عربي
Saturday 20th of April 2024
0
نفر 0

بین الغلو والبغض

بین الغلو والبغض

مما لاشک فیه أن خصال الخیر والمکارم تقع بین محذورین أو قل بین رذیلتین، فالشجاعة تقع بین التهور والجبن، والکرم یقع بین البخل والاسراف، والاعتدال فی حبّ أهل البیت علیهم السلام یقع بین الغلو والبغض، وقد نبّه النبی المصطفى صلى الله علیه وآله وسلم والاَئمة الهداة علیهم السلام على هلاک الغالین والمبغضین ونجاة المعتدلین فی حبهم علیهم السلام.
قال أمیر المؤمنین علیه السلام: «قال لی النبی صلى الله علیه وآله وسلم: فیک مثلٌ من عیسى، أبغضته الیهود حتى بهتوا أُمّه، وأحبّته النصارى حتى أنزلوه بالمنزلة التی لیس به».
ثم قال علیه السلام: «یهلک فیَّ رجلان: محبّ مفرط یقرظنی بما لیس فیَّ، ومبغض یحمله شنآنی على أن یبهتنی» (1).
وعلیه فلابدّ من بیان منازل حبهم علیهم السلام لیتسنى لنا الامساک بالنمط الاَوسط والنمرقة الوسطى التی بها یلحق التالی وإلیها یرجع الغالی.

الغلوّ

الغلوّ فی اللغة: هو مجاوزة الحدّ والخروج عن القصد (2)، قال تعالى: (یا أهلَ الکِتابِ لا تَغلُوا فی دِینِکُم وَلا تَقُولُوا عَلى اللهِ إلاّ الحَقَّ إنَّما المسِیحُ عِیسَى ابنُ مَریمَ رَسُولُ اللهِ وکلِمَتُهُ ألقاهآ إلى مَریَمَ ورُوحٌ مِّنهُ فامِنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ ولا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انتَهُوا خَیراً لَّکُم إنَّما الله إلهٌ واحِدٌ سُبحَانَهُ أن یَکونَ لَهُ وَلَدٌ)(3).
قال الشیخ المفید رضی الله عنه: فنهى عن تجاوز الحدّ فی المسیح، وحذّر من الخروج عن القصد فی القول، وجعل ما ادّعته النصارى فیه غلوّاً لتعدّیه الحدّ (4).
والغلوّ فی الاصطلاح: هو مجاوزة الحدّ المعقول والمفروض فی العقائد الدینیة والواجبات الشرعیة.
والغالی عند الشیعة الاِمامیة: من یقول فی أهل البیت علیهم السلام ما لا یقولون فی أنفسهم کما یدّعون فیهم النبوة والاُلوهیة (5).
قال الاِمام الصادق علیه السلام: «لعن الله من قال فینا ما لا نقوله فی أنفسنا، لعن الله من أزالنا عن العبودیة لله الذی خلقنا، وإلیه مآبنا ومعادنا، وبیده نواصینا» (6).

