عربي
Friday 29th of March 2024
0
نفر 0

الأشعریة

الأشعریة
الأشعریة نسبة لأبی الحسن الأشعری هی مدرسة إسلامیة سنیة [1] اتبع منهاجها فی العقیدة عدد کبیر من فقهاء أهل السنة والحدیث، فدعمت اتجاههم العقدی. ومن کبار هؤلاء الأئمة: البیهقی والنووی والغزالی والعز بن عبد السلام والسیوطی وابن عساکر وابن حجر العسقلانی والقرطبی والسبکی.[2]
یعتبر الأشاعرة بالإضافة إلى الماتریدیة، أنهما المکوّنان الرئیسیان لأهل السنة والجماعة إلى جانب فضلاء الحنابلة، وقد قال فی ذلک العلاّمة المواهبی الحنبلی: ((طوائف أهل السنة ثلاثة: أشاعرة، وحنابلة، وماتردیة، بدلیل عطف العلماء الحنابلة على الأشاعرة فی کثیر من الکتب الکلامیة وجمیع کتب الحنابلة))[3].
برز هذا المنهج على ید أبی الحسن الأشعری الذی واجه المعتزلة وانتصر لآراء أهل السنة وکان إمامًا لمدرسة تستمد اجتهادها من المصادر التی أقرّها علماء السنة فیما یخص صفات الخالق ومسائل القضاء والقدر. بهذا مثّل ظهور الأشاعرة نقطة تحول فی تاریخ أهل السنة والجماعة التی تدعمت بنیتها العقدیة بالأسالیب الکلامیة کالمنطق والقیاس، فأثبت أبو الحسن الأشعری بهذا أن تغییر المقدمات المنطقیة مع استخدام نفس الأدوات التحلیلیة المعرفیة یمکن أن یؤدی إلى نتائج مختلفة.
إلى جانب نصوص الکتاب والسنّة، فإن الأشاعرة استخدموا العقل فی عدد من الحالات فی توضیح بعض مسائل العقیدة، وهناک حالات استخدم فیها عدد من علماء الأشاعرة التأویل لشرح بعض ألفاظ القرآن الموهمة للتشبیه، وهذا ما یرفضه بعض أهل الحدیث وکل السلفیین وینتقدونهم علیه، ویقول أبو الحسن الندوی فی الاختلاف الکامل بین الأشاعرة والمعتزلة من جهة، وعدم مطابقتهم تمامًا لبعض أهل الحدیث والحنابلة واختلافهم معهم فی جزئیات منهجیة عدّة من جهة أخرى: "وکان الأشعری مؤمنًا بأن مصدر العقیدة هو الوحی والنبوة المحمدیة.. وما ثبت عن الصحابة..وهذا مفترق الطریق بینه وبین المعتزلة، فإنه یتجه فی ذلک اتجاهًا معارضًا لاتجاه المعتزلة، ولکنه رغم ذلک یعتقد.. أن الدفاع عن العقیدة السلیمة، وغرسها فی قلوب الجیل الإسلامی الجدید، یحتاج إلى الحدیث بلغة العصر العلمیة السائدة، واستعمال المصطلحات العلمیة، ومناقشة المعارضین على أسلوبهم العقلی، ولم یکن یسوغ ذلک، بل یعدّه أفضل الجهاد وأعظم القربات فی ذلک العصر، وهذا مفترق الطرق بینه وبین کثیر من الحنابلة والمحدثین الذین کانوا یتأثمون ویتحرجون من النزول إلى هذا المستوى" [4].

