عربي
Saturday 8th of February 2025
0
نفر 0

بحث روائي حول ليلة القدر

في تفسير البرهان عن الشيخ الطوسي عن أبي ذر قال : قلت يا رسول الله القدر القدر شئ يكون على عهد الأنبياء ينزل عليهم فيها الامر فإذا مضوا رفعت؟
 
قال : لا بل هي إلى يوم القيامة . أقول : وفي معناه غير واحد من الروايات من طرق أهل السنة .
 
وفي المجمع وعن حماد بن عثمان عن حسان بن أبي علي قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن ليلة القدر قال : اطلبها في تسع عشرة وإحدى وعشرين وثلاث وعشرين .
 
أقول : وفي معناه غيرها ، وفي بعض الاخبار الترديد بين ليلتين الإحدى والعشرين والثلاث والعشرين كرواية العياشي عن عبد الواحد عن الباقر عليه السلام ويستفاد من روايات أنها ليلة ثلاث وعشرين وإنما لم يعين تعظيما لأمرها ان لا يستهان بها بارتكاب المعاصي .
 
وفيه أيضا في رواية عبد الله بن بكير عن زرارة عن أحدهما عليهما السلام قال : ليلة ثلاث وعشرين هي ليلة الجهني ، وحديثه أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إن منزلي ناء عن المدينة فمرني بليلة أدخل فيها فأمره بليلة ثلاث وعشرين .
 
أقول : وحيث الجهني واسمه عبد الله بن أنيس الأنصاري مروي من طرق أهل السنة أيضا أورده في الدر المنثور عن مالك والبيهقي .
 
وفي الكافي بإسناده عن زرارة قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : التقدير في تسع عشرة ، والابرام في ليلة إحدى وعشرين ، والامضاء في ليلة ثلاث وعشرين .
 
أقول : وفي معناها روايات اخر .
 
فقد اتفقت أخبار أهل البيت عليهم السلام انها باقية متكررة كل سنة ، وانها ليلة من ليالي شهر رمضان وانها إحدى الليالي الثلاث .
 
وأما من طرق أهل السنة فقد اختلفت الروايات اختلافا عجيبا يكاد لا يضبط والمعروف عندهم انها ليلة سبع وعشرون فيها نزلت القرآن ، ومن أراد الحصول عليها فليراجع الدر المنثور وسائر الجوامع .
 
وفي الدر المنثور اخرج الخطيب عن ابن المسيب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أريت بني أمية يصعدون منبري فشق ذلك علي فأنزل الله إنا أنزلناه في ليلة القدر .
 
أقول : وروى أيضا مثله عن الخطيب في تاريخه عن ابن عباس ، وأيضا ما في معناه عن الترمذي وابن جرير والطبراني وابن مردويه والبيهقي عن الحسن بن علي وهناك روايات كثيرة في هذا المعنى من طرق الشيعة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام وفيها أن الله تعالى سلى نبيه صلى الله عليه وآله وسلم بإعطاء ليلة القدر وجعلها خيرا من الف شهر وهي مدة ملك بني أمية .
 
وفي الكافي بإسناده عن ابن أبي عمير عن غير واحد عن أبي عبد الله عليه السلام قال له بعض أصحابنا ولا أعلمه إلا سعيد السمان : كيف تكون ليلة القدر خيرا من الف شهر ؟ قال : العمل فيها خير من العمل في الف شهر ليس فيها ليلة القدر .
 
وفيه بإسناده عن الفضيل وزرارة ومحمد بن مسلم عن حمران أنه سأل أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز وجل : (إنا أنزلناه في ليلة مباركة) قال : نعم ليلة القدر وهي في كل سنة في شهر رمضان في العشر الأواخر فلم ينزل القرآن إلا في ليلة القدر قال الله عز وجل : (فيها يفرق كل أمر حكيم).
  قال : يقدر في ليلة القدر كل شئ يكون في تلك السنة إلى مثلها من قابل : خير وشر طاعة ومعصية ومولود وأجل أو رزق فما قدر في تلك الليلة وقضي فهو المحتوم ولله عز وجل فيه المشية.
 
قال : قلت : (ليلة القدر خير من الف شهر) أي شئ عنى بذلك ؟ فقال : والعمل الصالح فيها من الصلاة والزكاة وأنواع الخير خير من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر ، ولولا ما يضاعف الله تبارك وتعالى للمؤمنين ما بلغوا ولكن الله يضاعف لهم الحسنات . أقول : وقوله : ولله فيه المشية يريد به
  إطلاق قدرته تعالى فله أن يشاء ما يشاء وإن حتم فإن إيجابه الامر لا يفيد القدرة المطلقة فله أن ينقض القضاء المحتوم وإن كان لا يشاء ذلك أبدا .
 
وفي المجمع روى ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : إذا كان ليلة القدر تنزل الملائكة الذين هم سكان سدرة المنتهى ومنهم جبرائيل فينزل جبرائيل ومعه ألوية ينصب لواء منها على قبري ولواء على بيت المقدس ولواء في المسجد الحرام ولواء على طور سيناء ولا يدع فيها ؤمنا ولا مؤمنة إلا سلم عليه إلا مدمن خمر وآكل لحم الخنزير ( 1 ) والمتضمخ بالزعفران .
 
وفي تفسير البرهان عن سعد بن عبد الله بإسناده عن أبي بصير قال : كنت مع أبي عبد الله عليه السلام فذكر شيئا من أمر الامام إذا ولد فقال : استوجب زيادة الروح في ليلة القدر فقلت : جعلت فداك أليس الروح هو جبرئيل ؟
 
فقال : جبرئيل من الملائكة والروح أعظم من الملائكة أليس إن الله عز وجل يقول : (تنزل الملائكة والروح).
 
أقول : والروايات في ليلة القدر وفضلها كثيرة جدا ، وقد ذكرت في بعضها لها علامات ليست بدائمة ولا أكثرية كطلوع الشمس صبيحتها ولا شعاع لها واعتدال الهواء فيها أغمضنا عنها .


source : http://www.ahl-ul-bayt.org
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

الامام الباقر عليه السلام و الحث علي التعلم
أحمد بن حنبل وآراؤه في باب التكفير
ما المراد من الحديث القدسي: " الانسان سري و أنا ...
علل الغیبة في الأحادیث الشریفة
مأتم عزاء الإمام السجاد (ع) في حرم الإمام الرضا (ع)
طبيبٌ دَوَّارٌ بطبه
نجوم الهداية
العلامات التي تسبق مباشرة ظهور الإمام المهدي
النبي صلی الله عليه وسلم وابو ذر
البدريون والرضوانيون

 
user comment