عربي
Saturday 20th of April 2024
0
نفر 0

آراء الشيعة في سلامة القرآن

آراء الشيعة في سلامة القرآن
عن أبي عبدالله عليه السلام قال :خطب النبي صلّى الله عليه وآله بمنى فقال :أيها الناس ما جاءكم عني يوافق كتاب الله فأنا قلته ، وماجاءكم يخالف كتاب الله فلم أقله . (1) .
وعن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن على كل حق حقيقة ، وعلى كل صواب نوراً ، فما وافق كتاب الله فخذوه ، وما خالف كتاب الله فدعوه . (2) .
وعن أبي عبدالله عليه السلام قال :
ما لم يوافق من الحديث القرآن فهو زخرف . (3) .

التمسك بالقرآن الكريم

إن الإمامية أشدّ تمسّكا بالقرآن ، ومحافظة عليه ، وتعظيماً له ، ومنه يستقون عقيدتهم ، وأحكامهم وبه يدفعون شبهات المقياس المبطلين وأقوال المتحذلقين ، فهو عندهم : المعجزة الكبرى ، والمقياس الصحيح للحق ، والهداية . فقد رووا أن أئمتهم أمروهم أن يعرضوا ما ينقل عنهم على القرآن ، فإن خالفه فهو كذب ، وافتراء ، وزخرف وباطل يجب ضربه في عرض الجدار (4) .

صيانة القرآن عن الزيادة والنقصان

قال الله تعالى :
( هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين ) ( ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين ) ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) ( كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير ) ( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ) .
( صدق الله العلى العظيم ) .
علماء الشيعة الإمامية يستدلون بالآيات الواردة تحت عنوان : ( صيانة القرآن عن الزيادة والنقصان ) وبأحاديث كثيرة وردت عن طريق أئمة أهل البيت النبوي عليهم السلام بإرجاع شيعتهم إلى التمسك بهذا القرآن المتداول بين يدي عامة المسلمين في جميع أقطار العالم وإليك نص أول إمام من أئمة العترة الطاهرة وصيّ الرسول وخليفته ( صلّى الله عليه وآله ) بلا فصل أميرالمؤمنين ، وسيد الوصيين علي بن أبي طالب عليه السلام .
جمع القرآن الكريم على عهد النبي (صلی الله عليه وآله و سلم)
قال الإمام شرف الدين العالمي ( قدس سره ) :
وكان القرآن مجموعاً أيام النبي صلّى الله عليه وآله على ما هو عليه الآن من الترتيب ، والتنسيق في آياته ، وسوره ، وسائر كلماته ، وحروفه بلا زيادة ، ولا نقصان ، ولا تقديم ولا تأخير ، ولا تبديل ، ولا تغيير ..
أجل : إن القرآن عندنا كان مجموعاً على عهد الوصي ، والنبوّة ، مؤلفاً على ما هو عليه الآن ... وقد كان القرآن زمن النبي صلّى الله عليه وآله وسلم يطلق عليه الكتاب قال الله تعالى :
( ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين ) البقرة : 2 .
قال عليه السلام :
وعليكم بكتاب الله فإنه الحبل المتين ، والنور المبين ، والشفاء النافع ، والرّي النافع [ نفع العطش إذا أزاله ] والعصمة للمتمسك ، والنجاة للمتعلق ، لا يعوج فيقام ولا يزيغ فيستعتب ، ولا تخلفه كثيرة الرّد ، وولوج السمع من قال به صدق ، ومن عمل به سبق .(5)
(1) بعض الآيات التي فيها جاء ذكر( الكتاب ) :
( يا أيها الذين آمنوا آمنوا باالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله ...) النساء : 136 .
( قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين ) المائدة : 15 .
( ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء ) النجل : 89 .
( هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب ) . الجمعة : 2 .
( وهذا كتاب مصدق لسانا عربياً ) الأحقاف : 12 .
( إنا أنزلنا إليك بالحق ) الزمر : 2.
( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليتدبروا آياته وليتذكروا أولو الألباب ) ص : 29 .
( إنا أنزلنا عليك الكتاب للناس بالحق ) الزمر : 41 .
وهذا يشعر بأنه كان مجموعاً ، ومكتوباً فإن ألفاظ القرآن إذا كانت محفوظة ، ولم تكن مكتوبة لا تسمّى كتاباً ، وإنما تسمّى بذلك بعد الكتابة كما لا يخفى ، وكيف كان فإن رأي المحقّقين من علمائنا :
أن القرآن العظيم إنما هو ما بين الدفتين الموجود في أيدي الناس ، والباحثون من أهل السنة يعلمون منا ذلك ، والمنصفون منهم يصرّحون به . ( أجوبة مسائل جار الله ص 34 ، 37 الطبعة الثانية صيدا عام 1377 هـ ) .
( تلك آيت الكتاب المبين ) القصص : 2 .
( هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق ) الجاثية : 29 .
( إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون ) الواقعة : 37 ، 38 .

