التوحيد الكتابي مقارنة مع عقيدة
الثالوث المسيحي
إن أغرب ما يمكن للعين أن تلحظه في الكتاب المقدس الحالي، ذلك التناقض البارز بين إحدى أسمى العقائد، توحيد الله تعالى وتنزيهه عن أي شريك وند، وأكبر المصائد الإبليسية، عقيدة الثالوث الإلهي الأفلاطوني إن صح التعبير، ولكن ما هي العوامل التي سمحت بإدخال مثل هذا المعتقد إلى صلب العقيدة المسيحية، وإلى الكتاب المقدس تحديداً، وكيف يستطيع المؤمن المكلف بالبحث عن الحقيقة، أن يميز بين الإرادة الإلهية والمدسوسات الشيطانية المهلكة؟
إن الحكم في هذه المسألة لابد أن يكون منطلقاً من قاعدة ثابتة وأسلوب ناجح متّبع، وقد أثار اهتمامي أسلوب المحققين في دوائر الشرطة، حيث يلجئون في
|
|
|
أغلب الأحيان إلى طرح الأسئلة التي تضل الجاهل من حيث اختلاف ظاهرها، وتذهل العالم المدرك من حيث وحدة مضمونها، وهكذا يقع المتهم من تلقاء نفسه في حال كونه مذنباً، ويرى الجميع موارد خطأه ومسبباتها ويحكمون عليه بما يستحقه من عقاب.
ولقد ارتأينا نحن وأحد الرهبان الأجلاء اللجوء إلى النقاش والمباحثة لمعرفة ما إذا كان الكتاب المدقس يوافق على عقيدة الثالوث، ولإظهار الحجة التي تستند عليها الكنيسة عند طرح هذه العقيدة ونسبها إلى الكتاب المقدس..
تعريف:
الثالوث بحسب الدستور الاثناسيوسي هو ركيزة العقائد الكنسية، عليه بنيت وبزواله هدمت …
وقد أجرينا بعض الدراسات اللاهوتية لمعرفة مفهوم الثالوث لدى الكنيسة المسيحية ودار الحوار على النحو التالي …
|
|
|
س.. لقد أثبت الأنبياء عليهم الصلاة والسلام صحة رسالتهم بقداسة سيرتهم ومعجزاتهم وتنبؤاتهم الصادقة، فهل هنالك من فرق وتميز بينهم وبين المسيح عليه السلام؟
الإجابة اللاهوتية.. نعم هنالك فرق شاسع بين الأنبياء والمسيح، رغم ما قاموا به من أعمال خارقة ومعجزات إلهية، ذلك لأنهم فصلوا تعاليمهم عن شخصيتهم بحيث نسبوا ما آتوه من معجزات وما تلفظوا به من تعاليم إلى الله لا إلى أنفسهم.
أما المسيح فلم يفصل بين تعاليمه وشخصيته ولا نسب إلى سواه ما قام به من أعمال ومعجزات، وما علّمه وأفاض به من إرشادات روحية، لكنه جعل نفسه، موضوع تعليمه لأنه إله وابن الله ولا يوجد بينه وبين الله أية فوارق جوهرية.
فما قال مثلاً إني آتيكم بتعليم جديد من الله وإني
|
|
|
مرشدكم إلى الطريق التي تؤدي إليه، بل وقال ((أنا نور العالم من يتبعني فلا يمشي في ظلام)) يوحنا 8: 12.
وقال أيضاً محدثاً ومبرهناً عن مجده (أنا الطريق والحق والحياة لا أحد يأتي إلى الآب إلا بي) يوحنا 14: 6 ولم يقل إني أحمل إليكم وسائل من الله تضمن لكم الحياة الأبدية بل وقال (أنا القيامة والحياة من آمن بي وإن مات فسيحيا) يوحنا 25: 11.
كان هو نفسه الإنجيل، وبشرى الخلاص إلى العالم قد نستطيع أن نفصل موسى عن شريعته وأشعياء عن نبوته ولكننا لا نستطيع أن نفصل المسيح عن إنجيله...
