عربي
Friday 29th of March 2024
0
نفر 0

الثقلين عند السنة

الثقلين عند السنة

نورد هنا جملة من الاَحاديث المروية عن طرق أهل السنَّة والمشتملة على قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : «إنّي تارك فيكم الثقلين: كتاب الله، وعترتي، لن تضلّوا ما إن تمسّكتم بهما». وهذا إعلام حجيّة العترة الطاهرة للنبي الاَكرم؛ حيث قارنه بالقرآن الكريم، وعبّر عنهما بالثقلين، وأنّه لن تضلّ الاَمّة إن تمسكت بهما:

الاَول : حديث زيد بن أرقم ( رضي الله عنه )

روي عنه في كتب أهل السنَّة:

حدّثني عليُّ بن المنذر الكوفي، حدّثنا محمّد بن فضيل، قال: حدَّثنا الاَعمش عن عطيّة، عن أبي سعيد والاَعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن زيد بن أرقم رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلُّوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر: كتاب الله حبل ممدود من السّماء إلى الاَرض، وعترتي أهل بيتي، ولن يتفرّقا حتى يردا عليَّ الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما».(1)
حدّثنا أبو بكر بن إسحاق ودعلج بن أحمد السجزي، (قالا): أنبأ محمد ابن أيّوب، حدّثنا الاَزرق بن عليّ، حدّثنا حسّان بن إبراهيم الكرماني، حدّثنا محمد بن سلمة بن كهيل، عن أبيه، عن أبي الطفيل، عن أبي واثلة أنّه سمع زيد ابن أرقم يقول: نزل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بين مكة والمدينة عند شجرات خمس دوحات عظام، فكنس الناس ما تحتهن، ثمَّ راح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عشية فصلّى، ثمَّ قام خطيباً فحمد الله ووعظ، ثمَّ قال:
«أيّها النّاس! إنّي تارك فيكم أمرين لن تضلّوا إن اتْبعتموهما، وهما: كتابالله، وأهل بيتي عترتي».
ثمَّ قال: «أتعلمون أَنّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم»؟ ثلاث مرَّات.
قالوا: نعم!.
قال: «من كنت مولاه فعليّ مولاه».
حديث سلمة بن كهيل، عن أبي الطفيل أيضاً صحيح على شرطهما: حدّثناه أبو بكر بن إسحاق ودعلج بن أحمد السجزي، (قالا): أنبأ محمد بن أيّوب، حدّثنا الاَزرق بن علي، حدّثنا حسان بن إبراهيم الكرماني، حدّثنا محمد ابن سلمة بن كهيل، عن أبيه، عن أبي الطفيل، عن ابن وآثلة أنّه سمع زيد بن أرقم رضي الله عنه يقول: نزل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بين مكة والمدينة عند شجرات خمس دوحات عظام، فكنس الناس ما تحت الشجرات، ثم راح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عشيّة، فصلّى ثم قام خطيباً فحمد الله وأثنى عليه وذكر ووعظ، فقال ما شاء الله أن يقول، ثمّ قال:
«أيّها الناس! إنّي تارك فيكم أمرين لن تضلّوا إن اتبعتموهما، وهما: كتابالله، وأهل بيتي عترتي».
ثم قال: «أتعلمون أنّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم»؟ ثلاث مرات.
قالوا: نعم!
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «من كنت مولاه فعلي مولاه».(2)
أخبرنا أبو الفرج بن أبي الرّجاء الثّقفي بإسناده إلى مسلم بن الحجّاج: أخبرنا محمد بن بشّار، قال: وحدّثنا عليّ بن المنذر، فذكر الحديث بعين ما تقدّم عن «صحيح الترمذي» سنداً ومتناً.
وقال: حدّثنا يحيى، قال: حدّثنا جرير، عن الحسن بن عبيدالله، عن أبي الضحى، عن زيد بن أرقم، قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : «إنّي تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلّوا: كتاب الله عزوجل، وعترتي أهل بيتي، وإنَّهما لن يتفرَّقا حتى يردا عليَّ الحوض».
روي عن زيد بن أرقم: نزل رسول الله الجحفة، فحمد الله وأَثنى عليه ... إلى أن قال: «فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين»؟
فنادى منادٍ: وما الثقلان يارسول الله؟
قال: «كتاب الله ... والآخر عشيرتي، وإنّ اللطيف الخبير أخبرني أنّهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض، فسألت ذلك لهما ربّي، فلا تقدّموهما فتهلكوا، ولا تقصّروا عنهما فتهلكوا، ولا تعلّموهما فهم أعلم منكم»، الحديث.(3)
أخرجه (أي حديث الثقلين) الاِمام أحمد في «مسنده»، والطبراني في «الكبير»، عن زيد بن أرقم قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال: «إنّي تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلّوا: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي: إِنَّ اللّطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض».
عن زيد بن أرقم: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «أيّها الناس! إنّي خلّفت فيكم ما إن تمسكّتم به لن تضلّوا بعدي: كتاب الله، وأهل بيتي».(4)

