الإمام المهدي ( عليه السلام ) في المذاهب والأديان
استطاع أئمّة أهل البيت ( عليه السلام ) على اختلاف الظروف التي عاصروها نقل الصورة الواضحة لأطروحة الاسلام ، وجنّبوا قواعدهم الشعبية فتن الانحراف والضياع ، وأَعدّوا تلك القواعد المؤمنة لليوم الذي يتحقّق فيه الوعد الإلهيّ باستخلاف المؤمنين المستضعفين في ربوع البسيطة ، وقد وردت البشارة في الإمام المهدي ( عليه السلام ) ـ وهو الشخص الذي سيحقّق الله عزّوجل على يديه التغيير الكبير ـ في الأديان السماوية المختلفة ، واتّفقت كلمة المسلمين على القول به على اختلاف مذاهبهم .
الأحاديث الشريفة عند المسلمين في الإمام المهدي ( عليه السلام ) :
يعتبر الإيمان بالإمام المهدي ( عليه السلام ) لدى جميع علماء المسلمين من الواجبات القلبية المشتركة . وقد وردت أحاديث تصرّح أنه : ( من كذّب بالمهدي فقد كفر ) (1) وأنّ ( من أنكر خروج المهدي فقد كفر بما أُنزل على محمد ) (2) .
وقد صرح الإمام البيهقي بوجوب الإيمان بظهور المهدي ونزول عيسى (عليه السلام ) ، (3) كما أقرّ الإمام الشعراني وغيره من العلماء بهذه الحقيقة (4) .
وأكّد العلامة أبو الأعلى المودودي على أن وجود بعض الأحاديث الضعيفة لا يؤثر على الحقيقة الأساسية بشأن أصل حتمية ظهور الإمام المهدي . (5) وتجدر الإشارة أنه وردت كلمة (مهدي) في أحاديث كل من الترمذي وابن ماجة ، وأبي داود ، والحاكم ، والإمام احمد ، والطبراني ، وأبي يعلى وغيرهم .
وحدّدت هذه الأحاديث بعض أوصاف المهدي ونسبه ، وما يقوم به من أعمال . ومن هذه الأحاديث ما رواه (عبد الله بن مسعود) أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : ( لو لم يبقَ من الدهر إلا يوم لبعث الله رجلاً من أهل بيتي يملؤها عدلاً كما ملئت جَوراً ) . (6)
وقد أشارت بعض هذه الأحاديث إلى أن المهدي يخرج في وقت فتنة وزلازل واختلاف وفرقة بين الناس ، وأنه يخرج في آخر الزمان كشرط من أشراط الساعة ويبايع بين الركن والمقام . . ، وفي عهده يظهر المسيح الدجال وينزل بعده عيسى فيقتل الدجال ) . (7)
وروى عبد الله بن عمر أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : ( يخرج المهدي وعلى رأسه غمامة فيها ملك ينادي : هذا خليفة الله المهدي فاتّبعوه ) . (8)
وروى أبو داود في صحيحه يرفعه بسنده إلى أم سلمة زوج النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، قالت :( سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : المهدي من عترتي من ولد فاطمة ) . (9)
كما ورد عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في المهدي من الأحاديث الصحيحة ما نقله أبو داود والترمذي ، كلّ واحد منهما بسنده في صحيحه يرفعه إلى أبي سعيد الخدري رحمه الله قال : ( سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : المهدي منّي أجلى الجبهة أقنى الأنف يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً ، ويملك سبع سنين ) . (10)
ومنها ما نقله الإمام أحمد بن اسحاق بن محمد الثعلبي في تفسيره يرفعه بسنده إلى أنس بن مالك قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( نحن ولد عبد المطلب سادة أهل الجنة ، أنا وحمزة وجعفر وعليّ والحسن والحسين والمهدي ) . (11)
ومنها أيضاً ما رواه القاضي أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي في كتابه المسّمى بـ(شرح السنّة) وأخرجه البخاري ومسلم كل واحد منهما بسنده في صحيحه يرفعه إلى (أبي هريرة) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم؟ ) . (12)
وجاء عن الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( يخرج في آخر أمتي المهدي يسقيه الله الغيث ، وتخرج الأرض نباتها ، ويعطي المال صحاحاً ، وتكثر الماشية ، وتعظم الأمة ) . (13)
وعن نعيم بن حماد المروزي عن القاسم بن مالك المزني عن ياسين بن سيار قال : سمعت إبراهيم بن محمد بن الحنفية قال : حدثني أبي ، حدثني علي بن أبي طالب (عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( المهدي منّا أهل البيت ) . (14)
وممّا جاء في صحيح البخاري بسنده إلى جابر بن سمرة : أنه سمع النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : ( يكون اثنا عشر أميراً ، وأضاف إلى ذلك الراوي : أنّ النبي قال كلمة خفيت عليه ولكن أباه سمعه يقول : كلهم من قريش ) . (15)
