عربي
Monday 25th of November 2024
0
نفر 0

طرق واسانيد حديث حجر الغدير

المسالة السادسة : طرق واسانيد حديث حجر الغدير

اولا : طرق واسانيد المصادر السنية .

الـطريق الاول : حديث ابي عبيد الهروي في كتابه : غريب القرآن , وقد تقدم ,وهو بمقاييس اهل الجرح والتعديل السنيين بقوة المسند المقبول .

الـطريق الثاني : حديث الثعلبي عن سفيان بن عيينة وله اسانيد كثيرة , واكثرالذين ذكرهم صاحب الغدير , رووه عن الثعلبي باسانيدهم اليه , او نقلوه من كتابه .

ـ وذكر السيد المرعشي عددا منهم في احقاق الحق : 6 / 358 , قال :.

ـ الـعـلامة الثعلبي في تفسيره ( مخطوط ) : روى بسنده عن سفيان بن عيينة (ره ) سئل عن قوله تعالى : سال سائل بعذاب واقع , فيمن نزلت ؟ فقال للسائل : لقد سالتني عن مسالة لم يسالني عنها احد قـبـلك , حدثني ابي , عن جعفر بن محمد عن آبائه رضي اللّه عنهم , ان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسـلـم لما كان بغدير خم نادى الناس فاجتمعوا , فاخذ بيد علي (رض ) وقال : من كنت مولاه فعلي مـولاه , فـشـاع ذلـك فطار في البلاد , وبلغ ذلك الحارث ( خ الحرث ) بن النعمان الفهري , فاتي رسـول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على ناقة له , فاناخ راحلته ونزل عنها , وقال : يا محمدامرتنا عن اللّه عز وجل ان نشهد ان لا اله الا اللّه وانك رسول اللّه فقبلنا منك , وامرتناان نصلي خمسا فقبلنا مـنك , وامرتنا بالزكاة فقبلنا منك , وامرتنا ان نصوم رمضان وامرتنا بالحج فقبلنا , ثم لم ترض بهذا حـتى رفعت بضبعي ابن عمك تفضله علينافقلت من كنت مولاه فعلي مولاه عز وجل ؟ فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم : والذي لا اله الا هو ان هذا من اللّه عزوجل .

فـولـى الـحـارث بـن النعمان يريد راحلته وهو يقول : اللهم ان كان ما يقول محمدحقا فامطر علينا حـجـارة من السما او ائتنا بعذاب اليم , فما وصل الى راحلته حتى رماه اللّه عز وجل بحجر سقط عـلـى هامته فخرج من دبره فقتله , فانزل اللّه عز وجل (سئل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع من اللّه ذي المعارج ).

ـ ومنهم العلامة الحمويني في فرائد السمطين ( المخطوط ) قال :.

اخـبـرنـي الشيخ عماد الدين عبد الحافظ بن بدران بن شبل المقدسي بمدينة نابلس فيما اجازني ان ارويـه عـنـه , عـن القاضي جمال الدين عبد القاسم بن عبدالصمد بن محمد الانصاري اجازة , عن عبدالجبار بن محمد الخوارزمي البيهقي اجازة , عن الامام ابي الحسن علي بن احمد الواحدي (ره ) قـال : قـرات عـلـى شيخناالاستاد ابي اسحاق الثعلبي (ره ) في تفسيره ان سفيان بن عيينة فذكر الحديث بعين ما تقدم عن تفسير الثعلبي .

ـ ومنهم العلامة الزرندي في نظم درر السمطين / 93 ط مطبعة القضا:.

روى الحديث بعين ما تقدم عن تفسير الثعلبي .

ـ ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة / 24 ط الغري .

روى الحديث نقلا عن الثعلبي بعين ماتقدم عن تفسيره بلا واسطة .

ـ ومنهم العلامة عبد الرحمن الصفوري في نزهة المجالس 2 / 209 ط القاهرة :.

روى الحديث نقلا عن تفسير القرطبي بعين ما تقدم عن تفسير الثعلبي .

ـ ومنهم العلامة السيد جمال الدين عطا اللّه الشيرازي الهروي في الاربعين حديثا.

( مخطوط ) روى الحديث بعين ما تقدم عن تفسير الثعلبي , لكنه زاد بعد قوله : من كنت مولاه فعلي مـولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذ له : وادر الحق معه حيث كان , وفي رواية اللهم اعنه واعن به وارحمه وارحم به , وانصره وانصر به .

ـ ومنهم العلامة عبداللّه الشافعي في المناقب / 205 مخطوط.

روى الحديث بعين ما تقدم عن تفسير الثعلبي .

ـ ومنهم العلامة القندوزي في ينابيع المودة / 274 ط اسلامبول .

روى الحديث عن الثعلبي بعين ما تقدم عنه في تفسيره .

ـ ومنهم العلامة الامرتسري في ارجح المطالب / 568 ط لاهور.

روى الحديث من طريق شهاب الدين الدولت آبادي , والسيد السمهودي في جواهر العقدين , وجمال الدين المحدث صاحب روضة الاحباب في اربعينه .

ـ وعبد الرؤوف المناوي في فيض القدير.

ـ ومحمد بن محمد القادري في الصراط السوي .

ـ والحلبي في انسان العيون .

ـ واحمد بن الفضل بن محمد باكثير في وسيلة الامال .

ـ ومحمد بن اسماعيل الامير في الروضة الندية .

ـ والحافظ محمد بن يوسف الكنجي في كفاية الطالب بعين ما تقدم عن تفسيرالثعلبي انتهى .

سندا القاضي الحسكاني الى ابن عيينة .

ـ قال في شواهد التنزيل : 2 / 382.

