قبل فهرست بعد

3 ـ التوسعة في الحياة

قال رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) : من دخل السوق فاشترى تحفةً فحملها إلى عياله كان كجامل صدقة إلى قوم محاويج وليبدأ بالاناث قبل الذكور فإنّ من فرّح ابنته فكأنما اعتق رقبةً من ولد اسماعيل ومن أقرَّ بعين ابن فكأنما بكى من خشية الله ، ومن بكى من خشية الله ادخله الله جنات النعيم .
قال الامام موسى بن جعفر ((عليه السلام)) :
« عيال الرج اسراؤه فمن انعمَ الله عليه بنعمة فليوسِّع على اسرائه ، فإنّ لم يفعل أو شك ان تزول تلك النعمة .
وعن النبي ((صلى الله عليه وآله)) إنّه نهى ان يشبع الرجل ويجيع أهله .
وقال الصادق ((عليه السلام)) :
« ان المرء يحتاج في منزله وعياله إلى ثلاث خلال يتكلّفها وان لم يكن في طبع ذلك : معاشرةٌ جميلةٌ وسعةٌ بتقدير ، وغيرةٌ بتحصن .
وقال الامام علي بن الحسين ((عليه السلام)) :
« ان ارضاكم عند الله اسبغكم على عياله » .
وقال رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) :
« إذا انفق المسلم على اهله نفقةً وهو يحتسبها كانت له صدقةً » .

4 ـ احترام الزوجة

قال رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) :
« مَنْ اتَّخذ زوجةً فليُكرمْها » .
وقال ((صلى الله عليه وآله)) :
« أيُّما رجل ضربَ امرأتهُ فوق ثلاث اقامهُ الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق فيفضحه فضيحةً ينظرُ الأولون والآخرون » .
وقال ((صلى الله عليه وآله)) أيضاً :
« أيضربُ احدكم المرأة ثم يظلُّ معانقها » .
وعنه ((صلى الله عليه وآله)) :
« انما المرأة لعبةٌ مَنِ اتَّخذها فلا يُضيِّعها » .
وقال ((صلى الله عليه وآله)) :
« انِّي اتعجب ممّن يضرب إمراته وهو بالضرب أولى منها ، لا تضربوا نساءكم بالخشب فإنّ فيه القصاص » .
وقال أميرالمؤمنين ((عليه السلام)) :
« . . . وإنّهنَّ امانةٌ فلا تُضارُّوهنَّ ولا تعضلوهنّ » .
سألت حولاً رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) عن حق المرأة على الرجل .

5 ـ التزيُّن والنظافة

مثلما يحب الرجل ان يرى زوجته جميلة نظيفة ناصعة الملابس طيبة العطر ، فإنّها تتأمل منه ذلك ايضاً ، فالنظافة والاستحمام والسواك وصف الشعر وقص الاظافر والتعطر وارتداء الملابس النظيفة وترتبيها ، كل ذلك مما يسعد الزوجة ويرضيها ، وينمّي لديها العفة والطهارة ويحصّنها من التعلق بالآخرين والاندفاع نحو غير زوجها .
يقول الحسن بن الهجم : « قلت لعلي بن موسى ((عليه السلام)) خضبت ؟ قال نعم بالحناء والكتم أما علمت أن في ذلك لأجراً ؟ إنها تحب أن ترى منك مثل الذي تحب أن منها يعني المرأة في التهيئة ولقد خرجن نساء من العفاف الى الفجور ما أخرجن إلا قلة تهيئة ازواجهن »(1) .
ويروي الامام الرضا ((عليه السلام)) عن ابائه :
« ان نساء بني اسرائيل خرجن من العفاف إلى الفجور ، ما اخرجهنّ الا قلّة تهيئة ازواجهنّ ، وقال : انها تشتهي منك مثل الذي تشتهي منها » .
ان بعض الرجال ممن انعدم الانصاف عندهم لا يعتنون بانفسهم وقليلاً ما يسارعون إلى اصلاح شعرهم ، ومدمنون على التدخين ، افواههم قذرة وكريهة الرائحة ، ملابسهم رثّة ، لا يهتمون بهندامهم ، والأنكى من ذلك انهم يتوقعون من ازواجهم تلبية ما يحتاجون في جميع الاموال ، هؤلاء هم الظلمة الذين يستحقون التأنيب والتوبيخ .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ بحار الانوار : 76/12.html .

