عربي
Saturday 23rd of November 2024
0
نفر 0

المُناظرة الخامسة عشر/مناظرة ابن حازم (1) مع بعضهم في أنّ القرآن لا يكون حجة إلا بقيم

القرآن الكريم

المُناظرة الخامسة عشر

مناظرة ابن حازم (1) مع بعضهم في أنّ القرآن لا يكون حجة إلا بقيم
روي عن صفوان بن يحيى عن أبي حازم قال : قلت لاَبي عبد
الله عليه السلام : إني ناظرت قوماً (2) فقلت : ألستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله هو الحجة من الله على الخلق ، فحين ذهب رسول الله صلى الله
عليه وآله من كان الحجة بعده ؟
فقالوا : القرآن.
فنظرت في القرآن فإذا هو يخاصم فيها المرجيّ والحروري والزنديق الذي لا يؤمن حتى يغلب الرجل خصمه ، فعرفت أنّ القرآن لا يكون حجّة إلاّ بقيم ، ما قال فيه من شيء كان حقاً.
قلت : فمن قيّم القرآن ؟
قالوا : قد كان عبد
الله
بن مسعود وفلان وفلان وفلان يعلم.
قلت : كلّه ؟
قالوا : لا.
فلم أجد أحداً يقال : إنّه يعرف ذلك كلّه إلاّ عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، وإذا كان الشيء بين القوم ، وقال هذا : لا أدري ، وقال هذا : لا أدري ، وقال هذا : لا أدري ، وقال هذا : لا أدري ، فأشهد أنّ عليّ بن أبي طالب عليه السلام كان قيم القرآن ، وكانت طاعته مفروضة ، وكان حجّة بعد رسول
الله صلى الله
عليه وآله على الناس كلّهم ، وإنّه عليه السلام ما قال في القرآن فهو حقّ.
فقال ـ يعني الاِمام الصادق عليه السلام ـ : رحمك
الله
.
فقبلت رأسه ، وقلت : إنّ عليّ بن أبي طالب عليه السلام لم يذهب حتى ترك حجة من بعده كما ترك رسول
الله صلى الله
عليه وآله حجة من بعده ، وإن الحجة من بعد عليّ عليه السلام الحسن بن علي عليه السلام ، وأشهد على الحسن بن علي عليه السلام أنّه كان الحجة وأنّ طاعته مفترضة.
فقال : رحمك
الله
.
فقبلت رأسه ، وقلت : أشهد على الحسن بن علي عليه السلام انّه لم يذهب حتى ترك حجة من بعده ، كما ترك رسول
الله صلى الله
عليه وآله وأبوه ، وأن الحجة بعد الحسن عليه السلام الحسين بن علي عليه السلام ، وكانت طاعته مفترضة.
فقال : رحمك
الله
.
فقبلت رأسه ، وقلت : وأشهد على الحسين بن علي عليه السلام انّه لم يذهب حتى ترك حجة من بعده ، وأنّ الحجة من بعد عليّ بن الحسين عليه السلام ، وكانت طاعته مفترضة.
فقال : رحمك
الله
.
فقبلت رأسه ، وقلت : وأشهد على علي بن الحسين عليه السلام انّه لم يذهب حتى ترك حجة من بعده ، وأنّ الحجة من بعد محمد بن علي أبو جعفر عليه السلام ، وكانت طاعته مفترضة.
فقال : رحمك
الله
.
قلت : أصلحك
الله
أعطني رأسك ، فقبّلت رأسه ، فضحك.
فقلت : أصلحك
الله قد علمت أنّ أباك عليه السلام لم يذهب حتى ترك من بعده كما ترك أبوه ، فأشهد بالله
انّك أنت الحجة من بعده ، وأن طاعتك مفترضة.
فقال : كفّ رحمك
الله
.
قلت : أعطني رأسك اُقبله ، فضحك !
قال عليه السلام سلني عمّا شئت ؟ فلا أنكرك بعد اليوم أبداً (3).


____________

(1) هو : منصور بن حازم أبو أيوب البجلي الكوفي عده الشيخ في رجاله من أصحاب الصادق عليه السلام ، وقال النجاشي عنه : ثقة عين صدوق من جملة أصحابنا وفقهائهم ، روى عن أبي عبدالله عليه السلام وأبي الحسن عليه السلام ، له كتب منها أصول الشرائع ، كتاب الحج ، وعده بعضهم من فقهاء الصادقين عليهما السلام والاَعلام والرؤساء المأخوذ عنهم الحلال والحرام والفتيا والاَحكام الذين لايطعن عليهم ولا طريق إلى ذم واحد منهم. راجع ترجمته في تنقيح المقال للمامقاني: ج 3 ص 249 ترجمة رقم : 12166 ، معجم رجال الحديث للسيد الخوئي : ج 18 ترجمة رقم : 12672.
(2) وفي رجال الكشي : ج 2 ص 718 ، هكذا : قلت لاَبي عبد
الله عليه السلام : إن الله أجل وأكرم من أن يُعرف بخلقه ، بل الخلق يعرفون بالله
، قال : صدقت.
قال : قلت : إن من عرف أن له رباً فقد ينبغي أن يُعرف أن لذلك الرب رضاً وسخطاً ، وأنّه لا يُعرف رضاه وسخطه إلاّ برسول لمن لم يأته الوصي ، فينبغي أن يطلب الرسل ، فإذا لقيهم عرف أنّه الحجّة ، وأن لهم الطاعة المفترضة ، فقلت للناس : أليس يعلمون أن رسول
الله صلى الله عليه وآله كان هو الحجة من الله
على الخلق ؟ قالوا : بلى...الخ.
(3) علل الشرائع للصدوق : ج 1 ص 192 ـ 193 ب 152 ، وعنه بحار الاَنوار : ج 23 ص 17 ـ 18 ح 13 ، رجال الكشي : ج 2 ص 718 ـ 719 ، تنقيح المقال للمامقاني : ج 3 ص 249.

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

موقف القرآن من مسألة : (الحتمية) و (استقلال ...
مرجعية المسلمين بعد النبي صلی الله عليه وآله وسلم
مقدمة عامة في نبوة النبي محمد
الوضع النفسي لدي المراهق
هل أن الإمامة أصل قرآني (2)
طبیعة التدخّل الإلهی
استثنا ما ورد فيه دليل عام
سياحة في الغرب أو مسير الأرواح بعد الموت 1
نعم لقد تشيعت... وهذا هو السبب
نظرية عدالة الصحابة (5)

 
user comment