الاوكسجين:
1ـ يعتبر الاوكسجين مثالاً ونموذجاً كاملا من آثار معجزة نظام الخلق، فالهواء يتركب من الاوكسجين، النيتروجين، الأرجون، النيون، الزنون، الكربيتون ومقدار من بخار الماء، وثلاثة من عشرة آلاف جزء من ثاني أوكسيد الكاربون.
و من خلال وجود هذه الغازات الكاربونية تنعكس الالوان كألاحمر، والازرق، والاخضر؛ على صفحات الاعلانات، أو على الابواب و النوافذ، ومن بركة وجود غاز الأرجون، استطعنا بواسطة الأشعة الالكترونية ان نضيء الدنيا وان نساعد الحضارة الإنسانية على التقدم إلى هذا الحد.
78% من الهواء يشكله النيتروجين و21% من الاوكسجين ويشكل الضغط الجوي تقريباً في كل بوصة مربع، كيلو ونصف. وباقي غاز الاوكسجين يتجمع ويحفظ في القشرة الارضية الذي تتشكل منه مياه العالم.
يعتبر الاوكسجين اساس حياة جميع الكائنات الارضية ولا يمكن الحصول عليه إلا من محيط الأرض.
يجب علينا أن نرى أن هذا العنصر الحياتي مع ما لديه من الخواص الكيميائية ومع وجوده مع العناصر الاخرى، كيف بقي مصوناً بهذا الشكل؟ وكيف انه بقى بالمقدار اللازم لاستمرار حياة الكائنات بصورة نقية في الجو؟
حينما تصل نسبة الاوكسجين في الجو من 21% الى50% فإن كل الكائنات كانت تحترق، على سبيل المثال إذا اصطدم لهب ناري مع شجرة ما، فإن الغابة كلها ستحترق ويؤدي بعد ذلك إلى انفجار مهيب.
وحينما تقل نسبة الاوكسجين10% مع ان أغلب الكائنات تسعى ان تتأقلم مع هذا الجو، لكنه بالطبع فإن أكثر المواد الضرورية للحياة التي تشكل أساس العيش؛ سوف لا يكون بمقدورها التأثير بأي شكل من الأشكال.
وخلاصة الكلام، إذا كانت نسبة الاوكسجين الحر، كما ذكرنا سابقاً، أقل في الجو ـ الذي يشكل جزء قليلاً من مكونات الأرض ـ فسوف يكون جذبه مع التأخير، أو كلياً، و في ذلك الوقت لا لا يكون فيه أثر حياة الدنيا وحياة الكائنات.
هناك تناسب وتعادل دقيق جداً بين الاوكسجين وثاني أوكسيد الكاربون، ويعتبر هذا من أهم العوامل المساعدة على استمرار الحياة الحيوانية والنباتية على الأرض، وهذا اعجاز الله سبحانه وتعالى في خلقه، الذي شدّ اهتمام أغلب العلماء والمفكرين إليه، وإلى الآن لم يُكشف بعد عن اهمية حامض الكاربونيك الأساسية، وآثاره وفوائده، وخواصه ومميزاته الحياتية.
ثاني أوكسيد الكاربون، غاز ثقيل وغليظ بالقرب من سطح الكرة الارضية، ويسهل تجزئته عن غاز الاوكسجين بكل سهولة. فمثلاً، عندما تُشعل النار في شجرة ما، فإن الخشب تكون تركيبته مكوّنة من الأوكسجين والكاربون والهيدروجين، وعلى اثر الحرارة يتجزأ الخشب كيميائياً، ويتركب الكاربون بسرعة فائقة مع الاوكسجين ويشكل ثاني أوكسيد الكاربون. وكذلك الهيدروجين بنفس سرعة الكاربون يتركب مع الاوكسجين، ويشكل البخار، فالدخان الذي يخرج هو عنصر الكاربون الخالص الذي لم يتركب مع عنصر آخر.