تاریخ الأشاعرة

یُرجع المؤرخون الأشاعرة نشأة المدرسة الأشعریة إلى تاریخ اهتمام أئمة السلف بعلم الکلام واستخدامه فی مواجهة الفرق التی اعتبروها مخالفة، ویعدّون الإمام أبا حنیفة النعمان هو المؤسس الحقیقی للمنهج الذی یسیرون علیه ومن بعده أئمة آخرون کالشافعی وابن کلاّب والبخاری[5]. وکان التأطیر الکبیر لمنهج الأشاعرة فی مواجهة المعتزلة على ید أبو الحسن الأشعری الذی یعد أبرز متکلمی أهل الحدیث، حیث أن أبو الحسن الأشعری کان معتزلیا یأخذ المذهب عن الجبّائی، وما لبث أن عارض شیخه ورجع لمنهج أئمة السلف ومنهم أبو حنیفة النعمان والشافعی وغیرهما من متکلمی أهل الحدیث کعبد الله بن کلاّب وأبی العباس القلانسی، والحارث بن أسد المحاسبی. فی الانتصار بالأسالیب الکلامیة لعقائد السلف أهل السنة، خصوصا فی المسائل المتعلقة بخلق القرآن والقضاء والقدر.[6]
وذکر ابن عساکر أن أبا الحسن الأشعری اعتزل الناس مدة خمسة عشر یوما، وتفرغ فی بیته للبحث والمطالعة، ثم خرج إلى الناس فی المسجد الجامع، وأخبرهم أنه انخلع مما کان یعتقده المعتزلة، کما ینخلع من ثوبه، ثم خلع ثوبا کان علیه ورمى بکتبه الجدیدة للناس.[7] فکسب بذلک تأیید العدید من الناس، وکثر أنصاره مؤیدوه من حکام وعلماء، ولقّبه بعض أهل عصره بإمام السنة والجماعة.
کان السبب المباشر لإنطلاقة الأشعری نحو تجدید منهج العقیدة عند أهل السنة هو مواجهة المعتزلة، ولعل هذا الهدف قد تحقق سریعاً کنتیجة لالتفاف العلماء حول الأشعری بعد أن ضاقوا بالمعتزلة، إلا أن منهج الأشعری لم یبق جامداً بل تطور، وإن کان على القاعدة نفسها التی وضعها المؤسس مع بعض التباین فی تطبیقات هذه القاعدة القائمة على جعل العقل خادماً للنصوص وعدم اتخاذه حاکماً علیها لیؤوّلها أو یمضی ظاهرها کما هو الحال عند المعتزلة، وقابلیة المنهج للتطور کان محصوراً فی الجانب العقلی ومنسجماً مع المرونة التی اتبعها المؤسس لجهة استعمال العقل کخادم لا کحاکم، وفیما یلی بعض لمحات تطور المنهج وصور التباین فی تطبیق منهج الأشعری:
• بعد الأشعری جاء أئمة قوّوا تلک الآراء التی انتهى إلیها الأشعری، وقد تعصب بعضهم لرأی الأشعری، لا فی النتائج فقط وإنما کذلک فی المقدمات التی ساقها، وأوجبوا اتباعه فی المقدمة والنتیجة معاً، وعلى رأس هذا الفریق أبو بکر الباقلانی حیث أنه لم یقتصر على ما وصل إلیه الأشعری من نتائج بل إنه لا یجوّز بغیر مقدماته أیضاً.
• رأى فریق آخر من الأشاعرة جاء بعد الباقلانی وعلى رأسه الغزالی أن المقدمات العقلیة لم یجیء بها کتاب أو سنّة ومیادین العقل متسعة وأبوابه مفتوحة وأن هناک إمکانیة أن یتم الوصول إلى دلائل وبیّنات من قضایا العقول ونتائج التجارب والقرائح لم یتجه إلیه الأشعری ولیس من ضیر فی الأخذ بها ما دامت لم تخالف ما وصل إلیه من نتائج وما اهتدى إلیه من ثمرات فکریة. ولم یسلک الغزالی مسلک الباقلانی، ولم یدع لمثل ما دعا إلیه، بل قرر أنه لا یلزم من مخالفة الباقلانی فی الاستدلال بطلان النتیجة، وأن الدین خاطب العقول جمیعا، وعلى الناس أن یؤمنوا بما جاء بالکتاب والسنة، وأن یقووه بما یشاءون من أدلة.
• جاء بعد الغزالی أئمة کثیرون اعتنقوا مذاهب الأشعری فی نتائجه، وزادوا على دلائله، فلم یدعوا إلى التقید بالمقدمات بل قیدوا أنفسهم فقط بالنتائج [8].

الانتشار:

استمر الأزهر فی نشر منهج الأشاعرة منذ أن تحوّل إلى المذهب السنّی على ید صلاح الدین الأیوبی
احتضن المسجد الأموی العدید من علماء الأشاعرة فی المشرق وبعد أن واجه أبو الحسن الأشعری المعتزلة، أحاط به علماء السنّة واعتبروه إمامهم، لأنه وضع حدًا لهیمنة المعتزلة، وأظهر عقائد أهل السنّة على مخالفیهم بحجج وأسلوب کانا کفیلین بأن یعید لأهل السنّة حضورهم بعد أن نازعهم المعتزلة، وفی عهد دولة السلاجقة وبالتحدید فی عهد الوزیر نظام الملک الذی اهتم ببناء المدارس وربط المساجد ببعضها والذی کان یرفع من شأن العلماء، زاد انتشار مذهب الأشعری، وقد تم تدریس المنهج الأشعری فی مدرسة بغداد النظامیة، ومدرسة نیسابور النظامیة، وکانت المدرسة النظامیة فی بغداد أکبر جامعة إسلامیة فی العالم الإسلامی وقتها.[9]، فلم تأت الحروب الصلیبیة إلا وکان المذهب الأشعری قد ساد المشرق بشکل غیر مسبوق، فلما قضى السلطان صلاح الدین على دولة الفاطمیین فی مصر قام بتحویل الأزهر التی کانت على مذهب الإسماعیلیة الشیعة المفروض من الفاطمیین إلى مذهب أهل السنة والجماعة على منهج الأشاعرة فی العقیدة والذی کان سائداً ومنتشراً فی ذلک الوقت.[10]
أهم علماء الأشاعرة فی المغرب تلقوا تعلیمهم أو کانوا أساتذة فی القرویین
أما فی بلاد المغرب العربی فإن یوسف بن تاشفین مؤسس دولة المرابطین کان وطید الصلة مع علماء الأشاعرة فابن رشد الجد (الملقب بشیخ المالکیة) وهو من الأشاعرة کان قاضی القضاة زمن المرابطین [11]، وأبی عمران الفاسی الذی یعد العقل المدبر لتأسیس دولة المرابطین[12] ، کما أن أبا بکر ابن العربی وهو من أهم علماء المالکیة وممن کان یعتمد علیهم ابن تاشفین کان من تلامیذ الغزالی[13] الذی کان أهم علماء المشرق فی ذاک العصر ومن المعلوم أن الغزالی من کبار علماء الأشاعرة، ویوسف بن تاشفین مؤسس دولة المرابطین، عندما عزم على الدخول إلى الأندلس قام باستشارة أبو حامد الغزالی [14] أحد أهم أئمة الأشاعرة.
بینما یرى بعض السلفیین أن المغرب الإسلامی ظل على معتقد أهل الحدیث وفق رؤیة جماعة السلفیة حتى زمن دولة المرابطین الذین أظهروا هذا المعتقد وحاربوا الفرق والعقائد الکلامیة، وأمروا بکتب الغزالی فأحرقت. ثم خرج علیهم محمد بن تومرت داعیاً إلى المعتقد الأشعری، فکان هو من قام بإدخال المنهج الأشعری إلى المغرب العربی، وکفر المرابطین بدعوى أنهم مجسمة ومشبهة، وسمى أتباعه الموحدین تعریضاً بهم، واستباح بذلک دماءهم وأموالهم وأعراضهم حتى قضى أتباعه من بعده على دولةالمرابطین، وأسسوا دولة الموحدین على أنقاضها متبنین منهج الأشاعرة [15]، وظل المعتقد الأشعری هوالسائد عندهم حتى یومنا هذا. بینما یرى المؤرخون الأشاعرة أن الصراع بین المرابطین والموحدین کان سیاسیًا قبلیًا، ولم یکن مذهبیًا، فبالإضافة إلى أنهم یرون أن مؤسسی دولة المرابطین هم أشاعرة، فإنهم یرون أن ابن تومرت لم یسع إلى إقامة دولته من أجل العقیدة الأشعریة، وأنه لا یمکن الإشارة إلیه کممثل للأشاعرة، بل إن تومرت کان هدفه سیاسی بامتیاز وکان یرمی إلى الاستیلاء على ملک المغرب[16]، وهذا لا ینفی أن تدریس المنهج الأشعری قد ازدهر بعد سقوط دولة المرابطین، فنظراً إلى أن المغرب الإسلامی لم یشهد فرقاً فکریة متنوعة کالتی شهدها المشرق فإن هذا جعل أهل المغرب یعتنون بفروع الدین وبالأخص الفقه دون الأصول کالعقیدة وذلک لعدم وجود تنازع کالذی حصل فی المشرق بین الأشاعرة وبقیة أهل الحدیث من جهة والمعتزلة من جهة أخرى[17].
بعد أن استقر المغرب وانطفأت فیه الفتن، بدأت حواضر علمیة عدة فی تبنّی منهجیة تعلیمیة تنافس نظیراتها فی المشرق خاصة فی تدریس عقیدة أهل السنة والجماعة وفق منهج الأشاعرة، وأبرز هذه الحواضر هی جامع الزیتونة بتونس، وجامعة القرویین بفاس، ومن أبرز أعلام الأشاعرة فی المغرب الإسلامی الطرطوشی، والمازری، والباجی، والقاضی عیاض، والقرطبی، والقرافی، والشّاطبی وعبد الواحد بن عاشر وأحمد زروق والسنهوری.

