية"، وما تضمنته مباحثات الأئمة واحتجاجاتهم بأجمعهم، خصوصا احتجاجات الإمام الرضا عليه السلام.
وكان الذي جاء فوق ذلك كله، هو ما تحلّى به الأئمة من تقوى عملية وزهد وإيثار واحسان لخَلْق الله وإحياء الليالي بالعبادة، ومواصلة الضعفاء والفقراء، وما كان لهم من أخلاق فاضلة وعفو وجود وتواضع.
لقد كانت رؤيتهم عليهم السلام تذكر الأمة بمعنويات الإسلام وأخلاق النبي.
لقد كان موسى بن جعفر يمضي الليالي يحييها بالعبادة إلى جوار قصر الرشيد.
وكان الإمام الرضا، وهو في مركز ولاية العهد، يهتف"الربُّ واحد والأب واحد والأُمّ واحدة ولا فضيلة إلا بالتقوى" حيث مضى على هذا النهج يؤاكل البوّاب ويأنس بالحجّاب ويحادثهم.
إن الفلسفة التي يقوم عليها وجود الكيان العلمائي، هي حفظ المواريث المعنوية للإسلام، ووقاية اللّبّ في مقابل القشور.
وما أُحدوثة فصل العلماء عن السياسة إلا من قبيل فصل اللّبّ عن القشور.
الإمامة حديث الثقلين (2)
1- هذا الحديث متواتر معنويا. وإلى جوار تواتر معناه فقد ورد في أغلب الروايات بهذه الألفاظ:"إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي ما إن تمسكتم بهما لن تضِلُّوا أبدا، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض".
نشرت مجلة "رسالة الإسلام" التي تصدر عن "دار التقريب بين المذاهب الإسلامية"القاهرة في عددها الرابع، السنة الثانية، مقالا ذكر فيه الكاتب الحديث بهذا النص:"إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وسنتي" عندما أمر المرحوم آية الله البروجردي أحد فضلاء الطلبة في مدينة قم، الشيخ قوام الدين قمي وشنوئي بإعداد رسالة حول مصادر الحديث، دوَّنها تحت عنوان" حديث الثقلين" وبعث بها إلى دار التقريب التي قامت بطبعها في رسالة مستقلة.
لقد توفر الكاتب في هذه الرسالة على تقصّي مصادر الحديث في كتب الصحاح والمسانيد والسنن ، وتتبعه في كتب التفسير والسير والتواريخ وكتب اللغة.
ففي التفسير تتبعه مثلاً في تفسير قوله تعالى: (سنفرغ لكم أيُّها الثقلان) وفي آية الاعتصام وآية المودة وآية التطهير، وفي اللغة تقصى موارد صدوره في الحديث عن مادة " ثقل " وأمثالها.
ومن المصادر التي ذكرها وجود الحديث في صحيح مسلم،ج7، ص122، وسنن الترمذي، ج2، ص307، والسنن الداوودية،ج2، ص 432، ومسند أحمد، ج3، ص14، 17،26،59، وكذلك ج4،ص366،371، والجزء الخامس، ص182، 189،ومستدرك الحاكم، ج3، ص109، وطبقات ابن سعد، ج4،ص8، وأسد الغابة،ج2،ص12، وكذلك الجزء الثالث ص147، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ص130 في معنى العترة.
2- أطلق القرآن كلمة الثقلين على الجن والإنس، والذي يجب أن نبحث فيه، هو وجه المناسبة في استخدام هذا المصطلح في الحديث.
وبشأن الحديث إجمالا أمامنا عدة نقاط بحاجة إلى البحث الأولى: لماذا أطلق على أهل البيت وصف "الثقل"؟
ثم لماذا يوصف القرآن بأنه الثقل الأكبر، ويقال لأهل البيت أنهم الثقل الأصغر؟ وفي بعض الأخبار: أحدهما أعظم من الآخر(رواه بهذه الصيغة الترمذي بسنده عن زيد بن أرقم، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:"إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما"4 .
