يرجى الانتظار

معادن علوم القرآن

  • تاريخ النشر:   2011-07-04 09:31:42
  • عدد الزيارات:   440

هناك ثلاثة طرق لمعرفة وتعيين المرجع العلمي للامة الاسلامية بعد الرسول الاكرم(صلى الله عليه وآله) : 
أ ـ التدبّر في آيات القرآن الكريم لمعرفة الاشخاص الذين عيّنهم هذا الكتاب إلى جانب رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) . 
ب ـ الفحص في سنة رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) وفي أقوال صحابته ; لمعرفة من هم الذين عيّنهم مرجعاً وملجأ للامة في حلّ معضلاتها . 
جـ ـ البحث في التاريخ الاسلامي ، وأنه من كان المرجع والملجأ الذي ترجع إليه الامة في حل مشكلاتها العلمية . 
والان ، ومع مراعاة الاختصار نوضح هذه النقاط فنقول : 
أ ـ القرآن والمرجع العلمي بعد رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) :
القرآن هو الكتاب الذي بيّن وأوضح في العديد من آياته النهج القويم لنجاة الامة الاسلامية من ظلمات الحيرة والضلالة ، فقد قال تعالى : (ونزّلنا عليكَ الكتابَ تبياناً لكل شيء)([1]) . فمع هذا كيف يمكن لهذا الكتاب العظيم الذي هو (من لدن حكيم عليم)([2]) أن يهمل أهم المسائل الحيوية المرتبطة بمصير الاسلام ، ويتركها بدون بيان ؟ 
إن اللّه تعالى في العديد من الايات قد بين المرجعية للامة بالشكل الذي لا يبقى معه أي مجال للشك لدى المدقق المتعقل . 
معرفة أُولي الامر :
طرحت الاية (59) من سورة النساء أشخاصاً بصفتهم اولي الامر إلى جانب رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) ، وقرنت طاعتهم بطاعة اللّه تعالى ورسوله(صلى الله عليه وآله)بشكل مطلق وبدون أي استثناء . 
ومن البديهي أن جعل وجوب طاعة أشخاص في معرض طاعة اللّه ورسوله بنحو مطلق من قبل الحكيم ، إنما يصح لو كانوا معصومين من كل خطأ واشتباه ، لماذا ؟ لان اللّه تعالى نهى وبشكل قاطع عن إطاعة الخاطئين والعاصين والظالمين والضالين في كثير من الايات الاخرى . 
وقد اعترف امام المشككين الفخر الرازي بدلالة الاية على عصمة الرسول(صلى الله عليه وآله) وأولي الامر فقال : « المسألة الثالثة : اعلم أن قوله : (وأولي الامر منكم) يدل عندنا على أن إجماع الامة حجة ، والدليل على ذلك أن اللّه تعالى أمر بطاعة أولي الامر على سبيل الجزم في هذه الاية ، ومن أمر اللّه بطاعته على سبيل الجزم والقطع لابد أن يكون معصوماً عن الخطأ ، إذ لو لم يكن معصوماً عن الخطأ ، كان بتقدير إقدامه على الخطأ يكون قد أمر اللّه بمتابعته ، فيكون ذلك أمراً بفعل ذلك الخطأ ، والخطأ لكونه خطأً نهي عنه ، فهذا يقتضي اجتماع الامر والنهي في الفعل الواحد باعتبار واحد ، وأنه محال . فثبت أن اللّه تعالى أمر بطاعة أولي الامر على سبيل الجزم ، وثبت أن كل من أمر اللّه بطاعته على سبيل الجزم وجب أن يكون معصوماً عن الخطأ ، فثبت أن أولي الامر المذكورين في الاية لابد أن يكونوا معصومين »([3]) . 
وأي مسلم منصف يستطيع أن يقول : إن أولي الامر تعني بعض زعماء الدول الاسلامية وخلفاء بني أمية وبني العباس الذين سوّدت جرائمهم وجه التاريخ ؟ وهل يستطيع أن يعطي احتمالاً بأن اللّه أمر بطاعتهم ؟ وبهذه الصورة أمر سبحانه عباده بالاستعاذة برب الناس من شياطين الجن والانس . وقال : (ولا تطيعوا أمر المسرفين)([4]) ، و (وإن تطع أكثر من في الارض يضلّوك)([5]) و (ولا تطع الكافرين والمنافقين)([6]) و (لو يطيعكم في كثير من الامر لعنتّم)([7]) . 
وهنا يدرك الانسان أن من اللازم أن يكون (أولي الامر) افراداً مخصوصين ومتميّزين ، ولديهم الكفاءة التي تجعلهم في مصاف اللّه ورسوله من حيث الطاعة ، ومن اللازم أيضاً أن الرسول(صلى الله عليه وآله) عرّفهم بعد أن بيّنهم اللّه تعالى . 