1030 ـ اخبرنا ابو عبد اللّه الشيرازي اخبرنا ابو بكر الجرجرائي , حدثنا ابو احمدالبصري قال : حـدثني محمد بن سهل حدثنا زيد بن اسماعيل مولى الانصاري ,حدثنا محمد بن ايوب الواسطي , عن سفيان بن عينية , عن جعفر بن محمد , عن ابيه : عن علي قال : لما نصب رسول اللّه (ص ) عليا يوم غدير خم فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه طار ذلك في البلاد , فقدم على رسول اللّه النعمان بن الـحـرث الـفـهـري فـقـال : امـرتنا عن اللّه ان نشهد ان لا اله الا اللّه وانك رسول اللّه , وامرتنا بالجهادوالحج والصلاة والزكاة والصوم فقبلناها منك , ثم لم ترض حتى نصبت هذا الغلام فقلت : من كنت مولاه معلي مولاه , فهذا شي منك او امر من عند اللّه ؟ فقال : امر من عند اللّه .

قال : اللّه الذي لا اله الا هو ان هذا من اللّه ؟.

قال : اللّه الذي لا اله الا هو ان هذا من اللّه .

قال : فولى النعمان وهو يقول ( اللهم ) ان كان هذا هو الحق من عندك فامطرعلينا حجارة من السما او ائتنا بعذاب اليم فرماه اللّه بحجر على راسه فقتله , فانزل اللّه تعالى ( سال سائل ).

1031 ـ حـدثـونـا عـن ابي بكر السبيعي , حدثنا احمد بن محمد بن نصر ابوجعفرالضبعي , قال : حـدثـني زيد بن اسماعيل بن سنان , حدثنا شريح بن النعمان حدثنا سفيان بن عيينة , عن جعفر عن ابـيـه , عـن عـلي بن الحسين قال : نصب رسول اللّه (ص ) عليا يوم غدير خم ( و ) قال : من كنت مولاه فعلي مولاه فطار ذلك في البلاد الحديث به , سوا معنى .

الطريق الثالث : للقاضي الحسكاني عن جابر الجعفي .

ـ قال في شواهد التنزيل : 2 / 382.

1032 ـ و( رواه ايـضـا ) في ( التفسير ) العتيق ( قال ) : حدثنا ابراهيم بن محمدالكوفي قال : حـدثـنـي نـصر بن مزاحم , عن عمرو بن شمر , عن جابر الجعفي , عن محمد بن علي قال : اقبل الحارث بن عمرو الفهري الى النبي (ص ) فقال : انك اتيتنابخبر السما فصدقناك وقبلنا منك فذكر مـثـلـه الى قوله : فارتحل الحارث , فلما صارببطحا (مكة ) اتته جندلة من السما فشدخت راسه , فانزل اللّه ( سال سائل بعذاب واقع للكافرين ) بولاية علي (ع ).

وفي الباب عن حذيفة , وسعد بن ابي وقاص , وابي هريرة , وابن عباس .

الطريق الرابع : للقاضي الحسكاني عن حذيفة بن اليمان .

ـ قال في شواهد التنزيل : 2 / 383.

1033 ـ حـدثـنـي ابو الحسن الفارسي , حدثنا ابو الحسن محمد بن اسماعيل الحسني , حدثنا عبد الرحمان بن الحسن الاسدي , حدثنا ابراهيم .

واخبرنا ابو بكر محمد بن محمد البغدا دي , حدثنا ابو محمد عبد اللّه بن احمد بن جعفر الشيباني , حدثنا عبد الرحمن بن الحسن الاسدي , حدثنا ابراهيم بن الحسن الكسائي , حدثنا الفضل بن دكين , حـدثـنـا سفيان بن سعيد , حدثنا منصور , عن ربعي , عن حذيفة بن اليمان قال : لما قال رسول اللّه (ص ) لعلي : من كنت مولاه فهذا مولاه قام النعمان بن المنذر الفهري ( كذا ) فقال : هذا شي قلته من عندك اوشي امرك به ربك .

قال : لا , بل امرني به ربي .

فـقال : اللهم انزل علينا حجارة من السما فما بلغ رحله حتى جاه حجر فادماه فخر ميتا , فانزل اللّه تعالى ( سال سائل بعذاب واقع , للكافرين ليس له دافع ) و (الطريقان ) لفظهما واحد.

الطريق الخامس : للقاضي الحسكاني عن ابي هريرة .

ـ قال في شواهد التنزيل : 2 / 383.

1034 ـ واخـبرنا عثمان اخبرنا فرات بن ابراهيم الكوفي قال : حدثنا الحسين بن محمد بن مصعب البحلي قال : حدثنا ابو عمارة محمد بن احمد المهدي , حدثنامحمد بن ابي معشر المدني , عن سعيد بـن ابـي سـعيد المقبري , عن ابي هريرة قال :اخذ رسول اللّه (ص ) بعضد علي بن ابي طالب يوم غـدير خم , ثم قا ل : من كنت مولاه فهذا مولاه فقام اليه اعرابي فقال : دعوتنا ان نشهد ان لا اله الا اللّه وانـك رسـول اللّه فـصدقناك , وامرتنا بالصلاة والصيام فصلينا وصمنا, وبالزكاة فادينا , فلم يقعنك الا ان تفعل هذا قال : عن اللّه , لا عني .

قال : اللّه الذي لا اله الا هو لهذا عن اللّه لا عنك ؟ قال : نعم , ثلاثا , فقام الاعرابي مسرعا الى بعيره , وهو يقول : اللهم ان كان هذاهو الحق من عندك , الاية , فما استتم الكلمات حتى نزلت نار من السما فاحرقته ,وانزل اللّه في عقب ذلك : سال سائل , الى قوله دافع انتهى .

وقـد ذكـر الحسكاني كما رايت طريقين آخرين الى سعد بن ابي وقاص , وابن عباس , ولم يذكر سندهما ولعلهما الطريقان الموجودان في تفسير فرات الكوفي .

