وعن محمّد بن مسلم قال: سمعت أبا عبدالله يقول: إنَّ الحسين بن على عند ربه عزّ وجلّ ينظر إلى معسكره ومن حلّه من الشهداء معه،، وينظر إلى زوّاره، وهو أعرف بهم وبأسمائهم وأسماء آبائهم وبدرجاتهم ومنزلتهم عند الله عزّ وجل من أحدكم بولده وإنّه ليرى من يبكيه فيستغفر له ويسأل آبائه (ع) أن يستغفروا له، ويقول: لو يعلم زائرى ما أعدَّ الله له لكان فرحه أكثر من جزعه، وإنّ زائره لينقلب وما عليه من ذنب.
وعن أبى جعفر (ع) قال: كان على بن الحسين (عليهما السلام) يقول: أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين بن على دمعة حتى تسيل على خدّه بوأه الله بها فى الجنة غرفاً يسكنها أحقاباً، وأيما مؤمن دمعت عيناه دمعاً حتى يسيل على خدّه لأذىً مسنّا من عدوّنا فى الدنيا بوأه الله مبوّأ صدق فى الجنة، وأيما مؤمن مسّه أذىً فينا فدمعت عيناه حتى يسيل دمعه على خدّيه من مضاضة ما أوذى فينا صرف الله عن وجهه الأذى وآمنه يوم القيامة من سخطه والنار.
وروى السيد بن طاووس: أيما مؤمن مسّه أذى فينا صرف الله عن وجهه الأذى وآمنه يوم القيامة من سخط النار.
قال الإمام الرضا (ع): فعلى مثل الحسين فليبك الباكون فإنّ البكاء عليه يحطّ الذنوب العظام ... «1».
______________________________
(1) الأمالى للصدوق: 128، المجلس السابع والعشرون، حديث 2؛ روضة الواعظين: 1/ 169؛ وسائل الشيعة: 14/ 504، باب 66، حديث 19697؛ بحار الأنوار: 44/ 283، باب 34، حديث 17.
اهل البيت (ع) ملائكه الارض، ص: 454
وقال (ع) لابن شبيب:
يابن شبيب إن كنت باكياً لشىء فبانك للحسين بن على بن أبى طالب ... وقد بكت السماوات السبع والأرضون لقتله إلى أن قال: يابن شبيب! إن بكيت على الحسين حتى تصير دموعك على خديك غفر الله لك كل ذنب ... «1».
وهذه نماذج من الروايات الواردة فى مسألة البكاء على أهل البيت (ع) وهى غيض من فيض ومن أراد التفصيل فيمكنه مراجعة مصادر معتبرة فى هذا المضمار وهنا نسجل بعض النقاط:
1 إن البكاء الذى يترتب عليه الثواب العظيم هو ما يصدر عن إنسان مؤمن.
2 إنّ البكاء على أهل البيت يكون أكثر مصداقية من إنسان يسير على خطى أهل البيت (ع).
3 إنّ البكاء الذى يكون خالصاً لله ولرسوله هو البكاء الذى تحثّ عليه الآثار والأحاديث.
4 إنّ البكاء الخالد والذى يظهر الروح ويغسل القلب هو بكاء إنسان لم يتلوث بالذنوب والمعاصى والآثام.
5 إن البكاء الذى تتوافر فيه المواصفات أعلاه هو الذى يستحيل يوم القيامة إلى رحمة ومغفرة ورضوان من الله أكبر.