عربي
Saturday 18th of January 2025
0
نفر 0

اللّيلة الواحدة و العِشرون – ليلة القدر الثانية


و فضلها أعظم من اللّيلة التّاسعة عشرة، و ينبغي أن يؤدّى فيها الاعمال العامّة لليالي القدر من الغسل و الاحياء و الزّيارة و الصّلاة ذات التّوحيد سبع مرّات، و وضع المصحف على الرّأس و دعاء الجوشن الكبير، و غير ذلك، و قد أكّدت الاحاديث استحباب الغُسل و الاحياء و الجدّ في العبادة في هذه اللّيلة و اللّيلة الثّالثة و العشرين، و انّ ليلة القدر هي احدهما، وقد سُئل المعصوم (عليه السلام) في عدّة أحاديث عن ليلة القدر أي اللّيلتين هي ؟ فلم يعيّن، بل قال: (ما أيسَر ليلتين فيما تطلبُ)، أو قال: (ما عَليْكَ اَنْ تَفعَلَ خيراً في لَيلَتَيْنِ)، و نحو ذلك، و قال شيخنا الصّدوق فيما أملى على المشايخ في جلس واحد من مذهب الاماميّة : (و من أحيى هاتين اللّيلتين بمذاكرة العلم فهو أفضل)، ومنها ما رواه في الكافي مسنداً و في المقنعة و المصباح مرسلاً، تقول أوّل ليلة منه أي في اللّيلة الحادية و العشرين:
 
(يا مُولِجَ اللَّيْلِ فِي النَّهارِ، وَ مُولِجَ النَّهارِ فِي اللَّيْلِ، وَ مُخْرِجَ الْحَيِّ مِنَ الْمَيِّتِ، وَ مُخْرِجَ الْمَيِّتِ مِنْ الْحَيِّ، يا رازِقَ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِساب، يا اَللهُ يا رَحْمـنُ، يا اَللهُ يا رَحيمُ، يا اَللهُ يا اَللهُ يا اَللهُ لَكَ الاَسْماءُ الْحُسْنى، وَ الاَمْثالُ الْعُلْيا، وَ الْكِبْرِياءُ وَ الالاءُ، اَسْاَلُكَ اَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد وَ آلِ مُحَمَّد، وَ اَنْ تَجْعَلَ اسْمي في هذِهِ اللَّيْلَةِ فِي السُّعَداءِ، وَ رُوحي مَعَ الشُّهَداءِ، وَ اِحْساني في عِلِّيّينَ، وَ اِساءَتي مَغْفُورَةً، وَ اَنْ تَهَبَ لي يَقينَاً تُباشِرُ بِهِ قَلْبي، وَ اِيماناً يُذْهِبُ الشَّكَّ عَنّي، وَ تُرْضِيَني بِما قَسَمْتَ لي، وَ آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَ فِي الاخِرَةِ حَسَنَةً، وَ قِنا عَذابَ النّارِ الْحَريقِ، وَ ارْزُقْني فيها ذِكْرَكَ وَ شُكْرَكَ، وَ لرَّغْبَةَ اِلَيْكَ وَ الاِنابَهَ وَ التَّوْفيقَ لِما وَفَّقْتَ لَهُ مُحَمَّداً و آلَ مُحَمَّداً عَلَيْهِ وَ عَلَيْهِمُ السَّلامُ).
 
روى الكفعمي عن السّيّد ابن باقي، يقول في اللّيلةِ الحادية و العشرين :
( اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد، وَ آلِ مُحَمَّد وَ اقْسِمْ لي حِلْماً يَسُدُّ عَنّي بابَ الْجَهْلِ، وَ هُدىً تَمُنُّ بِهِ عَلَيَّ مِنْ كُلِّ ضَلالَة، وَ غِنىً تَسُدُّ بِهِ عَنّي بابَ كُلِّ فَقْر، وَ قُوَّةً تَرُدُّ بِها عَنّي كُلَّ ضَعْف، وَ عِزّاً تُكْرِمُني بِهِ عَنْ كُلِّ ذُلٍّ، وَ رِفْعَةً تَرْفَعُني بِها عَنْ كُلِّ ضَعَة، وَ اَمْناً تَرُدُّ بِهِ عَنّي كُلَّ خَوْف، وَ عافِيَةً تَسْتُرُني بِها عَنْ كُلِّ بَلاء، وَ عِلْماً تَفْتَحُ لي بِهِ كُلَّ يَقين، وَ يَقيناً تُذْهِبُ بِهِ عَنّي كُلَّ شَكٍّ، وَ دُعاءً تَبْسُطُ لي بِهِ الاِجابَةَ في هذِهِ اللَّيْلَةِ، وَ في هذِهِ السّاعَةِ، السّاعَةَ السّاعَةَ السّاعَةَ يا كَريمُ، وَ خَوْفاً تَنْشُرُ لي بِهِ كُلَّ رَحْمَة، و َعِصْمَةً تَحُولُ بِها بَيْني وَ بَيْنَ الذُّنُوبِ، حَتّى اُفْلِحَ بِها عِنْدَ الْمَعْصُومُينَ عِنْدَكَ، بِرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ).
 