أسباب نشوء الغلوّ

الغلوّ ظاهرة غیر طبیعیة تنمُّ عن الانحطاط الفکری والفساد العقیدی، ومردّ هذا الفساد إلى عدم فهم الدین والابتعاد عن حقیقة العبودیة لله والانبهار بکرامات المخلوق دون معجزات الخالق.
وقد نشأ الغلو لاَسباب عدیدة، منها الرواسب والآثار الفکریة المتسربة من الاَدیان السابقة، وقد أشار الکتاب الکریم إلى وجود هذا الانحراف عند أهل الکتاب کما مرَّ فی الآیة المتقدمة وفی قوله تعالى: (لَّقد کَفَرَ الَّذِینَ قَالُوا إنَّ اللهَ هُوَ المسِیحُ ابنُ مَریَمَ) (7).
ومنها أسباب سیاسیة تهدف إلى التسلط على رقاب الناس وطلب الرئاسة والزعامة، أو إلى الحط من مکانة الاَشخاص الذین یغالون فیهم وتشویه سمعتهم والتقلیل من شأنهم وتکفیرهم، أو إلى اتهام إحدى الفرق بتألیه البشر لافساد عقیدتها وتشویه مبادئها وابعاد الناس عنها.
قال الاِمام الرضا علیه السلام: «إنّ مخالفینا وضعوا أخباراً فی فضائلنا، وجعلوها على ثلاثة أقسام: أحدها الغلو، وثانیها التقصیر فی أمرنا، وثالثها التصریح بمثالب أعدائنا، فإذا سمع الناس الغلو فینا کفّروا شیعتنا ونسبوهم إلى القول بربوبیتنا، وإذا سمعوا التقصیر اعتقدوه فینا، وإذا سمعوا مثالب أعدائنا بأسمائهم ثلبونا بأسمائنا، وقد قال الله عزَّ وجلَّ:
(ولا تَسُبُّوا الَّذِینَ یَدعُونَ مِن دُونِ اللهِ فَیَسُبُّوا اللهَ عَدَواً بِغیرِ عِلمٍ) (8).
ومنها المصالح المادیة والاَطماع الشخصیة الهادفة إلى ابتزاز أموال الناس وأکلها بالباطل، ومنها النزوات الفردیة الدنیئة الناشئة من الشذوذ الخلقی والعقد النفسیة التی دعت أصحابها إلى التمرد على شرعة الخالق العزیز، فأباحوا المحرمات واستخفوا بالعبادات ورکنوا إلى اللهو والدعة، ولجمیع الاَسباب التی ذکرناها وبشکل عام یمکن القول إن الغلو بمظاهره المختلفة ظاهرة طارئة نشأت بدعم منظّم من قبل أعداء الاِسلام الذین عجزوا عن مواجهته فی مواطن الوغى وساحات القتال، فظلّوا یکیدون له ویتربصون به الدوائر، لیسلبوا مبادىَ الاِسلام من نفوس أبنائه، ویشوهوا أساسیاته وضروریاته ومعتقداته، ولم یتم لهم مرادهم، فقد قطع الاَئمة الهداة علیهم السلام الطریق أمام هذا الداء الوبیء وحاربوه بکل ما أُتیح لهم من عناصر القوة والامکان.

مقولات الغلاة وفرقهم

أهمّ مقولات الغلاة هو القول بأُلوهیة النبی صلى الله علیه وآله وسلم والاَئمة علیهم السلام وبکونهم شرکاء لله سبحانه فی الربوبیة، وکونهم یرزقون ویخلقون، وأن الله تعالى حلّ فیهم أو اتحد بهم، وانهم یعلمون الغیب من غیر وحی أو إلهام، والاعتقاد بکونهم من القدم مع نفی الحدوث عنهم، والقول بأن معرفتهم تغنی عن جمیع الطاعات والعبادات، ولا تکلیف مع تلک المعرفة، والقول بأنّ الله فوض إلیهم أمر العباد بالتفویض المطلق على جهة
الاستقلال، والقول بأن الاَئمة علیهم السلام أنبیاء، والقول بتناسخ أرواح بعضهم إلى بعض، وإنکار موتهم وشهادتهم بمعنى أنهم لم یُقتلوا بل شبّه لقاتلیهم، وتفضیل الاَئمة علیهم السلام على النبی صلى الله علیه وآله وسلم فی العلم أو الشجاعة وغیرها من مکارم الاخلاق، إلى غیر ذلک من العقائد الفاسدة التی تنقص من عظمة الخالق وقدرته وشأنه وإنزال المخلوق بمنزلته تعالى الله عن ذلک علواً کبیراً، أو تلک التی تفرّط فی حق الاَئمة علیهم السلام وتنزلهم فی غیر المنزلة التی جعلها الله لهم والرتبة التی خصّهم بها.
وفِرق الغلاة کثیرة نشأت فی أدوار مختلفة، منهم البیانیة والخطابیة والشعیریة والمغیریة والبائیة والغرابیة والعلیائیة والمخمسة والبزیعیة والمنصوریة (9)، وغیرهم من فرق الضلال التی انقرضت جمیعاً والحمد لله.
ومن یدین ولو ببعض معتقداتهم فهو کافر ملعون خارج عن الاِسلام بنصّ الکتاب الکریم والسُنّة المطهّرة وإجماع الطائفة المحقّة الاثنی عشریة على ما سیأتی بیانه.

