عربي
Friday 5th of July 2024
0
نفر 0

ضرورة وحدة الأمة الإسلامیة

ضرورة وحدة الأمة الإسلامیة

السؤال: ما هی ضرورة وحدة الأمة الإسلامیة و کیف تحصل؟

الجواب: نحن فی عهد جدید من التاریخ الإسلامی، وأن هذا العهد هو عهد نهوض الأمة الإسلامیة والعودة إلى القیم الإسلامیة" و إن ما نحتاج الیه الیوم هو وحدة الأمة الإسلامیة ، کما هی من اهم مسائل الاسلام و تدل علیه الآیات والروایات؛ منها:

1 ـ قال الله تعالى: (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِیعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ)[1]؛

2- قال النبی (صلى الله علیه وآله) فی خطبة حجة الوداع: « ایّها الناس! انّ ربّکم واحد و اباکم واحد، لیس لعربى على اعجمىّ و لا لأعجمىّ على عربىّ و لا لأحمر على ابیض و لا لأبیض على أحمر فضلٌ الاّ بالتقوى»[2]؛

3 ـ و جاء فی کتاب مسند احمد عن النبی (صلى الله علیه وآله): « مثل المؤمنین فی توادّهم و تعاطفهم و تراحمهم مثل الجسد، اذا اشتکى منه شىء تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمىّ»[3]؛

4 ـ و جاء فی کتاب بحار الانوار عن الامام باقر(علیه السلام): « لمّا کان یوم فتح مکة قام رسول الله(صلى الله علیه وآله) فی الناس خطیباً فحمد الله و اثنى علیه ثمّ قال: ایها الناس! لیبلغ الشاهد الغائب، انّ الله تبارک و تعالى قد اذهب عنکم بالاسلام نخوة الجاهلیة و التفاخر بآبائها و عشائرها. ایها الناس! انّکم من آدم و آدم من طین، ألا و انّ خیرکم عند الله و اکرمکم علیه الیوم اتقاکم و اطوعکم له»[4]؛

فالمستفاد من الآیات و الروایات و سیرة النبی (صلى الله علیه وآله) ضرورة اتحاد المسلمین و التاکید علی الاصول المشترکة و الاهداف المهمة ؛و إنه من المؤسف أن 90% مما یثار حوله النقاش والحدیث هو فی 10% الخلافیات بین الناس بما یجهد الذهن ویضیع الأوقات ویفرق ولا یجمع.

ثم لتحصیل اجتماع الکلمة ووحدة الصف والاتفاق وسائل یمکن استلهامها من الآیات و الروایات نذکر بعضها:

1) معرفة لغة المتکلم وحقیقة رأیه: فإذا جهل الإنسان حقیقة قول المتکلم ومقصده من اصطلاحاته حمله على غیر مقصوده؛

2) التثبت:فالاستعجال فی إصدار الأحکام تصرف یوقع صاحبه فی الزلل والخطأ، ولذا جاء الشرع بالأمر بالتثبت والتبیّن کما قال تعالى: (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِی سَبِیلِ اللَّهِ فَتَبَیَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَیْکُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً).[5]

والمراد بالتبیّن: التعرّف والتبصر والأناة وعدم العجلة حتى یتضح الأمر ویظهر؛

3) الإنصاف مع المخالف: فإن الاختلاف فی الرأی لا یمکن أن یکون مؤدیاً إلى فتنة إلا إذا صاحبه بغى أو هوى کما قال تعالى: (وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِینَ أُوْتُواْ الْکِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْیًا)[6]

4) لزوم آداب الشرع: فإن فی سلوک الأدب تخلصاً من آثار الخلاف السیئة ومنعاً لتضخمها وهذه الآداب کثیرة،

منها: إحسان الظن بالمخالف، فقد أمرنا الله بذلک: (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا کَثِیراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ).[7]فلا یجوز تکفیر الأمة بدون تحقیق فی آرائه .

و منها: الخضوع للحق ولو نطق به الخصم کما قَالَ النَّبِیُّ ص : فِی الْقَلْبِ نُورٌ لَا یُضِی ءُ إِلَّا مِنِ اتِّبَاعِ الْحَقِ وَ قَصْدِ السَّبِیلِ وَ هُوَ نُورٌ مِنَ الْمُرْسَلِینَ الْأَنْبِیَاءِ مُوَدَّعٌ فِی قُلُوبِ الْمُؤْمِنِینَ.[8]

وَ قال الشافعی: "ما ناظرت أحداً إلا قلت: اللهم أجْرِ الحق على قلبه ولسانه، فإن کان الحق معی اتبعنی، وإن کان الحق معه اتبعته".[9]و... .

نتیجة هذه المباحث ان الوحدة الإسلامیة ممکنة التحقیق ما دامت الأمّة الإسلامیة تجتمع حول عقیدة واحدة ، ومصالح واحدة ، ومصیر واحد ، و تواجه عدوّا واحدا وحّد صفوفه وإمکاناته من أجل إیقاف المسیرة الإسلامیة.

مصادر:

[1]. سورة: آل عمران، الآیة: 103.

[2]. سیره ابن هشام، ج 2، ص 412.

[3]. مسند احمد، ج 4، ص 270.

[4]. بحارالأنوار، ج 73، ص 293.

[5]. سورة النساء: 94.

[6]. سورة آل عمران: 19.

[7]. سور ة الحجرات: 12.

[8]. بحار الأنوار، ج 2، 265.

[9]. قواعد الأحکام: 2/176.

مصدر: مکتب سماحة آیة الله العظمی مکارم الشیرازی

 


source : .www.rasekhoon.net
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

موقف علماء أهل السنة والجماعة من حديث خلق الله ...
الإمامة عند الشيعة
سياحة في الغرب أو مسير الأرواح بعد الموت 2
آل محمد( ص ) في القرآن
لا يحبني الا مؤمن ولا يبغضني الا منافق
زيارة عاشوراء سنداً ومكانةً (2)
تأصيل المنهج السلفي في المقررات الدراسية ونشره ...
عقيدتنا في حقِّ المسلم على المسلم
محكمة الآخرة
تجرد الروح الإنسانية

 
user comment