عقل: كليد گنج سعادت، ص: 347

[فقال: أدع أباك، فجاء أبی إليه مسرعا، فقال: يا أبا ذر أتی اليوم فی الاسلام أمر عظيم! مزق كتاب اللّه، و وضع فيه الحديد. و حق علی اللّه أن يسلط الحديد علی من مزق كتابه بالحديد، قال: فقال له أبو ذر: سمعت رسول اللّه صلی اللّه عليه و آله يقول:

إن أهل الجبرية من بعد موسی عليه السلام قاتلوا أهل النبوة، فظهروا عليهم فقتلوهم زمانا طويلا، ثم إن اللّه بعث فتية فهاجروا، إلی غير آبائهم. فقاتلهم، فقتلوهم، و أنت بمنزلتهم، ياعلی، فقال علی عليه السلام: قتلتنی يا أبا ذر فقال أبی ذر: أما و اللّه لقد علمت أنه سيبدأ بك. حمدويه و إبراهيم ابنا نصير قالا: حدثنا أيوب بن نوح، عن صفوان بن يحيی، عن عاصم بن حميد الحنفی، عن فضيل الرسان، قال: حدثنی أبو عبد اللّه، عن أبی سخيلة، قال: حججت أنا و سلمان بن ربيعة، قال: فمررنا بالربزة، قال:

فأتين أبا ذر، فسلمنا عليه، فقال لنا: إن كانت بعدی فتنة، و هی كائنة، فعليكم بكتاب اللّه، و الشيخ علی بن أبی طالب عليه السلام، فإنی سمعت رسول اللّه صلی اللّه عليه و آله و هو يقول: علی أول من آمن بی، و صدقنی، و هو أول من يصافحنی يوم القيامة، و هو الصديق الأكبر، و هو الفاروق بعدی، يفرق بين الحق و الباطل و هو يعسوب المؤمنين، و المال يعسوب الظلمة. و بهذا الإسناد عن فضيل الرسان، قال: حدثنی أبو عمرو، عن حذيفة بن أسيد، قال: سمعت أبا ذر يقول و هو متعلق بحلقة باب الكعبة أنا جندب بن جنادة لمن عرفنی، و أنا أبو ذر، لمن لم يعرفنی، إنی سمعت رسول اللّه صلی اللّه عليه و آله يقول: من قاتلنی فی الأولی و فی الثانية، فهو فی الثالثة من شيعة الدجال، إنما مثل أهل بيتی فی هذه الأمة مثل سفينة نوح فی لجة البحر، من ركبها نجا، و من تخلف عنها غرق الأهل بلغت؟

جعفر بن معروف، قال: حدثنی الحسن بن علی بن النعمان، قال حدثنی أبی، عن علی بن أبی حمزة، عن أبی بصير، قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام، يقول: أرسل عثمان إلی أبی ذر موليين له، و معهما مائنا دينار، فقال لهما: إنطلقا إلی أبی ذر فقولا له: إن عثمان يقرئك السلام، و يقول لك هذه مائتا دينار، فاستعن بها علی ما نابك، فقال أبو ذر: هل أعطی أحدا من المسلمين مثل ما أعطانی؟ قالا لا قال: فانما أنا رجل من المسلمين، فيسعنی ما يسع المسلمين، قالا له: إنه يقول: هذا من صلب مالی،]