الثاني : حديث أبي سعيد الخدري ( رضي الله عنه )

روي عنه في كتب أهل السنَّة:

حدّثنا عبدالله بن أحمد، قال: حدَّثني أبي، قال: حدّثنا ابن نمير، قال: حدّثنا عبدالملك بن أبي سليمان، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «إنّي قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلّوا بعدي الثقلين، وأحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الاَرض، وعترتي أهل بيتي. ألا وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض».
قال ابن نمير: قال بعض أصحابنا: عن الاَعمش، قال: «انظروا كيف تخلّفوني فيهما»؟!(5)
حدّثنا الحسن بن مسلم الطيب الصنعاني، حدّثنا عبدالحميد بن صبيح، حدّثنا يونس بن أرقم، عن هارون بن سعد، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : «إنّي تارك فيكم الثقلين، ما إن تمسكتم به لن تضلُّوا: كتابالله، وعترتي، وإنَّهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض».(6)
حدّثنا محمّد بن عبدالله الحضرمي، حدّثنا سنجاب بن الحارث، حدّثنا علي بن مسهر، عن عبدالملك بن أبي سليمان، عن عطيّة، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: قال النّبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم : «يا أيّها النّاس! إنّي تارك فيكم ما إن أخذتم به لن تضلّوا بعدي أمرين، أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله حبل ممدود ما بين السّماء والاَرض، وعترتي أهل بيتي، وإنَّهما لن يتفرّقا حتى يردا عليّ الحوض».(7)
أخرج الباوردي عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «إنّي تارك فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا: كتاب الله سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم، وعترتي أهل بيتي، وإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض».(8)
روى الحديث من طريق ابن سعد، وأحمد، والطّبراني، عن أبي سعيد الخدري بعين ما تقدّم، عن «مناقب أحمد»، إلاّ أنّه ذكر بدل كلمة «ثقلين» أمرين، ورواه كذلك بعينه في «مفتاح النجا».
روى من طريق ابن جرير، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «أيّها النّاس! إنّي تارك فيكم أمرين إن أخذتم بهما لن تضلّوا بعدي أبداً، وأحدهما أفضل من الآخر: كتاب الله هو حبل الله الممدود من السماء إلى الاَرض، وأهل بيتي عترتي، ألا وإنّهما لن يتفرّقا حتى يردا عليَّ الحوض»، (ابن جرير).(9)

الثالث : حديث جابر بن عبدالله ( رضي الله عنه )

روي عنه في كتب أهل السنَّة:

حدّثنا نصر بن عبدالرّحمان الكوفي، حدّثنا زيد بن الحسن ـ هو الاَنماطي ـ عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبدالله قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حجّته يوم عرفة وهو على ناقته القَصْواء يخطب، فسمعته يقول: «يا أيّها النّاس! إنّي تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلّوا: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي». (10)
قال: وفي الباب: عن أبي ذرّ، وأبي سعيد، وزيد بن أرقم، وحذيفة بن أسيد.
عن جابر، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حجّته يوم عرفة وهو على ناقته القَصْواء يخطب، فسمعته يقول: «يا أيّها الناس! إنّي تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلّوا: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي». رواه الترمذي.
وأخرج السيد أبو الحسن يحيى بن الحسن في كتابه «أخبار المدينة» عن محمد بن عبدالرحمن بن خلاّد، عن جابر بن عبدالله قال: أخذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيد عليّ عليه السلام والفضل بن عباس في مرض وفاته، فيعتمد عليهما حتى جلس على المنبر، فقال: «أيّها الناس! قد تركت فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا: كتابالله، وعترتي أهل بيتي، فلا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا، وكونوا إخواناً كما أمركم الله. ثم أُوصيكم بعترتي وأهل بيتي، ثم أُوصيكم بهذا الحيّ من الاَنصار».(11)
ومنها: «مفتاح النجا»: أخرج ابن أبي شيبة والخطيب في المتّفق والمفترق، عن جابر بلفظ: «تركت فيكم ما لن تضلّوا بعدي إن اعتصمتم به: كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي».