ثانيا : طرق واسانيد مصادرنا الى سفيان بن عيينة .

اسانيد فرات بن ابراهيم الكوفي الى سفيان بن عيينة .

ـ تفسير فرات الكوفي ص 505.

3 ـ فـرات قـال : حـدثني محمد بن احمد ظبيان معنعنا : عن الحسين بن محمدالخارفي قال : سالت سـفـيان بن عيينة عن : سال سائل , فيمن نزلت : قال : يا ابن اخي سالتني عن شي ما سالني عنه احد قـبـلك , لقد سالت جعفر بن محمد (ع ) عن مثل الذي سالتني عنه , فقال : اخبرني ابي عن جدي عن ابـيـه عـن ابن عباس (رض ) قال :لما كان يوم غدير خم , قام رسول اللّه (ص ) خطيبا فاوجز في خـطـبته , ثم دعا علي بن ابي طالب (ع ) فاخذ بضبعه ثم رفع بيده حتى رئي بياض ابطيهما وقال : الم ابلغكم الرسالة ؟ الم انصح لكم ؟ قالوا : اللهم نعم , فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه , اللهم وال من والاه , وعـاد مـن عـاداه , وانصر من نصره واخذل من خذله ففشت في الناس فبلغ ذلك الحارث بن النعمان الفهري , فرحل راحلته ثم استوى عليها ـورسول اللّه (ص ) اذ ذاك بمكة ـ حتى انتهى الى الابطح , فاناخ ناقته ثم عقلها ثم جاالى النبي (ص ) فسلم فرد عليه النبي (ص ) فقال :.

يا محمد انك دعوتنا ان نقول لا اله الا اللّه فقلنا مـا فـيه , ثم قلت صلوا فصلينا , ثم قلت صوموا فصمنا فاظمانانهارنا واتعبنا ابداننا , ثم قلت حجوا فحججنا , ثم قلت اذا رزق احدكم ماتي درهم فليتصدق بخمسة كل سنة , ففعلنا.

ثـم انك اقمت ابن عمك فجعلته علما وقلت : من كنت مولاه فعلي مولاه , اللهم وال من والاه وعاد من عـاداه وانصر من نصره واخذل من خذله , افعنك ام عن اللّه ؟ قال : فنهض , وانه لمغضب وانه ليقول : اللهم ان كان ما قال محمد حقا فامطر علينا حجارة من السما , تكون نقمة في اولنا وآية في آخرنا, وان كان ما قال محمد كذبا فانزل به نقمتك .

ثـم اثـار نـاقته فحل عقالها ثم استوى عليها , فلما خرج من الابطح رماه اللّه تعالى بحجر من السما فـسقط على راسه وخرج من دبره , وسقط ميتا فانزل اللّه فيه : سال سائل بعذاب واقع , للكافرين ليس له دافع , من اللّه ذي المعارج انتهى .

اسانيد محمد بن العباس الى سفيان بن عيينة .

ـ تاويل الايات : 2 / 722.

قـال مـحـمـد بن العباس (ره ) : حدثنا علي بن محمد بن مخلد , عن الحسن بن القاسم , عن عمر بن الاحسن , عن آدم بن حماد , عن حسين بن محمد قال : سالت سفيان بن عيينة عن قول اللّه عز وجل : سال سائل , فيمن نزلت ؟ فقال بنحو رواية فرات الاخيرة .

سند الشريف المرتضى الى سفيان بن عيينة .

ـ مدينة المعاجز : 1 / 407.

270 ـ الـسيد المرتضى في عيون المعجزات : قال : حدث ابو عبد اللّه محمد بن احمد قال : حدثنا ابـي قال : حدثني علي بن فروخ السمان قال : حدثني يحيى بن زكريا المنقري قال : حدثنا سفيان بن عـيينة قال : حدثني عمر بن ابي سليم العيسى ,عن جعفر بن محمد الصادق , عن ابيه (ع ) قال : لما نصب رسول اللّه (ص ) عليا يوم غدير خم وقال : من كنت مولاه فعلي مولاه .

قـلت : قد ذكرت في معنى هذا الحديث رواية المفضل بن عمر الجعفي , عن الصادق (ع ) في كتاب الـبرهان في تفسير القرآن بالرواية عن اهل البيت في قوله تعالى : قل فلله الحجة البالغة من سورة الانعام .

وفي سورة المعارج في قوله تعالى : سال سائل بعذاب واقع , رواية اخرى .

سند منتجب الدين الرازي الى سفيان بن عيينة .

ـ الاربعون حديثا لمنتجب الدين الرازي ص 82.

الحكاية الخامسة : انا ابو العلا زيد بن علي بن منصور الاديب والسيد ابوتراب المرتضى بن الداعي بـن الـقاسم الحسني قالا : نا الشيخ المفيد عبد الرحمن بن احمدالواعظ الحافظ املا : انامحمد بن زيـد بـن عـلي الطبري ابو طالب بن ابي شجاع البريدي بمل بقراتي عليه , انا ابو الحسين زيد بن اسـمـاعـيـل الـحـسني , نا السيدابوالعباس احمد بن ابراهيم الحسني , انا عبدالرحمن بن الحسن الـخـاقاني , ناعباس بن عيسى , نا الحسن بن عبدالواحد الخزاز , عن الحسن بن علي النخعي , عن رومي بن حماد المخارقي قال : قلت لسفيان بن عيينة : اخبرني عن ( سال سائل ) فيمن انزلت ط قال : لـقـد سالتني عن مسالة ماسالني عنها احد قبلك ,سالت عنها جعفر بن محمد الصادق (ع ) فقال : لقد سالتني عن مسالة ما سالني عنها احد قبلك , حدثني ابي عن آبائه (ع ) قال : لما حج النبي (ص ) حجة الـوداع فـنـزل بغدير خم , نادى في الناس فاجتمعوا فقال : ياايها الناس الم ابلغكم الرسالة ؟ قالوا : الـلـهـم بـلـى قال : افلم انصح لكم ؟ قالوا : اللهم بلى قال : فاخذ بضبع علي (ع ) فرفعه حتى رؤي بياض ابطيهما , ثم قال : ايها الناس من كنت مولاه فهذا علي مولاه , اللهم وال من والاه وعاد من عاداه .