كيف يمكن أن يكون الرسول ترك تعريفهم ، مع العلم أن اللّه تعالى يقول في ذيل هذه الاية : (فإن تنازعتم في شيء فردّوه إلى اللّه والرسول) ؟ 
وإذا كانت مسألة مهمة كهذه لا تحلّ بالرجوع إلى كلام اللّه ورسوله ، إذن كيف يأمرنا اللّه بالرجوع إليهما في أي مورد نزاع ؟ فلا مناص من الاقرار بأن اللّه تعالى ورسوله(صلى الله عليه وآله) قد عرّفا (أولي الامر) . 
والروايات المنقولة من طرق أهل السنة والشيعة في ذلك كثير ، فقد عرّفت الامام علياً والائمة المعصومين(عليهم السلام) على أنهم هم أولو الامر بعد رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) ، كما عن تفسير مجاهد في ذيل الاية ، ومثل ما رواه الحمويني ـ وهو من أعيان علماء العامة ـ في الحديث عن رسول اللّه(صلى الله عليه وآله)([8]) ، والروايات عن طرق الشيعة كثيرة جداً([9]) ، والفرصة لا تسع لذكرها فلتراجع في مظانها . 
من هو الذي عنده علم الكتاب ؟
قال تعالى : (ويقول الذين كفروا لست مرسلاً قل كفى باللّهِ شهيداً بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب)([10]) . 
في الاية المذكورة يذكر اللّه رسوله في مقام تسليته وتعزيته ، أن شهيدين كبيرين يشهدان بصدق رسالته ، هما اللّه ومن عنده علم الكتاب ، فلا قيمة إذن لانكار وتكذيب الاعداء . (قل كفى باللّهِ شهيداً بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب) . 
الشهادة الاولى : شهادة اللّه تعالى التي ذكرتها الاية والايات الاخرى . وأي شهادة أعظم منها ؟ 
الشهادة الثانية : شهادة الشخص الذي عنده جميع علم الكتاب . ويكفي في كرامة وفضيلة وعظمة هذه الشهادة أنها مقرونة بشهادة اللّه تعالى . ومن الواضح أن علّة هذه الكرامة والعظمة هي علم هذا الشاهد : (ومن عنده علم الكتاب) . 
حقيقة علم الكتاب :
لذا من الواجب معرفة حقيقة (علم الكتاب) ما هي ؟ بحيث وجب لها كل هذا الشرف وهذه العظمة ، وقرر لصاحبها مكانة مرموقة مقترنة باللّه تعالى ، وبحيث تكفي شهادة صاحبها في إثبات أحقية النبي محمد(صلى الله عليه وآله)وصدق رسالته . 
والقرآن الكريم يتكلم في موضع آخر عن حقيقة علم الكتاب فيقول : (وقال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتدّ إليك طرفك)([11]) ، ومعنى هذه الاية أن الذي عنده جزء من علم الكتاب ، يملك قدرة تمكنه من إحضار عرش بلقيس من مدينة سبأ إلى نبي اللّه سليمان بفترة أقل من لمح البصر . 
وفي الوقت الذي يمتلك من عنده بعض علم الكتاب هذه القدرة ، فأي قدرة عظيمة وقابلية خارقة يمتلكها من عنده جميع علم الكتاب ؟ إن مثل هذه القدرة ناتجة عن فضل اللّه الذي يعطيها لمن يشاء (ذلك فضلُ اللّهِ يؤتيه من يشاء)([12]) . 
أي شخص هو صاحب علم الكتاب ؟
بالالتفات إلى خصوصيات هذا الشاهد ـ الذي أردفت شهادة اللّه بشهادته وأن شهادته كافية لاثبات صدق رسالة النبي(صلى الله عليه وآله) ، وأن الشخص الذي لديه بعض علم الكتاب يستطيع أن يظهر قدرة خارقة ـ يكون من الواضح أن هذا الشاهد ليس من قبيل من قال فيهم تعالى : (وشهد شاهد من بني اسرائيل)([13]) ومن قبيل : (أو لم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني اسرائيل)([14]) ، وأمثالها من الايات ، حيث قال بعض المفسرين إن من (عنده علم الكتاب) هم علماء أهل الكتاب مثل عبد اللّه بن سلام . 