الأفکار والعقائد

الأشعریة مدرسة سنیة، تکاد تکون مطابقة لعقائد المدارس الأخرى المنتسبة للسنة کالماتردیة إلا فی مسائل قلیلة بسبب اختلاف منهج التلقی والاستدلال. واتبع علماء أشاعرة منهجًا کلامیًا فی حالات عدة.
استدل الأشعری على العقائد بالنقل والعقل، فیثبت ما ورد فی الکتاب والسنة من أوصاف الله والاعتقاد برسله والیوم الآخر والملائکة والحساب والعقاب والثواب، یستدل بالأدلة العقلیة والبراهین المنطقیة على صدق ما جاء فی الکتاب والسنة بعد أن أوجب التصدیق بها کما هی نقلاً، فهو لا یتخذ من العقل حَکَما على النصوص لیؤولها أو یمضی ظاهرها، بل یتخذ العقل خادما لظواهر النصوص یؤیدها. وقد استعان فی سبیل ذلک بقضایا فلسفیة ومسائل عقلیة خاض فیها الفلاسفة وسلکها المناطقة، والسبب فی سلوکه ذلک المسلک العقلی:
• أنه کان منتسبا إلى المعتزلة، فاختار طریقتهم فی الاستدلال لعقائد القرآن وهو مسلک المناطقة والفلاسفة، ولم یسلک طریقتهم فی فهم نصوص القرآن والحدیث.
• أنه تصدّى للردّ على المعتزلة ومعارضتهم فتبع طریقتهم فی الاستدلال لیقطع حجتهم ویفحمهم بما فی أیدیهم ویرد حجتهم علیهم.
• أنه تصدّى للردّ على الفلاسفة، والقرامطة، والباطنیة وغیرهم، وکثیر هؤلاء لا یفنع إلاّ بالأقیسة المنطقیة، ومنهم فلاسفة لا یقطعهم إلا دلیل العقل.
قال تاج الدین السبکی فی طبقات الشافعیة الکبرى: «اعلم أن أبا الحسن لم یبدع رأیاً ولم ینشیء مذهباً، وإنما هو مقرّر لمذاهب السلف مناضل عما کانت علیه صحابة رسول الله صلى الله علیه وسلم فالانتساب إلیه إنما هو باعتبار أنه عقد على طریق السلف نطاقاً وتمسک به، وأقام الحجج والبراهین علیه فصار المقتدى به فی ذلک السالک سبیله فی الدلائل یسمى أشعریاً»[18].

مصدر التلقی:

الاستدلال عند الأشاعرة یکون بالأدلة النقلیة (نصوص الکتاب والسنة) وبالأدلة العقلیة على وجه التعاضد فالأدلة النقلیة والعقلیة عندهم یؤید کل منهما الآخر، فهم یرون أن النقل الثابت الصریح والعقل الصحیح لا یتعارضان. والأشاعرة عندما یوجّهون خطابهم إلى مخالفیهم الذین لا یقیمون وزنا للکتاب والسنة، فإنهم یقدمون الأدلة العقلیة على النقلیة وذلک یکون فقط فی مجال الاستدلال فی العقائد فی باب العقلیات، لأنهم یرون أن المراد هو الرد على المخالفین، کالدهریین والثنویة وأهل التثلیث والمجسمة والمشرکین ونحوهم، فهؤلاء المخالفین لا یرون حجیة للقرآن والسنة، إلا بعد إقامة الأدلة العقلیة على الإیمان بالله وأن القرآن کلام الله وأن محمد بن عبد الله هو رسول الله [19].