قال : فشاع ذلك , فبلغ الحارث بن النعمان الفهري , فاقبل يسير على ناقة له حتى نزل بالابطح فاناخ راحلته وشد عقالها , ثم اتى النبي (ص ) وهو في ملا من اصحابه فقال : يا رسول اللّه واللّه الذي لا الـه الا هو انك امرتنا ان نشهد ان لا اله الا اللّه فشهدنا ,ثم امرتنا ان نشهد انك رسوله فشهدنا , ثم امرتنا ان نصلي خمسا فصلينا , ثم امرتناان نصوم شهر رمضان فصمنا , ثم امرتنا ان نزكي فزكينا , ثم امرتنا ان نحج فحججنا,ثم لم ترض حتى نصبت ابن عمك علينا , فقلت : من كنت مولاه فهذا علي مولاه هذاعنك او عن اللّه تعالى ؟ قال النبي (ص ) : لا بل عن اللّه .

قال : فقام الحارث بن النعمان مغضبا وهو يقول : اللهم ان كان ما قال محمد حقافانزل بي نقمة عاجلة .

قـال : ثـم اتـى الابـطح فحل عقال ناقته واستوى عليها , فلما توسط الابطح رماه اللّه بحجر فوقع وسط دماغه وخرج من دبره , فخر ميتا , فانزل اللّه تعالى : سال سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع وقد اورد ابو اسحاق الثعلبي امام اصحاب الحديث في تفسيره هذه الحكاية بغير اسناد.

سند الطبرسي الى سفيان بن عيينة .

ـ تفسير الميزان : 6 / 58.

وفي المجمع اخبرنا السيد ابو الحمد قال : حدثنا الحاكم ابو القاسم الحسكاني قال : اخبرنا ابو عبد اللّه الـشيرازي قال : اخبرنا ابو بكر الجرجانى قال : اخبرنا ابواحمد البصرى قال : حدثنا محمد بن سهل قال : حدثنا زيد بن اسماعيل مولى الانصار قال : حدثنا محمد بن ايوب الواسطي قال : حدثنا سـفيان بن عيينه , عن جعفر بن محمد الصادق , عن آبائه قال : لما نصب رسول اللّه (ص ) عليا يوم غديرخم قال من كنت مولاه فهذا على مولاه .

ثالثا : طرق واسانيد من مصادرنا من غير طريق سفيان بن عيينة .

اسانيد محمد بن يعقوب الكليني .

ـ الكافي : 1 / 422.

47 ـ علي بن ابراهيم , عن احمد بن محمد , عن محمد بن خالد , عن محمد بن سليمان , عن ابيه , عن ابي بصير , عن ابي عبد اللّه (ع ) في قول اللّه تعالى : سال سائل بعذاب واقع للكافرين ( بولاية علي ) ليس له دافع .

ثم قال : هكذا واللّه نزل بها جبرئيل (ع ) على محمد (ص ) انتهى .

ومـعـنى قوله (ع ) ( هكذا واللّه نزل بها جبرئيل (ع ) على محمد (ص ) : انه نزل بتاويلها , وهذا مـثـل قول ابن مسعود المتقدم في آية التبليغ انهم كانوا يقرؤون على عهد النبي (ص ) ( بلغ ما انزل اليك ـ في علي ) وما ورد عن ابن عباس في آيات الخندق انه كان يقرا ( وكفى اللّه المؤمنين القتال ـ بعلي ) فهذه ليست قراات , لانه لايجوز اضافة اي حرف الى نص كتاب اللّه تعالى , بل كلها تفاسير مـن الـصـحـابة , اوتفسير نزل به جبرئيل (ع ) فبلغهم اياها النبي (ص ) فكانوا يقرؤونها كالذي يشرح آية , او كتبوها في تفاسيرهم كالهامش .

ـ وفي الكافي : 8 / 57.

18 ـ عدة من اصحابنا , عن سهل بن زياد , عن محمد بن سليمان , عن ابيه , عن ابي بصير قال : بينا رسـول اللّه (ص ) ذات يـوم جـالسا اذ اقبل امير المؤمنين (ع ) فقال له رسول اللّه (ص ) : ان فيك شبها من عيسى بن مريم , ولو لا ان تقول فيك طوائف من امتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم , لقلت فيك قولا لا تمر بملا من الناس الا اخذوا التراب من تحت قدميك , يلتمسون بذلك البركة .

قـال : فـغضب اعرابيان والمغيرة بن شعبة وعدة من قريش معهم , فقالوا : ما رضي ان يضرب لابن عـمـه مـثلا الا عيسى ابن مريم , فانزل اللّه على نبيه (ص ) فقال : ولماضرب ابن مريم مثلا اذا قومك منه يصدون , وقالوا آلهتنا خير ام هو ما ضربوه لك الا جدلا بل هم قوم خصمون , ان هو الا عـبد انعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني اسرائيل ولو نشا لجعلنا منكم ـ يعني من بني هاشم ـ ملائكة في الارض يخلفون قال :فغضب الحارث بن عمرو الفهري فقال : اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك ان بني هاشم يتوارثون هرقلا بعد هرقل , فامطر علينا حجارة من السما او ائتنا بعذا ب اليم الى آخره , ولعل في متنه اضطرابا , وفيه :.

