عربي
Saturday 27th of April 2024
0
نفر 0

المرجعية البديلة والمواجهة

المرجعية البديلة والمواجهة

اجتهد البعض في مورد النصوص الشرعية ( مع انه لا اجتهاد في مورد النص ) وقادهم هذا الاجتهاد الى نتيجة أن المرجعية الشرعية التي عينتها وحددتها العقيدة الالهية ليست في مصلحة الاسلام ولا في مصلحة المسلمين ، لاعتقادهم ان النصوص المتعلقة بتحديد وتعيين المرجعية الالهية هي من التحليل العقلي للنبي وليست اوامر الهية .
وان النبي عندما وضع مرتكزات هذا التحليل كان لا يعرف توجهات الرأي العام الاسلامي ، وانه يرفض رفضا قاطعا ان يجمع لبني هاشم النبوة والخلافة ، وعز على هذا البعض ان يواجهوا النبي صراحة بما في نفوسهم .
وتلاحقت الاحداث سريعا ، ووضعت المرجعية البديلة على عجل ، وتصور الذين وضعوها انهم يحسنون صنعاً ، ويخدمون الاسلام والنبي بفعلتهم هذه .
وتصوروا انهم وحدهم الذين اناطت بهم العناية الالهية امر التخطيط لبناء مستقبل الاسلام ، لانه برأيهم لا يوجد في صفوف المسلمين من هو اكثر اهلية منهم للقيام بهذا العمل الخطير ، فحزموا امرهم وشرعوا بترجمة ما بيتوه .

الشروع بوضع معالم المرجعية البديلة

النبي على فراش الموت ، وجبريل الامين لا ينقطع عن زيارته ، واكثر ما كان يأتيه جبريل في مرضه ، النبي على علم بمستقبل هذه الامة ، وقد ادى النبي دوره كاملاً وبلغ رسالات ربه ، وبين لهم كل شيء على الاطلاق ، وهو على علم تام بما يجري حوله ، ومدرك انه السكون الذي يسبق الانفجار فينسف الشرعية السياسية والمرجعية ، وبنسف الشرعية السياسية والمرجعية يتجرد الاسلام من سلاحه الجبار ويتعطل المولد الاساسي للدعوة والدولة .
ولكن مثل النبي لا ينحني امام العاصفة ، ولا يقعده شيء عن متابعة احساسه العميق بالرأفة والرحمة لهذه الامة ، وبالرغم من كمال الدين وتمام النعمة الالهية والبيان الالهي الشامل لكل شيء تحتاجه الامة بما فيه كيف يتبول وكيف يتغوط افرادها .
الا انه اراد ان يلخص الموقف لامته حتى تهتدي وحتى لا تضل ، وحتى تخرج بسلام من المفاجآت التي تتربص بها وتنتظر موت النبي لتفتح اشداقها فتعكر صفو الاسلام وتعيق حركته وتغير مساره .