عجباً ! كيف يمكن أن يكون المراد بمن عنده علم الكتاب بعض اهل الكتاب ، الذين وصفهم اللّه بأنهم ملعونون من قبل اللاعنين ، وأنهم يستحقون النار في العديد من الايات لانهم يكتمون الحق([15]) ، ثم يشير هنا إلى أن شهادتهم مقترنة بشهادة اللّه ، وأنها كافية لاثبات رسالة النبي(صلى الله عليه وآله) ؟ 
لذا من الواضح أن مصداق هذا الشاهد العظيم ليس هو عبد اللّه بن سلام واضرابه ، وإلاّ فما الايات المكية ؟ وما الايات المدنية ؟ 
ولهذا فإن بعض المؤلفين قد خلط بين مفهومين متفاوتين في تعيين المقصود بمن عنده علم الكتاب . وهذا الخلط ناشيء من التشابه اللفظي بين المفهومين . إن المنشأ الاصلي لهذا الخلط والاشتباه والانحراف هو ترك التمسك بالثقلين ، على الرغم من أمر الرسول وتكرار ذلك مراراً وقد بلّغ « إني مخلّف فيكم الثقلين ، إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا : كتاب اللّه وعترتي اهل بيتي »([16]) . وذلك طبقاً للاحاديث المتواترة . 
ولقد وردت روايات كثيرة عن العترة الطاهرة توضح من هو المقصود بمن عنده علم الكتاب . وهذه الروايات وصلت عن طريق الفريقين . ومن جملة الروايات المستفيضة عن العامة في ذلك : 
1 ـ روى ابن المغازلي الشافعي باسناده عن علي بن عابس قال : « دخلت أنا وأبو مريم على عبد اللّه بن عطا فقال : يا ابا مريم ، حدّث علياً بالحديث الذي عن أبي جعفر . قال : كنت عند أبي جعفر جالساً ، إذ مرّ عليه ابن عبد اللّه بن سلام . قلت : جعلني اللّه فداك ، هذا ابن الذي عنده علم الكتاب ؟ قال : لا ، ولكنه صاحبكم علي بن أبي طالب الذي نزلت فيه آيات من كتاب اللّه عزوجل : (ومن عنده علم الكتاب) و (أفمن كان على بيّنة من ربّه ويتلوه شاهد منه)و (إنما وليّكم اللّه ورسوله) »([17]) . 
2 ـ وروي أنه سئل سعيد بن جبير : « (ومن عنده علم الكتاب) عبد اللّه بن سلام ؟ قال : لا ، وكيف وهذه السورة مكية ؟ » ورواه في الدر المنثور عن سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس في ناسخه عن ابن جبير([18]) . 
أما عن طريق الشيعة : 
فقد وردت روايات مستفيضة أيضاً تؤكد أن مصداق الاية هم عترة رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) منها : 
1 ـ نقل الشيخ الكليني بسند معتبر عن بريد بن معاوية : قال : « قلت لابي جعفر(عليه السلام) : (قل كفى باللّه شهيداً بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب) . قال : إيّاي عنى ، وعليّ اوّلنا وخيرنا بعد النبي(صلى الله عليه وآله) »([19]) . 
2 ـ قال امين الدين الطبرسي في تفسيره : « وروي عن الشعبي أنه قال : ما احد اعلم بكتاب اللّه بعد النبي(صلى الله عليه وآله) من علي بن ابي طالب(عليه السلام) » . 
3 ـ وقال السيّد في الطرائف : « روى الثعلبي من طريقين أن المراد بقوله: (ومن عنده علم الكتاب) علي بن أبي طالب(عليه السلام) » . 
4 ـ رواية اخرى نقلها الكليني ايضاً بسنده عن احمد بن محمد ، عن محمد بن الحسن ، عن عباد بن سليمان ، عن محمد بن سليمان ، عن أبيه ، عن سدير قال : « كنت أنا وأبو بصير ويحيى البزاز وداود بن كثير في مجلس ابي عبد اللّه(عليه السلام) ، إذ خرج الينا وهو مغضب ، فلما أخذ مجلسه قال : يا عجباً لاقوام يزعمون أنّا نعلم الغيب . ما يعلم الغيب إلاّ اللّه عزوجل . لقد هممت بضرب جاريتي فلانة ، فهربت منّي فما علمت في أي بيوت الدّار هي . قال سدير : فلمّا أن قام من مجلسه وصار في منزله دخلت أنا وابو بصير وميسّر وقلنا له : جعلنا فداك ، سمعناك وأنت تقول كذا وكذا في أمر جاريتك ، ونحن نعلم أنك تعلم علماً كثيراً ولا ننسبك إلى علم الغيب . قال : فقال : يا سدير ، ألم تقرأ القرآن ؟ قلت : بلى ، قال : فهل وجدت فيما قرأت من كتاب اللّه عزوجل : (قال الّذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتدّ اليك طرفك) ؟ قال : قلت : جعلت فداك ، قد قرأته . قال : فهل عرفت الرّجل ؟ وهل علمت ما كان عنده من علم الكتاب ؟ قال : قلت: أخبرني به . قال : قدر قطرة من الماء في البحر الاخضر ، فما يكون ذلك من علم الكتاب ؟ قال : قلت : جعلت فداك ، ما أقلَّ هذا ؟ فقال : يا سدير ، ما أكثر هذا أن ينسبه اللّه عزوجل إلى العلم الذي أخبرك به يا سدير ! فهل وجدتَ فيما قرأت من كتاب اللّه عزوجل أيضاً : (قل كفى باللّه شهيداً بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب) ؟ قال : قلت : قد قرأته جعلت فداك . قال : أفمن عنده علم الكتاب كلّه أفهم أم من عنده علم الكتاب بعضه ؟ قلت : لا ، بل من عنده علم الكتاب كلّه . قال : فأومأ بيده إلى صدره وقال : علم الكتاب واللّه كلّه عندنا ، علم الكتاب واللّه كلّه عندنا »([20]) . 
