عربي
Wednesday 24th of April 2024
0
نفر 0

قراءة القرآن بالمعنى

قراءة القرآن بالمعنى
قال الراغب الأصبهاني : وذكر بعض العلماء : أنّ ابن عباس كان يجوّز أن يقرأ القرآن بمعناه ، واستدلّ بما روي عنه أنّه كان يعلّم رجلاً : طعام الأثيم ، فلم يكن يحسن الأثيم .
فقال قل :
الفاجر وليس ذلك بشيء فيما ذكره جلّ العلماء لأن ابن عباس أراد أن يعرّفه الأثيم ، فعرّفه بمعناه ، لمّا أعياه .
وقرأ بدل « والسارق ، والسارقة فاقطعوا أيديهما » فاقطعوا أيمانهما .
وكان عمر يقرأ : « غير المغضوب ، وغير الضالّين» .
وعبد الله بن الزبير : « صراط من أنعمت عليهم» .
وقرأ بعضهم :« وضربت عليهم المسكنة ، والذّل» .
وأبو بكر: « وجاءت سكرة الحق بالموت » (1) .
وقال السيوطي :
وأخرج ابن جرير ، وابن الأنباري في ( المصاحف ) عن ابن عباس رضي الله عنهما أنّه قرأ :
أفلم يتبّين الذين آمنو ، فقيل له إنهّا في ( المصحف ) : أفلم ييأس فقال :
أظن الكاتب كتبها وهو ناعس .
وأخرج ابن جرير عن علي أنّه كان يقرأ : أفلم يتبيّن الذين آمنوا.
وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما : .
أفلم ييأس يقول : يعلم ما أسقط من القرآن (2) .
قال السيوطي : وفي المستدرك عن ابن عباس قال :
سألت علي بن أبي طالب لم لم تكتب في براءة : بسم الله الرحمن الرحيم قال : لأنها أمان ، وبراءة نزلت بالسيف ، وعن مالك ، أنّ أوّلها لمّا سقط ، سقط معه البسملة فقد ثبت أنّها كانت تعدل البقرة لطولها . (3) .
وأخرج ابن أبي شيبة ، والطبراني في الأوسط ، وأبو الشيخ ، والحاكم ، وابن مردويه ، عن حذيفة قال :
الّتي تسمّون سورة التوبة هي : سورة العذاب ، والله ما تركت أحداً إلاّ نالت منه ، ولا تقرأن إلاّ ربعها .
وأخرج أبو الشيخ عن حذيفة قال :
ما تقرأن ثلثها . يعني : سورة التوبة . (4) .
وفي المستدرك عن حذيفة قال :
ما تقرأون ربعها يعني : براءة . (5) .
وأخرج الحاكم عن حذيفة قال : ما تقرأون ربعها يعني : براءة وأنكم تسموّنها سورة التوبة وهي سورة العذاب ، ثم قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه . (6) .
قال الراغب : أسقط ابن مسعود من مصحفه : أم القرى ، والمعوّذتين .
( قراءة تخالف صور حروفها ما في المصحف ، أوترتيبها ) قرىء بدل كالعهن : كالصوف . وبدل : فهي كالحجارة ، فكانت كالحجارة . (7) .
قال أبوعبيد ، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ، عن أيوب ، عن نافع ، عن ابن عمر قال :
ليقولون أحدكم قد أخذت القرآن كلّه ، وما يدريك ما كلّه قد ذهب منه قرآن كثير ..
ولكن ليقل : قد أخذت منه ما ظهر . (8) .
وأخرج ابن الأثير عن أبي الأسود الدؤلي قال :
... وكنّا نقرأ سورة كنّا نشبّهها بإحدى المسبّحات فأنسيتها . غير أنّي حفظت منها :
« يا أيّها الذين آمنوا ، لم تقولون ما لا تفعلون ؟ فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة » . (9) .
وقال الرافعي :
فذهب جماعة من أهل الكلام ممّن لا صناعة لهم إلاّ الظن ، والتأويل ، واستخراج الأساليب الجدليّة ، من كل حكم ، وكل قول إلى جواز أن يكون قد سقط عنهم من القرآن شيء حملاً على ما وصفوا من كيفيّة جمعه . ( إعجاز القرآن ص 41 طبعة مصر ) .
