عقل: محرم راز ملكوت، ص: 373

[و قيل ألف دينار، و قيل طستا من ذهب، و قيل: حكمها و قال لها: إنی امولك و اخلطك بنسائی علی أن تقذفی موسی بنفسك غدا إذا حضر بنو إسرائيل، فلما أن كان الغد جمع قارون بنی إسرائيل، ثم أتی موسی، فقال له: إن بنی إسرائيل قد اجتمعوا ينتظرون خروجك لتأمرهم و تنهاهم و تبين لهم أعلام دينهم و أحكام شريعتهم، فخرج إليهم موسی و هم فی براح من الارض، فقام فيهم خطيبا و وعظهم فيما قال: يا بنی إسرائيل من سرق قطعنا يده، و من افتری جلدناه ثمانين، و من زنا و ليست له امراة جلدناه مائة، و من زنا و له امرأة رجمناه حتی يموت، فقال له قارون: و إن كنت أنت؟

قال: و إن كنت أنا، قال قارون: فإن بنی إسرائيل يزعمون أنك فجرت بفلانة، قال:

أنا؟! قال: نعم، قال: ادعوها، فإن قالت فهو كما قالت، فلما أن جاءت قال لها موسی:

يا فلانة إنما أنا فعلت لك ما يقول هؤلاء؟ و عظم عليها، و سألها بالذی فلق البحر لبنی إسرائيل و أنزل التوراة علی موسی إلا صدقت، فلما ناشدها تدراكها اللّه بالتوفيق و قالت فی نفسها: لئن احدث اليوم توبة أفضل من أن اوذی رسول اللّه، فقالت: لا، كذبوا، و لكن جعل لی قارون جعلا علی أن أقذفك بنفسی، فلما تكلمت بهذا الكلام سقط فی يده قارون و نكس رأسه و سكت الملا و عرف أنه وقع فی مهلكة، و خر موسی ساجدا يبكی و يقول: يا رب إن عدوك قد آذانی و أراد فضيحتی و شينی، اللهم فإن كنت رسولك فاغضب لی و سلطنی عليه، فأوحی اللّه سبحانه أن ارفع رأسك و مر الارض بما شئت تطعك، فقال موسی: يا بنی إسرائيل إن اللّه تعالی قد بعثنی إلی قارون كما بعثنی إلی فرعون، فمن كان معه فليثبت مكانه، و من كان معی فليعتزل، فاعتزلوا قارون و لم يبق معه إلا رجلان، ثم قال موسی عليه السلام: يا أرض خذيهم، فأخذتهم إلی كعابهم، ثم قال: يا أرض خذيهم فأخذتهم إلی ركبهم، ثم قال: يا أرض خذيهم فأخذتهم إلی حقوهم، ثم قال: يا أرض خذيهم فأخذتهم إلی أعناقهم، و قارون و أصحابه فی كل ذلك يتضرعون إلی موسی عليه السلام و يناشده قارون اللّه و الرحم، حتی روی فی بعض الاخبار أنه ناشده سبعين مرة، و موسی فی جميع ذلك لا يلتفت إليه لشدة غضبه، ثم قال: يا أرض خذيهم، فانطبقت عليهم الارض، فأوحی اللّه سبحانه إلی موسی: يا موسی ما أفظك! استغاثوا بك سبعين مرة فلم ترحمهم و لم ]