وفي أخبار أخرى، يسأل النبي: وما الثقلان؟قال صلى الله عليه وآله وسلم:
كتاب الله طرفُهُ بيد الله، وطرفه بأيديكم، والثقل الأصغر عترتي.
وفي بعضها: فإنهما حبلان لا يتقطعان إلى يوم القيامة.
النقطة الثالثة: تتمثل بفكرة أساسية يعبر عنها قول النبي الأكرم:"لن يفترقا". فليس المقصود أن طريقهما لن يفترق من تلقاء أنفسهما، ولا يحل بينهما الخصام والاختلاف والحرب والجدال، بل المراد أن التمسك بهما لن يقبل التفكيك والفصل.
فمن يريد أن يمارس الفصل ويفكك بين الاثنين بدعوى "حسبنا كتاب الله " كما صدر عن عمر في صدر الإسلام، أو بدعوى " حسبنا ما رُوي لنا من أهل البيت" كما صدر ذلك عن أخباريينا، وهو ما عليه عمليا غالب علماء الشيعة، عليه أن يعرف أن ذلك غير متيسر.
المسألة الرابعة التي يطويها الحديث هو الضمان الصادر عن النبي الأكرم، في أن التمسك الدقيق بالثقلين لن يفضي إلى الضلال أبدا.
وقد نشأت عوامل انحطاط المسلمين وانحرافهم من عند هذه النقطة بالذات؛ حين أرادوا أن يفصلوا بين هذين الاثنين. والآن يحسن بنا أن نبحث في سبب استحالة التفكيك بين الكتاب والعترة وعدم إمكان الفصل بينهما، وذلك انطلاقا من هذا السؤال: ما هي حاجة الشريعة والكتاب السماوي إلى ضميمة وقرين آخر معه؟
ترتبط هذه المسألة بعمق القرآن وحاجة الشريعة إلى مفسر. ولتقريب المفهوم من خلال مثال، نجد أننا نستورد تارة أشياء بسيطة من قبيل القماش والأحذية والاواني. ففي مثل هذه الحال لا نحتاج إلى أن يأتينا خبير مع هذه الواردات، إذ بمقدورنا أن نستفيد من القماش بعد أن نخيطه، وأن نستخدم الأحذية وننتفع بالأواني بصورة مباشرة دونما حاجة إلى خبير. ولقد يحصل في المستوى الثاني أن نستورد مصنعا. عندئذ نحتاج إلى متخصص، وإلى خبير يرافقه، يقوم بنصب المصنع وتركيب أجهزته، والإشراف على إدارته مدة من الزمن حتى تألف الخبرة المحلية العمل عليه وتتعلم إدارته.
الشيء نفسه يحصل مع استيراد السلاح المتطوّر، إذ يجب أن يُرافقه تقنيون يمكثون سنوات طويلة في تعليم الخبرات المحلية وتدريبها، حيث تنكبّ الخبرات على دروس الخبراء التقنيين بدقة حتى تتعلم.
سمعنا على سبيل المثال أن فرنسا باعت ليبيا طائرات "ميراج" ولكن قيل أنه ليس بمقدور الطيارين الليبيين استخدام هذه الطائرات قبل سنتين من الآن على الأقل.
تعني الإمامة: المرجعية الدينية في الإسلام. وهذا ما أشار إليه النبي الأكرم في هذا الحديث المتواتر. والمرجعية الدينية (الإمامة) هي التي تنهض بتفسير القرآن وبيان أهدافه وتفصيل أحكامه، وشرح المراد من معارفه وأخلاقه. وفي هذا السياق، لا يكفي الفهم العرفي البسيط، حتى يقال إن كل من يعرف اللغة العربية يتوفر على معرفة القرآن.
من هذا المنطلق، رأينا ما قاد إليه تغييب المرجعية الدينية_ الإمامة من انحرافات، من قبيل القول بالتجسيم، أي إنكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون البدر!
