أهل البيت والتواضع
عن أبى عبدالله الصادق (ع) قال: إن فى السماء ملكين موكلين بالعباد فمن تواضع لله رفعاه ومن تكبر وضعاه «6».
وعن أبى عبدالله الصادق (ع) قال: أفطر رسول الله عشية خميس فى مسجد قبا، فقال: هل من شراب؟ فأتاه أوس بن خولى الأنصارى بعس مخيض بعسل فلما وضعه على فيه فحّاه ثم قال: شربان يكتفى بأحدهما من صاحبه لا أشربه ولا أحرمه، ولكن أتواضع لله، فإن من
______________________________
(1) مجموعة ورام: 1/ 169؛ جامع الأخبار: 85 فصل 41.
(2) غرر الحكم: 209؛ اللسان ميزان: ح 4023.
(3) غرر الحكم: 317، ح 7323.
(4) غرر الحكم: 66، ح 875؛ مستدرك الوسائل: 1/ 371 باب 29 ح 13293.
(5) مسند فاطمة الزهراء: 159 باب 6.
(6) بحار الأنوار: 7/ 126 ح 24.
اهل البيت (ع) ملائكه الارض، ص: 391
تواضع لله رفعه الله ومن تكبر خفضه الله، ومن اقتصد فى معيشته رزقه الله، ومن بذّر حرمه الله، ومن أكثر من ذكر الموت أحبّه الله «1».
عن محمد بن مسلم قال سمعت أبا جعفر (الإمام الباقر (ع) يذكر أنه أتى رسول الله (ص) ملك فقال: إن الله تعالى يخيّرك أن تكون عبداً رسولًا متواضعاً أو ملكاً رسولًا قال: فنظر إلى جبرئيل (ع) وأومأ بيده أن تواضع، فقال: متواضعاً رسولًا؛ فقال الرسول: مع أنه لا ينقصك مما عند ربّك شيئاً قال: وكان معه مفاتيح خزائن الأرض «2».
ونظر الإمام الصادق إلى رجل من أهل المدينة قد اشترى لعياله شيئاً وهو يحمله فلما رآه الرجل استحيى منه فقال له أبو عبدالله: اشتريته لعيالك وحملته إليهم. أما والله لولا أهل المدينة لأحببت أن أشترى لعيالى الشىء ثم أحمله إليهم «3».
العلاقات الاجتماعية
قال الإمام الصادق (ع): إيما رجل من شيعتنا أتاه رجل من أخواننا فاستعان به فى حاجة فلم يعنه وهو يقدر ابتلاه الله عزّ وجلّ بأن يقضى حوائج عدوّ من أعدائنا يعذّبه الله عليه يوم القيامة «4».
وعن الإمام الصادق (ع): المؤمن المحتاج رسول الله تعالى إلى الغنى القوى فإذا خرج الرسول بغير حاجته غفرت للرسول ذنوبه وسلّط الله على الغنى القوى شياطين تنهشه، قال: يخلّى بينه وبين أصحاب الدنيا فلا يرضون بما عنده حتى يتكلّف لهم، يدخل عليه
______________________________
(1) بحار الأنوار: 75/ 126 ح 25.
(2) بحار الأنوار: 75/ 128 ح 27.
(3) بحار الأنوار: 75/ 132 ح 32.
(4) بحار الأنوار: 75/ 175 ح 8.
اهل البيت (ع) ملائكه الارض، ص: 392
الشاعر فيسمعه فيعطيه ما شاء فلا يؤجر عليه، فهذه الشياطين التى تنهشه «1».
وعنه (ع) أيضاً: قال: أيما مؤمن منع مؤمناً شيئاً مما يحتاج إليه وهو يقدر عليه من عنده أو من عند غيره، أقامه الله عزّ وجلّ يوم القيامة مسودّاً وجهه مزرقّة عيناه مغلولة يداه إلى عنقه، فيقال: هذا الخائن الذى خان الله ورسوله ثم يؤمر به إلى النار «2».
______________________________
(1) بحار الأنوار: 75/ 176 ح 12.
(2) بحار الأنوار: 75/ 178 ح 16.
اهل البيت (ع) ملائكه الارض، ص: 393