موقف أهل البیت علیهم السلام من الغلاة

وقف أهل البیت علیهم السلام موقفاً صریحاً مضاداً لحرکة الغلو، فاجتهدوا فی محاربته، وبذلوا کل ما بوسعهم للقضاء على الغلو والغلاة والحیلولة دون انتشاره، وبینوا أن الغلو کفر وشرک وخروج عن الاِسلام، ولعنوا الغلاة وتبرّءوا منهم، وقطع الطریق أمامهم وکشفوا عن تمویهاتهم وأکاذیبهم،
وحذّروا شیعتهم منهم، وفیما یلی طائفة من الاخبار الواردة فی هذا الشأن.
1 ـ قال رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم: «إیاکم والغلو، فإنّما أهلک من کان قبلکم الغلو فی الدین» (10).
2 ـ وقال أمیر المؤمنین علیه السلام: «بنی الکفر على أربع دعائم: الفسق، والغلو، والشک، والشبهة» (11).
3 ـ وقال علیه السلام: «إیاکم والغلو فینا، قولوا: عبید مربوبون، وقولوا فی فضلنا ما شئتم» (12).
4 ـ وقال الاِمام الصادق علیه السلام: «قل للغالیة توبوا إلى الله، فانکم فسّاق کفار مشرکون» (13).
5 ـ وقال علیه السلام: «لعن الله عبدالله بن سبأ، إنّه ادعى الربوبیة فی أمیر المؤمنین علیه السلام، وکان والله أمیر المؤمنین علیه السلام عبداً لله طائعاً، الویل لمن کذب علینا، وإنّ قوماً یقولون فینا ما لا نقوله فی أنفسنا، نبرأ إلى الله منهم، نبرأ إلى الله منهم» (14).
6 ـ وعنه علیه السلام وقد سأله سدیر: إنّ قوماً یزعمون أنکم آلهة، یتلون بذلک علینا قرآناً (وَهُوَ الَّذِی فی السَّماءِ إلَهٌ وفی الاَرضِ إلَهٌ) (15)؟ فقال علیه السلام: « یاسدیر، سمعی وبصری وبشری ولحمی ودمی وشعری من هؤلاء براء، وبریء الله منهم، ما هؤلاء على دینی ولا على دین آبائی، والله لا یجمعنی الله وإیاهم یوم القیامة إلاّ وهو ساخط علیهم» (16).
7 ـ وقال علیه السلام: «احذروا على شبابکم الغلاة لا یفسدونهم، فان الغلاة شرّ خلق الله، یصغّرون عظمة الله ویدّعون الربوبیة لعباد الله، والله إنّ الغلاة شرّ من الیهود والنصارى والمجوس والذین أشرکوا» (17).

موقف أعلام الاِمامیة من الغلاة

وقف أتباع مذهب أهل البیت علیهم السلام من أعلام الفرقة المحقّة موقفاً واضحاً وصریحاً من حرکة الغلو والغلاة، یستند إلى الاخبار الواردة عن أئمة أهل البیت علیهم السلام، فأجمعوا على البراءة من مقولاتهم الفاسدة ولعنوهم وبینوا کذبهم وافتراءاتهم فی العدید من کتب العقائد والکلام، والیک نماذج من أقوالهم.
قال الشیخ الصدوق رضی الله عنه: (اعتقادنا فی الغلاة والمفوضة أنهم کفار بالله تعالى، وأنهم شرّ من الیهود والنصارى والمجوس والقدریة والحروریة، ومن جمیع أهل البدع والاَهواء والمضلّة) (18).
وقال الشیخ المفید رضی الله عنه: (والغلاة من المتظاهرین بالاِسلام، هم الذین نسبوا أمیر المؤمنین والاَئمة من ذریته علیهم السلام إلى الاَُلوهیة والنبوة... وهم ضلاّل کفّار، حکم فیهم أمیر المؤمنین علیه السلام بالقتل والتحریق بالنار، وقضت الاَئمة علیهم السلام علیهم بالاکفار والخروج عن الاِسلام) (19).
وقال الشیخ المظفر رضی الله عنه: (لا نعتقد فی أئمتنا علیهم السلام ما یعتقده الغلاة والحلولیین (کَبُرت کَلِمةً تَخرُجُ مِن أفوَاهِهِم) بل عقیدتنا الخاصة أنّهم بشر مثلنا، لهم ما لنا، وعلیهم ما علینا، وإنّما هم عباد مکرمون، اختصّهم الله تعالى بکرامته، وحباهم بولایته، إذ کانوا فی أعلى درجات الکمال اللائقة فی البشر من العلم والتقوى والشجاعة والکرم والعفّة وجمیع الاخلاق الفاضلة والصفات الحمیدة، لا یدانیهم أحدٌ من البشر فیما اختصوا به.
قال إمامنا الصادق علیه السلام: «ما جاءکم عنّا ممّا یجوز أن یکون فی المخلوقین ولم تعلموه ولم تفهموه فلا تجحدوه وردوه إلینا، وما جاءکم عنا مما لا یجوز أن یکون فی المخلوقین فاجحدوه ولا تردوه إلینا» (20).
وقال الشیخ کاشف الغطاء فی معرض حدیثه عن الغلاة ومقالاتهم: (أما الشیعة الاِمامیة وأئمتهم علیهم السلام فیبرأون من تلک الفرق براءة التحریم... ویبرأون من تلک المقالات، ویعدونها من أشنع الکفر والضلالات، ولیس دینهم إلاّ التوحید المحض، وتنزیه الخالق عن کل مشابهة للمخلوق..) (21).