تعليق... إن الكتاب المقدس الحالي لا يذكر بأن المسيح قد أدعى بأنه أفضل من الأنبياء الذين سبقوه بل قال إنه أتى ليكمل رسالتهم، فيضيف عليها ما شاء الله من تعاليم، أما بخصوص الإجابة اللاهوتية فقد أثيرت فيها مسائل عدة أبرزها...
|
|
|
إن المسيح لم ينسب إلى الله ما قام به من معجزات وما آتاه من تعاليم.. وقد استندوا في هذا الادعاء إلى إنجيل وما آتاه من تعاليم.. وقد استندوا في هذا الادعاء إلى إنجيل يوحنا 8: 12 و 14: 6 و 11: 25 كما سبق وأشرنا، ولكن واقع الكتاب المقدس يثبت عكس هذه النظرية فقد ورد عن لسان المسيح (عليه السلام) وفي إنجيل يوحنا 6: 38 ما يدحض ذلك الادعاء حيث قال:
(لأني قد نزلت من السماء ليس لأعمل مشيئتي بل مشيئة الذي أرسلني) نعم فقد نسب ما أتى به من تعاليم وأفعال إلى الله الذي أرسله قامعا بذلك أي ادعاء يتنافى مع هذا الاعتراف...
المسألة الثانية:
القول بأنه لا يوجد بين المسيح والله عزّوجلّ أية فوارق جوهرية...
إن تعاليم المسيح (عليه السلام) في الكتاب المقدس الحالي إنما هي منسوبة له وقد كتبها التلاميذ من بعده كما هو معروف، ورغم ذلك ترى فيها من الحقائق ما يدحض هذا الإدعاء حيث نقرأ في إنجيل متى 19: 19
|
|
|
عن المسيح أنه قال: (لماذا تدعوني صالحاً ليس أحد صالح إلا واحد وهو الله) نعم هذا هو المسيح (عليه السلام) وهذه تعاليمه التي طمست معالمها أفراداً وجماعات يزعمون اتباعه (عليه السلام) مظهرين بذلك أشنع المدسوسات عقيدة الشرك الأكبر، الثالوث.
فقد كان يعلم مقامه كرسول من الله ولذلك لم يقبل أو يشاء أو يدعوه أحدهم بالصالح تاركاً صفة الصلاح المطلق لله عزّوجلّ. ولكن الكنيسة المسيحية ترفض أن يكون المسيح رسول من الله بل تزعم في مقابل ذلك بأنه والله واحد فما هو رأي الكتاب المقدس في ذلك.
الدليل على أن المسيح (عليه السلام) رسول من الله في الكتاب المقدس...
ورد في رسالة بولس إلى أهل رومية 1: 1 (المسيح المدعو رسولا المفرز بإنجيل الله الذي سبق ووعد به أنبياءه في الكتب المقدسة) وعن المسيح أنه قال: (فإني أقول لكم أيها
|
|
|
الأمم بما إني أنا رسول للأمم أمجد خدمتي).
وقد تمت علامات الرسول في المسيح عليه السلام إذ تناولها بولس مبشراً به حيث قال: (إن علامات الرسول صنعت بينكم في كل صبر بآيات وعجائب وقوات) 2كو 12/12.
وهكذا بين الكتاب المقدس أن المسيح رسول من الله وقد أكد المسيح ذلك في مرقس. 9: 37...
إذ قال: (من يقبل واحداً من أولاد مثل هذا باسمي يقبلني ومن قبلني فليس يقبلني أنا بل الذي أرسلني) والسؤال هل يستوي الرسول ومرسله؟
إن الجواب على هذا السؤال قد أعطاه المسيح نفسه حيث علّم اتباعه قائلاً: (لأني أعطيتكم مثالا كما صنعت بكم تصنعون أنتم ايضا الحق الحق أقول لكم أنه ليس عبد أعظم من سيده ولا رسول أعظم من مرسله إن علمتم هذا فطوباكم إن عملتوه) يوحنا 13: 16 و 17..
والنتيجة المعقولة بناء على تعاليم الكتاب المقدس، هي ان المسيح (عليه السلام) لم يدع أو يعلم من نفسه بل كان
|
|
|
رسولاً يعمل بموجب تكليفه الإلهي وللتأكيد من هذا اخترنا لكم عشرين موضعاً من الكتاب المقدس تفيد بأن المسيح (عليه السلام) رسولاً من عند الله...
إنجيل لوقا |
إنجيل يوحنا |
إنجيل يوحنا |
إنجيل يوحنا |
18:2 |
34:3 |
6: 39 و 44 |
6: 57 |
10: 16 |
34:14 |
49:12 |
8: 26و 29 و33 |
|
38:6 |
16:8 |
5:16 |
|
5: 23و24 |
37:12 |
29: 8-42 |
|
4:19 |
36:10 |
45: 12و21: 20 |
إن هذه النصوص الكتابية كافية دون ريب لإثبات صحة ادعائنا ودحض إدعاء الكنيسة المسيحية، التي تلجأ إلى المدسوسات لتثبت نظرياتها وبدعها المنسوبة إلى المسيح والمسيحية الحقة...