من هو الشاهد الذي هو من نفس الرسول(صلى الله عليه وآله) ؟
قوله تعالى : (أفمن كان على بينّة من ربّه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى إماماً ورحمة أولئك يؤمنون به ... )([21]) . 
لا يخفى أن الاستفهام انكاري ، أي ليس من كان على بيّنة وكذا وكذا كغيره ممن ليس كذلك ، نظير قوله تعالى : (أفمن كان على بيّنة من ربّه كمن زيّن له سوء عمله)([22]) . 
البيّنة 
البيّنة هي الدلالة الواضحة كما في المفردات ، ولذا تطلق في القرآن الكريم على الايات ومعجزات الانبياء ; لانها فاصلة بين الحق والباطل . 
ووصف البينة بأنها من الرّب تبارك وتعالى إنّما يناسب الاية الالهية لا الحجة العقلية . والمراد بها في الاية المبحوث عنها هو القرآن ، لانه المعجزة الخالدة كما في آيات اخرى([23]) . ومن هنا يظهر أن المراد بالموصول هو صاحب البينة ـ اعني النبيّ(صلى الله عليه وآله) ـ وهو مبتدأ خبره محذوف ، أي كغيره ممن ليس كذلك . 
ويتلوه شاهد منه
يتلوه : من التلو لا من التلاوة ، أي يلي صاحب البينة ـ على الاحتمالين في مرجع ضمير يتلوه ـ وضمير (منه) يرجع إلى (من) الموصولة بلا شك ، فمعنى الاية : من كان على بيّنة هي القرآن ، ويتبعه بلا فصل شاهد منه ، أي من هو من نفسه(صلى الله عليه وآله) . وفي هذا تشريف وتعريف للشاهد بأنه من رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) ، أي بعضه وبمنزلته ، فلا ينطبق على مثل عبد اللّه بن سلام . 
معطيات الاية الكريمة
الاول : أن هذا الشاهد هو من رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) أي من بيته ، لوجود (منه) في الاية ، وبذلك ينطبق على اهل البيت المذكورين في آية التطهير . 
الثاني : أن هذا الشاهد يأتي تلو الرسول لقوله تعالى : (ويتلوه) ، وأنه بمنزلة النبي(صلى الله عليه وآله) كما هو مفاد عبارة (وأنفسنا) الواردة في آية المباهلة ، وأن شهادته تساوق شهادة اللّه لانها اقترنت بها في قوله تعالى : (ومن عنده علم الكتاب) كما مر . 
الثالث : أنه مما لا شك فيه أن الشهادة هنا شهادة التأدية ، ولابد من أن يسبقها تحمّل الشهادة . وليس هذا التحمّل عن ايمان بالنبوة ، وإلاّ لما كان هناك وجه لان تختص الشهادة بفرد معين كما يظهر من الاية ، حيث جاء الشاهد بلفظ المفرد والتنكير . فلابد إذن أن تكون مقومات شهادة هذا الشاهد مختلفة عن غيرها ، وذلك بأن تكون شهادته عن حضور وشهود لحقيقة النبوة ورؤية جبريل حامل الوحي إلى الرسول(صلى الله عليه وآله) ، وبذلك ينفرد هذا الشاهد عن غيره . 
ويؤيد هذا المعنى قول النبي(صلى الله عليه وآله) لعلي(عليه السلام) : « إنك تسمع ما أسمع وترى ما أرى » كما جاء في الخطبة القاصعة الواردة في نهج البلاغة([24]) ، وما روي عن الامام الصادق(عليه السلام) أنه قال : « كان علي(عليه السلام) يرى مع النبي(صلى الله عليه وآله) قبل الرسالة الضوء ويسمع الصوت . وقال له الرسول(صلى الله عليه وآله) : لولا أني خاتم الانبياء لكنتَ شريكاً في النبوة »([25]) . 