أمّا في كتاب الإمارة من صحيح مسلم ، فقد جاء أن جابر بن سمرة قال : ( دخلت مع أبي على النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فسمعته يقول : إنّ هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم إثنا عشر خليفة كلهم من قريش ) . وفي رواية ثانية رواها مسلم في صحيحه أيضاً : أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : ( لا يزال الدين قائماً حتى تقوم الساعة ، ويكون عليهم إثنا عشر خليفة كلهم من قريش ) . (16)
وفي رواية : ( لا تزال هذه الأمة مستقيماً أمرها ظاهرة على عدوّها حتّى يمضي منهم إثنا عشر خليفة من قريش ، ثم يكون المرج والهرج ) . (17)
وفي رواية : ( يكون لهذه الأمة إثنا عشر قيّما لا يضرّهم من خذلهم ، كلّهم من قريش ) . (18)
وعن أنس (لا يزال هذا الدين قائماً إلى إثني عشر من قريش ، فإذا هلكوا ماجت الأرض بأهلها ) . (19)
لذا يتّضح أَن الاثني عشر المعنيين من تلك المروّيات هم الأئمة من عترته ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على التعاقب . وروى زيد بن أرقم أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : ( إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلّوا بعدي ، أحدهما أعظم من الآخر ، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الارض ، وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلّفوني فيهما ) . (20)
وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أيضاً : ( إنّي تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ) . (21)
لقد قرن الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في حديث الثقلين بين كتاب الله وبين أهل البيت عليهم السلام ، حيث جعل التمسّك بهما مصدر هداية ورحمة لهذه الأمة . كما يدلّ الحديث بشكل صريح على حصر الإمامة والقيادة العامة للمسلمين في أهل بيت النبوة ، وبيّن استمراريّة خطّ الإمامة إلى يوم القيامة ، وفيه دليل على وجود الإمام المهديّ ( عليه السلام ) .
كما روى أبو سعيد الخدري قال : سمعت النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : ( إنما مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلّف عنها غرق ، وإنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطّة في بني إسرائيل ، من دخله غفر له ) . (22)
وقد علّق الإمام شرف الدين رحمه الله على هذا الحديث بقوله : وأنت تعلم أنّ المراد من تشبيههم عليهم السلام بسفينة نوح ، أنّ من لجأ إليهم في الدين فأخذ فروعه وأصوله منهم نجا من عذاب النار ، ومن تخلّف عنهم كان كمن آوى يوم الطوفان إلى جبل ليعصمه من أمر الله ، غير أنّ ذلك غرق في الماء ، وهذا في الحميم (والعياذ بالله) .
والوجه في تشبيههم ( عليهم السلام ) بباب حطة هو أنّ الله تعالى جعل ذلك الباب مظهراً من مظاهر التواضع لجلاله ، والبخوع لحكمه ، وبهذا كان سبباً للمغفرة ، وهذا وجه الشبه . وقد حاوله (ابن حجر) إذ قال : ( ووجه تشبيههم بالسفينة أنّ من أحبهم وعظّمهم شكراً لنعمة مشرفهم ، وأخذ بهدي علمائهم نجا من ظلمة المخالفات ، ومن تخلّف عن ذلك غرق في بحر كفر النعم ، وهلك في مفاوز الطغيان . . . إلى أن قال : ووجه تشبيههم بباب حطة ، أنّ الله جعل دخول ذلك الباب ، الذي هو باب (أريحا) أو (بيت المقدس) مع التواضع والاستغفار سبباً للمغفرة ، وجعل لهذه الأمة مودّة أهل البيت سبباً لها ) . (23)
الإمام المهدي (عليه السلام ) رؤية سماويّة مشتركة
والجدير بالذكر أنّ كل ما له علاقة بالإمام المهدي ( عليه السلام ) بشكل خاص أو الأئمة المعصومين ( عليهم السلام ) بشكل عام في مصادرنا الإسلامية ( السنيّة منها والشيعية ) نجد الإشارة له في الكتب السماوية السابقة . ذلك أن الإسلام يمثل عنواناً مشتركاً لجميع الأديان والشرائع التي جاء بها الأنبياء ، قال تعالى : ( وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْماعِيلُ رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * رَبَّنا وَاجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ . . .) .
