الاسلام واليهودية
اليهودفی صدر الاسلام:
*. كان لابدّ من القضاء على خطر اليهود، إذا أراد المسلمون حياة الاستقرار
والاَمن، حتى لا تتكرر قضية الاَحزاب مرّة أُخرى، فأرسل النبي «صلى الله عليه
وآله وسلم» مجموعة من شجعان الخزرج لتصفية هذا العنصر الحاقد، وكان على
رأسهم: سلام بن أبي الحقيق، الذي عاش في خيبر، فخرجوا حتى وصلوا خيبر
فدخلوها ليلاً، فدخلوا على المفسد وقتلوه، إذ طالما أزعج المسلمين بفتنه
وموَامراته، وعادوا إلى المدينة سالمين
بنو غطفان
في 3 من شهر ربيع الاَوّل، اعتدى جماعة من بني غطفان على إبل لرسول
اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) في منطقة الغابة ـ وهي قريبة من المدينة من ناحية
الشام ـ و قتلوا رجلاً وأخذوا امرأة، فطاردهم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)
وقاتلهم في ذي قرد، واستعاد منهم المرأة وعدداً من الاِبل
غزوة بني المصطلق
وهم من قبائل خزاعة المتحالفة مع قريش. قرر زعيمها «الحارث بن أبي
ضرار» أن يغزو المدينة، فأعد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) عدّته للقضاء
عليهم، فخرج عندما علم من رجال مخابراته بنواياهم، فلقيهم عند ماء
«المريُسيع» وقاتلهم فتفرقوا، وغنم المسلمون منهم كثيراً كما سبوا عدداً كبيراً من
نسائهم.
وبعد المعركة، حدث أن تقاتل اثنان من المهاجرين والاَنصار على الماء،
حتى كادت أن تقع حرب بين الطرفين، لولا حكمة الرسول «صلى الله عليه وآله
وسلم» الذي تمكن من إخماد الفتنة في مهدها، وتجنيب المسلمين أخطارها.
إلاّأنّ عبد اللّه بن أُبيّ رئيس المنافقين استغل الموقف فأثار الاَنصار ضدّ
____________
1 . تاريخ الطبري:2|254؛ المغازي 2|535؛ إمتاع الاَسماع:1|259.
المهاجرين، على أساس أنّهم أقلّ مكانة منهم، ممّا تركت كلماته أثرها في
نفوسهم، إذ أنّهم ما زالوا يعانون من بقايا العصبية الجاهلية. وكادت الحركة أن
توجه ضربة قاضية إلى صرح الوحدة الاِسلامية والاِخوة الاِيمانية، ولكن زيد بن
الاَرقم ظهر من بين فتيان المسلمين ليرد عليه بالكلمات القوية: «أنت واللّه الذليل
القليل المبغض في قومك، ومحمّد في عز من الرحمن ومودة من المسلمين،
واللّه لا أحبك بعد هذا أبداً». ثمّ سار إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يخبره
بما حدث من المنافق، فأراد الرسول أن يهدّىَ الاَوضاع، فأمر بالرحيل في ساعة
من النهار لم يكن يرتحل فيها عادة، كما أنّه سار ليلاً ونهاراً دون إستراحة
إلاّللصلاة، وذلك حتى يشغلهم عن الذي حدث من عبد اللّه بن أُبيّ المنافق.
وقد طلب ابنه عبد اللّه من النبي (
صلى الله عليه وآله وسلم) أن يسمح له
بقتل أبيه، حيث كان مسلماً حقيقياً أفضل من أبيه، ولكن الرسول «صلى الله عليه
وآله وسلم» قال: «بل نترفق به ونحسن صحبته ما بقي معنا».
فما كان من المسلمين إلاّ أن توجّهوا باللوم على ابن أُبيّ، فلحقه من ذلك
ذلّشديد بين الناس ، فلم يعبأ به أحد، ولم يعد له أيّدور، وعاش بقية حياته
محتقراً بين الناس.
وقد تزوّج الرسول (
صلى الله عليه وآله وسلم) «الجويرية بنت الحارث بن
أبي ضرار» التي كانت من بين سباياهم، فأسلمت وأسلم أهلها، ثمّ أطلق الباقون
وهم مائة عائلة من بني المصطلق، إذ اعتبروا من أصهار النبي «صلى الله عليه وآله
وسلم» ،وأطلق جميع أسرى بني المصطلق رجالاً ونساء بفضل هذا الزواج
المبارك، وبفضل سياسة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الحكيمة.
وفي هذه السنة خرج جماعة من قريش تنشد اللجوء إلى الحبشة خوفاً من
قوة المسلمين، وكان فيهم عمرو بن العاص، الذي قدم الهدايا الكثيرة إلى الملك،
source : www.abna.ir