وقال السيوطي :
فائدة ـ قال ابن إشته في كتاب ( المصاحف ) :
أنبأ نا محمد بن يعقوب : حدثنا أبو داود ، حدثنا أبو جعفر الكوفي قال :
هذا تأليف مصحف أُبيّ :
الحمد ثم البقرة ، ثم النساء ، ثم آل عمران ، ثم الأنعام ، ثم الأعراف ، ثم المائدة ، ثم يونس ، ثم الأنفال ، ثم براءة ، ثم هود ، ثم مريم ، ثم الشعراء ، ثم الحج ، ثم يوسف ، ثم الكهف ، ثم النحل ، ثم الأحزاب ـ إلى أن يقول :
ثم الضحى ، ثم ألم نشرح ، ثم القارعة ثم التكاثر ، ثم العصر ثم سورة الخلع ثم سورة الحفد ثم ويل لكلّ همزة ... إلخ .
ثم قال السيوطي :
وبراءة نزلت بالسيف . وعن مالك : إنّ أوّلها لما سقط سقط معه البسملة ، فقد ثبت أنها كانت تعدل البقرة لطولها . (10) .
وفي مصحف ابن مسعود : [ عدد سور القرآن ] مائة واثنتي عشرة سورة لأنه لم يكتب المعوّذتين .
وفي مصحف أُبي : ست عشرة لأنه كتب في آخره سورتي الحفد والخلع . (11) .
« وأخرج أبو عبيد عن ابن سيرين قال : كتب أُبي بن كعب في مصحفه :
فاتحة الكتاب ، والمعوّذتين ، واللهمّ إنّا نستعينك ، واللهمّ إيّاك نعبد ، وتركهنّ ابن مسعود .
وكتب عثمان منهنّ : فاتحة الكتاب ، والمعوّذتين .
وأخرج البيهقي من طريق سفيان الثوري ، عن ابن جريج عن عطاء ، عن عبيد بن عمير ، أن عمر بن الخطاب قنت بعد الركوع فقال :
بسم الله الرّحمن الرّحيم
اللهمّ إنّا نستعينك ، ونستغفرك ، ونثني عليك ، ولا نكفرك ، ونخلع ، ونترك من يفجرك ، اللهمّ إياك نعبد ، ولك نصلّي ، ونسجد ، وإليك نسعى ، ونحفد ، نرجو رحمتك ، ونخشى نقمتك ، إنّ عذابك بالكافرين ملحق .
وممّا رفع رسمه من القرآن ، ولم يرفع من القلوب حفظه سورتي : القنوت في الوتر وتسمى سورتي : الحفد ، والخلع .
ذكر هذا الحسن بن المنازي في كتابه الناسخ والمنسوخ » . (12) .
وأخرج الراغب الأصبهاني عن عائشة قالت :
كانت الأحزاب تقرأ في زمن رسول الله صلّى الله عليه وسلم مائة آية فلما جمعه عثمان لم يجد إلاّ ما هو الآن ، وكان فيه آية الرجم . (13) .
وأخرج البخاري في تاريخه عن حذيفة قال :
قرأت سورة الأحزاب على النبي صلّى الله عليه وسلم فنسيت منها سبعين آية ما وجدتها .
وأخرج أبوعبيد في ( الفضائل ) ، وابن الأنباري ، وابن مردويه عن عائشة قالت :
كانت سورة الأحزاب تقرأ في زمان النبي صلّى الله عليه وسلم مئتي آية فلما كتب عثمان المصاحف لم يقدر منها إلا ما هو الآن (14)
وقال العلاّمة النيسابوري :
ويروى : أنّ سورة الأحزاب كانت بمنزلة السبع الطوال ، أو أزيد ثم وقع النقصان . ( تفسير غريب القرآن لنظام الدين الحسن بن محمد النيسابوري المطبوع بهامش تفسير الطبري طبع بولاق : 1/361 ، 362 ) .
وأخرج الترمذي (هو : ابو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي . ولد سنة مائتين ، بترمذ ، وتوفي بها ( سنة279 ) تسع وسبعين ومائتين هـ وكان حافظاً متقناً في صناعة الحديث ، وفي كتابه فوق خمسة آلاف حديث) (15)عن سعيد بن المسيب ، عن عمر بن الخطاب قال :
رجم رسول الله صلّى الله عليه وسلم ، ورجم أبو بكر ، ورجمت ، ولولا أنّي أكره أن أزيد في كتاب الله لكتبته في المصحف ، فإني قد خشيت أن تجيء أقوام فلا يجدونه في كتاب الله فيكفرون به قال : وفي الباب عن علي .
قال أبو عيسى : حديث عمر حسن صحيح وروي من غير وجه عن عمر (16) .
وقال الشيخ محمد أنور في (فيض الباري على صحيح البخاري ) : 4/453 ط مصر باب رجم الحبلى من الزنى إذا أُحصنت.