لا تحريف في القرآن

1ـ معنى التحريف
يطلق لفظ التحريف ويراد منه عدّة معان على سبيل الإشراك ، فبعض منها واقع في القرآن باتفاق من المسلمين ، وبعض منها لم يقع فيه باتفاق منهم أيضاً ، وبعض منها وقع الخلاف فيما بينهم ، وإليك تفصيل ذلك :
وأما علماء الحديث والرجال من الشيعة فإنهم قائلون بتمحيص الروايات حتى في كتب الحديث المعتبرة عندهم (6 ) .
وأمّا فقهاء الشيعة ، ومؤلّفو آيات الأحكام فهم يحتجون بالقرآن وذلك إذعاناً منهم بحجية القرآن ، وصيانته من التحريف ، وأهم من هؤلاء جميعاً علماء الكلام ، ومؤلّفو الفلسفة الإسلامية ، والحكماء منهم الذين دوّنوا عقائد الشيعة بالأصول العلمية والفلسفية يرفضون الرأي القائل : بتحريف القرآن رفضاً باتاً بل إنهم في مقام الاستدلال على الإمامة والخلافة يستدلّون بآيات من القرآن الكريم .
قال الراغب الأصبهاني : وتحريف الكلام أن تجعله على حرف من الاحتمال يمكن حمله على غيره ، قال عزوجل : ( يحرفون الكلم عن مواضعه ) ( ومن بعد مواضعه ) ( وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعدما عقلوه ) (7) .
الأول : « نقل الشيء عن موضعه وتحويله إلى غيره » ومنه قوله تعالى :
( من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ) النساء : 46 .
ولا خلاف بين المسلمين في وقوع مثل هذا التحريف في كتاب الله فإن كل من فسر القرآن بغير حقيقته ، وحمله على غير معناه فقد حرفه ، وترى كثيراً من أهل البدع ، والمذاهب الفاسدة ، قد حرفوا القرآن بتأويلهم آياته على آرائهم وأهوائهم .
وقد ورد المنع عن التحريف بهذا المعنى ، وذم فاعله في عدة من الروايات منها :
رواية ( الكافي ) بإسناده عن الباقرعليه السلام أنه كتب في رسالته إلى سعد الخير :
«... وكان من نبذهم الكتاب أن أقاموا حروفه ، وحرّفوا حدوده ، فهم يروونه ، ولا يرعونه ، والجهّال يعجبهم حفظ للرواية ، والعلماء يحزنهم تركهم للرعاية... » الوافي 3/274 . أبواب القرآن وفضائله .
الثاني : النقص أو الزيادة في الحروف ، أو في الحركات ، مع حفظ القرآن ، وعدم ضياعه ، وإن لم يكن مميزاً في الخارج عن غيره » .
والتحريف بهذا المعنى واقع في القرآن قطعاً فقد أثبتنا فيما تقدّم (1) عدم تواتر القراءات ، وأمّا غيرها فهو إمّا زيادة في القرآن ، وإمّا نقيصة فيه .(8)
الثالث : النقص أو الزيادة بكلمة ، أو كلمتين ، مع حفظ التحفظ على نفس القرآن المنزل » .
والتحريف بهذا المعنى قد وقع في صدر الإسلام ، وفي زمان الصحابة قطعاً ، ويدلنا على ذلك إجماع المسلمين على أن عثمان أحرق جملة من المصاحف وأمر ولاته بحرق كل مصحف غير ما جمعه .
