
قائد الثورة : المصالحة مع أميركا لن تؤدي الى حل المشاكل
- تاريخ النشر: 2016-11-03 15:46:09
- عدد الزيارات: 448
أكد قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي، بان التصدي للولايات المتحدة ياتي دفاعا عن القيم الانسانية، مشددا على ان التفاوض مع الادارة الاميركية لا يحل مشاكل ايران بل سيزيدها.
جاء ذلك في كلمة لسماحة القائد خلال استقباله اليوم الاربعاء الالاف من الطلبة الجامعيين والتلامذة على اعتاب يوم 13 آبان (3 تشرين الثاني / نوفمبر) اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي.
واضاف سماحته ان كل ما كنا نقوله حول اميركا، ظهر اضعافه خلال المناظرات الرئاسية (التي اجريت بين المرشحين الجمهوري والديموقراطي).
وحذر قائد الثورة من بعض التحركات والمحاولات الخطيرة الرامية لتحريف حقيقة ومنطق صمود الامام الراحل (رض) والشعب الايراني امام اميركا في اذهان جيل الشباب والايحاء بمسالة ان طريق الحل الوحيد لمشاكل البلاد هو التفاوض والمساومة مع اميركا وقال، ان ما يحل مشاكل البلاد هو الروح والفكر الثوري بمعنى التوكل على الله والثقة بالداخل والشجاعة في الاقدام والعمل والوعي والعمل بتوصيات الامام الراحل (رض) والابداع والامل بالمستقبل وعدم الخوف من العدو وعدم الاستسلام امامه.
واشار سماحته الى المناسبات التاريخية ليوم 13 آبان واهمها السيطرة على وكر التجسس الاميركي (السفارة الامركية السابقة بطهران) واضاف، ان هذا اليوم هو في الحقيقة يوم الشباب المؤمن الذي بمبادرته في السيطرة على وكر التجسس قد سلب من العدو اي قدرة على التحرك.
واشار الى وصف الامام الراحل (رض) لعملية السيطرة على وكر التجسس بـ "الثورة الثانية" واضاف، ان هذا الوصف والتسمية يعودان الى مؤامرات اميركا وممارساتها الخبيثة قبل الثورة وبعدها ضد الشعب الايراني لان الادارة الاميركية لم تتوان عن القيام باي جهد واجراء رسمي او غير رسمي ضد الشعب الايراني لافشال الثورة الاسلامية وان الشباب الثوري بسيطرتهم على وكر التجسس في ذلك الوقت قد احبطوا مؤامرتها.
واشار الى الوثائق التي تم الحصول عليها من داخل السفارة الاميركية وقال، ان هذه الوثائق التي اصبحت قصاصات ورق (حولها موظفو السفارة باجهزة خاصة الى قصاصات ورق صغيرة جدا) حين السيطرة على وكر التجسس تظهر عمق مؤامرات وعداء اميركا ضد الشعب الايراني.
واشار الى اعداد نحو 70 كتابا من الوثائق المستحصلة من السفارة الاميركية وانتقد عدم الاهتمام بهذه الكتب المهمة في المدارس والجامعات وتساءل قائلا، انه لماذا ليس هنالك اي اثر لهذه الكتب في مجموعة دروس المدارس والجامعات؟.
واكد سماحته بان السيطرة على وكر التجسس كان رد فعل طبيعي على مؤامرات وعداوات قوة كبرى طامعة كانت تعتبر ايران عائدة لها اعواما طويلة وتنهب مصادر وثروات الشعب الايراني الا انها خرجت من يدها (من يد اميركا) بعد انتصار الثورة.
واكد قائد الثورة بان الامام (رض) كان هو شخصيا قائد هذا التحرك الكبير لانه برزت في ذلك الوقت تحركات مختلفة لاحباط حركة الشباب الثوري في السيطرة على وكر التجسس الا ان الامام وقف امامهم بحزم.
واشار سماحته الى بعض التحركات والمحاولات الخطيرة للايحاء بتصورين خاطئين في الاذهان والرأي العام خاصة لدى الشباب، لافتا الى ان هذين الخطأين يتمثلان في ان "صمود الامام كان من باب التعصب واللجاجة" وان "حل مشاكل البلاد رهن بالتفاوض والمساومة مع اميركا"، واضاف، ان هذين التصورين الخاطئين يتم الان بثهما في المجتمع خاصة في الصحافة والجامعات من جانب اميركا وكذلك العناصر التابعة لها وبعض النادمين والذين تخلفوا عن الركب واللاهثين وراء الدنيا.
وحول التصور الاول قال القائد، ان الدعاية التي يروجون لها بان صمود الامام (رض) امام اميركا كان يعود للتعصب واللجاجة والغرور يعني ان الامام لم يكن له منطق في صموده امام اميركا! في حين ان صمود الامام والنظام الاسلامي والشعب الايراني امام اميركا ياتي على اساس ادلة منطقية تماما.