وأكد أبناء يعقوب (عليه السلام ) له في مرض موته على حقيقة التديّن بالإسلام ، كما في قوله تعالى : ( أَمْ كُنْتُمْ شُهَداءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قالَ لِبَنِيهِ ما تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قالُوا نَعْبُدُ إِلهَكَ وَإِلهَ آبائِكَ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ إِلهاً واحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ) .
فالقرآن الكريم ينفي أيّ عنوان آخر غير الإسلام عن دين الأنبياء السابقين ، ويثبت أنّ الإسلام هو الدين الذي ينتمي إليه هؤلاء الأنبياء عليهم السلام .
عقيدة النصارى
إن فكرة المنقذ لا تنحصر بمذهب الشيعة الإمامية ، بل إن هذه الفكرة نجدها في مختلف المذاهب الدينية والفلسفات المادية بما فيها الوثنية الالحادية .
وقد لخّصَ الشهرستاني عقيدة النصارى في العبارة الآتية : ( نؤمن بالله الواحد الأب ، مالك كل شيء وصانع ما يُرى وما لا يُرى ، وبالإبن الواحد يسوع المسيح ، ابن الله الواحد ، بكر الخلائق كلها ، الذي ولد من أبيه قبل العوالم كلها ، وليس بمصنوع ، إله حق من إله حق ، من جوهر أبيه ، الذي بيده أُتقنت العوالم ، وخُلق كل شيء من أجلنا ومن أجل معشر الناس ، ومن أجل خلاصنا نزل من السماء ، وتجسّد من روح القدس وصار إنساناً ، وقُتل وصلب (24) أيام (فيلاطوس) ودفن ، ثم قام في اليوم الثالث وصعد إلى السماء وجلس عن يمين أبيه ، وهو مستعد للمجيء تارةً أخرى للقضاء بين الأموات والأحياء . . .) . (25)
عقيدة الديانة البرهمية
استقرت أوضاع الديانة البرهمية على الاعتقاد بتثليث الآلهة ، وإنّ كان ثالوثها يختلف عن ثالوث المسيحيين في نشأة كل أقنوم من أقانيمه وعمله وصفاته ، ذلك أنها تقرّر أنّ (الإله براهما) كان قبل الوجود وأنه خلق العالم وسمّى نفسه الخالق .
ثم انبثق منه الإله (سيفا Civ) وهو الإله المدمّر الموكل بالخراب والفناء ، ولو تُرك هذا الإله وشأنه لفنيت السماوات والأرض ومن فيهن . ولهذا انبثق من (براهما) إله ثالث حافظ مجدّد هو الإله (فيشنو Vichno) .
ويظهر أنّ فكرة الخلاص بتقديم الإله نفسه فداءً لتكفير خطيئة أزلية متلبّسة بها الإنسانية قد انتقلت إلى المسيحية من الديانات الهندية كذلك . فالبرهميون يعتقدون أن (كريشنا) هو الإله (فيشنو) قد خلّص الإنسان بتقديم نفسه ذبيحة عنه ، ويصوّرون (فيشنو) مصلوباً مثقوب اليدين والرجلين وعلى قميصه قلب الإنسان معلقاً .(26)
ففكرة الإيمان بظهور المنقذ نابعة من عمق الفطرة ومعبّرة عن التطلّعات الإنسانية .