وهذا يدّل على أن هذه المصاحف كانت مخالفة لما جمعه ، وإلاّ لم يكن هناك سبب موجب لإحراقها .
وقد ضبط جماعة من العلماء موارد الاختلاف بين المصاحف ، منهم :
عبدالله بن أبي داود السجستاني ، وقد سمّى كتابه هذا بكتاب ( المصاحف ) . وعلى ذلك فالتحريف واقع لا محالة ، إمّا من عثمان ، أو من كتاب تلك المصاحف ، ولكنا سنبين بعد هذا إن شاء الله تعالى : أن ما جمعه عثمان كان هو القرآن المعروف بين المسلمين ، الّذي تداولوه عن النبي صلّى الله عليه وآله يداً بيد .
فالتحريف بالزيادة والنقيصة إنما وقع في تلك المصاحف التي انقطعت بعد عهد عثمان .
وأما القرآن الموجود فليس فيه زيادة ، ولا نقيصة .
وجملة القول : إن من يقول بعدم تواتر تلك المصاحف ـ كما هو الصحيح ـ فالتحريف بهذا المعنى وإن كان قد وقع عنده في الصدر الأول إلاّ أنه قد انقطع في زمان عثمان ، وانحصر المصحف بما ثبت تواتره عن النبي صلّى الله عليه وآله .
وأما القائل : بتواترالمصاحف بأجمعها ، فلا بدّ له من الالتزام بوقوع التحريف بالمعنى المتنازع فيه في القرآن المنزل ، وبضياع شيء منه .
الرابع: « التحريف بالزيادة والنقيصة في الآية والسورة مع التحفظ على القرآن المنزل ، والمتسالم على قراءة النبي (صلی الله عليه وآله و سلم) إيّاها » .
والتحريف بهذا المعنى أيضاً واقع في القرآن قطعاً . فالبسملة ـ مثلاً ـ ممّا تسالم المسلمون على أن النبي (صلی الله عليه وآله و سلم) قرأها قبل كلّ سورة غير سورة التوبة .
وقد وقع الخلاف في كونها من القرآن بين علماء السنة . فاختار جمع منهم أنّها ليست من القرآن ، بل ذهبت المالكيّة إلى كراهة الإتيان بها قبل قراءة الفاتحة في الصلاة المفروضة ، إلا إذا نوى بها المصلّي الخروج من الخلاف ، وذهب جماعة أخرى إلى أن البسملة من القرآن . وأما الشيعة الإمامية فهم متسالمون على جزئية البسملة من كل سورة غير سورة التوبه ، واختار هذا القول جماعة من علماء السنة أيضاً ... وإذاً ، فالقرآن المنزل من السّماء قد وقع فيه التحريف يقيناً بالزيادة ، أو بالنقيصة .
الخامس : « التحريف بالزيادة بمعنى أن بعض المصحف الذي بأيدينا ليس من الكلام المنزل » .
والتحريف بهذا المعنى باطل بإجماع المسلمين ، بل هو ممّا علم بطلانه بالضرورة .
السادس : « التحريف بالنقيصة ، بمعنى أن المصحف الّذي بأيدينا لا يشتمل على جميع القرآن الّذي نزل من السّمآء ، فقد ضاع بعضه على النّاس » .