الرابع : أن الشهادة إنما تكون لازالة الريب والشك عن المدعى ، ولا يتم ذلك ـ خصوصاً في هذا الامر العظيم ـ إلاّ إذا انتفى السهو والنسيان عن الشاهد ، إذ مع احتمال الخطأ لا يزول الشك ولا يثبت المدعى بهذه الشهادة . وواضح أنه لا يرتفع احتمال الخطأ إلاّ مع كون الشاهد معصوماً . 
الخامس : إننا إذا جمعنا بين هذه الاية والاية في آخر سورة الرعد ، عرفنا أن هذا الشاهد المذكور هنا هو (من عنده علم الكتاب) المذكور هناك . 
هذه خلاصة المعطيات التي نستفيدها من نفس الاية الشريفة بتأييد الايات الاخرى . 
الشاهد كما ورد في الاحاديث :
وفي المقام روايات كثيرة من طرق الفريقين في بيان الشاهد ، وأنه امير المؤمنين(عليه السلام) . ولا نطيل البحث بنقلها فليرجع إلى المصادر([26]) . 
الامة الوسط الشاهد على باطن الاعمال 
قوله تعالى : (وكذلك جعلناكم أمةً وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً)([27]) . 
الوسط : ما بين طرفي الشيء ، ويستعمل بمعنى العدل ; لان الوسط هو اعدل ما يكون من الشيء وابعده من الانحراف . وبعبارة اخرى : إن العدل متوسط بين التفريط والافراط ، وكيف كان فهو صفة للشيء بالقياس إلى الغير . 
الشهادة
الشهادة والشهود : الحضور مع المشاهدة بالبصر أو البصيرة . يقال : شهد المجلس : حضره واطلع عليه . والمستفاد من موارد استعمال هذه المادة اشراب معنى التطلع والاشراف فيها في كثير من الموارد ، فيفيد معنى الرقابة والنظارة ، فيستعمل مع لفظة «على» الاستعلائية . ومنه ما تكرر في القرآن الكريم من اطلاق الشهيد على اللّه تعالى ، مثل قوله سبحانه: (واللّه على كل شيء شهيد)([28]) . 
الامة الوسط
وغير خفي على الناظر في هذه الاية أن وصف الامة بالوسطية تكريم لهم وتعظيم لشأنهم ومنة من اللّه سبحانه عليهم ، وأن غاية هذا الجعل كونهم شهداء على الناس وكون الرسول عليهم شهيداً . فالشهادة المذكورة علة غائية للجعل المذكور ، متفرعة عليه نحو تفرع الغاية على ذيها . 
هذا كله مما لا ريب فيه ، وإنما الكلام فيما هو المراد من كونهم وسطاً وفي ارتباط الشهادة به . فقد قيل إن المراد هو كون هذه الامة على النهج الاوسط المعتدل ، فلا افراط ولا تفريط . 
ويقرب من هذا الرأي ما قيل من أن هذه الاية تؤدي ما بينته الاية الكريمة الاخرى : (كنتم خير أمة اخرجت للناس ..)([29]) فهذه الامة المسلمة هي اسمى امة وأكملها ، وهي واسطة العقد بين الامم . 
وقيل إن المراد هو جعل هذه الامة حجة ومناراً للخلق ، فهي تبلّغ احكام الاسلام ، وتعلّم الناس سبيل الكمال ، كما أن الرسول(صلى الله عليه وآله) حجة عليها ، إذ تأخذ معالم الدين منه(صلى الله عليه وآله) ويأخذ الناس منها هذه المعالم السامية ، فتكون وسطاً بينهم وبينه(صلى الله عليه وآله) ، كما أنه وسط بين الامة وبين اللّه تعالى . 
وقيل إن هؤلاء المخاطبين جعلوا في الوسط تكويناً ، ليقوموا بمهمة الاشراف على الناس ومراقبة اعمالهم واقوالهم ، بل الاشراف على نياتهم ، وبذلك يتحملون الشهادة ليؤدّوها يوم القيامة . 
الخواص المتصفون بالوسطية
ومهما كان مبلغ ما قيل أو يقال من الصحة ، فإنه من غير المشكوك أن وصف «الوسطية» السامي إنما هو للخواص من الامة ، دون من ينتحل الاسلام وهو لا يفهم منه إلاّ نزراً ، بل قد يكون أشقى الاخرين كما جاء في بعض الروايات . 
فإذا وصفت الامة بأنها «الامة الوسط» ، فإن ذلك على اساس وجود من يتصف بهذا الوصف العالي فيها ، وذلك على حد قوله سبحانه وتعالى موجهاً الخطاب إلى بني اسرائيل : (وجعلكم ملوكاً)([30]) ، وقوله تعالى (وإني فضلتكم على العالمين)([31]) رغم أن الملك كان واحداً في كل عصر ، وأن الافضلية على العالمين كانت لخصوص فئة متفردة منهم . ومثله قوله تعالى : (محمد رسول اللّه والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم)([32])رغم أن فيهم المنافقين والفاسقين . 
