يقول سيدنا علي بن أبي طالب عليه السلام:
«وَقَدَّرَ الأَرْزاقَ فَكَثَّرَها وَقَلَّلَها وَقَسَّمَها عَلَى الضِّيقِ وَالسَّعَةِ فَعَدَلَ فِيهَا لِيَبْتَلِىَ مَن أَرادَ بِمَيْسُورِها وَمَعْسُورِها وَلِيَخْتَبِرَ بِذلِكَ الشُّكْرَ وَالصَّبْرَ مِن غَنِيّها وَفَقِيرِها» «1»
. ومن جانب آخر على المؤمن أن يرضى بما قسم اللَّه له من الرزق وإلّا يتعرض على نصيبه لأن تقسيم الرزق يأتي ضمن تقدير للمصلحة الهي وهذا ما يجهر به مولى الموحدين أميرالمؤمنين عند ما يناجي اللَّه عزوجل قائلًا:
«أَنْ تُسامِحَنى وَتَرْحَمَنى وَتَجْعَلَنى بِقِسْمِكَ راضِياً قانِعاً».
__________________________________________________
(1)- نهج البلاغة: الخطبة 91، وتعرف بخطبة بالأشباح.
رحله فى الآفاق والأعماق شرح دعاء كميل، ص: 197
وتساءل نجله الامام الحسن المجتبى سبط رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قائلًا:
«كَيْفَ يَكونُ المُؤمِنُ مُؤمِناً وَهُوَ يَسْخَطُ قِسمَه وَيُحَقّرُ مَنْزِلَتَهُ وَالحاكِمُ عَلَيْهِ اللّهُ» «1»
. ويسأل سيدنا محمّد صلى الله عليه و آله جبريل عن الرضا فيقول الأمين:
«الرّاضِى لَايَسْخَطُ عَلى سَيِّدِهِ أَصَابَ مِنَ الدُّنْيا أَمْ لَمْ يُصِبْ وَلَا يَرْضَى لِنَفْسِهِ بِالْيَسِيرِ مِنَ العَمَلِ» «2»
. وقال الامام الصادق عليه السلام:
«إِرْضَ بِما قَسَمَ اللَّهُ لَكَ تَكُنْ غَنِيّاً» «3»
. ويقول الامام أميرالمؤمنين عليه السلام:
«مَنْ رَضِىَ مِنَ اللّهِ بِمَا قَسَمَ لَهُ اسْتَراحَ بَدَنُهُ» «4»
. وعن الامام الصادق عليه السلام:
«مَنْ لَمْ يَرْضِ بِمَا قَسَمَ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِتَّهَمَ اللّهَ تَعالَى فِى قَضائِهِ» «5»
. ويفسّر الامام علي عليه السلام الحياة الطيبة بالقناعة في قوله تعالى:
«فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً» «6».
__________________________________________________
(1)- مشكاة الأنوار: 34، الفصل السابع؛ ميزان الحكمة: 5/ 2090، الرضا، حديث 7295.
(2)- بحار الأنوار: 66/ 373، باب 38، حديث 19.
(3)- الخصال: 1/ 169، حديث 122؛ ميزان الحكمة: 5/ 2092، الرضا، حديث 7312.
(4)- بحار الأنوار: 68/ 139، باب 63، حديث 27؛ ميزان الحكمة: 5/ 2092، الرضا، حديث 7315.
(5)- بحار الأنوار: 75/ 201، باب 23، حديث 34.
(6)- سورة النحل: 97.
رحله فى الآفاق والأعماق شرح دعاء كميل، للعلامة انصاريان ص: 198
source : دار العرفان