والتحريف بهذا المعنى هو الذّي وقع فيه الخلاف فأثبته قوم ونفاه آخرون (9) .
2 ـ رأي المسلمين في التحريف
المعروف بين المسلمين عدم وقوع التحريف في القرآن ، وأن الموجود بأيدينا هو جميع القرآن المنزل على النّبي الأعظم (صلی الله عليه وآله و سلم) وقد صرّح بذلك كثير من الاعلام .
منهم : بطل العلم المجاهد الشيخ محمد جواد البلاغي في مقدمة تفسيره ( آلاء الرحمن ) وقد نسب جماعة القول بعدم التحريف إلى كثير من الأعاظم منهم :شيخ المشايخ المفيد [ محمد بن محمد النعمان ] وَالمُتَبَحّر الجامع الشيخ البهائي ، والمحقق القاضي نور الله ، وأضرابهم .
قال الشيخ آقا بزرك في طبقات أعلام الشيعة : الشيخ محمد جواد البلاغي المولود سنة ( 1282 هـ ) ـ والمتوفى سنة ( 1352 هـ ) هو : الشيخ محمد جواد بن الشيخ حسن ... ابن الشيخ محمد علي بن محمد البلاغي النجفي الربعي نسبة الى ربيعة القبيلة المشهورة . من مشاهير علماء الشيعة في عصره . علاّمة جليل ، ومجاهد كبير ، ومؤلف مكثر خبير .
( آل البلاغي ) من أقدم بيوتات النجف وأعرقها في العلم والفضل والأدب .
انجبت هذه الأسرة عدّة من رجال العلم والدين ... والمترجم من أعلام هذا البيت المعاصرين . كان أحد مفاخر العصر علماً وعملاً .
وإليك من مؤلفاته المطبوع منها : ( الهدى إلى دين المصطفى ) جزءان في الرد على عبدة الثالوث و ( أنوار الهدى ) في إبطال بعض الشبه الإلحادية و( الرحلة المدرسية ) أو المدرسة السيارة ثلاثة أجزاء في الرد على الملل الخاطئة طبع مرتين وترجم إلى الفارسية وطبع أيضاً و ( التوحيد والتثليث ) في الرد على النصارى أيضا و ( إبطال فتوى الوهابيين ) بهدم قبور البقيع ، ورسالة في إبطال فتوى الوهابيين أيضاً و ( البلاغ المبين ) في الالهيات و ( أجوبة المسائل البغدادية ) في أصول الدين ورسالة في وضوء الإمامية وصلاتهم ، وصومهم طبعت بالإنجليزية و ( العقود المفضلة ) في حلّ المسائل المشكلة في الفقه ، تعليقة على مباحث البيع من ( المكاسب ) للشيخ الأنصاري و ( آلاء الرحمن ) في تفسير القرآن طبع منه الجزءان الأول والثاني وهو آخر تأليفه ومن أثمن التفاسير وأليقها بهذا العصر . وأما غير المطبوع فهو كثير ... الخ .(10)
القول بعدم التحريف : كل من كتب في الإمامة من علماء الشيعة وذكر فيه المثالب ، ولم يتعرض للتحريف فلو كان هؤلاء قائلين في التحريف لكان ذلك أولى بالذكر من إحراق المصحف وغيره .
وجملة القول : إن المشهور بين علماء الشيعة الإمامية ومحقّقيهم ، بل المتسالم عليه بينهم هو القول بعدم التحريف(11) .