ثم قال له : يا بن عمرو اما تبت واما رحلت .

فـقـال : يـا محمد , بل تجعل لسائر قريش شيئا مما في يديك , فقد ذهبت بنوهاشم بمكرمة العرب والعجم فقال له النبي (ص ) : ليس ذلك الي , ذلك الى اللّه تبارك وتعالى .

فـقـال : يـا مـحمد قلبي ما يتابعني على التوبة , ولكن ارحل عنك , فدعا براحلته فركبها فلما صار بـظهر المدينة , اتته جندلة فرضخت هامته , ثم اتى الوحي الى النبي (ص ) فقال : سال سائل بعذاب واقع , للكافرين ـ بولاية علي ـ ليس له دافع ,من اللّه ذي المعارج .

اسانيد فرات بن ابراهيم الكوفي .

ـ تفسير فرات الكوفي ص 503.

1 ـ قـال : حدثنا الحسين بن محمد بن مصعب البجلي قال : حدثنا ابو عمارة محمد بن احمد المهتدي قال : حدثنا محمد بن معشر المدني , عن سعيد بن ابي سعيد المقبري , عن ابي هريرة قال : طرحت الاقتاب لرسول اللّه (ص ) يوم غديرخم قال فعلا عليها فحمد اللّه واثنى عليه , ثم اخذ بعضد علي بـن ابـي طـالب (ع )فاستلها فرفعها , ثم قال : اللهم من كنت مولاه فعلي فهذا علي مولاه , اللهم وال من والاه وعاد من عاداه , وانصر من نصره , واخذل من خذله .

فقام اليه اعرابي من اوسط الناس فقال : يا رسول اللّه دعوتنا ان نشهد ان لا اله الااللّه فشهدنا وانك رسول اللّه فصدقنا , وامرتنا بالصلاة فصلينا , وبالصيام فصمنا ,وبالجهاد فجاهدنا , وبالزكاة فادينا , قـال : ولم يقنعك الا ان اخذت بيد هذا الغلام على رؤس الاشهاد , فقلت : اللهم من كنت مولاه فهذا علي مولاه , اللهم وال من والاه وعاد من عاداه , وانصر من نصره واخذل من خذله عنك ؟ قال : هذا عن اللّه , لا عني .

قال : اللّه الذي لا اله الا هو لهذا عن اللّه لا عنك ؟ قال : اللّه الذي لا اله الا هو لهذا عن اللّه لا عني .

ثم قال ثالثة : اللّه الذي لا اله الا هو لهذا عن ربك لا عنك ؟.

قال : اللّه الذي لا اله الا هو لهذا عن ربي لا عني .

قـال : فقام الاعرابي مسرعا الى بعيره وهو يقول : اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك فامطر علينا حجارة من السما او ائتنا بعذاب اليم .

قال : فما استتم الاعرابي الكلمات حتى نزلت عليه نار من السما فاحرقته ,وانزل اللّه في عقب ذلك : سال سائل بعذاب واقع , للكافرين ليس له دافع , من اللّه ذي المعارج .

2 ـ قال فرات : حدثني جعفر بن محمد بن بشرويه القطان معنعنا , عن الاوزاعي ,عن صعصعة بن صوحان والاحنف بن قيس قالا جميعا : سمعنا ابن عباس (رض )قال : كنت مع رسول اللّه (ص ) اذ دخـل علينا عمرو بن الحارث الفهري قال : يا احمدامرتنا بالصلاة والزكاة افمنك هذا ام من ربك يا محمد ؟ قال : الفريضة من ربي واداالرسالة مني , حتى اقول : ما اديت اليكم الا ما امرني ربي .

قـال : فـامـرتنا بحب علي بن ابي طالب , زعمت انه منك كهارون من موسى ,وشيعته على نوق غر محجلة يرفلون في عرصة القيامة , حتى ياتي الكوثر فيشرب ويسقي هذه الامة , ويكون زمرة في عرصة القيامة , ابهذا الحب سبق من السما ام كان منك يا محمد؟.

قال : بلى سبق من السما ثم كان مني لقد خلقنا اللّه نورا تحت العرش فقال عمرو بن الحارث : الان علمت انك ساحر كذاب قـال : بلى , ولكن خلقني اللّه نورا تحت العرش قبل ان يخلق اللّه آدم باثني عشرالف سنة , فلما ان خـلـق اللّه آدم القى النور في صلب آدم , فاقبل ينتقل ذلك النور من صلب الى صلب , حتى تفرقنا في صلب عبد اللّه بن عبد المطلب وابي طالب ,فخلقنا ربي من ذلك النور , لكنه لكن لا نبي بعدي .

قـال : فـوثـب عـمـرو بن الحارث الفهري مع اثني عشر رجلا من الكفار , وهم ينفضون ارديتهم فيقولون : اللهم ان كان محمد صادقا في مقالته فارم عمرا واصحابه بشواظ من نار.

قـال فـرمـي عـمـرو واصـحابه بصاعقة من السما , فانزل اللّه هذه الاية : سال سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع من اللّه ذي المعارج فالسائل عمرو واصحابه .

سـلـمـنـا ان سورة المعارج مكية كما ربما تؤيده مضامين معظم آياتها , فما هوالدليل على ان جميع آيـاتـهـا مـكـية ؟ فلتكن السورة مكية والايتان خاصة غير مكيتين كما ان سورتنا هذه اعني سورة الـمـائدة مدنية نازلة في آخر عهد رسول اللّه (ص )وقد وضعت فيها الاية المبحوث عنها , اعني قوله تعالى : ياايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك , الاية , وهو كغيره من المفسرين مصرون على انها نزلت بمكة في اول البعثة وامـا قـولـه وما حكاه اللّه من قول بعض كفار قريش الى آخره , فهو في التحكم كسابقه , فهب ان سورة الانفال نزلت قبل المائدة ببضع سنين , فهل يمنع ذلك ان يوضع عند التاليف بعض الايات النازلة بعدها فيها , كما وضعت آيات الربا وآية :واتقوا يوما ترجعون فيه الى اللّه : البقرة ـ 281 , وهي آخـر ما نزل على النبي (ص )عندهم , في سورة البقرة النازلة في اوائل الهجره , وقد نزلت قبلها ببضع سنين ؟.

