فارسی
شنبه 10 شهريور 1403 - السبت 24 صفر 1446
قرآن کریم مفاتیح الجنان نهج البلاغه صحیفه سجادیه

عقل: كليد گنج سعادت، ص: 173

[مركبة من مجموع أمور يمنع الانسان من طاعة اللّه و حبه، و تحصيل الاخرة، فالدنيا و الاخرة ضرتان متقابلتان، فكلما يوجب رضی اللّه سبحانه و قربه فهو من الاخرة، و إن كان بحسب الظاهر من أعمال الدنيا كالتجارات و الصناعات و الزراعات التی يكون المقصود منها تحصيل المعيشة للعيال، لامره تعالی به و صرفها فی وجوه البر، و إعانة المحتاجين و الصدقات، و صون الوجه عن السؤال و أمثال ذلك، فان هذه كلها من أعمال الاخرة، و إن كان عامة الخلق يعدونها من الدنيا.

و الرياضات المبتدعة، و الاعمال الريايئة، و إن كان مع الترهب و أنواع المشقة فانها من الدنيا لانها مما يبعد عن اللّه و لا يوجب القرب إليه، كأعمال الكفار و المخالفين، فرب مترهب متقشف يعتزل الناس و يعبد اللّه ليلا و نهارا، و هو أحب الناس للدنيا، و إنما يفعل ذلك ليخدع الناس و يشتهر بالزهد و الورع و ليس فی قلبه إلا جلب قلوب الناس، و يحب المال و الجاه و العزة، و جميع الامور الباطلة أكثر من ساير الخلق، و جعل ترك الدنيا ظاهرا مصيدة لتحصيلها، و رب تاجر طالب للاجر لا يعده الناس شيئا و هو من الطالبين للاخرة لصحة نيته و عدم حبه للدنيا. و جملة القول فی ذلك أن المعيار فی العلم بحسن الاشياء و قبحها و ما يجب فعلها و تركها الشريعة المقدسة، و ما صدر فی ذلك عن اهل بيت العصمة صلوات اللّه عليهم، فما علم من الايات و الاخبار أن اللّه سبحانه أمر به و طلبه من عباده، سواء كان صلاة أو صوما أو حجا أو تجارة أو زراعة أو صناعة أو معاشرة للخلق أو عزلة أو غيرها و عملها بشرائطها و آدابها بنية خالصة فهی من الاخرة و ما لم يكن كذلك فهو من الدنيا المذمومة المبعدة عن اللّه و عن الاخرة. و هی علی انواع فمنها ما هو حرام، و هو ما يستحق به العقاب، سواء كان عبادة مبتدعة أو رياء و سمعة أو معاشرة الظلمة أو ارتكاب المناصب المحرمة أو تحصيل الاموال من الحرام أو للحرام و غير ذلك مما يستحق به العقاب. و منها ما هو مكروه كارتكاب الافعال و الاعمال و المكاسب المكروهة و كتحصيل الزوائد من الاموال و المساكن و المراكب و غيرها مما لم يكن وسيلة لتحصيل الاخرة، و تمنع من تحصيل السعادات الاخروية.

و منها ما هو مباح كارتكاب الاعمال التی لم يأمر الشارع بها، و لم ينه عنها إذ لم تصر مانعة عن تحصيل الاخرة، و إن كانت نادرة، و يمكن إيقاع كثير من المباحات علی وجه تصير عبادة كالاكل و النوم للقوة علی العبادة، و أمثال ذلك و ربما كان ترك المباحات بظن أنها عبادة بدعة موجبة لدخول النار، كما يصنعه كثير من أرباب البدع.]

[ (6). نهج البلاغه، حكمت 64: «اهل الدنيا كركب يسار بهم و هم نيام». نهج البلاغه، خطبة 28: «ألا و إنی لم أر كالجنة نام طالبها و لا كالنار نام هاربها». تفسير الميزان، ج 13، ص 258: «عن علی عليه السلام: الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا». قرآن كريم نيز در سوره مومنون آيات ]




پر بازدید ترین مطالب سال
پر بازدید ترین مطالب ماه
پر بازدید ترین مطالب روز



گزارش خطا  

^