المسألة الثالثة:
الادعاء بأن المسيح (عليه السلام) نسب الحياة الأبدية لنفسه وحصر الحصول عليها بعبادته...
إن مثل هذا الزعم يعتبر بعيداً عن الواقع ويرفضه
|
|
|
المسيح (عليه السلام) في الكتاب المقدس قائلا (هذه هي الحياة الأبدية إن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته) والخلاصة هي أن تعاليم المسيح تفرض علينا أن نؤمن به كرسول وبكتابه كوحي منزل وبالتالي فإن الإيمان بالله ورسله والملائكة والكتاب هو السبيل الوحيد للفوز برضا الله عزوجل وقد ورد ذكر هذه القاعدة في القرآن الكريم إذ نقرأ في سورة النساء / 136 / (يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا(136)).
س2.. تعتبر الكنيسة بحسب مفهومها اللاهوتي إن المسيح (عليه السلام) إلها فما هو الدليل على ذلك من الكتاب المقدس؟
الإجابة اللاهوتية.. إننا نعتبر المسيح إلها لا بل ونجزم بذلك فقد أعلن عن ألوهيته بتصرفاته وتصريحاته، وشريط حياته اليومي (أي مجموعة تصرفاته اليومية) من
|
|
|
تعاليم وإجراءات وحركة، ولا سيما مقاضاته أمام المحكمة اليهودية العليا (السنهدريم) والحكم عليه بالموت صلباً، لن يفهم إلا لأنه جاهر بألوهية، وقد تصرف المسيح كإله إذ عدّل الشريعة الموسوية التي هي من الله، وغيّر مراسيم السبت (متى 6: 5) وجاهر بغفران الخطايا، وأظهر سلطانه على الموت والحياة باسم الله، وأعلن حقه بالصدارة على الأنبياء وطلب أن يحب ويعبد كإله قدير وقد غفر الخطايا بظروف متعددة، منها إن اليهود جاءوه يوماً بمخلع ليشفيه من شلّله أما هو فلما رآه بادره بقوله له...
(قف يا بني مغفورة لك خطاياك ولما استغرب علماء اليهود تصرفه هذا وقالوا في قلوبهم إنه يجدف لأنه لا يستطيع أحد إن يغفر الخطايا إلا الله حينئذ قال لهم لكي تعلموا إن ابن الإنسان له سلطان على الأرض إن يغفر الخطايا عند ذلك قال للمخلع أحمل سريرك واذهب إلى بيتك) متى 1: 9 - 8
تعليق:
إن كون المسيح (عليه السلام) قام بمغفرة الخطايا على ما ورد في الكتاب المقدس فهذا لا يعني إنه إله، والدليل على
|
|
|
ذلك، إن تلاميذه أيضاً قاموا بمغفرة الخطايا من بعده، كما ورد في إنجيل يوحنا 22: 20.
(ولما قال (المسيح) ذلك نفخ وقال لهم (التلاميذ) اقبلوا الروح القدس من غفرتم خطاياه تغفر له ومن أمسكتم خطاياه أمسكت).
وأوصى تلاميذه قائلاً: (أن يكرز باسمه بالتوبة ومغفرة الخطايا لجميع الأمم مبتدأ من أورشليم وأنتم شهود لذلك) لوقا 46: 24.
فإذا افترضنا أن المسيح (عليه السلام) إلهاً لأنه غفر الخطايا حسبما تزعم الكنيسة فالتلاميذ الاثنا عشر وغيرهم من المبشرين هم آلهة فهل تقبل الكنيسة بهذا الواقع المؤلم..