6 ـ المرونة في الحديث والمداراة

ان الغلظة في الكلام وبذاءة اللسان والحدَّة والتصلّب تدفع المرء إلى اتخاذ ردود فعل معاكسة .
فعندما يخرج الحديث والسلوك عن حدوده فإنّه يثير الحزن لدى الزوجة ويضعف روحيتها وبالتالي يجر الحياة نحو المآسي والاضمحلال .
وبهذا المجال يوصي أميرالمؤمنين ((عليه السلام)) الرجال قائلاً :
« فداروهنّ على كلِّ حال واحسنوا » .

7 ـ حافظوا على ارادتكم

هنالك طائفة من الرجال يتنازلون عن ما منحهم الله سبحانه من حرية وارادة ويخضعون لنسائهم بكل وجودهم ، وبعض النساء يتحكمن بالحياة الزوجية من خلال استغلال الازواج ويأخذن بناصية الحياة انّى شئن .
ومثل هذه الحياة تتحول في الغالب إلى حياة شيطانية تنطوي على أمواج من المعاصي والموبقات والاسراف والتبذير والرغبات الباطلة ، وتخلو من المعنويات ، وتدفع بالاسرة نحو الانحراف عن القواعد الالهية والانسانية هنالك نسبة عالية من العوائل التي ابتليت بهذا الوباء المدمّر في عصرنا الحاضر ، فبدلاً من ان يرتبط بناء الاسرة بالرجل فإنّه يرتبط بالزوجة ، وبدلاً من أن يكون الرجل هو الزوج تتحول المرأة الى سيّد على زوجها ، ولا قدَّر الله ان لا يستجيب الرجل لرغبات زوجته حتى لو كانت باطلة وتتعارض مع الاوامر الالهية ، آنذاك سيندلع الشجار والنزاع وتوقد الزوجة ناراً مدمّرة لا تخمد ما لم يستسلم الرجل أو يبادر إلى طلاقها .
يقول ((عليه السلام)) بشأن مثل هؤلاء الرجال ضعاف الشخصية والاذلاء .
« كلُّ امرىء تدبِّره امرأةٌ فهو ملعون » .
وقال ((عليه السلام)) :
« من اطاع امرأته اكبّه الله على وجهه في النار ، قيل وما تلك الطاعة قال : تطلب اليه . . الثياب الرقاق فيجيئها » .
شكى رجال من اصحاب أميرالمؤمنين ((عليه السلام)) نساءه فقام ((عليه السلام)) خطيباً فقال : معاشر الناس ، لا تطيعوا النساء على حال ولا تأمنوهنّ على مال ولا تذروهنّ يدبِّرن أمر العيال ، فإنّهنّ إن تركن وما أردنَ المهالك .
وعدون أمر المالك ، فإنّا وجدناهنّ لا ورع لهنّ عند حاجتهن ، ولا صبر لهنّ عند شهوتهن ، التبرّج لهنّ لازمٌ وان كبرن ، والعجب لهنّ لاحقٌ وإن عجزنَ ، رضاهنّ في فروجهنّ ، لا يشكرن الكثير إذا مُنعن القليل ، ينسين الخير ويحفظن الشر ، يتهافتن بالبهتان ويتمادين في الطغيان ويتصدين للشيطان ،فداروهنّ على كل حال ، واحسنوا لهنّ المقال ، لعلّهنّ يحسنّ الفعال(1) .