رأي علماء الإماميَّة بعدم الزيادة والنقيصة في القرآن

ـ رأي الشيخ الصدوق طاب ثراه
قال العلامة الجليل المجاهد الشيخ محمد جواد البلاغي ( طاب ثراه ) في مقدمة تفسيره ( آلاء الرحمن ) المطبوعة في أوائل تفسير القرآن الكريم للعلامة الجليل المفسّر السيد عبد الله شبر في القاهرة تحت عنوان : قول الإمامية بعدم النقيصة في القرآن:
ولا يخفى أن شيخ المحدثين والمعروف بالاعتناء بما يروي وهو الصدوق ( طاب ثراه ) قال في كتاب ( الاعتقاد ) :
اعتقادنا أن القرآن الذي أنزله الله على نبيه محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم هو ما بين الدفتين ، وهو ما في أيدي الناس ليس بأكثر من ذلك ، ومبلغ سوره عند الناس مائة وأربع عشرة سورة ، وعندنا : أن الضّحى ، وألم نشرح سورة واحدة ولإيلاف ، وألم تر كيف .. سورة واحدة ، ومن نسب إلينا أنا نقول : أكثر من ذلك فهو كاذب (12) .
وقال الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان ( طاب ثراه ) :
وأما الوجه المجوز فهو أن يزاد فيه الكلمة ، والكلمتان ، والحرف ، والحرفان وما أشبه ذلك ممّا لا يبلغ حدّ الإعجاز ، ويكون ملتبساً عند أكثر الفصحاء بكلم القرآن ، غير أنّه لا بدّ متى وقع ذلك من أن يدل الله عليه ، ويوضح لعباده عن الحق فيه .
ولست أقطع على كون ذلك بل أميل إلى عدمه وسلامة القرآن عنه .
رأي الشريف المرتضى ( قدس سره ) :
قال الآشتياني :
وممّن صرَّح بعدم النقيصة علم الهدى ( قدس سرّه ) قال في جملة كلام له في تقريب عدم حدوث التغيير في القرآن المنزل للإعجاز ما هذا لفظه :
المحكي : أن القرآن كان على عهد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم مجموعاً مؤلفاً على ما هو عليه الآن فإن القرآن كان يحفظ ، ويدرّس جميعه في ذلك الزمان حتّى عيّن على جماعة من الصحابة في حفظهم له ، وأنه كان يعرض على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ، ويُتلى عليه ، وإنّ جماعة من الصحابة مثل :
عبدالله بن مسعود ، وأُبي بن كعب وغيرهما ختموا القرآن على النبي صلّى الله عليه وآله وسلم عدّة ختمات وكلّ ذلك يدلّ بأدنى تأمل على أنه كان مجموعاً مرتَّباً غير منثور ، ولا مبثوث . إلى آخر ما ذكره (13).
وقال الشيخ الطوسي ( طاب ثراه ) :
اعلم إن القرآن معجزة عظيمة على صدق النبي عليه السلام ، بل هو أكبر المعجزات وأشهرها . غير أن الكلام في إعجازه ، واختلاف الناس فيه ، لا يليق بهذا الكتاب لأنه يتعلّق بالكلام في الاصول . وقد ذكره علماء أهل التوحيد ، وأطنبوا فيه ، واستوفوه غاية الاستيفاء . وقد ذكرنا منه طرفاً صالحاً في شرح الجمل ، لا يليق بهذا الموضع لأن استيفاءه يخرج به عن الغرض ، واختصاره لا يأتي على المطلوب ، فالإحالة عليه أولى .
والمقصود من هذا الكتاب علم معانيه ، وفنون أغراضه .
وأما الكلام في زيادته ، ونقصانه فممّا لا يليق به أيضاً لأنّ الزيادة فيه مجمع على بطلانها . والنقصان منه ، فالظاهر أيظاً من مذهب المسلمين خلافه وهو الأليق بالصحيح من مذهبنا وهو الّذي نصره المرتضى رحمه الله وهوالظاهر في الروايات ... ورواياتنا متناصرة بالحث على قراءته ، والتمسك بما فيه ، وردّ ما يرد من اختلاف الأخبار