عندما يتنفس الإنسان فإنه يستنشق مقداراً من الاوكسجين، ويقوم الدم بحمله إلى جميع انحاء الجسم. الاوكسجين يحرق المواد الغذائية بحرارة بطيئة في الخلايا المختلفة وينتج ثاني أوكسيد الكاربون وبخار الماء الحاصل منه، فمن اجل هذا عندما يقال مزاحاً ان فلاناً كالتنور يشتعل؛ هذه حقيقة، لأن غاز ثاني أوكسيد الكاربون الذي يتكون من احتراق المواد الغذائية في الخلايا المختلفة، يدخل إلى الرئتين ويخرج منها في عملية الزفير إلى الهواء.
يقول الإمام الصادق(ع) للمفضل؛ عندما يعرّف الله له عن طريق آثاره:
من الذي يستطيع ان يخلق رئتين تعمل دون توقف وتأخذ الهواء من الخارج وتوصله إلى جميع انحاء البدن؟ فالرئة إذا توقفت عن العمل ولو لحظة ولم تستطع ان تنقل الهواء النقي من الخارج إلى بدن الإنسان، فإن الإنسان سوف يموت، وهل يممكن أن تجري هذه الأمور التي ورائها مصلحة عظيمة في الوقت الذي تمتلك كل هذا النظم والترتيب تكون دون خالق حكيم قد اوجدها؟
وعلى هذا المنوال فإن جميع الكائنات تستنشق الاوكسجين وتطرح ثاني أوكسيد الكاربون.
من الخواص الاخرى للاوكسجين التي تجعلها ضرورية لحياة الإنسان؛ هي التفاعلات التي توجدها في سائر عناصر الموجودة في الدم.
من ناحية أخرى نعلم بأن حياة النباتات تعتمد على النسبة القليلة من ثاني أوكسيد الكاربون الموجود في المحيط التي تتنفسها النباتات، فأوراق النباتات تكون بمثابة رئتي الإنسان التي تقوم بتجزئة ثاني أوكسيد الكاربون تحت حرارة الشمس إلى عنصر الكاربون والاوكسجين، ثم تطرح الاوكسجين إلى الجو وتحتفظ بالكاربون في ساق النباتات. ويتركب مع عنصر الهيدروجين الذي يصل من جذور الساق والأغصان، وعلى اثر هذه التركيبات الكيميائية العجيبة تنتج الی الطبيعة الكلوكوز والسلولوز وآلآف المواد المعدنية الاخرى والثمار والازهار.
ومن عجائب القرآن الكريم أنه أشار إلى هذا الموضوع قبل أربعة عشر قرناً، والعلم توصل إليه بعد مئات السنين، قال تعالى:
{وَآيَةٌ لَهُمُ الأَْرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْناها وَأَخْرَجْنا مِنْها حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ * وَجَعَلْنا فِيها جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ وَفَجَّرْنا فِيها مِنَ الْعُيُونِ * لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلا يَشْكُرُونَ}[1].
وينسب القرآن الكريم التمر والعنب إلى تفاعلات جذور الأشجار التي تنتج نوعين من المواد السكرية والسلولوز.
والنباتات تتغذى بنفسها وتنتج مقادير كثيرة من الاغذية للكائنات الأخرى الموجودة على سطح الأرض.
النباتات تنتج لنا غاز الاوكسجين الذي نستنشقه ـ وبدونه لا نستطيع ان نعيش حتى خمس دقائق ـ لهذا يجب على البشرية ان تشكر الله على هذه النعمة.
فكما وضحنا سابقاً، فإن جميع النباتات، والغابات، والبراعم، وجميع الکائنات التي تنمو، يكون التركيب الاساسي لبنيتها هو الكاربون والماء.
فالحيوانات تطرح الكاربون، والنباتات الاوكسجين، وعلى هذا ا لاساس عندما يتوقف عمل هذين الموجوديْن، في ذلك الحين فإما أن تقوم جميع الحيوانات باستنشاق الاوكسجين، أو أن تقوم جميع النباتات باستنشاق الكاربون، حينها يختل نظام هذين الموجودين، وبسرعة فائقة يتعرض وجودهما إلى الانقراض.