وروي عن حماد بن عثمان قال: (دخلت على الصّادق (عليه السلام) ليلة احدى و عشرين من شهر رمضان فقال لي : يا حماد اغتسلت، فقلت : نعم جعلت فداك، فدعا بحصير ثمّ قال : اليّ لزقي فصلّ فلم يزل يصلّي و أنا اُصلّي الى لزقه حتّى فرغنا من جميع صلواتنا، ثمّ أخذ يدعو وأنا اُءَمِّن على دعائه الى أن اعترض الفجر، فأذّن وأقام ودعا بعض غلمانه فقمنا خلفه، فتقدّم فصلّى بنا الغداة، فقرأ بفاتحة الكتابِ وَ اِنّا اَنْزَلناهُ في لَيلَةِ الْقَدْرِ في الاُولى، و في الرّكعة الثّانية بفاتحة الكتاب و قُل هُوَ اللهُ اَحَدٌ، فلمّا فرغنا من التّسبيح و التّحميد و التّقديس و الثّناء على الله تعالى و الصّلاة على رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم) و الدّعاء لجميع المؤمنين و المؤمنات و المسلمين و المسلمات خرّ ساجداً لا أسمع منه الّا النّفس ساعة طويلة، ثمّ سمعته يقول لا اِلـهَ إلاّ اَنْتَ مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ وَ الاَبْصارِ، الى آخر الدّعاء المروي في الاقبال).
 
وروى الكليني انّه كان الباقر (عليه السلام)، اذا كانت ليلة احدى و عشرين و ثلاث وعشرين أخذ في الدّعاء حتّى يزول اللّيل (ينتصف) فاذا زال اللّيل صلّى .
 
وروى انّ النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يغتسل في كلّ ليلة من هذا العشر، و يستحبّ الاعتكاف في هذا العشر و له فضل كثير، و هو أفضل الاوقات للاعتكاف، و روي انّه يعدل حجّتين و عمرتين، و كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) اذا كان العشر الاواخر اعتكف في المسجد و ضُرِبت له قُبّة من شعر و شمّر المئزَر و طَوى فِراشه و اعلم انّ هذه ليلة تتجدّد فيها أحزان آل محمّد و أشياعهم ففيها في سنة أربعين من الهجرة، كانت شهادة مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه.
 
و روى انّه ما رفع حجر عن حجر في تلك اللّيلة الّا، و كان تحته دماً عبيطاً كما كان ليلة شهادة الحسين (عليه السلام)، و قال المفيد (رحمه الله): (ينبغي الاكثار في هذه اللّيلة من الصّلاة على محمّد وآل محمّد والجدّ في اللّعن على ظالمي آل محمّد (عليهم السلام)واللّعن على قاتل امير المؤمنين (عليه السلام)).


source : http://www.ahl-ul-bayt.org
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

الإسرائيليات في كتب التفسير بالمأثور
معنى النفاق لغةً واصطلاحاً
بأيّ حق ظلمتْ فاطمة
دعوة الأنبياء أو أهمّ وظائف القائد الإسلامي
دعاء عند قراءة القرآن
المرأة في الإسلام ومن خلال نهج البلاغة – الثاني
ذكر الأوصياء من لدن آدم إلى آخر الدهر
ماهية الصلاة البتراء والأحاديث الناهية عنها عند ...
الاحاديث عن الصلاة و الصلاة في المسجد
کيفَ استوی الله عزّ و جلّ على العرش

 
user comment