المواجهة الصاخبة

النبي على فراش المرض ، وبيته المبارك يغص بأكابر الصحابة ، وقد اصر النبي على تلخيص الموقف والتذكير بالخط المستقبلي لمسيرة الاسلام فقال النبي ( قربوا اكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده ابداً ) ما هو الخطأ بهذا العرض النبوي ؟
من يرفض التأمين ضد الضلالة ؟ ولماذا ؟ ولمصلحة من ؟ ثم ان من حق اي مسلم ان يوصي ، ومن حق اي مسلم ان يقول ما يشاء قبل موته ، والذين يسمعون قوله احرار في ما بعد باعمال هذا القول او ابطاله ، هذا اذا افترضنا ان محمداً مجرد مسلم عادي وليس نبياً وقائداً للامة .
فتصدى الفاروق عمر بن الخطاب ووجه كلامه للحضور وقال:
( ان النبي قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله )
فاختلف اهل البيت فاختصموا ، منهم من يقول قربوا يكتب لكم رسول الله كتاباً لا تضلوا بعده ابداً ، ومنهم من يقول ما قال عمر . فلما اكثروا اللغو والاختلاف عند النبي قال لهم رسول الله ( قوموا عني ) (1)
وفي رواية ثانية ان الرسول عندما قال :
( ائتوني بكتاب اكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده ابدا ) تنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع ، فقالوا ( هجر رسول الله ) قال النبي ( دعوني فالذي انا فيه خير مما تدعوني اليه ) (2) .
وفي رواية ثالثة قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم :
( ائتوني بالكتف والدواة او اللوح والدواة اكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده ابداً )
فقالوا ( ان رسول الله يهجر ) (3) .
وفي رواية رابعة للبخاري : ان النبي قال ( ائتوني بكتاب اكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده )
قال عمر بن الخطاب ( ان النبي غلبه الوجع وعندنا كتاب الله حسبنا ، فاختلفوا واكثروا اللغط )
قال النبي ( قوموا عني ولا ينبغي عندي التنازع ) (4) .
رواية بلفظ خامس للبخاري : قال النبي ( ائتوني اكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده ابداً )
فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع ، فقالوا ( ماشأنه اهجر ؟ استفهموه فذهبوا يرددون عليه ) فقال ( دعوني فالذي انا فيه خير مما تدعوني اليه ) (5) .
رواية بلفظ سادس للبخاري : قال النبي ( ائتوني بكتف اكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده ابداً )
فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع فقالوا ( ما له أهجر استفهموه ) فقال النبي ( ذروني فالذي انا فيه خير مما تدعوني اليه ) (6) .
رواية بلفظ سابع للبخاري قال النبي ( هلم اكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده )
قال عمر ( ان النبي غلبه الوجع وعندكم القرآن فحسبنا كتاب الله )
واختلف اهل البيت واختصموا فمنهم من يقول ( قربوا يكتب لكم رسول الله كتاباً لن تضلوا بعده ) ومنهم من يقول ما قال عمر ، فلما اكثروا اللغط والاختلاف عند النبي قال ( قوموا عني ) (7) .
وفي رواية ان عمر بن الخطاب قال ( ان النبي يهجر ... ) (8)
وقد اعترف الفاروق انه صد النبي عن كتابة الكتاب حتى لا يجعل الامر لعلي (9) .
المصادر :

1- صحيح بخاري كتاب المرضى باب قول المريض : قوموا عني ج 7 ص 9 وراجع صحيح مسلم في آخر كتاب الوصية ج 5 ص 75 وصحيح مسلم بشرح النووي ج 11 ص 95 ومسند الامام احمد ج 4 ص 356 ح 2992 وشرح النهج لابن ابي الحديد ج 6 ص 51
2- راجع صحيح بخاري ج 4 ص 31 وصحيح مسلم ج 3 ص 16 ومسند الامام احمد ج 1 ص 222 وج 3 ص 286 .
3- راجع صحيح مسلم ج 2 ص 16 وج 11 ص 94 ـ 95 بشرح النووي ومسند الامام احمد ج 1 ص 355 وتاريخ الطبري ج 2 ص 193 والكامل لابن الاثير ص 320 .
4- راجع صحيح بخاري ج 1 ص 37 .
5- راجع صحيح بخاري ج 5 ص 137 وتاريخ الطبري ج 3 ص 192 ـ 193 .
6- صحيح بخاري ج 2 ص 132 وج 4 ص 65 ـ 66 .
7- صحيح بخاري ج 8 ص 161 .
8- راجع تذكرة الخواص للسبط الجوزي الحنفي ص 62 وسر العالمين وكشف ما في الدارين لابي حامد الغزالي ص 21 .
9- راجع شرح نهج البلاغة لعلامة المعتزلة ابن ابي الحديد ج 3 ص 113 سطر 27 طبعة اولى مصر واوفست بيروت وج 12 ص 79 سطر 3 بتحقيق محمد ابي الفضل وج 3 ص 803 دار مكتبة الحياة وج 3 ص 167 دار الفكر .

 


source : راسخون
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

المهدي المنتظر في القرآن الكريم
خصائص القائد الإسلامي في القرآن الكريم
الولاء لأهل البيت عليهم السلام
الظلم ممارسةً وتَحَمُّلاً ودولةً لها أركان
القضية الفلسطينية في كلمات الإمام الخميني ( قدس ...
لا توفيق مع الغشّ
تحرير المدينة المنورة والحجاز
من شهد واقعة الطف
آداب المعلّم والمتعلّم في درسهما
الألفاظ الدخيلة والمولَّدة

 
user comment