س3.. كيف أظهر المسيح (عليه السلام) ذاته رباً للموت والحياة كما سبق وزعمتم وما هي الأدلة على ذلك من الكتاب المقدس الحالي؟
الإجابة اللاهوتية: أظهر المسيح ذاته رباً للموت
|
|
|
بإحيائه الموتى فقد أحيا ابنة يايرس رئيس المجمع حسب ما جاء في الكتاب المقدس (وإذا رجل اسمه يايرس قد جاء وكان رئيس المجمع فوقع عند قدمي يسوع وطلب إليه ان يدخله بيته لأنه كان له ابنة وحيدة لها نحو اثنتا عشرة سنة وكانت في حال الموت ففيما هو منطلق زحمته الجموع... وبينما هو يتكلم جاء واحد من دار رئيس المجمع قائلا له قد ماتت ابنتك لا تتعب المعلم فسمع يسوع وأجابه لا تخف آمن فقط فهي تشفى فلما جاء الى البيت لم يدع أحد يدخل... وكان الجميع يبكون عليها ويلطمون فقال لهم لا تبكوا لم تمت لكنها نائمة فضحكوا عليه عارفين إنها ماتت فأخرج الجميع خارجاً وأمسك بيدها ونادى قائلاً يا صبية قومي فرجعت روحها وقامت في الحال فأمر أن تعطى لتأكل) لوقا 49: 8 - 55
وأظهر أنه رب الموت والحياة عندما أحيا ابن أرملة نائين وهذا النص الحرفي لهذه الحادثة كما وردت في الكتاب المقدس (فلما اقترب (يسوع) إلى باب المدينة إذا ميت محمول ابن وحيد لأمه وهي أرملة ومعها جمع كثير من المدينة فلما رآها الرب تحنن عليها وقال لها لا تبكي ثم تقدم
|
|
|
ولمس النعش فوقف الحاملون فقال أيها الشاب لك أقول قم فجلس الميت وابتدأ يتكلم فدفعه إلى أمه) لوقا 11: 7 - 17.
أما قدرته الإلهية فتجلت بنوع خاص ببعثه ليعازر شقيق مرثا ومريم من القبر بعد دفنه بأربعة أيام في قرية بيت عنيا المجاورة لأورشليم وقد وردت هذه الحادثة في إنجيل يوحنا 11: 11 إلى / 46 / وهذا نصها: (قال هذا وبعد ذلك قال لهم ليعازر حبيبنا قد نام لكني اذهب لأوقظه فقال تلاميذه يا سيد إن كان قد نام فهو يشفي وكان يسوع بقول عن موته وهم ظنوا أنه يقول عن رقاد النوم فقال لهم يسوع حينئذ علانية لعازر مات وأنا أفرح لأجلكم أني لم أكن هناك لتؤمنوا ولكن لنذهب إليه فقال توما الذي يقال له التوأم للتلاميذ رفقائه لنذهب نحن أيضاً لكي نموت معه فلما أتى يسوع وجد أنه قد صار له أربعة أيام في القبر، قال لها يسوع سيقوم أخوك قالت له مرثا أن أعلم أن سيقوم في القيامة في اليوم الأخير قال لها يسوع أنا هو القيامة والحياة من آمن بي وان مات فسيحيا وكل من مكان حياً وآمن بي فلن يموت إلى الأبد أتؤمنين
|
|
|
بهذا قالت له نعم يا سيد أنا قد آمنت أنك أنت المسيح ابن الله الآتي إلى العالم ولما قالت هذا مضت... لما أتت إلى حيث كانت يسوع ورأته خرت عند رجليه قائلة له يا سيد لو كنت هاهنا لم يمت أخي، فلما رآها يسوع تبكي واليهود الذين جاءوا معها يبكون أنزعج بالروح واضطرب وقال أين وضعتموه فقالوا له يا سيد تعالى وانظر وبكى يسوع فقال اليهود انظروا كيف كان يحبه وقال بعض منهم ألم يقدر هذا الذي فتح عيني الأعمى أن يجعل هذا أيضاً لا يموت فانزعج يسوع أيضاً في نفسه وجاء إلى القبر وكان مغارة قد وضع عليه حجر فقال يسوع ارفعوا الحجر قالت له مرثا أخت الميت يا سيد قد انتن إن له أربعة أيام قال لها يسوع ألم اقل لك إن آمنت ترين مجد الله فرفعوا الحجر حيث كان الميت موضوعاً ورفع يسوع عينيه إلى الأعلى وقال أيها الأب أشكرك لأنك سمعت لي وأنا علمت أنك في كل حين تسمع لي ولكن لأجل هذا الجمع الواقف قلت ليؤمنوا أنك أرسلتني ولما قال هذا صرخ بصوت عظيم ليعازر هلم خارجا فخرج الميت ويداه ورجلاه مربوطات باقمطه ووجهه ملفوف بمنديل فقال لهم يسوع حلوه ودعوه يذهب) نعم لقد برهن
|
|
|
يسوع عن قدرته الإلهية عندما أمر ليعازر بالخروج من القبر رغم الفترة الزمنية الكفيلة بجعل جسده ينتن وحسب مفهوم الكتاب المقدس فإن إحياء الناس وإماتتهم امتياز يحمله الله فقط، وبهذا يصبح المسيح من دون شك هو الله، إذ ينفرد الله بهذه الميزة كما هو مدون في سفر الملوك الأول 2: 16 حيث نقرأ (الرب يميت ويحي ويحدر إلى الجحيم ويصعد) وقد اعترف أيوب بذلك إن قال (روح الله الذي صنعني ونسمة القدير أحيتني).