العقيدة البوذية والمانوية والزرادشتية
يعتقد البوذيون في (بوذا) حتى أنهم ليسمّونه (المسيح) المولود الوحيد ومخلّص العالم ويقولون : ( إنه إله كامل تجسّد بالناسوت وأنّه قدّم نفسه ذبيحةً ليُكفّر ذنوب البشر ) . (27) وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ المسيح في (العقيدة المانوية) كل حياته وولادته وآلامه من أجل التكفير عن خطايا البشر ، فالشخص الذي ربط على الصليب في رأيهم لم يكن المسيح بعينه ، وإنما كان عميلاً للشيطان ، الذي أراد أن يوقف نشاط المسيح ، فربطه المسيح على الصليب بنفسه عقاباً على سوء سلوكه . أمّا المسيح فانه اختفى وسيعود في المستقبل . (28)
كما نجد على صعيد آخر أن فكرة المنقذ صدّق بها الزرادشتيون بانتظارهم عودة (بهرام شاه) واعتنقها مسيحيو الأحباش بترقّبهم عودة ملكهم (تيودور) (كمهدي) في آخر الزمان ، ومثلهم المجوس أزاء ما يعتقدونه من حياة (أوشيدر) . كما ينتظر الإسبان ملكهم (روذريق) ، والمغول قائدهم (جنكيز خان) .
وقد وُجد هذا المعتقد عند قدامى المصريين ، كما وُجد في القديم من كتب الصينيين . (29)
وقد صرح عباقرة الغرب وفلاسفته بأن العالم في انتظار المصلح العظيم الذي سيأخذ بزمام الأمور ويوحّد الجميع تحت راية واحدة وشعار واحد .
منهم الفيلسوف الانجليزي الشهير (برتراند راسل) قال : إن العالم في إنتظار مصلح يوحّد العالم تحت عَلَم واحد وشعار واحد .
ومنهم العلامة آينشتاين صاحب النظرية النسبية قال : إن اليوم الذي يسود العالم كلّه الصلح والصفاء ، ويكون الناس متحابين متآخين ليس ببعيد .
والأكثر من هذا كله هو ما جاء به الفيلسوف الانجليزي (برناردشو) ، حيث بشّر بمجيء المصلح في كتابه (الإنسان والسوبرمان) .
وفي ذلك يقول الأستاذ (عباس محمود العقاد) في كتابه (برناردشو) معلقاً : ( يلوح لنا أن (سوبرمان شو) ليس بالمستحيل ، وأن دعوته إليه لا تخلو من حقيقة ثابتة ) .
يتضح مما تقدم أنّ فكرة المنقذ تعتبر القاسم المشترك بين مختلف الأديان السماوية والمذاهب الإسلامية والفلسفات المادية .
الخاتمة : كيف ينتصر الإمام المهدي على الأعداء ؟
وقبل أن ننهي بحثنا المجمل والمتواضع لابدّ من كلمة في الختام نسلّط فيها الضوء حول كيفية انتصار الإمام المهدي ( عليه السلام ) على الأعداء رغم امتلاكهم لكافة الوسائل الحديثة والتكنلوجيا المتطورة ؟
إنّ الحركات قد تبدأ بجماعة قليلة وامكانات بسيطة ومتواضعة ، لأن الأمم حالها كحال الناس من حيث الاعمار ، وكذا الدول والحضارات وهذا بحد ذاته لا يمنع من التجدّد والتطور . فالنور الذي جاء به الرسول ( صلى الله عليه وآله ) والمتمثل بالعقيدة والشريعة لم يطبق كما ينبغي ، ولم يستطع الرسل تطبيق كل ما يريدون . لكن التطبيق سيتمّ على يد الإمام المنتظر ( عليه السلام ) وبوعد الله تعالى .
فمن هنا يتضح أن الإمام ( عليه السلام ) سينهض وستكون له الظروف المواتية ، لأنّ أحداث التاريخ قد تبدأ بحركة بسيطة ثمّ تتعاظم ، علماً بأنّ الله تعالى سيصلح أمره في يوم وليلة . صحيح أنّ الأعداء يملكون الإمكانات المادية الهائلة ، لكن المهيمن على ذلك هو الله تعالى . إذن هناك وسيلة للنهوض وأسباب طبيعية ، إضافة إلى المعجزات الإلهية في شخصية الإمام ( عليه السلام ) .
