في المحاسبة أواخر النهار
رويت من كتاب الكليني بإسناده عن شهاب بن عبد ربه قال سمعت
محاسبةالنفس ص : 26
أبا عبد الله ع يقول إذا تغيرت الشمس فاذكروا الله عز و جل و إن كنت مع قوم يشغلونك فقم و ادع
أقول أنا فإذا أريد ذلك فيقول سلام الله جل جلاله و سلام خاصته و سلامي عليكما أيها الملكان الحافظان أستودعكما الله جل جلاله و أقرأ عليكما السلام و أسألكما بالله جل جلاله أن تستوهبا ما بيني و بين الله جل جلاله و ما بيني و بين عباده ما كتبتما و يقول يا أرحم الراحمين حتى تنقطع النفس أنا عبدك الذي خلقته من التراب و الطين و الماء المهين و قد سمعت في كتابك الكريم و إن عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون و بلغني عن رسولك و آله ع أنهم قالوا ليس منا من لم يحاسب نفسه و قد حضرت بين يديك و ما معي عمل أرضى أن أعرض عليك لأن قبائح عملي يخجلني قصيره و فاسد عملي يفضحني يسيره و قد قدت نفسي إلى مجلس القود و العود و الاستسلام و أنا أتوب إليك من الذنوب و
محاسبةالنفس ص : 27
الآثام فإن قبلت توبتي و رضيت عني و إلا فأسألك أن تعفو عني فقد يعفو المولى عن عبده و هو غير راض عنه و قد جعلت الاستغفار طريقا إلى قبول التوبة و غفران الآثام فها أنا أقول أستغفرك و أسألك التوبة و يكرر ذلك مائة مرة ثم يقول و قد أمرت يا سيدي بالعفو و عفوت و دللت عبادك على العفو و مدحت الكاظمين الغيظ و العافين عن الناس و بذلت الثواب على العفو و جعلت العفو من صفات الكمال و عاتبت عبادك على ترك العفو من سوء الأعمال و أنت أحق ممن إذا أمر عمل و إذا قال فعل فها أنا أسألك العفو العفو و يكرر ذلك مائة مرة
أقول فهذا من أقل مراتب المحاسبات و التوسل في محو السيئات فما الذي يمنع العبد الضعيف منه و ما عذره في الإعراض عنه عنده و هو يعلم أنه إن لم يحاسب مختارا منصورا حوسب اضطرارا مقهورا نادما فاحما متحيرا ذليلا مكسورا
محاسبةالنفس ص : 28
فصل فيما يروى عن مولانا علي ع في وقت ارتفاع الملكين بالأعمال و في مكانهما من ابن آدم
روينا من كتاب خطب مولانا علي ص و هو للسعيد عبد العزيز الجلودي رضي الله عنه و هو نسخة عتيقة نقلها بخطه و كانت وفاته ره ثامن عشر ذي الحجة الحرام سنة اثنتين و ثلاثمائة فيما يتضمن جواب مولانا علي ع لابن الكواء عن مسائله عنها فمنها ما هذا لفظه قال يا أمير المؤمنين فما البيت المعمور و السقف المرفوع قال ع ويلك ذلك الصراح بيت في السماء الرابعة حيال الكعبة من لؤلؤ جو فيدخل كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه إلى يوم القيامة كتاب أهل الجنة عن يمين الباب يكتبون أعمال أهل الجنة بأقلام من نور و فيه كتاب أهل النار عن يسار الباب يكتبون أعمال أهل النار بأقلام سود فإذا كان المقدار العشار ارتفع الملكان فيستنسخون منهم ما عمل الرجل فذلك قوله تعالى هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ
و أما موضع جلوس الملكين الحافظين فرواه ابن عمر الزاهد صاحب تغلب وجدته في
محاسبةالنفس ص : 29
نسخة عتيقة ظاهر حالها أنها كتبت في حياته و قد كانت في خزانة الحافظ الخليفة بمصر فقال ما هذا لفظه
قال ابن عمر أخبرني العطا عن الصباح بإسناد الإمامية عن الشيعة عن جعفر بن محمد الصادق عن آبائه الطاهرين ع قالوا قال أمير المؤمنين ع و الناجدان الثابتان و الغران المشدغان و الصانعان و الصماعان و من قالهما بالغين فقد صحف أن الملكين يجلسان على ناجدي الرسل يكتبان خيره و شره [و يستمدان] و يشهدان عن غريه و ربما جلسا على الصماخين
فسمعت تغلبا ره يقول الاختيار من هذا كله ما قال أمير المؤمنين ع و هما مجمعا الريق من الجانبين و هما اللذان يسميهما العامة الصوارين
و رويت في حديث آخر في هذا الكتاب ما هذا لفظه
و سئل عن قول أمير المؤمنين ع نظفوا الصاغين فإنهما مقعد الملكين
فقال تغلب هما الموضع الذي يجتمع فيه الريق من الإنسان و هو الذي يسميه العامة الصوارين
فصل في دعوات رويت أنها تذكر أوقات المحاسبات
اعلم أننا ذكرنا في كتاب
محاسبةالنفس ص : 30
فلاح السائل و نجاح المسائل تفصيلا جليلا في المحاسبات و الدعوات و نذكر هاهنا ما يحتاج إليه أهل الضرورات
فنقول من كتاب الربيع بن محمد المستكين بإسناده إلى أبي جعفر ع قال ع كان رسول الله ص إذا احمرت الشمس على قلة الجبل هملت عيناه دموعا و قال ص اللهم أمسى ظلمي مستجيرا بعفوك و أمست ذنوبي مستجيرة بمغفرتك و أمسى خوفي مستجيرا بأمنك و أمسى ذلي مستجيرا بعزك و أمسى فقري مستجيرا بغناك و أمسى ضعفي مستجيرا بقوتك و أمسى وجهي البالي الفاني مستجيرا بوجهك الدائم الباقي ألبسني عافيتك و غشني برحمتك و جللني كرامتك و قني شر خلقك من الجن و الإنس يا الله يا رحمان يا رحيم
فصل
و رويت من كتاب الكليني بإسناده قال كان علي ع إذا أمسى قال مرحبا بالليل الجديد و الكاتب الشهيد اكتبا بسم الله ثم يذكر الله عز و جل
و رويت بإسنادي عن ابن أبي عمير عن أمية بن علي قال قال أبو عبد الله ع من قال عند غروب الشمس في كل يوم يا من ختم النبوة بمحمد ص
محاسبةالنفس ص : 31
اختم لي في يومي هذا بخير و شهري بخير و سنتي بخير و عمري بخير فمات تلك الليلة أو في تلك الجمعة أو في ذلك الشهر أو في تلك السنة دخل الجنة أو في غيرها مات شهيدا و رويت الجمعة أو في غير ذلك الشهر أو في تلك السنة دخل الجنة
source : دار العرفان