قوله : [ فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل :
والله ما نجد آية من كتاب الله ، الخ ] وقد كان عمر أراد أن يكتبها في المصحف .
فإن قلت : إنها كانت من كتاب الله ، وجب أن تكتب ، وإلاّ وجب أن لا تكتب ، فما معنى قول عمر ؟!!
قلت : أخرج الحافظ عنه : لكتبتها في آخر القرآن .
وقال جلال الدين السيوطي :
وأخرج محمد بن نصر المروزي في كتاب الصّلاة عن أُبي بن كعب أنّه كان يقنت بالسورتين فذكرهما ، وأنّه كان يكتبهما في مصحفه .
وقال بن الضرّيس :
أنبأنا ابن جميل المروزي ، عن عبد الله بن المبارك ، أنبأنا الأجلح عن عبد الله بن عبدالرحمن عن أبيه قال :
في مصحف ابن عباس قراءة أُبي ، وأبي موسى :
بسم الله الرحمن الرّحيم
اللهم إنّا نستعينك ، ونستغفرك ، ونثني عليك الخير ، ولا نكفرك ، ونخلع ، ونترك من يفجرك . وفيه :
اللهمّ إيّاك نعبد ، ولك نصلّي ونسجد ، وإليك نسعى ونحفد ، نخشى عذابك ونرجو رحمتك ، إن عذابك بالكفار ملحق(17) .
وأخرج الطبراني بسند صحيح عن أبي إسحاق قال :
أمّنا اُميّة بن عبد الله بن خالد بن اُسيد بخراسان فقرأ بهاتين السورتين :
انّا نستعينك ، ونستغفرك (18) .
وقال العلامة الكبير الشيخ محمد جواد البلاغي النجفي (طاب ثاره) :
لا نقول لهذا الراوي : إنّ هذا الكلام لا يشبه بلاغة القرآن ، ولا سوقه فإنّا نسامحه في معرفة ذلك ، ولكنّا نقول له : كيف يصح قوله : يفجرك وكيف تتعدّى كلمة يفجر ؟!!
وايضاً إنّ الخلع يناسب الأوثان ، إذن فماذا يكون المعنى ، وبماذا يرتفع الغلط ؟!!
والثانية منها :
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم إيّاك نعبد ، ولك نصلّي ونسجد ، واليك نسعى ، ونحفد ؟ ، نرجو رحمتك ، ونخشى عذابك ، إنّ عذابك بالكافرين ملحق .
ولنسامح الراوي ايضاً فيما سامحناه فيه في الرواية الأولى ولكنّا نقول له :
ما معنى الجدّ هنا ؟!!!
أهو العظمة ، أو الغنى ؟ أو ضدّ الهزل ، أو حاجة السجع .
نعم : في رواية عبيد : نخشى نقمتك ، وفي رواية عبد الله : نخشى عذابك .
وما هي النكتة في التعبير بقوله :« ملحق » ؟!!
وما هو وجه المناسبة ، وصحة التعليل لخوف المؤمن ، من عذاب الله بأن عذاب الله بالكافرين ملحق .
بل إن هذه العبارة تناسب التعليل لئلا يخاف المؤمن من عذاب الله لأنّ عذابه بالكافرين ملحق .(19)
أخرج البخاري : عن اسرائيل عن المغيرة ، عن إبراهيم ، عن علقمة قال :
قدمت الشام فصلّيت ركعتين ثم قلت :
اللهمّ يسرّ لي جليساً صالحاً . فأتيت قوماً فجلست إليهم فإذا شيخ قد جاء حتى جلس إلى جنبي فقلت من هذا قالوا :
أبو الدرداء فقلت :
إنّي دعوت الله أن ييّسر لي جليساً صالحاً فيسّرك الله لي قال :
ممّن أنت ؟ قلت : من أهل الكوفة .
قال : أوليس عندكم ابن أم عبد صاحب النعلين ، والوسادة ، والمطهرة ، وفيكم الّذي أجاره الله من الشيطان على لسان نبيّه صلّى الله عليه وسلّم .
أوليس فيكم صاحب سرّ النّبي صلّى الله عليه واله وسلّم الّذي لا يعلمه أحد غيره ثم قال :
كيف يقرأ عبد الله « والليل إذا يغشى ، والنّهار إذا تجلّى ، والذكر والأنثى » قال :
والله لقد أقرأنيها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من فيه إلى فيّ (20).