علم الکلام:

لا یرى الأشاعرة ضرورة أن یتعلّم المسلمون علم الکلام، خاصةً إن لم تکن هناک فرق مخالفة یحتاج الرد علیها استخدام علم الکلام، وهذا ما کان علیه سلف الأمة من صحابة وتابعین، حیث لم تظهر فی عصرهم فرق وآراء مخالفة لأهل السنة والجماعة مثل المعتزلة، فکان السلف یحذرون من استخدام علم الکلام لغیاب الضرورة الداعیة إلى ذلک، وهذا بحسب فهم الأشاعرة، ولکن بعد أن بدأت تظهر فرق تروّج لآراء تشکک فی العقیدة الإسلامیة بشکل عام وفی وجود الله وفی عقیدة أهل السنة والجماعة بشکل خاص، رأى عدد من العلماء ضرورة استخدام علم الکلام لتفنید هذه الآراء المشککة، وعدم السکوت عنها مخافة أن یسبب عدم الرد على المخالفین فتنة للمسلمین فینجر بعض العوام وراء آراء المشککین، ومن هنا ذهب العدید من الأشاعرة إلى القول بأن تعلّم علم الکلام مطلوب فقط "ممن یغلب علیه الشک لیذهب شکه بما یقرؤه من حجج، أو من یرید أن یدافع عن الإسلام بالحجج الباهرة أو یدل إنسانًا ضلّ سبیله فی هذه الحیاة، مغترًا ببعض الأقوال التی هی ضد الأدیان، فلا بد من إنسان یتفرغ للرد على المشککین الذین یشککون الناس فی عقائدهم بالرد علیهم بالأدلة المبطلة لأقوالهم، ویستعمل هذا العلم على قدر الحاجة. وأما المطلوب من عامة الناس فهو القیام على العقائد الحقة الصحیحة ومعرفتها على سبیل الإجمال، أما التوسع فی معرفة أدلة الاعتقاد فلیس مطلوبًا من کل الناس" [20]، وذهب أبو إسحاق الإسفرایینی إلى إیقاف صحة إیمان کل أحد على معرفة الأدلة من علم الکلام، وهذا الرأی لاقى معارضة شدیدة من أکثر أئمة الأشاعرة وفی مقدمتهم أبو حامد الغزالی، حیث اعتبر الغزالی أن موقف الإسفرایینی یقود إلى تکفیر عوام المسلمین الذین لم یعرفوا العقائد بالأدلة الکلامیة، وبذا اتجه القول السائد عند الأشاعرة إلى عدم تکلیف العوام باعتقاد الأصول بدلائلها، لأن فی ذلک مشقة کبیرة[21]، واختار بعض الأشاعرة عدم الخوض فی علم الکلام والتعامل مع النصوص المتشابهة بالتفویض مع التنزیه، ومن هنا تکوّن عند الأشاعرة قولان مشهوران فی إثبات الصفات، وهما التفویض مع التنزیه أو التأویل، وهی عندهم مسألة اجتهادیة، فهناک من الأشاعرة من کان یختار التأویل ثم رجّح التفویض مع التنزیه ومن أهمهم أبو المعالی الجوینی، وقد علّق تاج الدین السبکی على اختیار الجوینی للتفویض وترجیحه على التأویل فی الرسالة النظامیة، بأن قال: "ولا إنکار فی هذا، ولا فی مقابله، فإنها مسألة اجتهادیة، أعنی التأویل أو التفویض مع التنزیه، إنما المصیبة الکبرى والداهیة الدهیاء الإمرار على الظاهر، والاعتقاد أنه المراد، وأنه لا یستحیل على الباری، فذلک قول المجسمة عبّاد الوثن، الذین فی قلوبهم زیغ یحملهم على اتباع المتشابه ابتغاء الفتنة.."[22]، ویرى الأشاعرة أن التفویض هو تأویل أیضًا، لکنه تأویل إجمالی، لأن التفویض یصرف النص الموهم عن ظاهره المحال لله، لذا فإن الأشاعرة یرون أن القائلین بالتفویض والقائلین بالتأویل قد اجتمعوا على سبیل واحد، وهو التنزیه عن التشبیه[23]، ویرى ابن رشد أن الاستدلال بعلم الکلام هو مستحب فقط، وانتهى شیخ جامع الزیتونة ابن عرفة إلى أن القول السائد عند الأشاعرة هو أن الاستدلال بعلم الکلام فرض کفایة، بحیث أن یکون فی کل بلد یصعب الوصول منه إلى غیره من له معرفة بعلم الکلام فی حق بعض المتأهلین من ذوی الأذهان السلیمة[24].

التفویض (التأویل الإجمالی):

