روي عن سيدنا رسول الله ص أنه قال أكثروا الاستغفار فإنه يجلب الرزق
و قال ع من رضي باليسير من الرزق رضي الله منه باليسير من العمل
و روي أن الله جل اسمه أوحى إلى عيسى ابن مريم ع ليحذر الذي يستبطئني في الرزق أن أغضب فأفتح عليه بابا من الدنيا
و قال أمير المؤمنين ص الرزق رزقان رزق تطلبه و رزق يطلبك فإن لم تأته أتاك
و روي عن أحد الأئمة ع أنه قال في الرزق المقسوم بالحركة إن من طلبه من غير حله فوصل إليه حوسب به من حله و بقي عليه وزره فالواجب أن لا يطلب إلا من الوجه المباح دون المحظور
و روي عن أمير المؤمنين ع أنه قال من حسنت نيته زيد في رزقه
و اعلم أن الدليل على جواز الزيادة في الأرزاق هو الدليل على جواز الزيادة في الأعمار لأن الله تعالى إذا زاد في عمر عبده وجب أن يرزقه ما يغتذي به. ذكروا أن إبراهيم بن هرمة انقطع إلى جعفر بن سليمان الهاشمي فكان يجري له رزقا فقطعه فكتب إليه ابن هرمة
إن الذي شق فمي ضامن للرزق حتى يتوفاني
حرمتني شيئا قليلا فما إن زاد في مالك حرماني
فرد عليه رزقه و أحسن إليه فأنشد لبعضهم
التمس الأرزاق عند الذي ما دونه إن سيل من حاجب
من يبغض التارك تسأله جودا و من يرضى عن الطالب
أعلام الدين ص : 162
و من إذا قال جرى قوله بغير توقيع إلى كاتب
روي عن الصادق ص أنه قال ثلاثة يدعون فلا يستجاب لهم رجل جلس عن طلب الرزق ثم يقول اللهم ارزقني يقول الله تعالى أ لم أجعل لك طريقا إلى الطلب و رجل له امرأة سوء يقول اللهم خلصني منها يقول الله تعالى أ ليس قد جعلت أمرها بيدك و رجل سلم ماله إلى رجل و لم يشهد عليه به فجحده إياه فهو يدعو عليه يقول الله تعالى قد أمرتك بالإشهاد فلم تفعل
لابن وكيع التنيسي
لا تحيلن على سعدك في الرزق و نحسك و إذا أغفلك الدهر فذكره بنفسك
لا تعجل بلزوم البيت رمسا قبل رمسك إنما يحمد حسن الرزق في حمده حسك
و روي في بعض الكتب أن الله عز و جل يقول يا ابن آدم حرك يدك أبسط لك في الرزق و أطعني فيما آمرك فما أعلمني بما يصلحك
قيل لبعضهم لو تعرضت لفلان لوصلك فقال ما تلهفت على أحد بشيء من أمر الدنيا منذ حفظت هذه الأربع الآيات من كتاب الله عز و جل قوله ما يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها و قوله سبحانه وَ إِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ و قوله سبحانه وَ ما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُها و قوله جل اسمه وَ فِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَ ما تُوعَدُونَ فروي أن صلة الرجل الذي قيل له لو تعرضت له أتت إلى منزله من غير طلب
أعلام الدين ص : 163
و أنشد لابن أصبغ
لو كان في صخرة في البحر راسية صماء ملمومة ملس نواحيها
رزق لنفس برأها الله لانفلقت عنه فأدت إليها كل ما فيها
أو كان بين طباق السبع مطلبها لسهل الله في المرقى مراقيها
حتى يلاقي الذي في اللوح خط له إن هي أتته و إلا سوف يأتيها
و روي عن رسول الله ص أنه قال ما من مؤمن إلا و له باب يصعد منه عمله و باب ينزل منه رزقه فإذا مات بكيا عليه و ذلك قول الله عز و جل فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَ الْأَرْضُ وَ ما كانُوا مُنْظَرِينَ
أعلام الدين ص : 164