التغافل أو التناسي
التغافل، من الخصال الحميدة والرفيعة والهامة التي يندر مَنْ يتحلّى بها بين عامة الناس.
ان الاطلاع على الخطأ والتقصير والوقوف على العيب والنقص، والتغاضي عنه بنحوٍ يطمئن الطرف المقابل بعدم اطلاع أي انسان عليه، يعتبر من أسمى المزايا الروحية
واعظم الخصال الانسانية.
انّها ذروة الكرم والعظمة في الشخصية ان يرى الرجل خطأً من زوجته أو تشاهد المرأة خطأً من زوجها، فيتعمد التغاضي بكل رجولةٍ وإباءٍ وكرمٍ، ويحافظ على حالة
التغاضي في كل ما يطرأ مستقبلًا.
يقول أميرالمؤمنين (عليه السلام):
«ان العاقل نصفه احتمالٌ ونصفه تغافلٌ».
وعنه (عليه السلام):
«اشرف اخلاق الكريم كثرة تغافله عمّا يعلم» «1».
وقال (عليه السلام) أيضاً:
«لا عقلَ كالتجاهل، لا حلم كالتغافل» «2».
ان التدقيق والشدة في المحاسبة وتصور عصمة الطرف المقابل من جميع الجوانب وعدم الصفح وتثبيت الاخطاء وكما تعارف عليه التنقيب عن الخطأ كل ذلك مما ينافي
الاخلاق، وكما يعبّر أميرالمؤمنين (عليه السلام):
ان العفو والصفح والاسمى منهما التغافل والتجاهل هي من الامور الضرورية التي لابد للرجل والمرأة التحلي بها وعن طريق هذه الخصال الحميدة والاخلاق الفاضلة تهنأ
الحياة وتعمّها السعادة، وتتمتع الاعصاب بالراحة التامة، ويسلمُ كلٌّ من البدن والروح من الكثير من الامراض.
الاسرة و نظامها في الاسلام، للعلامة الاستاذ انصاريان ص: 201
source : دار العرفان