وداود أيضاً يرنم في ذلك قائلاً: (أنت الذي أراني مضايقاً كثيرة لكن تعود فتحييني) ولقد أظهر المسيح تلك القدرة الإلهية بالتحكم بالموت والحياة وأثبت له مالك هذه القدرة وأنها لم تمنح له بقوله لمرثا (أنا هو القيامة والحياة من آمن بي وإن مات فسيحيا) يوحنا الأولى 11:: 25 وكلمة أنا القيامة والحياة هي كلمة الله في
|
|
|
العهد القديم حيث يقول المسيح بصفته الله (أنا الرب صانع الكل ناشر السماوات وحدي وباسط الأرض بنفسي).
وهذا دليل على انفراد الله بأعمال البعث وإعادة الحياة، وبما أن المسيح يقوم بهذه الأعمال فهذا خير دليل على أنه الله، وبما أن المسيح قد خلّص ابن الأرملة وابنة يايرس ولعازر والمئات من المرضى من عذابهم وبححسب مفهوم الكتاب المقدس يوجد مخلص واحد وهو الله وقد ورد هذا في اشعياء 43: 10 إذ يردد قائلاً نقلا عن الله (إني أنا هو لم يكن إله قبلي ولا يكون بعدي أنا أنا الرب لا مخلص غيري) إذن فالمخلص هو الله = المسيح هو الله...
تعليق: إن الرد على هذا النص القوي الذي ملئ عدة صفحات، بسيط ولا يحتاج سوى بضعة أسطر، أخذ بالمثل القائل خير الكلام ما قل ودل.
لقد استنتجت من هذا الرد إن المسيح (عليه السلام) اله لا بل الله، بحسب اعتقاد الكنيسة المسيحية، ذلك كونه
|
|
|
يحيي الموتى، ولا يستطيع أحد أن يفعل ذلك سوى الله عزّوجلّ، ولكن هذا المفهوم يحمل في طياته العديد من الأخطاء، وذلك استناداً على ما ورد في الكتاب المقدس الحالي، المستند عليه من قبل اللاهوتيين في ردهم هذا، وهكذا يظهر التناقض إذ يتبين لنا إن العديد من الأنبياء قاموا بمثل هذه العجائب لا سيما إحياء الموتى، ومن أبرز الأمثلة المدونة في الكتاب المقدس حادثة قام بها نبي الله اليشع (عليه السلام) و هذا نصه كما وردت...
(فحمله وأتى به إلى أمه فجلس على ركبتيها إلى الظهر ومات فصعدت وأضجعته على سرير رجل الله وأغلقت عليه ورحلت ونادت على رجلها وقالت أرسل لي واحداً من الغلمان اليوم لا رأس شهر وراس ولا سبت فقالت سلام وشرعت على الأتان وقالت لغلامها سق وسر ولا تنعوق لأجلي في الركوب إن لم أقل لك وانطلقت حتى جاءت إلى رجل الله إلى جبل الكرمل فلما رآها رجل الله من بعيد قال لحجيزي غلامه هوذا تلك الشونمية أركض الآن للقائها وقل لها سلام لك أسلام لزوجك
|
|
|
سلام للولد فقالت سلام فلما جاءت إلى رجل الله إلى الجبل وأمسكت رجليه فتقدم حجيزي ليدفعها فقال رجل الله دعها لأن نفسها مرة فيها والرب كتم الأمر عني ولم يخبرني فقالت هل طلبت ابننا من سيدي ألم أقل لا تخدعني فقال لحجيزي أشدد حقويك وخذ عكازي بيدك وانطلق وإذا صادفت أحداً فلا تباركه وإن باركك أحد فلا تحبه وضع عكازي على وجه الصبي فقالت أم الصبي حي هو الرب وحية هي نفسك إني لا. أثر كك فقام وتبعها وجاز حجيزي قدامهما وضوع العكاز على وجه الصبي فلم يكن صوت ولا مصغي فرجع للقائه وأخبره قائلا لم ينتبه الصبي ودخل اليشع البيت وإذا بالصبي ميت ومضطجع على سريره فدخل وأغلق الباب على نفسيهما كليهما وصلى إلى الرب ثم صعد واضطجع فوق الصبي ووضع فمه على فمه وعينيه على عينيه ويديه على يديه وتمدد عليه فعطس الصبي سبع مرات ثم فتح عينيه فدعى حجيزي وقال ادعي هذا الشونمية فدعاها ولما دخلت إليه قال أحملي ابنك فاتت وسقطت على رجليه وسجدت إلى الأرض ثم حملت ابنها وخرجت) ملوك الثاني 20 ك 4 إلى 37