ثـم قوله ان آية : واذا قالوا اللهم ان كان هذا هو الحق , الاية , تذكير لما قالوه قبل الهجره , تحكم آخـر مـن غير حجة , لو لم يكن سياق الايه حجة على خلافه , فان العارف باساليب الكلام لا يكاد يرتاب في ان هذا اعني قوله : اللهم ان كان هذا هوالحق من عندك فامطر علينا حجارة من السما او ائتـنـا بـعـذاب الـيم , لاشتماله على قوله : ان كان هذا هو الحق من عندك بما فيه من اسم الاشاره وضـمـيـر الفصل والحق المحلى باللام , وقوله من عندك , ليس كلام وثني مشرك يستهزئ بالحق ويـسـخـرمـنـه , انـمـا هو كلام من اذعن بمقام الربوبية , ويرى ان الامور الحقة تتعين من لدنه وان الشرائع مثلا تنزل من عنده , ثم انه يتوقف في امر منسوب الى اللّه تعالى يدعي مدع انه الحق لا غيره , وهو لا يتحمل ذلك ويتحرج منه , فيدعو على نفسه دعا منزجرملول سئم الحياة .

وامـا قوله : وظاهر الرواية ان الحارث بن النعمان هذا كان مسلما فارتد , ولم يعرف في الصحابة , تحكم آخر , فهل يسع احدا ان يدعي انهم ضبطوا اسما كل من راى النبي (ص ) , وآمن به , او آمن به فارتد وان يكن شي من ذلك فليكن هذا الخبر من ذلك القبيل .

واما قوله والابطح بمكة والنبي (ص ) لم يرجع من غدير خم الى مكة , فهو يشهدعلى انه اخذ لفظ الابـطح اسما للمكان الخاص بمكة , ولم يحمله على معناه العام وهو كل مكان ذي رمل ولا دليل على ماحمله عليه , بل الدليل على خلافه وهوالقصة المسرودة فى الرواية وغيرها.

قـال فـي مـراصد الاطلاع : ابطح بالفتح ثم السكون وفتح الطا والحا المهملة : كل مسيل فيه رقاق الحصى فهو ابطح .

عـلـى ان الـروايـة بعينها رواها غير الثعلبي , وليس فيه ذكر من الابطح , وهي ما ياتي من رواية المجمع من طريق الجمهور وغيرها.

وبعد هذا كله , فالرواية من الاحاد وليست من المتواترات , ولا مما قامت على صحتها قرينة قطعية , وقـد عـرفـت مـن ابـحاثنا المتقدمه انا لا نعول على الاحاد في غيرالاحكام الفرعية , على طبق الـمـيزان العام العقلائي , الذي عليه بنا الانسان في حياته , وانما المراد بالبحث الانف بيان فساد ما استظهر به من الوجوه التي استنتج منها انها موضوعة انتهى .

وكـلام صـاحب الميزان في رد تضعيف رشيد رضا للحديث كلام قوي , لكن ليته بدل ان يضعفه هو بدعوى انه من اخبار الاحاد , اطلع على مصادره ورواته وعلى بحث الاميني حوله في المجلد الاول من الغدير , وبحث السيد النقوي الهندي في عبقات الانوار : 7 و 8 , وغيرهما.

ـ ونورد فيما يلي خلاصة لما كتبه صاحب الغدير (ره ) في : 1 / 239 , قال :.

ومـن الايـات الـنـازلـة بـعد نص الغدير , قوله تعالى من سورة المعارج : سال سائل بعذاب واقع , للكافرين ليس له دافع من اللّه ذي المعارج .

وقـد اذعنت به الشيعة وجا مثبتا في كتب التفسير والحديث لمن لا يستهان بهم من علما اهل السنة , ودونك نصوصها.

ثـم اورد صـاحـب الـغدير نصوص ثلاثين مؤلفا رووا الحديث بعدة طرق , وفيهم محدثان اقدم من الـثـعـلبي كما تقدم ثم افاض في رد الوجوه التي ذكرها ابن تيمية في كتابه منهاج السنة : 4 / 13 , واجاب عنها , ونورد فيما يلي خلاصتها , قال :.

الوجه الاول : ان قصة الغدير كانت في مرتجع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حجة الوداع , وقد اجـمـع الناس على هذا , وفي الحديث : انها لما شاعت في البلادجاه الحارث , وهو بالابطح بمكة , وطبع الحال يقتضي ان يكون ذلك بالمدينة ,فالمفتعل للرواية كان يجهل تاريخ قصة الغدير.

الـجـواب : اولا مـا سلف في رواية الحلبي في السيرة , وسبط ابن الجوزي في التذكرة , والشيخ محمد صدر العالم في معارج العلى , من ان مجئ السائل كان في المسجد ـ ان اريد منه مسجد المدينة ـ ونـص الـحـلبي على انه كان بالمدينة , لكن ابن تيمية عزب عن ذلك كله , فطفق يهملج في تفنيد الـروايـة بـصـورة جـزمية فحسب اختصاص الابطح بحوالي مكة , ولو كان يراجع كتب الحديث ومـعـاجـم اللغة والبلدان والادب لوجد فيها نصوص اربابها بان الابطح كل مسيل فيه دقاق الحصى ـروى البخاري في صحيحه : 1 / 181 , ومسلم في صحيحه : 1 / 382.