إن دعوى "حسبنا كتاب الله" لا تنتج في واقع المسلمين أكثر من ظهور الاتجاه الأشعري أو الاتجاه المعتزلي، وكلاهما اتجاهان منحرفان.
فالأئمة إذن في منطق المثال الذي أوردناه قبل قليل هم "الخبراء المتخصصون" بالقرآن يصدرون من علم إفاضي، أو على الأقل من تعليم خاص.
يقول الإمام علي عليه السلام مخاطبا كميل بن زياد:"هجمَ بهم العلم على حقيقة البصيرة، وباشروا روح اليقين، واستلانوا ما استوعره المترفون، وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون".
وفي الخطبة الثانية من نهج البلاغة، يقول في أهل البيت:"هم موضع سره ولجأ أمره، وعيبة علمه، وموئل حكمه، وكهوف كتبه، وجبال دينه، بهم أقام انحناء ظهره وأذهب ارتعاد فرائصه.. لا يقاس بآل محمد صلى الله عليه وآله وسلم من هذه الأمة أحد، ولا يسوّى بهم من جرت نعمتهم عليه أبدا. هم أساس الدين،وعماد اليقين إليهم يفيءُ الغالي، وبهم يلحق التالي ولهم خصائص حق الولاية، وفيهم الوصيّة والوراثة".
وفي الخطبة الرابعة يقول عليه السلام:" بنا اهتديتم في الظلماء وتسنّمتم العلياء، وبنا أفْجَرْتم عن السّرار. وُقِرَ سمعٌ لم يفقه الواعية".
وفي الخطبة(147) قوله عليه السلام:"ولن تأخذوا بميثاق الكتاب حتى تعرفوا الذي نقضه، ولن تمسكوا به حتى تعرفوا الذي نبذه. فالتمسوا ذلك من عند أهله، فإنهم عيش العلم، وموت الجهل. هم الذين يخبركم حُكْمُهم عن علمهم، وصمتهم عن منطقهم5 وظاهرهم عن باطنهم، لا يخالفون الدين ولا يختلفون فيه، فهو بينهم شاهد صادق وصامت ناطق".
قوله "لا يخالفون الدين" إشارة إلى مقام عصمتهم.
وقوله: "لا يختلفون فيه" إشارة إلى مقامهم العلمي، وهذان شرطان واجبان في المتخصص الإلهي.
ومن قوله له عليه السلام في الخطبة (239): " هم عيش العلم وموت الجهل، يخبركم حلمُهم (في الخطبة 147: حُكمهم) عن علمهم، وصمتهم عن حِكَمِ منطقهم، لا يخالفون الحق (أي:العصمة) ولا يختلفون فيه (إشارة إلى العلم الصافي المصيب) هم دعائم الإسلام، وولائج الاعتصام بهم عاد الحق في نصابه وانزاح الباطل عن مقامه، وانقطع لسانه عن منبته.عقلوا الدين عقل وعاية ورعاية لا عقل سماع ورواية، فإن رواة العلم كثير ورعاته قليل".
وفي الخطبة(147) أيضا، قوله عليه السلام:"وإنه سيأتي عليكم من بعدي زمان ليس فيه شيء أخفى من الحق، ولا أظهر من الباطل.. فالكتاب يومئذٍ وأهله طريدان منفيّان، وصاحبان مصطحبان في طريقٍ واحد لا يؤويهما مؤوٍ، فالكتاب وأهله في ذلك الزمان في الناس وليسا فيهم، ومعهم وليسا معهم".
*الامامة، الشيخ مرتضى مطهري، المترجم:جواد علي كسّار، مؤسسة أمُّ القرى، لبنان بيروت، ط2 1422هـ، ص 245 ـ256.
1- آل عمران:164
2- الحديد: 25
3- الاحزاب:45-46
4- سنن الترمذي، ج5،ص328، الحديث 3876المترجم
5- عن حكم منطقهم الخطبة 237
source : http://almaaref.org