على الرغم من وجود حالات عدیدة تذکر أن السلف من صحابة وتابعین ومن تبعهم قد قاموا بتأویل عدد من النصوص المتشابهة تأویلاً تفصیلیًا، إلا أن الأشاعرة یرون أن السمة الغالبة فی طریقة التعامل مع النصوص المتشابهة فی فترة السلف کانت بطریق التفویض مع التنزیه، وهو ما یعده الأشاعرة تأویلا إجمالیًا، حیث أنه وبحسب ما یعتقد الأشاعرة، فإن السلف أثناء التفویض یصرفون معنى النص الموهم للتشبیه عن ظاهره، وهذا یتفق مع التأویل التفصیلی الذی کان السمة الغالبة عند علماء الخلف دون أن ینفی ذلک وجود من اتبع من علماء الخلف طریقة التفویض مع التنزیه، ویبرز الاختلاف بین التأویلین فی أن التفویض (التأویل الإجمالی) لا یحدد معنىً معینًا، بل یکتفی بعدم الإقرار بظاهر النص المتشابه الذی یستحیل على الله، ویفوضون المعنى المراد من النص إلى الله، أما التأویل التفصیلی فیزید على التفویض بأنه حدد معنىً للنص المتشابه بعد أن نفى ظاهره المستحیل على الله، وهذا المعنى المأوّل إلیه یکون جائزًا فی حق الله وینفی عنه التشبیه الذی توهمه البعض من ظاهر النص [25]، ویکون هذا التأویل التفصیلی متماشیًا مع لسان العرب وما تحمله اللغة العربیة من معان، وقد ذکر العز بن عبد السلام هذا القول فی شرح المشکاة، حیث أوضح "أن السلف والخلف متفقان على التأویل، وأن الخلاف بینهما لفظی لإجماعهم على صرف اللفظ عن ظاهره ولکن تأویل السلف إجمالی لتفویضهم إلى الله فی المعنى المراد من اللفظ الذی هو غیر ظاهره المنزه عنه تعالى، وتأویل الخلف تفصیلی لاضطرارهم إلیه لکثرة المبتدعین.. ولو کنا على ما کان علیه السلف الصالح من صفاء العقائد وعدم المبطلین فی زمانهم لم نخض فی تأویل شیء من ذلک، وقد جاء التأویل التفصیلی عن السلف فی بعض المواضع، وجاء عن کثیر من محققی المتأخرین عدم تعیین التأویل فی شیء معین.. وهذا مما یبین تقاربهما وعدم اختلافهما حقیقة"[26]، وهناک عبارة مشهورة عند الأشاعرة وهی: "طریقة السلف أسلم وطریقة الخلف أعلم وأحکم"، وذلک للدلالة على غرض کلا الطریقتین، فطریقة السلف - وهی کانت فی الغالب التفویض - أسلم، لأنها لا تقوم بتحدید أی معنىً للنص المتشابه، وفوّضت المعنى إلى الله، وبذلک اختار السلف السلامة من الخطأ، أما طریقة الخلف أعلم وأحکم، لأنها تحتوی على حجج وبراهین علمیة ترد بطریقة محکمة على المخالفین لعقیدة أهل السنة والجماعة، وقد حددت الطریقة التی غلبت فی زمن الخلف وهی التأویل التفصیلی، معنىً محددًا للنص المتشابه، وذلک من باب قطع الطریق على المخالفین، إلا أن العلماء الذین قاموا باستخدام آلیة التأویل التفصیلی لا یقدمون تأویلهم على أنه المعنى المراد من النص بشکل جازم، ومن هنا یأتی معنى آخر لمعنى السلامة فی طریقة السلف، وکافة الأشاعرة سلفًا وخلفًا یرجحون طریقة التفویض ویرونها أصوب، حتى الذین یستخدمون آلیة التأویل التفصیلی، ویرون أنه لولا لزوم إبراز الحجة فی وجه المخالف لکان الأسلم تفویض المعنى المراد إلى الله، إلا أنه وسعیًا لعدم ترک المجال للمشککین فی عقیدة الإسلام بشکل عام وعقیدة أهل السنة بشکل خاص، فإنه قد اختار العلماء حین توجیه خطابهم للمخالفین استخدام التأویل التفصیلی للنصوص المتشابهة، وکذلک عندما یکون المعنى المأوّل إلیه متماشیًا مع لسان العرب، خاصةً وأن هناک حالات عدة قام فیها السلف بالتأویل التفصیلی دفعًا لأی معنىً لا یلیق فی حق الله.

التأویل (التأویل التفصیلی):

اهتم علماء الأشاعرة بشکل کبیر بعلوم اللغة العربیة لفهم معانی نصوص القرآن والأحادیث النبویة
یتمسک الأشاعرة بظاهر ما یدل علیه اللفظ ویجیزون صرف اللفظ عن ظاهره الراجح إلى احتمال مرجوح لدلیل یقترن باللفظ فیصرفه عن ظاهره، وهذا الدلیل یسمى عندهم ((قرینة)) ومن أمثلة ذلک عندهم الآیة القرآنیة: ((نسوا الله فنسیهم)) من سورة التوبة، فتأتی کلمة النسیان فی کلام العرب بمعنى الآفة وذهاب العلم، وتأتی بمعنى الترک واستعمالها بالمعنى الأول أکثر ولذا کان هو (الظاهر الراجح) من کلمة النسیان بصفة عامة وکان الثانی وهو الترک هو (الاحتمال المرجوح) لذا فإنه یتعیّن العدول عن تفسیر النسیان فی الآیة عن الظاهر الراجح وهو الآفة وذهاب العلم إلى الاحتمال المرجوح وهو الترک، والقرینة الصارفة عن المعنى الأول هو استحالة (الآفة وذهاب العلم)على الله.
وأما صرف اللفظ عن ظاهره لغیر دلیل فلا یجوز، فالخروج عن ظاهر اللفظ إنما یصح عند قیام الدلیل القاطع على أن ظاهره محال ممتنع، وهو ما یطلقون علیه (التأویل الصحیح)،أما الخروج عن ظاهر اللفظ لما یظنه المرء دلیلاً دون أن یکون فی حقیقة الأمر دلیلاً فهو (التأویل الفاسد)، وأما الخروج عن ظاهر اللفظ لا لدلیل ولا لشبهة دلیل فإن الأشاعرة یعتبرونه لعباً ولیس من التأویل فی شیء وهو ما یطلق علیه ((تحریف الکلام عن مواضعه))
فذهب الأشاعرة فی التعامل مع الآیات المتشابهة إلى ((التأویل الصحیح)) للّفظ المتشابه، أی بصرفه عن المعنى الظاهر المباشر إلى معان أخرى، ویستعان على هذا بالقرائن المتعددة، وبعرف الاستعمال والعادة، لأنهم یرون أن التعویل فی الحکم والاستنباط على قصد المتکلم ومراده ، ومراده یظهر أحیانا من اللفظ نفسه، وأحیانا من العلامات والقرائن المصاحبة، فمراد المتکلم من قوله:رأیت أسدا، غیر مراده من قوله: رأیت أسدا یخطب على المنبر، ففی الأولى یقصد الحیوان المفترس بدلالة لفظ الأسد، وفی الثانی یقصد الرجل الشجاع بدلالة القرینة ((یخطب على المنبر)).
وبالتالی فإنهم یرون أنه من عرف مراد المتکلم بدلیل من الأدلة وجب -علیه-اتباع مراده، فالألفاظ عندهم لم تقصد لذواتها، وإنما هی أدلة یستدل بها على مراد المتکلم، فإذا ظهر مراده ووضح بأی طریق، فإنه یجب العمل بمقتضاه سواء کان بإشارة، أو کتابة، أو بإیماءة، أو دلالة عقلیة، أو قرینة حالیة، أو عادة مطردة [27].