عن عبد اللّه ابن عمر : ان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم اناخ بالبطحا بذي الحليفة فصلى بها.

الوجه الثاني : ان سورة المعارج مكية باتفاق اهل العلم , فيكون نزولها قبل واقعة الغدير بعشر سنين او اكثر من ذلك .

الـجـواب : ان المتيقن من معقد الاجماع المذكور هو نزول مجموع السورة مكيا ,لا جميع آياتها , فيمكن ان يكون خصوص هذه الاية مدنيا , كما في كثير من السور.

ولا يـرد عـلـيـه ان المتيقن من كون السورة مكية او مدنية , هو كون مفاتيحها كذلك او الاية التي انـتـزع منها اسم السورة , لما قدمناه من ان هذا الترتيب هو ما اقتضاه التوقيف , لا ترتيب النزول , فـمـن الممكن نزول هذه الاية اخيرا , وتقدمهاعلى النازلات قبلها بالتوقيف , وان كنا جهلنا الحكمة في ذلك , كما جهلناها في اكثرموارد الترتيب في الذكر الحكيم , وكم لها من نظير ومن ذلك :.

1 ـ سورة العنكبوت , فانها مكية الا من اولها عشرة آيات , كما رواه الطبري في تفسيره في الجز العشرين / 86 , والقرطبي في تفسيره 13 / 323.

2 ـ سورة الكهف , فانها مكية الا من اولها سبع آيات , فهي مدنية كما في تفسيرالقرطبي 10 / 346 , واتقان السيوطي 1 / 16.

ثم عدد الاميني سبع عشرة سورة مكية فيها آيات مدنية , وسورا مدنية فيها آيات مكية .

الوجه الثالث : ان قوله تعالى : واذ قالوا اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك فامطر علينا حجارة من السما , نزلت عقيب بدر بالاتفاق قبل يوم الغديربسنين .

الجواب : كان هذا الرجل يحسب ان من يروي تلك الاحاديث المتعاضدة يرى نزول مالهج به الحارث بن النعمان الكافر من الاية الكريمة في اليوم المذكور.

والـقـارئ لـهاتيك الاخبار جد عليم بمينه في هذا الحسبان , او انه يرى حجرا على الايات السابق نـزولـها ان ينطق بها احد , فهل في هذه الرواية غير ان الرجل المرتدالحارث او جابر تفوه بهذه الكلمات ؟ واين هو من وقت نزولها , فدعها يكن نزولهافي بدر او احد , فالرجل ابدى كفره بها كما ابدى الكفار قبله الحادهم بها الوجه الرابع : انها نزلت بسبب ما قاله المشركون بمكة , ولم ينزل عليهم العذاب هناك لوجود النبي (ص ) , لقوله تعالى : وما كان اللّه ليعذبهم وانت فيهم , وما كان اللّه معذبهم وهم يستغفرون .