بغض أهل البیت علیهم السلام

إلى جانب الغلو فی النبی والاَئمة علیهم السلام فان البعض یقصّر فی حقهم وینتقص من قدرهم ویحط من مکانتهم الحقّة عند الله تعالى ومنزلتهم ودورهم فی تبلیغ الرسالة والحفاظ علیها وتنفیذ أحکامها، منکرین ماینسب إلیهم من معاجز وکرامات ذهبت بها الرکبان وشهد لها الموالف والمخالف، فجعلوهم کسائر الناس، والاَنکى من ذلک أن البعض من الناصبة قد یصل إلى حد البغض المقیت والحقد الدفین لکلِّ ما یمت إلى أهل البیت علیهم السلام من عقائد ومکارم وفضائل ولکلِّ من یدین بحبهم ویقتدی بهم کقادة رسالیین انتجبهم الله تعالى لتبلیغ دینه واتمام رسالته.
وبغضهم علیهم السلام عصیان لاَمر الله تعالى ولاَمر رسوله صلى الله علیه وآله وسلم القاضی بمحبتهم والتمسک بحبلهم والاقتداء بهدیهم، وهو بغض لله تعالى ولرسوله صلى الله علیه وآله وسلم، قال الرسول الاَکرم صلى الله علیه وآله وسلم مشیراً إلى أهل البیت علیهم السلام: «من أبغضهم فقد أبغضنی» (22)‌
، وقال الاِمام الرضا علیه السلام: «من أبغضکم فقد أبغض الله»(23) ، وقال صلى الله علیه وآله وسلم: «من سبّ علیاً فقد سبّنی، ومن سبنی فقد سبّ الله» (24).
وبغضهم علیهم السلام من علامات النفاق والشقاء ورداءة الولادة، قال رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم: «من أبغضنا أهل البیت فهو منافق» (25).
وقال صلى الله علیه وآله وسلم: «لا یبغضنا إلاّ منافق شقی»(26).
وقال صلى الله علیه وآله وسلم: «لا یبغضهم إلاّ شقی الجَدّ ردیء الولادة»(27).