مقام الشهادة في القيامة
والاية الكريمة بعد التأمل فيها وفي ما يناسبها من الايات تؤكد حقيقة قرآنية يتكرر التعبير عنها في الكتاب المجيد ، وهي موقف الشهادة يوم القيامة ، وتنوع الشهود فيه على اعمال العباد . فهناك الاعضاء والجوارح ، والملائكة المكرمون ، والاولياء المقربون من النوع الانساني كالانبياء والصالحين ، فيقول تعالى : (واشرقت الارض بنور ربها ووضع الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق)([33]) ، ويقول سبحانه : (ويوم نبعث في كل أمة شهيداً عليهم من أنفسهم وجئنا بك شهيداً على هؤلاء)([34]) ، ويقول عزوجل: (إن اللّه لا يظلم مثقال ذرة وإن تكُ حسنة يضاعفها ويؤتِ من لدنه أجراً عظيماً * فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً)([35]) . 
فكل هذه الايات تتحدث عن ذلك الموقف بصراحة ، ولا سيما الايتان المذكورتان من سورة النساء ، إذ نفت الظلم أولا عن اللّه سبحانه في مجال الجزاء ، ثم فرّعت عليه المجيء من كل امة بشهيد ، وإحضار الرسول(صلى الله عليه وآله)شهيداً على الشهداء ، مما يكاد يكون صريحاً في الحديث عن ذلك الموقف العظيم . 
واصرح من ذلك قوله تعالى : (ومن أظلم ممن افترى على اللّه كذباً أولئك يعرضون على ربهم ويقول الاشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم)([36]) . 
الشهادة موقوفة على الحضور والاشراف
فإذا تم هذا قلنا : إن من الطبيعي ألاّ تتحقق الشهادة إلاّ بالحضور والاشراف على المشهود عليه ، ثم أداء الواقع بدقة . كما أن الشهادة ليست على مجرد شكل العمل وصورته الظاهرة المتقضية ، وإنما تكون أيضاً على ما هو السر في كون العمل طاعة أو عصياناً ، أي النية والسريرة ونوعها . فلابد اذن من أن يكون مثل هذا الشاهد واقفاً على الضمائر ، ومطلعاً على السرائر في النشأة الاولى ; لكي تتحقق مقومات الشهادة يوم القيامة في النشأة الاخرى . 
وهذا المعنى يظهر من قوله سبحانه حكاية عن عيسى بن مريم(عليه السلام) ، وجوابه للّه سبحانه في ذلك الموقف العظيم يوم الحساب : (وكنت شهيداً عليهم مادمت فيهم فلما توفّيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد)([37]) . ذلك أن اقتران شهادة المسيح على امته ورقابته عليهم بشهادة اللّه ورقابته عليهم ، تبيّن مدى التشابه بينهما ، رغم أن شهادة المسيح شعاع من تلك الشهادة . وهذا لا يتم إلاّ بالاشراف والاطلاع على القلوب . 
الشهادة هي على باطن الاعمال
وبهذا تبين أن المراد من الشهادة في الاية المبحوث عنها هي الشهادة على الاعمال ، وأن هؤلاء الخواص من الامة جعلوا وسطاً ومنحوا هذه الكرامة لارتباط هذه الشهادة بهذا الوصف ، سواء كان المراد بالوسطية كونهم وسطاء بين الرسول والناس ، أو كونهم عدولاً غير مائلين إلى الافراط والتفريط ، فهم مثُل عليا للناس ، أو غير ذلك . 
ويقرب من هذه الاية في الدلالة قوله تعالى : (هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم ابراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيداً عليكم وتكونوا شهداء على الناس)([38]) . 
فخلاصة الكلام أن في الامة المسلمة طائفة معينة فازت بمقام الشهادة على الاعمال ، وأن هذه الطائفة هي من ذرية ابراهيم(عليه السلام) ، على ما يقتضيه انطباق آية الاجتباء الاخيرة على آية الشهادة . 
وقد وردت روايات من الفريقين تؤيد بل تدل على ما استفدناه من نفس الايات من كون الشهادة هي الشهادة على الاعمال . 
فعن طريق القوم ، ما رواه البخاري عن أبي سعيد الخدري قال : « قال رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) : يدعى نوح(عليه السلام) يوم القيامة فيقول : لبيك وسعديك يا رب ، فيقول : هل بلّغت ؟ فيقول : نعم ، فيقال لامته : هل بلّغكم ؟ فيقولون : ما أتانا من نذير ، فيقول : من يشهد لك ؟ فيقول : محمد(صلى الله عليه وآله) وأمته ، فيشهدون أنه قد بلّغ (ويكون الرسول عليكم شهيداً) فذلك قوله : (وكذلك جعلناكم امة وسطاً) ، والوسط : العدل »([39]) . 
