الايضاح الامر بين الامرين بالتمثيل :
الايضاح الامر بين الامرين بالتمثيل :
اذا اشـرقت الشمس على موجود صيقلي كالمرآة وانعكس النور منها على الجدار, فنور الجدار ليس مـن الـمرآة بالاصالة وبالذات , ولا من الشمس بلا واسطة , اذ ربما تشرق الشمس والجدار مظلم , بل هـو مـن الـمـرآة والـشـمـس مـعا, فالشمس مستقلة بالافاضة منورة بالذات دون الاخرى , والنور الـمـفـاض مـن الـشـمس غير محدود وانما يتحدد بالمرآة , فالحد للمرآة اولا وبالذات , وللنور ثانيا وبالعرض .
قد نقل عن رسول اللّه (ص ) ((من عرف نفسه فقد عرف ربه ))ولعل الامعان في قوى النفس ظاهرية كـانت او باطنية يبين لنامكانة افعال العباد الى الباري تعالى , لان قوى النفس قائمة بها,فاذا قامت الـقـوى بـالـفعل والادراك يصح نسبتهما الى القوى كمايصح نسبتهما الى النفس فاذا راى بالبصر وسمع بالسمع ,فالافعال كلها فعل للنفس بالذات وللقوى بالتبع فلا يصح سلبهاعن النفس , لكونها بالبصر تبصر وبالسمع تسمع , ولا سلبها عن القوى لكونها قائمة بها ومظاهر لها.
ان اخـتـيارية الفعل , بمسبوقيتها بالارادة الحاصلة في ضمن مقدمات غير انا ننقل الكلام الى نفس الارادة فـهـل اخـتياريتهابارادة ثانية فثالثة ولا ينتهي الى حد فلازمه التسلسل , او ينتهي الى ارادة غير مسبوقة بارادة اخرى وهو اما ارادة الواجب تعالى ,او ارادة نفس الانسان الحاصلة بلا سبق ارادة , فـيـصـبـح الانـسان مجبورا في فعله لان المفروض ان الارادت التي انتهت اليهاسائر الارادات غير مسبوقة بارادة اخرى ؟.
وقـد اجـاب عـنـه السيد المحقق الداماد ونقله صدر المتالهين في الاسفار وهذا لفظه : اذا انساقت الـعـلل والاسباب المترتبة المتادية بالانسان الى ان يتصور فعلا ويعتقد فيه خيرا ما, انبعث له تشوق الـيـه لا مـحالة , فاذا تاكد هيجان الشوق واستتم نصاب اجماعه , تم قوام الارادة المستوجبة اهتزاز العضلات والاعضاالادوية , فان تلك الهيئة الارادية حالة شوقية اجمالية للنفس ,بحيث اذا ما قيست الـى الـفـعـل نـفـسه , وكان هو الملتفت اليه بالذات , كانت هي شوقا اليه وارادة له , واذا قيست الى ارادة الـفعل وكان الملتفت اليه هي نفسها لا نفس الفعل , كانت هي شوقا وارادة بالنسبة الى الارادة من غير شوق آخر وارادة اخرى جديدة , وكذلك الامر في ارادة الارادة , وارادة ارادة الارادة الى سائر الـمـراتـب التي في استطاعة العقل ان يلتفت اليها بالذات ,ويلاحظها على التفصيل , فكل من تلك الارادات المفصلة يكون بالارادة وهي باسرها مضمنة في تلك الحالة الشوقية الارادية والترتب بينها بـالـتـقـدم والتاخر عند التفصيل ليس يصادم اتحادها في تلك الحالة الاجمالية بهيئتها الوحدانية , فـان ذلـك انما يمتنع في الكمية الاتصالية والهوية الامتدادية لاغير,فلذلك بان ان المسافة الاينية تـسـتـحيل ان تنحل الى متقدمات ومتاخرات بالذات هي اجزا تلك المسافة وابعاضها, بل انمايصح تحليلها الى اجزائها وابعاضها المتقدمة والمتاخرة بالمكان )) ((46)) .
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی: