عربي
Saturday 23rd of November 2024
0
نفر 0

زيارة الحسين(عليه السلام) الهدف والمضمون

أهداف زيارة القبور عند الأمم السابقة إن زيارة القبور ظاهرة قديمة موجودة عند الشعوب الموغلة في التأريخ و قبل الإسلام بقرون طويلة كالإغريق واليونان و غيرهم من الشعوب كانوا يزورون قبور عظمائهم لأهداف يمكن إجمالها كما يأتي: أولاً: الداعي الأخلاقي. إحتراماً لهذه الرموز و إيفاءً لحقّها وللخدمات الجليلة التي قدمتها إن كانت من الرموز العامة كالعلماء والمصلحين.
زيارة الحسين(عليه السلام) الهدف والمضمون

أهداف زيارة القبور عند الأمم السابقة
إن زيارة القبور ظاهرة قديمة موجودة عند الشعوب الموغلة في التأريخ و قبل الإسلام بقرون طويلة كالإغريق واليونان و غيرهم من الشعوب كانوا يزورون قبور عظمائهم لأهداف يمكن إجمالها كما يأتي:
أولاً: الداعي الأخلاقي. إحتراماً لهذه الرموز و إيفاءً لحقّها وللخدمات الجليلة التي قدمتها إن كانت من الرموز العامة كالعلماء والمصلحين.
ثانياً: داعي وجداني: هو بالنسبة لبقية الأشخاص أما بداعي الحب أو الشوق أو غيرها من الدواعي النفسية.
ثالثاً: إن هذه الظاهرة لها منشأ عقائدي و خلاصته هو الحصول على بركة أرواح الأولياء و خصوصاً عند المؤمنين منهم حيث كانوا يعتقدون بقاء الأرواح بعد الأبدان و هذا الإعتقاد قديم و موجود عند الأمم التي سبقت الإسلام و أنهم كانوا يعتقدون أن الروح لا يقربها فناء. و هذه الدواعي كانت من المناشئ لحصول هذه الظاهرة.


الميراث الإجتماعي و تربية الأنبياء
لقد ركّزت دعوات الأنبياء على فكرة بقاء الروح و خلودها بعد الروح والتركيز على هذه القضية كان من أركان الإيمان و هو الخطوة الأولى في إثبات المعاد وكانت الركيزة الأساسية في تربية الناس و تعليمهم حتى تحولت إلى ثقافة عامة و تصدّوا للإجابة على الشبهات التي كانت تطرحها أممهم بل إن بعض الأنبياء أحيا أمام قومه الكثير من الأموات كما حصل لنبي الله عيسى عليه السلام و هذا المقدار حتماً له تأثير على الناس ثم تناقلته الأجيال جيلاً بعد جيل كحدث خارق للعادة. ويمكن القول إن أغلب هذه العوامل التي أنشأ هذه الظاهرة ظاهرة زيارة القبور يرجع إلى تربية الأنبياء السابقين و هذه بقايا من آثارهم التربوية والعلمية ولكن بعض هذه المعاني قد أعتراه الغموض وأضيفت إليه بعض الطقوس التي لم يأتي بها الأنبياء (ع).


الفلسفة والميراث الدينـي
نستطيع أن نقول ان في الفترة التي انتعشت فيه الحركة العقلية و خصوصاً في اليونان استطاعت في أغلب أدوارها و خصوصاً في زمن أفلاطون وارسطوا أن تسجل تقدّماً واضحاً في مقام البحث العقلي فقد استطاعت من جهة عقلية ان تثبت وجود الأرواح و أنها مغايرة للأبدان و أن لها طابع البقاء والخلود كما ساد اعتقاد عندهم نتيجة لبقاء الأرواح إن أرواح الصالحين تمد الناس بالخير ولذلك شيّدت المدارس العلمية قرب قبور الفلاسفة.


إنحراف الهدف
عزيزي القارئ إنك علمت الأهداف القيمة والتربوية والأخلاقية لزيارة القبور ولكن للأسف الشديد هذه الأهداف القيمة والأخلاقية إنحرفت عن مسارها الحقيقي بين الشعوب القديمة و برزت ظاهرة جديدة إسمها عبادة الأرواح و هو الذي تشبّث به البعض الآن عندما يدعوا إلى محو القبور أو منع الزيارة وكان الذي يقوم بذلك وبالخصوص الآشوريون والبابليون و أمم أخرى حيث يصل الأمر إلى تقديم القرابين للمزور مع وجود روح العبادة لتلك القبور.


تصحيح المسيرة
إحتاج هذا الإنحراف إلى عملية تصحيح و إعادته على المسار الصحيح السابق وقد ورد في الحديث الشريف (نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها) و هدف هذا الحديث واضح للفصل بين مرحلتين، بين عادة تحمل طابع وثني و بين إحياء ظاهرة أسس وجودها الأنبياء ولكن تحمل طابع العبودية لله فاحتاج المشروع إلى وقت لتربية الناس و ترسيخ العقائد بهم وصقل نفوسهم حتى يأذن لهم بمواصلة المسيرة التي بدأها غيرهم.


أهداف الزيارة العامة في الإسلام
لقد وردت أحاديث تنص على إستحباب زيارة القبور فضلاً عن الأولياء منه ما رواه ابن ماجه في السنن و مالك في الموطأ و غيرها من كتب الصحاح ويمكن إجمال بعض هذه الأهداف.
أولاً: ترقيق القلب لأن الزيارة تذكّر بالموت والموت يبعد الإنسان عن الدنيا ولا يجعله متعلّقاً بها فله دور في إيجاد حالة الخشية والرقة و هو واعظ على حد تعبير الحديث (كفى بالموت واعظا).
ثانياً: التذكير بالآخرة فإن إنشغال الإنسان بأعماله الحياته قد يؤدي إلى نسيان الآخرة فتأتي مثل هذه الزيارة لتذكّر الإنسان بالمصير الذي ينتهي إليه.
ثالثاً: الحصول على بركة أرواح الأولياء.


