عربي
Friday 19th of April 2024
0
نفر 0

سماحة العلامة انصاریان : أهل البيت (ع) ومقام الرضا

سماحة العلامة انصاریان : أهل البيت (ع) ومقام الرضا

أهل البيت (ع) ومقام الرضا
أهل البيت (ع) فى كل أمورهم وشؤون وجودهم ومعارفهم هم تجليات الأسماء الحسنى لله عز وجلّ الواحد الأحد ذلك أن حياتهم مندكّة بالإيمان الكامل ومنصهرة بالتوحيد التام.
إن التوحيد فى حياتهم وسلوكهم وسيرتهم يجرى مجرى الدماء فى عروقهم، وهم لا يغفلون عن توحيد الله فى صفاته وذاته وأفعاله لحظة واحدة أبداً، فهم أئمة ربانيون وبشر إلهيون حياتهم فى ملكوت الله.
رضاهم وغضبهم لله عزّ وجل فهم مظهر لجمال الله وجلاله ومن هنا قال سيد الشهداء الإمام الحسين (ع): «رضا الله رضانا أهل البيت» «3».
إن غايتهم فى الحياة هى ما يريده الله عزّ وجلّ، وهذا ذروة التسليم لله وجوهر الإسلام فرضاه من رضا الله عزّ وجلّ.
               فمنهم يطلب الألما             ومنهم من يريد الدواء
              ومنهم من يريد الوصل             وآخر يريد الهجران

    ‌           وأنا من الداء والدواء             وللهجران والوصل‌
 
أريد الذى يريده المحبوب «1».
وإذن فرضا أهل البيت من رضا الله عزّ وجلّ ورضا الله من رضاهم (ع) وكلاهما بمنزلة سواء؛ لأنهم (ع) قد ذابوا فى الله فى توحيده والإيمان به، لا يصل درجتهم أحد ولا يبلغ مقامهم أحد.
ولتوضيح هذه الحقيقة يتوجب القول: بأن الإنسان الذى وضع قدميه فى مساره التكاملى وسلك طريق الكمال فإنه فى مراحل من هذا الطريق يطوى سيره الجوهرى التكاملى إلى أن يصل مرحلة يكون فيها قد اشتمل على الرحمة والقهر فيصبح مظهراً لجمال الله وجلاله، ومن هنا فهو يغضب لله ويرضا لله، فيكون رضاه من رضا الله وغضبه من غضب الله عزّ وجلّ؛ فكل ما يغضب الله يغضبهم وكل ما يرضى الله يرضيهم، وهذه مرحلة وسط فى طريق التكامل الإنسانى.
أما المرحلة الأعلى والأسمى فهى مرحلة لا يكون فيها تطابق الرضا والغضب مع رضا الله وغضبه كمالًا؛ لأن من أنا راض برضا الله وأحب ما يحب المحبوب هو مقام فى مرحلة الكثرة يعنى أنه مقام يرى فيه السالك نفسه وربه، أى أنه يرى أثنين؛ ذاته وذات الله فهو يرضى بما يرضاه الله ويغضبه ما يغضب الله، يعنى هناك مسألة تطابق بين رضاه ورضا الله وغضبه وغضب الله، ولكن من هو فى مقام الوحدة والتوحيد المحض له رضا واحد وغضب واحد فى حياته وهو رضا الله وغضبه، يعنى لا يوجد شى‌ء فى حياته سوى ما يرضاه الله وما يغضبه والسالك فى هذه المرحلة قد وصل إلى مرحلة الفناء، فلا يكون للفانى وصف منفصل عن وصف الباقى. ومن هنا فإن الأئمة الأطهار المعصومين وأهل البيت المكرمين لا يرون ذواتهم، فهم فى مقام الرضا يقولون: رضا الله رضانا.
يقول الإمام الحسين الشهيد لما أقدم على حركته الإسلامية الكبرى: «أسير بسيرة جدّى وأبى»


source : اهل البيت (ع) ملائكه الارض‏
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

الالاف من الشيعة يحيون ذكرى عاشوراء في اسطنبول
إعلان الفائزين في مسابقة "السلطان قابوس" ...
لبنان السيد نصر الله يتحدث عصر اليوم ويتناول ...
الحكيم يعزي طهران باستشهاد زوار ايرانيين في ...
تفسير «التسنيم» للعلامة الآملي شرح للأفكار ...
قناة الجزيرة للأطفال تنظم مسابقة دولية لتلاوة ...
الحوار بين السنة والشيعة يجب أن لا ينقطع
الحذاء العراقی فی وجه الرئیس الامریکی
ممثل المرجعية يحذر من وقوع ماساة في ناحية ...
دراسة حديثة: النساء المحجبات أبرز ضحايا الكراهية ...

 
user comment