عربي
Friday 29th of March 2024
0
نفر 0

القرآن يتجلى في تكوين المياه العذبة

القرآن يتجلى في تكوين المياه العذبة

الماء بمنظار العلم و العلماء له قانون ، و نظام ، و ناموس ، لايحيد عند أبداً ! ، كان اعتقاد العلماء سابقاً ، أن مصدر المياه هو السماء ، و لاأحد يعرف كيف تمطر السماء .

و بقي هذا الاعتقاد سائداً حتى أوائل القرن العشرين ، حيث أثبت العلم أن الأرض كانت كتلة ملتهبة بعد انفصالها عن الشمس ، و أنه بعد مرور ملايين السنين ، بردت أجزاؤها الخارجية تدريجياً بفعل فقدانها لبخار الماء المتصاعد منها ، و الذي ما لبث أن تكثف ، و تحول إلى غيوم بعد وصوله إلى الطبقات العليا من الجو ، ثم تساقط أمطاراً على الأرض الملتهبة التي حولته من جديد إلى بخار ، و هكذا دواليك.

و قد أشار الله سبحانه إلى أن الماء من الأرض بقوله : ( و الأرض بعد ذلك دحاها  *  أخرج منها ماءها و مرعاها ) ، ( النازعات/ 30 ـ 31 ) .
كان اعتقاد العلماء سابقاً ، أن مصدر المياه هو السماء ، و لاأحد يعرف كيف تمطر السماء .

و أما المياه الجوفية ، التي تخرج من جوف الأرض عن طريق الأنهار و الجداول و الينابيع ، فقد كان المعتقد السائد بين العلماء حتى القرن السابع عشر أنها تأتي من البحر ، الذي تتسرب مياهه إلى جوف الأرض حيث تتخلص من ملوحتها ، و تتخزن في باطنها ، ثم تتفجر ينابيع و جداول و أنهاراً .

و في سنة/ 1670م أتى العالم الفرنسي ( كلود بيرو ) و من بعده ( ماريوت ) ، الذي أثبت بصورة حسابية قاطعة ، أن كمية المياه المتواجدة في الأنهار متعلقة بصورة مباشرة بكمية المياه المتساقطة من السماء.

و كان القرآن الكريم ، قد أشار إلى ذلك منذ مئات السنين بقوله سبحانه و تعالى : ( و أنزلنا من السماء ماءً بقدر فأسكناه في الأرض ) ، ( المؤمنون/ 18 ) .

إن ما يساعد على تسخين مياه البحار و المحيطات ، هو حرارة جوف الأرض الذي ما زال على أصله من الانصهار و الحمم و الدرجات العالية من الحرارة.

و قال تعالى : ( ألم تر أن الله أنزل من السماء ماءً فسلكه ينابيع في الأرض ... إن في ذلك لذكرى لأولي الألباب ) ،( الزمر/ 21 ) .

و قال سبحانه أيضاً : ( و أرسلنا الرياح لواقح  فأنزلنا من السماء ماءً فأسقيناكموه و ما أنتم له بخازنين ) ، ( الحجر/ 22 ) .

إذن لقد أثبت العلم ما أشار إليه القرآن الكريم ، و هو أن دورة المياه العذبة التي تخرج من البحار بوساطة التبخر الحاصل من حرارة الشمس ، التي تضرب الأرض بصور مختلفة بين المناطق الإستوائية و المعتدلة و القطبية ، هي التي تحول قسماً من هذه المياه إلى بخار غير منظور.

و من جهة أخرى ، فإن ما يساعد على تسخين مياه البحار و المحيطات ، هو حرارة جوف الأرض الذي ما زال على أصله من الانصهار و الحمم و الدرجات العالية من الحرارة . يرتفع هذا البخار في الجو فتحمله الرياح إلى الطبقات الباردة ، حيث يتكثف و يتحول إلى غيوم مرئية . و ما الغيوم في الحقيقة إلا قطيرات مائية صغيرة جداً . قال تعالى : ( هو الذي يريكم البرق خوفاً وطمعاً و ينشئ السحاب الثقال ) ، ( الرعد/ 12 ) .

و هكذا نجد أن دورة المياه من الأرض ، و إلى الأرض تعودن لايزاد عليها شيء ، و لاينقص منها شيء .

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

علماء السنة يجيزون لعن يزيد بن معاوية
آية اليوم يئس الذين ومسألة الإمام
العقل والروح مسيرة إحيائية واحدة
اليوم الآخر في القرآن الكريم
الرعية في عهد الإمام علي (عليه السلام) لمالك ...
بغض بعض الصحابة لعلي(عليه السلام)
هل ان عيسی عليه السلام ابن الله جل وعلا
كيف يجزى الانسان بثار عمله في الدنيا
المعاد (1)
الامام علي (ع ) يرفض المبايعة على سيرة الشيخين :

 
user comment