حقوق الزوج على الزوجة

ان جانباً مهماً من تماسك دعائم الحياة الزوجية يكمن في مراعاة الزوجة لحقوق زوجها .
وعلى الزوجة أن تضع الله سبحانه وتعالى واليوم الآخر نصب عينها على هذا الصعيد وتجنب ما يقوله الآخرون حول زوجها ، ورفض تدخل المحيطين بها .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ الوسائل : 20/180 طبعة موسسة آل البيت .
لعل الآخرون مخطئين في أقوالهم واحكامهم ، أو انهم يقصدون سوءً بحياة الزوجين وما تتمتع به من جمال واستقرار ، ولعل تدخل الآخرين في الحياة الزوجية لزوجين قد دخلوا القفص الذهبي تواً نابعٌ عن الحسد .
ان المرأة تتميز بسهولة تأثرها ، بناءً على ذلك عليها الحذر من هذه الحالة الطبيعية وامكانية وقوع الآخرين في الخطأ والحسد ، وان تضع الله سبحانه وتعالى نصب عينيها في اداء حقوق زوجها وذلك يعني اداءً للحقوق الالهية والانسانية ، وان تضع بالاعتبار ذلك اليوم الذي يقوم فيه الناس لرب العالمين .
فالرجل يودُّ ان تكون زوجته مختصةً به وتحافظ على طبائعها كامرأة وان لا تخرج عن طورها كانثى وقد خلقت كذلك ، وان تحتفظ بانوثتها ورقّتها وجذابيتها وساحريتها لزوجها فحسب ولا تكون مقلِّداً للآخرين ولا ترتضي تدخل الاقارب بعيدين كانوا ام قريبين والجيران .
عليها ان تكون شريكة لزوجها وتحيا معه ملبيةً طموحاته المشروعة وتدير شؤون المنزل على ضوء تطلعات وتكون اماً صالحة لاولادها .
هنالك طائفة من النساء ينسينَ انوثتهن ويتعاملن بعنف وخشونة وصرامة ، فتؤدي هذه الطبائع إلى احباط تطلعات الرجل وتجعله يندم على زواجه وقد تثير في نفسه النفور من الحياة .
أن تمكين الزوجة الزوج من نفسها حين الحاجة ، واطاعتها له في جميع الامور الشرعية والأخلاقية ، وعدم الخروج من البيت أو السفر إلاّ باذنه ، عدا السفر للحج ، هي من الحقوق الواجبة للرجل على زوجته ، ومنها ما هو مستحب أيضاً .

1 ـ الطاعة

قال الباقر ((عليه السلام)) :
« جاءت امرأة إلى النبي فقالت يا رسول الله ! ما حقُّ الزوج على المرأة فقال لها : ان تطيعه ولا تعصيه » .
وقال رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) :
« إذا صلَّت المرأة خمسها ، وصامت شهرها ، وحجَّت بيت ربّها ، واطاعت زوجها ، وعرفت حقَّ علي ((عليه السلام)) فلتدخل من أيِّ أبواب الجنان شاءت » .
والآن تأملوا هذه الروايات الهامّة الواردة عن الرسول الاكرم ((صلى الله عليه وآله)) :
« كلّ امرأة صالحة عبدت ربّها وأدّت فرضها واطاعت زوجها دخلت الجنّة » .
« ما من امرأة صلّت صلاتها ولزمت بيتها واطاعت زوجها إلاّ غفر الله لها ذنوبها ما قدَّمت وما اخّرت » .
وقال ((صلى الله عليه وآله)) لامرأة تُدعى حولا :
« يا حولاء ، والذي بعثني بالحق نبياً ورسولاً ان للرجل حقاً على امرأته اذا دعاها ترضيه واذا امرها لا تعصيه ولا تجاوبه بالخلاف ، ولا تخالفه »(1) .
ومن كلام صارم وحازم له ((صلى الله عليه وآله)) :
« لا تؤدي المرأة حقَّ الله عزوجل حتى تؤدي حق زوجها » .
لا حظتم في هذه الروايات ان مجرد طاعة الزوج لا تمثل ملاكاً للنجاة ، بل ان ايمان المرأة وعبادتها واداء الفرائض وترك المحرمات لها دورٌ مهمٌ في نجاتها ، بمعنى ان هذه الأبعاد لو اجتمعت لدى المرأة فإنّها ستكون عاملاً في فلاحها وفوزها في الدنيا والآخرة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ مستدرك الوسائل : ج 14/243 .