الرابع : حديث أبي هريرة

روي عنه في كتب أهل السنَّة:

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «إنّي خلَّفت فيكم اثنين لن تضلّوا بعدهما أبداً: كتاب الله، ونسبي، ولن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض»، رواه البزّار.(12)

الخامس : حديث عامر بن ليلى

روي عنه في كتب أهل السنَّة:

أخرج ابن عقدة في الموالاة، عن عامر بن ليلى بن حمرة وحذيفة بن أسيد، قالا: قال النّبي صلى الله عليه وآله وسلم : «أيّها الناس! إنّ الله مولاي، وأنا أولى بكم من أنفسكم، ألا ومن كنت مولاه فهذا مولاه»، وأخذ بيد عليّ فرفعها حتى عرفه القوم أجمعون.
ثمّ قال: «اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه».
ثمّ قال: «وإنّي سائلكم حين ترِدون عليَّ الحوض عن الثقلين، فانظروا كيف تخلّفوني فيهما»؟
قالوا: وما الثقلان؟
قال: «الثقل الاَكبر كتاب الله سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم، والاَصغر عترتي، وقد نبّأني اللطيف الخبير أَلاَّ يفترقا حتى يلقياني، سألت ربي لهم ذلك فأعطاني، فلا تسبقوهم فتهلكوا؛ ولا تعلِّـموهم فإنّهم أعلم منكم».(13)

السادس : حديث حذيفة بن اليمان ( رضي الله عنه )

روي عنه في كتب أهل السنَّة:

وفي المناقب عن أحمد بن عبدالله بن سلام، عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه ، قال: صلّى بنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الظهر، ثمَّ أقبل بوجهه الكريم إلينا، فقال: «معاشر أصحابي! اُوصيكم بتقوى الله والعمل بطاعته، وإنّي أُدعى فاُجيب، وإنّي تارك فيكم الثّقلين: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، إن تمسكتم بهما لن تضلّوا، وإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض؛ فتعلّموا منهم ولا تعلِّموهم فإنهم أعلم منكم».(14)
السابع :حديث طلحة، وعبدالرحمان بن عوف، وسعد بن أبي وقاص
روي في كتب أهل السنَّة، وعن أبي ذرّ رضي الله عنه قال: قال عليّ عليه السلام لطلحة وعبدالرحمن بن عوف وسعيد بن أبي وقّاص: «هل تعلمون أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: إنّي تارك فيكم الثّقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وإنَّهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض، وإنَّكم لن تضلّوا إن اتبعتم واستمسكتم بهما»؟
قالوا: نعم!
«وفي ص4 نفس المصدر، قال:
وفي «الصّواعق المحرقة» روى هذا الحديث (أي حديث الثقلين) ثلاثون صحابيّاً، وإنَّ كثيراً من طرقه صحيح وحسن.(15)

الثامن : حديث حمزة الاَسلمي

روي عنه في كتب أهل السنَّة.

عن حمزة الاَسلمي، قال: لمّا انصرف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من حجّة الوداع أمر بشجرات فقمن بوادي «خم» و«هجر»، فخطب الناس، فقال: «أمّا بعد، أيّها النّاس! فإنّي مقبوض أُوشك أن أُدعى فأُجيب، فما أنتم قائلون»؟
قالوا: نشهد أنّك قد بلّغت، ونصحت، وأدَّيت.
قال: «إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا: كتاب الله، وأهل بيتي، ألا وإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض، فانظروا كيف تخلّفوني فيهما»؟ أخرجه ابن عقدة في «الموالاة»، والسّمهودي في «جواهر العقدين».(16)
التاسع : حديث أبي ذر ( رضي الله عنه )
روي عنه في كتب أهل السنَّة:
عن سليم بن قيس الهلالي، قال: بينا أنا وجيش المعتمر بمكة إذ قام أبوذر وأخذ بحلقة باب الكعبة، وقال: من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا جندب بن جنادة أبو ذرّ، فقال: أيّها الناس! إنّي سمعت نبيّكم صلى الله عليه وآله وسلم يقول: فساقَ الحديث... إلى أن قال: ويقول: «إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا: كتاب الله، وعترتي، ولن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض».(17)