ضرورة التأویل:

وضّح الکثیر من العلماء الضرورة الدافعة إلى التأویل وفیما یلی عرض لجانب من أقوال بعض العلماء بالخصوص:
• الإمام العز بن عبد السلام:((ولیس الکلام فی هذا _ یعنی التأویل _ بدعة قبیحة، وإنما الکلام فیه بدعة حسنة واجبة لمّا ظهرت الشبهة، وإنما سکت السلف عن الکلام فیه إذ لم یکن فی عصرهم من یحمل کلام الله وکلام رسوله على ما لا یجوز حمله علیه، ولو ظهرت فی عصرهم شبهة لکذبوهم وأنکروا علیهم غایة الإنکار، فقد رد الصحابة والسلف على القدریة لماأظهروا بدعتهم، ولم یکونوا قبل ظهورهم یتکلمون فی ذلک))[28].
• الإمام الزرکشی: ((إنما حملهم على التأویل وجوب حمل الکلام على خلاف المفهوم من حقیقته ،لقیام الأدلة على استحالة المشابهة والجسمیة فی حق البارئ تعالى))[29].
• إمام الحرمین الجوینی: ((لو بقی الناس على ما کانوا علیه لم نؤمر بالاشتغال بعلم الکلام، أما الآن فقد کثرت البدع فلا سبیل إلى ترک أمواج الفتن تلتطم)) [30]

استخدام السلف والعلماء للتأویل :

یرى الأشاعرة أنهم یتبعون السلف باتخاذهم لمذهب التأویل فی التعامل مع النصوص المتشابهة وقد أشار إلى ذلک العلاّمة الآلوسی بقوله: ((والتأویل القریب إلى الذهن الشائع نظیره فی کلام العرب مما لا بأس به عندی، على أن بعض الآیات مما أجمع على تأویلها السلف والخلف))[31]، وفیما یلی بعض الأمثلة التی یستشهد بها الأشاعرة على تأویل السلف للنصوص المتشابهة:
• تأویل عبد الله بن عباس الساق بالشدة فی الآیة: ((یوم یکشف عن ساق)).
• ما نسبه تقی الدین الحصنی إلى الحسن البصری من تأویل القدم بالّذین قدمهم الله من شرار خلقه فی الحدیث: ((لا تزال جهنم تقول هل من مزید، حتى یضع رب العزة فیها قدمه))[32]
• ما قاله الشافعی عن القرآن: وأن منه ظاهراً یعرف فی سیاقه أنه یراد به غیر ظاهره [33]
• أوّل الإمام أحمد بن حنبل الآیة القرآنیة ((وجاء ربک)) من سورة الفجر، أنه: جاء ثوابه.[34] ما رواه البیهقی عن الحاکم عن أبی عمرو بن السماک عن حنبل أن أحمد بن حنبل تأوّل الآیة((وجاء ربک)) أنه جاء ثوابه. ثم قال البیهقی: وهذا اسناد لاغبار علیه [35]
• فسّر الحافظ حماد بن زید حدیث :((ینزل الله کل لیلة إلى السماء الدنیا)) بقوله: نزوله إقباله [36]
• تأویل ابن جریر الآیة ((والسماء بنیناها بأید)) بالقوة، ونقل تأویل الأیدی بالقوة عن ابن عباس ومجاهد وقتادة ومنصور وابن سفیان[37]
• یقول البخاری: ((فأما بیان المجاز من التحقیق فمثل قول النبی للفرس :((وجدته بحراً)) وهو الذی یجوز فیما بین الناس وتحقیقه أن مشیه حسن))[38]
•تأویل سفیان الثوری للوجه فی الآیة ((کل شیء هالک إلا وجهه)) بالملک [39]

القضاء والقدر (أفعال العباد):