2 ـ التمكين

في الحالات التي تخلو من المنع الشرعي ، على الزوجة ان تلبّي رغبة الزوج في الجماع بل يستحب ان تبادر هي وتعرض نفسها .
قال رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) :
« عليها أن تطيَّب باطيب طيبها وتلبس أحسن ثيابها وتزيِّن بأحسن زينتها ، وتعرض نفسها عليه غدوةً وعشيّة وأكثر من ذلك حقوقها » .
فإذا عملت المرأة بما أوصى به رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) ، تكون قد احتفظت بزوجها لنفسها وحصَّنته عن نظرة السوء والتعلق بغيرها من النساء أو ملاحقة هذه المرأة أو تلك .
ان الجانب الاعظم من الاختلافات انما ينشأ من هذه الناحية ، اذ ان المرأة تحتفظ بطيبها وافضل ملابسها وزينتها إلى حين ذهابها للتزاور أو الاعراس ، أما موقفها مع زوجها فيكون فاتراً ، وإذا ما عادت من زيارتها أو الاعراس فإنّها لا توفر لزوجها فرصة رؤيتها بتلك الحالة ، اذ سرعان ما تخلع ملابس الزينة وترتدي ملابس المنزل وتلقي بزينتها وتعود إلى حالتها الطبيعية ، وذلك فعلٌ من شأنه اتعاب الرجل وايذائه ويؤدي إلى اضعاف العلاقة بينهما وبروز امور اخرى .
وهنالك الكثير من الازواج الشباب والكهول قد شكوا لديَّ من اهمال زوجاتهم وعدم استجابتهن من ناحية التمكين وترك الزينة وارتداء الملابس الزاهية وعرض انفسهن للازواج ، وعبّروا عن رغبتهم في اللجوء إلى الزواج المؤقت أو الاقتران من امرأة ثانيةً ، وطلبوا مني ايجاد حلٍّ لمشكلاتهم .
ان وصيتي الوحيدة للسيدات هي ان يمتثلن التعاليم الصادرة عن الرسول الاكرم ((صلى الله عليه وآله)) والأئمة الطاهرين ((عليهم السلام)) في هذا الجانب تلافياً للمشاكل ، ولكي لا تلعب الشهوة بالرجل خارج المنزل ، وإلاّ سينهار صرح الحياة الزوجية فيقع وزر ذلك على عواتقهن يوم المحشر !
ثمة حكم اصدره رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) فيما يتعلق برغبة الرجل وتمكين الزوجة لزوجها ، وهو ما اجاب المرأة التي سألته ((صلى الله عليه وآله)) عن حق الرجل ، فقال ((صلى الله عليه وآله)) :
« ولا تمنعه نفسها وان كانت على ظهر قتب » .
كما قال ((صلى الله عليه وآله)) :
« لا تُطوِّلنَ صلاتكنَّ لتمنعنَ ازواجكنَّ » .

3 ـ الخروج من الدار

وا أسفاه ! لقد عُطّلت هذه الحقيقة ـ اي وجوب طاعة المرأة لزوجها اثناء خروجها من البيت ـ من قبل الكثير من النساء اللواتي فقدن انوثتهنَّ وانتحلنَ الرجولة ازاء ازواجهنّ .
فإذا كان خروج المرأة من بيتها مطلقاً وكما ترغب لما ربطه الباري تعالى باذن الرجل ورضاه .
لقد خرجنَ النساء من البيوت دون اذن الازواج واصبحن مصدراً للفتنة والفساد فأطحنَ كما في المجتمع من عفاف ووقار ، اضف إلى ذلك انهنّ لم يخرجن بالمظهر الطبيعي ، بل بازهى المبلابس ووجوه قد طليت بمواد التجميل كاشفات عن شعورهن ووجوهنّ بارزات امام الرجال في الشوارع والاسواق بشكل جذّاب وساحر ، وفي بعضل الاحيان يكنّ قد اخمدن جذوة الغيرة عند الرجال كي لا يعترضوا على الاعيبهنّ ، واتبعن الثقافة الشيطانية لليهود والنصارى ، أو كما يطلقون عليها الحضارة أو الحداثة ، فالحقن بالاسلام والمسلمين من البلاء ما لا يعوّض حتى قيام يوم الدين !
نهى رسول الله ان تخرج المرأة من بيتها بغير اذن زوجها فإنّ خرجت لعنها كلُّ ملَكِ في السماء وكلُّ شيء تمرُّ عليه من الجنِّ والانس حتى ترجع إلى بيتها .
قال الامام الصادق ((عليه السلام)) :
« ان رجلاً من الانصار على عهد سول ((صلى الله عليه وآله)) خرج في بعض حوائجه فعهد إلى امرأته عهداً ان لا تخرج من بيتها حتى يقدم . قال : وان أباها قد مرض فبعثت المرأة إلى رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) تستأذنه ان تعوده فقال : لا ، اجلسي في بيتك واطيعي زوجك ، قال : فثقل فارسلت اليه ثانياً بذلك فقال : اجلسي في بيتك واطيعي زوجك ، قال : فمات أبوها فبعثت اليه ان أبي قد مات فتأمرني ان اصلّي عليه ؟ فقال : لا اجلسي في بيتك واطيعي زوجك ، قال : فدُفن الرجل فبعث اليها رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) : ان الله قد غفر لك ولأبيك بطاعتك لزوجك » .