وتابع قائلا، ان سياسة وجوهر الحكومة الاميركية مبني على اساس الاطماع والتوسع حيث مارستها على مدى اعوام طويلة في مختلف نقاط العالم خاصة في منطقة غرب اسيا وايران قبل الثورة، لذا لو جرت ادنى غفلة في الاشهر الاولى للثورة ولم يقف الامام بوجه اميركا، لدخل هذا العدو من النافذة من جديد بعد ان كان قد طُرِد من الباب.
واعتبر آية الله الخامنئي احد الادلة المنطقية الاخرى لصمود الامام امام اميركا هو الدفاع عن القيم الانسانية واكد قائلا، ان النظام الاميركي بعيد عن القيم الانسانية فراسخ كثيرة وحينما يقول الامام (رض) "اطلقوا كل الصرخات بوجه اميركا" فذلك يعني "الموت لحكومة ونظام لا يحملان اي قيم انسانية".
وتساءل القائد، هل ان الحكومة التي لا تكف لحظة واحدة عن العداء للشعب الايراني، ستحل مشاكل البلاد؟ .
واوضح آية الله الخامنئي، ان هدف اميركا الاساس هو الحيلولة دون نمو وتطور ايران، فهل ان التفاوض مع هكذا دولة سيحل مشاكلنا الاقتصادية؟.
واكد قائلا، ان التفاوض مع اميركا لن يحل مشاكلنا، لانها اولا؛ كاذبة وناكثة للعهد وتطعن الخنجر في الظهر، وثانيا؛ ان اميركا هي نفسها تعاني الازمة والدولة المتازمة كيف يمكنها حل مشاكل دولة اخرى؟.
واشار قائد الثورة الاسلامية الى اقرار المراكز الدولية المهمة وحتى الاميركيين انفسهم بوجود ازمة اقتصادية وسياسية ودولية واخلاقية في اميركا واضاف، ان ديون اميركا تقترب اليوم من اجمالي انتاجها الوطني ووفقا للمؤشرات العالمية يعتبر هذا الامر مؤشرا للازمة.
وقال آية الله الخامنئي، هل ان مثل هذه الدولة المتازمة تسعى لحل مشاكل ايران الاقتصادية؟ او انها تسعى للاستفادة من مصادر وثروات ايران لانقاذ نفسها من الازمة؟.
وفي معرض تبيينه للازمة السياسية في اميركا قال، ان اي شعب ينتفض اليوم في اي نقطة من العالم ضد حكومته او دولته المستبدة، فان شعاره الاول هو "الموت لاميركا"، فهل هنالك ازمة (لاميركا) اكبر من ذلك؟ .
ونوه الى مخطط اميركا لبناء الشرق الاوسط الكبير بمحور الكيان الصهيوني في فترة حرب الـ 33 يوما في لبنان وقال، ان وضع الاميركيين اليوم هو بحيث اصبحوا عاجزين في قضايا سوريا والعراق ولبنان واليمن وشمال افريقيا، فها ان هذا الوضع لا يعد ازمة؟.
واعتبر سماحته وضع الجمهورية الاسلامية الايرانية بانه ياتي في النقطة المقابلة لاميركا واضاف، ان الشعب الايراني وفي ظل العناية الالهية قد تحمل المشاكل بشجاعته ووعيه وثباته وهو اليوم وجه لامع في منطقة غرب اسيا والخليج الفارسي.
واعتبر الازمة الاخلاقية واحدة اخرى من مشاكل المجتمع الاميركي خاصة بين السياسيين والمسؤولين واضاف، ان التصريحات الاخيرة لهذين المرشحين لانتخابات الرئاسة الاميركية خلال الاسابيع الاخيرة حول القضايا اللااخلاقية، وهي تصريحات من المحتمل الا تكون اعتباطية، انما هي كافية لاهدار سمعة اميركا.
وانتقد قائد الثورة الاسلامية بشدة محاولات البعض لترويج المفهوم الخاطئ وهو ان "حل مشاكل البلاد رهن بالتساوم مع اميركا" واكد قائلا، ان التفاوض مع اميركا ليس لا يحل المشاكل فقط بل سيزيدها ايضا.
واضاف، ان المشاكل يجب ان نحلها بانفسنا اعتمادا على طاقاتنا وقدراتنا الشبابية في الداخل.
ووصف الشباب بانهم آمال الشعب وصناع ومدراء البلاد في المستقبل غير البعيد وخاطب الشباب قائلا، اعزائي، ان حل مشاكل البلاد رهن بالتوكل على الباري تعالى، وتبلور الارادة والثبات من صميم الشعب، والعزم الراسخ، والصمود، والوعي، والثقة بالنفس القوية، وترويج الروح الثورية.
واوضح سماحته بان الروح الثورية تعني امتلاك الشجاعة في الاقدام والعمل، والابداع للخروج من الطريق المسدود، وعدم الخشية من العدو وعدم الاستسلام امامه، والامل بالمستقبل، والايمان بالوعد الالهي.