عربي
Saturday 20th of April 2024
0
نفر 0

عمار بن یاسر

عمار بن یاسر

هُو عَمار بن یاسر بن عامر بن مالک بن کنانة بن قیس بن الحصین بن الوذیم بن ثعلبة بن عوف بن حارثة بن عامر الأکبر بن یام بن عنس بن مذحج المذحجی العنسی.
وکان أبوه یاسر قدم مکة هو وأخوان له هما الحارث ومالک فی طلب أخ لهما رابع، فرجع الحارث ومالک إلى الیمن، وبقی یاسر، فحالف أبا حذیفة بن المغیرة المخزومی القرشی، وتزوج أمته سمیة، فولدت له عمارا.
کان عمار آدم طویلا مضطربا أشهل العینین، بعید ما بین المنکبین. وکان لا یغیر شیبه. وقیل: کان أصلع فی مقدم رأسه شعرات.
کان من السابقین للإسلام حیث أسلم هو وصهیب بن سنان فی دار الأرقم فکانا من أول سبعة أظهروا إسلامهم. أمه سمیة بنت خیاط أول شهیدة فی الإسلام. هاجر إلى المدینة وشهد بدرا والمشاهد کلها. شهد مع علی بن أبی طالب علیه السلام موقعة الجمل ومعرکة صفین وقتل یوم صفین وله إحدى وتسعون سنة وقیل أربع وتسعون عام 37 هـ.
یعتبر عمار من المسلمین الأوائل، الذین أسلموا بدار الأرقم، التی سمیت «دار الإسلام». وقد سار عمار إلى تلک الدار بعد فترة وجیزة من سماعه بخبر النبی ونبوته، حیث أسلم، ورجع إلى بیته فأسلم من بعده أبوه یاسر وأمه سمیة وأخوه عبد الله. أدى إسلام أسرة عمار إلى سخط حلفائها من بنی مخزوم، فثارت ثائرتهم ونقموا على الأسرة المسلمة، وکان من أثره أن عصفت بها عواصف المحن وهاجت علیها رزایا العذاب.
والظاهر أن قریشا أرادت من تعذیب تلک الأسرة المؤمنة تخویف وردع المسلمین الأوائل وخاصة المستضعفین منهم، الذین لا یملکون عشائر فی مکة. وقد کثرت الروایات حول فنون عذاب المخزومین لآل یاسر، التی صمدت وصبرت حتى جاء أبو جهل إلى سمیة وطعنها فی قلبها وهی تأبى إلاّ الإسلام، وقتلوا زوجها یاسراً فکانا أول شهیدین فی الإسلام.
أمّا عمّار فقد بلغ به العذاب إلى درجة لا یدری ما یقول، ولا یعی ما یتکلّم، وروی أنّه قال للرسول: لقد بلغ منّا العذاب کل مبلغ. فقال رسول الله: صبراً أبا الیقظان، اللهم لا تعذّب أحداً من آل عمار بالنار. ویقال أن رسول الله کان یمر بهم فیدعو بقوله: صبراً آل یاسر فإن موعدکم الجنة(1). وقد لوحظت آثار النار واضحة على ظهر عمّار حتى أواخر حیاته.
عمار بن یاسر