وفي الكشاف روى أن الامم يوم القيامة يجحدون تبليغ الانبياء ، فيطالب اللّه الانبياء بالبينة . ويقرب منه ما في الدر المنثور وروح المعاني ومجمع البيان . 
وعن طريقنا روى الكليني عن بريد العجلي قال : « سألت ابا عبد اللّه(عليه السلام)عن قول اللّه عزوجل : (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً) قال : نحن الامة الوسطى ، ونحن شهداء اللّه على خلقه وحججه في ارضه . 
قلت : قول اللّه عزوجل (ملّة أبيكم ابراهيم) قال : إيانا عنى خاصة (هو سمّاكم المسلمين من قبل) في الكتب التي مضت (وفي هذا) القرآن (ليكون الرسول عليكم شهيداً) ، فرسول اللّه(صلى الله عليه وآله) الشهيد علينا بما بلّغنا عن اللّه عزوجل ، ونحن الشهداء على الناس ، فمن صدق صدقناه يوم القيامة ، ومن كذب كذبناه يوم القيامة »([40]) . 
مقتضيات هذا المقام الرفيع
وإذا استعرضنا جلال هذا المقام الرفيع وما أثبتته آيات الشهادة لهؤلاء الشهداء الكرام من العلم الحضوري ، أمكننا أن نتوصل إلى بعض مقتضيات هذا المقام ، وها نحن نذكر بعضها : 
الاول : علمهم(عليهم السلام) بالغيب بسبل تختلف عن سبل غيرهم من الناس ، وهو ظاهر . 
الثاني : أنهم واسطة الفيض الالهي المعبر عنه بـ (الولاية التكوينية) فإن العلم الحضوري هو حضور المعلوم بوجوده الخارجي عند العالم ، وهذا ـ كما برهن في محله ـ لا ينطبق في المقام إلاّ على علم العلّة بمعنى (ما به) على المعلول . 
ويدل على ذلك روايات ، منها ما رواه في الكافي عن مولانا الصادق(عليه السلام)قال : « إن اللّه خلقنا فأحسن خلقنا وصوّرنا فأحسن صورنا ، وجعلنا عينه في عباده ، ولسانه الناطق في خلقه ، ويده المبسوطة على عباده بالرأفة والرحمة ، ووجهه الذي يؤتى منه ، وبابه الذي يدل عليه ، وخزّانه في سمائه وأرضه ، بنا أثمرت الاشجار ، واينعت الثمار ، وجرت الانهار ، وبنا ينزل غيث السماء وينبت عشب الارض ، وبعبادتنا عُبِدَ اللّه ، ولولا نحن ما عُبد اللّه »([41]) . 
الثالث : العصمة من الضلال ، فإن اطلاق الوسط وعدم تقييده في قوله سبحانه يدل على أنهم في قلب الوسط الحقيقي ، ولذا فهم معصومون عن الانحراف والافراط والتفريط . 
الرابع : وجود الشهداء إلى يوم القيامة ، أي أن هؤلاء الشهداء موجودون في الناس ، ولو على سبيل البدل والتدريج ما دام الاسلام إلى يوم القيامة . 
روى الكليني(قدس سره) عن سماعة قال : « قال أبو عبد اللّه(عليه السلام) في قول اللّه عزوجل : (فكيف إذا جئنا من كل أمّة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً)([42]) ، قال: نزلت في امة محمد(صلى الله عليه وآله) خاصة ، في كل قرن منهم امام منا شاهد عليهم ، ومحمد(صلى الله عليه وآله)شاهد علينا »([43]) . 
المؤمنون الذين يرون اعمال العباد
قوله تعالى : (وقُل اعملوا فسيرى اللّه عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون)([44]) . 
لا كلام في رؤية اللّه اعمال العباد بحقائقها ، بظواهرها وكوامنها ، وبمبادئها ومطالبها ; فإن كل ما يوجد ويعمل لا يتحقق إلاّ بمحضر منه تعالى العالم بكل شؤونه ، ولا يعزب عن علمه مثقال ذرة في الارض ولا في السماء . 
وكما أن اللّه تعالى يرى حقائق اعمال العباد ، كذلك الرسول وهؤلاء المؤمنون يرونها بالاشراف والتطلع عليها ، كما عرفت في آية الشهادة . 
فالاية تدل على أن رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) والائمة المعصومين(عليهم السلام) ـ وهم أجلى مصاديق المؤمنين ـ يرون كل ما يعمله العباد رؤية لا تتم إلاّ بالاشراف الوجودي على الاعمال ومنابعها النفسية . 