أهداف زيارة الحسين (ع)
ان لزيارة الحسين (ع) نفس الأهداف المتقدمة مع حصول أهداف جديدة و نذكر منها:
الهدف الأول: الندم على عدم النصرة.
وقد نشأ بعد مقتله الشعور بالتقصير والإثم وكان له مظاهر متعدّدة كثورة التوابين والإقبال على القبر الشريف من قبل أهل الكوفة خصوصاً و أهل العراق عموماً ويمكن القول بأن هذا الهدف بالحقيقة هدف تأريخي يشمل الجيل المعاصر للإمام الحسين (ع) الذي كان يشعر بالتقصير و عدم النصرة أمام تضحيات سيد الشهداء (ع).


الهدف الثاني: القربى إلى الرسول (ص):
باعتبار ان النبي (ص) أوصى بذريته وبآله و عترته بتكريمهم و إحترامهم و عدم التقدم عليهم والعمل بأوامرهم و من أبسط مظاهر التكريم هو زيارة تلك القبور الطاهرة ولقد ورد في الحديث الشريف (من حب أن يصافح مائة ألف و أربعة وعشرون نبي فليزر الحسين).


الهدف الثالث: تحصيل الأجر والثواب:
فالروايات تؤكد أنه تعالى أجرى للإمام كرامات نصّت الرواية على ثلاث منها، إستجابة الدعاء تحت قبّته و هو مما يشوّق المؤمنين للتشرّف والوقوف تحت القبّة الطاهرة حتى يتظرّعوا إلى الله عزوجل بألوان الدعاء ببركة الإمام الحسين (ع) و إظهار العبودية للمولى. و جعل الإمام في ذريته والشفاء في تربته.


الهدف الرابع: رفض الظلم:
كانت أحد الأساليب في رفض الحكومات الظالمة و إعلان التبرء منها هو زيارة قبر سيد الشهداء وعدّها لون من ألوان المقاومة لما يمثله (ع) من رمز للحرية والحق ورفض الظلم و مقاومة الطغاة وكان يجد الزائر فسحةً للتعبير عن الكبت النفسي والإجتماعي الذي كان يعيشه في نفسه بسبب تلك الأنظمة المستبدّة. لذلك كانت ظاهرة الزيارة مخيفة لهذه الحكومات فسعت بطريقة و أخرى إلى إلغائها و أرادت أن تعطي لهذا الإلغاء طابعاً شرعياً و علمياً ويمكن القول ان تحريم الزيارة و جعلها بدعة كانت هذه الفكرة نواتها سياسية سعى حكّام بني أمية زرعها في الوسط الإسلامي ثم غذّتها كل الحكومات التي جاءت بعدها لإشتراكها معها في الظلم والإستبداد حتى تحوّلت شيئاً فشيئاً إلى مسألة فقهية ثم تطوّرت و صارت مسألة عقائدية حتى أصبحوا يكفّرون من يقول بجواز زيارة القبور!!!.


الهدف الخامس : إيقاض الأمة و تحريكها :
المتتبع للتاريخ الإسلامي يعلم جيّداً إن الحكومات التي توالت على الأمة الإسلامية حكومات أموية و عباسية و غيرها سعت إلى طمس معالم الحق والدين بل سعت إلى تحريف النصوص المباركة الواردة من الشارع كما حصل في زمان معاوية من وضع للأحاديث المكذوبة أما لرفع شخص ظالم أو ترويج فكرة باطلة وشيئاً فشيئاً بدأت هذه الحكومات تسحب الأمة الإسلامية إلى الجاهلية فبدأت تنتشر قيم الجاهلية البائدة كالظلم والربا والزنا و أكل حقوق الضعفاء و قتل الأبرياء و غيرها من مظاهر الحياة الجاهلية فكان الأئمة عليهم السلام يحثّون أصحابهم للمداومة على هذه الزيارة لكي يتأثروا بروح الحسين (ع) بإعتبار ان الشيعة هم حملة الحق و تعرّضوا للضغوط في مختلف العصور فأرادوا الأئمة (ع) أن يصنعوا رجال على مستوى المسؤولية بأن يعيش أهل البيت في فكرهم بشكل حي من أجل إيجاد نمط يتفاعل مع الحسين (ع) و أهدافه و آدابه ليجدوا عند ملامستهم كربلاء والوقوف على القبر الطاهر القيم الخالدة التي عاشتها الثورة الإلهية و يعيدوا تجسيد ذات الكيان الأمّة المنهك كالصبر والكرامة والأباء والفداء والإلتفاف حول المبدأ الصحيح. جعلنا الله من الذين يتشرّفون بزيارة قبور الأولياء و خصوصاً قبر سيد الشهداء عليه السلام وينالون من فيض عطائه والحمد لله رب العالمين .


source : sibtayn
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

الزهراء عليها السلام والولاية التكوينية
نماذج من روايات التحريف في كتب الشيعة
الإيمان بالقدر
من مصادر حديث الغدير و من كلمات أعلام أهل السنة ...
من كنت مولاه فهذا علي مولاه
باب في ذكر ظهور نوح عليه السلام بالنبوة بعد ذلك
فضيلة سور المسبّحات لطلب درک الظهور
الموقف الانتقاديّ لمفكّري أهل السنّة من التيّار ...
المهمة الإصلاحية للقادة الإلهيين
أن آل يس آل محمد ص

 
user comment