العاشر : حديث ابن عباس ( رضي الله عنه )

روي عنه في كتب أهل السنَّة:

عن عطاء بن السائب، عن أبي يحيى، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال: «يا معاشر المؤمنين! إنَّ الله عزَّوجلَّ أوحى أنّي مقبوض، أقول لكم قولاً إن عملتم به نجوتم، وإن تركتموه هلكتم: إنَّ أهل بيتي وعترتي هم خاصّتي وحامّتي، وإنَّكم مسؤولون عن الثقلين: كتاب الله وعترتي، إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا، فانظروا كيف تخلّفوني فيهما»؟ (18)

الحادي عشر : حديث أُم هانيَ ( رضي الله عنه )

روي عنها في كتب أهل السنَّة:

أخرج البَزَّار في مسنده عن أُمّ هانيَ بنت أبي طالب، قالت: رجع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من حجّته حتى نزل بغدير خمّ، ثمَّ قام خطيباً بالهاجرة، فقال: «أيّها الناس! إنّي أُوشك أن أُدعى فأُجيب، وقد تركت فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا أبداً: كتاب الله حبل طرفه بيدالله وطرفه بأيديكم، وعترتي أهل بيتي، أُذكّركم الله في أهل بيتي، ألا إنّهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض».(19)
الثاني عشر : حديث عبد بن حميد
أخرج أحمد في مسنده عن عبد بن حميد بسند جيّد، ولفظه: «إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا: كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي، وإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض». (20)

الثالث عشر : حديث الحسن السبط ( عليه السلام )

روي عنه عليه السلام في كتب أهل السنَّة، وفي «المناقب» عن عبدالله بن الحسن المثنّى بن الحسن المجتبى بن عليّ المرتضى عليهم السلام ، عن أبيه، عن جدّه الحسن السبط، قال: «خطب جدّي صلى الله عليه وآله وسلم يوماً فقال بعدما حمد الله وأثنى عليه: معاشر الناس! إنّي أُدعى فأُجيب، وإنّي تارك فيكم الثّقلين: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا، وإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض؛ فتعلّموا منهم ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم، ولا تخلو الاَرض منهم، ولو خلت لا نساخت بأهلها.
ثمَّ قال: اللهمّ إنّك لا تخلي الاَرض من حجة على خلقك؛ لئلاَّ تبطل حجّتك ولا تضلّ أولياءك بعد إذ هديتهم، أُولئك الاَقلّون عدداً والاَعظمون قدراً عند الله عزَّوجلَّ. ولقد دعوت الله تبارك وتعالى أن يجعل العلم والحكمة في عَقبي وعَقبِ عَقبي، وفي زرعي وفي زرع زرعي إلى يوم القيامة فاستُجيب لي». (21)

الرابع عشر : حديث علي ( عليه السلام )

روي عنه عليه السلام في كتب أهل السنَّة.

