عقل: كليد گنج سعادت، ص: 348

[و باللّه الذی لا إله إلا هو، ما خالطها حرام، و لا بعث بها إليك إلا من حلال، فقال: لا حاجة لی فيها، و قد أصبحت يومی هذا و أنا من أغنی الناس، فقالا له: عافاك اللّه و أصلحك، ما نری بيتك قليلا و لا كثيرا مما تستمتع به، فقال: بلی، تحت هذا الاكاف الذی ترون رغيفا شعير، قد أتی عليهما أيام، فما أصنع بهذه الدنانير، لا و اللّه حتی يعلم اللّه أنی لا أقدر علی قليل و لا كثير، و قد أصبحت غنيا بولاية علی بن أبی طالب عليه السلام، و عترتة الهادين المهديين، الراضين المرضيين، الذين يهدون بالحق و به يعدولون، و كذلك سمعت رسول اللّه صلی اللّه عليه و آله يقول: فإنه لقبيح بالشيخ، أن يكون كذابا، فرداها عليه، و أعلماه أنه (يقول) لا: حاجة لی فيها و لا فيما عنده، حتی ألقی اللّه ربی، فيكون هو الحاكم فيما بينی و بينه. حدثنی علی بن محمد القتيبی، قال: حدثنا الفضل بن شاذان، قال حدثنی أبی، عن علی بن الحكم، عن موسی بن بكير، قال: قال أبو الحسن عليه السلام: قال أبو ذر من جزی اللّه عنه الدنيا خيرا فجزاه اللّه عنی مذمة بعد رغيفی شعير أتغدی بأحدهما، و أتعشی بالآخر، و بعد شملتی صوف أتزر بأحداهما و أرتدی بالأخری، قال: و قال: إن أبا ذر بكی من خشية اللّه حتی اشتكی عينيه، فخافوا عليهما، فقيل له: يا أبا ذر لو دعوت اللّه فی عينيك، فقال:

إنی عنهما لمشغول، و ما عنانی أكبر، فقيل له: و ما شغلك عنهما؟ قال: العظيمتان، الجنة و النار، قال: و قيل له عند الموت يا أبا ذر مالك؟ قال: عملی، قالوا: إن نسألك عن الذهب و الفضة؟ قال: ما أصبح فلا أمسی، و ما أمسی فلا أصبح، لنا كندوج ندع فيه خير متاعنا، سمعت حبيبی رسول اللّه صلی اللّه عليه و آله يقول: كندوج المرء قبره.

محمد بن مسعود، و محمد بن الحسن البراثی، قالا: حدثنا إبراهيم بن محمد ابن فارس قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبی الخطاب، عن محمد بن سنان، عن الحسين بن المختار، عن زيد الشحام، قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام، يقول: طلب أبو ذر رسول اللّه صلی اللّه عليه و آله، فقيل إنه فی حائط (كذا و كذا) فتوجه فی طلبه، فوجده نائما، فأعظمه أن ينبهه، فأراد أن يستبری ء نومه من يقظته، فتناول عسيبا يابسا، فكسره ليسمعه صوته فسمعه رسول اللّه صلی اللّه عليه و آله، فرفع رأسه، فقال: يا أبا ذر]