عربي
Saturday 23rd of November 2024
0
نفر 0

التقوى ومراتبها


يذكر من عبَّر عنهم القرآن الكريم بأولي الالباب والبصائر ، ومن قطعوا اشواط السواك المعنوي والروحي ، ثلاث مراتب للتقوى : التقوى خاص الخاص ، والتقوى الخاصة ، والتقوى العامة .
وفي رواية عن الامام الصادق ((عليه السلام)) يوضح فيها هذه المراتب :
المرتبة الاولى : التقوى بالله في الله ، وهي عبارة عن ترك الحلال فضلاً عن ترك الشبهة وهذه التقوى خاص الخاص .
المرتبة الثانية :التقوى من الله ، وهي عبارة عن اجتناب الشبهات جميعاً فضلاً عن الحرام وهي التقوى الخاصة .
المرتبة الثالثة : التقوى النابعة من الخوف من عذاب جهنم والعقاب الاليم وهي عبارة عن ترك المعاصي والمحرّمات وهي التقوى العامة(1) .
والمراد من ترك الحلال في قول الامام الصادق ((عليه السلام)) هو ان المتقين في هذه المرتبة لا يبطلبون الاُمور المحلّلة لعدم شعورهم بالحاجة اليها ، ويكتفون من الحلال بما يحتاجون لنيل الكمال .
ان القابلية على القناعة متيسرة للجميع ، ومن ادعى عجزه عن التزام القناعة لا يُقبل منه هذا الادعاء ، فالقناعة بالحلال والتزام الكفاف في الاُمور المادية الضرورية للحياة ، والزهد في القصور الفخمة واللوازم النفسية والملابس الراقية والموائد المتنوعة ، يعد ممارسة اخلاقية وعملاً مستحسناً وسبيلاً لسيادة التقوى في جميع مرافق الحياة .
الحاج السبزواري والقناعة
في عام 1362 توجهت إلى مدينة سبزوار لغرض التبليغ ، وهناك سألت عن اسرة الحكيم والعارف الجليل الحاج ملا هادي السبزواري ، فقيل ان احد احفاده يسكن في المدينة وهو ممن يتصف بالعلم والمعرفة وله اضطلاع بالحكمة والفلسفة وتفسير القرآن وقد قام بتفسير القرآن الكريم مرّتين في المسجد الذي يتصدى لامامة الجماعة فيه .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ المواعظ العددية : 180 .
فأسرعت للقائه ، فكانت أخلاقه وسلوكه وحياته تعكس صورة عن الحياة المباركة للحاج السبزواري ، واستفسرت منه عن احوال جدّه الجليل ، فشرح لي اُموراً تثير الدهشة عن صفاته وأحواله ، منها : بالرغم من ان الحاج السبزواري كان محط اهتمام الشخصيات السياسة والعلمية في البلاد وانهم كانوا يقصدونه من مختلف انحاء البلاد وحتى من المناطق النائية للتزود من علمه الاّ انه كان قانعاً بالقليل من ناحية الدار والمأكل والملبس ! !
وربما كان يحتفظ ببعض ملابسه ويستخدمها لمدة عشر سنين بكامل شروط الصحة والطهارة ، ولم يستنكف من ترقيع تلك الملابس ، وهذه سيره الأنبياء والأولياء !

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

الطب قبل الاسلام
التقیة والإکراه
صفات الشيعة
السكر الابيض او كما يقولون السم الابيض واضراره ...
هواية التفكير الإيجابي-2
الشيخ حسين آل عصفور
المشروبات الغازية
فيما نذكره من صلاة ركعتين لكل ليلة من رجب
الاخلاق فی البیت
فلسفة الغيرة في الحب

 
user comment