يرجى الانتظار

ألحان الموكب الحسيني في البحرين بين الماضي والحاضر (1)

مقدمة:
كانت مواكب العزاء في البحرين تخرج صغيرة متعددة في المأتم الواحد، وبطريقة ونسق ثابت مع تغير بسيط من منطقة إلى منطقة أخرى.

فقد عرفت الهواسة التي تعتمد طريقة لطم معين وبألحان معينة سريعة تعتمد على بيتين في الغالب أحدهما يردده الجمهور والثاني ينشده الرادود الذي يقوم بدوره بإعطاء حالة من الحماس لجمهور اللاطمين وكانت ألحان تلك الهواسات بسيطة متعارفة لاتخرج أبدا عن المألوف، وكان الموكب يخرج من بدياته لنهايته بتلك الهواسات.

أما الطريقة الثانية فقد كان عبارة عن وجود حلقتين إحداهما في الأمام والثانية في الخلف، فتبدأ الأولى ببيت شعري بلحن متعارف، وأثناء نهاية البيت تبدأ الحلقة الثانية بترديد بيت آخر، وفي نهايته تعود الأولى لترديد بيت الشعر الذي لديها، وهذه الطريقة أيضا كانت تعتمد الحماس وتعتمد أيضا الألحان المتعارفة والبسيطة، كانت بعض المواكب تخرج بهذه الطريقة من بداية الطريق وحتى العودة للمأتم ولكن بعض المآتم قامت بهذه الطريقة قبل الوصول إلى المأتم بقليل وذلك للتغير وإلهاب الحماس في الجمهور ولطلب مزيد من المشاركة.

وبين هذا وذاك كانت تلقى قصيدة أحرم الحجاج للشيخ حسن الدمستاني بلحن يعرفه جميع أبناء البحرين والخليج ويختص إلقاء القصيدة مع اللطم على الصدر في يوم العاشر من محرم الحرام في موكب يعرف باسم " موكب أحرم الحجاج "، أو " موكب ذي الجناح " حيث يتقدم هذا الموكب فرس مغطى بأقمشة متعددة.

بعد هذه البداية للموكب الحسيني عمد بعض الرواديد الإستفادة من ألحان وقصائد الإخوان في العراق فبدأت مسيرة التغيير في ألحان الموكب حيث كان الرواديد يأخذون قصيدة عراقية كاملة بألحانها ينشدونها في المواكب الحسينية، وهذا لايعني عدم وجود بعض الإبداعات على مستوى التأليف وعلى مستوى الألحان التي كانت من صنع أبناء البحرين، ولكن كان ذلك كله في مستوى بسيط وغير معقد على الإطلاق.

 إضافة إلى ذلك ومع انتصار الثورة الإسلامية في إيران فإن الكثير من أهل البحرين بدأ يستمع إلى ألحان المنشدين والرواديد الإيرانيين والإستفادة من ألحانهم في المواكب العزائية، وبالفعل استفاد أهل البحرين الكثير من تلك الألحان التي كانت تردد على نطاق واسع من هذه البلدة الآمنة الصغيرة.

تطور الألحان في البحرين:
لم يلبث أهل البحرين أن ابتكروا ألحانا خاصة بهم اعتمدت جانبين رئيسيين وهما:
- الثورية والحماس.

- الحزن والخشوع.
- بعض الألحان كانت بين الحماس والحزن.

كان لحن المستهل فيما مضى هو ذاته لحن الأبيات من دون أدنى تغيير حتى بدأ أحد الرواديد بالتغيير الجميل للحن القصيدة ليصبح للمستهل لحن ولجسد القصيدة لحن آخر، وقد أسس ذلك لنقلة نوعية في الألحان أعجب بها عشاق الموكب الحسيني.

كانت تلك الألحان في قصيدة المشي، وماعرف لاحقا بــ " الوقفة " والتي اعتمدت طريقة الموشحات بالألحان السريعة، وكذلك تم الحفاظ على طريقة الهواسة خصوصا في منطقة السنابس التي بقت محافظة على نمط الهواسة حتى هذا اليوم.

في أثناء تلك المرحلة قام بعض الرواديد بإصدار أشرطة الموكب الحسيني والتي عرفت بــ " الأشرطة الفردية " فكل رادود يلقي قصائده في الموكب كان يسجلها مع مجموعة قليلة من الشباب وقد وصلت تلك المجموعة في بعض الأحيان إلى 25 شخصا يلطمون على صدورهم ويرددون المستهل، وقد لاقت تلك الأشرطة رواجا كبيرا في الأوساط المحلية والخارجية، ولم تكن القصيدة معتمدة على الشأن المأساوي والتفجعي فقط بل إنها كانت تحاكي شعور المسلم وتتحدث عن كافة قضاياه من دون استثناء.
كما أصدر شريط مولد واحد في تلك الفترة وربما كان ذلك في العام 1989م ولم يصدر شريط مولد مثله أو بعده في تلك السنوات.

المصدر :
العلامات :
آراء المستخدمين (0)
إرسال الرأي