أخرج البزّار، عن عليّ رضي الله عنه قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إنّي مقبوض، وإنّي قد تركت فيكم الثقلين: كتاب الله، وأهل بيتي، وإنّكم لن تضلّوا بعدهما».
روى الدّولابي في الذرية الطاهرة، وروى الحافظ الجعابيّ عن عبدالله بن الحسن بن الحسن عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ رضي الله عنهم، ولفظه: «إنّي مخلّف فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا: كتاب الله حبلٌ طرفه بيدالله، وطرفه بأيديكم، وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض».
وفي المناقب في كتاب سليم بن قيس: قال علي عليه السلام : «إنَّ الذي قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم عرفة على ناقته القصوى، وفي مسجد خيف، ويوم الغدير، ويوم قبض في خطبة على المنبر: أيّها الناس! إنّي تركت فيكم الثّقلين لن تضلّوا ما تمسّكتم بهما: الاَكبر منهما كتاب الله، والاَصغر عترتي أهل بيتي، وإنّ اللّطيف الخبير عهد إليَّ أنْهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض كهاتين ـ أشار بالسبّابتين ـ ولا أنَّ أحدهما أقدم من الآخر، فتمسّكوا بهما لن تضلّوا؛ ولا تقدّموا منهم، ولا تخلّفوا عنهم، ولا تعلّموهم فانّهم أعلم منكم».
الجويني بسنده عن سليم بن قيس الهلالي روى عن عليّ عليه السلام في حديث، قال: «وفي آخر خطبته (أي خطبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ) يوم قبضه الله عزَّوجلَّ إليه: إنّي تركت فيكم أمرين لن تضلّوا بعدي، إن تمسّكتم بهما: كتاب الله عزَّوجلَّ، وعترتي أهل بيتي، فإنَّ اللطيف الخبير قد عهد إليَّ أنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض كهاتين ـ وجمع مسبحتيه ـ . ولا أقول كهاتين ـ وجمع مسبحته والوسطى ـ فتمسّكوا بهما، ولا تقدموهم فتضلّوا».
عن محمد بن عمر بن علي، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إنّي قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلّوا: كتاب الله سبب بيد الله، وسبب بأيديكم أهل بيتي». (ابن جرير) وصحّحه.(22)

الخامس عشر :حديث جماعة من الصحابة

روي عنهم في كتب أهل السنَّة:

روى بسنده عن عامر بن واثلة، قال: كنت على الباب يوم الشورى مع علي ( عليه السلام ) في البيت .... قال: «فأُنشدكم بالله! أتعلمون أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: إنّي تارك فيكم الثقلين: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، لن تضلّوا ما إن تمسّكتم بهما، ولن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض»؟
قالوا: اللّهم نعم!
روى بسنده عن سليم بن قيس الهلالي، قال: رأيت عليّاً ( عليه السلام ) في مسجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في خلافة عثمان، وجماعة يتحدثون... وفي الحلقة أكثر من مائتي رجل فيهم: علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وسعد بن أبي وقاص، وعبدالرحمان بن عوف، وطلحة، والزبير، وعمّار، والمقداد، وأبو ذر، وهاشم ابن عتبة، وابن عمر، والحسن، والحسين، ( عليهما السلام )، وابن عباس، ومحمد بن أبي بكر، وعبدالله بن جعفر. ومن الاَنصار: أُبيّ بن كعب، وزيد بن ثابت، وأبوأيوب الاَنصاري، وأبو الهيثم بن التيّهان، ومحمد بن مسلمة، وقيس بن سعد بن عبادة، وجابر بن عبدالله، وأنس بن مالك، وزيد بن أرقم، وعبدالله بن أبيأوفى، وأبو ليلى ومعه ابنه عبدالرحمان قاعد بجنبه غلام صبيح الوجه أمرد، فجاء أبو الحسن البصري ومعه ابنه الحسن غلام أمرد...
إلى أن قال: فقالوا: يا أبا الحسن! ما يمنعك أن تتكلّم؟
فقال:... إلى أن قال: «أُنشدكم الله! أتعلمون أنّ رسول الله قام خطيباً لم يخطب بعد ذلك، فقال: أيها الناس! إنّي تارك فيكم الثقلين: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، فتمسّكوا بهما لن تضلّوا؛ فإن اللطيف أخبرني وعهد إليَّ أنّهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض، فقام عمر بن الخطاب شبه المغضب فقال: يارسول الله! أكل أهل بيتك؟ فقال: لا! ولكن أوصيائي منهم، أوّلهم أخي ووزيري ووارثي وخليفتي في أُمتي ووليّ كل مؤمن بعدي، هو أوّلهم ثم ابني الحسن، ثم ابني الحسين، ثم تسعة من ولد الحسين واحد بعد واحد، حتى يردوا عليَّ الحوض شهداء الله في أرضه، وحجته على خلقه وخزّان علمه، ومعادن حكمته. من أطاعهم فقد أطاع الله، ومن عصاهم عصى الله»؟
فقالوا كلّهم: نشهد أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال ذلك. الحديث.(23)

