وصايا رمضانية
ضرورة صلة الرحم
دال: لنحاول ان نزور اقاربنا في شهر رمضان، وبالطبع فانه الشيطان يسوّف لنا ان نصل ارحامنا في الغد او بعد الغد، وعلينا ان لانسمح له بذلك، فقد جاء في الحديث : إن أهل النار إذا دخلوها، ورأوا نكالها وأهوالها، وعلموا عذابها وعقابها، ورأوها كما قال زين العابدين (عليه السلام): ما ظنك بنارٍٍ لا تبقي على من تضرّع إليها، ولا يقدر على الخفيف عمّن خشع لها، واستسلم إليها، تلقي سكانها بأحرّ ما لديها من أليم النكال وشديد الوبال يعرفون أن أهل الجنة في ثواب عظيم، ونعيم مقيم، فيؤمّلون ان يطعموهم او يسقوهم ليخفَّ عنهم بعض العذاب الأليم، كما قـال الله عز وجل جلاله في كتابـه العزيـز : ونادى اصحاب النار أصحاب الجنة أن افيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله قال : فيحبس عنهم الجواب أربعين سنة، ثم يجيبونهم بلسان الاحتقار والتّهوين: إن الله حرمهما على الكافرين قال: فيرون الخزنة عندهم وهم يشاهدون ما نزل بهم من المصاب فيؤمّلون ان يجدوا عندهم فرحاً بسبب من الاسباب، كما قال الله جل جلاله : وقال الذين في النار لخزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنا يوماً من العذاب قال : فيحبس عنهم الجواب أربعين سنة، ثم يجيبونهم بعد خيبة الآمال: قالوا فادعوا وما دعاء الكافرين إلاّ في ضلال قال : فإذا يئسوا من خزنة جهنم، رجعوا الى مالك مقدّم الخزّان، وأمّلوا ان يخلّصهم من ذلك الهوان، كما قال جل جلاله : ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال : فيحبس عنهم الجواب أربعين سنة وهم في العذاب، ثم يجيبهم كمال قال الله في كتابه المكنون : قال إنكم ماكثون قال : فإذا يئسوا ( يأملون ) من مولاهم ربّ العالمين الذي كان أهون شيءٍ عندهم في دنياهم، وكان قد آثر كلّ واحد منهم عليه هواه مدة الحياة، وكان قد قدّر عندهم بالعقل والنّقل أنه اوضح لهم على يد الهداة سبل النجاة، وعرّفهم بلسان الحال أنهم الملقون بأنفسهم الى دار النكال والأهوال، وأنّ باب القبول يغلق عن الكفار بالممات أبد الآبدين، وكان يقول لهم في أوقات كانوا في الحياة الدنيا من المكلّفين بلسان الحال الواضح المبين : هب انكم ما صدّقتموني في هذا المقال، أما تجوّزون أن أكون من الصادقين ؟ فكيف اعرضتم عني، وشهدتم بتكذيبي وتكذيب من صدّقني من المرسلين ؟ وهلاّ تحرّزتم من هذه الضرر المحذّر الهائل ؟ اما سمعتم بكثرة المرسلين، وتكرار الرسائل ؟ ثم كرّر جل جلاله مرافقتهم في النار بلسان المقال فقال : ألم تكن آياتي تتلى عليكم فكنتم بها تكذبون فقالوا : ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنّا قوماً ضالين ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنّا ظالمون فيقفون أربعين سنة ذلَّ الهوان لايجابون، وفي عذاب النار لايكلّمون، ثم يجيبهم الله جل جلاله : اخسؤا فيها ولا تكلّمون قال : فعند ذلك ييأسون من كل فرج وراحة، ويغلق أبواب جهنم عليهم، ويدوم لديهم مآتم الهلاك والشهيق والزفير والصراخ والنياحة .([26])
وكما في الروايات ان أهل النار في اثناء بكائهم يشتكون من عدة أمور، من ضمنها كلمة (سوف) لان اكثر مايشتكي منه أهل النار تسويف العمل وتأخيره. حيث اروي عن العالم (عليه السلام) أنه قال في كلام طويل... : فلا تدعوا التقرب الى الله جلّ وعز بالقليل والكثير على حسب الامكان، وبادروا بذلك الحوادث، واحذروا عواقب التسويف فيها، فانما هلك من هلك من الأمم السالفة بذلك.. ([27])
source : sibtayn