السعي من أجل العيال عبادة
ان الزواج والعناية بالعيال يهب الانسان معطيات معنويةً عجيبة بالاضافة إلى الآثار الدنيوية البنّاءة.
فالعمل والسعي لتأمين متطلبات المرأة والعيال يعد في نظر الشرع الاسلامي المقدس عبادة لا تضاهى تعدل في درجاتها الجهاد في سبيل اللَّه، وقد روي عن المعصوم.
«والكالدّ على عياله من حلٍّ كالمجاهد في سبيل اللَّه» «1».
ولما كان اداء حق الزوجة والأولاد والاهتمام بشؤونهم الروحية، ومراعاة حق الزوج من قبل الزوجة، وحق الأولاد من قبل الام يعد امراً صعباً ومضنياً وهو في حقيقته استجابة لما أمر اللَّه به شأنه شأن الاهتمام بامورهم المادية فقد
__________________________________________________
(1)- البحار: 101/ 72.
الاسرة و نظامها فی الاسلام،للعلامة انصاریان ص: 53
عُدَّ عبادة وسبباً في الحصول على الاجر والثواب الاخروي.
ان تربية الذرية الصالحة واعداد الابناء اللائقين والمحسنين هو عملٌ عظيم يؤدي إلى نيل رضوان اللَّه جل وعلا.
ومن أهم الامور وافضل العبادات هو المحافظة على الدار وأهلها بعيداً عن الفساد والافساد وتوفير الارضية اللازمة لتكامل الزوجة والابناء وتربيتهم.
على اية حال، فالمجتمع هو ثمرة البيت، والبيت والاسرة هما المنطلق الذي منه النائب في البرلمان الوزير ورئيس الدولة وكوادر الشعب، والبيت وارباب البيوت هم المصدر الحقيقي في تربيتهم وتبلور شخصياتهم، والبيت كالارض، فإن كانت الارض بمعزل عن الحق والحقيقة فهي ارض جدباء قاحلة لا تثمر سنابلًا أو زهوراً، وإذا كانت مرتبطة بالحق والحقيقة فمن العقول والمنطقي ان نتوقع منها السنابل والزهور.
ان سعادة المرء أو شقاءه تنتقل اليه من ابويه بالدرجة الاولى، فاذا ما سعى الابوان لتحقيق سعادة ولدهما فإنهما بذلك يؤديان عبادة عظيمة وحينها سينهلان من معطيات الزواج إلى الابد، أما إذا اصبحا عامل شقاءٍ فانهما لن ينتفعا من شجرة الزواج الطيبة بل يبسطان بايديهما مائدة خسرانهما.
من هنا جاء في الروايات عن رسول اللَّه (صلى الله عليه و آله) انه قال:
«الشقي مَنْ شقيَ في بطن امه والسعيد مَنْ سَعُدَ في بطن امه» «1».
الاسرة و نظامها فی الاسلام،للعلامة انصاریان ص:
source : دار العرفان