السادس عشر : ما ذكر مرسلاً

واشتمل على قوله: «إنّي تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلّوا: كتابالله، وأهل بيتي».
فممَّن أورده على النحو المذكور:
العلاَّمة المؤرخ شهاب الدين بن عبدربه في «العقد الفريد 2: 111 ط الشرعية بمصر».
والعلاَّمة المحدّث أبو الحسن الشهير بابن المغازلي في «المناقب: 19، مخطوط».
والعلاَّمة القاضي عياض اليحصبي المغربي في «الشفاء بتعريف حقوق المصطفى 2: 40 ط الاستانة».
والعلاَّمة تقي الدين بن تيمية الحنبلي الحراني في «منهاج السنّة 2: 250 ط القاهرة».
والعلاَّمة العارف السيد عبدالوهاب المعروف بالشيخ الشعراني في «لواقح الاَنوار القدسية 1: 272».
والعلاَّمة الشيخ محمد طاهر الصديقي الحنفي الهندي الفتني في «مجمع بحار الاَنوار 3: 301 ط نول كشور في لكهنو».
والعلاَّمة الشيخ سعدي الآبي الشافعي في «أرجوزته: 307، مخطوط».
والعلاَّمة العارف السيد شاه تقي الشهير بالقلندر في «الروض الاَزهر: 295
و380 و358 و201 ط حيدرآباد».
والفاضل المعاصر محمد بن عمر في «خديجة أُم المؤمنين: 484 ط دار الريان».
والعلاَّمة أحمد بن علي الاَعقم اليماني في «تفسير الاَعقم: 88 ط اليمن».
والفاضل الشيخ محمد سليمان فرح في «رياض الجنّة في محبّة النبي وأتباع السنَّة: 19».
والفاضل محمد شكور في «الروض الداني 1: 232 ط بيروت».
تنبيه:
اعلم أنّه وقع التقطيع في حديث الثقلين ولم ننقل جميع فقراته في جميع رواياته، وإنّما اقتصرنا على ما أوردناه منها لاشتمالها على قوله صلى الله عليه وآله وسلم : «لن تضلّوا ما إن تمسّكتم بهما»؛ لصراحته في كون أهل البيت عليهم السلام حجّة بهم يهتدى إلى الحقّ في المسائل الدّينية من الاَصول، والفروع، والاعتقادات، والاَحكام العملية، من دون أن يتطرّق الضّلال إلى التمسك بهم أبداً.
ولا يخفى أنّ قوله صلى الله عليه وآله وسلم : «لن تضلّوا ما إن تمسّكتم بهما» تأكيد لما يستفاد من قوله صلى الله عليه وآله وسلم أوّلاً: «إنّي تارك فيكم الثقلين: كتاب الله، وعترتي» المشتملة عليه جميع روايات حديث الثقلين؛ لجعله صلى الله عليه وآله وسلم أهل البيت عليهم السلام قريناً لكتابالله الذي هو حجّة على الخلق أجمعين ووصفهما بالثقلين، أي: لا تحرّكهما العواصف، ولا يتطرّق إليهما الخلل من ناحية الشبهات.
شريعة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خاتم النّبيين مستمرّة إلى يوم القيامة، وليست مقتصرة على أُمّته المتكونة من المسلمين الذين كانوا يعيشون في زمانه، بل شريعته حاوية لجميع ما يحتاج إليه أفراد البشر من أحكام الله في خصوصيّات معيشته إلى يوم القيامة.
ومن المعلوم أنّه لا ضرورة في تعليم كل فرد من المسلمين في زمانه ما يحتاج إليه المسلمون في الاَزمنة المتتالية، بل يكفي تعليمها لباب علمه وخزانة أسراره، وإيداعها عند الاَئمة المعصومين عليهم السلام من عترته، بأمر من الله سبحانه وتعالى ليعلّموا أُمّته في الاَزمان الآتية.
المصادر :