آثار بغضهم علیهم السلام

إذا کانت مودة أهل البیت علیهم السلام تضمن للمرء سعادة الدارین، فإن بغضهم ونصب العداء لهم یوجب الخروج عن الملّة ودخول النار وغضب الجبّار والشقاء الاَبدی کما هو مدلول الاَحادیث الصحیحة الآتیة:
1 ـ قال رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم: «والذی نفسی بیده، لا یبغضنا أهل البیت أحدٌ إلاّ أدخله الله النار» (28).
2 ـ وقال صلى الله علیه وآله وسلم: «صنفان من أُمتی لا نصیب لهما فی الاِسلام: الناصب لاَهل بیتی حرباً، وغالٍ فی الدین مارقٌ منه» (29).
3 ـ وقال صلى الله علیه وآله وسلم مشیراً إلى الحسن والحسین علیهما السلام: «من أبغضهما فقد أبغضنی، ومن أبغضنی فقد أبغض الله، ومن أبغض الله أدخله النار» (30).
4 ـ وقال صلى الله علیه وآله وسلم: «من أبغضهم أبغضه الله» (31).
5 ـ وقال صلى الله علیه وآله وسلم: «من أبغضنا أهل البیت حشره الله یوم القیامة یهودیاً» قال جابر بن عبدالله الانصاری: فقلت: یا رسول الله، وإن صام وصلّى وزعم أنّه مسلم ؟ قال صلى الله علیه وآله وسلم: «وان صام وصلّى وزعم أنه مسلم» (32).
6 ـ وقال أمیر المؤمنین علیه السلام: «لمبغضینا أفواج من سخط الله» (33).
7 ـ وقال الاِمام الباقر علیه السلام: «جاء رجل إلى النبی صلى الله علیه وآله وسلم فقال: یا رسول الله ، أکلّ من قال لا إله إلاّ الله مؤمن ؟ قال صلى الله علیه وآله وسلم: إن عداوتنا تلحق بالیهود والنصارى» (34).

