عربي
Sunday 12th of May 2024
0
نفر 0

المُناظرة السادسة والعشرون /مناظرة أميرالمؤمنين عليه السلام مع أبي بكر في شأن فدك

فاطمة الزهراء عليها السلام وفدك

المُناظرة السادسة والعشرون 

مناظرة أميرالمؤمنين عليه السلام مع أبي بكر في شأن فدك
عن حمّاد بن عثمان ، عن أبي عبد
الله عليه السلام قال: لما بويع أبو بكر واستقام له الاَمر على جميع المهاجرين والاَنصار بعث إلى فدك (1) من أخرج وكيل فاطمة عليها السلام بنت رسول الله صلى الله عليه وآله منها .
فجاءت فاطمة الزهراء عليها السلام إلى أبي بكر ثمّ قالت : لِمَ تمنعني ميراثي من أبي رسول
الله صلى الله عليه وآله ، وأخرجت وكيلي من فدك ، وقد جعلها لي رسول الله صلى الله عليه وآله بأمر الله تعالى؟
فقال : هاتي على ذلك بشهود ، فجاءت بأمّ أيمن (2) ، فقالت له أمّ أيمن : لا أشهد يا أبا بكر حتى احتج عليك بما قال رسول
الله صلى الله عليه وآله ، أنشدك بالله ألست تعلم أن ّ رسول الله صلى الله عليه وآله قال : « أم أيمن امرأة من أهل الجنة » (3).
فقال : بلى .
قالت : « فاشهد : أنّ
الله عزّ وجلّ أوحى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله : ( فآت ذا القربى حقّه ) (4) فجعل فدكاً لها طعمة بأمر الله (5).
فجاء علي عليه السلام فشهد بمثل ذلك ، فكتب لها كتاباً ودفعه إليها ، فدخل عمر فقال : ما هذا الكتاب ؟ فقال : إنّ فاطمة عليها السلام ادعت في فدك ، وشهدت لها أم أيمن وعلي عليه السلام ، فكتبته لها ، فأخذ عمر الكتاب من فاطمة فتفل فيه ومزّقه (6) ، فخرجت فاطمة عليها السلام تبكي .
فلما كان بعد ذلك جاء علي عليه السلام إلى أبي بكر وهو في المسجد وحوله المهاجرون والاَنصار فقال : يا أبا بكر لِمَ منعت فاطمة ميراثها من رسول
الله صلى الله عليه وآله ؟ وقد ملكته في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله .
فقال أبو بكر : هذا فيء للمسلمين ، فإن أقامت شهوداً أنَّ رسول
الله صلى الله عليه وآله جعله لها وإلا فلا حقّ لها فيه .
فقال أمير المؤمنين عليه السلام : يا أبا بكر تحكم فينا بخلاف حكم
الله في المسلمين .
قال : لا .
قال : فإن كان في يد المسلمين شيء يملكونه، ثم ادعيت أنا فيه من تسأل البينة ؟
قال : إياك أسأل البينة .
قال : فما بال فاطمة سألتها البينة على ما في يديها ؟ وقد ملكته في حياة رسول
الله صلى الله عليه وآله وبعده ، ولم تسأل المسلمين بينة على ما ادعوها شهوداً ، كما سألتني على ما ادعيت عليهم ؟
فسكت أبو بكر فقال عمر : يا علي دعنا من كلامك ، فإنا لا نقوى على حجتك ، فإن أتيت بشهود عدول ، وإلا فهو فيء للمسلمين ، لا حق لك ولا لفاطمة عليهما السلام فيه .
فقال أمير المؤمنين عليه السلام : يا أبا بكر تقرأ كتاب
الله ؟
قال: نعم.
قال: أخبرني عن قول
الله عزّ وجلّ : ( إنّما يُريدُ اللهُ ليذهبَ عَنكُمْ الرِجسَ أهلَ البيت ويُطهّركُمْ تطهيراً ) (7) فيمن نزلت (8) ؟ فينا أم في غيرنا؟
قال: بل فيكم.
قال: فلو أنَّ شهوداً شهدوا على فاطمة عليها السلام بنت رسول
الله صلى الله عليه وآله بفاحشة ما كنت صانعاً ؟
قال: كنت أُقيم عليها الحد ، كما أُقيمه على نساء المسلمين.
قال: إذن كنت عند
الله من الكافرين.
قال: ولِمَ ؟
قال: لاَنّك كنت رددت شهادة
الله لها بالطهارة ، وقبلت شهادة الناس عليها ، كما رددت حكم الله وحكم رسوله ، أن جعل لها فدكاً قد قبضته في حياته، ثم قبلت شهادة إعرابي بائل على عقبيه ، عليها ، وأخذت منها فدكاً، وزعمت أنّه فيء للمسلمين ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله : « البينة على المدّعي ، واليمين على المدّعى عليه » (9) فرددت قول رسول الله صلى الله عليه وآله : البينة على من ادعى ، واليمين على من ادعى عليه !
قال : فدمدم الناس وأنكروا ، ونظر بعضهم إلى بعض ، وقالوا : صدق و
الله عليّ بن أبي طالب عليه السلام ! ورجع إلى منزله .
قال : ثمّ دخلت فاطمة المسجد وطافت بقبر أبيها وهي تقول :

قد كان بعدك أنبــــاء وهنبثة

*

لو كنت شاهدها لم تكثـر الخطب

إنّا فقدناك فقد الاَرض‌وابلهـــا

*

واختلَّ قومك فاشهدهـم ولا تغب

قد كان جبريل بالآيات يؤنسنــا

*

فغاب عنا فكلّ الخيــر محتجب

وكنت بدراً ونوراً يُستضــاء به

*

عليك ينزل من ذي العـزَّة الكتب

تجهَّمتنا رجالٌ واستخف بنـــا

*

إذ غبت عنا فنحن اليوم‌نغـتصب

فسوف نبكيك ما عشنا وما بقيت

*

منا العيون بتهمال لها سكب (10)


____________

(1)    فدك : هي : قرية بالحجاز ، بينها وبين المدينة يومان ، وقيل ثلاثة ، أفاءها الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وآله صلحاً ، فيها عين فوّارة ونخل ، وقد كانت ملكاً لرسول الله صلى الله عليه وآله خالصة ، لاَنها لم يوجب عليها بخيل ولا ركاب ، وقد أعطاها ابنته الزهراء عليها السلام فكانت بيدها في عهده صلى الله عليه وآله ، وروي إنّه صلى الله عليه وآله قال لفاطمة عليها السلام : قد كان لاَمّك خديجة على أبيك محمد صلى الله عليه وآله مهراً ، وأنّ أباك قد جعلها لك بذلك ، وانحلتكها تكون لك ولولدك   

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

في القدم والحدوث وأقسامهما
العقاعد الکلام 6
هندسة القضاء والقدر
مشاركة الجن للانس في شريعة الاسلام
حقیقة العبادة ومقوماتها
نظرية الصدفة في خلق العالم:
شرح قول الإمام وفيك انطوى العالم الأكبر
ما معنى الخط و النقطة و ما معنى "أنا النقطة تحت ...
رزية يوم الخميس ق (3)
أبعاد الروح الإنسانية– العبادة

 
user comment