1- صحيح الترمذي 13: 200 (ط الصاوي بمصر)، وذخائر العقبى: 15، وجامع الاَصول 1: 187، ومنتخب تاريخ ابن عساكر 5: 436، مشكاة المصابيح: 569، والاِكليل: 190، ونفحات اللاهوت: 55، وتيسير الوصول 1: 16، وكنز العمال 1: 153، وأُرجوزة الآبي الشافعي: 307، والتاج الجامع للاَصول: 308، وجواهر العقدين، وينابيع المودّة: 30 و35 و91، ورفع اللّبس والشبهات: 52، والفتح الكبير: 451، والسيف اليماني: 10، وجمع الفوائد من جامع الاَصول، ومجمع الزوائد 1: 16، والسيف الماسخ: 157، ووسيلة المآل: 55، والاِشراف على فضل الاَشراف: 31، والاِدراك لتخريج أحاديث الاِشراك: 50، والدُّرر والَّـلآليء.
2- «المستدرك 3: 109»: ورواه في ابتسام البرق: 258 كالحديث الاَول للمستدرك.
3- «المعرفة والتأريخ: 536»«أُسد الغابة في معرفة الصحابة 2: 12 ـ ط مصر»«مجمع الزوائد للهيثمي 9: 169 ط مصر»
4- «رياض الجنّة للفهري المالكي: 2 ط فاس» «أرجح المطالب: 560»
5- المناقب لاَحمد بن حنبل، مخطوط، ونظم درر السمطين: 232، وينابيع المودّة: 32، لكنه ذكر: «إن أخذتم بهما»
6- «المعجم الصغير للطّبراني: 131، ط المدينة»
7- ومنها مجمع الزوائد 9: 163، ومودّة القربى: 35 وأهل البيت: 77 وتلخيص المتشابه في الرسم 1: 62. «المعجم الكبير للطبراني: 137 | نسخة جامعة طهران»
8- «إحياء الميت للسيوطي: 116»
9- «الدر المنثور: 60 ط مصر»«كنز العمال 1: 342»
10- صحيح الترمذي 13: 199 (ط التازي بمصر)، ومصابيح السنَّة: 206، ونظم درر السمطين: 232، وتفسير ابن كثير 9: 115، وجامع الاَصول 1: 187، والمعجم الكبير للطبراني: 137، ومشكاة المصابيح: 569، وعلم الكتاب: 264، وفصل الخطاب، وإحياء الميت: 114، وكنز العمال 1: 153، ونفحات اللاَّهوت: 55، وينابيع المودّة: 30، والفتح الكبير 3: 385 و1: 305، والشرف المؤبّد: 18، وأرجح المطالب: 326، ورفع اللّبس والشبهات: 11 و15، والسيف اليماني المسلول: 10، والاِدراك: 50، ومرقاة المفاتيح 11: 385، ووسيلة المآل: 56، والسيف الماسح: 157، وزوائد جامع الصغير، ونسيم الرياض في شرح شفاء قاضي عياض| للخفاجي 3: 410، وشرح الشفاء| للمولوي القاري، بهامشه في تلك الصفحة:
11- مشكاة المصابيح 3: 258 (ط دمشق) ينابيع المودة: 40 ط إسلامبول»
12- «مجمع الزوائد 9: 163 ط مكتبة القدسي في القاهرة» إحياء الميت: 132، وينابيع المودّة: 39، وأرجح المطالب: 337،
13- «ينابيع المودّة: 7»
14- «ينابيع المودّة: 35»
15- «ينابيع المودّه: 35»
16- «أرجح المطالب: 563»
17- العدل الشاهد: 123 (ط القاهرة)، وينابيع المودّة 1: 27، وأرجح المطالب: 337.
18- «ينابيع المودّة: 35 ط إسلامبول»
19- ورواه كذلك بعينه في وسيلة المآل: 59، وأرجح المطالب: 337. «ينابيع المودّه: 40 ط إسلامبول»
20- روي عنه في كتب أهل السنَّة، ومنها: «ينابيع المودّه: 38».
21- «ينابيع المودّة: 20 ط إسلامبول»
22- «ينابيع المودّة: 34 ط إسلامبول»: ورواه كذلك في مجمع الزوائد 9: 163. «إحياء الميت للسيوطي: 112 ط مصر»: «وسيلة المآل: 57» نقله عن الدّولابي والبزّار، والجامع الاَزهر: ص491 «ينابيع المودة: 34
23- «مناقب موفق بن أحمد أخطب خوارزم: 246». «فرائد السمطين 1: 312 بيروت لبنان»

source : راسخون
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات


 
user comment