4 ـ تجنب ايذاء الزوج وسوء الخلق وبذاءة اللسان

لرسول الله ((صلى الله عليه وآله)) كلامٌ عجيبٌ بهذا الشأن وجهه للنساء قائلاً :
يا معشر النساء تصدقن ولومن حليكنّ ولو بتمرة ولو بشق تمرة فإنّ أكثركنّ حطبُ جهنّم ، انكنّ تكثرن اللعن وتكفرن العشرة ، فقالت امرأة : يا رسول الله أليس نحن الامهات الحاملات المرضعات ، أليس منا البنات المقيمات والاخوات المشفقات ؟ فقال : حاملات والدات مرضعات رحيمات لولا ما يأتين إلى بعولتهن ما دخلت مصلية منهنّ النار .
وقال الصادق ((عليه السلام)) :
« ثلاثة لا تقبل لهم صلاة : عبدٌ أبق من مواليه حتى يضع يده في ايديهم ، وامرأة باتت وزوجها عليها ساخطٌ ، ورجلٌ امّ قوماً وهم له كارهون » .
وسأل علي بن جعفر أخاه الامام موسى بن جعفر ((عليه السلام)) :
« المرأة المغاضبة زوجّها هل لها صلاةٌ وما حالها ؟ قال : لا تزال عاصيةً حتى يرضى عنها » .
وقال رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) لحولا :
«يا حولا ، والذي بعثني بالحق نبيا ورسولاً وهادياً ومهديا ، ان المرأة إذا غضب عليها زوجها فقد غضب عليها ربّها »(1) .
ان النبي ((صلى الله عليه وآله)) يريد من النساء ان لا يحملن الرجال أكثر من طاقتهم وقابلياتهم ، وان لا يذهبن بكرامتهم أمام أحد من الناس من الاقارب كان ام غريباً .
قال الصادق ((عليه السلام)) :
« ملعونةً ملعونةً امرأة تؤذي زوجها وتغمُّهُ ، وسعيدة سعيدةٌ امرأة تكرم زوجها ولا تؤذيه ، وتطيعُهُ في جميع احواله » .

5 ـ العمل داخل المنزل

قال رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) لحولا :
« يا حولاء ما من امرأة تستخرج ( ما طيبت ) لزوجها الا خلق ]لها[ في الجنة من كل لون فيقول لها : كلي واشربي بما أسلفت في الأيام الخالية »(2) .
وقال رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) :
« ايُّما امرأة دفعت من بيت زوجها شيئاً من موضع إلى موضع تريدُ به صلاحاً نظرَ الله اليها ، ومَنْ نظر الله اليه لم يعذّبه » .
وقال الامام الباقر ((عليه السلام)) :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ مستدرك الوسائل : ج 14/242 .
2 ـ مستدرك الوسائل : 14/244 ـ 245 .
« ان فاطمة عليها السلام ضمنت لعليّ عمل البيت والعجين والخبز وقمَّ البيت ، وضمن لها عليُّ ما كان خلف الباب نقل الحطب وأن يجيءُ بالطعام » .