إن هذه الحادثة هي إحدى الأعمال العجائبية التي قام
|
|
|
بها اليشع (عليه السلام)، وقد تعتبرها الكنيسة غير كافية إذ قالت إن المسيح لم يتلق الدعم من أحد اثناء قيامه بالمعجزات، ولذلك نرى لزاماً علينا أن نسلط الضوء باتجاه موقف المسيح لنرى إن كان قد أدّعى مثل هذه التعاليم أم لا. وقد ارتأينا التعليق على الحادثة التي استعملتها الكنيسة كدليل ألا وهي حادثة بعث ليعازر من الموت.
لقد ورد في هذه الحادثة أن المسيح (عليه السلام) قال قبل قيامه بالمعجزة (ورفع يسوع عينيه إلى الأعلى وقال أيها الأب أشكرك لأنك سمعت لي) أعمال 11: 41.
والشكر الذي تلفظ به (عليه السلام) دليل على اعترافه بفضل الله عليه، المالك الحقيقي لهذه القدرة، وقد أظهر المسيح الهدف من وراء إعطائه تعالى إياه هذه القدرة، ألا وهو إظهار مجد الله وإثبات نبوة المسيح أمام اليهود وحثهم على الإيمان به، إذ ذكر عند إقامته للعازر (لأجل
|
|
|
هذا الجمع الواقف قلت ليؤمنوا أنك أرسلتني) العدد / 43 /
ورغم ذلك يبقى لدى علماء اللاهوت تحيزا وانغلاقاً وتشدداً لا مبرر له في هذا الموضوع، حيث ينسبون للمسيح (عليه السلام) ما لم ينسبه هو لنفسه، ولجزم هذه المسألة سوف نروي حادثة مهمة تحمل من البراهين ما يفيض لنثبت أن اليشع (عليه السلام) كان مباركاً في حياته ومماته، حيث استطاع أن يقيم بجثمانه أحد الموتى وإليكم النص الحرفي لهذه الحادثة كما وردت (ومات اليشع ودفنوه وكان غزاة مؤاب تدخل على الأرض عند دخول السنة وفيما كانوا يدفنون رجلاً إذا بهم قد رأوا الغزاة فطرحوا الرجل في قبر اليشع فلما نزل الرجل ومس عظام اليشع عاش وقام على رجليه) ملوك 13: 21.
بات واضحاً وجلياً أن اليشع كان يحمل نفس المميزات المنطبقة على المسيح (عليه السلام) فيما يختص بإحياء الموتى، فهل يعني ذلك أن اليشع (عليه السلام) إله، وهل ادعى يوماً أنه الله عزّوجلّ لأنه قام بمثل هذه
|
|
|
الأعمال الممجدة، قطعا لا، وحتى المسيح (عليه السلام) لم ينسب إلى نفسه الألوهية من خلال أعماله العجائبية والتي كانت تجري بفضل الله تعالى عليه ومساعدته، فلماذا نسمح لأنفسنا بالتجديف على الله تبارك وتعالى، وبتوجيه الإهانات للمسيح (عليه السلام) كما لو كانت تعظيما منا، فعند ادعائنا أن المسيح (عليه السلام) إلها أو الله، ننسب إليه كذبا ما لا يرضيه فنغيظه بدل إرضائه، ونبغضه وننزل من منزلته بدل تمجيده بها، فلنتق الله عزّوجلّ ولنرضخ لما أراده الله لنا ولنبتعد عن الأباطيل التي زرعها الشيطان في دروبنا لإبعادنا عن طريق الحق والإيمان...