وقال البخاري : حدثّنا سليمان بن حرب . حدثّنا شعبة عن مغيرة عن إبراهيم قال :
ذهب علقمة إلى الشام فلمّا دخل المسجد قال :
اللهم يسّر لي جليساً صالحاً فجلس إلى أبي الدرداء ، فقال أبو الدرداء :
ممّن أنت ؟ قال : من أهل الكوفة .
قال : أليس فيكم أو منكم صاحب السّر الذي لا يعلمه غيره ؟ يعني حذيفة .
قال : قلت بلى .
قال : أليس فيكم ، أو منكم الّذي أجاره الله على لسان نبيّه صلّى الله عليه وسلّم من الشيطان ؟ يعني عماراً قلت : بلى .
قال : أليس فيكم ، أو منكم صاحب السّواك ، أو السّر ؟ قال : بلى .
قال : كان عبد الله يقرأ :
« والليل إذ يغشى ، والنّهار إذا تجلّى » ؟
قلت : والذكر والأنثى .
قال : ما زال بي هؤلاء حتى كادوا يستنزلوني عن شيء سمعته من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم .
وأخرجه بلفظ آخر كما يأتي :
حدثنا موسى عن أبي عوانة ، عن مغيرة عن علقمة قال :
دخلت الشام فصلّيت ركعتين فقلت :
اللهم يسّر لي جليساً فرأيت شيخاً مقبلاً فلمّا دنا قلت : أرجو أن يكون استجاب .
قال : من أين أنت ؟ قلت : من أهل الكوفة .
قال : أفلم يكن فيكم صاحب النعلين ، والوسادة ، والمطهرة ؟
أولم يكن فيكم الذي أجير من الشيطان ؟
أولم يكن فيكم صاحب السّر الذي لا يعلمه غيره ؟ كيف قرأ ابن أمّ عبد ، والليل ؟
فقرات : « والليل إذا يغشى ، والنّهار إذا تجلى ، والذكر والأنثى » .
قال : أقرأنيها النبي صلّى الله عليه وسلم فاه إلى فيّ فما زال هؤلاء حتى كادوا يردوني (21).
المصادر :
1- المحاضرات : 2/250 طبعة مصر عام 1287 هـ .
2- الإتقان في علوم القرآن : 1/65
3- الدر المنثور : 3/208
4- الدر المنثور : 4 / 63 ، 64 .
5- الإتقان في علوم القرآن : 2/26 طبعة مصر
6- المستدرك : 2/331 طبع حيدر آباد ـ الهند
7- المحاضرات : 2/250 طبعة مصر
8- الإتقان في علوم القرآن : 2 / 25 ، الدر المنثور في التفسير بالمأثور 2 / 298
9- جامع الأصول : 3/8 رقم الحديث 904
10- الإتقان في علوم القرآن : 1/64 ، 65
11- الإتقان في علوم القرآن : 1/65 طبعة مصر
12- الإتقان في علوم القرآن : 1/25 ، 26
13- المحاضرات : 2/250 ط مصر عام 1287هـ
14- الدر المنثور : 5/180 ، الإتقان في علوم القرآن : 2/25
15- التاج الجامع للأصول 1/15
16- صحيح الترمذي : 5/204 الطبعة الأولى المطبعة المصرية بالأزهر ( عام 1350هـ ـ 1931 م ) بشرح ابن العربي المالكي باب ما جاء في تحقيق الرجم .
17- الإتقان في علوم القرآن :1/65 ، تفسير روح المعاني 1/25 المطبعة المنيرية بمصر.
18- المصدر السابق :1/65 .
19- مقدمة تفسير آلاء الرحمن ص 16 المطبوع في أوائل تفسير شبر بالقاهرة .
20- صحيح البخاري مشكول بحاشية السندي : 2/305 طبعة دار إحياء الكتب العربية عيسى البابي الحلبي ومسجلة برقم 223 باب مناقب عمار وحذيفة
21- صحيح البخاري : 2/307 باب مناقب عبدالله بن مسعود ، المحاضرات للراغب وفي المحاضرات 2/250 ط مصر عام 1278 هـ ذكر الراغب بدل يردوني : يردونني ، وزاد بعده : عنهما .

 


source : راسخون
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

كربلاء ملحمة تتجدد
باب المحرم، من رمى، من قتل
ما أوحي إلى آدم ع
السخرية.. بواعثها وآثارها
الصراع على السلطة بين الأصهب والأبقع
معنى النفاق لغةً واصطلاحاً
حادثة غريبه لعبيد الله ابن زياد
وهذا الحديث يدل أيضاً على وجوب الحج قبل سنة عشر
ماهية الصلاة البتراء والأحاديث الناهية عنها عند ...
أهداف نهضة عاشوراء

 
user comment