فارسی
شنبه 10 شهريور 1403 - السبت 24 صفر 1446
قرآن کریم مفاتیح الجنان نهج البلاغه صحیفه سجادیه

عقل: كليد گنج سعادت، ص: 172

[و يشبهون ذلك علی الجاهلين. اعلم أن الدنيا تطلق علی معان الاول حياة الدنيا و هی ليست بمذمومة علی الاطلاق، و ليست مما يجب بغضه و تركه، بل المذموم منها أن يحب البقاء فی الدنيا للمعاصی و الامور الباطلة، أو يطول الامل فيها و يعتمد عليها، فبذلك يسوف التوبة و الطاعات، و ينسی الموت، و يبادر بالمعاصی و الملاهی، اعتمادا علی أنه يتوب فی آخر عمره عند مشيبه، و لذلك يجمع الاموال الكثيرة، و يبنی الابنية الرفيعة، و يكره الموت لتعلقه بالاموال، و حبه للازواج و الاولاد، و يكره الجهاد و القتل فی سبيل اللّه، لحبه للبقاء، أو يترك الصوم و قيام الليل و أمثال ذلك لئلا يصير سببا لنقص عمره. و الحاصل أن من يحب العيش و البقاء و العمر للاغراض الباطلة، فهو مذموم و من يحبه للطاعات و كسب الكمالات و تحصيل السعادات فهو ممدوح، و هو عين الاخرة فلذا طلب الانبياء و الاوصياء عليهم السلام طول العمر و البقاء فی الدنيا، و قد قال سيد الساجدين:

عمرنی ما كان عمری بذلة فی طاعتك فإذا كان عمری مرتعا للشيطان فاقبضنی إليك. ولو لم يكن الكون فی الدنيا صلاحا للعباد، لتحصيل الذخاير للمعاد، لما أسكن اللّه الارواح المقدسة فی تلك الابدان الكثيفة، و سيأتی خطبة أمير المؤمنين عليه السلام فی ذلك، و سنتكلم عليها إنشاء اللّه تعالی. الثانی: الدينار و الدرهم و أموال الدنيا و أمتهتها، و هذه ايضا ليست مذمومة بأسرها بل المذموم منها ما كان من حرام أو شبهة أو وسيلة إليها و ما يلهی عن ذكر اللّه و يمنع عبادة اللّه، أو يحبها حبا لا يبذلها فی الحقوق الواجبة و المستحبة، و فی سبل طاعة اللّه كما مدح اللّه تعالی جماعة حيث قال «رجال لا تلهيهم تجارة و لا بيع عن ذكر اللّه و إقام الصلوة و إيتاء الزكوة» (النور، 37). و بالجملة المذموم من ذلك الحرص عليها و حبها، و شغل القلب بها، و البخل بها فی طاعة اللّه و جعلها وسيلة لما يبعد عن اللّه، و أما تحصيلها لصرفها فی مرضاة اللّه و تحصيل الاخرة بها فهی من افضل العبادات و موجبة لتحصيل السعادات. و قد روی فی الصحيح عن ابن ابی يعفور قال: قلت لابی عبد اللّه عليه السلام: إنا لنحب الدنيا فقال لی: تصنع بها ماذا؟ قلت: أتزوج منها و أحج و أنفق علی عيالی، و أنيل إخوانی و اتصدق، قال لی: ليس هذا من الدنيا، هذا من الاخرة. و قد روی نعم المال الصالح للعبد الصالح و نعم العون الدنيا علی الاخرة و سيأتی بعض الاخبار فی ذلك فی أبواب المكاسب إنشاء اللّه تعالی. الثالث: التمتع بملاذ الدنيا من المأكولات و المشروبات و الملبوسات و المنكوحات و المركوبات و المساكن الواسعة و أشباه ذلك، و قد وردت أخبار كثيرة فی استحباب التلذذ بكثير من ذلك، ما لم يكن مشتملا علی حرام أو شبهة أو إسراف و تبذير و فی ذم تركها و الرهبانية، و قد قال تعالی: «قل من حرم زينة اللّه التی أخرج لعباده و الطيبات من الرزق» (الاعراف، 32). فإذا عرفت ذلك فاعلم أن الذی يظهر من مجموع الايات و الاخبار علی ما نفهمه أن الدنيا المذمومة]




پر بازدید ترین مطالب سال
پر بازدید ترین مطالب ماه
پر بازدید ترین مطالب روز



گزارش خطا  

^