6 ـ احترام الرجل ومداراته

قال الامام موسى بن جعفر ((عليه السلام)) :
« جهاد المرأة حسنُ التبعُّل » .
ان جهاد المرأة وحسن تبعلها يتمثل في تقدير ما يقوم بها الزوج من اعمال ، ومحادثته بتودد ورفق ، والصبر على ما يعانيه من فقر وقلة ما في اليد ، والترحيب به واستقباله عند الباب وتوديعه عند خروجه ، وان لا تمنعه نفسها في الاوقات التي تخلو من المانع الشرعي ، والتزين له وارتداء احسن ملابسها ، وادارة شؤون البيت بشكل ملائم ومناسب ، والاقتصاد في الانفاق وعدم فرض ما يخرج عن طاقة الرجل ، وامثال هذه الامور التي شخَّصها الرسول الاكرم ((صلى الله عليه وآله)) وائمة الهدى ((عليهم السلام)) كواجبات للزوج على زوجته .
قال الامام الباقر ((عليه السلام)) :
« لا شفيع للمرأة انجحُ عند ربّها من رضا زوجها » .
وقال الصادق ((عليه السلام)) :
« إن قوماً أتوا رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) ، فقالوا : يا رسول الله إنا رأينا اناساً يسجد بعضهم لبعض فقال رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) لو أمرت أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة ان تسجد لزوجها »(1) .
وقال رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) لحولا :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ الوسائل : ج 14/115 ح 1 .
« يا حولاء والذي بعثني بالحقّ نبياً ورسولاً ، كل امرأة صبرت على زوجها في الشدة والرخاء وكانت مطيعة لامره ، حشرها الله تعالى مع امرأة ايوب ((عليه السلام)) »(1) .
وعن رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) انّه قال :
«حقُّ الرجل على المرأة انارة السراج ، واصلاح الطعام ، وان تستقبله عند باب بيتها فتُرَحِّبَ ، وان تقدِّمَ اليه الطست والمنديل وان توضأه ، وان لا تمنعهُ نفسها إلاّ من علّة .
وعند وفاة فاطمة ((عليها السلام)) وقف أميرالمؤمنين ((عليه السلام)) عند نعشها وقال : اللهم اني راض عن ابنة نبيك ، اللهم انها قد اوحشت فآنِسْها » .

7 ـ عدم التزين لغير الزوج

قال رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) لحولا :
« يا حولا ، من كانت منكن تؤمن بالله واليوم الاخر ، لا تجعل زينتها لغير زوجها ولا تبدي خمارها ومعصمها ، وايما امرأة جعلت شيئاً من ذلك لغير زوجها ، فقد افسدت دينها ، واسخطت ربها عليها »(2) .
نهى النبي أن تلبس المرأة إذا خرجت ثوباً مشهوراً أو تتحلّى بماله صوتٌ يُسمع .
وثمة حديث مهم للغاية روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ينبغي التأمل به ملياً من قبل المسلمين ، يقول (صلى الله عليه وآله) :
« أيُّما رجل امرأتهُ وتخرج من باب دارها فهو دَيّوثٌ ، ولا يأثم من يُسمّيه ديّوثاً ، والمرأة إذا خرجت من باب مُتزيِّنةً والزوج بذلك راض يُبنى لزوجها بكلِّ قدم بيتٌ في النار ، فقصِّروا أجنحة نسائكم ولا تُطوِّلوها فإنّ في تقصيرِ اجنحتها رضىً وسروراً »(1) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ مستدرك الوسائل : ج 14/242 .
2 ـ نفس المصدر : ص 244 .

8 ـ عدم التصرف باموال الرجل دون اذنه

قال الصادق (عليه السلام) :
« ليس للمرأة امرٌ مع زوجها في عتق ولا صدقة ، ولا تدبير ولا هبة ولا نذر في مالها الاّ باذن زوجها إلاّ في زكاة أو صلةِ قرابة » .
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) :
« ولا تُعطي شيئاً الاّ باذنه فإنّ فعلتْ فعليها الوزرُ ، وله الأجرُ » .
وفي ختام هذا الفصل أرى من الضروري اعادة التذكير بأن الروايات المتعلقة بحقوق الزوج والزوجة قد اُخذت عن الاجزاء من العشرين وحتى الثاني والعشرين من كتاب وسائل الشيعة ، كما اُخذت بعضها من الجزء 13.html من كتاب بحارالانوار ، وهي تمثّل جزءً يسيراً من مجموع الروايات الواردة بهذا الشأن ، وبامكان الراغبين بالمزيد منها مراجعة ذلكما الكتابين النفيسين .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ البحار : 13.html/249 .
الحمل ، والرضاعة ، والتسمية   
   الأسرة ونظامها في الإسلام

( حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْن وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لقمان / 14
قبل فهرست بعد