بالاسلام
تصبح حياة الانسان «حياة طيبة» في الدنيا و «عيشة راضية» في الاخرة، وبما انّه لا وجود لثقافة تضاهي الاسلام شمولًا وقدرة في عملية البناء، اتخذ الباري سبحانه الاسلام دين الانسان ومنهجه واعتبر ما يغاير ثقافة الاسلام مرفوضاً.
وكما ان اللَّه الرؤوف الرحيم اختار الاسلام الدين المفضل عنده للانسان في الدنيا، لم يرتض من عباده ديناً غيره وقت قيام الساعة.
يقول سبحانه- جل من قائل- عن الثقافة المختارة عنده في الدنيا:
[رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً] «1».
وفي اهتمامه بالاسلام في العالم الآخر يقول جل وعلا:
[وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَ هُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ] «2».
إن هذه الثقافة النظيفة التي هي التسليم في الباطن والعمل بأوامر اللَّه الحق في الظاهر، لا تختص بالانسان بل انها في مرحلة تكوينها تشمل جميع الكائنات في مسرح الوجود.
______________________________
(1)- المائدة (5): 3.
(2)- آل عمران (3): 85.
نظام العشرة فى المنظور الاسلامى للعلامة انصاریان، ص: 21
في ذلك يقول الكتاب العزيز:
[وَ لِلَّهِ يَسْجُدُ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ دابَّةٍ وَ الْمَلائِكَةُ وَ هُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ] «1».
وفي آية أخرى يقول:
[وَ النَّجْمُ وَ الشَّجَرُ يَسْجُدانِ] «2».
وعلى أية حال، إن الاسلام في مرحلة التكوين هو دين كافة الكائنات وفي مرحلة التشريع هو الثقافة المفضلة عند اللَّه سبحانه للانسان.
إن النظام المتقن والراسخ الذي يسود الوجود وكائناته، هو حصيلة الاسلام التكويني.
والانسان إذا ما أراد أن يتماشى مع كافة الكائنات ويتمتع بنظام قويم ثابت، عليه أن ينصاع إلى الاسلام التشريعي الذي تمثل في القرآن وسنة الرسول صلى الله عليه و آله وأخبار أهل البيت عليهم السلام وأن يستجيب لجميع الحاجات المادية والمعنوية في ظل الايمان بالاسلام والعمل بقوانينه وبذلك يتمكن من أن يضمن سعادته الأبدية وخير دنياه واخرته.
source : دارالعرفان