اخيراً اكتشف أن ثاني أوكسيد الكاربون هو من الضروريات في حياة الحيوانات بنسبة ضئيلة، كما أن الاوكسجين هو من ضروريات النباتات.
غاز الهيدروجين مع أننا لا نستنشقه؛ فإنه من ضروريات الحياة، والدليل على ذلك؛ أن الماء لا يتكون دون غاز الهيدروجين ونعلم جيدا ان الماء يشكل الجزء الاكبر لأعظم المواد المكونة للنباتات والكائنات.
ويشير القرآن الكريم إلى هذه الحقيقة بقوله:
{أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَالأَْرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْ ءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ}[2].
يعتبر غاز الاوكسجين، والهيدروجين وثاني أوكسيد الكاربون والكاربون سواء كان عنصراً لوحده أو مركباً مع آخر، من الأركان الاولية لحياة الكائنات، وإن أساس بناء الحياة في الأرض من هذه الغازات.
من بين ملايين الاحتمالات، لايوجد احتمال واحد ان تتجمع هذه الغازات في لحظة واحدة في كوكب ما؛ وأن تكون بنسبة متوازنة و دقيقة تضمن الاستمرار للحياة.
لا يمكن توضيح رمز هذه الطبيعة بشكل علمي، حتى إذا أردنا ان نقول أن كل هذا النظم والترتيب كان صدفة، يكون قد استدللنا عكس منطق الرياضيات الذي يعني4= 2+2، بمعنى آخر؛ أن لكل نظم منظم، ولكل حركة محرك.
فهذه زاوية من الأسرار والمنافع في جزء من أجزاء العالم التي لا تحصى أسراره وهو عنصر الاوكسجين. وعندما نشاهد كل هذا العناية والحب واللطف والحنان من الله سبحانه وتعالى للإنسان وبه نجتاز طريق المعرفة فهلا حصل لنا العشق لذلك الموجود المقدس؟
في الحقيقة ما اسمى كلام الإمام الصادق(ع) حول العارفين وعشقهم حيث قال: «وَالْحُبُّ فَرْعُ الْمَعْرِفَةِ».
الجهاز الهضمي:
2ـ لقد كُتبت إلى الآن مئات بل آلاف الكتب حول الجهاز الهضمي وكيفية عمل هذا الجهاز، ولكنه يكتشف العلماء، كل عام؛ أشياء وأموراً جديدة حول هذا الجهاز وعمله، وكأنما يتعاملون مع وجود جديد لم يعرف من قبل، وهذا الأمر هو متجدد ويجذب الإنسان إليه.
إذا شبهنا الجهاز الهضمي بمختبر كيميائي، والمواد الغذائية التي تدخله؛ بالمواد الأولية للمختبر، حينها نشاهد ان عملية الهضم تتم بصورة كاملة وتحلل جميع المواد الغذائية الواردة إليها، إلا المعدة فإنها تبقى سالمة.
عادة نحن نُدخل أنواع مختلفة من الأغذية على شكل مواد أولية إلى هذا المختبر، ولا نفكر أبداً، كيف يتحرك هذا الجهاز وكيف يعمل إن الجهاز الهضمي يتعامل مع التفاعلات الكيميائية التي تحصل بداخله وفق نظام دقيق. فنحن ندفع بأنواع الأكل كالكباب، واللحم، والملفوف، والبقولات، والسمك المشوي، والخبز والخضار، مع عدة اكواب من الماء إلى المعدة. وفي بعض الاحيان نتناول بعض الادوية والمواد الحياتية. بعد ذلك تقوم المعدة باختيار تلك الأغذية التي تنفع الجسم، ثم تقوم بتجزئتها وعجنها مع المواد الكيميائية التي تفرزها، وبعد ذلك تقوم بطرح فضلات هذه المواد إلى الخارج، وتحول بقية المواد إلى بروتينات لكي تستفيد منها الخلايا الجسمية.