الـجـواب : لا ملازمة بين عدم نزول العذاب في مكة على المشركين , وبين عدم نزوله هاهنا على الرجل , فان افعال المولى سبحانه تختلف باختلاف وجوه الحكمة .
ثـم اورد الاميني عددا من الذين دعا عليهم النبي (ص ) فعذبهم اللّه تعالى , ثم قال : ولو كان وجود الـرسول (ص ) مانعا عن جميع اقسام العذاب بالجملة , لما صح ذلك التهديد , ولما اصيب النفر الذين ذكـرناهم بدعوته , ولما قتل احد في مغازيه بعضبه الرهيف , فان كل هذه من اقسام العذاب , اعاذنا اللّه منها.
الـوجـه الـخامس : انه لو صح ذلك لكان آية كية اصحاب الفيل , ومثلها تتوفرالدواعي لنقله , ولما وجـدنـا المصنفين في العلم من ارباب المسانيد والصحاح والفضايل والتفسير والسير ونحوها , قد اهملوه راسا فلا يروى الا بهذا الاسنادالمنكر , فعلم انه كذب باطل .
الـجـواب : ان قـيـاس هـذه التي هي حادثة فردية , لا تحدث في المجتمع فراغا كبيرايؤبه له , وورائهـا اغـراض مـستهدفة تحاول اسدال ستور الانسا عليها كما اسدلوهاعلى نص الغدير نفسه مجازفة ظاهرة , فان من حكم الضرورة ان الدواعي في الاولى دونها في الثانية .
وامـا مـا ادعاه ابن تيمية من اهمال طبقات المصنفين لها , فهو مجازفة اخرى , لمااسلفناه من رواية المصنفين لها من ائمة العلم , وحملة التفسير , وحفاظ الحديث ,ونقلة التاريخ .
لم نعرف المشار اليه في قوله : بهذا الاسناد المنكر العظيم , وسفيان بن عيينة المعروف بامامته في العلم والحديث والتفسير , وثقته في الرواية .
وامـا الاسناد اليهما , فقد عرفه الحفاظ والمحدثون والمفسرون المنقبون في هذاالشان , فوجدوه حريا بالذكر والاعتماد , وفسروا به آيات من الذكر الحكيم , من دون اي نكير , ولم يكونوا بالذين يفسرون الكتاب بالتافهات .
نـعم : هكذا سبق العلما وفعلوا , لكن ابن تيمية استنكر السند , وناقش في المتن لان شيئا من ذلك لا يلائم دعارة خطته .
الوجه السادس : ان المعلوم من هذا الحديث ان حارثا المذكور كان مسلماباعترافه بالمبادئ الخمسة الاسلامية , ومن المعلوم بالضرورة ان احدا من المسلمين لم يصبه عذاب على العهد النبوي .
الـجواب : ان الحديث كما اثبت اسلام الحارث , فكذلك اثبت ردته برده قول النبي (ص ) وتشكيكه فـيما اخبر به عن اللّه تعالى , والعذاب لم ياته حين اسلامه ,وانما جاه بعد الكفر والارتداد على ان فـي الـمـسلمين من شملته العقوبة لماتجرؤوا على قدس صاحب الرسالة ثم ذكر الاميني عددا من الـذين دعا عليهم النبي (ص ) من المسلمين , منهم من ذكره مسلم في صحيحه عن سلمة بن الاكوع :ان رجلا اكل عند النبي (ص ) بشماله , فقال : كل بيمينك قال : لا استطيع , قال : لااستطعت : فما رفعها الى فيه بعد الخ الـوجـه الـسـابـع : ان الحارث بن النعمان غير معروف في الصحابة , ولم يذكره ابن عبد البر في الاستيعاب وابن مندة وابو نعيم الاصبهاني وابو موسى في تليف الفوهافي اسما الصحابة , فلم نتحقق وجوده .
الـجـواب : ان مـعـاجم الصحابة غير كافلة لاستيفا اسمائهم , فكل مؤلف من اربابهاجمع ما وسعته حيطته واحاط به اطلاعه , ثم جا المتاخر عنه فاستدرك على من قبله بما اوقفه السير في غضون الـكـتـب وتـضـاعيف الاثار , واوفى ما وجدناه من ذلك كتاب الاصابة بتمييز الصحابة لابن حجر العسقلاني , ومع ذلك فهو يقول في مستهل كتابه : ومع ذلك فلم يحصل لنا من ذلك جميعا الوقوف على الـعـشـر مـن اسـامي الصحابة بالنسبة الى ما جا عن ابي زرعة الرازي قال : توفي النبي صلى اللّه عـلـيـه وسلم ومن رآه وسمع منه زيادة على مائة الف انسان , من رجل وامراة , كلهم قدروى عنه سماعا او رؤية .
وبـعد هذا كله فالنافي لشخص لم يجد اسمه في كتب هذا شانها خارج عن ميزان النصفة , ومتحايد عـن نـوامـيـس الـبـحث , على ان من المحتمل قريبا ان مؤلفي معاجم الصحابة اهملوا ذكره لردته الاخيرة انتهى .
ونضيف الى ماذكره صاحب الغدير (ره ) وما تقدم :.
اولا : ان من الادلة القوية على صحة هذا الحديث انه لايمكن ان ينشا من فراغ ,وان احتمال وضعه مـن قـبل رواة الخلافة القرشية غير معقول , لانهم لا يقدمون على وضع حديث يثبت ان ولاية علي (ع ) نزلت من السما قبل بيعة ابي بكر في السقيفة وان اللّه تعالى عاقب من اعترض عليها بحجر من السما , كما عاقب اصحاب الفيل الكفار كما ان القول بتسرب الحديث من مصادر الشيعة الى مصادر السنة باب خطيرعليهم فلو قبلوا بفتحه لانـهار بنا صحاحهم كلها , ثم انهارت الخلافة القرشية وسقيفتها الشيعية ) هم رواة اصول عقيدة الخلافة القرشية وبناة قواعدها فهم مجبورون على توثيقهم وقبول رواياتهم , ومنها هذه الروايات التي تضر اصول مبانيهم ثـانـيا : ان المتفق عليه في مصادر الشيعة والسنة اقوى من المختلف فيه لانك عندما ترى ان مذاهب الـمـسلمين كلها تروي حديثا , يقوى عندك احتمال ان يكون صدر عن النبي (ص ) , وعندما يرويه بـعـضـها ويرده بعضها تنزل عندك درجة الاحتمال ومما يزيد في درجة احتمال الصحة : ان يكون الطرف الراوي للحديث متضررا منه ضررا مؤكدا , ومتحيرا في كيفية التخلص منه وحديثنا من هذا النوع , فهو حديث يتضرر منه اتباع خلافة قريش من المسلمين .
ويبغضه عبدة قبيلة قريش من النواصب .
اما اتباع اهل بيت النبي (ص ) فيحتجون به , وتخبت له قلوبهم .
ثالثا : ان الاختلاف في اسم الشخص الذي نزل عليه حجر السجيل , لا يضر في صحة الحديث , اذا تمت بقية شروطه خاصة ان اسمه صار سواة على اقاربه وعشيرته , ولا بد انهم عملوا على اخفائه ونسيان امره , حتى لا يعيرهم به المسلمون , كما قال الاميني .
عـلـى ان لـلـباحث ان يرجح ان اسم المعترض هو : جابر بن النضر بن الحارث بن كلدة العبدري , وليس الحارث بن النعمان الفهري بدليل ان الحافظ ابي عبيد الهروي المتوفى سنة 223 , ضبطه في تـفـسـيـره بـهذا الاسم , وكل العلما السنيين يحترمون علم ابي عبيد , وخبرته بالاحاديث , وقدم عصره .
وجـابـر بن النضر شخصية قرشية معروفة , لانه ابن زعيم بني عبد الدار , حامل لوا قريش يوم بدر فلا يبقى لابن تيمية والنواصب حجة في ردالحديث عـلـى ان الباقين الذين وردت اسماؤهم في روايات الحديث , كالحارث الفهري وغيره , ترجم لهم المترجمون للصحابة ايضا , او ترجموا لمن يصلحوا ان يكونوااقارب لهم .

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

التسليم
رجاء الله وخشيته
لماذا نحن بحاجة الي تكوين الذات المعلوماتية ؟
التجسيم عند ابن تيمية وأتباعه ق (8)
أعمــــال ماقبــل النـــوم
المُناظرة الثانية والسبعون /مناظرة أبي جعفر ...
تصوّر الموجود المطلق
الکلم الطیب والفحش والسب والقذف
ضرورة النبوّة
لُزُوم عِصمَةِ الاِمام

 
user comment