یرى الأشاعرة أن جمیع أفعال البشر تقع تحت حکم الله وإرادته، وأن ما یقع فی الکون من الخیر والشر الذی یکون مصدر الإنسان منهما، کله من عند الله، ولا احتمال عند أهل السنة الأشاعرة لتعارض إرادة الإنسان مع إرادة الله، ولا تعارض فیما فشل من إرادته مع إرادة الله، وإنما أراد الله من الإنسان الإرادة والفشل معًا[40]، وأنه لاشیء فی الکون خارج إحاطة إرادة الله، وأن إرادة الله شاملة شمولاً لا تخرج عنه أفعال البشر الاختیاریة، ولا إرادتهم الجزئیة، ویستدلون على ذلک بالآیة القرآنیة من سورة الإنسان: "وما تشاءون إلاّ أن یشاء الله"[41].
وبالنظر إلى أن البشر یفعلون ما یفعلون باختیارهم، فهم مختارون، وبالنظر إلى أنهم لا یختارون إلاّ ما أراد الله أن یختاروه، فهم "مجبورون أو کأنهم مجبورون"[42]، فالإنسان یفعل ما یشاء، ولا یشاء الإما شاء الله أن یشاءه، فهو - أی الإنسان - یفعل ما یشاء الله وما یشاء هو نفسه معًا، فهناک تفویض للإنسان لأنه یفعل ما یشاء، وهناک جبر أو ما یشبهه، لأنه لا یفعل غیر ما یشاء الله، وجمع الجبر مع التفویض والتسییر مع التخییر هی عند الأشاعرة من خواص قدرة الله، فإن عُـدّ الإنسان بموقفه هذا مجبورًا فی أفعاله، فهو مجبور لکنه مجبور غیر معذور، ویقوم مذهب الأشاعرة فی هذا الأمر على جملة من الاستدلالات، منها الآیة القرآنیة من سورة النحل: "ولو شاء الله لجعلکم أمةً واحدة، ولکن یضل من یشاء ویهدی من یشاء، ولـتُـسـألن عما کنتم تعملون"[43].
ویفترق مذهب الأشاعرة عن مذهب الجبریة فی هذه المسألة، فی أن الجبریة لا قدرة ولا إرادة ولا فعل عندهم للإنسان، أما الأشاعرة فهم یرون أن للإنسان قدرة لکن لا تأثیر لهذه القدرة فی جنب قدرة الله، وله أفعال لکن الله هو من خلقها، وله إرادة تستند أفعاله إلیها، لذا یعدّ الإنسان عند الأشاعرة مختارًا فی أفعاله، ویکفی عندهم تسمیة أفعاله " أفعالاً اختیاریة" استناد تلک الأفعال إلى إرادته واختیاره، وهذه الإرادة والاختیار عند الأشاعرة هی من الله، لذا فإن الأشاعرة یرون بأن مذهبهم مختلف جدًا عن مذهب الجبر فی مسألة أفعال العباد[44].
ویعتبر الأشاعرة أن هذه المسألة هی مسألة علمیة مبنیّة على نصوص القرآن والسنة النبویة وقواعد العقل، ولا یُـسمع الانتقاد فیها إلا بطریق تلک القواعد والنصوص[45].

موقف الأشاعرة من کتاب الإبانة:

یرى الأشاعرة أن کتاب الإبانة للإمام أبو الحسن الأشعری دخل علیه الکثیر من الدس، کما أن طریقة الکتابة فی کثیر منه تختلف عن المسلک الذی اتخذه الأشعری فی التألیف، فبینما یتمسک معارضو الأشاعرة بالنسخة الرائجة ویرون فیها دلیل على عودة الأشعری عن منهج المتکلمین، یجزم الأشاعرة أن النسخة الرائجة محرّفة [46] وفی ذلک یقول العلاّمة الکوثری فی تعلیقه على کتاب الاختلاف فی اللفظ لابن قتیبة: ((ومن غریب التحریف ما دس فی بعض نسخ الإبانة للأشعری کما دس فیها أشیاء أخر))، کما أن النسخة الرائجة توحی بالتجسیم وتتهجم على الإمام أبی حنیفة، وقد طبع کتاب الإبانة طبعة قوبلت على أربع نسخ خطیة بتحقیق الدکتورة فوقیة حسین، وعند المقارنة بین النسخة المتداولة مع طبعة الدکتورة فوقیة حسین مع فصلین نقلهما ابن عساکر، تبیّن بوضوح قدر ذلک التحریف الذی جرى على هذا الکتاب[47].
المصادر:
1- قال الزبیدی فی الإتحاف: «إذا أطلق أهل السنة والجماعة فالمراد بهم الأشاعرة والماتریدیة»
2- أهل السنة الأشاعرة، حمد السنان وفوزی العنجری، ص248-258، دار الضیاء.
3- العین والأثر /ص53.
4- أبو الحسن الندوی، أبو الحسن الأشعری، المختار الإسلامی للطباعة والنشر والتوزیع، القاهرة
5- لیس الإمام الأشعری وحده الذی کان على طریق الإمام ابن کلاب، کلا، بل کان على نفس المعتقد أئمة کبار مثل البخاری ..ابن حجر (الفتح1/293)" ص 51 من کتاب أهل السنة الأشاعرة شهادة علماء الأمة وأدلتهم. تألیف: حمد السنان، فوزی العنجری
6- الملل والنحل
7- تبیین کذب المفتری فیما نسب إلى الإمام الأشعری، ابن عساکر، الطبعة: 2 سنة: 1979، دار الفکر، صفحة: 472
8- تاریخ المذاهب الإسلامیة/الجزء الأول-فی السیاسة والعقائد/محمد أبو زهرة.
9- الکامل فی التاریخ – الجزء السادس –لعز الدین أبو الحسن علی بن محمد بن عبد الکریم الجزری الشهیر بابن الأثیر
10- محمد عبد الله عنان – تاریخ الجامع الأزهر – مکتبة الخانجی – القاهرة – 1378هـ – 1958.
11- عمر عبد الله کامل، کفى تفریقًا للأمة باسم السلف
12- یوسف احنانة فی کتابه تطور المذهب الأشعری فی الغرب الإسلامی صفحة 62
13- قال ابن العماد الحنبلی فی ترجمة أبی بکر ابن العربی المالکی: "وتفقه على الغزالی وأبی بکر الشاشی والطرطوشی". شذرات الذهب فی أخبار من ذهب، تألیف: ابن العماد، ج4، ص141.
14- قیام دولة الموحدین، الدکتور مراجع عقیلة الغنای، ص49، منشورات جامعة قاریونس
15- تاریخ دولتی المرابطین والموحّدین فی الشمال الأفریقی تألیف: علی محمد الصلابی دار النشر: دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزیع - بیروت – لبنان
16- ((واستمر الحال على ذلک مدة، إلى أن ظهر محمد بن تومرت مهدی الموحدین فی صدر المائة السادسة فرحل إلى المشرق وأخذ عن علمائه مذهب أبی الحسن الأشعری ومتأخری أصحابه...ودعا الناس إلى سلوک هذه الطریقة وجزم بتضلیل من خالفها بل تکفیره..وجعل ذلک ذریعةً إلى الانتزاء على ملک المغرب..لکنه ما أتى بطریقة الأشعری خالصة، بل مزجها بشیء من الخارجیة والشیعیة حسبما یعلم ذلک بإمعان النظر فی أقواله وأحواله..))ص 140 الجزء الأول من کتاب الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى، للناصری، دار الکتاب، الدار البیضاء 1954 م
17- یوسف الکتانی، مدرسة الإمام البخاری فی المغرب، الجزء الأول، ص 21: "لقد أصبح المذهب المالکی منذ العهد الإدریسی مذهب المغاربة جمیعًا فقهًا واعتقادًا ونظامًا، وما زال إلى الآن، ویرجع الفضل فی ذلک إلى المولى إدریس الذی دعا وأقر وعمل من أجل مغرب موحد المذهب والعقیدة والمحراب والحرف والتلاوة، الأمر الذی جنّب بلادنا کثیرًا من الخلافات والنزاعات التی عرفها إخواننا فی الشرق بسبب تعدد المذاهب والفرق"
18- ^ طبقات الشافعیة الکبرى، تألیف: تاج الدین السبکی، ج4، ص365.
19- عقائد الأشاعرة/صلاح الدین بن أحمد الإدلبی.
20- سعید فودة، ص 62، الفرق العظیم بین التنزیه والتجسیم ویلیه المقتطف فی نقد التحف، دار الرازی، الطبعة الأولى 2004، عمّان
21- محمد الخضر الشنقیطی، ص 17، استحالة المعیّة بالذات وما یضاهیها من متشابة الصفات، دار البصائر، الطبعة الأولى 2008، القاهرة
22- تاج الدین السبکی، طبقات الشافعیة الکبرى، (5/ 191)
23- سعید فودة، ص 41، الفرق العظیم بین التنزیه والتجسیم ویلیه المقتطف فی نقد التحف، دار الرازی، الطبعة الأولى، 2004، عمّان
24- محمد الخضر الشنقیطی، ص 16 - 17، استحالة المعیّة بالذات وما یضاهیها من متشابة الصفات، دار البصائر، الطبعة الأولى 2008، القاهرة
25- سعید فودة، ص 36 - ص 48، الفرق العظیم بین التنزیه والتجسیم ویلیه المقتطف فی نقد التحف، دار الرازی، الطبعة الأولى 2004، عمّان
26- محمد الخضر الشنقیطی، ص 88 - 89، استحالة المعیّة بالذات وما یضاهیها من متشابة الصفات، دار البصائر، الطبعة الأولى 2008، القاهرة
27- الآیات المتشابهة/محمد عز الدین الغریانی.
28- فتاوى العز بن عبد السلام/ص 22.
29- البرهان فی علوم القرآن/ 209/2.
30- مرقاة المفاتیح/ملا علی القاری.
31- روح المعانی/116/3.
32- دفع شبه من تشبه وتمرد/تقی الدین الحصنی.
33- الرسالة للشافعی/ ص52.
34- البدایة والنهایة/لإبن کثیر /10/370.
35- البدایة والنهایة10،327.
36- الأسماء والصفات/البیهقی/ ص572.
37- تفسیر ابن جریر.
38- خلق أفعال العباد والرد على الجهمیة/للبخاری/ ص109.
39- المقالات السنیة،80.
40- مصطفى صبری، ص 36، موقف البشر تحت سلطان القدر، دار البصائر، الطبعة الأولى 2008، القاهرة
41- مصطفى صبری، ص 40، موقف البشر تحت سلطان القدر، دار البصائر، الطبعة الأولى 2008، القاهرة
42- مصطفى صبری، ص 50، موقف البشر تحت سلطان القدر، دار البصائر، الطبعة الأولى 2008، القاهرة
43- مصطفى صبری، ص 50، 51، موقف البشر تحت سلطان القدر، دار البصائر، الطبعة الأولى 2008، القاهرة
44- مصطفى صبری، ص 58، 59، موقف البشر تحت سلطان القدر، دار البصائر، الطبعة الأولى 2008، القاهرة
45- مصطفى صبری، ص 26، موقف البشر تحت سلطان القدر، دار البصائر، الطبعة الأولى 2008، القاهرة
46- نظرة علمیة فی نسبة کتاب الإبانة جمیعه إلى الإمام أبی الحسن/وهبی غاوجی.
47- أهل السنة الأشاعرة/حمد السنان، فوزی العنجری /ص267.

source : راسخون
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

العلاقة بين المصحف العلوي والقرآن المتداول اليوم
في رحاب نهج البلاغة – الأول
حد الفقر الذی یجوز معه اخذ الزکاة
ومن وصيّة له لولده الحسن (عليهما السلام): [يذكر ...
شبهات حول المهدي
الدفن في البقيع
ليلة القدر خصائصها وأسرارها
آداب الزوجین
مفاتيح الجنان(600_700)
ما هو الدليل على أحقية الامام علي(علیه السلام) ...

 
user comment