والإمام المهدي ( عليه السلام ) يطوّر التكنلوجيا ويضعها في المسار الموضوعي الصحيح بعيداً عن الإنحراف وذلك لتحقيق الاهداف الإنسانية الكبرى والمتكاملة . ذلك أن البشرية مهما توصلت إليه من علوم وتكنلوجيا وصناعة متطورة في شتى الميادين ، نجدها تفتقد عنصر الاطمئنان والمجتمع السعيد . وما سلسلة المتغيّرات التي طرأت وستطرأ على الخارطة السياسية في العالم إلا دليلٌ على ذلك . علماً بأن الإنهيار والتغيير والدمار الذي يشهده العالم اليوم يقدّم لنا دليلاً على إمكانية الحلّ الصحيح على يد منقذ البشرية الإمام المهدي ( عليه السلام ) . لذا فالإمام ( عليه السلام ) سيطوّر التكنلوجيا الحديثة ، وكيف لا يكون له ذلك وهو الذي يركب السحاب ويرقى في الأسباب ، وعنده علم الكتاب . كما أن علمه فوق جميع العلوم المادية ، ذلك أن علم النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والائمة عليهم السلام وخاتمهم المهدي ( عليه السلام ) له ميزة خاصة ، أنّه من الله تعالى .
فمثلاً النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) علّمَ عليّاً ( عليه السلام ) في جلسة واحدة ألف باب من العلم يُفتح له من كل باب ألف باب ، كما خصّ الائمة من بعده وخاتمهم الإمام المهدي ( عليه السلام ) بهذه العلوم ، علماً بأن معجزة الإمام المهدي ( عليه السلام ) هي (العلم) . لذا بعد أن اتضحت الحقيقة الناصعة الجليّة للإمام المهدي (عليه السلام ) لدى المسلمين كافة والمذاهب والفلسفات المادية وغير المادية ، فمن الممكن التمهيد لظهوره ( عليه السلام ) ، من خلال المشاركة الحقيقية والفعالة لجميع المؤمنين والمسلمين في نهضته المباركة للإستعداد ليوم ظهوره بتجسيد الأعمال الصالحة في النفس والمجتمع .
___________________
(1) الروض الانف في شرح سيرة ابن هشام ج2 ، ص421 .
(2) فرائد السمطين للجويني الشفافعي : ج2 ، ص334 .
(3) الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد : ص 127 .
(4) اليواقيت والجواهر : ج2 ، ص 143 .
(5) راجع كتاب البيانات : ص 116 .
(6) سنن ابن داود ، كتاب المهدي : ج4 ، ص 106 ـ 109 .
(7) سنن ابن ماجة ، كتاب الفتن ، باب خروج المهدي : ج 2/ ص 366 ـ 368 .
(8) نور الأبصار : ص 155 . وينابيع المودة : ص 447 .
(9) مطالب السؤول للشيخ كمال الدين الشافعي : ب12 ، ص 234 .
(10) المصدر نفسه .
(11) المصدر نفسه .
(12) المصدر نفسه .
(13) كنز العمال : 38600 .
(14) الفتن : 231 .
(15) ـ صحيح البخاري ، كتاب الأحكام : ج4 ، ص165 . وفتح الباري : ج16 ، ص 338 . ومستدرك الصحيحين : ج3 ، ص 617 .
(16) صحيح مسلم 3 : 1453 ، ح 1821 .
(17) منتخب الكنز : ج5 ، ص 321 . وتاريخ ابن كثير : ج6 ، ص 249 . وتاريخ الحلفاء للسيوطي : ص 10 .
(18) كنز العمال : ج13 ، ص 27 .
(19) المصدر السابق .
(20) صحيح الترمذي : ج2 ، ص 308 . كنز العمال : ج1 ، ص 84 . الصواعق المحرقة : ص 75 .
(21) صحيح الترمذي : ج5 ، ص 662 .
(22) مجمع الزوائد للهيثمي : ج9 ، ص 168 . مستدرك الصحيحين للحاكم : ج2 ، ص 42 .
(23) المراجعات : ص 54 .
(24) عقيدة مخالفة للقرآن الذي ينفي صَلْبه فضلاً عن الأصل الذي يذكره القرآن آدميّة عيسىT .
(25) الملل والنحل : ج1 ، ص 227 .
(26) الأسفار المقدسة للدكتور الوافي : ص 128 ـ 130 .
(27) المصدر نفسه : ص 130 .
(28) الفرق الإسلامية لفريد لندر : ص 30 .
(29) موقع رافد على الانترنيت .