وقال ابن العماد الحنبلي : كان إماماً في التشيّع ، والكلام ، والشعر ، والبلاغة كثير التصانيف متبحّراً في فنون العلم . أخذ عن الشيخ المفيد .
ونقل ابن العماد عن ابن خلكان قال : كان إماماً في علم الكلام ، والشعر ، والأدب ، وله تصانيف على مذهب الشيعة ، ومقالة في أصول الدين ، وله : ديوان شعر إذا وصف الطيف أجاد فيه . (14) .
في الفروع إليه . وقد روي عن النبي ( ص ) رواية لا يدفعها أحد أنه قال :
( إنّي مخلّف فيكم الثقلين ، ما إن تمسكتم بهما لن تضلّوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ) .
وهذا يدلّ على موجود في كل عصر . لأنه لا يجوز أن يأمر بالتمسك بما لا نقدر على التمسك به كما أن أهل البيت عليهم السلام ومن يجب اتباع قوله حاصل في كل وقت .
وإذا كان الموجود بيننا مجمعا على صحّته فينبغي أن نتشاغل بتفسيره ، وبيان معانيه ، ونترك ما سواه (15) .
وذكر في الفن الخامس رأي السيد الشريف الرضي وقال :
واستوفى الكلام فيه غاية الاستيفاء في جواب : « المسائل الطرابلسيّات » وذكر في مواضع أن العلم بصحّة نقل القرآن كالعلم بالبلدان ، والحوادث الكبار ، والوقائع العظام ، والكتب المشهورة ، وأشعار العرب المسطورة ، فإن العناية اشتدّت ، والدّواعي توفرت على نقله ، وحراسته ، وبلغت إلى حدّ لم يبلغه فيما ذكرناه ، لأنّ القرآن معجزة النبوة ، ومأخذ العلوم الشرعية ، والأحكام الدينية ، وعلماء المسلمين قد بلغوا في حفظه ، وحمايته الغاية حتى عرفوا كل شيء اختلف فيه من إعرابه ، وقراءته ، وحروفه ، وآياته ، فكيف يجوز أن يكون مغيراً ، أو منقوصاً مع العناية الصادقة ، والضبط الشديد ..
المصادر :
1- أصول الكافي : 1/69 رقم الحديث 5
2- اصول الكافي : 1/69 رقم الحديث 1
3- أصول الكافي : 1/69 رقم الحديث 4
4- الشيعة في الميزان ص 314 طبع بيروت ـ لبنان .
5- نهج البلاغة شرح محمد عبده ص 335 ط بيروت ـ دارالمعارف
6- معجم رجال الحديث الجزء الأول .
7- المفردات في غريب القرآن ص 114
8- البيان في تفسير القرآن ص 158 طبع بيروت تحت عنوان : أدلّة تواتر القراءات .
9- البيان في تفسير القرآن ص 200 طبع بيروت .
10- نقباء البشر في القرن الرابع عشر : 1/324ـ325 طبعة النجف الأشرف ـ العراق
11- البيان في تفسير القرآن ص 200 ، 201 .
12- كتاب ( الاعتقاد ) ص 63 طبع طهران ( عام 1370 هـ ) .
13- بحر الفوائد في شرح الفرائد : ص 99 طبع طهران ( عام 1314 هـ ) .
14- شذرات الذهب : 3/256 طبع القاهرة
15- تفسيرالتبيان : 1/3 المطبعة العلمية النجف الأشرف ـ العراق ( عام 1376هـ ) .

 


source : راسخون
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

أسباب الغيبة الصغرى للإمام المهدي
في أن الاستقامة إنما هي على الولاية
صُبت علـَـيَ مصـــائبٌ لـ فاطمه زهراعليها ...
التقیة لغز لا نفهمه
الحجّ في نصوص أهل البيت(عليهم السلام)
وصول الامام الحسین(ع) الى کربلاء
دعاء الامام الصادق عليه السلام
الصلوات الكبيرة المروية مفصلا
الشفاعة فعل الله
أخلاق أمير المؤمنين

 
user comment