عربي
Friday 29th of March 2024
0
نفر 0

قال رسول الله (ص): إنا لنعطى غير المستحق حذراً من ردّ المستحق

قال رسول الله (ص): إنا لنعطى غير  المستحق حذراً من ردّ المستحق

                        أهل البيت والإيثار 

إنّ إيثار الآخر على النفس وتجاوز الذات والأنا هى من صفات أهل البيت (ع) الذاتية، ولقد كانت شمس هذه الأسرة الكريمة تسطع على قلوب الفقراء والبؤساء

فتضى‌ء نفوسهم وتملأ قلوبهم بالدف‌ء، والأمل.


من أجل هذا نراهم ينفقون بسخاء وكرم على كل من يطرق أبوابهم ولم يقصدهم أحد منهم يرجع عن بابهم خائباً أبداً قال رسول الله (ص): إنا لنعطى غير

المستحق حذراً من ردّ المستحق «1».

وعن أبى حمزة الثمالى أنه سمع الإمام زين العابدين يوصى جاريته ألا تدع فى بابه مسكيناً أو سائلًا إلا وأغاثته وأعطته، فقال له أبو حمزة ليس كل من مدّ يده

بمستحق فقال الإمام زين العابدين: أخاف أن يكون بعض من يسألنا محقاً فلا نطعمه ونردّه فينزل بنا أهل البيت ما نزل بيعقوب «2».

وقد بلغ أهل البيت أن يقاسموا الله أموالهم أو ربما خرجوا من كل ما يملكون لله سبحانه وفى سبيله، عن الإمام الصادق (ع) قال: إن الحسن بن على قاسم ربّه

ثلاث مرّات حتى نعلًا وثوباً و ثوباً وديناراً وديناراً «3».
__________________________________________________

 (1) عدة الداعى: 101، فصل فى كراهية السؤال.

 (2) علل الشرائع: 1/ 45 باب 41 ح 1؛ تفسير العياشى: 2/ 167، ح 5؛ وسائل الشيعة: 9/ 416 باب 2 ح 12369.

 (3) تهذيب الأحكام: 5/ 11 باب وجوب الحج ح 29؛ وسائل الشيعة: 9/ 480 باب 52 ح 92539؛ السنن الكبرى: 4/ 542.

                        اهل البيت (ع) ملائكه الارض، ص: 374

إيثار فريد

وهذه حكاية: عن الحسن البصرى تصوّر لنا كيف كان أهل البيت فى سيرتهم وكيف أنهم يمجدون القيم الأخلاقية والإنسانية، اقترب الإمام الحسين (ع) من بستان

له فرأى غلاماً له يعمل فى البستان جالساً يتناول طعامه عند جذع النخلة وبين يديه رغيفاً من الخبز فكان كلما أخذ لقمة طرح للكلب الجالس قربه مثلها ثم لما أتمَّ

طعامه رفع يديه يشكر الله سبحانه ما رزقه ورزق سيده وقال: اللهم أغفر لى وسيدى وبارك اللهم فى رزقه كما باركت فى أبويه إنك حميد مجيد يا أرحم الراحمين.

حينئذ ناداه الإمام (ع) قائلًا:

يا صافى!

فنهض الغلام مندهشاً وقال:

لبيك يا مولاى ومولى المؤمنين أعفنى يا سيدى إذ لم أرك فقال (ع):

بل أنت اجعلنى فى حل إذ لم أستأذن عليك فى حائطك (بستانك) قال صافى: ما أكرمكم أهل البيت؟!

قال (ع): رأيتك تأخذ لنفسك لقمة وتطرح أخرى إلى الكلب فلم تفعل ذلك؟

قال الغلام: رأيته يا مولاى ينظر إلىَّ فاستحيت منه، فبكى الإمام وقال له: أنت حرّ فى سبيل الله وقد وهبتك ألف دينار، قال الغلام: إن اعتقتنى فانا أحب أن

أعمل فى حائطك يا سيدى، قال (ع) لقد وهبتك الحائط مذ رأيتك تطعم الكلب من طعامك ألم أقل لك اجعلنى فى حلّ إذ دخلت عليك الحائط بلا إذن؟ «1».

__________________________________________________

 (1) مقتل الحسين للخوارزمى: 1/ 153؛ مستدرك الوسائل: 7/ 92 باب 17 ح 8006.

                        اهل البيت (ع) ملائكه الارض، ص: 375

الإيثار فى أسوأ الظروف‌

وقد بلغ من قبل أهل البيت (ع) أنهم كانوا يؤثرون الناس على أنفسهم فى أسوأ الظروف فقد روى أن مسكيناً سمع بأن جماعة من الناس قد حلّوا فى نينوى

(كربلاء) قبل يوم عاشوراء فمضى يسعى إليهم فسأله الحسين عن حاله، فقال أنا رجل محتاج وقد سمعت بأن ناساً قد نزلوا فى هذا الوادى فقلت فى نفس أمضى

إليهم لعلى أصيب منهم خيراً فقال (ع): مكانك حتى أعود إليك ثم مضى فدخل خيمة له وجاء بمنديل وقد وضع له فيه ما يغنيه ومن سؤال الناس يعفيه «1».

 

 


source : دارالعرفان/ اهل البيت (ع) ملائكة الارض،للعلامة الشیخ حسین انصاریان
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

مواعظ قرانیة و الأسلامیة مقتطفة من اثار الأستاذ ...
تردد جدید لقناة QURAN TV عبدالباسط عبد الصمد
ملتقى تحت عنوان "إلتقوا بمسلم" بمدينة ...
ا'اخوان' الاردن ینتقدون رفض مفتی السعودیه مبدا ...
التدین یتراجع فی الولایات المتحده
عرض لوحات قرآنية لفنانة إیرانیة في الفلبین
وفاة وكيل المرجعيات الإسلامية في الكويت السيد ...
وزير الداخلية الإيطالي: الإسلام لا يتعارض مع ...
عيسى قاسم يؤكد سلمية الاحتجاجات بالبحرين
قائد المقاومة الاسلامية سيلقي كلمة مساء اليوم ...

 
user comment