وليعلم أن انتساب الرؤية إلى اللّه تعالى ـ كانتساب أي فعل آخر إليه ـ يخلو من عنصر الزمان ، فالعمل مثل كل شيء آخر يكون بمنظره ومرآه ، وقبله وحينه وبعده ، وفي اي مرتبة من مراتبه حاضر لديه تعالى . 
وقد يقال : إن وجود حرف الاستقبال في الاية يجعلها ناظرة إلى مرتبة بقاء العمل بعد وقوعه ، في قبال من يتوهم زواله بعد أن لم يكن هناك زمان في الانتساب ، فتفارق آية الشهادة في أنها ناظرة إلى مرحلة ما قبل وقوع العمل إلى حين وقوعه . 
وإن شئت فعبر عن ذلك بأن آية الشهادة تنظر إلى مختلف مراحل العمل ، إذ ينطلق من مبادئه النفسية ماراً بمراحل التحقق ، ومن ثم باقياً إلى حين أداء الشهادة في يوم القيامة . وأما آية الرؤية فهي تنظر إلى مرحلة بقاء العمل بعد تحققه فقط . 
والملاحظ أن انطباق روايات عرض الاعمال على هذا الوجه اوضح منه على غيره . 
روي عن عبد اللّه بن أبان الزيات ـ وكان مكيناً عند الرضا(عليه السلام) ـ قال : « قلت للرضا(عليه السلام) : ادع اللّه لي ولاهل بيتي . فقال : أولست أفعل ؟ واللّه إن اعمالكم لتعرض علي في كل يوم وليلة . قال : فاستعظمت ذلك ، فقال لي : أما تقرأ كتاب اللّه عزوجل : (وقل اعملوا فسيرى اللّه عملكم ورسوله والمؤمنون) قال : هو واللّه علي ابن ابي طالب(عليه السلام) »([45]) 
آيات آخر
ما ذكرناه إنما هو بعض الايات المربوطة بالمقام ، وفي الكتاب الكريم آيات كثيرة تعرفنا بالائمة الذين جعلهم اللّه الحجة على الناس إلى يوم القيامة . مثل آية الامامة (البقرة : 25) وآية الولاية (المائدة : 55 و 56) وآية التبليغ (المائدة : 65 و 68) وآية الاكمال (المائدة : 3) وآية المباهلة (آل عمران : 61) وآية التطهير (الاحزاب : 3) وآية المودة (الشورى : 23 و 24) وآية الاجتباء (الحج : 77 و 78) وغيرها ، ولضيق المجال لا نستطيع التعرض لها وشرحها فليرجع إلى الكتب المؤلفة من العلماء والمحققين ، وقد افردوا لتفصيل الايات كتباً جامعة . وفّقهم اللّه تعالى لمرضاته . 
________________________________________
([1]) النحل : 89 . 
([2]) النمل : 6 . 
([3]) تفسير الرازي 10:144 طـ . دار إحياء التراث العربي. 
([4]) الشعراء : 151 . 
([5]) الانعام : 116 . 
([6]) الاحزاب : 1 و 48 . 
([7]) الحجرات : 7 . 
([8]) غاية المرام : 263 . 
([9]) م . ن: 265 ـ 267 . 
([10]) الرعد : 43 . 
([11]) النمل : 40 . 
([12]) الجمعة : 4. الحديد : 21. 
([13]) الاحقاف : 10 . 
([14]) الشعراء : 197 . 
([15]) راجع: البقرة:29 ـ 30. 
([16]) صحيح الترمذي 13:200 طـ. الصاوي بمصر. 
([17]) مناقب ابن المغازلي: 314. 
([18]) تفسير الميزان 11: 428. 
([19]) اصول الكافي 1:229. 
([20]) أصول الكافي 1:257. 
([21]) هود : 17 . 
([22]) محمد : 14 . 
([23]) الانعام : 57 و 157 . 
([24]) نهج البلاغة: الخطبة 34. 
([25]) شرح نهج البلاغة لابن ميثم 4: 318. 
([26]) غاية المرام: 359 ـ 362 و 340. 
([27]) البقرة : 143 . 
([28]) البروج : 9 . 
([29]) آل عمران : 110 . 
([30]) المائدة : 20 . 
([31]) البقرة : 47 . 
([32]) الفتح : 29 . 
([33]) الزمر : 69 . 
([34]) النحل : 89 . 
([35]) النساء : 40 ـ 41 . 
([36]) هود : 18 . 
([37]) المائدة : 117 . 
([38]) الحج : 78 . 
([39]) صحيح البخاري 6: 339. 
([40]) الكافي 1 : 190 . 
([41]) الكافي 1 : 144 . 
([42]) النساء : 41 . 
([43]) الكافي 1 : 144 . 
([44]) التوبة : 105 . 
([45]) الكافي 1 : 219 .

المصدر :
العلامات :
آراء المستخدمين (0)
إرسال الرأي