إن الجهاز الهضمي يختار من بين الاغذية، الكبريت، واليود، والحديد، وبقية المواد و العناصر الأخرى التي تفيد البدن، ثم يقوم بتشخيصها وفصلها عن بعضها الآخر، ويركز الجهاز في الحفاظ على الذرات الاصلية والمفيدة للمواد، وأن تُصرف في إنتاج الهرمونات. لکي تكون المواد الأساسية دائماً متوفرة عند الاحتياج إليها.
و تقوم المعدة بخزن الدهون والمواد الضرورية الأخرى، كي لا يتلف البدن من الجوع عند عدم وصول المواد الغذائية إليه،كل هذه الأعمال تقوم بها المعدة دون ان ينتبه أو يفكر الإنسان بها.
نحن نُدخل جميع هذه الأغذية المتنوعة إلى داخل هذا المختبر، بدون ان نراعي منافعها ومضارها واحتياج المعدة لها؛ فكل همّنا فقط؛ ان نشبع غريزة الجوع و الأكل، ولا نعلم شيئاً عن هضمها والتفاعلات التي تحدث داخل المعدة، و لا نعلم أنه بعد وصول الأغذية إلى المعدة، ما تقوم به المعدة من عمليات هضم و امتصاص و ايصال الطاقة إلى الخلايا من أجل التغذية.
يجب ان نعلم بأن عدد الخلايا في الجسم البشري تصل إلى عدّة مليارات خلية، وهذا يعني انه ربما أكثر عدداً من عدد سكان الأرض، فالمواد الغذائية يجب ان تصل إلى الخلايا بشكل منظم ومرتب، وتقوم كل خلية من أعضاء البدن المختلفة كالعظام، والعضلات، والاظافر، والشعر، والعين، والاسنان وغيرها، بجذب المواد الغذائية النافعة لها في نموها وحياتها.
لذا فإن المواد التي تُنتَجُ في هذا المختبر الكيميائي، هي أكثر من المواد التي التي تُنتَجُ في المختبرات الكيميائية التي صنعها الإنسان، فشبكة الارتباطات و الاتصالات وطريقة حمل المواد الغذائية وايصالها إلى الخلايا، تجري علی نحو كامل ومنظم لدرجة، أنّه إلى الآن لم يستطع أي نظام حمل ونقل آخر ان يملك مثله بهذه الدقة.
هذا المختبر العجيب؛ لا يرتكب أي خطأ؛ منذ طفولة الإنسان إلى ان يبلغ عمر الخمسين تقريباً، في الوقت الذي أن المواد الغذائية التي تصل لهذا المختبر، يُنتَجُ منها أكثر من ميلون نوع من المواد المختلفة، التي أغلبها تكون سامة وقاتلة.
عندما تصبح مجاري توزيع وحمل المواد الغذائية في البدن ضعيفة، إثر طول مدة الاستعمال، فإن قدرة وطاقة الجسم تهبط تدريجياً ويدخل الإنسان سن الضعف والكهولة.
تقوم كل خلية بحرق المواد الغذائية التي تم امتصاصها بواسطة الاحتراق الداخلي، الذي يوفّر الحرارة اللازمة للبدن، لكن كلنا نعلم بأن الاشتعال لا يتم إلا بواسطة الاحتكاك، فأولاً يجب علينا ان نشعل النار حتى تتم عملية الاحتراق، لذا فإن طبيعة جسم الإنسان عن طريق بعض التركيبات الكيميائية للمواد الغذائية؛ ينتج عملية الاحترق وبواسطتها يقوم بحرق المواد الغذائية في الخلايا ويقوم بتجزئة و تحليل الاوكسجين والهيدروجين وثاني أوكسيد الكاربون عن بعض، وبهذه الطريقة يتم تأمين حرارة البدن وكما نرى في النار العادية، فإنه يتم فصل بخار الماء وثاني أوكسيد الكاربون.
