يرجى الانتظار

نحن بحاجة ماسة إلى الإبداع في ترجمة معاني القرآن مع حفظ أصل الكلام الإلهي

 أكد مؤلف ومصمّم مشروع "ترجمة القرآن الكريم" في ايران حجة الإسلام و المسلمين «السيد علي حسيني اليزدي» أنه نحن بحاجة ماسة إلي الإبداع في ترجمة القرآن وتقديم تراجم قرآنية جديدة إلا أننا يجب أن ننتبه حتى لا يخلّ الإبداع في أصل الكلام الإلهي.

وقال ذلك حجة الإسلام و المسلمين «السيد علي حسيني اليزدي» مؤلف ومصمّم مشروع "ترجمة القرآن الكريم" في حوار خاص له مع وكالة الأنباء القرآنية العالمية 

وأوضح: ليس الإبداع بمعني إدخال تعابير جديدة لم تكن موجودة حتي الآن، لأن هذا الأمر يؤدي إلي التحريف في مضمون القرآن وظهور أخطاء كثيرة في ترجمة القرآن.

وتابع قائلاً:‌بل القصد من الإبداع هو الإتيان بما لم يأت به الآخرون إضافة إلي أن هذا الجديد يجب أن يملك الإصالة والإستناد القوي علي سبيل المثال ترجمة آية «بسم الله الرحمن الرحيم» بصورتين في اللغة الفارسية ثم جاء البعض وقالوا: نظراً لوجود معني المبالغة والصفة في كلمتي «الرحمن» و«الرحيم» فلابدّ أن نترجم بهذا الشكل أي يوجد في ترجمتهما معني المبالغة والصفة المشبهة.

وتابع قائلاً: قال الأستاذ العلامة الطباطبايي إنه يجب أن نأتي بتفسير جديد من القرآن كل سنتين لأن القرآن الكريم له الأهليّة لتقديم ترجمة جديدة منه لكن للأسف نحن نستفيد من تفاسير تتعلق بقبل عشرات السنوات إلا أن هذه الإستفادة مسموحة في محلها، علي وجه العموم يجب أن أقول علينا أن ننتبه حتي لا نخلّ بأصل القرآن عبر الإبداع في الترجمة ويجب أن نلتزم بأمانة القرآن ونستشير مع علماء التفسير وخبراءه حتي نقدم تراجم جديدة من القرآن.

قسّم «حسيني اليزدي» تراجم القرآن إلي الترجمة التفسيرية و اللفظية (الحرفية) والفنيّة قائلاً: في رأيي أن الترجمة اللفظية لها الأفضلية علي النوعين الآخرين لأنها تعطي القارئ فرصة التدبر ودرك الآيات إضافة إلي أنها تصدّ دخول الأخطاء اللفظية والتعبيرات الفردية للمترجم.

وأضاف قائلاً: فيما يتعلق بالترجمة التفسيرية فإنها ترجمة حرة يقوم بها المفسرون وسميت بالترجمة الحرة لأن المترجم يدخل فيها وجهة نظره في بيان الآيات وتفسيرها وترجمتها؛ يذكر أن هذا النوع من الترجمة يتعرض لنقائص واضحة لدخول عقائد المترجم القومية والطائفية فيها.

وتابع قائلاً: الترجمة الفنية تطلق علي ترجمة تلتزم بالقواعد العربية والبلاغة إلتزاماً بالغاً ويتم فيها إنتقال المضمون عبر التجزية والتركيب والإلتزام بالصناعات الأدبية و الفنية.

وقال هذا المدرس القرآني: من بين التراجم التفسيرية الجيدة يمكن الإشارة إلي ترجمة آية الله العظمي «مكارم الشيرازي» كما قدّم الأستاذ «معزي» و«مصباح اليزدي» ترجمتين لفظيتين تجدر الإشارة بهما وقدم «فولادوند» ترجمة منشودة في مجال الترجمة الفنية.

وأكّد قائلاً: رغم علمنا بضرورة ترجمة القرآن لكن لابدّ أن لا ننسي أن الذي يكون بصدد اللتلذذ بالكلام الإلهي فعليه أن يقوم نفسه بترجمة القرآن الكريم لأنه لا يمكنه الحصول علي لذة بالغة عبر قراءة تراجم الآخرين والذي يكون بصدد الحصول علي الفهم العميق للقرآن فعليه أن يتعرف علي لغة القرآن ويقدر نفسه علي ترجمته.

وأوضح قائلاً: وفق ما قام به الباحثون من المحاولات والبحوث طوال سنوات عديدة أن القرآن الكريم يشتمل علي 50 قاعدة أدبية من 2000 قاعدة قدمها كتابا «ألفية بن مالك» و«المعجم الإحصائي» كما يصل عدد مفردات القرآن الكريم إلي 77858 مفردة إشتقت من 1771 مفردة.

العلامات :
آراء المستخدمين (0)
إرسال الرأي