الاعتدال فی محبّة أهل البیت علیهم السلام

مما تقدم تبین لنا أن النجاة تتمثل فی الاعتدال بحبهم علیهم السلام، فهو الحدّ الوسط الذی یقع بین الافراط والتفریط، وهو الحبّ الذی أُمرنا به، وعلینا أن ندین به ونلقى الله علیه، وهو حبّ لله وفی الله سبحانه.
قال رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم: «یا علی، ان فیک مثلاً من عیسى بن مریم، أحبّه قوم فأفرطوا فی حبّه فهلکوا فیه، وأبغضه قوم فأفرطوا فی بغضه فهلکوا فیه، واقتصد فیه قوم فنجوا» (35).
وقال الاِمام أمیر المؤمنین علیه السلام: «أحبونا بحبّ الاِسلام، فان رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم قال: لاتعرّفونی فوق حقی، فإنّ الله تعالى اتخذنی عبداً قبل ان یتخذنی رسولاً»(36).
وقال أمیر المؤمنین علیه السلام: «سیهلک فیَّ صنفان: محبّ مفرط یذهب به الحبّ إلى غیر الحق، ومبغض مفرط یذهب به البغض إلى غیر الحق، وخیر الناس فیَّ حالاً النمط الاَوسط فالزموه» (37).
وقال علیه السلام: «یهلک فینا أهل البیت فریقان: محبّ مطری، وباهت مفتری»(38).
وقال الاِمام الرضا علیه السلام: «نحن آل محمد النمط الاَوسط الذی لا یدرکنا الغالی ولا یسبقنا التالی» (39).
اللهمَّ اجعلنا أنصار صدق لهم، وأمتنا على محبّتهم، واحشرنا على موالاتهم، إنّک نعم المولى ونعم النصیر.
المصادر :
1- مسند أحمد 1: 160. والصواعق المحرقة: 123. ومسند أبی یعلى 1: 406 / 534. وترجمة أمیر المؤمنین علیه السلام من تاریخ مدینة دمشق 2: 237 / 742. وأمالی الطوسی 256 / 462. والسُنّة / ابن أبی عاصم: 470 / 1004، المکتب الاِسلامی ـ بیروت ط2.
2- لسان العرب 15: 2 ـ غلا ـ. ومختار الصحاح: 480.
3- سورة النساء: 4 / 171.
4- تصحیح الاعتقاد / المفید: 109، سلسلة مؤلفات الشیخ المفید، دار المفید ـ بیروت ط2.
5- مجمع البحرین / فخر الدین الطریحی ـ غلو ـ 2: 1332، مؤسسة البعثة ـ قم ط1.
6- بحار الانوار / المجلسی 25: 297 / 59 عن رجال الکشی، مؤسسة الوفاء ـ بیروت ط2.
7- سورة المائدة: 5 / 17.
8- عیون أخبار الرضا علیه السلام 1: 237 / 63. وبشارة المصطفى: 221 والآیة من سورة الانعام: 6 /108.
9- راجع، الفرق بین الفرق / البغدادی. والمقالات والفرق/ الاَشعری. وفرق الشیعة/ النوبختی. والملل والنحل / الشهرستانی. وموسوعة الفرق الاِسلامیة / محمد جواد مشکور.
10- الطبقات الکبرى / ابن سعد 2: 180 ـ 181. والسنن الکبرى / البیهقی 5: 127.
11- اُصول الکافی 2: 391 / 1.
12- الخصال: 614 / 10. وتحف العقول عن آل الرسول صلى الله علیه وآله وسلم / ابن شعبة الحرانی: 104، المطبعة الحیدریة ـ النجف الاَشرف ط5. وغرر الحکم: 2740.
13- رجال الکشی: 297 / 527.
14- رجال الکشی: 106 / 170 ـ 174.
15- سورة الزخرف: 43 / 84.
16- اُصول الکافی 1: 269 / 6.
17- أمالی الطوسی: 650 / 1349.
18- اعتقادات الصدوق: 97 / 37، المؤتمر العالمی لاَلفیة الشیخ المفید ـ قم ط1.
19- تصحیح الاعتقاد: 131 فصل فی الغلو والتفویض.
20- عقائد الاِمامیة / الشیخ المظفر: 326 / 28 عقیدتنا فی الاَئمة علیهم السلام، مؤسسة الاِمام علی علیه السلام ـ قم ط1.
21- أصل الشیعة وأصولها / الشیخ کاشف الغطاء: 173 ـ 177، مؤسسة الاِمام علی علیه السلام ـ قم ط1.
22- ترجمة الاِمام الحسین علیه السلام من تاریخ مدینة دمشق: 91 / 126.
23- عیون أخبار الرضا علیه السلام: 2 / 279.
24- المستدرک /الحاکم 3: 121. وکنز العمال 6: 401. ومسند أحمد 6: 323. وخصائص النسائی: 24.
25- فضائل الصحابة 2: 661/ 1126. والدر المنثور 6: 7. وکشف الغمة 1: 47. وذخائر العقبى: 18.
26- ذخائر العقبى: 18. وینابیع المودة 2: 134 / 381. والصواعق المحرقة: 230.
27- الریاض النضرة 2: 189. وأرجح المطالب: 309. ومناقب العشرة: 189.
28- المستدرک / الحاکم 3: 162/ 4717 وصححه. والدر المنثور 6: 7. والصواعق المحرقة: 143. والخصائص الکبرى 2: 266. وسیر أعلام النبلاء 2: 123 وغیرها.
29- من لا یحضره الفقیه 3: 258 / 10 کتاب النکاح، باب ما أحلَّ الله عزّ وجلَّ من النکاح وماحرّم منه.
30- مسند أحمد 2: 288. والمستدرک / الحاکم 3: 166. وسنن الترمذی 2: 24 و 307. والمعجم الکبیر: 133. وکنز العمال 13: 105. ومجمع الزوائد 9: 181. وذخائر العقبى: 123. وتاریخ بغداد 1: 141.
31- کنز العمال 12: 98 / 34168. وبشارة المصطفى: 40.
32- المعجم الاوسط / الطبرانی 4: 389 / 4002. وأمالی الصدوق: 273 / 2. وروضة الواعظین: 297. ومجمع الزوائد 9: 172.
33- تحف العقول: 116. والخصال: 627/ 10. وغرر الحکم: 7342.
34- أمالی الصدوق: 221 / 17. وبشارة المصطفى: 120.
35- أمالی الطوسی: 345. وکشف الغمة 1: 321. وتقدم فی أول الفصل قریب منه ومن مصادر أُخرى.
36- المعجم الکبیر/ الطبرانی 3: 138 / 2889.
37- نهج البلاغة: الخطبة (127).
38- السنة / ابن أبی عاصم: 470/ 1005.
39- اُصول الکافی 1: 101/ 3 باب النهی عن الصفة بغیر ما وصف به نفسه تعالى.

source : راسخون
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

أسباب الغيبة الصغرى للإمام المهدي
في أن الاستقامة إنما هي على الولاية
صُبت علـَـيَ مصـــائبٌ لـ فاطمه زهراعليها ...
التقیة لغز لا نفهمه
الحجّ في نصوص أهل البيت(عليهم السلام)
وصول الامام الحسین(ع) الى کربلاء
دعاء الامام الصادق عليه السلام
الصلوات الكبيرة المروية مفصلا
الشفاعة فعل الله
أخلاق أمير المؤمنين

 
user comment