و حامض الکربونيک يقوم بحمل الدم إلى الرئتين، وعلى إثر ذلک؛ تتم عملية التنفس الذي هو أساس الحياة. فجسم الإنسان يُنتج كيلو واحد من ثاني أوكسيد الكاربون ويقوم بدفعه بطريقة عجيبة.
عندما يتعرض جسم الإنسان للهجموم من ميكروب الامراض، يقوم هذا المختبر العجيب بمواجهته بجيشه المجهز والمُعد بالسلاح، بالدفاع عنه، وينقذ الإنسان من الموت وخطر الامراض.
كل هذه القضايا تتم بنظم وترتيب خاص، وكما نشاهد؛ فإن هذا النظم والترتيب يخالف الصدفة والحدث[3].
وهنا يقول قائد الاحرار الإمام الحسين(ع) في دعاء عرفة:
«عَمِيَتْ عَيْنٌ لا تَراكَ».
على كل حال، فهذا سرّ صغير ومخفي من أسرار وعجائب الخلق، ليثبت الاهتمام بهذه الحقيقة والحقائق الأخرى التي هي الاعمدة والأسس التي تقوم عليها حياة الإنسان، واستقرارها في طريق التوحيد لله سبحانه وتعالى. الذي لا يخلو قلب منتبه من عشقه. فكيف يظل قلب الإنسان فارغ من عشق الله بعد ان وصل إلى كل هذه الحقائق والخيرات الذي أنعمها الله عليه؟
نعم، ان معرفة العارفين وعلى رأسهم الأنبياء والأئمة(ع) قد بدّلت جميع وجودهم تجاه حضرته؛ إلى عشقه، وحرارة هذا العشق؛ أدّت بهم إلى العبادة بصورة كاملة وتحمل أنوع العذاب والمصائب من أجل الله سبحانه وتعالى.
كل من يطلب منه الرزق، فمكانه يصبح قبلة للذرات.
والعشق الذي مكانه في سوق الأصنام، يكون كمجموعة تلو مجموعة في الطلب.
حرارة العشاق في «خرابات» العشق، ونار العشق يحرق القلوب.
والعشق ليس هو وسواس أو نزوة، والعشق ليس بجوهر أو عرض.
قيل لمجنون أن هناك صنم في دمشق، ومن الذي غرق في بحر العشق.
ماذا يعني العشق وما هي مرتبة العشق؟، ومن هما العاشق والمعشوق في هذا الحجاب؟
لا يوجد في هذا الحجاب عشق لآخر، أوله وآخره عشق فقط.
فالعاشق والمعشوق من مصدر واحد، وهما مرآة للآخر.
العشق المجازي للحقيقة معبر، وجمال الوجه هو من الانجذاب الروحي.
المعرفة حقيقة ذُكرت في القرآن الكريم والروايات الإسلامية، تحت عنوان العلم، والفقه، والعرفان، والبصيرة. القوانين الإلهية تقيّم كل شخص في الدنيا والآخرة على أساس معرفته للحقائق.
فقد روى عن الإمام الحسين(ع) قوله:
«سَمِعتُ جَدّى رَسول اللّه يقولُ: المَعْرُوفُ بِقَدرِ المَعْرِفَةِ»[4].
وجاء في القرآن الكريم، بأن درجات العلماء افضل من الآخرين وأهمية كل علم يعتمد على موضوعه؛ وما أسمى واحسن علم التوحيد؟ والذين حصلوا على المعرفة في هذا الوادي، هم العشاق الحقيقيين. وفي ظل أشعة هذا العشق؛ فقد وصلوا إلى اعلى مقام من الإنسانية، وكان وجودهم للعالم والناس منبع خير وبركة.
[1]- يس 36: 33-35.
[2]- الأنبياء 21: 30.
[3]- اسرار خلق الإنسان: 142-148.
[4]- بحار الأنوار: 44/196، باب 26؛ مكارم أخلاقه.