عربي
Wednesday 27th of September 2023
0
نفر 0

السؤال: تحية طيّبة وبعد ، كنت في أحد المجالس الحسينية ، وسمعت الشيخ على المنبر يقول : مكتوب على ساق العرش : إنّ الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة .

معنى مكتوب على ساق العرش :

السؤال: تحية طيّبة وبعد ، كنت في أحد المجالس الحسينية ، وسمعت الشيخ على المنبر يقول : مكتوب على ساق العرش : إنّ الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة .

وسمعت الكثير من هذه الروايات التي تتكلّم عن ساق العرش ، ولكن سؤالي : هل الله له عرش مثل ما تقول الوهّابية ؟ وأن لم يكن له عرش فما تفسير هذه الروايات التي تذكر على المنابر من غير شرح ولا تفسير للعوام ؟ وتكون وسيلة للطعن في الشيعة من قبل أعدائهم ، وجزاكم الله كُلّ خير .

الجواب : لقد ورد ذكر العرش في الآيات القرآنية ، وفي كثير من الأدعية والروايات عن المعصومين (عليهم السلام) ، والذي نختلف فيه عمّا يقوله الوهّابيون أنّهم يصوّرون العرش بالمعنى الظاهري ، أي كرسي كبير له أربعة قوائم مثلاً ، وهكذا يصوّرون أنّ الله جالس عليه ، ونحن لا نقول بذلك ، لأنّه يستلزم الكثير من المحاذر ، منها : أنّ كلامهم سيستلزم الجسمية والمحدودية والمكان والحدوث ، وما إلى ذلك .

وما نقوله نحن في العرش تبعاً لأهل البيت (عليهم السلام) أنّه : هو العلم ، فعن حنان بن سدير قال : سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن العرش والكرسي ؟

فقال (عليه السلام) : " إنّ للعرش صفات كثيرة مختلفة ، له في كُلّ سبب وضع في القرآن صفة على حدة ، فقوله : { رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ } يقول : الملك العظيم ، وقوله : { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } ، يقول : على الملك احتوى ،


الصفحة 566


وهذا ملك الكيفوفية الأشياء ، ثمّ العرش في الوصل متفرّد من الكرسي ، لأنّهما بابان من أكبر أبواب الغيوب ، وهما جميعاً غيبان ، وهما في الغيب مقرونان ، لأنّ الكرسي هو الباب الظاهر من الغيب الذي منه مطلع البدع ، ومنه الأشياء كلّها ، والعرش هو الباب الباطن الذي يوجد فيه علم الكيف ، والكون والقدر والحد والأين والمشية وصفة الإرادة ، وعلم الألفاظ والحركات والترك ، وعلم العود والبدء فهما في العلم بابان مقرونان ، لأنّ ملك العرش سوى ملك الكرسي ، وعلمه أغيب من علم الكرسي ، فمن ذلك قال : { رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ } ، أي صفته أعظم من صفة الكرسي ، وهما في ذلك مقرونان " (1) .

فعلى هذا ، فالعرش هو العلم الذي لا يقدر قدره أحد .

وتكون الرواية التي فيها مكتوب على ساق العرش : الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة ، جاءت على الرمز ، ويجب أن نفهمها على ضوء ما تقدّم من معنى العرش والكرسي ، فلا تكون ساق العرش قد جاءت على الحقيقة ، ولا لفظة مكتوب قد جاء على الحقيقة أيضاً ، وإنّما إذا كان العرش هو العلم ، فإنّ من ضمن هذا العلم الغيبي الإلهي أنّ الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة ، وعبّر عن هذه الضمنية بأنّه مكتوب على ساق العرش .

( آيات . لبنان . 35 سنة . طالبة جامعة )

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

هل استدل أمير المؤمنين (ع) على خلافته بحديث الغدير
السؤال: الوهّابية يستدلّون بهذا القول علينا في ...
السؤال : أُريد أن ترسلوا لي مناقشات جديدة حول ...
في دعاء السمات « وجعلت رؤيتها لجميع الناس مرأى ...
السؤال: هذه شبهة وردت في أحد منتديات مواقع ...
السؤال : هنالك حديث يروى عن أهل بيت العصمة معناه ـ ...
السؤال : لماذا لا تقام صلاة الجمعة إلاّ في حضور ...
ما معنى الرياضة الشرعية عند المرتاضين وكيف ...
السؤال : ما هي حقيقة الشفاعة ؟ وما هي البراهين ...
ما حكم من سرق فقُطع ثم سرق فقُطع ؟

 
user comment