صوره لمرقد الصحابی عمار بن یاسر فی مدینة الرقة فی سوریا


حیث یعتبر مقام الصحابی الجلیل عمار بن یاسر معلماً هاماً من معالم السیاحة الدینیة فی المحافظة، باستقطابه السیاح والحجاج من مختلفدول العالم
وروی أن عمّار بعد أن أفرجت عنه قریش بفدیة من المسلمین جاء إلى النبی فسأله: ما وراءک؟. قال عمّار: شرّ یا رسول الله، ما تُرکت حتى نلت منک وذکرت آلهتهم بخیر. فقال: کیف تجد قلبک؟ قال عمّار: مطمئناً بالإیمان. قال النبی: فإن عادوا فعد.
ثم نزلت : (مَنْ کَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِیمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُکْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِیمَانِ وَلَکِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْکُفْرِ صَدْرًا فَعَلَیْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِیمٌ)(2) فقال له النبی محمد: یا عمار إن عادوا فعد، فقد أنزل الله عز وجل عذرک وأمرک أن تعود إن عادوا.(3)
منذ تلک اللحظة سار عمّار على طریق الجهاد والثبات مع رسول الله، فهاجر الهجرتین وصلى القبلتین، وشهد بدراً وأحداً وبیعة الرضوان ثم شهد معرکة الیمامة فأبلى فیها أیضاً، ویومئذ قطعت أذنه(4) وشهد جمیع المشاهد مع رسول الله وأبلی بلاء حسناً وهو فی کل الوقائع من المقدمین فی الجیش، وقد تولی ایام عمر بن الخطاب حکم الکوفة.
وقوفه فی صف علی بن أبی طالب
بعد وفاة رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم وقف عمار إلى جانب أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب، ودافع عن حقّه فی الخلافة، وکان من المقربین منه، واشترک معه فی معارکه ضد مخالفیه. حتى کانت واقعة صفین عندما تقابل جیش أمیر المؤمنین علی علیه السلام مع جیش معاویة بن أبی سفیان، حیث نزل عمار إلى المیدان لقتال القوم، وهو شیخ فی الرابعة والتسعین من عمره وقد نقل ابن الأثیر أن عمار خرج إلى الناس یومها وهو یقول: (اللهم إنک تعلم أنی لو أعلم أن رضاک فی أن أقذف بنفسی فی هذا البحر لفعلته، اللهم إنک تعلم لو أنی أعلم أن رضاک فی أن أضع ظبة سیفی فی بطنی ثم أنحنی علیها حتى تخرج من ظهری لفعلت، وإنی لا أعلم الیوم عملاً أرضى لک من جهاد هؤلاء الفاسقین، ولو أعلم الیوم ما هو أرضى منه لفعلته، والله لو ضربونا حتى بلغوا بنا سعفات هجر لعلمنا أنا على الحق وأنهم على الباطل).(5)
وقد قاتل حتى قُتل، وقد کان لمقتله أثراً کبیراً أزال الشبهة عند کثیر من الناس، وکان ذلک سبباً لرجوع جماعة إلى أمیر المؤمنین والتحاقهم به، ذلک أن الجمیع یعلمون أن رسول الله قال: ( ویح عمّار تقتله الفئة الباغیة، یدعوهم إلى الجنة ویدعونه إلى النار )، حمله علی بن أبی طالب فوق صدره وصلى علیه والمسلمون معه, ثم دفنه فی ثیابه.
أقوال الرسول فیه
وقد وردت فی فضل عمّار أحادیث کثیرة، منها ما رواه ابن عبد البر فی کتاب الاستیعاب أن عمار استأذن على رسول الله فعرف صوته فقال: مرحباً بالطیّب المطیب ائذنوا له.
وعن النبی أیضاً، أنّه قال: عمّار جلدة بین عینی.
وعنه: کم ذی طمرین، لا یؤبه له، لو أقسم على الله لأبره، منهم عمار بن یاسر.
وقال: لقد ملئ عمار إیماناً من قرنه إلى قدمه واختلط الإیمان بلحمه ودمه.
وقال: إن الجنة تشتاق إلى ثلاثة: علی وعمار وسلمان.
وقال لعمار: إنّک من أهل الجنة.
وقال: ابن سمیة لم یخیّر بین أمرین قط إلا اختار أرشدهما، فالزموا سمته.
وقال لعمار یا عمار سوف تقتلک الفئة الباغیة
 

المصادر:
1- رجال الطوسی:1/127
2- النحل:106
3- الکافی: 2/219، وقرب الإسناد/12
4- عمدة القاری: 1/197، وشرح النهج: 20/37
5- تاریخ الطبری.



source : راسخون
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

جنة آدم عليه السلام
الإقتباسات القرآنية في أشعار المواكب الحسينية (1)
ما هي ليلة الجهني، و لماذا سُمِّيت بالجهني؟
من أذكار الحبيب المصطفى صلى الله عليه و آله و سلم
هل المهديّ المنتظر هو المسيح عليهما السلام
الشعائر الحسينية‌ العامة‌
الارتباط بالمعصومين(ع) و أقسامها
النتائج الأخروية للارتباط بالمعصومین(ع)ـ القسم ...
آيات بحق أهل البيت عليهم السلام
علماء أهل السنة يكتشفون أن المهدي المنتظر من أهل ...

 
user comment